الرئيسيةعريقبحث

واجيت


☰ جدول المحتويات


كانت واجيت (و يعني اسمها بالمصرية القديمة : "الخضراء")[1]، والمعروفة عند الإغريق باسم أوتو (أو بوتو) وأسماء أخرى أيضاً، في الأصل المعبودة المحلية القديمة لمدينة دِب (بوتو)[2]، وقد أصبح اسمها جزءاً من اسم المدينة حيث كانت تسمى بالمصرية القديمة «بر- واجيت» بمعنى «بيت واجيت»، وقد سماها الإغريق بوتو (و هي مدينة دسوق الحالية)[3]، وهي المدينة التي كانت موقعا مهما في عصر قبل الأسرات في مصر القديمة وحدثت فيها تطورات ثقافية في العصر الحجري القديم ، وقد كانت راعية وحامية مصر السفلى وبعد الوحدة مع مصر العليا أصبحت حامية مشتركة للوجهين القبلي والبحري مع معبودة الصعيد، ويطلق على صورة واجيت مع قرص الشمس (الصل الملكي أو الكوبرا المتحفزة) ، وكانت شعارا على تاج حكام مصر السفلى. وكانت أيضا حامية للملوك وللمرأة أثناء الولادة.

واجيت
Hatshepsut temple8.JPG
صورة لواجيت على هيئة ثعبان الكوبرا من معبد حتشبسوت - الدير البحري.

تفاصيل كانت جزءا من ثالوث يضم معها المعبودين مين وحورس.
يرمز إلى حامية الفرعون وحامية البلاد
المنطقة بوتو
wꜣḏyt
في الهيروغليفية
الكوبرا+الشمس
في الهيروغليفية
ḏt "الكوبرا"
في الهيروغليفية
صورتان لمعبودة واجيت محفورتان على جدار في معبد حتشبسوت في الأقصر.

كانت مرتبطة بالأرض وتصور على هيئة امرأة برأس ثعبان أو كثعبان الكوبرا المصرية، وهو ثعبان سام شائع في المنطقة؛ وفي بعض الأحيان كانت تصور كامرأة مع رأس مزدوج على هيئة ثعبانين، وفي أحيانا أخرى، كثعبان برأس امرأة، وكان لها وسيطات روحانيات في المعبد الشهير في «بر واجيت» الذي كان مخصصاً لعبادتها، وهذه الوسيطات الروحانيات قد تكون مصدر التقليد النبوئي الذي امتد إلى اليونان من مصر[4] .

كان يحتفل بعيد الذهاب إلى واجيت في يوم 25 ديسمبر بالهتافات والأغاني، كما كان هناك مهرجان سنوي يقام في المدينة احتفالا بواجيت في 21 ابريل ، وكان من التواريخ الهامة الأخرى لعبادتها كذلك 21 يونيو، وقت الانقلاب الصيفي، ويوم 14 مارس كذلك، كما أنه قد تم تخصيص الساعة الخامسة من اليوم الخامس من ظهور القمر في السماء لها.

كانت واجيت مرتبطة بشكل وثيق من بين المعبودات المصرية كلها مع عين رع بالتحديد، والتي كانت معبودة قوية للحماية، كان يتم رسم عينيها (الموجودة واحدة منها في أسفل هذا الكلام) في سماء الصور والمناظر والنقوش الدينية، وكانت «بر واجيت» تحتوي أيضا على «ملاذ حورس»، وهو الطفل المعبود الشمسي الذي كان يفسر على أن الفرعون تجسيد له على الأرض، في وقت متقدم بكثير من التاريخ المصري، أصبحت واجيت مرتبطة بإيزيس وكذلك مع العديد من المعبودات الأخرى.

في النقش الظاهر على يسار الصفحة، وهو على جدار معبد حتشبسوت في الأقصر، هناك نوعان من الصور لواجيت : واحدة تظر قرص الشمس مع الكوبرا ورأسها يعبر من خلال علامة عنخ وأخرى تتقدم فيها على صقر حورس يرتدي التاج المزدوج لمصر الموحدة، وهو ما يمثل الفرعون الذي تحميه هي.

أصل التسمية

يشتق اسم واجيت[5] من اسم رمز مملكتها الأصلية (مصر العليا) وهو نبات البردي[6] .

فيعني اسمها "البردية الملونة"[7]، كما أن «واچ» أو «واز» هي الكلمة المصرية القديمة للون الأخضر (في إشارة إلى لون نبات البردي) ولاحقة «ـت» تدل على التأنيث. ويختلف اسمها عن اسم التاج الأخضر (التاج الأحمر) لمصر السفلى عن طريق المحدد فقط (و هو العلامة التي توضع في آخر الكلمة المصرية القديمة لبيان معناها) ، ففي حالة التاج توضع صورة التاج[8] وفي حالة المعبودة توضع صورة الكوبرا المتحفزة.

حامية البلاد والفراعنة والمعبودات الأخرى

واجيت - عين حورس
في الهيروغليفية

في النهاية، تم إعلان واجيت معبودة راعيةً وحاميةً لكل من مصر السفلى وأصبحت مرتبطة مع نخبت، التي يتم تصويرها على هيئة نسر أبيض. وبعد التوحيد انضمت صورة واجيت لصورة نخبت على التاج كجزء من الكوبرا المتحفزة.

كما أن كلمة «واچ» أو «واز» في المصرية القديمة تعني الأزرق والأخضر (معاً) ، وهي كذلك اسم لعين القمر[9] المعروفة، وفي حقبات لاحقة، غالبا ما كانت تصور على هيئة امرأة برأس ثعبان بشكل مبسط، أو على شكل امرأة ترتدي الصل الملكي مع قرص الشمس، الصل (الكوبرا) أصلا كانت جسدها بكامله، حيث تلتف حول أو على رأس الفرعون أو المعبودات الأخرى.

كانت تصور واجيت على هيئة الكوبرا، وكراعية وحامية، في وقت لاحق كانت واجيت تصور ملفوفة على رأس رع ؛ من أجل القيام بدور حمايته، وأصبحت هذه الصورة رمزا لها في التيجان الملكية أيضا حيث تظهر على جبين الفرعون.

تميمة واجيت من الخزف الأزرق - من متحف مدينة هاروجيت - بريطانيا.

و هناك تصوير آخر من وقت مبكر لواجيت تظهر على هيئة كوبرا تلتف حول ساق البردي، وذلك ابتداء من عصر ما قبل الأسرات (قبل 3100 ق.م)، ويُعتقد أنها الصورة الأولى التي يظهر فيها ثعبان يلتف حول عصا في التاريخ، هذه الصورة المقدسة التي ظهرت بشكل متكرر في صور لاحقة وأساطير من الحضارات المحيطة بالبحر المتوسط، وسميت صولجان هرمس، الذي يمكن أن يكون نشأ عن أصول منفصلة.

كما أن صورتها أيضا تنتصب فوق «أعمدة الأعلام» التي تمسكها المعبودات للإشارة إلى ألوهيتهم.

العلاقة مع المعبودات الأخرى

واجيت في صورة واجست - باستت ، في صورة امرأة برأس أنثى الأسد وترتدي قرص الشمس مع الكوبرا المتحفزة - من متحف اللوفر - باريس.

و كان هناك تفسير لمجرة درب التبانة في السماء يقول بأنها الثعبان البدائية، بمعنى واجيت حامية مصر، وفي هذا التفسير كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا مع حتحور والمعبودات الأخرى المبكرة (العتيقة) مع إظهار جوانب مختلفة للمعبودات الأم العظيمة، بما في ذلك موت ونونيت ، وبمساعدة من حتحور أنجبن ابنها الذي اسمه حورس ، وقد هضمت عبادة رع استوعبت صفات حورس بما فيها عين واجيت الحامية التي ظهرت علاقتها بحتحور.

عندما يتم وصفها بحامية رع، الذي كان أيضا إله الشمس المرتبطة بالحرارة والنار، كان يقال في بعض الأحيان أنها قادرة على إرسال النار على أولئك الذين قد تهاجمهم لسبب أو لآخر، كما أنها - وبما أنها كوبرا سامة - كانت تبصق السم في عيون أعدائها. في هذا الدور كانت تسمى سيدة اللهيب[10].

و في وقت لاحق أصبح تدمج مع معبودة الحرب من مصر السفلى باستت التي كانت هي الأخرى شخصية رمزية مهمة في البلاد، لتصبح بالتالي في صورة جديدة تسمى واجيت - باستت ، وفي هذا الدور، وحيث كانت باستت على صورة أنثى الأسد، فإن واجيت- باستت كانت دائما ما تمثل بصورة امرأة برأس أنثى الأسد.

و بعد توحيد القطرين عن طريق غزو الوجه القبلي للوجه البحري، كان ينظر إلى معبودة من صعيد مصر وهي سخمت على أنها أقوى من المعبودتين المحاربتين (واجيت وباستت) معاً، وقد كان سخمت تلقب بالمنتقمة من المخطئين، والسيدة القرمزية، في إشارة إلى لون الدم، بوصفها واحدة من السفاحات سافكي الدماء، لكنها مع ذلك صورت مع قرص الشمس على رأسها والافعى الملكية، أي واجيت نفسها، على جبينها.

في نهاية المطاف، موقف واجيت باعتبارها راعية أدى بها إلى التوحد مع المعبودة الأقوى موت، التي أصبحت في الواجهة بالتزامن مع صعود عبادة آمون، وفي النهاية تم توحيد المعبودات الثلاثة في صورة واحدة تحت اسم موت- واجيت- باستت.

و عندما بدأت المزاوجة بين المعبودات في الديانة المصرية القديمة في وقت لاحق، ونظرا لأنها كانت مرتبطة بالأرض، فبعد توحيد مصر العليا والسفلى أصبحت زوجة حابي معبود النيل.[11]

كان لواجيت، كمعبودة لمصر السفلى، معبداً الكبير في إيميت القديمة (الآن تسمى تل نبيشة) في دلتا النيل على بعد 10 كيلومترات من صان الحجر ، وكانت تعبد في المنطقة باسم "سيدة ايميت" ، وفي وقت لاحق انضم إليها مين وحورس لتشكيل ثالوث إلهي ، وقد كان ذلك مطابقاً للنموذج الأوزيري الذي تم تطبيقه في مكان آخر في مصر[12].

وينبغي التفريق بين واجيت والشيطان المصري أبوفيس، الذي كان يمثل أيضا في صورة ثعبان في الديانة المصرية القديمة.

اقرأ أيضاً

هوامش

  1. Also spelled Wadjit, Wedjet, Uadjet or Ua Zit
  2. Wilkinson, Early Dynastic Egypt, p.297
  3. Wörterbuch der ägyptischen Sprache, 1, 268.18
  4. Herodotus ii. 55 and vii. 134
  5. Wörterbuch der ägyptischen Sprache, 1, 268.17
  6. Wörterbuch der ägyptischen Sprache, 1, 263.7–264.4
  7. J. A. Coleman, The Dictionary of Mythology: A–Z Reference of Legends and Heroes
  8. Wörterbuch der ägyptischen Sprache, 1, 268.16;
  9. Wörterbuch der ägyptischen Sprache 1, 268.13
  10. Curl, The Egyptian Revival, p.469
  11. Ana Ruiz, The Spirit of Ancient Egypt, p.119
  12. Vincent Razanajao, D'Imet à Tell Farâoun : recherches sur la géographie, les cultes et l'histoire d'une localité de Basse-Égypte orientale. (English synopsis) نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.

مراجع

موسوعات ذات صلة :