الرئيسيةعريقبحث

بنائية (نظرية تعليمية)


☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر بنائية (توضيح).

البنائية (المنهج البنائي) هي نظرية توضح كيفية بناء المعلومات في الكائن البشري عندما تأتي إليه المعلومات بمعرفة قائمة طورها بالخبرة والتجارب. وجذور هذا المصطلح مشتقة من علم النفس الإدراكي والأحياء وهو منهج يستخدم في التعليم ويركز على طرق خلق المعرفة من أجل التكيف مع العالم. والتراكيب هي أنواع مختلفة من المرشحات التي نختار تطبيقها على واقعنا من أجل تغيير واقعنا من الفوضى إلى النظام. يصف فون جلاسرسفلد (Von Glasersfeld) البنائية بأنها "نظرية المعرفة بجذورها في الفلسفة وعلم النفس والسيبرنيات (علم التحكم والتواصل في الآلات والحيوانات).[1] وللبنائية آثار على نظرية التوجيه. والتعلم بالاكتشاف والتعلم الذاتي والتجريبي والإسهام والتعلم الذي يعتمد على المشروع والذي يعتمد على المهمة جميعها يعتبر عددًا من التطبيقات التي تدعم التعليم والتعلم.

تأتي جذور المدرسة البنائية في التربية من الإبستمولوجيا. يمتلك الطالب معرفة وخبرات أولية أو سابقة، والتي تشكلت غالبًا عن طريق بيئاته الاجتماعية والثقافية. ثمَّ يحدث التعلم عن طريق بناء معرفة الطلاب من خبراتهم. وبينما قد تساعد المدرسة السلوكية في التعلم على فهم ما يفعله الطلاب، فإن المعلمين في حاجة أيضًا إلى معرفة ما يفكر فيه الطلاب ومعرفة كيفية إثراء هذا المحتوى الذي يفكرون فيه.

يمكن العودة بالمدرسة البنائية إلى علم النفس التربوي كما قدمته أعمال جان بياجيه (1896 – 1980) والمعروفة باسم نظرية النمو المعرفي عند بياجيه. ركز بياجيه على كيفية خلق تكوين البشر للمعنى فيما يخص التفاعل بين خبراتهم وبين أفكارهم. ومالت آراؤه إلى التركيز على النمو البشري فيما يخص ما يحدث مع الفرد باعتباره متمايزًا عن النمو المتأثر بالأشخاص الآخرين. أكدت نظرية البنائية الاجتماعية لدى ليف فيجوتسكي (1896 – 1934) على أهمية التعلم الاجتماعي الثقافي؛ كيف يستوعب الطلاب من خلال التفاعل مع الكبار ونظرائهم الأكثر قدرة والأدوات المعرفية، من أجل تشكيل بنى ذهنية في منطقة التطور القريب. طور جيروم برنر وآخرون من علماء النفس التربوي، مفهومًا مهمًا عن السقالة (أو الدعامة) التعليمية، استنادًا على توسيع نظرية فيجوتسكي، إذ تقدم البيئة الاجتماعية أو المعلوماتية الدعائم (السقالات) إلى التعليم، والتي تُسحب تدريجيًا عندما تصبح مستوعبة.[2]

تتضمن الآراء الأكثر تركيزًا على النمو البشري في سياق العالم الاجتماعي، المنظور السوسيو ثقافي أو السوسيو تاريخي لدى ليف فيجوتسكي، ومنظورات المعرفة الوضعية لدى كل من ميخائيل باختين وجان لاف وإيتين فينجر؛ براون وكولينز ودوجد؛ نيومان، جريفين وكول، وباربرا روجوف. أثر مفهوم البنائية على عدد من التخصصات بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع والتربية وتاريخ العلوم. درست البنائية خلال مرحلة نشأتها الأولى، التفاعل بين الخبرات البشرية وبين انعكاساتها أو أنماط السلوك. يُسمي بياجيه تلك الأنساق من المعرفة، باسم) برامج تخطيطية). ويجب أن لا تختلط تلك البرامج مع (التصورات التخطيطية)، فهو المصطلح الذي يأتي من نظرية التصور التخطيطي، أي من مداخل معالجة المعلومات الخاصة بالإدراك المعرفي لدى البشر. بينما تخلو برامج بياجيه التخطيطية من المحتوى، فالتصورات التخطيطية هي مفاهيم؛ على سبيل المثال نجد لدى معظم البشر تصورًا تخطيطيًا أو إجماليًا عن الجدة أو البيضة أو المغناطيس.[3][3][4][5]

لا تشير البنائية إلى بيداغوجيا أو علم تربية معين، على الرغم من أنها تختلط عادة مع النظرية البنائية في التربية التي طورها سيمور بابرت، والمستلهمة من أفكار بياجيه عن التعلم التجريبي والبنائي. كان لنظرية بياجيه في التعلم البنائي انعكاسًا أو تأثيرًا واسع النطاق على نظريات التعلم ومناهج التدريس في مجال التربية، ويعتبر موضوعًا ضمنيًا لحركات الإصلاح التربوي. كان الدعم البحثي لأساليب التدريس البنائي ذا نتائج مختلطة، مع بعض الدراسات التي تدعم نتائج البنائية وبعضها الآخر التي تناقضها.

التاريخ

لم تكن الفلسفات التربوية في وقت مبكر، تعطي الكثير من القيمة لما أصبح أفكارًا بنائية؛ كان يُنظر إلى لعب الأطفال واستكشافهم باعتباره عديم الهدف وقليل الأهمية. لم يتفق جان بياجيه مع تلك الرؤى التقليدية، إذ رأى أن اللعب يمثل جزءًا مهمًا وضروريًا من النمو المعرفي للطالب، وقدم الدليل العلمي على آرائه. وتؤثر اليوم النظريات البنائية على قطاعات التعليم الرسمية وغير الرسمية. فتقدم النظريات البنائية المعرفة بشأن تصميم المعرض فيما يتعلق بالتعلم في المتحف. ويُعد مركز البحث في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، من الأمثلة الجيدة على التعلم البنائي في بيئة غير رسمية. يُشجَع الزوار هنا على استكشاف مجموعة من عينات التاريخ الطبيعي الحقيقية، من أجل ممارسة بعض المهارات العلمية والوصول إلى المكتشفات بأنفسهم.

البنائيون

  • جون ديوي (1859 - 1952)
  • ماريا مونتيسوري (1870-1952)
  • واديسو سترزمينسكي (1893-1952)
  • ليف فيجوتسكي (1896-1934)
  • جين بياجت (1896–1980)
  • جورج كيلي (1905–1967)
  • هينز فور فورستر (1911–2002)
  • إرنست فون جلاسرسفلد (1917–2010)
  • بول واتزلويك (1921–2007)
  • إدجر مورين (1921–)
  • هامبرتو ماتورانا (1928–)
  • لازو جاري (1935–)
  • ديفيد إيه كولب (1939–)

الجذور التاريخية والنظرية

وفقًا لكليبارد،[6] قام جون ديوي بخلق بيئة تعليم ذهني نشطة في معمله المدرسي خلال أوائل القرن العشرين. وتدعم العلوم العصبية في الوقت الحالي هذا النموذج من التعليم الفعال كطريقة يستخدمها الناس للتعلم الطبيعي.[7] ويشترط التعلم النشط المعرفة من خلال التعليم التجريبي. Smith[8] وكتابات جون ديوي تبين أنه كان يعتقد أن التعليم يجب أن يشارك ويوسع الخبرة؛ وهذه الطرق المستخدمة للتعليم يجب أن توفر الاستكشاف والتفكير والتأمل وأن التفاعل مع البيئة يعتبر أمرًا ضروريًا للتعلم؛ وينبغي دعم الديمقراطية في العملية التعليمية. ويدافع ديوي عن عملية التعلم عن طريق التعليم التجريبي من خلال تجارب الحياة الواقية لبناء المعرفة التي تتسق مع البنائيين.

وتساهم النقاط الرئيسية لماريا مونتيسوري في الحركة الإنسانية والبنائية؛ ومع ذلك فإن الاقتباس التالي من كتاباتها يركز على تقديرها للتعليم التجريبي في توفير المعرفة:

" إن الملاحظة العلمية أوضحت أن التعليم ليس ما يعطيه المدرس؛ وأن التعليم هو عملية طبيعية ينفذها الإنسان بشكل تلقائي، ويتم الحصول عليه واكتسابه ليس بالاستماع للكلمات ولكن بالتجارب الموجودة في البيئة. ومهمة المدرس تصبح مهمة إعداد سلسلة من الحوافز للنشاط الثقافي والانتشار في البيئة المعدة بشكل خاص، ثم الامتناع عن التدخل المعوق. والمدرسون من البشر يمكنهم فقط المساعدة في عمل عظيم يتم إنجازه كما يساعد الخدم أسيادهم. وبفعل ذلك، فهم يشهدون على كشف الروح البشرية وعلى نهوض الرجل الجديد الذي لن يكون ضحية الأحداث، ولكن سوف يكون لديه وضوح في الرؤية لتوجيه وتشكيل مستقبل المجتمع البشري. " [9]

وتتوافق اعتقادات مونتيسوري مع البنائيين حيث إنها تتبنى وتدافع عن عمليات التعلم التي تسمح للطالب بتجربة البيئة مباشرة، ومن ثم إعطاء الطالب المعرفة الجديرة بالثقة والمصداقية و[المشروطة]

ويركز ديفيد كولب، في دليل كتبه الفني لأسلوب التعلم [10] and والتعليم التجريبي,[11] على أهمية المعرفة المشروطة من خلال التعليم التجريبي. وقد وضع ديفيد ايه كولب وروجر فراي نموذج كولب & فراي من أربعة عناصر: التجربة الملموسة والملاحظة والتأمل وتكوين المفاهيم المجردة، والاختبار في المواقف الجديدة. وقد مثل هذه في دائرة التعليم التجريبي الشهيرة [بعد كورت ليوين]. وقد حاول كولب وفراي (1975) إثبات أن دائرة التعليم يمكن أن تبدأ في أي نقطة من النقاط الأربع، وأنه ينبغي أن يتم تقريبه فعليًا بطريقة لولبية مستمرة. ومع ذلك، فإنه يقترح أن عملية التعلم غالبًا ما تبدأ بشخص يقوم بتنفيذ عمل معين ثم يرى أثر العمل في هذا الموقف. وبعد ذلك، تكون الخطوة الثانية هي فهم هذه الآثار في مثال معين، حتى إذا كان تم اتخاذ نفس الإجراء في نفس الظروف، يكون من الممكن توقع ما سينتج عن هذا الإجراء. وفي هذا النموذج، قد تكون الخطوة الثالثة فهم المبدأ العام الذي يقع ضمنه مثال معين.[12]

وتتماشى معتقدات كولب مع البنائيين حيث إنه يضم التجربة الملموسة كجزء من عملية التعلم ويطلب من الطالب اختبار المعرفة بالعمل على البيئة وإعطاء الطالب المعرفة الجديرة بالثقة والمصداقية و[المشروطة]. ويتوازى عمل كولب بشكل وثيق مع العمل الحديث في مجال العلوم العصبية الممثل في كتابات جيمس زول.[13]

نظرية المعرفة

لاحظ ريتش[14] أن "البنائيين لا يبحثون عن نسخ أو صور لواقع خارجي في العقل البشري"، ولكن بدلاً من ذلك، فهم يرون الإنسان كملاحظ ومشارك ووكيل يقوم بتوليد ونقل النماذج التي يقوم من خلالها ببناء الواقع الذي لاءمه." وهذه النظرة تحاكي أعمال جورج بركلي وجيامباتيست فيكو، والفيلسوف المعاصر إرنست فون جلاسرسفلد. وقد أكد عالم النفس المعاصر جيروم برونر، معتمدًا بشكل جزئي على أفكار البنائيين مثل فيجوستسكي، أن الواقع هو بناء قصصي في خيال الأفراد..[15]

المراجع

  1. Glaserfeld, E. (1989). Constructivism in education ( كتاب إلكتروني PDF ). Oxford, England: Pergamon Press. صفحة 162. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 17 يوليو 2013.
  2. Piaget, J., Psychology and Epistemology: Towards a Theory of Knowledge (New York: Grossman, 1971).
  3. Rogoff, Barbara (1990). Apprenticeship in thinking: cognitive development in social context. Oxford University Press.
  4. Lave, Jean; Wenger, Etienne (27 September 1991). Situated Learning: Legitimate Peripheral Participation. Cambridge University Press.  .
  5. Newman, Denis; Griffin, Peg; Cole, Michael (28 April 1989). The Construction Zone: Working for Cognitive Change in School. Cambridge University Press.  .
  6. Kliebard, H. (1992). Constructing a history of American curriculum inHandbook of research on curriculum. صفحات 157–184. –[[
  7. Zull, James (2002). The art of changing the brain: Enriching the practice of teaching by exploring the biology of learning. Sterling, VA: Stylus Publishing, L.L.C.
  8. Smith, M. K. (1997). "John Dewey". The encyclopedia of informal education. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 201304 ديسمبر 2012.
  9. Montessori, M. (1946). Education for a New World. Madras, India: Kalakshetra Publications.
  10. Kolb, D. (1976). Learning Style Inventory Technical Manual. Boston, MA: McBer.
  11. Kolb, D. (1984). Experiential Learning: Experience as the Source of Learning and Development. Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall.
  12. Smith, M. K. (2001). "David A. Kolb on experiential learning". The encyclopedia of informal education. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 201204 ديسمبر 2012.
  13. Zull, J. (2002). The art of changing the brain: Enriching the practice of teaching by exploring the biology of learning. Sterling, VA: Stylus Publishing, L.L.C.
  14. Hickman, L.A.; Neubert, S.; Reich, K., المحررون (2009). John Dewey between pragmatism and constructivism. Fordham University Press. صفحة 40.  .
  15. Bruner, J. (1980). Actual Minds, Possible Worlds. Harvard University Press.

موسوعات ذات صلة :