الرئيسيةعريقبحث

تمرد دروز حوران


☰ جدول المحتويات


تمرد دروز حوران كان انتفاضة درزية عنيفة ضد السلطة العثمانية في المحافظة السورية، وقد اندلعت في العام 1909. قادت عائلة الأطرش التمرد بهدف الحصول على الاستقلال، لكنها انتهت بقمع وحشي للدروز وتهجير كبير لمنطقة حوران وإعدام زعماء الدروز.

تمرد دروز حوران
Ottoman Syria.png
معلومات عامة
التاريخ مايو 1909-1910
الموقع جبل الدروز
النتيجة القضاء على التمرد:
  • خسائر درزية ضخمة
  • إعدام ذوقان الأطرش
  • إجراء تعداد ونزع السلاح بين دروز حوران[1]
المتحاربون
 الدولة العثمانية متمردون دروز
حلفاء بدو[2]
القادة
سامي باشا الفاروقي ذوقان الأطرش أعدم
القوة
21،000[2] 8،000 (درزي)[2]

3,000 (حلفاء بدو)[2]

الخسائر
38 إلى 100[2] 2،000 قتيل ومصاب[1]
سجن المئات[1]

الخلفية

حوران هي هضبة بركانية تقع في جنوب غرب سوريا وتمتد إلى الركن الشمالي الغربي من الأردن الحديث. تشمل المنطقة مرتفعات الجولان من الغرب ويحدها وادي صدع الأردن. ويشمل أيضًا منطقة جبل الدروز في الشرق وتحدها المزيد من السهول القاحلة والتضاريس الصحراوية.

ومع مجيء الأتراك العثمانيين وفتح الشام يد السلطان سليم الأول في العام 1516 جرى الاعتراف بالمعنيون الدروز من قبل الحكام الجدد بوصفهم أمراء إقطاعيين في جبل لبنان الجنوبي. انتشرت القرى الدرزية وازدهرت في تلك المنطقة تحت قيادة المعنيون إلى حد أنها اكتسبت المصطلح العام لجبل بيت معان (جبل عائلة معان) أو جبل الدروز. ومنذ ذلك الحين اغتصب لقب الأخيرة من قبل منطقة حوران التي كانت منذ منتصف القرن ال19 وقد كانت المنطقة ملاذ المهاجرين الدروز من جبل لبنان حيث أصبحت مقر السلطة الدرزية.[3] عائلة درزية من آل الأطرش حكمت اسميًا منطقة السويداء منذ العام 1879. وفي أعقاب ثورة تركيا الفتاة في العام 1908، انتشرت الضرائب والانتخابات والتجنيد إلى المناطق التي تشهد بالفعل تغيرا اقتصاديًا بسبب بناء خطوط السكك الحديدية الجديدة مما سبب ثورات كبيرة لا سيما بين دروز حوران.[4]

التمرد

استخدمت قوات سامي باشا الفاروقي في تمرد الدروز بالقرب من محطة درعا للسكك الحديدية.

اندلع التمرد في حوران في مايو من العام 1909 عندما تصاعد الخلاف التجاري بين زعيم الدروز يحيى بك الأطرش في قرية بصر الحرير إلى اشتباك بالأسلحة بين الدروز والقرويين المحليين المدعومين من العثمانيين. فشلت محاولات الهدنة لمدة عام في تحقيق أي استقرار في المنطقة ودفعت العثمانيين للتدخل.

وصل سامي باشا الفاروقي إلى دمشق في أغسطس من العام 1910 حيث قاد قوة عثمانية من حوالي 35 كتيبة وبدأ التقدم في مواقع الدروز في 18 أو 19 سبتمبر.[2] وقعت المعركة الأولى في 1 أو 2 أكتوبر، حيث اضطر الدروز إلى التراجع.[2] خاضت القوات العثمانية معركة ثانية في 12 أكتوبر حيث انتصرت. وبحلول 8 نوفمبر، تفكك التمرد.[2]

قاد سامي باشا الفاروقي بعدما وصل إلى دمشق في أغسطس من عام 1910 قوة استكشافية عثمانية تضم حوالي 35 كتيبة. ورغم أن الدروز اعترفوا بالدونية لديهم ضد هذه القوة، إلا أن عدة اشتباكات تبعت ذلك. قاد ذوقان الأطرش معركة شرسة ضد العثمانيين بالقرب من الكفر، حيث واجه قوات سامي باشا الفاروقي. وبعد اشتباك القوات العثمانية في قريتين انهارت المقاومة الدرزية.

استخدم سامي باشا القوة العسكرية والخداع ونجح في احتلال كامل جبل الدروز. انتهى التمرد بخسائر فادحة بين السكان الدروز في حوران، حيث وصل عددهم إلى 10٪ من السكان فيما بلغ عدد القتلى 2000 شخص مع عدد مماثل من الجرحى ومئات السجناء الذين تم احتجازهم في دمشق وعكا. أدى ذلك إلى انخفاض كبير في عدد السكان داخل المنطقة. تم القبض على ذوقان، زعيم الثورة، حيث أُعدم في وقت لاحق في العام 1911 (بعض المصادر وضعت إعدامه في عام 1910).

ما بعد التمرد


بعد انهيار تمرد الدروز، أطلق الفاروقي حملة لنزع سلاحهم حيث جمع حوالي 10,000 بندقية. أجرى الفاروقي أيضًا إحصاءًا لمنطقة حوران، حيث طلب 200,000 بطاقة من إسطنبول لهذا الغرض. جُمعت الضرائب وقد جرى تحصيل المتأخرات في الماشية عند عدم توفر الضرائب. علاوة على ذلك، تم تجنيد ألف درزي في الجيش العثماني وتوزيعهم في جميع أنحاء الإمبراطورية. أصبحت حملة الدروز لعام 1910 نقطة انطلاق لإلغاء "سياسة الاستثناءات" في سوريا العثمانية، ثم نفذت تدابير مماثلة في جبل عجلون، وكذلك أثناء ثورة الكرك في شرق الأردن.

خلال الحرب العالمية الأولى، ترك العثمانيون جبل الدروز في سلام لأنهم كانوا يخشون التمرد. تمكن سلطان الأطرش، ابن ذوقان الأطرش، من التواصل مع الحركات العربية وخاصة مع التمرد العربي في الحجاز حيث انضم له 1000 رجل عندما عندما وصلت القوات العربية إلى العقبة ثم انضم إليهم 300 رجل آخرين عندما وصلوا إلى بصرى. كانت قوات سلطان الأطرش أول من دخل دمشق ورفع العلم العربي في مبنى الحكومة في 29 سبتمبر 1918. كان سلطان الأطرش على علاقة جيدة مع الأمير فيصل الهاشمي قائد القوات العربية في التمرد. حصل السلطان على لقب أمير ورتبة جنرال في الجيش السوري، أي ما يعادل لقب باشا.

في علام 1920، دعمت عائلة الأطرش المملكة العربية السورية قصيرة العمر، والتي احتلتها فرنسا بعد معركة ميسلون في 24 يوليو 1920. كان سلطان الأطرش يجمع رجاله لمحاربة الفرنسيين، ولكن تعاقب الأحداث السريع أفشل جهوده، حيث دخلت القوات الفرنسية دمشق وقُسِّمت البلاد ألى خمس ودويلات منها دولةالسويداء فيما بعد دولة جبل الدروز) كان سلطان الأطرش لاحقًا قائد المتمردين في الحرب الدرزية ضد الانتداب الفرنسي بين عامي 1925 و1927 وسيظل شخصية بارزة في السياسة السورية، رغم الهزيمة المطلقة للحرب الدرزية.

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. Rogan, E.L. "Frontiers of the State in the Late Ottoman Empire: Transjordan, 1850-1921". Google.co.il. صفحة 192. مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 201501 سبتمبر 2013.
  2. Dixon, Jeffrey S.; Sarkees, Meredith Reid (2015-08-12). A Guide to Intra-state Wars: An Examination of Civil, Regional, and Intercommunal Wars, 1816-2014 (باللغة الإنجليزية). CQ Press. صفحات 353, 354.  . مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 2019.
  3. Origins of the Druze People and Religion, by Philip K. Hitti, 1924
  4. Schsenwald, William L. "The Vilayet of Syria, 1901-1914: A Re-Examination of Diplomatic Documents As Sources." Middle East Journal (1968), Vol 22, No. 1, Winter: p. 73.

موسوعات ذات صلة :