الرئيسيةعريقبحث

إلحاد ماركسي-لينيني


☰ جدول المحتويات


الإلحاد الماركسي-اللينيني (بالروسية: Марксистско-ленинский атеизм)‏، المعروف أيضا باسم الإلحاد العلمي الماركسي اللينيني، هو جزء من الفلسفة الماركسية–اللينينية (نوع من الفلسفة الماركسية التي وجدت في الاتحاد السوفياتي)، الذي كان لادينيا ومعاديا لرجال الدين,[1][2] بينما في الوقت نفسه تدعو إلى النظرة المادية في فهم الطبيعة.[3] بحسب الماركسية–اللينينية فإن الدين هو أفيون الشعب، بمعنى أنه يحض على القبول السلبي للمعاناة على الأرض أملا في الثواب بالآخرة. ولذلك تدعو الماركسية–اللينينية إلى إلغاء الدين وقبول الإلحاد.[4] بالإضافة إلى ذلك، يهدف الإلحاد العلمي الماركسي اللينيني إلى شرح "أصل الدين"، وكذلك ما تراه "نقدا علميا له".[5] للإلحاد الماركسي–اللينيني جذور في الفلسفة من لودفيغ فيورباخ, هيغل, كارل ماركس, و فلاديمير لينين.[6]

بعض الماركسيين غير السوفيتيين عارضوا هذا الموقف المعادي للدين، وفي بعض أشكال الفكر الماركسي، مثل حركات لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية وغيرها، رفض الإلحاد الماركسي اللينيني تماما.[7]

تأثير فيورباخ والهيغليون اليساريون

شارك ماركس، منذ بدايات حياته المهنية، بشكل كبير في السجالات المتعلقة بفلسفة الدين في أوائل القرن التاسع عشر بألمانيا. وقد شكلت الخلافات المريرة المحيطة بالتفسير السليم للإرث الفلسفي الهيغيلي فكر ماركس عن الدين. يعتبر الهيغيليون الفلسفة مؤسسة تهدف إلى خدمة رؤى الفهم الديني، وكان هيغيل قد صاغ أساسيات الإيمان المسيحي بشكل منطقي في فلسفته للروح. كان هيغيل، رغم نقده للدين الدوغمائي المعاصر، ذو اهتمام فكري في المعتقدات الأنطولوجية والمعرفية المسيحية.[8] وكانت فلسفته متوافقة مع وجهات النظر اللاهوتية، وقد اعتبر التفسيرات الدينية لأسئلة الوجود العميقة قيّمة لأبعد حد، ولكنها تحتاج إلى مزيد من التوضيح، والمنهجية والتبرير الحججي.[9] شكلت فلسفته مشروعا مفاهيميا يقوم على حقائق إيمانه. وقد ثار الجدل حول إرثه بعد وفاته في عام 1831 بين "الهجيليين الشباب" والملحدين الماديين، ومن ضمنهم الفيلسوف الألماني لودفيغ فيورباخ. انحاز ماركس لموقف الملحدين الماديين إذ رفض جميع أشكال الفلسفة الدينية، بما في ذلك الأشكال الأكثر ليبرالية منها، وقد أثر فيخ فيويرباخ بشكل كبير. أراد فيورباخ فصل الفلسفة عن الدين ومنح الفلاسفة استقلالية فكرية عن الدين في تفسيرهم للواقع. اعترض فيورباخ على مفاهيم هيغل الفلسفية التي اعتقد أنها تستند إلى وجهات نظره الدينية.

هاجم فيورباخ الأسس المفاهيمية للاهوت وأراد تقويض الدين بواسطة استحداث دين جديد للإنسانية عن طريق إعادة توجيه الهموم البشرية الأساسية حول الكرامة ومعنى الحياة والأخلاق والغرض من الوجود داخل دين إلحادي مبتدع يخلو من الإيمان بالخوارق، لكنه يجيب على هذه الهموم. اعتبر فيورباخ أن التناقض بين البشري والإلهي كان مرده التناقض بين الطبيعة البشرية عموما والبشر الأفراد،[10] وخلصت إلى أن الجنس البشري (ولكن ليس الأفراد) تمتلك في حد ذاتها كل الصفات التي تستحق العبادة وأن الناس قد خلقوا الله اعتباره انعكاسا لهذه الصفات.[11] كتب:


أراد فيويرباخ تدمير جميع الالتزامات الدينية وتشجيع الكراهية الشديدة تجاه الله. رأى أن كل المؤسسات الدينية يجب استئصالها من الأرض ومن ذكرى الأجيال القادمة، حتى لا تستعيد  السلطة على عقول الناس من خلال خداعهم وتعزيز الخوف من قوى الله الغيبية.[12] كان هذا الفكر الذي جذب كارل ماركس الشاب، وقد تبني ماركس جزءا كبيرا من فكر فيورباخ في نظرته الفلسفية الخاصة. واعتبر ماركس أن الأهداف العليا للإنسانية ستبرر أي تطرف، سواء من التطرف الفكري أو الاجتماعي / السياسي من أجل تحقيق غاياته.[13]

ماركس

في رفضه لجميع أشكال الفكر الديني، اعتبر ماركس أن مساهمات الدين على مر القرون غير مهمة وغير ذات صلة بمستقبل البشرية.[14] رأى ماركس أن استقلالية البشرية من عالم القوى الخارقة للطبيعة حقيقة أنطولوجية بديهية تم تطويرها منذ العصور القديمة، واعتبر أن لها تقليدا ذو شأن أكثر من المسيحية. حاجج أن المعتقد الديني قد اخترع كرد فعل ضد معاناة العالم وظلمه. في رأي ماركس، كان الفقراء والمضطهدون خالقي الدين الأصليين، وقد استخدمه وسيلة لطمأنة أنفسهم بأنهم سيعيشون حياة أفضل في المستقبل، بعد الموت. وهكذا، كان بمثابة نوع من "الأفيون"، أو وسيلة للهروب من حقائق العالم القاسية.

«إن التعاسة الدينية هي، في شطر منها، تعبير عن التعاسة الواقعية، وهي من جهة أخرى احتجاج على التعاسة الواقعية. الدين زفرة الإنسان المسحوق، روح عالم لا قلب له، كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح. إنه أفيون الشعب[15]»

وعلاوة على ذلك، فإن الفلسفة الإلحادية، من وجهة نظره، قد حررت البشر من قمع قدراتهم الكامنة وسمحت للناس أن يدركوا أنهم سادة أمرهم، وليس قوة خارقة للطبيعة تتطلب الطاعة. كانت معارضة ماركس للدين تستند بشكل خاص إلى هذا الرأي في أنه يعتقد أن الدين يؤدي إلى اغتراب البشر عن الواقع ويعيقهم عن تحقيق قدراتهم الكامنة. ولذلك فقد رأى بوجوب إلغاء الدين من المجتمع.

«إن تفكيك الإنسان إلى يهودي ومواطن، إلى بروتستانتي ومواطن، إلى إنسان متدين ومواطن، هذا التفكيك ليس كذبة ضد المواطن، ولا التفافا على التحرر السياسي، إنه التحرر السياسي نفسه. إنه الطريقة السياسية للتحرر من الدين. تستطيع الدولة بلا شك ويتوجب عليها في الفترات التي تولد فيها الدولة السياسية من المجتمع البورجوازي بالقوة ويسعى التحرر البشري أن يحقق نفسه في صورة التحرر السياسي، أن تمضي حتى إلغاء الدين، حتى القضاء على الدين، ولكن تمضي على هذا النحو فقط إلى أبعد حد كما تفعل لإلغاء الملكية الخاصة، إلى المصادرة، إلى الضرائب التصاعدية، كما تمضي إلى إلغاء الحياة، إلى المقصلة. وفي اللحظات الخاصة من إحساسها بذاتها تبحث الحياة السياسية عن شروطها، فتحاول سحق المجتمع البورجوازي و عناصره لتقيم نفسها كحياة للنوع الإنساني، حقيقية وخالية من التناقض. إنها تستطيع هذا فقط من خلال تناقض عنيف مع شروط حياتها الخاصة، فقط بأن تعلن أن الثورة مستديمة فتنتهي المأساة السياسية من هنا بالضرورة كذلك بإِعادة الدين والملكية الخاصة وجميع عناصر المجتمع البورجوازي، كما تنتهي الحرب بالسلام.[16]»

كتب ماركس عن الدين قبل أن يطور أفكاره المتعلقة بإلغاء الملكية الخاصة والشيوعية. كانت آرائه وأفكاره فيما يتعلق بالدين في الواقع بداية مسيرة ماركس الفلسفية، وقد سبقت عمله على المادية الجدلية. سوف تنصهر المادية بشكل حاسم مع فلسفته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وخلص ماركس إلى أن الدين، إلى جانب جميع أشكال الفكر الأخرى، كان نتاج ظروف مادية موضوعية. وكان هذا نقيضا للفلسفة التقليدية، وقطيعة جذرية عنها، التي اعتمدت بشكل كبير على المثالية التي خلصت إلى أن الظروف المادية الحالية هي نتاج جميع أشكال الفكر، بما في ذلك الدين. باستخدام المادية اعتقد ماركس أن النظم الاقتصادية، مثل الرأسمالية، أثرت مباشرة على الحالة المادية للمجتمع. وعلاوة على ذلك، من خلال التخلص من النظم الاقتصادية الطبقة القمعية فإن الدولة، بالإضافة إلى المجتمع والطبقة والدين، سوف تضمحل مع المجتمع القديم وسيحل محلها مجتمع شيوعي جديد بلا دول ولا طبقات. علاوة على ذلك، فإن المجتمع الطبقي والنظم الاقتصادية التي أوجدته كانت أصل الدين الذي تستخدمه المجتمعات القمعية للحفاظ على وتبرير القمع الطبقي الذي يخبره الناس في المجتمع الطبقي. وصف ماركس الدين بأنه أفيون استخدمه الناس من أجل مواجهة الظروف القاسية التي نشأت في المجتمعات الطبقية بما في ذلك الرأسمالية.

«إن إلغاء الدين، من حيث هو سعادة وهمية للشعب، هو ما يتطلبه صنع سعادته الفعلية. إن تطلب تخلي الشعب عن الوهم حول وضعه هو تطلب التخلي عن وضع بحاجة إلى وهم. فنقد الدين هو بداية نقد وادي الدموع الذي يؤلف الدين هالته العليا.[17]»

وبهذه الطريقة حول ماركس هجوم فيورباخ على الدين من نقد فلسفي أساسا إلى دعوة للعمل. ولذلك رأى أن الإلحاد هو حجر الأساس الفلسفي لأيديولوجيته، ولكنه في حد ذاته غير كاف لحل الآفات الاجتماعية.

«والشيوعية تبدأ منذ البداية (أوين) مع الإلحاد. لكن الإلحاد في البداية أبعد من أن يكون شيوعية، والحق أنه لا يزال في أغلبه تجريدًا.[18]»

الإلحاد الفكري الذي آمن به فيورباخ وآخرون في عصره، حوله ماركس إلى دراسة أكثر تعقيدا ونقدا للظروف المادية المسؤولة عن الدين.

«إن فورباخ ينطلق من واقع أن الدين يُبعد الإنسان عن نفسه ، ويشطر العالم إلى عالم ديني موهوم وعالم واقعي . وعمله ينحصر في جر العالم الديني إلى قاعدته الأرضية . وهو لا يرى أنه متى انتهى هذا العمل ، يبقى الشيء الرئيسي غير منجز . والواقع أن القاعدة الأرضية تفصل نفسها عن نفسها وتنقل نفسها إلى السحاب بوصفها ملكوتا مستقلا . لا يمكن تفسيره إلا بالنزعات والتناقضات الداخلية الملازمة لهذه القاعدة الأرضية . يجب إذن ، أولا ، فهم هذه الأخيرة في تناقضها ، وبعد ذاك يجب تعديلها بشكل ثوري عن طريق إزالة هذا التناقض . وعليه ، حين يكتشف ، مثلا ، سر العائلة المقدسة في العائلة الأرضية ، يجب انتقاد العائلة الأرضية نفسها نظريا وتحويلها ثوريا بشكل عملي.[19]»

كان للمادية الجدلية مهمة تقديم نفسها كبديل للآراء الدينية عن الخلق. فالبشر هم المنتجات الطبيعية للتفاعل بين القوى المادية، وليس هناك مجال للتدخل الخارق في مصير البشر. وقد جاء الدين أصلا، وفقا لماركس، كوسيلة استخدمتها الطبقات المستغلة للهروب من الحقائق القاسية للوجود ووهما يعزي الفرد بأمل مكافأة مستقبلية. على الرغم من أن أصل الدين كان من الطبقات المضطهدة، فقد استخدمته الطبقات الحاكمة أداة للسيطرة العاطفية والفكرية على الجماهير. اعتبر ماركس أن المسيحية كانت على هذا النحو، أصلها دين للعبيد آملين بمكافأة بعد حياتهم القاسية، ولكنها أصبحت لاحقا أيديولوجية خادعة نوعا ما تستخدمها الطبقات الحاكمة للحفاظ على الوضع الراهن.

«وفيما عدا ذلك، فإنه من البديهي أن "الأشباح" و"الروابط" و"الكائن الأعلى" و"المفهوم" و"الأوهام"، هي مجرد تعبير ذهني مثالي، تأملي، تصور الظاهري للفرد المنعزل، تصور قيود وتحديدات تجريبية جدا يتحرك ضمنها نمط إنتاج الحياة وشكل التعامل المقترن به.[20]»

لقد بدأ الدين المسيحي احتجاجا روحيا على ظروف الحياة، حيث اعتقدت الطبقات الدنيا أن قوة خارقة تفضلها عن الطبقات الحاكمة الأكثر ثراء. ومع ذلك، فقد انحرفت عن غاياتها الأصلية إلى نوع من التعزية الكاذبة للأشخاص الذين تقبلوا خضوعهم. اعتبر هذا الانحطاط في التقليد الماركسي اللينيني اللاحق نوعا من الانحراف عن الغايات النبيلة الأصلية للدين من قبل النخبة الاجتماعية والثقافية. هذا الرأي بأن المسيحية قد حرفتها النخبة يبرر  جزئيا الفعل الثوري من أجل إلغائه واستبداله بالإلحاد.[21]

اعتمد ماركس الشاب أيضا على آراء جورج فريدريك دومر أن المسيحيين قدموا قرابين بشرية وتناولوا الدم واللحم البشر.[22] واعتقد بأن معرفة هذه الممارسات قد تعرض المسيحية لضربة قاتلة.

عداء ماركس للدين خف في حياته اللاحقة إذ قلت كتاباته عن هذا الموضوع وأظهر حماسة أقل لمحاربة الإيمان الديني. توصل لاحقا إلى الرأي القائل أن الدين سيختفي بشكل طبيعي بسبب ثراء الأفكار التي ستخرج من نظام الحياة الاجتماعية الشيوعية العقلاني. ومع ذلك، فإن هذه الفكرة ستتعرض للهجوم لاحقا من قبل لينين والمؤسسة السوفيتية التي خلفته إلى درجة العنف والتطهير الموجه إلى أنصار هذه الفكرة "اليمينية" أو "الميكانيكية" القائلة أن الدين سيختفي من تلقاء نفسه.[23]

في حياته المتأخرة اكتفى ماركس بالكتابة عن الحاجة لفصل الدين عن الدولة، لكنه كان لا يزال معاديا للمعتقد الديني. وأعرب عن اعتقاده بأن الإيمان بوجود الله غير أخلاقي ولا إنساني.

سيزداد التركيز على العنصر الإلحادي في الشيوعية في بعض الحركات الماركسية بعد وفاته.

إنجلز

كتب فريدريك إنجلز، بشكل مستقل عن ماركس، حول قضايا عصره، بما في ذلك السجالات الدينية. في مؤلفاته "ضد دوهرينغ" و "لودفيغ فيويرباخ ونهاية الفكر الألماني الكلاسيكي"، وقد انتقد الرؤيا المثالية للعالم بشكل عام، بما في ذلك النظرة الدينية للواقع. لقد اعتبر أن الدين "انعكاس خيالي في أذهان الناس للقوى الخارجية"[24] التي تسببت في ظروف الحياة البائسة في المراحل الأولى من التاريخ. وقال أنه يعتقد أن ازدياد تحكم البشرية بوجودها، سيقضي على هذه الأوهام الناتجة عن يأس البشرية من العالم الذي تحيى به. بما أن الإيمان بالله جاءت من حاجة الناس للشعور بتحكمهم ولو جزئيا بحياتهم، فإنه يفسر أنه من خلال القضاء على هذه الحاجة، فإن الدين (انعكاس هذه الحاجة) سيختفي تدريجيا.

«وعندما يتحقق هذا الفعل، عندما يضع المجتمع يده على مجمل وسائل الإنتاج ويوجهها بموجب التخطيط، ويحرر بذلك نفسه وجميع أفراده من العبودية التي تفرضها عليهم وسائل الإنتاج التي صنعوها بأنفسهم ولكنها تعارضهم كقوة غريبة قاهرة، وعندما سيتمكن الإنسان بالتالي ليس من أن يظن فقط بل وإن يقدر أيضا - عند ذاك تختفي آخر قوة غريبة لا تزال حتى الآن تنعكس في الدين، ويختفي معها الانعكاس الديني نفسه، لسبب بسيط هو أنه لن يعود هناك ما يعكسه.ضد دوهرنغ [25]»

اعتبر إنجلز الدين وعيا زائفا، غير متوافق مع الشيوعية. وقد حث إنجلز، في اتصالاته المستمرة مع قادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والأحزاب الشيوعية في أوروبا، وكذلك مؤسسي الأممية الأولى (الاتحاد السياسي للحركات الشيوعية في القرن التاسع عشر)، على نشر الإلحاد وتنميته.[26] ودعا أيضا إلى نشر التعليم العلمي على نطاق واسع من أجل التغلب على مخاوف وأوهام الناس الذين يحتاجون إلى تفسير ديني للعالم من حولهم. وأعرب عن اعتقاده بأن العلم سوف يقدم تفسيرا للأشياء التي احتاج الناس في السابق للدين لتحقيقها، وعن طريق تقديم هذا التفسير، لن يشعر الناس بالحاجة إلى الدين لهذا الغرض. لقد كتب الكثير عن الاكتشافات العلمية العظيمة في عصره واستخدمها لدعم مبادئ المادية الجدلية في جميع مؤلفاته المخصصة للجماهير العادية في الحركات الشيوعية. بما في ذلك الاكتشافات في علم الأحياء، والفيزياء، والكيمياء، والأنثروبولوجيا وعلم النفس، وقد استهدمها إنجلز كلها ليحاجج ضد الحاجة إلى التفسيرات الدينية للعالم.[26] آمن إنجلز أن العلم سيجعل البشرية تثق بنفسها وتتقبل سيادتها على الواقع. مما يمنح الإنسانية القدرة على السيطرة على العالم التي تحيى به، وبالتالي تتغلب على الظروف القاسية التي أنتجت حاجة في الناس للإيمان بإله يتحكم بالكون. في رأيه فقد برر التقدم العلمي في عصره  النظرة المادية والإلحادية للعالم التي تعتنقها المادية الجدلية. لقد عفا الزمن عن الفلسفة التأملية واللاهوت العقلاني في ضوء التقدم العلمي.

«والوجود الواقعي للعالم ينحصر في ماديته، وهذه المادية لا تثبت بعدد من العبارات المشعوذة، وإنما بالتطور الطويل والصعب للفلسفة والعلوم الطبيعية.[27]»

وآمن أيضا أن التقدم العلمي يتطلب المادية الإلحادية ليتغير كذلك ويصبح علما وليس فلسفة منفصلة عن العلوم.

«إن المادية الحديثة - نفي النفي - تمثل ليس مجرد بعث للمادية القديمة، لأنها أضافت إلى الأسس غير العابرة في هذه الأخيرة مجمل المضمون الفكري لتطور الفلسفة وعلم الطبيعة طوال ألفي عام، وكذلك تاريخ الألفي عام نفسه. ولم يعد ذلك فلسفة على العموم، بل صار مجرد نظرة إلى الكون يجب أن تجد تأكيدا لها ويجب أن تبرز ليس في علم العلوم المتميز المزعوم، بل في العلوم الفعلية. وهكذا "حذفت" الفلسفة هنا، أي أنها "أزيلت وظلت في الوقت ذاته"، أزيلت من حيث الشكل وظلت من حيث مضمونها الفعلي.[28]»

إن آراء إنجلز حول الحاجة إلى التعليم العلمي والحاجة إلى الإلحاد المادي للاعتماد على العلم، انتشرت على نطاق واسع بين الشيوعيين، وسوف تصبح فيما بعد موقفا أساسيا للتعليم السوفيتي، الذي كان معاديا للإيمان الديني.

لينين

"البلشفي" لوحة بوريس كستوديف من عام 1920 التي تصور ثوريا حاملا الراية الحمراء، محدقا في الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية.

يتبع فلاديمير لينين هذا التقليد، ويعتبر الدين أفيونا يجب على الاشتراكيين الحقيقيين مكافحته دوما.[29] لقد لاءم لينين أفكار ماركس وإنجلز الأيديولوجية للسياق الخاص بروسيا وتفسيره للماركسية ومذهبه المعادي للدين تأثر بالتقاليد الفكرية لبلده. اعتبر لينين أن الدين في روسيا أداة أيديولوجية رئيسية بيد الطبقات الحاكمة لاستغلال الجماهير إذ أنه يدعو الرعية للخضوع لمستغليها، ويخفف من تأنيب ضمير المستغلين لإيمانهم بأن الصدقة ستجلب لهم الحياة الأبدية.

«الدين هو أحد أشكال القمع الروحي الذي تتحمل الجماهير عبئه الثقيل في كل مكان، بالإضافة لأعبائها الأخرى من عملهم الدائم لصالح الآخرين، العوز والعزلة. إن عجز الطبقات المستغلة في صراعها ضد المستغلين يؤدى بشكل حتمي تماما للاعتقاد في حياة أفضل بعد الموت كما أن عجز البدائي في معركته ضد الطبيعة يولد الاعتقاد في الآلهة، والشياطين، وما شابه. إن هؤلاء الذين يكدحون ويعيشون في فاقة طوال حياتهم يعلمهم الدين أن يكونوا خاضعين وصبورين وهم في الحياة الدنيا، وأن يجدوا السلوى في أمل المكافأة الإلهية . أما هؤلاء الذين يعيشون على عمل الآخرين فيعلمهم الدين أن يقوموا بأعمال البر والإحسان في الحياة الدنيا، وهكذا يقدم طريقة رخيصة لتبرير كامل وجودهم كمستغلين ويبيعهم بسعر معقول تذاكر التمتع بنعيم السماء. الدين أفيون الشعب. الدين أحد أنواع المشروبات الروحية، التي يغرق فيها عبيد رأس المال صورتهم الإنسانية، وتطلعهم لحياة جديرة بالإنسان لهذا الحد أو ذاك. الاشتراكية والدين[30]»

بما أن الدين هو الأداة الأيديولوجية التي أبقت على النظام، اعتقد لينين أن الدعاية الإلحادية ضرورية للغاية. لهذا الغرض، قبل الثورة، كرس فصيل لينين جزءا كبيرا من موارده الضئيلة للدعاية المضادة للأديان، وحتى خلال الحرب الأهلية، كرس لينين الكثير من طاقته الشخصية في الحملة المناهضة للدين. كان من الضروري إضعاف تأثير الكنيسة الأرثوذكسية بشكل خاص من أجل تقويض النظام القيصري. احتاج السكان برأيه إلى الاستعداد من أجل الانتقال من المعتقدات الدينية إلى الإلحاد، كما تتطلب الشيوعية منهم.

اعتبر لينين أن الإلحاد والأفكار النظرية، ليسوا مهمين في حد ذاتهم، ولكن كأسلحة تستخدم في الصراع الطبقي من أجل الإطاحة بالطبقات الحاكمة التي دعمت نفسها بالدين. لهذا السبب اعتبر أنه من المهم الحفاظ على حزب مستنير فكريا لا يؤمن بالخرافات الدينية، واعتبر أن الاشتراكي الحقيقي يجب أن يكون ملحدا. لا يمكن فهم المناقشات النظرية والأفكار الفلسفية أو اللاهوتية المجردة بمعزل عن الظروف المادية للمجتمع. لم يؤمن لينين بوجود بحث أكاديمي محايد وموضوعي، لأنه اعتبر، وفقا للتقاليد المادية التاريخية، أن ممارسة كل نشاط فكري يتعلق بالمصالح الطبقية. واعتقد أن المناقشات الفلسفية كانت دائما حزبية، وقد كتب مؤلفه من عام 1909 "المادية والمذهب النقدي التجريبي" من هذا المنظور، كما احتفظ بملاحظات واسعة من مؤلفات أرسطو وديكارت وكانط وهيغل، كان يعتقد أنها تحوي إجابات على أسئلة تتعلق بالنضال الطبقي الأيديولوجي.[26]

لم يكن لينين يتسامح مع أي أثر للمثالية في وجهات نظر خصومه أو زملائه، واعتبر أن أي موقف أقل من النظرة المادية الإلحادية التامة كان تنازلا للهيمنة الأيديولوجية للطبقات الحاكمة ومعتقداتها الدينية. واعتبر أن الدين سياسي بطبيعته والهدف الأساسي للهجمات الأيديولوجية. اعتبر لينين أن الإلحاد المتشدد كان حاسما جدا لفصيله لدرجة أنه تجاوز تقاليد الإلحاد الروسية لبيلينسكي، هيرزين، وبيزاريف، ونظم حركة منهجية عدوانية لا هوادة فيها من التحريض المضاد للأديان.[31] أسس مؤسسة كاملة من الدعاة الملحدين المحترفين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الذين انتشروا في جميع أنحاء البلاد بعد عام 1917 والذين كانوا "الجنود المشاة" للحملات المعادية للدين التي هدفت القضاء على الدين وجعل السكان ملحدين.

أصبح تعصب لينين العدائي الذي لا لبس فيه تجاه الإيمان الديني سمة مميزة للإلحاد السوفيتي الأيديولوجي، وهو ما يتناقض مع آراء معادية للديانات أكثر اعتدالا عند الماركسيين خارج الاتحاد السوفييتي. فعدائه للدين لا يسمح بأي تنازلات، حتى أنه كان ينفر المؤمنين اليساريين الذين تعاطفوا مع البلاشفة. بل إنه نفّر بعض الملحدين اليساريين الذين كانوا على استعداد لتقبل المعتقدات الدينية. وأصبحت مهاجمة الدين أكثر أهمية بالنسبة إلى لينين مما كانت عليه لماركس.

هاجم لينين قائدا بلشفيا بارزا ومفوض الاتحاد السوفياتي السابق للتنوير، أناتولي لوناشارسكي، لمحاولته استيعاب المشاعر شبه الدينية في النظرة العالمية للشيوعية. وكان لوناشارسكي يحمل أفكارا مشابهة لمفهوم فيورباخ حول استبدال الدين بدين جديد ملحد به مكان للمشاعر والطقوس والمعاني الدينية، ولكنه كان متوافقا مع العلم ولم يكن لديه معتقدات خارقة للطبيعة (راجع: بناء الله). اعتبر لوناشارسكي أنه في حين أن الدين كان كاذبا ويستخدم أداة للاستغلال، فإنه لا يزال يزرع العاطفة والقيم الأخلاقية والرغبات بين الجماهير من الناس، والتي يجب على البلاشفة التحكم بالدين والتلاعب به بدلا من إلغائه. وينبغي أن تتحول هذه المنتجات الدينية إلى قيم إنسانية للأخلاق الشيوعية بدلا من أن تلغى، إذ أنها تشكل أساسا للسلامة النفسية والأخلاقية للجماهير. باستبدال الدين التقليدي بدين جديد إلحادي تُعبد فيه الإنسانية بدلا من الله، فإن الاشتراكية ستحقق نجاحا أفضل بكثير، وفقا للوناشارسكي. وأعرب عن اعتقاده بان هذا سيكون أقل مواجهة وانتهاكا للثقافة والتقاليد التاريخية للحضارة الأوروبية.[26]

لكن لينين غضب من فكرة لوناشارسكي هذه، لأنه اعتبرها تنازلا للإيمان الديني، وبالتالي ضارة في أقصى الحدود. وادعى أنه تجاهل حقيقة أن الدين هو أداة أيديولوجية لقمع الجماهير، وادعى أن أفكار لوناشارسكي كانت حلا وسطا خطيرا وغير ضروري مع القوى الرجعية للإمبراطورية الروسية. أصبح الإلحاد المتشدد مبدأ اختبار صدق الالتزام الماركسي بالنسبة للينين، واعتبر التوصل إلى حل وسط انتهاكا لمبادئ الاشتراكية حتى بهذه الطريقة، التي لم تستحضر أية معتقدات خارقة للطبيعة، مع الأفكار الدينية.

كان ماركس قد رفض في وقت سابق اقتراح فيورباخ لدين ملحد، وكان لينين ينظر إلى ماركس كمثال له. وأعرب عن اعتقاده أنه حتى أدنى حل وسط مع الإيمان الديني من شأنه أن يتحول تحت ضغوط سياسية مكثفة إلى خيانة لقضية الشيوعية تماما.[26] كان على الشيوعي الحقيقي أن يكون ملحدا وفقا لينين.[32]

الاتحاد السوفيتي

هدم كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو خلال عام 1931.

السياسة التي بدأها لينين واستمرت خلال تاريخ الاتحاد السوفييتي كان مفادها تسامح الدولة مع الدين إلا أن على الحزب بذل قصارى جهده لإزالته تدريجيا من المجتمع.[26][33] وهكذا، كان من المفترض أن يكون للدولة السوفياتية والحزب الشيوعي - وهما مؤسستان منفصلتان - موقفين مختلفين تجاه الدين، مع كون المؤسسة الأولى محايدة والثانية معادي له. ومع ذلك، وبما أن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية كان دولة الحزب الواحد، فإن التمييز بين الحزب والدولة أصبح غير واضح تماما مع مرور الوقت، مما أدى إلى قمع الدين تارة والتسامح، بدرجات متفاوتة، طورا.[34] وعندما كتب لينين عن موقف الحزب المناهض للدين، لم ير استبدال الدين بالإلحاد غاية بحد ذاتها، لكنه كتب أنه يجب أن يكون ذلك مصحوبا برؤية مادية للعالم.

«الماركسية هي المادية. وبوصفها كذلك، فهي معادية للدين بلا رحمة مثلها مثل مادية موسوعيي القرن الثامن عشر أو مادية فويرباخ. هذا أمر لا شك فيه. ولكن مادية ماركس وإنجلز الجدلية تمضى أبعد من الموسوعيين وفويرباخ، لأنها تطبق الفلسفة المادية على المجال التاريخي، وعلى مجال العلوم الاجتماعية. يجب أن نكافح الدين – هذا هو ألف باء كل مادية، وبالتالي كل ماركسية. ولكن الماركسية ليست مادية تقف عند الألف باء وإنما تمضي أبعد من ذلك. وهي تقول: لا بد أن نعرف كيف نكافح الدين وحتى نفعل ذلك لا بد أن نفسر مصدر الإيمان والدين بين الجماهير بطريقة مادية. ولا يمكن لمكافحة الدين أن تقتصر على التبشير الأيديولوجي المجرد، ولا يجب أن تختزل إلى تبشير كهذا. فهي يجب أن ترتبط بالممارسة العينية لحركة الطبقة، التي تهدف للقضاء على الجذور الاجتماعية للدين.»
بطاقة عضوية رابطة الملحدين المتشددين (Союз воинствующих безбожников) في الاتحاد السوفياتيي.

الماركسية كما فسرها لينين وخلفاؤه تتطلب تغييرات في الوعي الاجتماعي وإعادة توجيه معتقدات الناس. اعتبرت الماركسية السوفيتية غير متوافقة مع الاعتقاد في خارق. الشيوعية تتطلب رفضا واعيا للدين أو لا يمكن أن تنشأ.[35] لم تكن هذه أولوية ثانوية للنظام، كما أنها لم تكن عدائية تطورت نحو الدين باعتباره نظاما متنافسا أو منافسا للفكر، ولكنه كان تعليما أساسيا ورئيسيا للمذهب الفلسفي للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي.[26] كانت الفلسفة الماركسية تشارك تقليديا في نقد علمي دقيق للدين ومحاولة "إزالة الغموض عن المعتقد الديني".

وفقا للنظرية الماركسية، فإن الدين هو نتاج الظروف المادية وتنظيم الملكية الخاصة. وعملا بهذه الفرضية، كان الإلحاد المتشدد للقيادة السوفيتية يعتبر في البداية أن الدين سوف يختفي من تلقاء نفسه بعد مجيء النظام الاشتراكي. لذلك، بعد الثورة، تسامح البلاشفة في البداية مع الدين، باستثناء الأرثوذكسية (التي كانت عرضة للاضطهاد بسبب صلاتها مع النظام القيصري). عندما اتضح بعد تأسيس الاتحاد السوفييتي أن الدين لم يختف من تلقاء نفسها، بدأ الاتحاد  السوفيتي حملات عامة ضد الأديان.[36]

واعتبر لينين أن مكافحة المعتقدات الدينية واجب مطلق.[37] وشملت الحملات كميات هائلة من الدعاية المعادية للأديان، وتشريعات معادية للأديان، والتعليم الإلحادي، والتمييز ضد الأديان، والمضايقات، والاعتقالات، وحملات الإرهاب العنيف أيضا.[38] وقد ناقش القادة السوفيتيون والدعاة وغيرهم من الملحدين المتشددين منذ سنوات مسألة ما هو النهج الأكثر واقعية من أجل القضاء على الدين. جندت الدولة الملايين من الناس، وأنفقت مليارات الروبلات، وبذلت جهودا لا تصدق لتحقيق هذه الغاية، على الرغم من أنها فشلت في نهاية المطاف في تحقيق هدفها. في الواقع، في عام 1959، دورة بعنوان "أساسيات الإلحاد العلمي" أدخلت في المناهج الدراسية لجميع مؤسسات التعليم العالي، وفي عام 1964، جعلت إلزامية لجميع التلاميذ بعد "قلة تجاوب الطلاب".[39]

الطبيعة البراغماتية للإلحاد المتشدد للاتحاد السوفييتي، يعني أن بعض التعاون والتسامح يمكن أن يكون قائما بين النظام والدين عندما اعتبر أنه في مصلحة الدولة العليا أو تبين أن بعض الأساليب المعادية للأديان سوف تتسبب في ضرر أكثر من جيدة نحو غاية القضاء على الدين (مثل تشدد المشاعر الدينية للمؤمنين). وهذه الأشكال من التعاون والتسامح لا تعني بأي حال من الأحوال أن الدين لا يلزم القضاء عليه في نهاية المطاف. كان الإلحاد المتشدد التزاما فلسفيا عميقا وأساسيا من الأيديولوجية، وليس مجرد القناعات الشخصية للذين يديرون النظام.[26]

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. Василий Михайлович Лендьел (1965). Современное христианство и коммунизм (باللغة الروسية). Мысль. Марксистско-ленинский атеизм является системой материалистических иаучно обоснованных взглядов, отвергающих веру ...
  2. Институт научного атеизма (Академия общественных наук) (1981). Вопросы научного атеизма (باللغة الروسية). Изд-во "Мысл". марксистско-ленинский атеизм всем своим содержанием «аправлен на развитие способностей личности. Религия лишает человека его собственного «я», раздваивает сознание, создает для него условия ...
  3. Анатолий Агапеевич Круглов (1983). Основы научного атеизма (باللغة الروسية). Беларусь. Высшей формой является марксистско-ленинский атеизм *. Он опирается на материалистическое понимание не только природы (что было свойственно и домарксистскому атеизму) , но и общества. Последнее позволило на ...
  4. لينين, فلاديمير (1905). "الاشتراكية والدين". الحوار المتمدن. تُرجم بواسطة سعيد العليمي. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 201523 يونيو 2017.
  5. Thrower, James (1983). Marxist-Leninist "scientific Atheism" and the Study of Religion and Atheism in the USSR (باللغة الإنجليزية). Walter de Gruyter.  . As an integral part of the Marxist-Leninist world-view, 'scientific atheism' is grounded in the view of the world and of man enshrined in dialectical and historical materialism: The study of scientific atheism brings to light an integral part of the Marxist-Leninist world-view. Being a philosophical science, scientific atheism emanates from the basic tenets of dialectical an historical materialism, both in explaining the origin of religion and its scientific criticism of it. (ibid., p. 272)
  6. Slovak Studies, Volume 21.
  7. Richard L. Rubenstein, John K. Roth (1988). The Politics of Latin American Liberation Theology. Washington Institute Press.  . مؤرشف من في 16 ديسمبر 2019. There were, however, Marxist voices that pointed out the disadvantages of such antireligious policies.
  8. Pospielovsky, Dimitry (1987). History Of Marxist-Leninist Atheism And Soviet Antireligious policies. Volume I: A History Of Soviet Atheism In Theory And Practice And The Believer. Palgrave Macmillan. صفحة 9.  . مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201923 يونيو 2017.
  9. Pospielovsky 1987، صفحات 9-10.
  10. L. Feuerbach, Essence of Christianity (New York: Harper Torch Books, 1957) pp. 13–14.
  11. L. Feuerbach, Essence of Christianity (New York: Harper Torch Books, 1957) pp. 152.
  12. Pospielovsky 1987، صفحة 11.
  13. Pospielovsky 1987، صفحات 11-12.
  14. Pospielovsky 1987.
  15. كارل ماركس (1843). نقد فلسفة الحقوق عند هيغل. الحوار المتمدن. مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2011.
  16. ماركس, كارل (1844). "حول المسألة اليهودية". أرشيف الماركسيين العرب. تُرجم بواسطة نائلة الصالحي. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 201623 يونيو 2017.
  17. ماركس 1843.
  18. ماركس, كارل (1932). مخطوطات عام 1844 الاقتصادية والفلسفية. الحوار المتمدن. تُرجم بواسطة محمد مستجير مصطفى23 يونيو 2017. نسخة محفوظة 13 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  19. ماركس, كارل (1888). "موضوعات عن فورباخ". أرشيف الماركسيين العرب. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 201623 يونيو 2017.
  20. ماركس, كارل; إنجلز, فريدريك (2016) [1932]. الأيديولوجية الألمانية. تُرجم بواسطة فؤاد أيوب. بيروت، لبنان: دار الفارابي. صفحة 51.  .
  21. Pospielovsky 1987، صفحات 13-14.
  22. Pospielovsky 1987، صفحات 25.
  23. Pospielovsky 1987، صفحات 31.
  24. إنجلز, فريدريك (1984) [1878]. ضد دوهرينغ ثورة السيد أوجين دوهرنغ في العلوم. تُرجم بواسطة محمد الجندي وخيري الضامن. موسكو: دار التقدم. صفحة 366.
  25. إنجلز 1984، صفحة 368.
  26. Pospielovsky 1987، صفحة 18.
  27. إنجلز 1984، صفحة 51.
  28. إنجلز 1984، صفحة 162.
  29. لينين, فلاديمير (1909). "موقف حزب العمال من الدين". الحوار المتمدن. تُرجم بواسطة سعيد العليمي. مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 201623 يونيو 2017.
  30. لينين 1905.
  31. Pospielovsky 1987، صفحة 19.
  32. Essays in Russian and Soviet History: In Honor of Geroid Tanquary Robinson, by John Shelton Curtiss.
  33. Gerhard Simon.
  34. James Thrower.
  35. Douglas Arnold Hyde.
  36. Sabrina Petra Ramet, Ed., Religious Policy in the Soviet Union.
  37. Vladimir Ilyich Lenin, On the Significance of Militant Materialism, March 12, 1922.
  38. De James Thrower (1983). Marxist-Leninist Scientific Atheism and the Study of Religion and Atheism in the USSR. Walter de Gruyter. صفحة 135.  . مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2020.
  39. Thrower, James (1983). Marxist-Leninist "scientific Atheism" and the Study of Religion and Atheism in the USSR (باللغة الإنجليزية). Walter de Gruyter.  . In 1959, a new course, entitled Osnovy nauchnogo ateizma (Fundamentals of Scientific Atheism) was introduced into the curriculum of all higher educational institutions, including universities. The course was originally voluntary, but owing to the paucity of student response it has, from 1964, been compulsory for all students. |access-date= بحاجة لـ |url= ()

موسوعات ذات صلة :