خراب الدوحة الرابع حدثت في 1889م، أراد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الأنتقام من أبوظبي بعد ان لقي ابنه علي بن جاسم آل ثاني مصرعه على يد الشيخ خليفة بن زايد الأول قبل سنه في خراب الدوحة الثالث وفي حقيقة الأمر لم يكن الشيخ خليفة يريد قتل علي بن جاسم، لكن قام علي بن جاسم آل ثاني بمبارزة الشيخ خليفة بن زايد الأول فقتل على يد الشيخ خليفة بن زايد الأول قام الشيخ جاسم بن ثاني بتشكيل تحالف لمواجهة قوات أبوظبي لكن سرعان مانهزمو جميعا في الأحساء وقبل وصول الشيخ زايد الأول إلى الدوحة أرسل عاكف باشا رسالة للشيخ زايد الأول يترجى فيها بوقف الحرب باسم الدين الأسلامي وقد رق قلب الشيخ زايد الأول للرسالة وتأثر كثيراً بها، فأمر بسحب قواته وإنهاء حالة الحرب مع قطر.[1]
خراب الدوحة الرابع | |
---|---|
جزء من معارك خراب الدوحة | |
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
قطر الدولة العثمانية الدولة السعودية الثانية |
|
القادة | |
جاسم بن محمد آل ثاني عاكف باشا عبدالرحمن بن فيصل آل سعود |
زايد بن خليفة الأول |
القوة | |
4 الاف 2 الف الدولة السعودية الثانية 5 الاف |
8 الاف |
الخسائر | |
1الف مقاتل | 78 مقاتل |
قوة رجال أبوظبي
كان الشيخ جاسم يدرك قوة بنية رجال أبوظبي وبارعتهم في القتال وكذلك تفوقهم بالعدد والعتاد، فقد اراد ان يبحث عن من يساعده في قتال ابوظبي فقرر الأستعانة بإمارة حائل رغم بعد المسافة بين قطر وإمارة حائل، والحقيقة أن جاسم لم يكن صديقا بالمعنى الحقيقي للأمير محمد بن رشيد انما كان انتهازيا يريد ان يحتمي بإمارة حائل من قوات أبوظبي والدليل ذلك بعد وفاة محمد بن عبدالله الرشيد بدء يحرض السلطان عبدالحميد الثاني على الأمير عبدالعزيز بن متعب الرشيد وبات يكيد على أهل حائل، فقد كان مبتغاه ب علاقته مع بن رشيد إخافه اعداءه بحلفائه من حائل فقط لكن محمد بن رشيد لم يعد الشيخ جاسم بمواجه أبوظبي وكان الشيخ جاسم متحمس بذلك[2] وكان يدرك محمد بن رشيد قوة رجال زايد وشجاعتهم ولم يريد ان يدخل في معركة مع أبوظبي ولم يشعر ب اي عداء من أبوظبي ولايوجد اي علاقه بينهم من قبل وقد بعث الشيخ جاسم يبلغ أبوظبي بمعركة بينهم وبين بن رشيد فتوقع قوات أبوظبي مشاركه بن رشيد لكن في نهاية الأمر لم يحدث اي شيء لأن محمد بن رشيد لم يعده ووقع الشيخ جاسم بموقف محرج مع قوات أبوظبي.
فراح الشيخ جاسم يتحالف مع قوات آل سعود ومعه الدولة العثمانية وشكلا تحالف قوات أبوظبي.
حادثة حصن القريب
قام الشيخ جاسم بن ثاني بحشد قواته وجمع رجاله وأرسل إلى القبائل الموالية له بالحضور فوراً إلى الدوحة، فاجتمع عنده 400 رجل مدعّم بالسلاح والعتاد والمقاتلين من قِبل الدولة العثمانية والدولة السعودية، فسار الجيش بقيادة الشيخ جاسم ومعه أخوه أحمد بن ثاني، متجهين إلى ليوا، وذلك في نهاية يناير وبداية فبراير سنة 1889ميلادي.
وقبل وصول الجيش إلى مشارف ليوا سمع به الناس الموجودون في ذلك الوقت لتنبيت النخل، وكانوا قلة لا يزيد عددهم عن ستة أو سبعة رجال وقيل: 17 رجلاً، منهم: محمد، وسيف، وبطي بالسندي، وخلفان العطيب جميعهم من المرر، فتحصّنوا في (حصن القريّب) بالقرب من محضر خنّور في ليوا واستعدوا لمواجهة الجيش الجرار دفاعاً عن أرضهم وأهلهم.
وقد ذكرهم الشاعر خميس بن زبادة المزروعي في قصيدة يقول فيها:
حظّه تردّى وطلّق داعي لعيانِ | غضّ النهد لي يقنّد صافي الدلّه | |
من لابةٍ يعتزون عيال مروانِ | نهار حصن القريّب ما نووا ذلّه |
ومع قلة عددهم فقد قتلو الكثير من رجال ابن ثاني ومن بينهم الشيخ سعيد بن علي البوحمود آل بوعينين أحد شيوخ قبيلة آل بوعينين، وكان كلما اقترب أحد من رجال ابن ثاني رموه بالرصاص وأردوه قتيلاً حتى قتلوا سبعة منهم، وقيل أكثر من ذلك، وكانت فتحات القلعة مستقيمة للرمي على الأهداف البعيدة، أما إذا اقترب المهاجمون والتصقوا بحائط القلعة فلا يمكن حينذاك توجيه البنادق نحوهم، لذا تقدم المهاجمون وهم يحملون فوق رؤوسهم (الدّعون) لتصد طلقات البنادق، حتى وصلوا إلى حائط الحصن فثقبوه وأشعلوا النار فيه، وقيل: وضعوا فيه كيساً كبيراً من البارود وأشعلوا النار فيه، وقتلوا جميع من كان فيه إلا خلفان العطيب من قنيصات المرر كان جريحاً وقد عطب جسمه، فتركوه ظناً منهم أنه لن ينجو، ثم هدموا القلعة.
وقد قام جاسم بقتل اطفال ونساء وشواب كبار بالسن وفق شهادة احد المشاركين في هذا الحملة العسكرية من قبيلة النعيم حيث جائت في نص رسالته
- حررت في بندر البحرين
- 23 جماد الثاني 1306 هجري مطابق / 24 فبراير 1889 ميلادي
"إلى جناب عالي الجاه الأجل الأفخم الباليوز وقونسل (قنصل) جنرال الدولة البهية القيصرية خليج فارس المفخم.
بعد السلام ولايخفى سعادتكم من قبل عسكر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الذين مشو على طرف الليوا [ليوا] و الضفرة [الظفرة] من قطر؛ قد اتفقو المخبرين أنهم [عسكر الشيخ جاسم] ذبحو أطفال ونسوان.
وحكى لمحبكم من كان مع العسكر المذكورين من النعيم ورآ [ورأى] بعينه أن اربعة نسوان رآهم مذبوحين وثمانية أطفال في عمر تسع سنوات وأنزل [وأقل]، وأثنا [وأردف] يخبرنا وينكر على فعل جاسم بن ثاني وقساوة قلبه؛ يقول لما وصلنا قرية تسمى "الشاه" شفنا [رأينا] فيه ستة أنفار ينبتون النخيل وأنهم كفوا أيديهم لما رأونا وطلبو الأمان وتدخلو و[طلبو الدخالة] ولا قبل الدخالة جاسم وأكر وذبحوهم
يقول في هذا الأثنا[ء] جانا شايب يقوده طفل له وهو يتدخل [يطلب الدخالة] وأمر جاسم وقتلوه هو وطفله. وفي الليوى[ليوا] رأيت حرمة[امرأة] مقطوع يدها، فسألت عنها، قالو لي بأن[ها] قابضة على طفل لها وأراد أحد القوم ذبحه، حامت عنه بيدها فلما قطع[ت] هدت يد الطفل ذبحوه.
يقول هذا الذي رأيت وأما الذين ذبحوا في قلعة "خنور" يقول الذين كانو في نخيل الليوى كلهم اجتمعو فيخا من نسوان ورجال وأطفال، وكان بابها عش جواني وركضت عليها القوم وطلعوا العش، وهم كانو يرمونا، يقول ذبحو منا كم نفر مثلهم من بوز[فتحة] الباب، وهجمنا ويقول كلنا عليهم ناسا يقول [كانو] في برجين القلعة والأغلب؛ كانو في صحن القلعة وثار التفقان [وثارت البنادق] عليهم وخمدوا كلهم عليهم في كل قبيل طفل وحرمة وشايب وشاب وحيوان وغيره، ولأحدا قبل الدخايل ولارضا جاسم أن يسلم أحد، و[أما] البرجين يقول أحرقنا سقوفها بالنار [و] من بقي في البروج أكلته النار.
يقول إن جاسم عمل مأحدا عمله أبدا، يقول عسكر جاسم كانو اربعماية[اربعمائة] ونحو ماية[مائة] وخمسين نفر [من] [ال]خيل أو أقل وثلاثمائة من الركاب[ركائب الأبل].
لاكن [لكن] يقول آلة حربا تامة من تفقان المارطيني [بنادق الماريتيني] وزهبها ومن رقم من السلاح ولاذخر شيء.
يقول كان معنا من شيء من البصطة [البسطة] وزانة الحرب كانت في الخشب الذي في السلع ستة محامل، يقول أخذنا منهم زانة الحرب في مراحنا ومجينا[ومجيئنا] ومن البصطة[البسطة]، وان جاسم واعي فكره في الحرب ترتيب هذا الأشياء.
هذا مالزم عرضة ودمتم سالمين والسلام. صحح أحمد بن عبدالرسول"
الأستعداد لغزو الدوحة
أشيعت الأقاويل حول هذه الحادثة، مما جعل القاضي علي بن سالم بوملحا المرر ينظم قصيدته للشيخ زايد الأول يبيّن حقيقة ما حصل فقال:
يالله عسى برقٍ سرى يا ابن عَبْدان | يعْلهْ على دارٍ عزِيزه باهلْها | |
مِقَرّ شِيبانٍ وخيلٍ وشبّان | ويا حيف دارٍ عوّضونا بدَلْها | |
لوّل ذرى وحْيابها بن نهَيّان | واليوم ياها بالصميم وفْشَلْها | |
ياها ويلا هي خلوةٍ ما بها انْسان | إلاّ نِبابيتٍ تقَطّع فحَلْها | |
لوهو لِجي ما لِجي شامِسْ وهَمْدان | ما قارَب الظَّفْره ولا يا سَهَلْها | |
يا مَنْ تساعده المنيّه إلى كان | ويا مَنْ إلاَ ثقْلَتْ لامور احْتمَلْها | |
له التِّأميمه على كلّ مَنْ كان | واليود يَنْزل ساحته وان نزَلْها | |
لولا جنابك مَ اصبح السَّرْح سَرحان | ولا رعى شِبْل الأسد مَعْ وعَلْها | |
يا شيخْ لا تسْمَع بنا قول عِدوان | ناسٍ تحِطّ السَّمّ داخل عِسَلْها | |
يَرْوُونك الاشيا كما خَطّ عنْوان | ومِنْ داخل البِقْشه خبيثٍ عمَلْها | |
دعْنَا نصبّحهمْ على ظهر رَبْدان | تَصْبح حلايبْهُم تِسَحّبْ شمَلْها | |
من حدّ نجرانٍ إلى ساحل عْمَان | يدّوا لك الطّاعه وشرجي يبَلْها |
ولما ألقى القصيدة القاضي على بن سالم بو ملحا المرر في حضرة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، وقف الشيخ الشيخ من مكانه مستبشراً ونزع البشت الذي كان يلبسه وألقاه على القاضي علي بن سالم، ثم جهّز الشيخ زايد بن خليفة جيشاً يضم عدداً كبيراً من الهجانه والخيالة، وذهب بجيشة تجاه قطر حتى وصل قرية القارة التي تقع في الاحساء، وتصادم فيها مع القبائل التي كانت مع الشيخ جاسم بن ثاني وهزمهم حتى قتل في هذه الواقعة أناسٌ كثيرون.
وبدأ الشيخ زايد بن خليفة الاستعداد للهجوم على الدوحة، وقبل ان يبدأ بالهجوم وإذا بالدولة العثمانية تقوم بجهودها عن طريق والي الاحساء عاكف باشا الذي أرسل رسالة إلى الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان يطلب منه باسم الدين الإسلامي الحنيف ان يوقف العمليات الحربية وان يوافق على المصالحة، فوافق الشيخ زايد بن خليفة على ما أراده العثمانيون، ورد على عاكف باشا بأنه سيوقف الهجوم ولكنه سيبقى مدافعاً عن أرضه وسيتصدى لكل من يحاول الاعتداء عليها.
مراجع
- دليل الخليج - المستشرق الإنجليزي : لوريمر.
- الظفرة - بقلم علي بن احمد الكندي المرر
موسوعات ذات صلة :
مصادر
- "تاريخ الاحتلال(13): العرب يودّعون لنجة". meo. 2012/05/12. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 20202018/7/10.
- سعود السبعاني. الوهابية دين سعودي جديد. سعود السبعاني, 2012. صفحة 1376. .
- سعود السبعاني (2016م). صنائع الإنجليز ج 2: Britain's lackeys -II-. سعود السبعاني. صفحة 383. .