الرئيسيةعريقبحث

سليمان بن مهران الأعمش


☰ جدول المحتويات


سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي الكاهلي (10 محرم 61 هـ - 148 هـ) تابعي من حفَّاظ الحديث النبوي، ومُحدّث من الثقات، لقَّبه شمس الدين الذهبي بـ "شيخ المُحدّثين"، وأعده أصحاب الطبقات من الطبقة الرابعة من التابعين. وعاش الأعمش في الكوفة، وكان محدثها في زمانه.

سليمان بن مهران الأعمش
معلومات شخصية
اسم الولادة سليمان بن مهران الأعمش
الميلاد 10 محرم 61 هـ
الكوفة 
الوفاة 148 هـ
الكوفة 
الإقامة الكوفة
مواطنة Umayyad Flag.svg الدولة الأموية
Black flag.svg الدولة العباسية 
الكنية أبو محمد
اللقب الأسدى الكاهلي مولاهم الكوفي
الحياة العملية
الطبقة الطبقة الخامسة، من صغار التابعين
مرتبته عند ابن حجر ثقة حافظ عارف بالقراءات، ورع
تعلم لدى أنس بن مالك،  وسعد بن إياس الشيباني 
التلامذة المشهورون وكيع بن الجراح 
المهنة عالم عقيدة،  ومحدث،  وقارئ القرآن 
مجال العمل علم الحديث،  وقراءة القرآن 

أدرك الأعمش جماعة من الصحابة، وعاصرهم ورأى أنس بن مالك، وسمعه يقرأ ولم يحمل عنه شيئًا مرفوعًا، وأرسل عن ابن أبي أوفى، وتعلم من زيد بن وهب، وسمع من المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن سلمة وعمارة بن عمير وإبراهيم التيمي وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وإبراهيم النخعي والزهري.[1] وكان عالمًَا بالقرآن والقراءات والفرائض.

مولده ونشأته

وُلد الأعمش يوم قُتل الحسين بن علي بن أبي طالبٍ، وذلك يوم عاشوراء، في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة،[2] وقيل أن أباه كان حاضرًا مقتل الحسين، ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان، وأصله من دماوند نواحي الري، ودماوند جبل مشهور في شمال إيران. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: "جبل عال جدا مستدير كأنه قبة، رأيته ولم أر في الدنيا كلها جبلاً أعلى منه، يظهر للناظر إليه من مسيرة عدة أيام والثلج عليه ملتبس في الصيف والشتاءِ كأنه البيضة وأنه يصعد من ذلك الجبل دخان يضرب إلى عنان السماء. والناظر إليه من الري يظن أنه مشرف عليه وأن المسافة بينهما ثلاثة فراسخ أو اثنان، وإن البرد فيها شديد، والريح عظيمة الهبوب. ودماوند من فتوح سعيد بن العاص في أيام عثمان لما ولي الكوفة سار إليها فافتتحها، وذلك في سنة 29 أو 30 للهجرة."[3]

قدم أهله به إلى الكوفة طفلًا، حيث قدم والده مهران من الري إلى الكوفة سنة 61 هـ، ودخل في ولاء بني كاهل، وقيل بل كانت أمه حاملًا به وولدته في الكوفة،[4][5] تعرض لمرض في عينيه في صغره، وجراء ذلك أصابه العمش، وهو ضعف في البصر مع سيلان دمع. فاشتهر بهذا اللقب فيما بعد "الأعمش".[5]

علمه

كان الأعمش عالمًَا بالقرآن والقراءات والفرائض والحديث، فقد قرأ القرآن على يحيى بن وثاب مقرئ العراق. وقيل: إنه تلا على أبي العالية الرياحي، وقرأ عليه حمزة الزيات وزائدة بن قدامة، وقرأ الكسائي على زائدة بحروف الأعمش، قال سفيان بن عيينة: «كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.»،[4] وقال محمد بن سعد البغدادي: «كان الأعمش صاحب قرآنٍ وفرائض وعلمٍ بالحديث، وقرأ عليه طلحة بن مصرف القرآن، وكان يُقْرِيءُ الناسَ ثمّ ترك ذاك في آخر عمره، وكان يَقْرَأ القرآن في كل شعبان على النّاس في كلّ يوم شيئًا معلومًا حين كبر وضعف، ويُحضِرُون مصاحفهم فيعارِضُونها ويُصْلِحونها على قراءته. وكان أبو حَيّان التيمي يُحْضر مصحفًا له كان أصَحّ تلك المصاحف فيُصْلِحون على ما فيهِ أيضًا. وكان الأعمش يقرأ قراءة عبد الله بن مسعود.».[6] وقال هشيم بن بشير: «ما رأيت بالكوفة أحدًا أقرأ لكتاب الله، ولا أجود حديثًا من الأعمش.».[5] ولم يكن للأعمش كتاب، وكان يقرئ القرآن وهو رأس فيه، وكان فصيحًا، وكان لا يلحن حرفًا. ولم يختم عليه القرآن سوى ثلاثة: طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن.[4]

زهده وعبادته

كان الأعمش من النسَّاك، وكان محافظًا على الصلاة في الجماعة، وعلى الصف الأول، وظل سبعين سنةً لم تفُتْه التكبيرة الأولى من صلاة الجماعة، قال عبد الله الخريبي: "ما خلَّف الأعمشُ أعبدَ منه."، وقال عيسى بن يونس: "لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته."، قال الذهبي: كان عزيز النفس، قنوعًا، وله رزق على بيت المال، في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره.[4]

وكان عزيز النفس لا يحب مجالسة الأمراء، أرسل له مرةً الأمير عيسى بن موسى بألف درهم وصحيفة ليكتب فيها حديثا، فكتب فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم وقل هو الله أحد"، ووجه بها إليه، فبعث إليه: "يا ابن الفاعلة، ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟". فبعث إليه: "أظننت أني أبيع الحديث؟."، وكان يقول: «إن الله يرفع بالعلم أو بالقرآن أقوامًا، ويضع به آخرين، وأنا ممن يرفعني الله به، لولا ذلك لكان على عنقي دَنٌّ صحنًا أطوف به في سكك الكوفة.».[2]

روايته للحديث

وفاته

توفي الأعمش سنة ثمانٍ وأربعين ومائةٍ، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنةً،[7] ورُوى أن أبا بكر بن عياش دخل عليه في مرضه الذي توفي فيه فقال: "أدعو لك طبيبًا" فقال: "ما أصنع به فوالله لو كانت نفسي في يدي لطرحتها في الحش إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدًا واذهب بي فاطرحني في لحدي". وذكره ابن كثير في البداية والنهاية في وفيات ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة، بينما ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وفاته في 149 هـ، وقال: "مات سنة تسع وأربعين ومائة وكان ثقة ثبتا في الحديث".[1]

المراجع

  1. موقع قصة الإسلام، أعلامنا، التابعون، سليمان بن مهران الأعمش، إشراف راغب السرجاني - تصفح: نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. "الإمام الأعمش". www.alukah.net. 2016-03-19. مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 201824 نوفمبر 2019.
  3. أبو حامد محمد بن عبد الرحيم المازني القيسي الغرناطي; تعليق: محمد أمين الضناوي. المعرب عن بعض عجائب المغرب. بيروت: دار الكتب العلمية. صفحة 23.  . مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
  4. الذهبي. "سير أعلام النبلاء - الطبقة الرابعة - الأعمش- الجزء رقم6". islamweb.net. صفحة 227، 228. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 201924 نوفمبر 2019.
  5. SunniOnline (2008-07-15). "سليمان بن مهران (الأعمش)". سني أون لاین. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 201924 نوفمبر 2019.
  6. "الأعمش، تفصيل ما ذكر عنه في الطبقات الكبرى لابن سعد البغدادي". موقع صحابة رسولنا. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
  7. ابن حجر العسقلاني (2001). تهذيب التهذيب. بيروت: مؤسسة الرسالة. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.


موسوعات ذات صلة :