الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، اندلعت في 28 سبتمبر 2000 وتوقفت فعلياً في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون[2][3][4]، وتميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات مسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، راح ضحيتها 4412 فلسطينيا و48322 جريح[5].[6][7][8] وأما خسائر الجيش الإسرائيلي تعدادها 334 قتيل ومن المستوطنين 735 قتيل وليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين 1069 قتيل و4500 جريح وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا ودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف والرصاص المصبوب. كانت شرارة اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي "الأسبق" أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول اعمال العنف في هذه الانتفاضة.[9] يعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزا للانتفاضة الثانية فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل (11 عاما) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.[10]
الانتفاضة الثانية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الصراع العربي الإسرائيلي | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الفلسطينيون
دعم من: |
إسرائيل
| ||||||||
القادة | |||||||||
ياسر عرفات محمود عباس مروان البرغوثي (أ.ح) أبو علي مصطفى ⚔ أحمد سعدات (أ.ح) نايف حواتمة أحمد ياسين ⚔ عبد العزيز الرنتيسي ⚔ خالد مشعل إسماعيل هنية محمد الضيف رمضان شلح جمال أبو سمهدانة ⚔ |
أرئيل شارون آفي ديختر إيهود باراك شائول موفاز موشيه يعلون دان حالوتس جابي أشكنازي |
أسباب اندلاعها
بدءاً من نهاية عام 1999 ساد شعور عام بالإحباط لدى الفلسطينيين لانتهاء الفترة المقررة لتطبيق الحل النهائي بحسب إتفاقيات أوسلو والشعور بالإحباط بسبب المماطلة وجمود المفاوصات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني بعد مؤتمر قمة كامب ديفيد، وتوضّح أن محاولة الصهاينة"إسرائيل" بدعم من الولايات المتحدة فرض حل على الفلسطينيين بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية (242,338,194)، ذلك بالإضافة إلى عدم تطبيق الصهاينة "إسرائيل" للعديد من الجوانب التي تم الاتفاق عليها في أوسلو أو الاتفاقيات والمفاوضات اللاحقة. واستمرار الصهاينة "إسرائيل" في سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية ورفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. بالإضافة إلى استمرار بناء المستوطنات واستبعاد عودة اللاجئين واستبعاد الانسحاب لحدود حزيران 1967، جعل الفلسطينيين متيقنين بعدم جدوى عملية السلام للوصول إلى تحقيق الاستقلال الوطني. وفي ظل هذا الشعور العام بالإحباط والاحتقان السياسي، قام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى وتجول في ساحاته وقال ان الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلة مما أثار استفزاز المصلين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى فسقط 7 شهداء وجُرح 250 وأُصيب 13 جندي إسرائيلي وكانت هذه بداية أعمال الانتفاضة.[9]
ميزان القوى
من ناحية الفلسطينيين: كان يوجد 35,000 جندي من الأجهزة الأمنية وأسلحتهم بنادق كلاشنكوف و45 مُصفّحة من نوع (بي أر دي ام-2) وأما مسلحين المقاومة أسلحتهم بنادق كلاشنكوف وأم-16 وبعض الألغام محلية الصنع. أما من ناحية الإسرائيليين: حشدو لهذه المعركة 60,000 جندي من الجيش الإسرائيلي و1000 دبابة و450 طائرة مقاتلة من طراز اف-16 وفانتوم وإف-15 إيغل و50 مروحية هجومية من طراز أباتشي.
نتائج الانتفاضة الثانية على الفلسطينين
- تصفية معظم الصف الأول من القادة الفلسطينيين أمثال ياسر عرفات وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى[9]
- تدمير البنية التحتية الفلسطينية
- تدمير مؤسسات السلطة الفلسطينية
- تدمير ممتلكات المواطنين
- استشهاد عدد كبير من أبناء فلسطين
- الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة
- اختراع أول صاروخ فلسطيني في غزة من نوع (صاروخ قسام) وتطورت الفصائل وصنعت صواريخ كثر مثل صاروخ (قدس 4) التابع للجهاد الإسلامي و(صمود) التابع للجبهة الشعبيية وقامت كتائب شهداء الأقصى الموجودة في قطاع غزة بصناعة صاروخ (أقصى 103) وقامت كتائب المقاومة الشعبية بصناعة صاروخ (ناصر).
- فلتان أمني في الشارع الفلسطيني عقب الانتفاضة ومن ثم قامت قوات الأمن الفلسطينية بفرضه بالقوة.
- بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
نتائج الإنتفاضة الثانية على الإسرائيليين
- انعدام الأمن في الشارع الإسرائيلي بسبب العمليات الانتحارية
- ضرب السياحة في إسرائيل بسبب العمليات الانتحارية
- اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- إلحاق عدد من القتلى الإسرائيليين بسبب اجتياحات المدن الفلسطينية والاشتباكات مع رجال المقاومة وكثرة العمليات
- مقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الأسرائيلي (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين
- تحطيم مقولة الجيش الذي لا يُقهر في معركة مخيم جنين الذي قتل فيها 58 جندي إسرائيلي وجرح 142.
- ضرب اقتصاد المستوطنات الإسرائيلية
ردود الفعل العربية
أما الشارع العربي فقد تفاعل مع الانتفاضة لدرجة أن دولاً لم تعرف المظاهرات مثل دول الخليج خرجت فيها مظاهرات تأييدية لانتفاضة الأقصى، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد ما يقرب من شهر على اندلاع الانتفاضة القمة العربية الطارئة في القاهرة وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وإن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى. وبالمثل تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقماً على الكيان الإسرائيلي وناقداً لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الإسرائيلي.
أحيَت الانتفاضة جوانب منسيّة في المجتمع العربي فعادت من جديد الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية ونشط مكتب المقاطعة العربية وعقد اجتماعا في العاصمة السورية دمشق وإن لم يسفر الاجتماع عن كثير يذكر. كما شهدت الحركة الفنية عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصى واحتلت الانتفاضة المساحة الأكبر في أغلب الفضائيات العربية.
المجتمع الدولي
حتى المجتمع الدولي خرج عن صمته وأدان الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي.
من المفارقات أن الانتفاضة الأولى التي انطلقت في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول من عام 1987 في غزة قادت إلى سلسلة اتفاقات السلام التي بدأت في أوسلو وانتهت عام 1993 بتوقيع اتفاق المبادئ. أما انتفاضة الأقصى فقادت إلى ما يقرب من دفن لعملية السلام وإظهار الرفض الشعبي الفلسطيني لها.
لم يعد الفلسطينيون يتحدثون عن عملية السلام، واقتصر الحديث عن قرار 242 الذي يطالب بانسحاب الكيان الإسرائيلي عن الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. ولوحظ لأول مرة ارتفاع حدة الخطاب الرسمي الفلسطيني والذي برز في تصريحات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خصوصا في لحظات تأبين الشهداء فكان يدعو إلى مواصلة الكفاح المسلح وتحمل التضحيات لنيل الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
مقالات ذات صلة
- مقتل محمد الدرة
- قائمة الأعمال الاستشهادية الفلسطينية
- الانتفاضة الفلسطينية الأولى
- الانتفاضة الفلسطينية (2015-2016)
- قائمة نزاعات الشرق الأوسط الحديثة
المصادر
- (بالتركية) Saddam: 'İsrail'e sınırımız olsa çoktan girmiştik' (Hürriyet) نسخة محفوظة 2 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
- انطلاق قمة شرم الشيخ اليوم - تصفح: نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ملامح «التغيير» في الشرق الاوسط بعد قمة شرم الشيخ - تصفح: نسخة محفوظة 27 أغسطس 2007 على موقع واي باك مشين.
- قراءة في تناقضات قمة شرم الشيخ - تصفح: نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- :: وكـالــة مـعـا الاخباريـة :: - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Cypel, Sylvain (2006). Walled: Israeli Society at an Impasse. Other Press. صفحة 6. . مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
The following day, the 29th, a Friday and hence the Muslim day of prayer, the young Palestinians flared up....
- جورج ميتشل; et al. (30 April 2001). "Report of The Sharm el-Sheikh Fact-Finding Committee". UNISPAL. مؤرشف من الأصل في 23 أغسطس 201428 سبتمبر 2014.
- B'Tselem – Statistics – Fatalities 29.9.2000-15.1.2005, بتسيلم. نسخة محفوظة 14 April 2013 at Archive.is
- "ذكرى انتفاضة الاقصى.. اشتعلت شرارتها منذ 13 عاما.. ولم تُخمد نارها بعد". جفرا نيوز. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 201927 مايو 2019.
- "الانتفاضة الفلسطينية الثانية". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201825 يونيو 2019.