الرئيسيةعريقبحث

أبو مصعب الزرقاوي

زعيم جماعة التوحيد والجهاد والتي تحوّلت لتنظيم القاعدة في العراق

☰ جدول المحتويات


أحمد فضيل نزال الخلايلة[1] وكنيته أبو مصعب الزرقاوي (30 أكتوبر 1966 - 7 يونيو 2006) كان عضوا في تنظيم القاعدة في العراق، قاد معسكرات تدريب لمسلحين في أفغانستان، اشتهر بعد ذهابه إلى العراق لكونه مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات والتفجيرات خلال حرب العراق، أسس ما سمي بتنظيم "التوحيد والجهاد" في التسعينيات والذي ظل زعيمه حتى مقتله في يونيو 2006. كان يعلن مسؤوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن، عرف لاحقاً بزعيم تنظيم مايسمي "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" الذي هو فرع تنظيم القاعدة في العراق بعد أن "بايعت" جماعة "التوحيد والجهاد" (وهو الاسم الأول للجماعة) أسامة بن لادن عام 2004.[2] كما أنه كان زعيم مجلس شورى المجاهدين في العراق حتى اغتياله.[3] بداية شهرته كانت في العام 2004 قام أبو مصعب الزرقاوي بذبح أحد الرهائن الأمريكين في العراق ويدعى يوجين أرمسترونغ، وذلك بجز عنقه بسكين في فيديو مصور قامت جماعة التوحيد والجهاد بنشره على الإنترنت.[4] أعلنت لاحقاً الحكومة الأردنية سحب الجنسية منه.

أبو مصعب الزرقاوي
Abu Musab al-Zarqawi (1966-2006).jpg
أبو مصعب الزرقاوي في مايو 2004

معلومات شخصية
اسم الولادة أحمد فاضل نزال الخلايلة
الميلاد 30 أكتوبر، 1966
الزرقاء،  الأردن
الوفاة 7 يونيو 2006 (39 سنة)
بعقوبة،  العراق
سبب الوفاة ضربة جوية 
مكان الدفن بغداد،  العراق
الجنسية بدون (سحبت منه الجنسية الأردنية)
عضو في دولة إسلامية 
الحياة العملية
المهنة مجرم،  وسياسي 
الحزب القاعدة 
الخدمة العسكرية
في الخدمة
1989–2006
الولاء جماعة التوحيد والجهاد،  والقاعدة،  ومجلس شورى المجاهدين في العراق 
الرتبة قائد
القيادات جماعة التوحيد والجهاد
القاعدة في العراق
المعارك والحروب الغزو السوفيتي لأفغانستان
معركة الفلوجة الأولى
صراعات العراق بعد الغزو الأمريكي

النشأة

اسمه أحمد فضيل نزال الخلايلة من عشيرة الخلايلة من قبيلة بني حسن في الأردن، لقب بالزرقاوي نسبة لمدينة الزرقاء الأردنية وهو من أبناء حي معصوم تحديداً. فقد والديه، وتوقف عن الدراسة بعد أن أكمل الثّاني ثانوي، وعمل موظفًا في بلدية الزّرقاء عام 1983، وفي عام 1984 دخل الجيش بحسب قانون التّجنيد الإجباري لمدة عامين[5]، أي ما يسمى بخدمة العلم، ودخل في هذه الفترة بمرحلةٍ من عدم الاتزان والطّيش استمرت إلى أن تعرف بعبد المجيد إبراهيم المجالي.

دخل الزرقاوي التنظيمات الجهادية عن طريق عبد المجيد إبراهيم المجالي[6][7]، المعروف بكنيته أبو قتيبة الأردني، بسنة 1988، حيث كان أبو قتيبة مديراً لمكتب خدمات المجاهدين الأفغان في الأردن وهو مكتب غير رسمي لتجنيد الشباب وإلقاء المحاضرات وجمع التبرعات. وكان أبو قتيبة الأردني هو من جنده وسهل له السفر إلى أفغانستان.

وصل إلى أفغانستان عن طريق بيشاور في باكستان[5] في أواخر ثمانينيات القرن العشرين لمحاربة القوات السوفييتية هناك ولكن السوفيات كانوا يغادرون بالفعل في الوقت الذي وصل فيه،[8] وهناك التقى باسامة بن لادن بدل القتال[9]، وفي بيشاور تعرَّف الزرقاوي على أبي محمد المقدسي، وعمل لفترةٍ في مجلة وقد تلقى في أفغانستان تدريباتٍ عسكريّةٍ في عدَّة معسكرات، وخاصة معسكر ”صدى"[5]. واستمرت علاقته بأبي قتيبة المجالي الأردني وأبي محمد المقدسي طيلة حياته. فرجع بعدها إلى الأردن واعتقل عام 1990 بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله، وقضى مع مجنديه ست سنوات في سجن أردني.[8]

بحسب وصف أحد جيرانه كان متواضعا ومنعزلا ملتزما بالمسجد، عمل في بداية حياته في بلدية الزرقاء موظفاً صغيراً قبل سجنه بتهمة الانتساب إلى تنظيم بيعة الإمام عام 1996.[10] وأطلق سراحه لدى بعفو عام أصدره عبد الله الثاني بن الحسين بعد توليه عرش مملكة الأردن عقب وفاة والده عام 1999، يُعتقد أن الزرقاوي توجه بعدها إلى أفغانستان.

في السجن

مكث الزرقاوي فترة 7 سنوات في السجون الأردنية حيث التقى بأبي محمد المقدسي حيث حكم عليه عام 1996 بالسجن مدة 15 عاماً لكنه أمضى في السجن حتى عام 1999 عندما أصدر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عفواً عاماً عن جميع السجناء في الأردن بعد توليه مقاليد الحكم،[10] وبعد مغادرة الزرقاوي السجن، يُعتقد أنّه غادر مرة أخرى إلى أفغانستان ومكث فيها حتى أوائل عام 2000.

كان في سجن سواقة الصحراوي قائداً لتيار من السجناء السياسيين يطلق عليهم اسم بيعة الإمام ويطلقون هم على أنفسهم الموحدون، كان لهم نظام صارم خاص بهم يشرف على تطبيقه بكل تفاصيله أحمد الخلايلة الذي كان يحمل لقب أمير في وقتها والمكلف بالشؤون التنظيمية وقيادة الجماعة، وكانت هناك عدة تنظيمات وجماعات أخرى تتقاسم الغرف وتتباين في وجهات نظرها بشكل كبير كان يقود أحياناً إلى صدامات حادة فيما بينها تصل إلى حد التكفير، منها جماعة حزب التحرير الإسلامي وكان قائدها عطا أبو الرشتة موجوداً هناك إلى جانب قيادات شكلوا جماعات صغيرة مستقلة مثل عجلون، وجماعة الموجب، والأفغان الأردنيون، بالإضافة إلى متهمين إسلاميين مستقلين على رأسهم ليث شبيلات ، كانت إمارة الزرقاوي من أقوى الإمارات وأكثرها نفوذاً بين تلك الجماعات.[10]

لم يكن الزرقاوي وحيداً في القيادة فهناك استاذه ومرشده عصام البرقاوي المكنى ب"أبو محمد المقدسي" وبعد فترة كان المقدسي يفقد سطوته وسلطته على الحركة لصالح الزرقاوي بالرغم من التفاوت في الثقافة بينهما إلا أن الزرقاوي امتلك عنصراً قوياً في القيادة، وكان الزرقاوي هو الأقدر على التصدي لإدارة السجن ومجابهتها والاشتباك معها، ما جعله ينتزع مزايا للمهجع يحسدهم عليها نزلاء المهاجع الأخرى فكانوا لا يصطفون بالطابور الصباحي ولا يلبسون ملابس السجن ويملكون هامشاً كبيراً من الحركة والقدرة على زيارة المهاجع الأخرى وبعيدون كلياً عن عقوبة الشبح التي تطال بقية المساجين.[10]

بعد إطلاق سراحه من السجن وفي عام 1999، يعتقد أنه شارك في محاولة لتفجير فندق راديسون في عمان، حيث تواجد فيه العديد من السياح الإسرائيليين والأمريكيين، لجأ بعدها الزرقاوي إلى بيشاور بالقرب من الحدود مع أفغانستان، وأدين في وقت لاحق وحكم عليه بالإعدام غيابياً بتهمه التآمر للهجوم على فندق راديسون ساس.

في العراق

أما قصة انتقال الزرقاوي إلى العراق، فمن المعتقد أنه لجأ إلى هناك إثر الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدته في أفغانستان عام 2001 ويجادل المسؤولون الأمريكيون بأن الزرقاوي كان وصي وآمر تنظيم القاعدة الذي انتقل إلى العراق وقام بإنشاء روابط مع حركة أنصار الإسلام، وهي مجموعة من المسلمين الأكراد في منطقة شمال العراق.[11]

ففي شهر أكتوبر عام 2002 اتهم الزرقاوي بأنه كان وراء اغتيال مسؤول المساعدات الأمريكي لورين فولي في عمان، وبعد عدة أشهر لاحقة في عام 2003 اعتبر الزرقاوي الرأس المدبر لسلسة من التفجيرات الدموية امتدت من الدار البيضاء في المغرب إلى إسطنبول في تركيا إلا أن العراق ظل مركز النشاط الرئيسي بالنسبة للزرقاوي، وبدت الرسالة التي وزعها الأمريكيون في شهر فبراير عام 2004 كمحاولة لدعم ادعائهم بأن استهداف الشيعة كان الهدف المركزي في الاستراتيجية التي انتهجها الزرقاوي في العراق، ويظهر الزرقاوي في الرسالة وهو يشاطر شركاءه أفكاره بخصوص كيفية إذكاء نار الصراع والفتنة الطائفية في العراق كوسيلة لتقويض الوجود الأمريكي هناك.[11]

مقتله

هذه الصورة قد لا يتقبلها البعض.
Zarqawi dead us govt photo.jpg
أبو مصعب الزرقاوي بعد مقتله

في صباح 7 يونيو 2006، اعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي تصنفه السلطات العراقية على أنه تنظيم إرهابي في غارة أمريكية. ووصف الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الزرقاوي "بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة"، معتبرا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد "العمليات الإرهابية" التي نفذها في العراق. كما اعتبر وزير الدفاع الأميركي وقتها دونالد رامسفيلد أن مقتل الزرقاوي هو "انتصار مهم" في الحرب على الإرهاب، لكنه عاد وقال إنه "بالنظر إلى طبيعة الشبكات الإرهابية فإن مقتل الزرقاوي لا يضع رغم أهميته نهاية لكل أعمال العنف في ذلك البلد".

الحالة الأسرية

تزوج الزرقاوي من ثلاث زوجات، الأولى "أم محمد" وهي أردنية الجنسية وله منها 4 أطفال وهم: أمينة وروضة ومحمد ومصعب، زوجته الثانية "إسراء" ، وهي ابنت ياسين جراد أحد الناشطين الفلسطينيين والمتورط في مقتل الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم[12] وقتلت مع الزرقاوي، وزوجته الثالثة عراقية قتلت هي أيضا معه.

قالوا عنه

وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحدث بأنه "سارّ جداً وضربة لتنظيم القاعدة في كل مكان، وخطوة مهمة في المعركة الأوسع ضد الإرهاب". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن مقتل الزرقاوي يبعث على "الارتياح"، محذرا من أن هذا الحدث لا يعني نهاية العنف في العراق. في كابول رحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمقتل زعيم القاعدة في العراق ووصف مقتله بأنه "ضربة قاسية للإرهاب". كما وصفته الخارجية الباكستانية بأنه "تطور مهم". في النمسا اعتبر المستشار فولفغانغ شوسل الذي كانت ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وقتها أنه "ينبغي مواصلة مكافحة الإرهاب إثر الإعلان عن مقتل الزرقاوي"، كما اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" الحدث "ضربة قوية" للقاعدة.

في برلين وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقتل الزرقاوي بـ"النبأ السار"، مؤكدة أن الزرقاوي كان واحدا من أكثر الرجال خطورة في التنظيم. كما أعربت الخارجية الفرنسية عن أملها في تراجع أعمال العنف في العراق وعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد في إطار استعادته للسيادة كاملة. وفي اليابان أعلنت وزارة الخارجية أملها في أن يؤدي مقتل الزرقاوي إلى تحسين الوضع الأمني والقضاء على "المجموعات الإرهابية".

في حديث لقناة "فوكس" الأمريكية، أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالمهارات العسكرية التي تمتع بها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ووضعته في مصاف جنراليّ الحرب الأهلية الأمريكية، أوليسيس غرانت وروبرت لي.[13]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. موقع الجزيرة. نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Chehab, Zaki 2006, Iraq Ablaze: Inside the Insurgency, IB Tauris & Co, Cornwall, p. 8
  3. استشهاد أبو مصعب الزرقاوي في قصف مقر اقامته بالطائرات المقاتلة - تصفح: نسخة محفوظة 01 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. "جماعة التوحيد والجهاد تعدم الرهينة الأمريكي الثاني". إسلام أونلاين. 22/09/2004. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 201808 يوليو 2012.
  5.  محمد أبو رمان وحسن أبو هنية. 2012. الحل الإسلامي في الأردن: الإسلاميون والدولة ورهانات الديمقراطية والأمن“. مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية ومؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية. عمان، الأردن. صفحة 283. ردمك 978-9957-484-18-7 نسخة محفوظة 22 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. "أبو قتيبة يتحدث لـ (إيلاف)". @Elaph. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 201720 نوفمبر 2017.
  7. "أبو قتيبة يتحدث لإيلاف 2/2". @Elaph. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201920 نوفمبر 2017.
  8. Timeline: Abu Musab al-Zarqawi | World news | The Guardian - تصفح: نسخة محفوظة 13 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  9. Asia Times Online :: Middle East News - Death of Zarqawi: George gets his dragon - تصفح: نسخة محفوظة 27 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. أبو مصعب الزرقاوي.. جيرانه السابقون يروون حكايته من «بيعة الإمام» إلى «القاعدة» - تصفح: نسخة محفوظة 27 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
  11. من هو أبو مصعب الزرقاوي؟ - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. The Myth of Zarqawi - by Loretta Napoleoni - تصفح: نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. وزيرة الخارجية الأمريكية: الزرقاوي تمتع بحنكة عسكرية فذة وشريرة - تصفح: نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :