كتاب «نقد الرجال»، من أبرز الكتب الرجاليّة التي صنفت في القرن الحادي عشر الهجري، من تصنيف السيد مير مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي من أعلام القرن الحادي عشر الهجري. فرغ مؤلفه من تأليفه عام 1015 هجرية، اعتمد في تأليف كتابه على كتب الأصحاب: كالكشي، والفهرست، ورجال الشيخ، وفهرست النجاشي، والخلاصة، وايضاح الاشتباه للعلامة الحلي، ورجال ابن داود، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب، وكما هو الظاهر من اسم الكتاب فهو نقد للكتب السالفة الذكر. وأشار فيها إلى اشتباهات أولئك الأعلام وهفواتهم، من تكرار الراوي أو اتحاده...
ولقد أنهى المؤلف كتابه بخاتمة تشتمل على ست فوائد مهمة بعد أن ذكر أبواب الكنى والألقاب والنساء، وهذه الفوائد هي كما يلي:
- الفائدة الأولى: بين فيها كنى الأئمة عليهم السلام وألقابهم على ما تقرر عند أهل الرجال عند ورودها في الأخبار.
- الفائدة الثانية: تطرق فيها إلى أسماء المعصومين عليهم السلام وكناهم وتاريخ ولادتهم ووفاتهم ومدة أعمارهم.
- الفائدة الثالثة: ذكر فيها عدة الكليني.
- الفائدة الرابعة: أشار إلى طرق الشيخ الطوسي في كتابيه وكذا طرق الشيخ الصدوق.
- الفائدة الخامسة: شخّص فيها معروفية الأصول التي نقل عنها الشيخ الطوسي بالنسبة إليه.
- الفائدة السادسة: أورد فيها طريقه إلى الشيخ الكليني والطوسي والصدوق والمفيد.
مميزات الكتاب:
امتاز كتاب ـ نقد الرجال ـ عن أقرانه من الكتب الرجالية السابقة له بامتيازات وخصائص تتجلى عبر سلوك مصنفه منهجًا واسلوبًا تفرد بهما دون غيره، وهي إجمالًا:
- عدم اكتفائه بذكر توثيق الرجاليين وتضعيفاتهم بل تعدى إلى الاستناد والاستشهاد بتوثيقات الفقهاء في كتبهم الفقهية وتضعيفاتهم للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
- ذكره لتلامذة الراوي الذين يكثرون من النقل عنه، وكذلك لمشايخه الذين يروي عنهم.
- مداقته في اختلاف نسخ الاصول الرجالية وضبط مفرداتها.
- مقابلته لنسخ الاصول الرجالية مع ما ينقل عنها بتوسط العلامة وابن داود وغيرهم.
- مناقشاته لآراء العلامة وابن داود وتنبيهه على بعض الاغلاط التي وقع فيها العلامة.
- ابداء آراءه الخاصة حول اتحاد بعض المفردات والمشتركات أو تعددها.
- ذكره للفوائد الغنية الموجودة في كتابي الشيخ الطوسي -الرجال والفهرست- وكتاب النجاشي وكذلك منهجيتهم.
- اشتمال كتابه على متون للكشي أو الاصول الرجالية الأخرى غير موجودة الان من نسخها.
- تنبيهه على تراجم لمفردات في الاصول الرجالية ترجمت في ضمن عناوين أخرى، وذلك لذكرها اما تبعا أو بالعرض معها.
- تنبيهه على تعدد الغضائري الابن مع الاب مع ترجيحه إلى ان صاحب التوثيقات والطعون هو الابن.
- نقله عن رجال الغضائري متون ليست متوفرة في الخلاصة ورجال ابن داود، وذلك نظير ما هو موجود في مجمع القهپائي، إذ الظاهر ان التفرشي متقدم على القهپائي رتبة وان عاصره، ولعل ما في المجمع عن الغضائري منقول منه أو لتوفر نسخة لكليهما، والحاصل ان ما اشتهر من حصر مصدر متون كتاب الغضائري في الخلاصة وابن داود والمجمع ليس سديدا، بل كتابنا هذا يشترك معهم ايضا، ومن البين ان كتاب الغضائري كان لديه فيخطا ما ينقله ابن داود عنه مثلا.
- ان المصنف قد استعرض في كتابه هذا مباني العلامة الحلي الرجالية في الخلاصة وتعرض لصحة البعض وسقم القسم الاخر منها.
- اختصار المؤلف في العديد من الموارد التي ينقلها عن رجال الشيخ أو النجاشي وذلك اكتفاء بما ذكره عن احدهما ، وان كان الذي لم ينقله يحتوي على نكات أخرى في الترجمة.
- ولأهمية المباني والاراء التي طرحها التفرشي في كتابه تجد أن أكثر من تأخر عنه اعتنى بارائه وناقشها.
- تأثر الاردبيلي في جامع الرواة بمنهجية المصنف الجديدة والتي بزغت عبر اسلوب ومنحى كيفية التحقيق في المفردات وكيفية العثور على مصادر جديدة ، والظاهر ان جعل الاسانيد منبعثا في التوثيق والكشف عن المفردة قد مارسه المؤلف.
طبعات الكتاب:
طُبع الكتاب قديمًا في عام 1318 طبعة حجرية. وطُبع حديثًا بتحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث
مصادر:
- مجلة تراثنا، عدد: 1
- نقد الرجال، مؤلف: السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي