الرئيسيةعريقبحث

اللغة الفينيقية


☰ جدول المحتويات



اللغة الفينيقية (الكنعانية) من اللغات السامية التي كان يتحدث بها سكان الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط قديما، والتي تشمل لغات الشعوب الكنعانية مثل الفينيقيين والعبرانيين ومن بعدهم الفلستيين. اللغة الفينيقية قريبة جدًا من اللغة العربية واللغة العبرية وتَبعُد نسبيًا عن الآرامية واللغات السامية في وادي الرافدين كالأكدية.

فينيقية
الاسم الذاتي 𐤃𐤁𐤓𐤉𐤌 𐤊𐤍𐤏𐤍𐤉𐤌
𐤃𐤁𐤓𐤉𐤌 𐤊𐤍𐤏𐤍𐤉𐤌
دبريم كنعنيم (نقحرة)
المنطقة لبنان، سوريا، تونس، جنوبي البحر المتوسط وشرقيه، إسبانيا، مالطا، جنوبي فرنسا، قبرص، صقلية، وبعض داخل شمالي أفريقيا.
الحقبة مذ الألفية الثانية ق م - اندثرت في القرن الأول الميلادي، إلا أنها استمرت في اللغة البونيقية في شمال أفريقيا حتى القرن السابع الميلادي
الكتابة أبجدية فينيقية 
النسب أفريقية آسيوية

السامية
 السامية الوسطى
  السامية الشمالية الغربية
   الكنعانية

أيزو 639-2 phn 
أيزو 639-3 phn 
يونيكود قد تحتوي هذه الصفحة على حروف يونيكود.

انقرضت كل اللغات الكنعانية مع بدايات الألفية الأولى بعد الميلاد وظلت العبرية لغة يتم التحدث بها وتدارسها على نطاق ضيق في أغراض كتابة التعاليم الدينية عند اليهود. قام الفينيقيون (وخاصة القرطاجيون) بنشر اللغة الفينيقية في غربي المتوسط؛ إلا أن اللغة ماتت هناك أيضا بالرغم من أنها بقيت حتى بعد سقوط فينيقيا. مع بداية التاريخ الميلادي أصبحت الآرامية، والتي استمدت ابجديتها من الفينيقية، هي لغة فينيقيا في الشرق. بينما ظل أهل شمال إفريقيا حول قرطاج، المستعمرة الفينيقية، يتحدثون اللغة الفينيقية حتى القرن السادس الميلادي بلهجةً تُعرف البونيقية.

الأبجدية

يجمع معظم علماء اللغات والآثار على أن الفنيقيين هم من اخترعوا الأبجدية الصوتية الأم، بينما يعتبرها اخرون تطورًا لأبجدية اخترعها المصريون القدماء (راجع تاريخ الكتابة)، والتي وُلدت منها جميع أبجديات العالم مثل اليونانية واللاتينية والعربية والعبرية. كانت الكتابات المتداولة آنذاك، مثل الهيروغليفية، تعتمد على الرمزية التصويرية وكانت كتابتها صعبة ومعقدة وقراءتها متاحة لأفراد محددين. ومن أجل تيسير تجارتهم، بسط الفينيقيون الأحرف بالتخلص من العلامات التصويرية واستبدالها بنظام أبجدي يعتمد على اثنين وعشرين رمزًا يمثل كل رمز منها صوتًا منفردًا واحدًا، كما كانت اللغة الفينيقية تكتب من اليمين إلى اليسار. بسبب أسفارهم للتجارة حول البحر المتوسط نشر الفينيقيون أسلوبهم في الكتابة، وتبنته العديد من الشعوب وطوروه لخدمة لهجاتهم.

أطوارها

قسم علماء الآثار واللغويات الأبجدية الفينيقية إلى ثلاث مراحل رئيسة هي:

مقارنة العربية بالأبجدية الفنيقية بأطوارها الثلاث

الخط الفينيقي القديم

وهو الخط الذي كُتبت به النصوص الملكية في جبيل (11ق.م - 9 ق.م)، مثل نص الملك أحيرام، ونص عُثر عليه في سردينيا. وأبرز ما يميزه أن الحرف كان قويًا وكثيفًا، وأميل إلى الانكسار. وكان الفصل بين الكلمات يتم باستخدام خط عامودي.

السطر الأول من الكتابة على قبر أحيرام

نقش أحيرام
السطر الأول الفينيقي ز ف ع ل | (أ) ت ب ع ل | ب ن أ ح ر م| م ل ك ج ب ل | ل أ ح ر م | أ ب هـ | ك ش ت هْـ | ب ع ل
السطر الآول العربي
هذا التابوت صنعه إيتوبعل بن أحيرام ملك جبيل، لأبيه أحيرام، لمّا سجاه إلى الأبد.
السطر الثاني الفينيقي م ل ك | ب م ل ك م | وس ك ن | ب س (ك) ن م | وت م أ | م ح ف ت ع ل ي | ج ب ل | وي ج ل | أ ر ن | ز ن | ت ح ت س ك | ح ط ر | م ش ف ط هـ | ت هـ ت ف ك | ك س أ | م ل ك هـ | ون ح ت | ت ب ر ح | ع ل | ج ب ل | وهـ أ | ي م ح س ف ر هـ | ل ف ف | ش ب ل
السطر الثاني العربي
لكن إذا ملك من الملوك أو حاكم بين الحكام، أو قائد جيش، زحف إلى جبيل، وأزاح هذا التابوت، فسوف تكسر عصا سلطته، ويقلب كرسي عرشه، ويزول السلام عن جبيل، وسوف يمحي نقشه بحد السيف.

الخط الفينيقي المتوسط

وهو الخط الذي كُتبت به معظم النقوش الفينيقية (9ق.م - 6ق.م)، ويمتاز هذا الخط باستطالة الحروف إلى الأعلى أو إلى الأسفل، وبعض حروفها تأخذ اتجاهًا واضحًا نحو اليمين أو اليسار، مما يسمح بتميز الحروف التي غالبًا ما تلتبس فيما بينها· ويلحظ عدم وجود فواصل بين الكلمات كما كان مستخدمًا في الخط الفينيقي القديم. والنقوش المكتوبة بهذا الخط عُثر عليها في فينيقيا، ومصر، واليونان، ومالطا، وسردينيا، وإسبانيا، وإيطاليا، ونورد هنا مثالًا على هذا الخط القديم، الذي يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. وقد عُثر عليه في صيدا سنة 1887 ويعرف بنص "تبنت" ملك صيدا.

نص تبنت الفينيقي
السطر الأول الفينيقي أ ن ك ت ب ن ت ك هـ ن ع ش ت ر ت م ل ك ص د ن م ب ن
السطر الأول العربي
أنا تبنت كاهن عشتارت ملك الصيدونيين بن
السطر الثاني الفينيقي ا ش م ن ع ز ر ك هـ ن ع ش ت ر ت م ل ك ص د ن م ش ك ب ب أ ر ن
السطر الثاني العربي
أشمن عزر كاهن عشتارت ملك الصيدونيين، أرقد في هذا التابوت
السطر الثالث الفينيقي ز م ي أ ت ك ل أ د م أ ش ت ف ق أ ي ت هـ أ ر ن ز أ ل أ ل ت
السطر الثالث العربي
لتكن من كُنْتَ أي إنسان يطأ هذا التابوت؟
السطر الرابع الفينيقي ف ت ح ع ل ت ي وأ ل ت ر ج ز ن ك أ ي أ ر (د) ل ن ك س ف أ ي أ د (ر) ل ن
السطر الرابع العربي
تفتح عليَّ ولا تزعجني، لأنه لا أحد أدى لنا فضة لا أحد أدى لنا
السطر الخامس الفينيقي ح ر ص وك ل م ن م م ش د ب ل ت أ ن ك ش ك ب ب أ ر ن وأ ل أ ل ت ف ت
السطر الخامس العربي
ذهبًا، أو أي شيء ثمين، غير أنني أرقد في هذا التابوت. لا تفتح
السطر السادس الفينيقي ح ع ل ت ي وأ ل ت ر ج ز ن ك ت ع ب ت ع ش ت ر ت هـ د ب ر هـ أ وأ م ف ت
السطر السادس العربي
عليَّ، ولا تزعجني، لأن هذا العمل فظيع عند عشتارت. وإن فتحًا
السطر السابع الفينيقي ح ت ف ت ح ع ل ت ي ور ج ز ت ر ج ز ن ي (ك) ن ل (ك) ز ر ع ب ح ي م ت ح ت ش م
السطر السابع العربي
تفتح عليَّ، وإزعاجًا تزعجني، فلن تكون لك ذرية في الحياة تحت الشمس
السطر الثامن الفينيقي س وم ش ك ب أ ت ر ف أ م
السطر الثامن العربي
ولا قبر بين الأموات

الخط الفينيقي الحديث

النصوص المكتوبة بهذا الخط قليلة جدًا (القرن 5ق.م - القرن الأول الميلادي)، وأكثرها على العملات النقدية، وجاءت فيها أشكال الحروف مشوهة. يعود أقدم نصوص هذا الخط إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد استمر حتى السنة 146ق. م، وهو تاريخ سقوط قرطاجنة بيد الرومان. وقد كتبت نصوص الخط الفينيفي المتأخر بلهجة عُرفت باسم البونية، وهي لهجة متطورة عن الفينيقية المتوسطة واليونانية، حيث ظهرت لهجة جاءت متأثرة باليونانية، وهذا الاحتكاك أدى إلى ضعف النطق بأصوات الحلق في البونية الحديثة، فحدث خلط بين حرفي العين والهمزة، والحاء والهاء[1].

الفينيقية في الآثار

مقارنة 5 لغات

هناك الكثير من الكلمات الفينيقية في الآثار. من أهمها ما كتب على ناووس أحيرام. وهناك آثار أوغاريت.

وهناك أسماء بعض المناطق في جنوب أسبانيا التي استعمرها الفينيقيون في القرن الثامن ق.م أو قبل ذلك، انحدرت من اللغة الفينيقية. فالاسم قادش (قادس، بالأسبانية الآن) جاء من الكلمة الفينيقية "الحائط"، وكلمة بايبل جاءت من الكلمة الإغريقية الكتاب، والإغريق أخذوا الكلمة من مدينة بيبلوس (جبيل) الفينيقية، والتي كانت مركزًا لتجارة ورق البردي.

مواقع خارجية

مراجع

  • الدكتور جمال الدين الخضّور، عودة التاريخ - الأنتربولوجية المعرفية العربية - دراسة في الأناسة المعرفية العربية التاريخية - اللغوية ووحدتها، الجزء الأول، حتى الألف الثاني قبل الميلاد، منشورات اتحاد الكتاب العرب]
  • جان بيير ثيوت، Je m'appelle Byblos، نشر: باريس H & D، Paris، 200
  • ماريا اوجين اوبيه،The Phoenicians and the West، نشر Cambridge University Press، لندن عام 2001
  • بيتر دانييل،The World's Writing Systems Oxford، أكسفورد 1996
  • غلين ماركوه،Phoenicians، دار نشر جامعة جامعة كاليفورنيا، 2000

موسوعات ذات صلة :