معركة كوسوڤو الثانية أو معركة قوصوه الثانية ("قوصوه" بالكتابة العثمانية وتُنطق "كوسوڤو")(بالتركية: İkinci Kosova Savaşı)، المعروفة في التأريخ التركي باسم "معركة ميدان كوسوڤو الثانية" (بالتركية: İkinci Kosova Meydan Muharebesi) (بالمجرية: második rigómezei csata) (بالصربية: Косовска битка)، معركة حربية برية مدتها ثلاثة أيام من 17 إلى 19 أكتوبر 1448م (تشير الموسوعة البريطانية إلى 17-20 أكتوبر)، [1] وقعت في "سهل كوسوڤو" (بالتركية: Kosova Ovası) بأراضي الديسپوتية الصربية التابعة للإمبراطورية العثمانية، بين ائتلاف جيوش صليبية تقوده مملكة المجر والأفلاق بقيادة يوحنا هونياد ضد العثمانيين بقيادة السلطان مراد الثاني. كانت تلك المعركة هي ذروة العدوان المجري للانتقام من الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الصليبيون في معركة ڤارنا 1444م. أسفرت معركة كوسوڤو الثانية عن انتصار حاسم للدولة العثمانية مرة أخرى بعدما انتصارها على حملة ڤارنا الصليبية قبلها بأربعة أعوام فقط ومثلما انتهت معركة كوسوڤو الأولى عام 1389م، وعانى هونياد واحدة من أعظم إخفاقات حروبه ضد الإمبراطورية العثمانية، وأحبطت هذه المعركة آخر محاولة كبيرة للصليبيين المسيحيين لتحرير البلقان من الحُكم العثماني ومحاولة دعم القسطنطينية والتخفيف عنها،[1] فتمهدت بذلك الأرضية لفتح القسطنطينية عام 1453م بعد تلك المعركة بخمسة أعوام، وفتحها السلطان الشاب محمد الفاتح ابن السلطان مراد الثاني.[2][3][4]
معركة كوسوڤو الثانية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب العثمانية في أوروبا والحروب العثمانية المجرية | |||||||
فارس عثماني من الآقنجيّة يجرّ فارس مجري بالحبل من على جواده
| |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الدولة العثمانية | مملكة المجر | ||||||
القادة | |||||||
السلطان مراد الثاني | يوحنا هونياد الوصي على عرش المجر
ڤلاديسلاڤ الثاني حاكم الأفلاق | ||||||
القوة | |||||||
40,000 إلى 60,000 | 24,000 إلى 30,000 | ||||||
كانت معركة كوسوڤو الثانية 1448م أكثر إثارة من معركة كوسوڤو الأولى 1389م، حيث تضاعف حجم الجيشان عن المعركة الأولى (تراوح التعداد بين المعركتين من 12,000-30,000 وأصبح 24,000-30,000 مجري ومن 27,000-40,000 عثماني وأصبح 40,000 - 60,000) ، وكانت لهم نفس النتيجة التي حققها الصدام الأول: هزيمة الجيش المجري وفراره من أرض المعركة.
كانت معركة كوسوڤو الثانية واحدة من أطول الحروب وأكثرها دموية في أوائل العهد العثماني، والسبب في ذلك هو أن كلا الجيشين قاتلوا بشدة. لم يتمكن السلطان مراد الثاني من القبض على هونياد الذي نجا من القتال واستمر في حملته الشخصية ضد العثمانيين.
وفقا للمؤرخ والسياسي المجري "ميهالي هورفاث" (1809-1878م)، قال عن تلك المعركة: "هذه واحدة من أشهر المعارك في تاريخ المجر".
بعد الهزيمة الفادحة التي لحقت بالصليبيين وعلى رأسهم هونياد في معركة ڤارنا 1444م، لم يتوقف يوحنا هونياد عن التآمر والقتال للوصول إلى الاشتباك الحاسم مع السلطان مراد الثاني، وفي عام 1446م عُيِّن هونياد وصياً على عرش المجر وأصبح بذلك حاكمًا لها. وعلى الرغم من الهزيمة العنيفة التي تلقاها الصليبيون في ڤارنا وتدمير جزء كبير من الجيشين المجري والبولوني من قبل العثمانيين، إلا أن التمردات في الأفلاق والأرناؤوط (ألبانيا) وبيلوبونيز (جنوب اليونان) أعطت الصليبيين الأمل في طرد العثمانيين من البلقان من خلال إنشاء جيش صليبي جديد في أوروپا المسيحية.
أما العثمانيون، فبعدما انتصروا في معركة ڤارنا عام 1444م، أخضع السلطان مراد الثاني بلاد المورة عام 1446م وأخمد القلاقل والثورات بها إذ كانت ديسپوتية المورة يومها تابعة للدولة العثمانية.[1] بعد ذلك توجه السلطان مراد الثاني لمواجهة إسكندر بك الذي تمرد بدعم من البابا نقولا الخامس وحاكم المجر يوحنا هونياد ضد الحكم العثماني.[1]
في عام 1448م، عبر هونيادي نهر الدانوب لضم قواته إلى إسكندر بك، ولكن في 17 أكتوبر 1448م، التقى جيشه بالجيش العثماني في سهل كوسوڤو. بَنى الطرفين دفاعاتهما وابتدأت المعركة باشتباكات منفصلة. في 18 أكتوبر وقعت معركة هَزم فيها فرسان العثمانيين الفرسان المجريين هزيمة ساحقة أنهتهم بالكُلِّيَّة، وفي 19 أكتوبر قتل العثمانيون جميع أولئك الذين هربوا خلف حصن العربات الحربية المتحركة الهوسية (بالتشيكية: vozová hradba)(بالألمانية: Wagenburg) ليحتموا بها ضد سيل القوات العثمانية.
كان يوحنا هونياد الوصي على عرش المجر قد قدّر أنه سيحتاج إلى أكثر من 40,000 رجل لهزيمة العثمانيين فسعى إلى ضم القوات الألبانية المعادية للعثمانيين، والتي ربما كانت بقيادة النبيل الألباني المتمرد إسكندر بك الذي قاد تمردا ضد الدولة العثمانية قرابة 25 عاماً. تلقى العثمانيون في قاعدتهم بصوفيا خبراً مفاده أن الجيش الصليبي قد سار، فبدأ العثمانيون في تجهيز رجالهم للحرب.
فشل يوحنا هونياد في تحديد موقع الجيش العثماني الرئيسي وكان يعتقد أن الجيش العثماني لا يزال في العاصمة إدرنة، إلا أن الجيش العثماني بادر وفاجأه على غِرَّة في 17 أكتوبر 1448م عندما ظهر فجأة أمام الجيش الصليببي في "سهل كوسوڤو". أسرع يوحنا هونياد ببناء حصن العربات الحربية المتحركة الهوسية الدفاعي في تلة "پليمنتين" بمقاطعة "پريشتينا" (بالألبانية: Plemetin)(بالصربية: Племетина) لمحاربة العثمانيين من خلالها، أما العثمانيون فقد أنشأوا استحكامات خط دفاعى من جانبهم ردا على ذلك.
وقعت مناوشات بين الفرسان على طرفي الاستحكامات خلال اليومين الأولين، تلاها هجوم صليبي ليلا باستخدام العربات الحربية والمدافع ضد موقع السلطان المركزي في ليلة 18/19 أكتوبر 1448م أسفرت عن الكثير من سفك الدماء ولكن بدون نتائج عسكرية حاسمة.
في 19 أكتوبر 1448م، استخدم السلطان مراد الثاني سلاح فرسان سپاهية ثيساليا لتطويق فرسان ميسرة الجيش الصليبي، وإلى جانب هذا قام أيضاً بهجوم عام على طول خط التماس بين الجيشين من أجل تشتيت انتباه يوحنا هونياد عن الهجوم الأساسي. نجحت المناورة، وقام فرسان السپاهية بحصد جميع فرسان الأفلاق ومولدافيا والمجر بالسيف وقتلوهم جميعاً ولم يأخذوا أسرى، فتراجع أغلب الجيش الصليبي.
في 20 أكتوبر، هاجم الإنكشاريون تحت مراقبة شخصية للمعركة من السلطان مراد الثاني وقتلوا كل من بقي في استحكامات الخط الدفاعى.
أنهت معركة كوسوڤو الثانية أي أمل متبقِّ لدى الصليبيين في إنقاذ القسطنطينية من الإمبراطورية العثمانية، ولم تعد لدى المملكة المجرية الموارد العسكرية أو المالية لشن هجوم آخر ضد العثمانيين، وبنهاية التهديد الصليبي لحدود العثمانيين الأوروپية الذي استمر قرابة نصف قرن، أصبح لايوجد شئ يمنع السلطان محمد الثاني (الفاتح) ابن السلطان مراد الثاني من فرض حصار على القسطنطينية فأتمّ فتحها عام 1453م.
مقدمات المعركة
بعد الهزيمة النكراء التي ألحقها العثمانيون بالقوات الأوروبية المتحالفة في معركة ڤارنا عام 1444م، أصبح يوحنا هونياد يتحيَّن اللحظة المناسبة للانتقام، وبحلول عام 1448م تمكن من جمع جيش آخر ليهاجم العثمانيين، واعتمد على دعم السكان المحليين في البلقان.
في عام 1448م، رأى يوحنا هونياد حاكم المملكة المجرية وكان وصياً على عرش المجر، أن الوقت مناسب لقيادة حملة أخرى ضد الدولة العثمانية واستند في استراتيجيته على التمرد المتوقع من ثورة شعب البلقان، وإمكانية تنفيذ هجوم مفاجئ، وتدمير القوة الرئيسية للعثمانيين في معركة واحدة. كان يوحنا هونياد مندفعا تماما وقاد قواته دون أن يترك أي دعم احتياطي ورائه.
وفي شهر سبتمبر من عام 1448م، سار هونياد مع حاكم الأفلاق الجديد "ڤلاديسلاڤ الثاني" (Vladislav II of Wallachia) بجيش قوامه حوالي 70,000 (في المصادر العثمانية) من القوات المجرية من مدينة "بست" (لاحقاً: بوداپست، عاصمة المجر) وعبر مع الجيش نهر الدانوب وعسكر بهم في صربيا بالقرب من "كوڤين" (بالتركية: Kovin)(بالصربية: Ковин)، خارج العاصمة الصربية "سمندرية" (بالصربية: Смедерево)(Smederevo)، [5] عازمين على الاتحاد مع جيش إسكندر بك الأمير الألباني المتمرد على العثمانيين.
كان السلطان مراد الثاني بعد انتصاره في معركة ڤارنا قد سار بالجيش ومعه ابنه محمد الثاني وأخمدوا الثورة في بيلوبونيز (جنوب اليونان) ثم في الأرناؤوط (ألبانيا). وفي نفس تلك الأوقات علِم السلطان مراد الثاني باستعداد جيش الصليبيين الجديد للكرّ عليه مرة أخرى، فأسرع إلى صوفيا عاصمة ولاية الروملي العثمانية (عاصمة جمهورية بلغاريا حالياً) لينضم إلى قواته الموجودة هناك، وتحرك بقوة من 60,000 رجل متجهاً إلى كوسوڤو.
كان هدف هونياد الأساسي هو غزو صربيا ثم التحرك صوب بلغراد وكوسوڤو، وكان يعتقد أن الجيش العثماني مازال متواجداً في ألبانيا فأراد مهاجمة الجيش العثماني من الخلف، أو في أسوأ الاحتمالات أن ينتظر مستعداً بجيشه في سهل كوسوڤو في أفضل موضع عسكري منتظراً العثمانيين لإجبارهم على خوض المعركة في وضع ميداني سيئ.
عسكرت القوات المجرية هناك لمدة شهر كامل بانتظار وصول الجيش الصليبي الألماني، وحاكم الأفلاق، والجيشان: البوهيمي والألباني.[6] ومع ذلك، لم يأت جيش الألبان بقيادة إسكندر بك، لأن ديسپوت (حاكم) الصرب "دوراد برانكوڤيتش" (Đurađ Branković) (بالصربية: Ђурађ Бранковић) (بالمجرية: Brankovics György) واسمه أيضاً "(جُريج) برانكوڤيتش"، حليف السلطان مراد الثاني، احتجزهم. [5] [7] [8] [9] وكان برانكوڤيتش والد "مارا برانكوڤيتش" زوجة السلطان مراد الثاني.
دور برانكوڤيتش
كان العثمانيون قد أعادوا صربيا إلى جُريج برانكوڤيتش عام 1444م بموجب معاهدة أدرنة-سكدين وأصبحت صربيا تابعة للعثمانيين بعدها، والتزم برانكوڤيتش بدفع 50,000 فلورين للعثمانيين وتزويد السلطان بمفرزة من سلاح الفرسان قدرها أربعة آلاف فارس إذا لزم الأمر ودعا العثمانيون لتعبئة الجيش وحمل السلاح. عندما أراد الجيش الصليبي في حملة ڤارنا الزحف إلى أدرنة عاصمة العثمانيين عبر صربيا وبلغاريا في عام الصلح 1444م نفسه، رفض برانكوڤيتش السماح لهم بالمرور عبر أراضيه ولم ينضم إلى الصليبيين وقتها في معركة ڤارنا.
لم يشارك الجيش الألباني الذي يقوده إسكندر بك في هذه المعركة لأن العثمانيين وحلفائهم منعوهم من اللحاق بجيش يوحنا هونياد، [10] ومن المعتقد أنه تأخر بسبب برانكوڤيتش المتحالف مع السلطان مراد الثاني، أما دور برانكوڤيتش على وَجْهِ التّحديد فهو محل خلاف، ويقال أيضًا أنه أثّر على الأمير إسكندر بك لكي لا ينضم إلى هونياد، كما كان هناك شك في أنه قد حذر العثمانيين من هجوم آخر قادم من الصليبيين.[11][12][13] تذكر بعض المراجع أن برانكوڤيتش أعطي هونياد موافقة من خلال رئيس الخزانة التابع له "باسكو سوركوڤيتش" (Pasco Sorkočević) من أهالي دوبروڤنيك، على مرور الجيش، ثم أنه تردد بعد ذلك. أراد برانكوڤيتش الذي استعاد أرضه مؤخرًا من العثمانيين، الحفاظ على عرشه وكان خائفًا من السطان مراد الثاني. كان جيش هونياد كبيرًا وقويًا ولكن برانكوڤيتش كان يعرف أن الجيش العثماني لم يكن أقل من ذلك. [14]
لعبت عوامل أخرى دورًا في رفض برانكوڤيتش المشاركة مع الصليبيين ضد العثمانيين:
- في ذلك الوقت كان لبرانكوڤيتش نزاعات ومعارك حدودية مع الملك البوسني "إسطفان توماس" (Stephen Thomas) أضعفت قوة برانكوڤيتش.
- بالإضافة إلى ذلك لم يرغب برانكوڤيتش في الخضوع لهونياد تحت أي ظرف من الظروف لأنه اعتبره مغرورًا وكانت لديه اعْتِرَاضَات عليه. [5] [7] [8] [9]
- لم ير برانكوڤيتش فائدة مباشرة لصربيا من التحرر من العثمانيين لأن هذا التحرر كان يعني فقط زيادة الضغوط عليه من المجر، [14] والهيمنة المجرية على الصرب تعني تهديدًا لوجود الأرثوذكسية فيها. [9]
- وفقًا للمؤرخ "كالّاي بنينيك" (Kallai Beninek)، فإن برانكوڤيتش كان يأمل في استنفادٍ متبادلٍ لكل من قوات المجريين والعثمانيين في المعركة. [9]
- ورأى برانكوفيتش فرصة لصربيا كي تعيش في سلام وازدهار.
- ولذلك في نهاية المطاف رفض برانكوڤيتش مرة أخرى مرور جيش هونياد. [5] [7] [8]
- وعلاوة على ذلك، أرسل برانكوڤيتش "باسكو سوركوڤيتش" إلى السلطان مراد الثاني الذي كان يحاصر في ذلك الوقت كرويه في ألبانيا، وأخبره أن هونياد قد غزا صربيا ودخل أراضيها. [14]
ونتيجة لذلك، خرَّبّ إسكندر بك ممالك برانكوڤيتش كعقاب له على تخليه عن القضية المسيحية و"مساعدة عدو المسيحيين". [5][15] ثم حاول يوحنا هونياد بعنف إقناع برانكوڤيتش بالمشاركة في الحملة الصليبية وذهب عمدا إلى صربيا مع جيشه ونهب في جميع أنحاء البلاد، وعند وروده خبر اقتراب العثمانيين، انتقل يوحنا هونياد جنوبًا، حيث وقعت المعركة الثانية في "سهل كوسوڤو".
كان رد فعل برانكوڤيتش على التجاوزات الصليبية مُبهماً، ولكنه في أثناء تلك الفترة الزمنية تفاوض بشأن شروط الانضمام إلى الحملة الصليبية ضد العثمانيين. كان يوحنا هونياد قد أخبر برانكوڤيتش أنه أحضر معه 20,000 من رجاله وأنه بانتظار تعزيزات إضافية، وأنه (أي: برانكوڤيتش) بسلاح فرسانه الخفيفة هو الحليف الوحيد الضروري لجعل هذا النصر حاسمًا، وفي المقابل كان برانكوڤيتش حذراً جداً من المشاركة مع التحالف الصليبي لأنه (أي: برانكوڤيتش) كان قد أعاد العثمانيون إليه عرشه ومُلكه منذ أربع سنوات فقط من خلال معاهدة سلام إدرنة-سكدين عام 1444م بعد أن سلبها منه العثمانيون خلال فتوحات واسعة النطاق لكل أملاكه وأراضيه في بلاد الصرب بلا استثناء، وكان برانكوڤيتش مُدركًا تمامًا للقوة العسكرية العثمانية المهولة، راغبًا في الحفاظ على عرشه ومتحملاً لمسؤؤلية سيادة المجر وتبعيته لسيادة العثمانيين في نفس الوقت كما أنه توقع هزيمة يوحنا هونياد. وبالإضافة لما سبق، كان ديسپوت الصرب برانكوڤيتش أيضًا غير راغبٍ في وضع نفسه تحت قيادة يوحنا هونياد تحت أي ظرف من الظروف لأنه كان يكرهه شخصيًا، معتبرًا أنه يتمتع بمكانةٍ ومنزلةٍ أقل.
كانت النقطة الجوهرية في النزاع بين يوحنا هونياد وبرانكوڤيتش هي الخصومة الشخصية بينهما. بالنسبة للنبيل المجري يوحنا هونياد وملك پولندا ڤلاديسلاڤ الثالث، فقد عرض ديسپوت الصرب التنازل عن جميع ممتلكاته المجرية مقابل الموافقة على السلام. لم يُعطِ يوحنا هونياد اعتباراً كثيراً لأي صفقات تتم مع العثمانيين، في حين رأى برانكوڤيتش الذي سُلب منه مُلكه كلَّه أن هذه فرصة للسلام ولازدهار صربيا، ولذلك تم إحلال السلام بمعاهدة إدرنة-سكدين عام 1444م، وغادر برانكوڤيتش المجر إلى مدينة وقلعة سمندرية (Smederevo) التي استلمها من العثمانيين بموجب المعاهدة.
- شعور يوحنا هونيادي بالمرارة جراء حملته الفاشلة على العثمانيين وهزيمته في معركة ڤارنا عام 1444م بينما بقي أولريتش الثاني خاملاً لم يعاون الصليبيين في تلك الحملة.
- حقد أولريتش الثاني على هونياد لأن الأخير رفض الاعتراف بمطالبة أولريتش الثاني لعرش البوسنة بعد وفاة ملك البوسنة تڤرتكو الثاني (Tvrtko II) عام 1443م.
في وقت لاحق من نفس عام معاهدة السلام 1444م، أراد جيش حملة ڤارنا الصليبية (وكان قائدهم الميداني هو أيضاً يوحنا هونياد) الوصول إلى إدرنة عاصمة العثمانيين عبر المرور بأراضي صربيا وبلغاريا، لكن برانكوڤيتش منع مرورهم عبر مملكته (الديسپوتية الصربية) التي ردَّها له العثمانيون بموجب المعاهدة. وبما أن الصليبيون كانوا يعلمون بأن أسطول البندقية لا يُمكنه أن يفرض حصاراً على المضائق البحرية في بحر مرمرة إلا لفترة قصيرة فقط، فقد اختاروا أن يسلكوا طريق الدانوب كطريق بديل، ولكن هونياد اعتبر الديسپوت الصربي برانكوڤيتش مجنونًا ليعتقد بأن السلطان مراد الثاني قد أعاد إليه بلده إلى الأبد، ووعد برانكوڤيتش بإضرام النار في كامل صربيا بعدما يرجعون منتصرين من الحملة الصليبية على العثمانيين، ولكن قدَّر الله أن ينهزم الصليبيون هزيمة شنعاء عند مدينة ڤارنا البلغارية الواقعة غرب البحر الأسود، ويُقتل معظم جيش الصليبيين في يوم المعركة ويموت الكثير من فلول جيش الائتلاف الصليبي أثناء مغامرة الهروب عائدين إلى أوطانهم. بعد الهزيمة المُريعة للصليبيين في معركة ڤارنا يوم 28 رجب 848هـ الموافق في 10 نوڤمبر 1444م،[16][17][18] تمكن هونياد من الوصول إلى المجر خلال يومين لأنه كان لديه من يدله على الطريق، وفي المصادر العثمانية أنه انسحب إلى الأفلاق.[18]
دور يوحنا هونياد
عندما أراد الجيش الصليبي، في نفس عام المعاهدة 1444م، الزحف إلى أدرنة عبر صربيا وبلغاريا، رفض برانكوڤيتش مرورهم ولم ينضم إلى الصليبيين. وبعد تعرضه لهزيمة من السلطان العثماني مراد الثاني في معركة ڤارنا، أضحى هونياد ينتظر اللحظة المناسبة للانتقام.
قضى هونياد عام 1445م في حل الشؤون الداخلية.
في عام 1446م اضطر إلى تنظيم حملة في "ستيريا" (بالألمانية: Steiermark)(Styria) الواقعة بجنوب شرق النمسا بالقرب من سلوفينيا، ضد أولريتش الثاني (بالألمانية: Ulrich II von Cilli) كونت "تسيليه" (توجد حالياً في سلوڤينيا).
وفي عام 1447م قام بقمع ثورة الأفلاق الصديقة للعثمانيين.
ثم حانت فرصة أخرى في عام 1448م لشن حملة صليبية جديدة على العثمانيين، ولكنها كانت في الوقت نفسه فرصة لديسپوت الصرب برانكوڤيتش لتأكيد ولاءه للعثمانيين، فرفض مرة أخرى مرور الحملة الصليبية من أراضيه وطلب مساعدة العثمانيين بدلاً من ذلك.
كان هونياد قد تمكن بحلول عام 1448م من جمع جيش لشن حملة ضد السلطان مراد الثاني، اعتمد فيها هونياد على دعم السكان المحليين في البلقان.
وفي سبتمبر 1448م، عبر هونياد مع الجيش نهر الدانوب، يعتزم انضمام جيش إسكندر بك إليه، وكانت أراضي برانكوڤيتش تقع بين جيش الحاكم المجري هونياد وجيش الأمير الألباني إسكندر بك. أقام هونياد معسكرًا بالقرب من العاصمة الصربية سمندرية، حيث انتظر المجريون شهرًا واحدًا لوصول حلفائهم: الصليبيون الألمان، وحاكم الأفلاق والجيوش البوهيمية والجيوش الألبانية بقيادة إسكندر بك. ومع ذلك لم يأت الألبان لأن برانكوڤيتش حليف العثمانيين ووالد زوجة السلطان مراد الثاني، قد احتجزهم. [19][20][21][22]
تعداد القوات
تُشير المصادر - على اختلافها - بتباين كبير في تعداد الجيشين وحصر القتلى.
المصادر المجرية:
- كان تعداد الصليبيين حوالي 15,000 خيّال، 8,000 فارس، 6,000 من المشاة.
- كان تعداد العثمانيين حوالي 7,000 جندي إنكشاري، 10,000 من فرسان سپاهية الأناضول والروملي، و10,000 من فرسان الآقنجيّة، و 10,000 من جنود العزب (المشاة الخفيفة غير نظاميين).
- قتلى الصليبيين حوالي 15,000 محارب.
- قتلى العثمانيين، غير معروف.
المصادر غربية أخرى:
- كان تعداد الصليبيين من 22,000 إلى 30,000 محارب، منهم 5,000 من البولونيين، 4,000 من الأفلاق و 3’000 من مولدوڤيا.
- كان تعداد العثمانيين من 40,000 إلى 60,000 محارب.
- خسائر الصليبيين من 6,000 إلى 17,000 محارب بين مقتول ومأسور. [23][24][25]
- قتلى العثمانيين 4,000 محارب. [23]
المصادر العثمانية:
- كان تعداد الصليبيين حوالي 60,000.
- كان تعداد العثمانيين حوالي 40,000.
- قتلى الصليبيين حوالي 17,000.
- قتلى العثمانيين، غير معروف.
المعركة
استمرت المعركة لمدة ثلاثة أيام، قاد فيها السلطان مراد الثاني شخصياً بنفسِهِ قسم كبير من المدافع وجنود الإنكشارية، بينما أسند قيادة قوات الأناضول بالجناح الأيمن للجيش العثماني لابنه وخليفته في المستقبل: السلطان محمد الفاتح وهو ابن 16 عاماً ليواجه معركة حربية للمرة الأولى في حياته.
قاد هونياد قلب الجيش الصليبي في المعركة بينما كانت ميمنة الصليبيين تحت قيادة الأفلاق، أما المجريون فكانوا يمتلكون مدافع طويلة المدى.
كان تعداد القوات الصليبية يتراوح بين 22000 و 30000 صليبي، [26][27] وواجهوا جيشًا عثمانيًا يصل إلى حوالي 60,000 جندي.[28][29]
وصلت القوات الصليبية إلى سهل كوسوڤو الذي وقعت فيه قبل نحو 60 عاماً معركة كوسوڤو (الأولى) الأكثر شهرة والتي كانت أيضاً بين الصرب بقيادة الأمير "لازار هربليانوڤيتش" (Lazar Hrebeljanović) والعثمانيين بقيادة السلطان مراد الأول وانتهت بانتصار العثمانيين عام 1389م.
كان العثمانيون قد اتخذوا بالفعل مواقعهم يوم 16 أكتوبر عندما ظهر هونياد في "سهل كوسوڤو"، فاحتل فرسانه التلال التي احتلها بالفعل العثمانيون وراء جيشه وحصنوا هذه المواقع "بحصن مركبات الحرب الهوسية".
اصطف الجيشان متقابلين في ذلك اليوم، وبدأت المعركة في اليوم التالي.
اليوم الأول من المعركة 17 أكتوبر
اُفتُتحت المعركة في اليوم التالي، 17 أكتوبر 1448م، بتصادمات خفيفة وهناك أكثر من رواية لتسلسل بدء العمليات العسكرية:
الرواية الأولى: بدأت المعركة بهجوم من هونياد بفرسان مختلطة: خفيفة وثقيلة مُدرعة على جانبيّ الجيش العثماني الميمنة والمسيرة.
ظلَّ جناحي الجيش العثماني الميمنة والميسرة اللذان يتكونان من جنود من الروملي ومن الأناضول يتلقون الهزائم ويتراجعون عن مواقعهم في المعركة الدائرة مع الصليبيين بدون أن ينكسروا، حتى وصلت الفرسان الخفيفة العثمانية لتعزيزهما، فاندحرت الأجنحة الصليبية وانكسرت لاحقًا وتراجع الناجون منهم إلى القوة الرئيسية لهونياد في قلب الجيش الصليبي.
الرواية الثانية: الرواية المجرية: بدأ اليوم بهجوم فرسان السپاهية على المجريين الذين أوقفوا ذلك الهجوم إلا أنهم لم يستطيعوا القيام بهجوم مضاد نظراً لقوة المشاة العثمانيين.
اندلع الذعر في سلاح الفرسان المجريين عندما خبروا استحالة اختراق قلب الجيش العثماني مما أدى إلى فرار أجنحة الجيش المجري من المعركة.
الرواية المشتركة لما بعد ذلك: عندما رأى هونياد هزيمة جناحيه هاجم قلب الجيش العثماني بقوته الرئيسية المؤلفة من الفرسان المُدرعة والمشاة الخفيفة ولم ينجح جنود الإنكشارية في صد ذلك الهجوم وأحرز الفرسان الصليبيون تقدما في قلب الجيش العثماني حتى تم إيقافهم عند مضارب "المعسكر العثماني" واستحكامات السلطان.
عندما أُوقف الهجوم الصليبي الرئيسي، أعاد المشاة العثمانيون تجميع صفوفهم ودفعوا بنجاح الفرسان المجريين للخلف، وبذلك استطاع العثمانيون التغلب على سلاح الفرسان الخفيفة الصليبية الذين أصبحوا بدون دعم وحماية من فرسانهم المُدرعة، فتراجعت القوات المجرية إلى معسكرهم تاركين المشاة ليتم قتلهم من قبل العثمانيين، وأثناء التراجع قتل رجال القنص العثمانيون الإنكشارية مُعظم النبلاء المجريين.
في مساء اليوم نفسه، داهمت قوات هونياد العثمانيين في الليل، لكن تم صد هذا الهجوم، وفي خلال تلك الليلة أطلقت المشاة العثمانية القذائف على المجريين الذين ردوا عليهم بالمدافع.
اليوم الثاني من المعركة 18 أكتوبر
في اليوم التالي من الحرب، يوم 18 أكتوبر، هاجم الصليبيون أجنحة الجيش العثماني، فأمر السلطان مراد الثاني قوات قلب الجيش العثماني من العزب والإنكشارية بالثبات وعدم الهجوم وأمر بسحب قوات الميمنة والميسرة بخداع تكتيكي.
عندما رأى هونياد انسحاب أجنحة الجيش العثماني، هاجم قلب الجيش العثماني بكل قواته معتقداً أن العثمانيين ينسحبون من الحرب. كان ذلك الانسحاب خداع من السلطان مراد الثاني الذي أمر عندها القوات المركزية بالتراجع أيضاً المعركة ليسمح بدخول الصليبيين وسط الجيش العثماني ثم انطلقت فرسان الأناضول والروملي الموجودة على الأجنحة اليمنى واليسرى للعثمانيين بالكرّ سريعاً من الجانبين حتى حصر الصليبيين وسط دائرة بمناورة مفاجئة وسريعة، فأعمل العثمانيون القتل في الصليبيين المحصورين من كل الجوانب.
هرب هونياد من المعركة مدركًا أنه سيُهزم.
اليوم الثالث من المعركة 19 أكتوبر
في صباح اليوم الثالث قام العثمانيون بالهجوم النهائي الذي دمَّرَ بقية الجيش المجري.
تغلب العثمانيون على آخر المتاريس التي أقامتها القوات الصليبية في معسكرها وأسر العثمانيون العديد من الصليبيين، وأسفرت الحرب التي استمرت يومين ونصف عن انتصار حاسم للجيش العثماني.
كانت القوات الصربية والعثمانية معادية بشدة وطاردوا الصليبيين مما تسبب في فرار الكثيرين أو أسرهم أثناء هروبهم. على سبيل المثال، تم القبض على هونيادي الذي فر من صربيا، من قبل برانكوڤيتش، ولم يتم تسليمه إلى السلطان مراد الثاني بسبب الإجراءات النشطة التي قام بها النواب المجريون. وكان هونياد قد هرب من ساحة المعركة متنكّراً في زيّ جندي بسيط ولكن قبض عليه الصرب في وقت لاحق.
قتلى المعركة
- قُتل النبيل "يوحنا سزكيلي" (John Székely de Szentgyörgy) بان الكروات وصهر يوحنا هونياد (أخو زوجته) في اليوم الثاني للمعركة، 18 أكتوبر 1448م، وكان هو قائد ميسرة الجيش الصليبي.
- قُتل النبيل "فرانكو تالوتشي" (بالمجرية: Tallóci Frank)الذي حارب العثمانيين من قبل في معركة ڤارنا 1444م وكان وقتها بان الكروات (من 1444م-1446م) وفر بعد الهزيمة.
- قُتل النبيل "بيبك إمرة" (Bebek Imre) ڤويڤود ترانسيلڤانيا.
- قُتل النبيل "ماركالي إمرة" (Marcali Imre).
- قُتل النبيل "زيكسي تاماس" (Szécsi Tamás).
ما بعد المعركة
لم تستطع دول البلقان المسيحية مقاومة العثمانيين بعد هذه الهزيمة النكراء، وانضوت في النهاية تحت سيطرة الدولة العثمانية.
بسبب فشل الحملة الصليبية السادسة التي نظمتها الدول المسيحية ضد الإمبراطورية العثمانية، قبلت الدول الأوروبية وجود العثمانيين في البلقان واستمروا في موقف المدافعين حتى حصار فيينا الثاني عام 1683م، وبذلك ضمنت الدولة العثمانية أمن المنطقة حتى ضفاف نهر الدانوب.
بعد المعركة، قبض برانكوڤيتش على هونياد ولم يُفرج عنه حتى اتفقا على الآتي:
- دفع فدية قدرها 100,000 فلورين لبرانكوڤيتش، ثمن الأضرار التي ألحقها جيشه بصربيا.
- عودة الممتلكات والأراضي التي استلبها هونياد من برانكوڤيتش.
- تعهد هونياد بعدم مهاجمة إقطاعات برانكوڤيتش في المجر.
- وتم التعاقد على تزويج وريث هونياد من ابنة برانكوڤيتش.[30]
خلال الفترة المتبقية من حكم هونياد، نجح في الدفاع عن مملكة المجر ضد الحملات العثمانية، حتى عُزل من منصبه وصادر برانكوڤيتش جميع إقطاعاته، وبهذا أُنهيت السيادة المجرية على صربيا، ومنذ ذلك الحين أصبح برانكوڤيتش يعتمد بالكامل على النعمة العثمانية.
بعد النصر في كوسوڤو، اطلق العثمانيون حملة جديدة ضد إسكندر بك الذي أعلن استقلاله في ألبانيا. واصل إسكندر بك مقاومته بنجاح في ألبانيا حتى وفاته في عام 1468م، ولكن بعد عشر سنوات في عام 1478م، صارت البلاد تحت السيطرة العثمانية الكاملة.
على الرغم من أن الهزيمة في المعركة كانت خطوة إلى الوراء بالنسبة للصليبيين الذين قاوموا الفتح العثماني لأوروپا في ذلك الوقت، إلا أنها لم تشكل "ضربة قاضية للقضية"، حيث ظل يوحنا هونياد قادرًا على إبقاء المقاومة المجرية نشطة ضد العثمانيين طوال بقية حياته، وبلغت ذروتها بالفوز في معركة لحصار بلغراد عام 1456م عندما هجمت المملكة المجرية على مخيم العثمانيين مما أدى إلى قتلى وجرحى واضطر السلطان محمد الفاتح إلى الانسحاب.
من المؤكد أن نتائج معركة كوسوفو الثانية كانت أكثر ضررًا على الإمارات الدانوبية (والاشيا ومولدافيا وترانسيلفانيا) وصربيا التي لم تستطع بعد هذه الهزيمة مقاومة تغلغل العثمانيين الذين كانوا على وشك التغلب على القسطنطينية بعد المعركة بخمس سنوات وإتمام فتح القسطنطينية 1453م.
التغيرات الديموغرافية
بعد المعركة مباشرة، أُصيب "سهل كوسوڤو" بالطاعون لدرجة أنه كان من المستحيل العيش فيه لسنوات طويلة وهو الذي كان منطقة خصبة.
في وقت لاحق غادر السكان الصربيون كوسوڤو وحل محلهم عدد كبير من الألبان (الأرناؤوط) الذين ما زالوا يعيشون هناك.
على الرغم من أن الصرب لم يشاركوا في معركة كوسوڤو الثانية، إلا أن هذه المعركة ساهمت على الأرجح في تشكيل الأسطورة الوطنية الصربية حول "معركة كوسوڤو".
تحققت أسلمة كامل دول شبه جزيرة البلقان خلال القرنين التاليين.
تأريخ المعركة
- بحسب المعتقدات التأريخية الكاثوليكية، أُعلن برانكوڤيتش خائنا: "كافر وخصم للكنيسة الرومانية" كما دعاه بذلك الكاهن الكاثوليكي الإيطالي "يوحنا كابسترانو" (24 يونيو 1386م-23 أكتوبر 1456م)(بالإيطالية: San Giovanni da Capestrano)(John of Capistrano)(بالصربية: Јован Капистран, Jovan Kapistran) في رسالة إلى البابا كاليستوس الثالث. [31] قاد الكاهن "يوحنا كابسترانو" حملة صليبية وهو بعمر 70 عاماً مع يوحنا هونياد لرفع الحصار العثماني عن بلغراد عام 1456م، [32] فلُقِّب باسم "الكاهن الجندي"، كما أنه لُقِّب أيضاً: "آفة اليهود" لتحريضه على العنف ضد اليهود، [33] وتوفي في 23 أكتوبر1456م بالطاعون الدملي بسبب الظروف غير الصحية السائدة بين جيوش الصليبيين.[32]
- اعتمد التأريخ المجري من غير نقد نسخة النهضوي والشاعر الإيطالي "أنطونيو بونفيني" (1434-1503م) (Antonio Bonfini) الذي كان مؤرخاً للبلاط المجري وأسند إليه الملك متياس كورڤينوس (Matthias Corvinus) كتابة "تاريخ المجر".[34] لم يدعي "أنطونيو بونفيني" فقط أن برانكوڤيتش قد كشف عن خطط هونياد للسلطان مراد الثاني، بل أضاف أيضًا أن برانكوڤيتش كان يُخبر السلطان يوميًا بمستجدات حملة الجيش المجري. [35] [36]
- بناء على رواية "أنطونيو بونفيني"، لم يدخر المؤرخ المجري "لاجوس كيس" (بالمجرية: Kiss Lajos) أي لعنات إلا وصبّها على الديسپوت الصربي برانكوڤيتش، [9] فذكر على سبيل المثال:
« | سيرة برانكوفيتش الطويلة هي سلسلة متصلة من المكر والازدواج والتردد والخيانة، وهو تقليد عائلي، إذ أن والده ""ڤوك برانكوڤيتش" (Vuk Branković) قد خان الصرب من قبل في معركة كوسوڤو (المعركة الأولى عام 1389م). | » |
- مؤرخ مجري آخر هو "ج. سالي" (J. Salai)، دعا برانكوڤيتش "الحقير المُسِنّ"، وضرَّح بأن أعمال برانكوڤيتش "جبانة وغير أمينة". [36]
روابط خارجية
- معركة كوسوڤو الثانية - الموسوعة البريطانية.
مصادر
- Antoche, E.C. (2017). "Hunyadi's Campaign of 1448 and the Second Battle of Kosovo Polje (October 17–20)". In Housley, Norman (المحرر). Reconfiguring the Fifteenth-Century Crusade. Palgrave Macmillan. صفحات 245–285. .
- Babinger, Franz (1992), Mehmed the Conqueror and His Time, Princeton University Press, , مؤرشف من الأصل في 04 مايو 2016
- Matthew Bennett, The Hutchinson Dictionary of Ancient & Medieval Warfare, Taylor & Francis, 1998.
- Frashëri, Kristo (2002), Gjergj Kastrioti Skënderbeu: jeta dhe vepra, 1405–1468 (باللغة الألبانية), Botimet Toena, , مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020
- Jean W. Sedlar, East Central Europe in the Middle Ages, 1000-1500, University of Washington Press, 1994.
- Stephen R. Turnbull, The Ottoman Empire 1326-1699, Osprey Publishing, 2003.
المراجع
- "Battle of Kosovo | Balkans [1448]". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 8 مايو 201925 فبراير 2020.
- "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع babelnet.org". babelnet.org. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن معركة قوصوه الثانية على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 17 أغسطس 2016.
- Bánlaky 1929.
- Rogers, Clifford (2010-06-21). The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology. Oxford University Press. صفحة 471. . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 201911 سبتمبر 2012.
- Engel.
- Cambridge Medieval History 1923.
- Kiss (1) 1895.
- Frashëri 2002
- Vaughan, Dorothy Margaret (1954-06-01). Europe and the Turk: a pattern of alliances, 1350-1700. AMS Press. صفحة 62. . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 201412 سبتمبر 2012.
- Sedlar, Jean W. (1994). East Central Europe in the Middle Ages, 1000-1500. University of Washington Press. صفحة 393. . مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 201612 سبتمبر 2012.
- Babinger 1992
- Ćorović 1989.
- Kenneth, Setton (1997) [1978]. The papacy and the Levant, 1204–1571: The thirteenth and fourteenth centuries. II. Philadelphia: American Philosophical Society. صفحة 100. . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020December 8, 2010.
Scanderbeg intended to go “peronalmente” with an army to assist Hunyadi, but was prevented from doing so by Branković, whose lands he ravaged as punishment for the Serbian desertion of the Christian cause.
- "تاريخ الدولة العلية العثمانية". www.goodreads.com. مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 201929 أكتوبر 2019.
- "Varna Savaşı - Beyaz Tarih". www.beyaztarih.com (باللغة التركية). مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201922 نوفمبر 2019.
- "VARNA MUHAREBESİ - TDV İslâm Ansiklopedisi". islamansiklopedisi.org.tr (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201922 نوفمبر 2019.
- "Bánlaky József - A magyar nemzet hadtörténelme". mek.oszk.hu. مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 201801 مارس 2020.
- "Hadtörténelmi Közlemények 8. évf. 1. sz. (1895.) - EPA". epa.oszk.hu. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 201901 مارس 2020.
- J. b (1923). Cambridge Medieval History Vol.4. مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2020.
- Pál; Kristó, Gyula; Kubinyi, András (2015-02-06). Histoire de la Hongrie médiévale. Tome II : Des Angevins aux Habsbourgs. Rennes: Presses universitaires de Rennes. صفحات 187–210. . مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019.
- Antoche 2017، صفحة 273.
- Mehmed the Conqueror and His Time by Franz Babinger, page 55 نسخة محفوظة 4 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Antoche 2017، صفحة 283.
- Antoche 2017.
- Turnbull, The Ottoman Empire 1326-1699, p. 36 "Hunyadi led an army of 24,000 men, including 8,000 Wallachians, but suffered another military defeat without even seeing his Albanian allies."
- Bennett, The Hutchinson Dictionary of Ancient & Medieval Warfare, p. 182 "Hunyadi led 24,000 - 30,000 men including 10,000 Wallachians, but should have waited to join Scanderbeg's troops before confronting Murad's force of 40,000."
- Sedlar, East Central Europe in the Middle Ages, p. 248 "Hunyadi,who was now the richest landowner in Hungary, had raised an army of 24,000 men from his private resources, including German and Bohemian infantrymen armed with handguns to supplement his Hungarian cavalry. [...]This time the sultan brought on to the field a force of at least 60,000 men including Janissaries with muskets and a contingent of artillery."
- Molnár, Miklós (2001-04-30). A Concise History of Hungary. Cambridge University Press. صفحة 65. . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 202012 سبتمبر 2012.
- Maksimović 2014.
- Foley O.F.M., Leonard. Saint of the Day, Lives, Lessons and Feast, (revised by Pat McCloskey O.F.M.), Franciscan Media - تصفح: نسخة محفوظة 8 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- Jewish Encyclopedia, 1908 - تصفح: نسخة محفوظة 2 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Encyclopædia Britannica article on Antonio Bonfini - تصفح: نسخة محفوظة 26 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- Pálosfalvi 2018.
- Szalay-Baróti 1895.