الرئيسيةعريقبحث

موارد القطب الشمالي


موارد القطب الشمالي

يتزايد إلى حد كبير اهتمام الكثير من الدول في الآونة الأخيرة بمنطقة القطب الشمالي. وقد اشتدت المنافسة بين دول القطب الشمالي والمؤسسات الاقتصادية للدول المختلفة من اجل السيطرة على موارد الطاقة في هذه المنطقة. كما يلاحظ النشاط العسكري المتزايد من الدول المتاخمة للدائرة القطبية الشمالية، وبضمنها الولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك.

وتعد منطقة القطب الشمالي الصقع الشمالي للكرة الأرضية. وهي تضم اطراف القارة الاوراسية وقارة أمريكا الشمالية والمحيط المتجمد الشمالي كله تقريبا بجزره ماعدا الجزر الساحلية النرويجية والقسمين من المحيطين الأطلسي والهادئ القريبين من المنطقة. وتبلغ مساحتها 27 مليون كيلومتر مربع. وتحتوي هذه المنطقة على 25 % من مجموع موارد النفط والغاز العالمية. وقد استكشف لحد الآن في منطقة مياه المحيط المتجمد الشمالي 62.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و9 مليارات طن من النفط.

وتضم منطقة القطب الشمالي الروسية الأراضي التالية: محافظتي مورمانسك وارخانجيلسك ومقاطعة كراسنويارسك ومناطق الحكم الذاتي نينيتسك وتشوكوتكا ويمالو نينيتسك.

وتؤمن منطقة القطب الشمالي الروسية حاليا نسبة 11 % من الدخل القومي الروسي. وتنشأ هنا نسبة 22% من الصادرات الروسية كلها. وتستخرج في هذه المنطقة نسبة 90 % من النيكل والكوبالت و 60 % من النحاس و 96 % من البلاتين.

وقد اكتشفت في الجرف القاري مطمورات صناعية من الذهب والقصدير والماس. ويمر عبر هذه المنطقة الدرب البحري الشمالي بصفته أقصر طريق من أوروبا إلى كل من أمريكا وآسيا. وهو يستخدم ضمنا لنقل النفط والغاز الطبيعي من حقولهما. ويقع في ارخبيل " فرانس يوسف" أقصى مخفر للقوات الحدودية الروسية شمالا باسم " ناغورسكايا".

من هو مالك الجرف القارى القطبي الشمالي ؟

لا تعود في الوقت الحاضر إلى اية دولة ملكية الجرف القاري لمنطقة القطب الشمالي الذي يمتد حتى القطب الشمالي نفسه. وتسيطر على هذه المنطقة الإدارة الدولية الخاصة بقضايا القاع البحري في مدينة كنغسطون الواقعة في جمايكا. وتخول اتفاقية هيئة الأمم المتحدة للقانون البحري المتخذة عام 1982 الدول المتاخمة للقطب بحق السيطرة على الجرف القاري البحري له.

وفي الوقت الحاضر تطمح 5 دول هي روسيا والولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك إلى السيطرة على سلسلة لومونوسوف الجبلية المغمورة بالمياه. وروسيا هي الدولة الأولى التي بعثت في عام 2001 إلى اللجنة بتصوراتها حول الحدود الخارجية للجرف القاري الشمالي. وقدمت النرويج طلبها إلى اللجنة في عام 2006. وترى كندا المنضمة إلى الاتفاقية ان سلسة لومونوسوف الجبلية الواقعة عبر المنطقة القطبية تبدأ من القارة الأمريكية. اما الدنمارك التي تشارك في الاتفاقية منذ عام 2004 فطرحت فرضية بان السلسلة الجبلية هذه هي الجزء الغاطس من غريلاندا بصفتها ارضا دنماركية. ولم تبرم الولايات المتحدة بعد اتفاقية القانون البحري الدولية.

وقد نظمت روسيا في عام 2007 بعثة " منطقة القطب الشمالي 2007" من اجل اقناع الرأي العام العالمي بمصداقية أحقيتها على جزء من سلسلة لومونوسوف الجبلية تبلغ مساحته 1.2 مليون كيلومتر مربع. وقد اكدت نتائج الدراسة الأولية للمواد الجيولوجية ان هذه السلسلة الجبلية تعد تتمة تركيبية للقاعدة القارية السيبيرية التابعة لروسيا.

وفي شهري أغسطس / آب وسبتمبر / ايلول انطلقت بعثتان علميتان أمريكيتان نحو القطب الشمالي بهدف اثبات حق الولايات المتحدة في توسيع الجرف القاري لولاية ألاسكا. والجدير بالذكر ان البعثة الثانية نظمت بالتعاون مع كندا.

قد وجهت النرويج في ديسمبر/كانون الأول عام 2009 طلبا إلى لجنة الأمم المتحدة الخاصة بحدود الجرف القاري. فوافقت اللجنة عليه في أبريل/نيسان عام 2009. لذلك اتيحت لها الفرصة لتوسيع منطقتها الاقتصادية بمقدار 235 الف كيلومتر مربع وفرض السيطرة على الموارد الطبيعية في بعض منطاق المحيط المتجمد الشمالي وبحر ي النرويج وبارنس. ويعتبر قرار الموافقة على الطلب النرويجي أول قرار ايجابي في هذا المجال. اما كندا التي تعتبر ان سلسلة جبال لومونوسوف تبدأ من القارة الأمريكية فتعتزم رفع الطلب في عامي 2012 – 2013. وقد طرحت الدانمرك فرضية تفيد بان سلسلة الجبال هذه هي قسم تحت المائي لجزيرة غرينلاند التي تعتبر ارضا دانمركية. ولا تعد الولايات المتحدة جانبا مشاركا في الاتفاقية. لذلك لا يحق لها برفع الطلب الرسمي إلى اللجنة.

يولى في السنوات الأخيرة الاهتمام الكبير بمسألة الملاحة في المحيط المتجمد الشمالي، إذ ان الخبراء يرون انه سيصلح للملاحة تماما في موسم الصيف بحلول عام 2030 لذوبان الجليد. وشهد سبتمبر/ايلول عام 2009 مرور سفينتي الشحن الالمانيتين

بالدرب البحري الشمالي وبالقرب المباشر من ساحل روسيا الشمالي من كوريا الجنوبية إلى أوروبا، وذلك دون أن تستعينا بمساعدة كاسحات الجليد. وتسير السفن التجارية عادة من آسيا إلى أوروبا عبر المضائق الجنوبية وقناة السويس. ويبلغ طول هذا الطريق 11 الف ميل بحري. اما الطريق الشرقي الذي يمر بالمنطقة القطبية فيبلغ طوله 3 آلاف ميل بحري. وشهد عام 2007 التحرر من الجليد للدرب الشمالي الغربي الذي يمر بالتخوم الشمالية لارض بافين ثم بمضائق لانكستر وبارو وفاينكاوت ملفيل ثم ببحر بوفورت ومضيق بيرنغ والمحيط الهادي. وسمح استخدام هذا الدرب بتقليص الطريق البحري إلى بلدان آسيا بمقدار 5 آلاف كيلومتر. ويجب أن يشغل بحلول عام 2011 نظام الامان للمحيط المتجمد الشمالي. واخذ الدول المشاركة في هذا النظام على عاتقها تعهدات بإنذار كافة السفن المارة بمياه منطقة القطب الشمالي حول قدوم العواصف وغيرها من المخاطر الجوية.

ويعتبر مجلس القطب الشمالي الدولي الذي تم تأسيسه عام 1996 منظمة دولية رئيسية تبحث في اطارها مشاكل منطقة القطب الشمالي. بين مهام المجلس الرئيسية حل مشاكل البيئة وتطويرالتعاون والدعم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لشعوب المنطقة. وتعتبر الدانمرك مع جزر فارو وجزيرة غرينلاند وآيسلندا وكندا والنرويج وروسيا والولايات المتحدة وفنلندا والسويد اعضاء دائمة فيها.

بينت روسيا والنرويج مثالا لتسوية مشكلة تقسيم الجرف القاري في منطقة القطب الشمالي حين وقع الرئيس الروسي ورئيس الوزراء النرويجي يوم 15 سبتمبر/ايلول عام 2010 في مدينة مورمانسك الروسية الحدودية معاهدة ترسيم الحدود بين البلدين في بحر بارنتس والمحيط المتجمد الشمالي. وقاما بحل مشكلة الحدود البحرية المتنازع عليها على مدى 40 سنة حيث تبادل الجانبان أكثر من مرة بمذكرات الاحتجاج بسبب محاولاتهما للقيام بالنشاط الاقتصادي في المنطقة المتنازع عليها لبحر بارنس. وتبلغ مساحة هذه المنطقة التي تجاورها جزيرة شبيتزبرغ وارض فرانسوا جوزف ونوفايا زيمليا (الأرض الجديدة).

وتستطيع روسيا والنرويج بعد توقيع هذه المعاهدة استغلال مكامن في حدود اراضيهما والقيام بالأعمال المشتركة في الجرف القاري.