نظام الولاية على المرأة أو نظام ولاية الرجل على المرأة في المملكة العربية السعودية هو سلسلة تشريعات متفرّقة لم تأخذ صفة القانون جرى العمل بها منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين حدّت من حقوق المرأة السعودية باعتبارها قاصرًا بحاجة إلى ولي أمر. وشملت التشريعات مختلف المجالات الحقوقية بما في ذلك الصحة، التعليم، العمل، الزواج، القضاء، التنقّل والسفر، وقضت بأن المرأة لا يمكن أن تتولى شؤونها الخاصة وهي بحاجة إلى رجل يأخذ القرار عنها، ولم تُحدّد التشريعات سنًّا قانونية للمرأة تصبح فيه ولية أمر نفسها كما أنّها لم تُحدّد بالمقابل سنًّا قانونية للرجل الذي يمكنه تولي شؤون المرأة، وعُدّ أي ذكر في عائلة المرأة البالغة مؤهلًا لأن يُصبح ولي أمرها، حتى وإن لم يبلغ سن الرشد القانونية.
بدأت فعليًا إجراءات إلغاء نظام الولاية على المرأة في السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تحديدًا بعد تولي محمد بن سلمان آل سعود ولاية العهد في المملكة، وإطلاقه رؤية السعودية 2030، فسمح للمرأة بالقيادة في العام 2017، كذلك أتاحت لها تعديلات أقرها مجلس الوزراء السعودي في 30 يوليو 2019، الحق باستخراج جواز سفر، والابتعاث والتعليم العالي لوحدها دون أن يرافقها أي ذكر من أفراد أسرتها ما إن تبلغ سن 21 عامًا، وهو ما سمح للمرأة السعودية بدخول السلك الدبلوماسي وتولي مناصب عُليا في الدولة.
النظام
ظل نظام الولاية على المرأة في السعودية عائمًا، بسبب عدم وجود قانون ثابت وجامع يُنظّم الأحوال الشخصية للأسرة السعودية، وعلى الرغم من المطالبات بوضع مثل هذا القانون، إلا أن باحثين قانونيين سعوديين رأوا بعدم وجود مثل هذا القانون ميزة لعدم شرعنة نظام الولاية على المرأة بشكل قانوني. وإن كانت ولاية الرجل على المرأة بما يخص الزواج والسفر منصوص عليها بشكل مباشر ضمن التشريعات، إلا أن ولاية الرجل على المرأة في مجالات التعليم، العمل، الصحة والقضاء... ومجالات أخرى غيرها لم تخضع بالمُقابل لأي مواد أو مراسيم قانونية رسميّة تنص صراحة على وجوب موافقة/حضور الرجل بوصفه وليًا لأمر المرأة.[1] إلا أن الموجة الدينية التي كانت تبسط سيطرتها في الكثير من إدارات الدولة، استطاعت أن تجعل من نظام ولاية الرجل على المرأة غير المكتوب أمرًا واقعًا لا يُمكن مخالفته رغم عدم وجوب أي سياسات رسمية سعودية تدعم ذلك. ومع عدم وجود أي نصوص قانونية تُفسّر أحكام الشريعة، أصبحت الشرطة (خاصة الدينية منها سابقًا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والسلطات القضائية تعتمد في الكثير من قراراتها على الأعراف وأحكام الشريعة - غير القابلة للتقنين بسبب اختلاف توجهات وأفكار المُشرعين - التي تفرض قيودًا على النساء.
وأثّر النظام على حظوظ المرأة السعودية في الحصول على عمل داخل المملكة، ممّا أثّر بدوره على نسبة اليد النسوية العاملة، وحدّ من فرص تحسين المرأة لوضعھا المھني، بعد أن منعها من العمل في الخارج، ذلك أنها لا تستطيع تقديم طلب للحصول على جواز سفر دون موافقة وليّ أمرھا، ولا تستطيع السفر للخارج دون تصريح منه. هذا بدوره انسحب على التعليم، خاصة العالي منه، بعد أن أصبحت الدراسة بالخارج في إطار منحة جامعية مرتهنة بموافقة وليّ الأمر وشرط على أن يُرافقھا أحد محارمها في كامل فترة دراستها، والمحرم هو أحد أفراد عائلتها من الذكور.[2]
التسلسل التاريخي للنظام
انتقادات
- مقالة مفصلة: حملة إسقاط الولاية عن المرأة
منذ دخول عدد من التشريعات الخاصة بنظام الولاية حيّز التنفيذ، واجه النظام المستحدث انتقادات حقوقية واسعة، وطالب العديد من الكُتّاب والناشطين بإلغاءه، لما فيه من تمييز واضح تجاه المرأة.
إلغاء النظام
بدأت فعليًا إجراءات إلغاء نظام الولاية على المرأة في السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تحديدًا بعد تولي محمد بن سلمان آل سعود ولاية العهد في المملكة وإطلاقه رؤية السعودية 2030 في العام 2016، التي كفلت المساواة بين جميع المواطنين من كلا الجنسين، ودفع محمد بن سلمان إلى إلغاء النظام كُليًّا، وصرّح لمجلة ذا أتلانتيك في الأوّل من أبريل 2018، قائلًا:[3] «قبل العام 1979 كانت هناك عادات اجتماعية أكثر مرونة، ولم تكن هناك قوانين للولاية في السعودية.» إثر ذلك بدأ الحكومة السعودية بإقرار عدة قوانين ألغت جراءها أجزاء واسعة من نظام الولاية على المرأة، فسمح للمرأة بدخول الملاعب، دور المسارح والسينما، وكفل لها الحق بالابتعاث والتعليم العالي في الخارج، والعمل في مختلف المجالات، بما في ذلك الحقل الدبلوماسي وتولي مناصب عُليا داخل الدولة، كانت بسبب نظام الولاية مُقتصرة على الذكر.
التسلسل التاريخي لإلغاء النظام
- 5 مايو 2017: أمر الملك سلمان بعدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي أمرها حال تقديم الخدمات لها، ما لم يكن هناك سند نظامي لهذا الطلب.[4]
- 26 سبتمبر 2017: أمر الملك سلمان بمنح النساء حق القيادة، وشمل القرار على توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء في 24 يونيو 2018، وقد صدرت أول رخصة قيادة لامرأة سعودية في 4 يونيو 2018.
- 30 يوليو 2019: أمر الملك سلمان بإلغاء بإجراء سلسلة تعديلات ألغى إثرها الجانب الأعظم من نظام ولاية الرجل على المرأة. وشملت التعديلات التي نُشرت في 2 أغسطس 2019 في صحيفة أم القرى وستدخل حيّز التنفيذ في نهاية أغسطس من العام نفسه:[5]
- حق المرأة باستخراج جواز سفر بنفسها أسوة بالرجل دون الحاجة لولي أمر.
- حق المرأة بالسفر ما إن تبلغ سن 21 عامًا أسوة بالرجل دون قيد أو شرط.
- حق المرأة طلب تسجيل طفلها المولود، بعد أن كان الأمر مقتصرًا على الزوج دون الزوجة.
- حق المرأة طلب الحصول على سجل الأسرة الخاص بها من إدارة الأحوال المدنية، بعد أن كان الأمر مقتصرًا على الرجل.
- حق المرأة التبليغ عن حالات الوفاة، بعد أن كان الأمر مقتصرًا على الذكور البالغين 18 عامًا فأكثر.
- حق المرأة أن تكون ربًا لأسرتها مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القصّر.
المصادر
- تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر في تموز (يوليو) 2016 - صفحة: 5
- تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر في تموز (يوليو) 2016 - صفحة: 3
- محمد بن سلمان: في السابق كنا أكثر مرونة من الآن، صحيفة الجزيرة السعودية - 1 نيسان (أبريل) 2018 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- "تمكين المرأة السعودية من الخدمات دون اشتراط موافقة ولي أمرها". سكاي نيوز عربية. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201907 أغسطس 2019.
- بعد القرارات الجديدة.. 6 نقاط مهمة للمرأة السعودية، قناة العربية - 2 آب (أغسطس) 2019 نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.