مقتضى الشهادتين هي قصيدة في علم التوحيد للإمام عبد الغني النابلسي الحنفي الماتريدي الصوفي المتوفى سنة 1143 هـ في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على طريقة الماتريدية والأشعرية.
نص القصيدة
مَعرفةُ اللهِ عليكَ تُفْتَرَضْ | بأنّهُ لا جَوهرٌ ولا عَرَضْ | |
وليسَ يحويهِ مكانٌ لا، ولا | تُدركُهُ العقولُ جلَّ وعَلا | |
لا ذاتهُ يُشبهُ للّذَواتِ | ولا حَكَتْ صفاتهُ الصفاتِ | |
فَرْدٌ لنا بهِ تتَمُ المَعْرِفَةْ | وواحدٌ ذاتاً وفِعلاً وَصِفَة | |
فَهُوَ القَديمُ وَحْدَهُ وَالبَاقِي | في القَيْدِ نَحْنُ وَهُوَ في الإطْلاقِ | |
وَهُوَ السَّمِيعُ وَالبَصِيرٌ لم يَزَلْ | بِغَيْرِ مَا جَارِحَةٍ وَفِي الأَزَلْ | |
لَهُ كَلامٌ لَيْسَ كَالمَعْرُوفِ | جَلّ عَنِ الأَصْوَاتِ وَالحُرُوفِ | |
أَرْسَلَ رُسْلَهُ الكِرَامَ فِينَا | مُبَشِّرِينَ بلْ وَمُنْذِرِينَا | |
أَيَّدَهُمْ بِالصِدْقِ وَالأَمَانَهْ | والحِفظِ والعِصمةِ والصّيانةْ | |
أوَّلُهم ءادمُ ثمَّ الآخِرُ | مُحمَّدٌ وهْو النبيُّ الفاخِرُ | |
وصَحْبُهُ جميعُهمْ على هُدى | تفضيلُهمْ مُرتّبٌ بلا اعتِدا | |
فهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَبَعْدَهُ عُمَرْ | وَبَعْدَهُ عُثْمَانُ ذُو الوَجْهِ الأَغَرْ | |
ثمَّ عَليٌ ثُمَّ بَاقِي العَشَرَةْ | وَهِيَ التي في جَنَّةٍ مُبَشَّرَةْ | |
وَكُلُّ مَا عَنْهُ النَّبيُ أخْبَرَا | فَإِنهُ مُحَقَّقٌ بِلا امْتِرا | |
من نحوِ أمْرِ القبرِ والقيامَةْ | وكلِّ ما كانَ لهُ علامَةْ | |
مِثْلُ طُلُوعِ الشمسِ من مَغرِبها | وقصَّةِ الدّجّالِ كُنْ مُنْتَبِها | |
هذا هوَ الحقُّ المبينُ الواضحُ | وبالذي فيهِ الإناءُ ناضحُ |