نهضة الدولة العثمانية أو فترة الكمال أو النضج، هي الفترة التي تلت فترة التأسيس (طالع قيام الدولة العثمانية). وقد أستمرت تللك الفترة التي نستطيع أن نقول أنها قد بدأت بفتح القسطنطينية بشكل عام حتى معركة فيينا . بينما أوضح حاجي خليفة الملقب بالكاتب شلبى بأن الدولة قد استمرت حتى جلالة تللك الفترة عام 1593 ولكن قد وصف مصطفى نعيمة هزيمة فينا عام 1683 بنهاية تلك الفترة وبداية فترة جديدة . فبعد التقسيم الذي قام به مصطفى نعيمه طبقاً للمفهوم التاريخى ابن خلدون سار على نهجه أيضاً مؤرخى الفترة العثمانية .[1][2] فانتشرت الدولة في تلك الفترة إلى كامل أفريقيا الشمالية، مسيطرين على قسماً هاماً لأوربا الشرقية ومحاصرين أبواب فيينا .
وقد حاربت الدولة العثمانية الدولة الصفوية والتي قد ظهرت من جديد في الشرق وفي تلك الفترة قد شُهدت فترة ركود الدولة العثمانية .
نقطة الإنتشار والذروة (1453-1566)
محمد الفاتح(1451-1481)
قد سيطر على كل اليونانيون في خلال بضعة سنوات منذ فتح إسطنبول عام 1453 . وقد كانت بعض الجزر المهمة مثل رودوس،كريت، قبرص،. ولكن قد استطاعت فرسان مالطةفي رودوس، السيطرة عليها وذللك حتى مطلع القرن السادس عشر . بينما قد هيمن الفينسيون على قبرص (في القرن السادس عشر)، وكريت أيضا (في القرن السابع عشر) وحتى طرابزون أيضا لم تعد تمت لدولة الروم بصلة . وفي خلال مدة قصيرة تم القضاء على دولة السلف بجنوب دانوب وقد كانت المقاومة الأخيرة في ألبانيا والتي أستطاع جيرجوس كستريونا الذي يُلقب بإسكندر بك أن يحقق انتصارات قد استمرت لسنوات .[3] فقد بدأ العثمانيون بالتحرك نحو حدود دالماسيا الفينسية عند سواحل البحر الأدرياتيكي واعتباراً من عام 1480 بدأوا يخطوا نحو أوترانتو ولكن التقدم العثماني في أوروبا الوسطى قد واجه مشاكل محلية، فالمسار الرئيس لهذه المشاكل بالنسبة للعثمانين تتمثل في التعرف على الخصائص المحلية .ولكن على الفور قد تم إلغاء خصائص إمارة السلف التي صارت من الممكن أن تقوم قوة الدولة بالإصرار على إدارة الدولة مباشرة .[3] وقد خطط محمد الفاتح بالتخلص من الانكشاريين، حيث جدد الأسلحة بالجيش، وارتفعت أعدادهم وتم تعزيز سيطرتهم المركزية . وبعد فتح إسطنبول قد تحولت الأنظار إليها . فقبل خمسون عاماً من تولى محمد الفاتح الحكم قد نجح بايزيد الأول بجعل إسطنبول وحدة عسكرية هامة . ولكن بعد معركة أنقرة عام 1402 انهارت تلك الوحدة . ولهذا السبب قد تم ضم الروم والإمارات التركية الأخرى التي تحت سيطرة الأتراك إلى أراضى إمبراطورية طرابزون .و خطط لعقد إتفاق مع خانية القرم، وبالفعل قد نجحت هذه الفكرة لتمهد ضم الألوية الأخرى بالأناضول للهيمنة العثمانية . وقد تعمقت المشكلات المنبثقة من الجبهة الأسيوية للدولة أكثر بكثير من الجبه الأوربية . بالرغم من عدم وجود أى ألوية في الأناضول تسطتيع التنافس مع العثمانين . إلى أن ظهرت مشكلات أخرى منبثقة من المشاعر الدينية . لتظهر مشاكل أخرى تتمثل في آق قويونلو والتي تنبثق من القوة السياسية في إيران وأذربيجان وأرمينيا . فشعر تركمان أسيا بالتقرب أكثر إلى آق قويونلو بالقياس مع العثمانين الذين نشئوا على حدود البلقان . بالإضافة إلى أن عشائر التركمان لهم دور مهم وفعال في الوجود الشعبي .[4] وقد هزم محمد الفاتح ازون حسن حاكم آق قويونلو في معركة اتلوبلى . فبعد مرور مدة قام الشعب الذي يحترم الطوائف والصوفية احتراماً كبيرا بتأسيس الدولة الصفوية المطوقة بالأسرة الحاكمة الشيعية الجديدة والتي ظهرت في أردبيل .[4] فطبقاً لأورال ساندير فإن أهم خاصية من ناحية التاريخ السياسى لفترة محمد الفاتح تتمثل في التطوير لنظام الدولة بعد فتح إسطنبول .[5] وقد لجأ أعداد كثيرة من اليهود الفارين من الهجمات الأوربية، لراية الحكم الإسلمى . بالإضافة إلى أن الجماعات المكونة من الأقباط والديانات المختلفة الأخرى قد حصلوا على نوع من الإستقلالية أو الحكم الذاتى وذللك مناهضة لإدارة السلطة المركزية من الزعماء الدينين . فقد استطاعوا الإستمرار بالنظام الدولى الذي يحمى القوانين الخاصة بهم ونواحى حياتهم المختلفة . حتى الوافدين من الديانات الأخرى والذين لايعدوا مواطنين من الدرجة الأولى كشعباً، قد استمرت ماهيتهم وحصلوا على حق المعيشة تحت مناخ مفعم بالأمان . ومع مرور الزمن قد زاد عددهم، مسيطرين أيضا على مجالات التجارة التي تعد إلى حد ما تخص المسلمون . وبهذا وبمفهوم الإدارة فتلك الفترة لم تشهد تعدد عناصر أخرى في أوروبا .[5]
بايزيد الثانى(1481-1512)
كان يميل بايزيد الثاني للسلام على عكس والده . وفي حين أنه قد اضطر إلى الدخول بمناورات مع السياسة الدولية الأوربية . ومن أجل أن يسطتيع منع الحملات الصليبية الجديدة فقد واصل مجهوداته لحماية قوة الجيش والتي بدأها والده . وفي نهاية ذلك قد عمل على تـأمين الدعم العثماني كورقة رابحة مناهضة لإتحاد الدول الموجودة بإيطاليا . وقد انتهت الهيمنة البحرية للفينسين الموجودة في البحر الأبيض المتوسط وذلك في حرب العثمانين والفينسين (1499- 1503) . ومن هنا استطاع الغواصون العثمانيون بالدخول في حملات أيضا غرب البحر الأبيض المتوسط .[5] وحفز بايزيد الثاني من تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية للدولة. وقد أنشأ علاقات تجارية ر ابحة مع إيطاليا . وبداية من القرن الخامس عشر سُمح لليهود الوافدين من إسبانيا بالدخول للأراضى العثمانية .
سليم الأول(1512-1520)
قد أعتلى سليم الأول العرش بمشاكل كبيرة بمجرد ترك والده بايزيد الثاني السلطة، فتم التخلص من تهديدات أخويه الكبار (أحمد بن بايزيد وشاهزادة كوركوت) وقد صد تهديدات الصفويين الذين نهضوا من جديد، وقد هزمهم في معركة جالديران عام 1514، متجها نحو إسماعيل الصفوي ومتقدما حتى تبريز . وعند العودة في عام 1515 شُنت معركة مع بنو ذو القدر ويطلق على تلك المعركة طورنا ضاغ . وقد تم تسليم بنو رمضان الذين شهدوا تلك المعركة وقد تم تأمين الوحدة التركية في الأناضول .فقد تم تسهيل الدفاع عن الدول ضد الهجمات (مثل هجوم تيمور )و الذي يمكن أن يؤثر مباشرة على التنمية .[6] وقد اندرجت مصر في تلك الحملات وهذا بعد معركة جالديران مباشرة . وهناك قد أمن دخول خلفاء سليم الأول للسلالة العثمانية مع نهاية النظام المملوكي . وقد تم نقل الآثار المقدسة إلى إسطنبول . أما طرق الحجاز والمدن المقدسة مثل مكة والمدينة فقد تم مراقبتها بإشراف من الدولة العثمانية . ليصبح العالم الإسلامى أجمع تحت حماية العثمانين .[6]
سليمان القانوني(1520-1566)
قد أعاد سليمان القانونى من جديد العلاقات السياسية مع غزة ضد الغرب والتي قد وقفت في عهد سليم الأول . فالإسستلاء على بلغراد (1521) والإستيلاء على اوربا الوسطي (1521) ورودوس (1522) ومن أجل الأحداث القائمة في البحر الأبيض المتوسط قد أكسب الدولة العثمانية مكانة مناسبة . فقام السلطان سليمان القانونى الذي قضى على جيش المجر في موهاتش عام 1526 بالدخول إلى بودا عاصمة المجر . وقد تولى حماية المجر في مملكة زايوليا . وتعد معركة موهاج أقصر المعارك مدةً على مدار التاريخ . ومن أجل سيطرة المجر على الدولة واجهت هابسبورغ .فقام سليمان القانونى بحملة انتهت بمحاصرة فيينا عام 1529 من أجل حماية زابولى . وفي عام 1532 شن حملة ضد الألمان وفي عام 1541 أيضا أُلحقت أراضى المجر للهيمنة العثمانية مكوننين ولاية عثمانية . وفي عام 1543 قد سيطر أيضاً على استراكون أثناء حملة المجر . وقد دخلت الجزائر التي تحت حماية بيري ريس تحت الهيمنة العثمانية وذلك عام 1534 . وفي عام 1531 أيضا سيطر على طرابلس مع الأسطول الذي تحت قيادة تورجت ريس .
سليم الثاني (1566-1574)
شن سليم الثاني حملته الأولى بعدما أعتله العرش على اليمن وسيطر على اليمن التي لم يُستطاع السيطرة عليها في عهد سليم الأول وذلك عام 1568 . وبعد الإستيلاء على اليمن قد تم تأمين المضيق مهيمناً على خيوس من الجنويين . وفي عهده قد تم إقالة وزير أعظم واحد فقط، وكان يُدعى صقللى محمد باشا فقد كان قرار السلطان سليم الأول بإقالة صقللى محمد باشا قراراً موفقاً. وقد تم تحصين قوة الدولة العثمانية في عهده . وبعد الإستيلاء على خيوس ضم أيضاً إلى الدولة العثمانية أراضى مثل (تونس وإندونسيا وأستراخان وقبرص) . وأثناء معركة ليبانت أيضا قد تم تجديد وتحصين الجيش بشكل كبير . وقد افتتحت قناه نهرية مابين نهرى دون وفولغا في عهد سليمان القانونى ولكنها حقيقة غير مؤكدة حيث أوضح صقللى محمد باشا أنه تم تأمين المضيق مفتتحين قناة نهرية بين هاتين النهرين في عهد سليم الثاني . وقد أنشأت أيضا قناة السويس في عهد سليم الثاني .
حملة جنوب أذربيجان
قد كانت أذربيجان واحدة من المواضيع الجدالية في عهد سليمان القانونى . وفي حين الانتصار على أذربيجان في معركة جالديران وذلك في عهد السلطان سليم، وتقدم الجيش العثماني حتى تبريز، والهيمنة العثمانية الكاملة على شرق الأناضول، فإنه قد تم إبرام معاهدة سلام مع الدولة الصفوية . فسواء أن كانت الدولة الصفوية أم الدولة العثمانية فكلا البلدين ينظرا بنظرة شك لبعضهم البعض . وكمثل جنوب أذربيجان والأناضول التي لم يتم التخلى عن السيطرة عليهم، كان العثمانيون يأملون أيضا بالهيمنة على أراضى العراق التي تمتد حتى الخليج العربى والذي هو واحد من الخليجان الذان يمتدا من الشمال حتى المحيط الهندى . وبهذا فالأحداث الحدودية بين البلدين ليست بقليلة . فقد قام فريق بتغير الطرف بسبب الوضع الأمنى الحدودى . ومع تلك الأحداث فقد تم تعيين الصدر الأعظم إبراهيم باشا لحملة الصفوية وذلك عام 1533 . ولكن قد خرج قبله الملك لقيادة الحملة عام 1534 . وفي عام 1535 قد تم السيطرة على أراضى العراق من قبل العثمانين وبما في ذلك بغداد والتي ذو تأثير هام وفعال لتلك الحملة التي سُميت بحملة إيراقين . وبهذا قد سيطر العثمانيون أيضاً على واحدة من الخلجان المهمة التي تمتد حتى المحيط الهندى . وانتهت حروب جنوب أذربيجان بمعاهدة أماسيا . لينتج عن تلك المعاهدة سيطرة العثمانين على أذربيجان وتبريز وقسم من أراضى الأناضول الشرقية . وقد استمرت تلك المعاهدة حتى عام 1576 .
حملات بحر الهند (1538-1669)
بينما قد شُنت حروب بحرية مُضنةً مابين العثمانيينو دول البحر الأبيض المتوسط القبطية وذللك في البحر الأبيض المتوسط . قد دخلت الدولة العثمانية في صراعات مع البرتغاليين بدايةً من عام 1538 وذلك في المحيط الهندى، وقد استمرت تلك الصراعات حتى عام 1669 . وأثناء تلك الفترة قد تم إرسال البحرية العثمانية إلى كلا من الهند وذللك لعدة مرات، وجزيرة سومطرة لمرة واحدة . وقد ضُمت اليمن، وإثيوبيا، وبعض من الدول الأفريقية إلى الدولة العثمانية . وقد قام العثمانيون بعمليات بحرية ناجحة مناهضة للبرتغالين في المحيط الهندي، وحصن وهيمن على المحيط الهندي . ولكن وبعد فترة وبسبب إخفاقات العثمانين في المحيط الهندي، فقد نتجت عنها نتائج سلبية لكلا من الدولة العثمانية بأكمالها وعلى دول الشرق أيضا .و ذللك بسبب عدم تأقلم البحرية العثمانية مع أحوال المحيطات، ولم يُعطى أهمية واجبة للحملات على الهند، بالإضافة إلى فشل حاكم غوجارات بإمداد العثمانين بالمساعدات.
فترة التمردات والتعافى من جديد
- مقالات مفصلة: عوامل ضعف الدولة العثمانية
- حقبة الركود والانتعاشات
يُعتبر عصر سليمان القانوني عصر الدولة العثمانية الذهبي، وما أن انقضى هذا العصر حتى أصاب الدولة الضعف والتفسخ. فقد كان سليم الثاني، خليفة سليمان، سلطانًا ضعيفًا لا يتصف بما يؤهله للقيام بحفظ فتوحات أبيه فضلاً عن إضافة شيء إليها، بالإضافة إلى أنه كان حاكمًا منحلاً خاملاً، وكان ماجنًا سكّيرًا.
# | السلطان | فترة الحكم |
---|---|---|
1 | مراد الثالث | 1574-1595 |
2 | محمد الثالث العثماني | 1595-1603 |
3 | أحمد الأول | 1603-1617 |
4 | مصطفى الأول | 1617-1618 |
5 | عثمان الثاني | 1618-1622 |
6 | مصطفى الأول | 1622-1623 |
7 | مراد الرابع | 1623-1640 |
8 | مصطفى الأول | 1622-1623 |
معرض صور
المصادر
- ^ Osmanlı Tarihinde Dönemler, Prof. Dr. Halil İnalcık, Erişim: 26 Şubat 2013
- ^ Osmanlı Tarihinde Dönemler, Ferhan Kırlıdökme-Mollaoğlu, Erişim: 26 Şubat 2013
- ^ Tanilli 1986, sayfa 562
- ^ Tanilli 1986, sayfa 564
- ^ Sander 1989, sayfa 34
- ^ Sander 1989, sayfa 35
عام
- Tanilli, Server (1986), Yüzyılların Gerçeği ve Mirası II. Cilt, Ortaçağ, Cem Yayınevi
- Tanilli, Server (1987), Yüzyılların Gerçeği ve Mirası III. Cilt, 16. ve 17. yüzyıllar, Cem Yayınevi
- Sander, Oral (1989), Siyasi Tarih, İlkçağlardan 1918'e, İmge Yayınevi