الرئيسيةعريقبحث

كلمة التوحيد


☰ جدول المحتويات


كلمة التوحيد هي مصطلح عقائدي عند المسلمين، وهي أصل الأصول عندهم، ينبني عليها كل ما يأتي من بعد من عقائد وأحكام وشرائع ولا يعتبر المسلم مسلما إلا إذا آمن بها وصدقها وعمل بها، ويتفاوت في ذلك الناس من حيث قوة الإيمان وعمق التصديق وإخلاص العمل وخلاصه. تنص هذه الكلمة على لا إله إلا الله محمد رسول الله وبذلك فيكون لها شقين لا يفترقان:

  • الأول: لا إله إلا الله: وفيه توحيد لمن يستحق العبادة ولا يستحقها غيره.
  • الثاني: محمد رسول الله: وفيه توحيد لمن أراد الله تعالى أن يعبد على طريقته وسنته محمد بن عبد الله ولذلك أرسله.

وكلمة التوحيد هي الباب الذي يدخل الإنسان منه إلى الإسلام ويفارق على أعتابه طريق الكفر. وكلمة «لا إله إلا الله» هي في حد ذاتها تتضمن الكفر بالطاغوت لكل من أتى بكلمة التوحيد فإنه يعلن في الوقت ذاته الكفر بالطاغوت، والبراءة من كل ما يعبد من دون الله تعالى. وكلمة الشهادة: "لا إله إلا الله" تنفي الألوهية عن غير الله، لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهى تنفى الألوهية وهى العبادة عن غير الله، وتثبت العبادة لله وحده، دون ما سواه من سائر المخلوقات، والأدلة على هذا من كتاب الله وسنة رسوله كثيرة جداً، منها قوله عز وجل: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ ﴾ وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ۝ ﴾ وقوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ ﴾. وكلمة التوحيد هي الكلمة التي على أساسها جاءت رسالة النبي محمد إلى مجتمعه والناس أجمعين، وبها قدَّم النبي محمد علاجاً متكاملاً للنفس الإنسانية في حياتها الفردية والجماعية على مر العصور، تلك الحقيقة التي يؤكدها اللّه سبحانه وتعالى في القرآن بقوله: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ۝ ﴾.[1]

معنى كلمة التوحيد

كلمة التوحيد هي أصل الدين وأساسه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة، والجنة والنار، وهي دعوة جميع الأنبياء والرسل، من لدن نوح حتى محمد . وقد تظاهرت النصوص من الكتاب والسنة لبيان معنى توحيد العبادة. قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ ﴾ فلم يقروا بهذه الكلمة، وذلك لأنهم يعلمون معناها، إذ لو كان مجرد قول لا يلزم منه نبذ جميع المعبودات سوى الله لقالوها، ولذا أخبر الله تعالى واصفاً حال المشركين بقولهم: ﴿ أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ۝ ﴾ فعلموا ما يراد من هذه الكلمة، فلم ينطقوا بها. وجميع الأنبياء إنما دعوا لعبادة الله وحده، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ۝ ﴾ وقد رد قوم هود ما دعا إليه بقولهم: ﴿ قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ۝ ﴾ فعلموا ما أراد من دعوتهم، من ترك كل ما يعبده هؤلاء وآباؤهم من قبل، إلى عبادة الله وحده، وما ذاك إلا أنهم علموا معنى كلمة التوحيد وما يراد بها. وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ۝ ﴾ فبيّن الله تعالى أن الذي يعبد هؤلاء المشركون من دونه سبحانه - من الأصنام والأوثان - هو الباطل الذي يضمحل ويفنى، وأن عبادته سبحانه وتعالى وحده هي الحق؛ لأن كل من دونه متذلل منقاد.[2]

فضل كلمة التوحيد

  • قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ۝ ﴾.
  • وقال أيضاً: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ۝ ﴾.
  • وعن عبادة عن النبي قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». متفق عليه.
  • وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك». متفق عليه.
  • وعن أنس بن مالك أن نبي الله ، ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل، قال: «يا معاذ!» قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ!». قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ!». قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار» قال: يا رسول الله! أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: «إذا يتكلوا». فأخبر بها معاذ عند موته، تأثما». متفق عليه.
  • وعن أبي هريرة أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: «لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه». أخرجه البخاري.
  • وعن عثمان قال: قال رسول الله : «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة». أخرجه مسلم.

انظر أيضاً

المصادر والمراجع

  1. الموسوعة الميسرة في التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ص: 392.
  2. جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة، ص: 59-60.

موسوعات ذات صلة :