محمد بن عبد الله بن علي الرشيد هو خامس حكام إمارة جبل شمر في حائل. (حكم من 1873 إلى 1897). تولى الحكم بعد أن قتل ابن أخيه بندر الطلال، لاختلافهما حول شؤون الدولة، ولوجود خلافات تراكمت بين الإثنين بدأت بعدما قتل بندر عمه متعب العبدالله وتولى الحكم مكانه في حائل عام 1869.
الأمير | ||
---|---|---|
| ||
معلومات شخصية | ||
تاريخ الوفاة | ديسمبر 1897[1] | |
الجنسية | إمارة جبل شمر | |
اللقب | المهاد | |
الأب | عبد الله بن علي الرشيد | |
أخوة وأخوات | ||
عائلة | آل رشيد | |
مناصب | ||
أمير | ||
في المنصب 1872 – ديسمبر 1897 |
||
في | إمارة آل رشيد | |
معلومات أخرى | ||
المهنة | سياسي |
العصر الذهبي
اعتمدت سياسة الأمير محمد العبد الله على عنصرين: البناء والتنمية الداخلية أولاً، والتوسع الخارجي وتوحيد مزيد من الأقاليم ضمن دولته ثانياً وقام بتوزيع وتنظيم القوى العسكرية، وقسمها إلى ثلاث قطاعات :
- الشرطة الداخلية.
- الحرس الخاص.
- الجيش.
وهذا ساهم في بسط الأمن على كافة الأراضي التابعة لحكومته، ما أدى إلى حدوث ازدهار اقتصادي عام، فقد كانت القوافل في عصره تنطلق من العراق ودمشق حتى حائل ونجد والرياض وحتى الحجاز غرباً ونجران جنوباً دون أن تتعرض لأي أذى.
وكذلك عمل محمد على توسيع أراضي دولته وبلغت دولة الرشيد أقصى اتساع لها في عصره إذ وصلت حدودها الشمالية إلى الجوف، وغربا وصلت حدوده حتى حدود منطقة عالية نجد إلا أنه ضم تيماءفي الشمال الغربي. وفي الشرق وصلت حدود دولته حتى الجهراء في الكويت. وفي الجنوب وصل حتى الخرج.
ويعتبر عصر محمد العبد الله الرشيد، العصر الذهبي لإمارة جبل شمر، من حيث الاستقرار وتوسع النفوذ وزيادة الموارد المالية للدولة لذلك لقب بمحمد المهاد لأنه مهد جميع اراضي نجد تحت حكمة.
صفاته الحميده في معاملاته (زيارته لدغيم الظلماوي : ياكليب شب النار)
فلقد كان محبوبا من الجميع ويساعد المحتاجين ويميل بطبيعته للاعمال الخيرية والاجتماعيه، وهذا يظهر جليا من خلال قصيدة الشاعر دغيم الظلماوي ودليل على صفات الأمير الحميده عندما زاره في بيته بعد أن ذاع صيت دغيم الظلماوي بالكرم وخاصه بالقهوة وسمع الأمير محمد العبد الله الرشيد بكرم الظلماوي فقرر زياره الظلماوي ليتاكد من ذلك وفي أحد الليالي ركب الأمير ومن معه وفأجئوا الظلماوي بزيارتهم وبعد تناولهم القهوة عنده قال له الأمير ماتقول لى يالظلماوي وش عندك يوم أنت كل يوم تقصد ياكليب ياكليب فعرف الظلماوي ان الأمير زعلان فجاء الظلماوي ومد يده للامير محمد العبد الله وقال له :
مده رهن لولاك ماقلت ياكليب | ولا قلت شب النار وصر موقد له | |
في ليله تجدع سواه المشاهيب | نسريه تفق خليل لخله | |
نطعن بعزك ياحصان الاطاليب | عسا اللي جمع حزمتك ما يفله | |
يالجوهر الناريز يالمسك يالطيب | ياعنبر من جربه مايمله | |
تكفي محاليب وتملا محاليب | وكبد تيبسها وكبد تبله | |
ياطير شلوى مالقي بك عذاريب | لو تستحي ماتجمع الطيب كله | |
يابو اليتامى والارامل ومن عيب | وابو لمن صار العصى ثالث له | |
وابو المحرول والعمى والمحاديب | ومن ضامته بقعاء بك ولد له | |
ان كان هرجي به عليكم عذاريب | سامح عسى اللي عقبك لالف حله |
ثم تبرع الأمير محمد العبد الله الرشيد للظلماوي بتكاليف القهوة طول فترة حياته.
الأمير علوش بن ظويهر في قصر برزان
كان الأمير محمد بن عبد الله بن علي الرشيد يدعو الأمراء والشعراء وشيوخ القبائل بضيافته وكان ابرزهم الشيخ علوش بن ظويهر أمير قبيلة الغضاورة من قبيلة عنزة حيث حل ضيفا عنده ليومين أو ثلاثة، وقد كان علوش ممن يتذوق طعم القهوة ويميزها تماما وبشكل لا يماثله إلا القليل وربما لا يماثله أحد في هذه الخاصية في حينه .
فعندما أديرت فناجيل القهوة، تذوق علوش فنجاله لكنه لم يستسغ طعم القهوة فقيل إنه تعمد أن ينكب الفنجال حوله وعلى الزولية الصوفية وهو أمر عادي بالنسبة لما يتبقى في نهاية الفنجال من بقايا الهيل والقهوة أن يكون على الزل الصوفي فيطيب رائحته، وقيل إنه كب فنجاله خلف المسند خلسة ودون أن ينتبه له أحد، لأن ذلك ما لا يقبل .
لكن الأمير محمد انتبه لما صار من علوش .
ولما سأله حاول أن يجيب جوابا دبلوماسيا يعفيه من ذكر السبب، فقال : مالي بالقهوة اليوم، وربما يحصل مثل هذا الموقف من الكثيرين في مواقف متعددة ونحن لا ندري، لكن ابن رشيد أصر على معرفة السبب، ربما ظنا منه بأن القهوة قد أضيف لها شيء ما، أو أن في نفس الشاعر علوش ما فيها .
فلما أصر على معرفة السبب، طلب علوش من الأمير الأمان لعامل القهوة فلا يصيبه مكروه لأنه هو الذي قد يتضرر، ولأن مقصد علوش حماية القهوجي، فأعطي الأمان، فقال علوش : القهوة صايدة
ولأن الكلمة ليست بذاك الانتشار سأل عن معناها ابن رشيد، فقال علوش : صايدة يعني وقع فيها شيء غريب.
فسأل ابن رشيد وما هو الشيء الغريب الذي وقع في القهوة ؟
فأجابه بأنه قعسي وقيل غير هذا، والمهم أنه أصر على هذا الأمر، فأمر ابن رشيد بأن تصفى دلة القهوة (الخمرة) وهي الدلة الكبيرة الأساسية التي يمكن أن يكون فيها شيء غريب .
فوضع الليف للتصفية وبالفعل تبين ابن رشيد نفسه بأن في القهوة قعسيا .
فقدم ابن رشيد ضيفه علوش في صدر المجلس وأكرمه وطلب منه البقاء لديه عدة أيام، ولعل مقصده من تطويل المدة اختبار ذائقته للقهوة وتعجبه من دقتها وحسه المبهر .
وفي اليوم التالي أمر ابن رشيد بأن يوضع في دلة القهوة التي تقدم لعلوش بن ظويهر ورقة من العرفج، فلما تناولها سأله عن القهوة وأنها اليوم سالمة من أي شيء يكدرها وقد نظفت كل دلال القهوة التي بالأمس .
لكن علوش قال : يا طويل العمر القهوة صايدة ثمر أو عود عرفج
وفي اليوم التالي تم اختبار ذائقة علوش للقهوة مرة أخرى، حيث وضع فيها ما لا يتوقعه، وهو شيء من عود المسواك .
وأعيد عليه السؤال فقال : نعم صايده أراك . وهو المسواك.
أما الاختبار الصعب فهو عندما طلب ابن رشيد بأن تقدم لعلوش قهوة نيئة خلطت بقهوة محروقة وطحنت مع بعض حتى تتعادل بحيث لا ينتبه لها، ولكنه قال : القهوة نصفها ني ونصفها محروق.
فعرف ابن رشيد أن لا فائدة، وأن علوش يتكلم عن علم وحاسة قوية، وهذه الذائقة لا يتحلى بها ويدركها ويقوى عليها سوى شخص صاحب قهوة ولديه حس وذوق حولها فأمر له عند كل هلال شهر بما يلزمه منها تصله في مكانه تقديرا له .
ولهذا قال الشاعر محمد بن عقاب الذويبي أحد مشائخ قبيلة حرب يصف تلك الحالة ويمتدح الشيخ علوش بن ظويهر :
تستاهل الكيف الحمر يابن وايل | أنت الذي تستاهل الكيف كله | |
اللي نقدته وسط ديوان حايل | لولاك ياعلوش محدن فطن له | |
بدلال من يقعد صغا كل عايل | الضيغمي ريف الايدين المقله | |
الضيغمي مردي المهار الاصايل | يامنقطع في ساقته من سجله | |
يابن ظويهر مابها قول قايل | تستاهل الفنجال لا جا محله | |
ياناقد الفاقد بحكم الدلايل | ياريف هجنٍ والمزاهب مقله |
وقد أجابه الشيخ علوش بن ظويهر بقصيدة يمتدحه فيها [2] :
يابن الذويبي يارفيع الحمايل | لاهنت يازين الهليب المتله | |
إلى جاء نهارٍ فيه جاير وصايل | والكل سيفه من جفيره يسله | |
يومٍ يخوف به رجيف الأصايل | وتبينت للقوم ريبه وذله | |
والدم من ضرب المزاريج سايل | والسيف هامات الجماجم عشله | |
ياحامي المظهور يوم الهوايل | يامظهره من بين قومٍ مغله | |
يادرع من صكت عليه الضوايل | يومٍ به الديان يدور بظله | |
حلياك حرٍ مايصيد الهزايل | شره على الخرب المطرف يتله | |
يامرحٍ بالسوم راعي العدايل | إلى جن من المنكاف مثل الأهله | |
من لابتٍ اهل الفعول الجزايل | والفعل يعرف والفعايل مدله |
علاقته مع العثمانيين
كانت بينه وبين العثمانيين مراسلات كثيرة، وعلاقات سياسية قوية.
علاقته مع آل سعود
كانت العلاقة بين آل سعود وآل رشيد جيدة منذ نشأة إمارة جبل شمر، ولكن في عهد محمد العبد الله أصبحت الرياض (منطقة نفوذ آل سعود) ممزقة بفعل الخلافات الداخلية بين أسرة آل سعود، فاستغل محمد الفرصة وضم الرياض عام 1891 وغادر عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وابنه عبد العزيز (الملك عبد العزيز لاحقاً) الرياض واتجها نحو قطر ومنها نحو البحرين ثم استقرا بالكويت،وكان قبل ذلك قد أسر أمير بريدة حسن ال مهنا بعد أن انتصر عليه في معركة المليداء عام 1308 ه.
علاقاته الخارجية
عمل الأمير محمد في علاقاته الخارجية وفق سياسة التوازن وحساب المصالح، فصداقته للدوله العثمانية اوجبت عليه عدم التوغل في الأراضي العثمانية ناحية الشمال، وكذلك لم يحتك بالاستعمار البريطاني في العراق والكويت، وأما في الحجاز التي كان يحكمها الأشراف أيضا كولاة للعثمانيين، فقد توقف عند حدودها، وأقام علاقات تعاون مع الأشراف، وحظيت منطقة وسط وشمال الجزيرة العربية في وقته بفترة هدوء نسبي في العلاقات الخارجية بينما عم الامان في البوادي.. وظهرت بعد وفاته الصراعات بين البوادي امتدت من عام 1897 حتى 1901 حتى نشبت معركة الصريف الكبرى في عهد عبد العزيز المتعب الرشيد.
توفي الأمير محمد العبد الله الرشيد عام 1897، وفاة طبيعية، وكان عقيماً، فتولى السلطة من بعده ابن أخيه عبد العزيز المتعب الرشيد.
طالع أيضا
مصادر
- http://www.worldstatesmen.org/Saudi_Arabia.htm#Jebel
- [ http://www.alriyadh.com/670950 يابن ظويهر مابها قول قايل تستاهل الفنجال لاجا محله صحيفة الرياض ] نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
مراجع
- [1] وثيقة عثمانية.
- نشأة إمارة آل رشيد - الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين - رسالة دكتوراه منشورة.
- رحلة إلى بلاد نجد - الليدي آن بلنت.
- الأزهار النادية في روائع البادية - مصطفى كامل - الجزء السابع والحادي عشر. والصواب أنها الأزهار النادية من أشعار البادية للأديب محمد سعيد كمال.
- الروايات الشفهية الموثوقة والمتفق عليها.
- يابن ظويهر مابها قول قايل تستاهل الفنجال لاجا محله
- علوش بن ظويهر العنزي