الشيخ عيسى بن حمود بن محمد آل مهوس هُوَ الشَّيْخُ العَالِمُ العلامة عيسى بن حمود بن مُحَمَّد بن علي بن زيد بن مُهَوِّس ، ولد في حائل سنة 1254هـ ، ونشأ وترعرع فيها ، فحفظ القرآن في صغره عن ظهر قلب حتى أتقنه ، واتجه منذ الصغر إلى طلب العلم والقراءة على علماء حائل ، ولما شَبَّ ارتحل عن حائل ليأخذ عن العلماء في الرياض ومكة والمدينة ، فمشايخُه الذين درس عليهم هم : 1- الشيخ عوض بن محمد بن عوض الحجي . 2- الشيخ عبد الله بن عبد الطيف آل الشيخ ، في حائل والرياض. 3- الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشدي. 4- الشيخ حمد بن فارس (ت1345هـ) ، في الرياض. 5- الشيخ عبد الله بن مسلَّم التميمي. 6- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق (ت1349هـ) ، في الرياض. وغيرهم الكثير من العلماء في حائل والرياض وَالحِجَاز الذين رحل إليهم حتى أدرك وحصّل وبلغ منزلة عالية القدر في العلم وسعة الإطلاع ، وأصبحت له مكانة رفيعةً عند العلماء وطلاب العلم وعامة الناس ، حتى إنَّهُ عُرِِضَ عليه القضاء فامتنع تورعاً . تَوَلَّى الشيخ عيسى الإمامةَ في جامعٍ بعالية السُّوق – في وسط المدينة الآن – يُسَمِّيَ باسمه إلى الآن ( جامع الشيخ عيسى المهوس ) ، أقام فيه حلقات تعليمٍ وتدريسٍ وإفتاءٍ وَوعظٍ وإرشادٍ أدبار الصلوات وخاصة صلاتي الفجر والعشاء ، وكان حَسِنَ التلاوة والقراءة والكلام والفَصَاحِةِ لايحس الواقف خلفة بطول القراءة لحسن تلاوته ، فاستفاد منه طلاب العلم وعامة الناس، ومن تلامذته الذين أخذوا وتتلمذوا على يديه:
عيسى بن حمود بن محمد آل مهوس | |
---|---|
معلومات شخصية |
1- عبد الله بن راشد المرجان . 2- عبد الرحمن بن مُحمَّد الشعلان . 3- علي بن محمد الهندي ، وقرأ عليه كثيراً في رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب . 4- صالح أبوعيناء . 5- إبراهيم بن نفيسة . -6 عبد العزيز بن محمد العريفي . - 7 حمد بن صالح الشبل -8 عبد الرحمن بن إبراهيم المشاري -9 يوسف بن عبد العزيز النافع وغيرهم الكثير ، وكان يعقد مجالس علم في المنازل منها درسٌ في منزل إبراهيم بن نفيسة بعد كل مغرب كان المترجم له يَتَمَيَّزُ بالتحقيق والذكاء والأدب وغيرها من معالي الأمور ، ولقد أثنى عليه المؤرخ صالح بن عثيمين في تسهيل السابلة ثناءً عَطِراً فائضاً رقراقاً حيث قال عنه : ( الفقيه الأديب القاضي العالم العلاَّمة النحرير المحقق المدقق المُفَنِّنُ الورع الزاهد الخطيب الكاتب ، كان علاَّمة عصره ، وفريد دهره ، علماً وعملاً ) إلى أن قال : (وكان على جانب عظيم من العبادة والزهد والقناعة والتقشف وخشونة المأكل والملبس ، واتباع السلف قولاً وفعلاً ، وبالجملة فهو من العلماء والمحققين الذين يجب أن يُحْفَظَ تَارِيخُ حَيَاتِهِم ) وَهو صَاحب أكبر مَكتبة إِسلامية في الشمال حَيث تَحوي مَكْتبتهُ على (10.000* عشرة الآف مخطوطة تولاها من بعده الشيخ عبد الله السليمان البليهد حيث أن أغلب المخطوطات تم وقفها لطلبة العلم .
توفي الشيخ عيسى قبيل شهر شعبان من عام 1350هـ ، وارتَجَّتِ المدينَة لخبر وفاته وتأثر العلماء والأمراء وطلبة العلم وعامة الناس لفقده ، وقد أدركتُ من كبار السن الذين لازالوا يتأثرون عندما أذكر لهم اسمه الكثير ، ممَّا يُزاد به على كلام ابن عثيمين المتقدم في قدره ومكانته وكانت وفاته غفر الله في آخر الليل ، وقبلها كان قد صلَّى مع الأمير عبد العزيز بن مساعد آل سعود إحدى العشائين ، ثم رأت زوجة الأمير في منامها من تلك الليلة أن رجالاً عليهم عمائمٌ خُضر نزلوا من السماء ، فسألتهم ما شأنكم؟ فأخبروها أن الشيخ عيسى توفي وسنصلي عليه ، فلما أصبحت أخبرت الأمير فلم يصدق وقال إنه صلى معنا البارحة وهو بعافية ، حتى جاءهم الخبر في ذلك الصباح أن الشيخ عيسى قد توفي وسألت عن رؤياها فقيل إنهم الملائكة أتوا يصلون على الشيخ . وقد خرج الناس صغاراً وكباراً لجنازته متأثرين بفقده ، وبعد دفنه قال الشيخ العالم عبد الرحمن بن سليمان الملق: ( لقد دفنَّا اليوم عِلْمَاً كثيراً جمَّاً ). لَمْ يُعَقِّب الشَّيْخُ عيسى سِوَى بِنتين وَاحِدَة توفيت بمرضٍ عِضال بعمر صغير والأخرى عاشت بعده مدة من السنوات لحين ان توفيت رحمها الله ، ورُوي أن الشَّيْخَ عِيسَى رَحْمَةً الله كان يُعالج بالقرآن الكريم وأنه بإحدى الحالات التي أتته أن نطق من أهل الأرض ( الجان ) حينما كان ملتبساً أحد الأشخاص قائــلاً له : إتركنا ياعيسى نترك ضناك ( أي أولادك ) وقال رحمه الله بأن الله يهب عباده الجنة وأنه سيواصل القراءة وبهكذا كُلما حبلت إحدى نِسائه تُسقط جنينها في الأشهر الأولى لحين ان توفاهـ الله وليس له من الأبناء على قيد الحياة سوى ابنه واحده رَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ عِيسَى رَحْمَةً وَاسِعَةً وَأسْكَنَهُ فَسِيحَ جِنَانِه ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِ مِن نَعْمَائِه .