المستوعر بن ربيعة بن الحارث البارقي ( نحو 105 ق هـ - 45 ق هـ / نحو 520 - 578م ) : من ملوك العرب في الجاهلية، ومن أعلام فرسان العرب قبل الإسلام، وهو من قبيلة بارق الأزدية. وكان معاصرًا للملك معديكرب بن سميفع (ذي يزن) ملك شرق اليمن، وكان مستوعر مستقلاً بملك شمال اليمن مما يلي مكة يميناً، بينما وسط وغرب اليمن كان تحت نفوذ أبرهة الحبشي.[1]وكان على ملكه فارسًا شديدًا، ضخم الهامة، طويلاً جسيما، قال عبد الملك بن قريب: «وكان المستوعر فارس مجيد، وبطل عنيد، وكان مع هذه الأوصاف، كبير الأعطاف والأكتاف، عظيم الخلقه والجسد كأنه البرج المشيد».[2]
المستوعر البارقي | |
---|---|
رسم تخيلي للفارس المستوعر البارقي
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | المستوعر بن ربيعة البارقي |
الميلاد | 105 ق هـ / 520م بارق، شبه الجزيرة العربية. |
الوفاة | 45 ق هـ / 578م مكة، الجزيرة العربية |
عائلة | بارق |
الحياة العملية | |
المهنة | ملك، فارس، وشاعر |
اجتمعت له رئاسة القحطانيون في زمانه، ولم تقتصر سيادته على اليمانيون بل شملت بعض المعديون، وكان عظيم النخوة شجاعاً مهيباً معظماً، وفيه الأصمعي يقول:«لم يكن في فرسان الجاهلية وأصحاب النخوة والحمية ممن مضى وبقي أعظم خِلقة ولا أهول من المستوعر ابن ربيعة البارقي، ولم يكن أهول من صورته ولا أعظم من جثته، وما كان في خيل الجاهلية فرس تحمله، وماكان يحمله إلا النجب البجاوية والجمال الفحول العتية الثابتة الأركان القوية».[3]
قاد قومه في غارات كثيرة وكان يفرض الإتاوة على من غزا، واتسع ملكه، وكانت الملوك تهابه، وتحمل إليه الإتاوة في كل عام، تأتيه بها في حباشة، وفي ذلك قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: «لم يكن في الجاهلية أعظم خلقة منه، ولم يكن في عرب العُرباء والسادات والأقران أفرس منه في الميدان.. وكان قد أذل العرب وأخذ الجزية من ذوي الرتب، والأبطال تفزع منه وتتقى شره، والأبطال تحذر منه فتهادية».[4]
وفي زمنه استفحل أمر عنترة بن شداد، فشكى له سادات العرب ظلم عنترة وتجبره، فندب من في ملكه، وفي خبر طويل خرج المستوعر بجيش ضخم إلى مكة وأنزل معلقة عنترة عن الكعبة، فلما بلغ عنترة ذلك، بذل جهده وأمر جيشه بالركوب، فقدم مكة.[5] التقى عنترة بالمستوعر، واستمر العراك بينهما ساعاتٍ طويلة، فاختلفا ضربتين، فضربه عنترة فقتله. وفي خبر طويل انتهت موقعة مكة صلحًا، بدون انتصار الفريقين،[6] ولكن بالتأكيد مقتل المستوعر كان بمثابة انتصار لعبس وحلفاؤها.[7]
حياته وسيرته
نسبه
المستوعر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن أَنمار البارقي، يمتد نسبه إلى بارق بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. وفي الموروث الشعبي ببارق يروى أن اسمه: "الملك اليذمري"، ينسبون إليه كل شيء عجيب. ولعله الذي قال فيه سراقة بن مرداس: «واليذمري على تقادم عهده، ممن قضيت له قضاء الفيصل».[8]
وهناك شاعر يشترك معاه في الاسم واسم الأب، وهو المستوعر بن ربيعة بن كعب بن سعد، ويلقب المستوعر الأكبر؛ لأنه متقدم زمنًا وسنًا على المستوعر البارقي،[معلومة 1] وسمي بالأكبر تمييزا له عن الملك المستوعر البارقي.[9]
نشأته وحروبه
خبر المستوعر وعنترة
شعره
لم يصلنا من شعره الا القليل، إمّا لفقدانه، وإمّا لنقص السمّاع والرواة في قبائل الأزد واليمن عامة. ومن شعره الذي توصلنا إليه وهو في توعده لبني عبس، الآتي:
تقيم الرجال الأغنياء بأرضهم | شربت بكأس في السنين الخواليا | |
ولو أني أشاء نقمت منه | إذا ما بدا للعين بالبنا واليا | |
ونحن سفحا آل عبس لدى الوغا | بابيض حداد ثم سمر عواليا | |
حللت لهم والخيل تبغي قتالنا | بأني أريد الخيل تعلوا الدوابيا | |
وقلت وقد كان القول مني صادقاً | وفرقتها في كل شعب وواديا | |
وسمر القنا كرها يهيج نجعهم | وبيض والمواضي في رؤوس الأعاديا | |
سمّت إلى العلياء بالسمر والقنا | وبالمشْرُ في العضب بان فعاليا | |
ألم تعلموا أن الأسنة أجزرت | حار بينهما الطعن للقوم فانيا | |
فما وجدنا في القتال وإذلة | بل وجدنا أسد غاب ضوارِيا | |
فقولوا لمن يداري في الدهر حاله | أرى الدهر لا ينجو من الموت ناجيا |
المراجع
- Hamilton, Terrick (1820). Antar: A Bedoueen Romance. London. OCLC 551393018. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- al-Kitab - ج 7 - الصفحة 376. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- سيرة عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد - ج 8 - الصفحة 371. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- سيرة عنترة بن شداد - الجزء 6 - الصفحة 415. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- فارس بني عبس - حسن عبد الله القرشي - الصفحة 17. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- The Thirsty Sword - Peter Heath - Page 144. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- سلسلة أعلام الأدباء والشعراء - محمد علي الصباح - الجزء 76 - الصفحة 106. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام - جواد علي - ج 17 - الصفحة 75. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- التيجان في ملوك حمير - وهب بن منبه - الصفحة 262. - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
هوامش
- هناك خلاف في اسم المستوعر الأكبر، فقال ابن إسحاق: المستوعر هو سالم بن من منقر بن سعد، وزعم ابن الكلبي أنه: عمر بن ربيعة بن كعب بن سعد. ولقد خلط بعض المؤرخين بينه وبين المستوعر بن ربيعة البارقي. والمستوعر الأكبر (نحو 110 ق هـ - 10 هـ): أحد شعراء العرب وفرسانها في الجاهلية، وعدّه ابن حجر من الصحابة، وروى ابن الكلبي أن المستوعر هدم صنم بنو أبيه ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة في الإسلام. وهو من معمِّري الجاهلية، عاش أكثر من مئة سنة وفي شعره يقول: «وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها، وَعَمَرتُ مِن عَدَدِ السِنينَ مِئينا، مِئَةٌ أَتَت مِن بَعدِها مِئَتانِ لي، وَاِزدَدتُ مِن عَدَدِ الشُهورِ سِنينا». ومن شعره يُستدل أنه عاش مئة عاما كاملة، وفي مئته الثانية عاش شهورًا وسنين، وبذلك يكون قد عاش نحو مئة وعشرين سنة. وقد بالغ بعض الرواة بأنه عاش ثلاثمائة سنة.