الهجوم على كربلاء حدث في 21 أبريل 1802 (1216 هجري)(1801[1])، في زمن حكم عبد العزيز بن محمد، الحاكم الثاني للدولة السعودية الاولى. فهاجمت مجموعات مسلحة من الدولة السعودية الأولى، وهم حوالي اثني عشر الف جنديا، مدينة كربلاء، انتقاما لمقتل 300 رجل نجدي على يد قبيلة الخزاعل قرب النجف.[4] وقد تزامن الهجوم مع أحد الأعياد عند الطائفة الشيعية وهو عيد الغدير، حيث كان أكثر أهالي كربلاء قد ذهبوا إلى مدينة النجف لزيارة مرقد الامام علي.[3]
| ||
---|---|---|
المكان | كربلاء ، العراق | |
البلد | العراق | |
التاريخ | 21 أبريل 1802 أو 1801 [1] | |
الإحداثيات | ||
الخسائر البشرية | 2000 [2]-5000 [3] قتيلا. | |
المشتبه بهم | جيوش الدولة السعودية الأولى بقيادة سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود و عثمان بن عبدالرحمن العدواني |
أخذ الوهابيون في قتل أهالي المدينة حتى الشيوخ والنساء والأطفال. وقد جاوز عدد القتلی 2000.[2]-5000[3] شخصا. استولوا علی مرقد الإمام الحسين وهدموا القبة الموضوعة، وأخذوا في نهب النفائس والمجوهرات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والشمعدانات وقلع الأبواب المرّصعة بالاحجار الكريمة.[2] استمر الهجوم لمدة ثماني ساعات، ثم خرجوا منها قرب الظهر ونقلوا ما نهبوه على أكثر من أربعة الاف جمل.[5]
الخلفية
كان والي بغداد، سليمان باشا، قد أرسل حملة ضد الدولة السعودية الأولى أواخر سنة 1211 هـ الموافق 1796م بقيادة ثويني بن عبد الله السعدون زعيم عشائر المنتفق، لكن قبل التقاء قوات ثويني بالقوات السعودية اغتيل، فعادت فلول جيشه إلى العراق، وذلك أوائل سنة 1212 هـ الموافق 1797م. وفي عام 1213 هـ الموافق 1798م أرسل سليمان باشا حملة أخرى بقيادة مساعده علي باشا، فوصلت تلك الحملة إلى إقليم الأحساء، وحاصرت الحامية السعودية فيها، لكنها فشلت في مسعاها وعادت إلى العراق بعد تكبُّدها خسائر، ثم قاموا بعدها بإبرام هدنة مع السعوديين الذين كانت قواتهم بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز حينذاك. لكن في عام 1214 هـ الموافق 1799م، قامت قبيلة الخزاعل العراقية بمهاجمة قافلة نجدية قرب النجف، مخالفةً بذلك تلك الهدنة، وقتلوا منهم ثلاثمائة رجل. فاحتج الامام عبد العزيز بن محمد آل سعود لدى سليمان باشا والي بغداد، وطالب بدفع ديات القتلى. ودارت بين الجانبين مفاوضات عن طريق عبد العزيز الشاوي؛ أحد رجالات العراق المشهورين، لكنها لم تؤدِّ إلى نتيجة إيجابية؛ إذ رفض والي بغداد دفع ديات القتلى من النجديين، كما رفض السماح لبادية نجد بالرعي في الأراضي العراقية. ونتيجة لذلك قام الأمير سعود بن عبد العزيز بالهجوم على كربلاء.[6][7]
يقول الباحث رايمون في تقرير له حول فاجعة كربلاء:
الهجوم
تاريخ الهجوم
اعتاد بعض المستشرقين الروس وبعض المستشرقين الاوربيين على اعتبار مارس 1801 تاريخا لتدمير كربلاء، وذلك استنادًا إلى تاريخ الذي يذكره روسو، كورانسيز، بوركهارت، ومانجان. لكن يری المؤرخون العرب، ومعهم من الأوروبيين فيلبي، تأريخ سقوط كربلاء في مارس وأبريل 1802، بناء على مصنف ابن بشر. واعتبر ابن سند وريمون أيضا عام 1802 هو تاريخ تدمير كربلاء. وجميع هذه المصادر قريبة زمنيا من الأحداث. يؤيد إلكسي فاسيلييف تاريخ 1802 بأنه هو الاصح، لافتا إلى أن تقارير التي وصلت من كربلاء إلی السفارة الروسية في اسطنبول، كتبت قبل صيف عام 1803. فالشخص الذي عاش آنذاك في العراق كتب التقارير عن تدمير كربلاء من المستبعد أن يخطئ لعام كامل بخصوص تاريخ هذا الحادث الهام. فلعلّ تغيير تاريخ احتلال الوهابيين لكربلاء في كتاب روسو ناتج عن تهاون المؤلف أو سهو المطبعة. ويبدو أن روسو وكورانسيز هما المصدر الأول للمعلومات بهذا الخصوص.[5]
الأحداث والتفاصيل
أرسل الامام عبد العزيز بن محمد آل سعود، نجله الأمير سعود بن عبد العزيز على رأس جيش من اثني عشر ألف فارس إلى مدينة كربلاء، و قد وصلوا سور المدينة ليلاً. أغلق الأهالي أبواب سور البلدة إلا أنهم هاجموا عنوة إحدى الأبواب و بعد مناوشات بين جيش الدولة السعودية والأهالي تمكنوا من الدخول. فدخلوها صبيحة يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام عام 1216هـ (1802م)و قد ذهب جل أهاليها إلی مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي بمناسبة زيارة الغدير لمكانة هذا اليوم عند الشيعة.[10]
أخذ المهاجمون في قتل وإراقة الدماء في طريقهم و قد شقوا طريقهم إلى الأضرحة حتی دخلوها فقتلوا كل من كان فيها. ثم بدؤا بأعمال تخريبية من هدم الأسس والجدران وقلع المرايا والزجاج و الزخارف. ثم أخذوا في نهب النفائس والمجوهرات والشمعدانات والسجاجيد الفارسية والمعلقات الثمينة وقلع الابواب المرصعة بالأحجار الكريمة. ثم خرجوا من الحرم وأخذوا في قتل أهل المدينة فقتلوا فيها قتلا عظيما. وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك 2000[2]-5000[3] شخصا.
حصل الوهابيون على غنائم كثيرة واستولوا علی النفائس والحاجات الثمينة. استمر النهب ثماني ساعات. ثم غادروا المدينة عند الظهر ونقلوا ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. [11]
كتب المؤرخ النجدي، عثمان بن بشر حول هذا الحادث:
.[2]
عرض فتح علي شاه من إيران على العثمانيين المساعدة العسكرية ولكن رفضه العثمانيون. فبدلا من ذلك أرسلت 500 عائلة بلوشية إلی كربلاء للتسوية والدفاع عنها.[3]
مراجع
- Staff writers. "The Saud Family and Wahhabi Islam, 1500–1818". au.af.mil. مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 201808 أغسطس 2016.
- Khatab, Sayed. Understanding Islamic Fundamentalism: The Theological and Ideological Basis of Al-Qa'ida's Political Tactics. Oxford University Press. . مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 201711 أغسطس 2016.
- Litvak, Meir (2010). "KARBALA". Iranica Online. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2019.
- Martin, Richard C. (2003). Encyclopedia of Islam and the Muslim world (الطبعة [Online-Ausg.].). New York: Macmillan Reference USA. . مؤرشف من الأصل في 03 أغسطس 201914 يوليو 2016.
- Vassiliev, Alexei. The History of Saudi Arabia. Saqi. . مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 201709 أغسطس 2016.
- "تاريخ المملكة العربية السعودية الجزء الأول". مؤرشف من الأصل في 12 مايو 2020.
- "غارات القبائل النجدية على كربلاء". مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2016.
- الكثيري، محمد، السلفية بين أهل السنة و الإمامية ، مركز الغدير للدراسات الاسلامية ، صفحة:328. نسخة محفوظة 3 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- صبري، أيوب، تاريخ الوهابيين ، صفحة:106 و 107. نسخة محفوظة 3 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- كريم محمد حاتم الساعدي، الغزوات الوهابية على الأضرحة المقدسة في كربلاء والنجف خلال القرن التاسع عشر الميلادي ، موقع موسسة النور للثقافة و الأعلام، 29/10/2014. نسخة محفوظة 9 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- الطریحی،منیر؛ دور الفقهاء فی محاربة الطغاة ، مجلة الفكر الإسلامي، العدد الحادي عشر، صفحة:188-189. نسخة محفوظة 12 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.