شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (574 - 626 هـ) أديب ومؤلف موسوعات وخطّاط من أصل رومي اشتغل بالعلم وأكثر من دراسة الأدب، سكن في مدينة بغداد حتى وفاتهِ،[2] ولقد سمى نفسه (عبد الرحمن). وأهم مؤلفات ياقوت الحموي كتاب (معجم البلدان) الذي ترجم وطبع عدة مرات.[3]
ياقوت الحموي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 574هـ 1178 الأناضول |
الوفاة | 622هـ 1225 (46–47 سنة) حلب |
مكان الدفن | مقبرة الخيزران، بغداد |
اللقب | الحَمَوي أو الرُّومي |
الحياة العملية | |
العصر | العباسي |
المهنة | مستكشف، وجغرافي، وكاتب، ومؤرخ |
اللغات | العربية[1] |
مجال العمل | تاريخ، وفقه اللغة، وجغرافيا |
أعمال بارزة | معجم البلدان |
📖 مؤلف:ياقوت الحموي |
وورد في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: «ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي شهاب الدين أبو الدر: كان من خدام بعض التجار ببغداد يعرف بعسكر الحموي وياقوت هذا هو صاحب التصانيف والخط أيضاً ووفاته سنة ست وعشرين وستمائة.»[4]
نشأته
وهو رحالة جغرافي وأديب وشاعر وخطاط ولغوي ولد في الروم وقيل في اليونان عام 574هـ/1178م، ويلقب بالحموي نسبة لسيده الذي اشتراه عندما أسر وبيع في بغداد.
انتقل ياقوت كثيراً بين البلدان في صغره، وكان واليهِ التاجر عسكر بن أبي نصر البغدادي الحموي، وعاملهُ عسكر معاملة الابن، وقد حفظ القرآن في مسجد متواضع هو المسجد الزيدي بدرب دينار الصغير على يد مقرئ جيد وتعلم القراءة والكتابة والحساب، وحين أتقن ياقوت القراءة والكتابة راح يتردد على مكتبة مسجد الزيدي يقرأ بها الكتب وكان إمام الجامع يشجعه ويعيره الكتب ليقرأها.
سافر مع واليه عسكر إلى عدة بلاد وكانت أولى أسفاره إلى «جزيرة قيس»، في جنوب الخليج العربي، وكانت جزيرة شهيرة في وقتها بالتجارة. وتوالت أسفار ياقوت إلى بلاد فارس وكافة أرجاء الشام والجزيرة العربية ومصر، وحين اطمأن عسكر لخبرته بالتجارة وكان ياقوت يسافر بمفرده وكان أثناء رحلاته يدون ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف.
في عام 597هـ/1200م ترك ياقوت الحموي تجارة عسكر وفتح دكاناً متواضعاً في جانب الكرخ من بغداد ينسخ فيه الكتب لمن يقصده من طلاب العلم، وجعل جدران الدكان رفوفاً يضع بها ما لديه من الكتب. وكان في الليل يتفرغ للقراءة، وأدرك ياقوت أهمية التمكن من اللغة والأدب والتاريخ والشعر فنظم لنفسهِ أوقاتاً لدراسة اللغة على يد ابن يعيش النحوي، والأدب على يد الأديب اللغوي العُكْبُري.
من شعره
كان شاعراً قديراً لا يمدح أحداً بشعرهِ، ولهُ ديوان شعر جميل يحفظه الفقهاء ويتغنى بهِ العلماء، ومنه قوله:
إن غاض دمعك والأحباب قد بانوا | فكل مـا تدعـي زور وبهتان | |
وكيف تأنس أو تنسى خيالهم | وقد خلى منهم ربع وأوطـان | |
لا أوحش الله من قوم نـأوا فنـأى | عن النواظر أقمـار وأغصـان | |
ساروا فسار فؤادي إثر ظعنهم | وبان جيش أصطباري ساعة بانـوا | |
لا أفتر ثغر الثرى من بعد بعدهم | ولا ترنح أيـك لا ولا بـان | |
أجرى دموعي وأذكى النار في كبدي | غداة بينهم هم وأحـزان | |
لو كابد الصخر مـا كابدت من كبد | فيكم لمـاد لـهُ (أحد) و(لبنان) | |
وذاب (يذبل) من وجدي ورض على | (رضوى) ولان لمـا القاه (ثهلان) | |
يا من تملك رقي حسن بهجته | سلطان حسنك مالي عنه إحسان | |
كن كيف شئت فمالي عنك من بدل | أنت الزلال لقلبي وهـو ظمآن |
ومن شعر ياقوت أيضاً:
جسدي لبعدك يامثيـر بلا بلي | دنف بحبك مـا أبل بلى بلي | |
يا من إذا ما لام فيه لوائمي | أوضحت عذري بالعذار لسائل | |
أأجيز قتلي في (الوجيز) لقاتـلي | أم حـل في (التهذيب) أم في (الشامل) | |
أم في (المهذب) أن يعذب عاشق | ذو مقـلة عبرى ودمع هـامـل | |
أم طرفك الفتاك قد أفتاك في | تلف النـفوس بسحر طرف بابلي |
والكلمات بين الأقواس هي أسماء كتب.
تأليفه للكتب
عندما بلغ ياقوت خمساً وعشرين سنة وتمكن من العلوم المختلفة وشعر أن خبراته الجغرافية قد نضجت عاود السفر مرة أخرى، وعمل في تجارة الكتب، فزار فارس ولقي علماءها وأدباءها وسافر إلى الشام وزار بلد مولدهِ حماة وزار نيسابور وتزوج هناك ومكث عامين، ولكنهُ لم يستطع الاستقرار طويلاً فعاود السفر وتجارة الكتب مرة أخرى بين مدائن خراسان، ومر بمدينة هراة وسرخس ومرو، وكانت مدينة جميلة، فقرر أن يمكث بها فهي مركز ثقافي هام، وكان ياقوت يختبر ما يسمعه من أخبار عن المدينة فقد سمع مثلاً عن أهالي مرو أنهم بخلاء، ولكنهُ وجدهم ليني الأخلاق، يؤثرون الاقتصاد والاعتدال ويكرهون الإسراف وفي مرو وضع عدداً من الكتب، وبدأ في إنجاز مشروعه الكبير لتأليف معجم جغرافي يدون به أسماء البلدان ومما سمعه ورآه عنها محققاً أسماءها ذاكراً لموقعها الدقيق مراعياً الدقة والتحقيق ذاكراً خطوط الطول والعرض وموضحاً لتاريخها وحكاياتها وأخبارها، وهو: (معجم البلدان)، ومع اجتياح المغول لمرو رحل ياقوت وسافر إلى حلب حيث استقر وبدأ بتدوين وتجميع معجمه الشهير.
تأليف معجم البلدان
في حلب وجد ياقوت الكثير من الاهتمام والترحيب وكان في رعاية واليها الوزير والطبيب جمال الدين القفطي الذي رحب به في مدينة حلب وجعل له راتباً من بيت المال وقد كان ياقوت معجباً بالوالي لعلمه وقد شجعه وأكرمه، وقضى ياقوت في حلب خمس سنوات أنهى فيها الكتابة الأولى لمعجم البلدان وكان قد بلغ من العمر خمسة وأربعين عاماً.
يروى أن سبب تأليف ياقوت لهذا المعجم أن سائلاً قد سأله عن موضع سوق حُباشَة بالضم ولكنه نطقها بالفتح وأصر على صحة نطقه وتحقق ياقوت من صحة نطق الاسم فتأكد من صواب نطقه هو للاسم فقرر أن يضع معجماً للبلدان.
عاود ياقوت السفر مرة أخرى إلى أنحاء سورية والبلدان المجاورة وكان يودع دائماً المعلومات الجديدة التي يجمعها في معجمهِ فظل يصحح فيه ويضبطه إلى أن توفي عام 623هـ/1225م وقد طلب من صديقهِ المؤرخ ابن الأثير أن يضع نسخة من كتابهِ في الجامع الذي شهد أولى مراحلهُ التعليمية. وفي حلب طلب القفطي منه أن يختصر المعجم لكنه كان له رأي اخر لاعتقاده أن الاختصار يشوه الكتب ويفقدها الكثير من قيمتها العلمية.
مؤلفات أخرى
- المشترك وضعاً من أسماء البلدان والمختلف صقعاً من الأقاليم.
- معجم الأدباء.
- المقتضب في النسب.
- أنساب العرب.
- أخبار المتنبي.
وفاته
- قيل أن وفاته كانت في 623 ه في حلب حيث كان قد استقر في حلب وسافر في البلدان وعاد مرة ثانية إلى حلب وتوفي هناك. ومن أصحاب هذا الرأي، المؤرخ ابن كثير في كتابهِ البداية والنهاية.[5]
- قال المؤرخ وليد الأعظمي في كتابهِ أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران: (كان أبو الدر ياقوت الرومي قد تحول من المدرسة النظامية وسكن في دار بدرب دينار الصغير، ووجد ميتاً في منزلهِ يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى عام 622هـ/1225م، وكان قد توفي قبل ذلك بأيام، ولم يشعر بهِ أحد، ثم دفن في مقبرة الخيزران في بغداد، بجوار مشهد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه). [6] وكذلك ذكر في كتاب المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثي، أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر من عام 622هـ/1225م.[7]
المراجع
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb131894251 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- البغداديون أخبارهم ومجالسهم - إبراهيم عبد الغني الدروبي - بغداد - مطبعة الرابطة - صفحة 217 في فصل (الخطاطون في بغداد)، حيث ذكر اسمه ياقوت الحموي
- ياقوت الحَمَوي مكتبة العرب نسخة محفوظة 13 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- النجوم الزاهرة. جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي.
- البداية والنهاية - المؤرخ ابن كثير - 13/116 - (وفيهِ ذكر ان ياقوت الحموي المتوفي في شهر رجب من عام 623هـ).
- أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - مكتبة الرقيم - بغداد 2001م - صفحة 73، 74 - (وفيهِ ذكر ان اسمه مهذب الدين ياقوت بن عبد الله الرومي المتوفي في جمادي الأولى من عام 622هـ).
- المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثي - تحقيق وتعليق مصطفى جواد - بغداد - مطبعة المعارف 1371هـ/1951م - 2/201
المصادر
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب - ابن العماد الحنبلي (المتوفي عام1089هـ) - القاهرة - مكتبة القدسي 1350هـ - 5/105.
- تاريخ الأعظمية - وليد الأعظمي - بيروت 1999م - صفحة 502 (وفيه اسمه ياقوت الرومي).
- جمهرة الخطاطين البغداديين - وليد الأعظمي - بغداد - مطبعة آفاق عربية 1989م - 1/381.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - شمس الدين أحمد بن محمد ابن خلكان - تحقيق محمد محيي الدين - القاهرة - مطبعة النهضة المصرية 1949م - 5/173.
- التكملة لوفيات النقلة - عبد العظيم المنذري (المتوفي عام 656هـ) - تحقيق بشار بن عواد معروف - النجف 1968م - 5/221.