تضم مكتبة الإسكندرية أربعة متاحف وهي :
- متحف الآثار
- متحف المخطوطات والكتب النادرة
- متحف السادات
- متحف تاريخ العلوم
متحف الآثار
ولدت فكرة استضافة متحف للآثار داخل مجمع مكتبة الإسكندرية الثقافي حين تم اكتشاف عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي، وذلك ضمن أعمال الحفر التي تمت قبل إقامة المكتبة في موقعها هذا.
ومتحف الآثار هو أحد المتاحف القليلة في العالم التي تعرض قطعًا فنية تم اكتشافها في نفس مكان عرضها.
وقد تم افتتاح المتحف رسميًّا في 16 أكتوبر 2002. وقد اختيرت مقتنياته بعناية لتعكس تاريخ مصر الثري والمتعدد الثقافات والممتد عبر الثقافات الفرعونية واليونانية/ الرومانية، والقبطية والإسلامية، مع التركيز على الإسكندرية والمرحلة الهيلينستية. ويحتوي المتحف على 1133 قطعة معروضة أبرزها المجموعتين التاليتين:
- قطع فنية اكتشفت أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة (1993-1995)
- آثار رُفعت من قاع البحر المتوسط بالقرب من الميناء الشرقي وفي منطقة خليج أبو قير.
وقد أنشئ المتحف في عام 2001 بهدف تعزيز البحث والابتكار من خلال البرامج والأنشطة المختلفة. فهو يعمل على تعريف زائريه بالفترات المختلفة من تاريخ مصر، وعلى توعية الشباب والنشء ثقافيًّا عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من البرامج التعليمية.
وقد صُمِّم المتحف بأسلوب عصري باستخدام أحدث تقنيات التصميم الداخلي مثل أنظمة الإضاءة البصرية الحديثة التي تناسب المعارض، وأنظمة مكافحة الحريق والسرقة. وأضيفت اللغة الفرنسية مؤخرًا إلى بطاقات الشرح بجميع الأقسام بالمتحف بجانب اللغتين العربية والإنجليزية لخدمة كافة زائري المتحف.
يعد الموقع الإلكتروني لمتحف الآثار والذي يضم قاعدة بيانات مسجل عليها ما يقرب من ألف قطعة أثرية هو الأول من نوعه على مستوى مصر من حيث عرضه لأغلب مقتنياته للجمهور على شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. حيث يستطيع المستخدم من خلال الموقع الدخول على أيٍّ من أقسام المتحف وقراءة مقدمة تاريخية وفنية عن العصر الذي تنتمي إليه القطع المعروضة بتلك الأقسام، يلي ذلك عرض تفصيلي وسلس لأهم القطع الأثرية المعروضة بالقسم. كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف.
متحف المخطوطات والكتب النادرة
يضم متحف المخطوطات والكتب النادرة ما يقرب من مائة وعشرين مخطوطةً وكتابًا نادرًا بعدة لغات منها العربية واللاتينية. وتزين حوائط المتحف، فوق مخطوطات القرآن وعلومه، قطعتان من كسوة الكعبة الشريفة. ومن جهة أخرى يستطيع زائر المتحف أن يطلع على بعض الإصدارات الإلكترونية لمركز المخطوطات التي تعتمد على أحدث التقنيات الرقمية، وذلك من خلال أجهزة كمبيوتر مزودة بشاشات تعمل باللمس؛ مما يتيح الاطلاع التفصيلي على المخطوطة، مع تقليب الصفحات وتكبير الجزء المراد النظر إلى تفاصيله، وكذلك الاستماع إلى التعليق والشرح المصاحب.
قسم الأوعية النادرة
المراد بالأوعية النادرة نفائس المقتنيات المحفوظة بمكتبة الإسكندرية وهي: المخطوطات الأصلية، والكتب النادرة، والخرائط، والعملات القديمة، والمقتنيات الشخصية للمشاهير، والإهداءات النفيسة المقدَّمة للمكتبة، والوثائق، وغير ذلك من أوعية المعلومات النادرة. ويتكون القسم من عدة وحدات ومجموعات عمل؛ هي: وحدة المقتنيات النادرة التي تضم عددًا من العملات التذكاريَّة والخرائط والمقتنيات الشخصيَّة والطوابع والوثائق المهمة، ووحدة المخطوطات التي تضم المخطوطات الأصلية، وعلى رأسها: مجموعة بلدية الإسكندرية، بالإضافة إلى المصادر التراثية المطبوعة التي يحتاج إليها الدارسون في شتى مجالات العمل التراثي. أما وحدة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة فهي تضم مجموعة من أندر الكتب، وأيضًا المكتبات (الكاملة) المهداة من كبار الشخصيات. كما تضم قاعة اطلاع مخصصة للكتب النادرة والمجموعات الخاصة (بمستوى B2).
قسم الميكروفيلم
ترجع أهمية هذا القسم إلى أن الأوعية الميكروفيلمية وبطاقات الميكروفيش من أهم الوسائل التي تُستخدم في حفظ المخطوطات والمطبوعات النادرة والوثائق المهمَّة التي يُخشى ضياعها أو تلفها مع كثرة التداول ومرور الزمن، بالإضافة إلى سهولة الاطلاع عليها وتداولها دون المساس بأصولها.
وقد تم إثراء محتوى القسم بمجموعات نادرة من المخطوطات والوثائق (قرابة خمسين ألف مخطوطة، وخمسين ألف وثيقة) من أهمها: المجموعة الكاملة لمخطوطات دير الإسكوريال بإسبانيا، ومخطوطات جامعة توبنجين بألمانيا، ونسخة كاملة للمخطوطات العربيَّة والفارسيَّة والتركيَّة المحفوظة بلندن (المكتبة البريطانية). وهذه المجموعة هي الأكبر من نوعها في العواصم الأوروبيَّة. كما يحتوي رصيد القسم على مجموعةٍ ميكروفيلميَّة كاملة للجرائد الوطنية والعربيَّة، منذ صدورها إلى وقتنا.
قسم العرض المتحفي
ويتكون هذا القسم من قاعة العرض المتحفي التي تقع بمستوى B1 في قلب مكتبة الإسكندرية، وتُعرض بها نفائس المخطوطات، والكتب النادرة، وغيرها من مقتنيات المكتبة النادرة. ويمكن لزائر القاعة الاطلاع على الإصدارات الإلكترونيَّة لمركز المخطوطات، التي تعتمد على أحدث التقنيات الرقمية.
متحف السادات
متحف السادات يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مدينة الإسكندرية، وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ حيث تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة 260 مترًا.
وسيشاهد الزائر قبل دخول المتحف عرض "بانوراما التراث" (Culturama) عن الرئيس السادات. كما تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التليفزيون المصري مجموعها 12 ساعة تضم عددا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات "أكشن بيوجرافي"، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التي لم تذع من قبل سواء في مصر أو الدول الأجنبية.
ويضم المتحف عددًا من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة؛ سواء داخل مصر أو إهداء من دول أخرى، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان السادات.
كما يضم المتحف عددًا من الميداليات؛ بالإضافة إلى مجموعة من البدل المدنية والعسكرية، والبدلة العسكرية التي كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 مغطاة بدمائه.
وسيجد الزائر كذلك جهاز الراديو الخاص بالسادات، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعدد من أندر الكتب التي أهديت إليه، وعدد من "بورتريهاته"، إلى جانب العصي الشخصية الخاصة به، ومجموعة من السيوف العربية، والدروع التذكارية، و"البايب" الخاص به، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.
كما أهدت السيدة جيهان السادات المتحف صندوقاً يضم ثلاثة مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت للرئيس الراحل خلال زيارته إلى القدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضاً تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقاً شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءاً منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.
متحف تاريخ العلوم
يُلقي متحف تاريخ العلوم الضوء على الجانب التاريخي للعلوم في مصر من خلال ثلاث حقب تاريخية مهمة هي: مصر الفرعونية، والإسكندرية الهلينستية، والحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى؛ حيث يحتفي المتحف بالعلماء الذين أثروا بأعمالهم العلم والمعرفة. ويسعى المتحف إلى إحياء الاكتشافات العلمية والإنجازات العظيمة لقدامى العلماء وكذلك المترجمين الذين أتاحوا لهذه الأعمال أن تتخطى حواجز الزمان والمكان.
ومتحف تاريخ العلوم ليس بمتحف تقليدي، فهو يقدم عدة أنشطة تستهدف الجمهور العام، وخاصًة طلبة المدارس، بالإضافة إلى تنظيمه لعدة جولات متحفية تقليدية.