حارثة الثالث كان ملك مملكة الأنباط من 87 إلى 62 قبل الميلاد. صعد الحارث إلى العرش بعد وفاة أخيه عبادة الأول في العام 87 قبل الميلاد.[1] خلال فترة حكمه، مدد حارثة مملكته لتغطية ما يشكل الآن المنطقة الشمالية من الأردن، وجنوب سوريا وجزءًا من المملكة العربية السعودية. ربما كانت أعظم غزوات حارثة هي غزوه دمشق، التي ضمنت مكانة بلاده كقوة سياسية جادة في عصرها. وصلت مملكة الأنباط إلى أقصى حدودها الإقليمية تحت قيادة حارثة.[2]
حارثة الثالث | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | القرن 2 ق.م |
تاريخ الوفاة | القرن 1 ق.م |
مواطنة | مملكة الأنباط |
أبناء | عبادة الثاني |
الأب | عبادة الأول |
أخوة وأخوات | |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسي |
غزو دمشق
كانت دمشق تمتد على الطريق التجاري الرئيسي من البحر الأبيض المتوسط إلى الهند والشرق الأوسط. أخذ حارثة المدينة من قبضة الإمبراطورية السلوقية في العام 85 قبل الميلاد الذي لقب نفسه بحارثة صديق اليونانيين.[3] أمر حارثة دار سك العملة في دمشق بإنتاج النقود النبطية الفضية الأولى على الطريقة الهيلينية وكتابة اسمه باليونانية بدلاً من الآرامية النبطية.[4] ولتعزيز الثقافة الجديدة في المملكة، سعى حارثة لجلب الهندسة المعمارية اليونانية والرومانية إلى العاصمة النبطية البتراء[5] وإلى مستوطنات جديدة مثل الحميمة بما في ذلك بناء قناة بطول 26.8 كم.[6] قوطع الحكم النبطي في دمشق في العام 72 قبل الميلاد بفعل حصار ناجح قاده الملك الأرمني ديكرانوس الثاني. انتهى الحكم الأرمني للمدينة في العام 69 قبل الميلاد عندما سحب ديكرانوس الثاني قواته للتعاطي مع هجوم روماني على العاصمة الأرمينية، مما سمح لحارثة الثالث بالسيطرة على المدينة من جديد.
هركانوس وعرش يهودا
في العام 67 قبل الميلاد، تولى هركانوس الثاني عرش يهودا. وبعد ثلاثة أشهر فقط، حرض شقيقه الأصغر أريستوبولوس الثاني على تمرد حيث قاد بنجاح الانتفاضة للإطاحة بهركانوس وتولى مناصب كل من الملك وكبير الكهنة. كان هركانوس حبيسًا في أورشليم حيث استمر في تلقي إيرادات المنصب الأخير.[7]
ومع ذلك، وخوفًا على حياته، هرب إلى البتراء وتحالف نفسه مع حارثة، الذي وافق على دعم هركانوس بعد تلقي وعدً من مستشار هركانزس انتيباتر الإدومي بإعادة المدن العربية التي اخذها الحشمونيون من قبل.
تقدمت حارثة نحو أورشليم على رأس 50,000 رجل، وحاصر المدينة لعدة أشهر. في نهاية المطاف، دفع أريستوبولوس رشوة لماركوس ايميليوس سكاروس، نائب الجنرال الروماني بومبيوس الكبير. أمر سكاروس حارثة بسحب جيشه، الذي عانى بعد ذلك من هزيمة ساحقة على يد أريستوبولوس في رحلة العودة إلى المملكة.
ورغم امتثال حارثة، في العام 62 قبل الميلاد قاد سكاروس حملة على البتراء. ومع ذلك، ولأنها مزيج من التضاريس الوعرة ولانخفاض الإمدادات، اضطر سكاروس إلى التماس العون من هيركانوس، الذي غدى كاهن (وليس ملك) يهودا، الذي أرسل أنتيباتر للمقايضة من أجل السلام مع حارثة. رُفع الحصار مقابل عدة مئات من الطالنط الفضية (إلى سكاروس نفسه) والاعتراف بالتفوق الروماني على المملكة. سيحتفظ حارثة بجميع الأراضي والممتلكات النبطية، ليصبح تابعًا لالإمبراطورية الرومانية.[8][9]
قبره يقع في مبنى الخزنة.
مقالات ذات صلة
مراجع
- CIS II 422
- Horsfield, G; Conway, A; Historical and Topographical Notes on Edom: With an Account of the First Excavations at Petra. The Geographical Journal, Vol. 76, No. 5. (Nov., 1930), pp. 369-388. (JSTOR link) نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Bowersock, G. W.; A Report on Arabia Provincia, The Journal of Roman Studies, Vol. 61. (1971), pp. 219-242. (JSTOR link) نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- Price, M. J.; Recent Acquisitions of Greek Coins by the British Museum; Archaeological Reports, No. 20. (1973 - 1974), pp. 66-71. (JSTOR link) نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- "Petra", الموسوعة الكاثوليكية. Retrieved August 26, 2007. نسخة محفوظة 21 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
- Skebo, K; Archaeology meets agriculture in the desert, KnowlEDGE Vol. 3, No. 3. (June 2002), جامعة فيكتوريا (كندا) Communications. نسخة محفوظة 22 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Emil Schürer, Geschichte des jüdischen Volks im Zeitalter Jesu Christi, volume I, i. 291, note 2.
- يوسيفوس فلافيوس, "The Jewish War", translated by G. A. Williamson 1959, printed 1981, 1:61 p. 48.
- "Nabataean", موسوعة بريتانيكا. 2007. Encyclopædia Britannica Online. Accessed 26 August 2007. نسخة محفوظة 26 يوليو 2008 على موقع واي باك مشين.