الرئيسيةعريقبحث

نسرين ستوده

محاميّة وناشطة حقوقية إيرانيّة

☰ جدول المحتويات


نسرين سوتوده (بالفارسية: نسرين سوتوده) هي محامية إيرانية بارزة وناشطة في حقوق الإنسان. اشتهرت من خِلال دفاعها عن سياسيين ونشطاء معارضين بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 2009 مثل عيسى سحرخيز وحشمت تبرزادي،[1] والمساجين المحكوم عليهم بالإعدام في جرائم ارتكبوها وهم قصَّر.[2] مثّلت كذلك المحامية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي في دعواها ضد صحيفة كيهان.[3]

نسرين سوتوده
Nasrin Sotoudeh.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 9 جوزاء 1342هـ.ش
7 محرم 1383هـ
30 مايو 1963
الزوج رضا خندان
الحياة العملية
التعلّم كلية الحقوق
المدرسة الأم جامعة شهيد بهشتي بطهران
المهنة محامية مدافعة عن حقوق الإنسان وصحفية
اللغات الفارسية 
مجال العمل مقالة 
سبب الشهرة دفاعها عن حقوق الإنسان
الجوائز
جائزة سخاروف لحرية الفكر (2012)

اعتُقلت في سبتمبر 2010 بتهمة الدعاية ضد النظام والعمل ضد الأمن القومي وأُودعت في سجن إيفين. تم الحكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، ثم تمّ تخفيف الحكم إلى 6 سنوات بضغط من الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان كالفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.[4]

أسرتها وتعليمها

وُلدت نسرين عام 1963 في أسرة متدينة تنتمي للطبقة المتوسطة.[5] أرادت دراسة الفلسفة، وعند التحاقها باختبارات التأهل للجامعة حصلت على المركز الـ 53 لكنها لم تتمكن من دراسة الفلسفة لتدرس القانون في جامعة شهيد بهشتي بطهران،[6] خاضت امتحان القبول بنجاح في عام 1995 لكن كان عليها الانتظار لـ 8 سنوات حتى تحصل على رخصة مزاولة المهنة.[5] تزوجت نسرين من رضا خندان، وأنجبت منه طفلين،[7] وتُشيد به لكونه رجلًا متحضرًا يَقفُ إلى جانبها ويعينها على مواصلة نضالها.[6]

عملها ونشاطها

بدأت نسرين عملها في المكتب القانوني لوزارة الإسكان، وبعد عامين انضمت للجناح القانوني لبنك تجارت، وقد انخرطت وقتذاك في العمل على حل أزمة الرهائن.[6]

بداية نشاطها في مجال حقوق المرأة كان عبارة عن مجموعة من المقابلات والتقارير والمقالات المقدَّمة لجريدة دريتشة والتي رفضها رئيس التحرير؛ مما جعل نسرين أكثر عزمًا على المضي في الدفاع عن حقوق المرأة.[5]

تُعد نسرين أحد أنشط المحامين في إيران،[6] ويتضمن عملها الدفاع عن الأطفال والأمهات المُعتدى عليهم، وحماية الأطفال الذين تعرضوا للعنف كما تعملُ لصالحِ الأطفال الذين تعرضوا للمعاملة السيئة من قِبل آبائهم، وتؤمن نسرين أن الآباء الذين يرتكبون جرائم الاعتداء على الأطفال هم مرضى أو ضحايا اعتداء سابق، وفي حاجة إلى رعاية وعلاج نفسي، وتأمل أن توفر المحاكم أخصائيين نفسيين للتعامل مع الأطفال ضحايا العنف والاعتداء.[6]

قبل اعتقالها، دافعت شيرين عن نشطاء وصحفيين كعيسى سحرخيز وحشمت تبرزادي وناهد كيشافارز وبارفين أردلان وأميد معماريان ورويا تولوي وقضايا جنائية وقضايا اعتداء على الأطفال،[6][8] كما عملت مع المحامية الحاصلة على جائزة نوبلُ شيرين عبادي في المركز الذي أسّسته للدفاع عن حقوق الإنسان.[9][10] ظهرت في فيلم «تاكسي» الذي صدرَ عام 2015 مع المخرج الإيراني جعفر بناهي، وتحدثت عن الصعوبات التي يواجهها المعارضون والمدافعون عن حقوق الإنسان في إيران.[4]

اعتقالها ومحاكمتها

في 28 أغسطس 2010 داهمت السلطات الإيرانية مكتب نسرين، وفي ذلك الوقت كانت تدافع عن زهرة بهرامي الهولندية الإيرانية المتهمة بجرائم أمنية، ولم يتضح سبب الهجوم وإن كان متعلقًا بدفاعها عن بهرامي أم لا.[11][12] في 4 سبتمبر 2010 اعتُقلت نسرين بتهمة الدعاية ضد النظام والعمل ضد الأمن القومي. نددت صحيفة واشنطن بوست بما حدث مشيرة إلى أنه يسلط الضوء على الحملة التي يشنها النظام على المحامين المدافعين عن الصحفيين والنشطاء والسياسيين المعارضين.[10] كما أصدرت منظمة العفو الدولية نداءً عاجلًا للإفراج عنها، ووصفتها بأنها سجينة رأي مشيرةً إلا أنها معرضة لخطر التعذيب وسوء المعاملة.[7] أودِعت نسرين في سجن إيفين ووضعت في الحبس الانفرادي.[8] كما طالبت شيرين عبادي بإطلاق سراحها وأبدت قلقها بشأن صحتها وصرحت بأن: «نسرين واحدة من قلة متبقية من المحامين الشجعان المدافعين عن حقوق الإنسان، رغم ما ينطوي عليه الدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في إيران»، ونادى بالإفراج عنها كذلك الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافيل والكاتبة زهراء رهنورد زوجة زعيم المعارضة مير حسين موسوي.[8]

في 9 يناير 2011 حكمت السلطات الإيرانية على نسرين بالسجن 11 سنة ومنعها من السفر ومن مزاولة مهنة المحاماة لمدة 20 عامًا.[13] وفي منتصف سبتمبر 2011 خفضت محكمة الاستئناف العقوبة إلى السجن 6 سنوات وتعليق رخصة ممارسة المحاماة إلى 10 سنوات.[14]

الإضراب عن الطعام

في 25 سبتمبر 2010 بدأت نسرين إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على حظر المكالمات الهاتفية والزيارات من أسرتها،[8][9] وأنهته بعد 4 أسابيع في 23 أكتوبر على حد قول زوجها.[8]

في 17 أكتوبر 2012 بدأت إضرابًا آخر احتجاجًا على القيود المفروضة على الزيارات العائلية[15] ومنع ابنتها من السفر،[4] وفي اليوم الـ 47 وصف زوجها حالتها كالآتي: «حالتها الصحية مزرية ولا أتوقع صمودها حتى زيارتنا التالية، الدوخة وضعف البصر والمشية غير المتزنة وانخفاض الضغط كلها علامات لتدهور الحالة الصحية، إلى جانب النحول الشديد.[16]» في 4 ديسمبر 2012 أنهت نسرين إضرابها الذي استمر 49 يومًا والذي أسفر عن خسارتها 59 باوندًا، بعد زيارة قصيرة من بعض أعضاء البرلمان الذين نفذوا طلبها برفع الحظر عن ابنتها والسماح لها بالسفر.[17]

ردود الأفعال العالمية

إيرانيون يتظاهرون أمام البرلمان الهولندي في لاهاي للمطالبة بالإفراج عن نسرين سوتوده في 15 ديسمبر 2012

أدان المجتمع الدولي اعتقال نسرين سوتوده،[14] وفي أكتوبر 2010 انضمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران وهيومن رايتس ووتش واللجنة الدولية للحقوقيين، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطة الإيرانية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للمحامين والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب لمنظمة العفو الدولية في بيان مشترك يشجب اعتقال نسرين ويطالب بالإفراج عنها فورًا.[1] فيما أدانت الولايات المتحدة ما أسمته «الحكم الجائر والقاسي» ضد نسرين التي أطلقت عليها لقبَ «صوت العدالة والقانون القوي في إيران».[18] في 20 ديسمبر 2010 عقدت منظمة العفو الدولية احتجاجًا ليوم كامل في السفارة الإيرانية في لندن للتنديد باعتقال نسرين،[19] ثمّ في يناير 2011 أجرت الجمعية القانونية بإنجلترا وويلز اتصالًا هاتفيًّا يطالب بإطلاق سراحها.[14]

في 26 أكتوبر 2012 فازت نسرين سوتوده بجائزة سخاروف لحرية الفكر بالمناصفة مع المخرج الإيراني جعفر بناهي،[20] وقد وصفهما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بأنهما «رجل وامراة لم يرضخا للتخويف والترهيب، وقررا وضع مصلحة الوطن قبل مصلحتهما».[21] لم تتمكن نسرين بالطبع من حضور حفل التكريم؛[22][23] فتسلمتها المحامية شيرين عبادي نيابةً عنها.[24][25] وقد صرَّحت الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشئون السياسة الخارجية كاترين أشتون قائلةً: «أنا أتابع قضية نسرين سوتوده وغيرها من المدافعين عن حقوق الإنسان باهتمام كبير، وسوف نستمر في حملتنا لإسقاط التهم الموجهة إليهم، ونحن نتطلع لإيران التي تحترم معاهدات حقوق الإنسان التي وقعت عليها.[20]»

وفي 31 أكتوبر 2012 طالبت شيرين عبادي مع ست منظمات حقوقية هي: منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران ومراسلون بلا حدود والاتحاد الدّولي لحقوق الإنسان والرابطة الإيرانية للدفاع عن حقوق الإنسان بوضع حد للمعاملة السيئة التي تتلقاها نسرين.[26][27]

إطلاق سراحها

أُطلِق سراح نسرين سوتوده في 18 سبتمبر 2013 مع 10 مساجين سياسيين آخرين من بينهم زعيم المعارضة محسن أمين زاده. يأتي ذلك قبل يوم واحد من توجه الرئيس حسن روحاني إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة،[28][29] ولم يقدم أي تفسير للإفراج المبكر عنها.[30]

جوائز وتكريمات

  • 13 أبريل 2011: جائزة باربارا جولدسميث لحرية الكتابة.[31][32]
  • جائزة كلية الحقوق بجامعة جنوب إلينوي (2011).[33]
  • ميدالية جوزيب موتة (2011).[34]
  • 10 ديسمبر 2010: جائزة سخاروف لحرية الفكر.[4][20]

مقالات ذات صلة

روابط خارجية

المراجع

  1. "Iran: Lawyers' defence work repaid with loss of freedom". Human Rights Watch. 1 October 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201226 أبريل 2011.
  2. "Iran opposition lawyer Nasrin Sotoudeh detained". BBC News. 9 September 2010. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 201623 أكتوبر 2010.
  3. "The riskiest job in Iran". the Guardian. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 201915 أغسطس 2016.
  4. "بابتسامة تحدي ـ بروفايل عن نسرين ستوده". حركة عالمية لحقوق الإنسان. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 201629 أغسطس 2016.
  5. Azadeh Davachi (15 September 2010). "IMPRISONED -- Nasrin Sotoudeh: A Mother, A Lawyer, An Activist". Payvand. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201213 يناير 2011.
  6. Syma Sayyah (29 May 2007). "Nasrin Sotoudeh: The Ardent, Passionate and Dedicated Attorney at Law". Payvand. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 201213 يناير 2011.
  7. "Iran: Demand Release of human rights lawyer, Nasrin Sotoudeh". Amnesty International. 9 September 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201229 أكتوبر 2010.
  8. "Jailed Iran Lawyer 'Gets Family Visit, Ends Hunger Strike". Radio Farda. 26 October 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201227 أكتوبر 2010.
  9. "Jailed Iranian opposition lawyer on hunger strike". Fox News. Associated Press. 6 October 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201226 أكتوبر 2012.
  10. Thomas Erdbrink (16 November 2010). "Iran cracking down on lawyers who defend dissidents". The Washington Post.  – via HighBeam Research (التسجيل مطلوب). مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 201826 أكتوبر 2012.
  11. "Inval bij advocate Bahrami in Teheran". NRC Handelsblad (باللغة الهولندية). 31 August 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201230 يناير 2011.
  12. Advocaat Zahra Bahrami opgepakt in Teheran (باللغة الهولندية), 7 September 2010, مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2012,30 يناير 2011
  13. William Yong (10 January 2011). "Iran Sentences Human Rights Lawyer to 11 Years in Jail". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 201813 يناير 2011.
  14. Saeed Kamali Dehghan (14 September 2011). "Iranian lawyer Nasrin Sotoudeh has jail sentence reduced". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201207 أغسطس 2012.
  15. Ramin Mostaghim (18 October 2012). "Imprisoned lawyer in Iran goes on hunger strike". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 201218 أكتوبر 2012.
  16. Kênh Tin Tức Tổng Hợp Online | Irangreenvoice.com - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. پس از 49 روز، نسرین ستوده بالاخره حق فرزندش را گرفت + خبر تکمیلی « سایت خبری تحلیلی کلمه - تصفح: نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. Philip J. Crowley (10 January 2011). "Conviction of Human Rights Lawyer Nasrin Sotoudeh". States News Service  – via HighBeam Research (التسجيل مطلوب). مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 201826 أكتوبر 2012.
  19. "Protest for detained solicitor". The Mirror.  – via HighBeam Research (التسجيل مطلوب). 21 December 2010. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 201826 أكتوبر 2012.
  20. Saeed Kamali Dehghan (26 October 2012). "Nasrin Sotoudeh and director Jafar Panahi share top human rights prize". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201226 أكتوبر 2012.
  21. "Jailed Iranians win EU prize". United Press International. 26 October 2012. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201226 أكتوبر 2012.
  22. "(English) EP: Sakharov Prize to Iranian Activists". مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201917 أغسطس 2016.
  23. "25th Sakharov Prize Network Conference". مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 201817 أغسطس 2016.
  24. "منح جائزة ساخاروف إلى المخرج جعفر بناهي والمحامية نسرين ستوده الإيرانيين". فرانس 24. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 201229 أغسطس 2016.
  25. "Sakharov Prize 2012 - Content - The Greens - European Free Alliance". مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 201629 أغسطس 2016.
  26. منظمات غير حكومية تدعو إيران لوقف إساءة معاملة نسرين ستوده، إيلاف اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2016 نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  27. منظمات حقوقية: انقذوا نسرين ستوده من بطش طهران، ميدل إيست أونلاين اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2016 نسخة محفوظة 28 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  28. "Iran: Nasrin Sotoudeh 'among freed political prisoners". BBC News. 18 September 2013. مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 201902 أكتوبر 2013.
  29. "ايران: اطلاق سراح الناشطة نسرين ستوده". BBC Arabic. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 201629 أغسطس 2016.
  30. "Iran releases prominent human rights lawyer". Amnesty International. 18 September 2013. مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 201502 أكتوبر 2013.
  31. "PEN/Barbara Goldsmith Freedom to Write Award". PEN American Center. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 201226 أكتوبر 2012.
  32. "BBC فارسی - ايران - جایزه سال 2011 پن به نسرین ستوده تعلق گرفت". مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 201829 أغسطس 2016.
  33. "Law School Honors Iranian Human Rights Attorney". US Federal News Service  – via HighBeam Research (التسجيل مطلوب). 21 May 2011. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 201826 أكتوبر 2012.
  34. http://motta.gidd.eu.org/ Giuseppe Motta Medal Website

موسوعات ذات صلة :