سليمان بن عبد الوهاب هو أخو محمد بن عبد الوهاب، صاحب الدعوة الوهابية، وكان من المعارضين لأخيه وللدعوة الوهابية فقد وقف ضدها واعتبرها بدعة، ويرجح أنه أول من استعمل كلمة الوهابية في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية).[1] وقد وصل الخلاف بينهما إلى درجة المواجهة بالسلاح والقتال، وقد وثق المؤرخ الوهابي حسين بن غنام - وهو الذي كان بمثابة المدون الخاص بمحمد بن عبد الوهاب - ذلك الصراع الدموي بين الأخوين في كتابه: "تاريخ نجد: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام"، وقد قام عبد المحسن أبا بطين بطباعة هذا الكتاب في مصر عام 1368 هـ. يقول عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام في كتابه "علماء نجد خلال ثمانية قرون": «والشيخ سليمان مخالف لأخيه الشيخ محمد ولدعوته ومعادٍ لها ورادٍ عليها، وكان حين ولاية الإمام محمد بن سعود عليها هو القاضي في حريملاء.»
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
الاسم الكامل | سليمان بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن أحمد بن راشد بن يزيد بن مشرف التميمي النجدي الحنبلي | |
الميلاد | 1 يناير 1699 العيينة، شبه الجزيرة العربية |
|
الوفاة | 1209 هـ 1 يناير 1740 (41 سنة) حريملاء، شبه الجزيرة العربية |
|
المذهب الفقهي | حنبلي | |
العقيدة | أهل السنة والجماعة | |
الأب | عبد الوهاب بن سليمان بن علي | |
الحياة العملية | ||
ينتمي إلى | السعودية | |
مؤلفاته | الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية | |
المهنة | قاضي شرعي | |
الاهتمامات | الفقه، أصول الفقه، أصول الدين | |
تأثر بـ | أحمد بن حنبل |
نبذة عن حياته
ولد الشيخ سليمان في بلدة العيينة حينما كان أبوه قاضيا فيها. وتاريخ ولادته مجهول. وتعلم في العيينة على والده وغيره، ثم أكمل تعليمه الشرعي في حريملاء على يد والده وغيره من علماء عصره، خصوصاً في علم الفقه، الذي كان سنام العلوم الشرعية آنذاك. وكان الشيخ سليمان يخلف أباه في قضاء حريملاء، وتبوأ مكانه بعد وفاته سنة 1153 هـ. وكان سليمان بن عبد الوهاب أكبر سناً من شقيقه محمد، وقد درس محمد بن عبد الوهاب عند شقيقه سليمان كما درس عند أبيه عبد الوهاب، وكان سليمان بن عبد الوهاب كما ذكر معاصروه متبحراً في الفقه عالماً نبيهاً مقبولاً عند علماء نجد كافة، وكان موجباً عند الزعماء والأمراء، ومرجعاً موثوقاً للعامة من الناس، ومسموع الكلمة لعلمه، وعقله، وتقواه، وإخلاصه، بل كان من أول المُبادرين للنهي عن المنكرات، والوقوف أمام انتشارها باللسان والقلم والنصيحة. وصفه المؤرخ ابن بشر في تاريخه بأنه من العلماء القضاة، والفقهاء من أصحاب المعرفة والدراية.
مؤلفاته
أرسل الشيخ سليمان بن عبد الوهاب بعد ثمانية سنوات من بدء الفتنة الوهابية رسالة مفصلة كانت بمثابة كتاب أو رسالة مطولة وجهها سليمان بن عبد الوهاب لحسن بن عيدان، وقد حملت لاحقاً اسماً رمزياً من صياغة الناشرين كان بعنوان "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب"، وقد ورد هذا الاسم في كتاب "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" للعلامة محمد بن عبد الله بن حميد النجدي الحنبلي. ونفس هذا الكتاب موجود في المكتبة الأزهرية حيث يحتفظون بنسخة مخطوطة منه تحت عنوان: "الرد على من كفر المسلمين بسبب النذر لغير الله والاستغاثة بغيره ونحو ذلك"، وهناك نسخة أخرى بالعنوان ذاته في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد. ويبدو أن سليمان بن عبد الوهاب لم يسم كتابه أو بالأحرى لم ينوي تأليف كتاب أصلاً، بقدر ما كانت عبارة عن رسائل مطولة رد فيها على تجاوزات أخيه، وقد انتشرت تلك المخطوطة دون عنوان، فصيغت لها عناوين مختلفة حسب المكان والزمان، وحسب الناشر وحسب التوجهات، وربما آخر تلك العناوين المُختارة كان يحمل عنوان: "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية". فقد كان لهذا الكتاب أو تلك الرسالة أثراً بليغاً في تعريف الناس بواقع العقيدة الوهابية ولهذا وقع رأيه موقع الرضا والقبول، لأن الشيخ سليمان بن عبد الوهاب على علمه وصدقه ومقبوليته، كان شاهد صدق على أخيه محمد الذي عاشره وعاصره عن قرب، كما عاش تفاصيل وأحداث تلك الفتنة ومحدثاتها، وأعمالها وتصرفاتها، وشاهد بعينه تناقضاتها، ولمس بيده تلك الجرائم والويلات التي جرتها تلك الدعوة الدموية على الأمة وعلى الناس، فكانت شهادته مسموعة من باب (وشهد شاهد من أهلها). وقد أخرج الحاكم عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: (ما ظهر أهل بدعة إلا أظهر الله فيهم حجة على لسان من شاء من خلقه وهو أعلم بهم وأخبر). ولا شك فإن الحديث النبوي ينطبق بدقة على حالة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، ويحق فيه قول الشاعر:
نحن أدرى وقد نزلنا نجد | أقصير طريقه أم طويل |
ولذلك فقد رجع كثير من رؤساء القبائل وعلماء البلاد والعوام المغرر بهم عن إتباع تلك الفرقة، والالتزام بمذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك كان لقوة رأي وحجة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب الذي عرضه في رسائله وصدق ما نقله من الآراء والأعمال أثراً كبيراً في ردع أصحاب تلك الدعوة وجعلهم يُراجعون أنفسهم، وقد اعترف كل الباحثين والمُتابعين المُحايدين باستثناء أتباع الوهابية، بأن الشيخ سليمان كان - كأبيه - من أشد المعارضين للفرقة الوهابية، قبل ظهورها للعلن وحتى بعد انتشارها، لما شاهده من ارتكاب الكبائر والمخالفات الشرعية والتكفير والفقه غير الراشد، وقد اجتهد سليمان وأبيه في نصيحة وتحذير صاحب تلك الدعوة، كما حذرا معاً الناس من مغبة وبراثن تلك الدعوة. ولكن بعد أن ظهرت الدعوة الوهابية للناس وأصر شقيقه محمد على المضي في غيه، بادر الشيخ سليمان إلى الرد عليه من خلال تلك الرسائل التي جُمعت لاحقاً في كتاب مطبوع، حيث انبرى سليمان لنقد وتفنيد تلك الدعوة المكفرة للمسلمين بالشُبه وتبيان خللها، والتبرؤ من عقائدها والانزجار من أفعال أتباعها وردع تصرفاتهم. ولم يتوقف الأمر على موقف سليمان وأبيه فقط من تلك الدعوة، فقد رد الكثير من مشايخ نجد وعلمائها على محمد بن عبد الوهاب وفندوا دعوته.
انظر أيضاً
- أحمد زيني دحلان
- إسماعيل التميمي
- محمد بخيت المطيعي
- عبد الله بن علوي الحداد
- مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي
- عبد القادر الإسكندراني
- محمد زاهد الكوثري
- عبد الله الهرري
المصادر والمراجع
- الشيخ سليمان بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي الحنبلي [1210 هـ]
- مقدمة كتاب: "فصل الخطاب من كتاب الله وحديث الرسول وكلام العلماء في مذهب ابن عبد الوهاب"، تحقيق: لجنة من العلماء، ص: 7-8.
- كتاب: "الوهابية دين سعودي جديد: كشف المستور في تاريخ نجد المبتور" للباحث والمؤرخ العربي: سعود بن عبد الرحمن السبعاني، الناشر: شمس للنشر والإعلام، الطبعة الأولى: القاهرة 2012م، ص: 336-342.
- التحولات الفكرية في العالم الإسلامي: أعلام، وكتب، وحركات، وأفكار من القرن العاشر إلى الثاني عشر الهجري، تحرير: الدكتور عليان الجالودي، فكرة وإشراف وتنفيذ: المعهد العالمي للفكر الإسلامي - مكتب الأردن، الطبعة الأولى: 2014م، الفصل الثالث عشر: الحركة الوهابية في شبه الجزيرة العربية، ص: 504.