الرئيسيةعريقبحث

غاليليو غاليلي

عالم فلك وفيلسوف إيطالي

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن العالم جاليليو جاليلي؛ إن كنت تبحث عن المركبة الفضائية جاليليو، فانظر جاليليو (مركبة فضائية).
غاليليو غاليلي
(بالإيطالية: Galileo Galilei)‏ 
Galileo.arp.300pix.jpg
 

معلومات شخصية
الميلاد 15 فبراير 1564[1][2][3] 
بيزا[2][4][5] 
الوفاة 8 يناير 1642 (77 سنة) [1][6][7][8][9][10][11] 
الإقامة بيزا
بادوفا
فلورنسا 
مواطنة Medici Flag of Tuscany.png دوقية فلورنسا (1564–1569)
Flag of the Grand Duchy of Tuscany (1840).svg دوقية توسكانا الكبرى (1569–1642) 
الديانة كاثوليكية[12] 
عضو في أكاديمية كروسكا،  وأكاديمية لينسيان 
مشكلة صحية عمى 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة بيزا (1581–1585)[6] 
تخصص أكاديمي طب و رياضيات  
شهادة جامعية بروفيسور[13] 
طلاب الدكتوراه جيوسيب بيانكاني[14]،  وفينتشنزو فيفياني[15] 
المهنة عالم فلك[16][17]،  وفيلسوف[16]،  ورياضياتي[16][3]،  وفيزيائي[16][18]،  ومخترع،  ومنجم،  وموسوعي،  وأستاذ جامعي[3]،  وعالم[19][20]،  ومهندس 
اللغات اللاتينية،  والإيطالية[7] 
مجال العمل علم الفلك،  وفيزياء،  وميكانيكا،  وفلسفة،  ورياضيات[3] 
موظف في جامعة بادوفا[6]،  وجامعة بيزا[6] 
أعمال بارزة تحويل جاليليو،  ومعادلات الجسم الساقط 
تهم
التهم هرطقة 
التوقيع
Galileo Galilei Signature 2.svg
 

جاليليو جاليلي أو غاليليو غاليلي (15 فبراير 1564 - 8 يناير 1642)، (Galileo Galilei)‏ النطق الإيطالي: [ɡaliˈlɛːo ɡaliˈlɛi] عالِم فلكي وفيلسوف وفيزيائي إيطالي، ولد في بيزا في إيطاليا. أبوه هو "فينسينزو جاليلي" وأمه هي "جوليا دي كوزيمو أماناتي" وأنجب من "مارينا جامبا" ثلاثة أطفال دون زواج هم فيرجينا (لقبت بعد ذلك بالأخت ماريا) ولدت عام 1600 وماتت عام 1634، فينسنزو ولد عام 1606 ومات عام 1646، ليفيا (ولقبت بعد ذلك بالأخت أركنجيلا) ولدت عام 1601 وماتت عام 1649. نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولاً بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة.

حياته وإنجازاته

كان ماهراً في الرياضيات والموسيقى، لكنه كان رقيق الحال، لذلك اعتزم ألا يعمل ابنه في أي عمل من الأعمال التي لا تكسب صاحبها مالاً، ومن ثم أرسله إلى جامعة بيزا لدراسة الطب. ووصل جاليليو وهو ما يزال طالباً لتحقيق أول مكتشفاته عندما أثبت أنه لا علاقة بين حركات الخطار (البندول) وبين المسافة التي يقطعها في تأرجحه، سواء طالت هذه المسافة أو قصرت. وأهتم بعد ذلك بدراسة الهندسة إلى جانب الطب، وبرع فيها حتى بدأ يلقي المحاضرات على الطلاب بعد ثلاث سنوات فقط. وفي ذلك الوقت كان العلماء يظنون أنه لو أُلقي من ارتفاع ما بجسمين مختلفي الوزن فإن الجسم الأثقل وزناً يصل إلى الأرض قبل الآخر. لكن جاليليو أثبت بالنظرية الرياضية خطأ هذا الاعتقاد، ثم اعتلى برج بيزا المائل وألقى بجسمين مختلفي الوزن فاصطدما بالأرض معاً في نفس اللحظة. وأوضح أيضاً خطأ عدة نظريات رياضية أخرى. وانتقل جاليليو بعد ذلك إلى مدينة بادوا في جمهورية البندقية وفي جامعتها بدأ يلقي محاضراته في الرياضيات، وكان في هذا الوقت قد نال نصيبهُ من الشهرة، وفي مدينة بادوا اخترع أول محرارٍ (ترمومتر) هندسي.

ولقد كان ممن اتبع طرق التجريبية في البحوث العلمية. وبحث في الحركة النسبية، وقوانين سقوط الأجسام، وحركة الجسم على المستوى المائل والحركة عند رمي شيءٍ في زاوية مع الأفق واستخدام البندول في قياس الزمن.

في سنة 1609 بدأ جاليليو يصنع منظاراً بوضع عدستين في طرفي أنبوبة من الرصاص، وكان أفضل بكثير من الذي صنعه ليبرشي، بعد ذلك انكب جاليليو على منظاره يحسّن من صناعته، وراح يبيع ما ينتج منه بيديه، وصنع المئات وأرسلها إلى مختلف بلاد أوروبا، وكان لنجاحه صداه في جمهورية البندقية، ففي تلك الأيام كان كل فرد يعتقد أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وكان الطريق اللبني يعتبر حزمة من الضوء في السماء، وأن القمر مسطح الشكل. ولكن عندما نظر جاليليو من خلال عدسات منظاره لم يجد شيئاً صحيحاً من هذا كله، فقد رأى أن في القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشتري لهُ أقمار، مثلها في ذلك مثل القمر الذي يدور حول الأرض، ورأى أن الطريق اللبني ليس مجرد سحابة من الضوء إنما هو يتكون من عدد هائل من النجوم المنفصلة والسديم.

وكتب كتاباً تحدث فيه عن ملاحظاته ونظرياته، وقال أنها تثبت إن الأرض كوكبٌ صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب، وشكا بعض أعدائه إلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية بأن بعض بيانات جاليليو تتعارض مع أفكار وتقارير الكتاب المقدس، وذهب جاليليو إلى روما للدفاع عن نفسه وتمكن بمهارته من الإفلات من العقاب لكنهُ انصاع لأمر الكنيسة بعدم العودة إلى كتابة هذه الأفكار مرة أخرى، وظل ملتزماً بوعدهِ إلى حين، لكنه كتب بعد ذلك في كتاب آخر بعد ست عشرة سنة نفس الأفكار، وأضاف أنها لا تتعارض مع شيء مما في الكتاب المقدس. وفي هذه المرة أرغمته الكنيسة على أن يقرر علانية أن الأرض لا تتحرك على الإطلاق وأنها ثابتة كما يقول علماء عصرهِ، ولم يهتم جاليليو لهذا التقرير العلني.

التدريس في جامعة بيزا 1589–1592

حصل جاليليو على إجازة التدريس في جامعة بيزا عام 1589 لتدريس الرياضيات. ولم يكن دخلَه من هذه الوظيفة كبير إلا أنه كان يقوم ببناء أجهزة وبيعها. كما اخترع ترمومترًا ولكنه لم يكن ترمومتراً دقيقاً، ودرس حركة البندول واتضح له أن دورة البندول لا تعتمد على وزنه ولا على مقدار إزاحته عن موقع الاستقرار وإنما تعتمد على طول البندول. وشغلته تلك المسألة طوال حياته وكان يفكر طويلاً، كيف يستغل تلك الحركة البندولية لاختراع ساعة تقيس الزمن.

ثم بدأ في دراسة حركة السقوط الحر من على برج بيزا المائل مع اعتبار استنتاجاته من حركة البندول. وقام بعدة تجارب على البرج المائل حيث يشكل له معملاً مائلاً وكان يختبر سرعة انزلاق كرات من مواد مختلفة. تلك التجارب والملاحظات أوصلته إلى تعيين سرعات تلك الكرات المنحدرة ببطء على منضدة، وتوصل بالتالي إلى دراسة التسريع وتبين له أن التسريع والسرعة شيئان مختلفان، وصاغ السرعة والعجلة صياغة رياضية لأول مرة. وتفتح عقل جاليليو جاليلي على الفيزياء وأن الطبيعة تجري طبقاً لقوانين يمكن صياغتها رياضياً، وكتب في كتابه المسمى "ساجياتوري" عام 1623 :

" توجد الفلسفة في هذا الكتاب الكبير، كتاب الكون، وهو مفتوح لنا باستمرار. ولكن لا يمكننا فهم الكتاب إذا لم نعرف اللغة التي كتب بها ولم نحاول تعلم الحروف المستخدمة في كتابته. إنه مكتوب بلغة الرياضيات ولغتها هي الدوائر، والمثلثات وأشكالٌ أخرى هندسية، وبدونها فلا يستطيع الإنسان فهم حتى كلمة واحدة من الطبيعة والكون، وبدونها يضل الإنسان في دهليزٍ كبيرٍ مظلم."

أما عن تجارب إسقاط الأشياء من على برج بيزا إلى أسفل فقد ذكرها تلميذه فينسينسو فيفياني. إلا أن مخطوطات جاليليو لم تذكر شيئاً عنها، وربما يعود ذلك إلى عدم وجود ساعاتٍ في ذلك الوقت للقيام بقياساتٍ دقيقة. ويذكر المؤرخون أن مناقشة تجربة البرج الشهيرة عن جاليليو الخاصة بسقوط الريشة والحجر من على البرج إنما تعد كتجربة عقلية تفكيرية، ذكرها جاليليو في كتابه الأساسي "ديالوجو " بالتفصيل.

قام جاليليو جاليلي بتسجيل نتائج اختباراته في كتاب بخط يده يسمى De motu antiquiora الذي طبع بعد ذلك عام 1890. وكان فيه هجوماً حاداً على أرسطو؛ الشيء الذي أزعج زملاءه المتحفظين في هيئة التدريس بجامعة بيزا، مما أدى إلى إخلاء طرفه من الجامعة عام 1592، واشتدت حالته المالية سوءا وعلى الأخص إذ توفي والده قبل ذلك عام 1592.

محاكمته عام 1616

خلال عصر النهضة ظهر كل من عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس، والذي كان راهبًا، وقد صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها وذلك سنة 1543، وجاليليو جاليلي الكاثوليكي المتدين،[21] الذي نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولاً بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التكنولوجيا الجديدة للتلسكوب. بعد تأسيس الكنيسة اعتمدت في ذلك الوقت لنظريات اليونان القديمة والتي وضعت في مرحلة ما قبل المسيحية من قبل بطليموس وأرسطو، وهي نموذج مركز الأرض. عندما بدأ جاليليو إلى التأكيد على أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس، وجد نفسه قد طعن في المؤسسة الكنسية في وقت حيث التسلسل الهرمي للكنيسة قد ارتبط مع السلطة الزمنية، وكانت تعيش في صراع وتحدي سياسي متواصل يقابله صعود البروتستانتية. بعد مناقشات مع البابا أوربان الثامن،[22] الذي أبدى إعجابه ودعمه لنظرية جاليليو، وبالتالي فقد اعتقد جاليليو أنه تمكن من تجنب توجيه اللوم عن طريق عرض حججه في شكل حوار.[22] بما أن جاليليو دعم نظرية كوبرنيكوس علنيًا فقد قام خصوم الأخير، والذين كانوا من الداعين لنموذج مركز الأرض المعروف منذ أيام اليونان القدماء، بالهجوم عليه وشكوه إلى البابا محتجين أن ما يدْعوا إليه يخالف تفسيرهم لبعض الآيات في التوراة. رغم أن الفكرة التي أُدين جاليليو بسببها وهو مركزية الشمس كانت قد ظهرت أولاً على يد كوبرنيك واستقبلت بحفاوة في بلاط البابا بولس الثالث سنة 1543،[23] ما يعكس تأثير الوضع السياسي على الكنيسة. بالرغم أن جاليليو لم يكن طرفًا في ذلك النزاع، وكانت قد تركه رجال الكنيسة بسبب صداقته مع البابا أوربان الثامن. لكن بسبب الضغوط التي وجهت البابا وكونه كان في مرحلة سياسية صعبة فقد جاليليو من يحميه ويدافع عنه في روما فحكمت عليه المحكمة بعد سنوات من المراقبة متداخلة، مشاورات مع الباباوات، ومناقشات شفهية وخطية مع علماء الفلك ورجال الدين، فعقدت محاكمة من قبل محاكم التفتيش الرومانية سنة 1632. اتهم جاليليو بالاشتباه بالهرطقة[24] وحكم عليه بالسجن لإرضاء خصومه الثائرين.[25] وفي اليوم التالي خف الحكم إلى الإقامة الجبرية. وتم منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة.[26] وقد دافع جاليليو عن نظرية مركزية الشمس، قائلاً أنها لا تعارض ما ورد في النصوص الدينية.[27] منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلي في بيته وأمضى به بقية حياته. يرى عدد من المؤرخين أن الحكم الذي صدر ضد جاليليو ومحاكمته كانت لدوافع سياسية وشخصية وليس لدوافع دينية أو عقائدية.[28] يذكر أن الفكرة التي أدين جاليلي بسببها وهي مركزية الشمس كانت قد ظهرت أولاً على يد كوبرنيك واستقبلت بحفاوة في بلاط البابا بولس الثالث سنة 1543،[29] ما يعكس تأثير الوضع السياسي على محاكمة جاليلي. بعد محاكمة جاليليو وبحسب المؤرخ جاكوب برونسكي: «كان من تأثير محاكمة جاليليو انتقال الثورة العلمية من الآن فصاعدا إلى أوروبا الشمالية.»

ولم يكن جاليليو طرفا في ذلك النزاع، وتركه رجال الكنيسة بسبب صداقته مع الكاردينال مافيو بالرباريني الذي أصبح فيما بعد البابا "أوربان الثامن". فتكاتف خصومه وكتب بيلارمين خطابا بأن لا يتمسك جاليليو بالدفاع عن نموذج كوبرنيكوس كحقيقة وإنما في إطار أنها مجرد افتراض، وحذره من العواقب. واشتكوا جاليليو أمام البابا وضغطوا عليه لمحاكمته. وظهر خطاب بيلارمين عام 1632/ 1633 أثناء محاكمة جاليليو كدليل على عدم طاعته. ويقال أن هذا الخطاب ظهر أمام المحاكمة في صيغتين واحتفظتا في أوراق القضية واحدة منهما بالتوقيع الصحيح. ولذلك يعتقد بعض المؤرخون في القرن 19 و20 أن المحكمة أصدرت حكمها آنذاك في عام 1632 بإدانة جاليليو على أساس خطاب مزور.

ومع فقد جاليليو لمن يحميه ويدافع عنه في روما فحكمت عليه المحكمة عام 1633 بأنه يعترض على ما جاء في الإنجيل، على الرغم معارضة جاليليو لهذه التهمة معللًا أنّ نظريته لا تعارض ما ورد في الإنجيل، وينقسم الحكم إلى ثلاثة أقسام:

  • اتهام جاليليو بالاشتباه بالهرطقة.[24]
  • حكم عليه بالسجن لإرضاء خصومه الثائرين.[25] وفي اليوم التالي خف الحكم إلى الإقامة الجبرية.
  • منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة.[26]
قبر جاليليو، سانتا كروتشي

منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلي في بيته وأمضى به بقية حياته وحافظ جاليليو على عدم نقاش نظام كوبرنيكوس علنا. واهتم في عمله بدراسة حركة أقمار المشتري واتخاذها كأداة لقياس الزمن من أجل حل مشكلة خطوط الطول، ولكنه لم ينجح في تفسيرها. ثم حول التلسكوب إلى الميكروسكوب، وكان يراقب الأشياء بالمجهر مجرد مراقبة ولكن من غير اهتمام حقيقي.

في تلك الأثناء كتب جاليليو كتابا بعنوان "علمان جديدان". وفيه كتب عن الكينماتيكا وهي علم حركة الغازات، و"صلابة المادة " الذي مدحه أينشتاين كثيرا.[30] وسمي جاليليو جاليلي "أبو العلم الحديث". وأصابه العمى 1638 وكان يعاني من فتق مؤلم وأرق، فكان يسمح له بالسفر إلى فلورنس للعلاج.[31][32]

وفاته

ظل جاليليو منفياً في منزله وكان قد قادراً على استقبال الزواز، وعند معانته من الحُمّى وخفقان القلب فارق الحياة عن عمر يناهز77 عاماً في 8 يناير 1642 [33]، وكانت رغبة دوق توسكانا، فرديناندو الثاني دي ميديشي دفن جاليليو في الردهة الرئيسة لكنيسة سانتا كروتش في فلورنسا بجوار أبيه وأجداده، وإقامة ضريح من الرخام على شرفه. إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب معارضة البابا أوربان الثامن وتم دفنه الجثمان في إحدى الغرف الصغيرة في نهاية رواق الجناح الجنوبي للكنيسة، بيد أنه قد أُعيد دفنه في الردهة الرئيسية للكنيسة مع نُصب تذكاري في العام 1737 تشريفاً له.[34] وأثناء عملية النقل تلك، تم إزالة ثلاث أصابع وإحدى أسنان جاليليو، إحدى تلك الأصابع هي الأصبع الوسطى ليده اليمنى وتُعرض في متحف جاليليو بفلورنسا.[35]

وقد قدمت الكنيسة اعتذارا لجاليليو في العام 1983.

الإرث

اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بخطئها

أدت محاكمة جاليليو جاليلي أمام محكمة الفاتيكان إلى مناقشات طويلة عبر التاريخ. في عام 1741 صدر تصريح من البابا بنديكت الرابع عشر بطباعة كل كتب جاليليو. وفي عهد البابا بيوس السابع عام 1822 أصدر تصريح بطباعة كتاب عن النظام الشمسي لكوبرنيكوس وأنه يمثل الواقع الطبيعي.

في عام 1939 قام البابا بيوس الثاني عشر بعد أشهر قليلة من رسامته لمنصب البابوية بوصف جاليليو "أكثر أبطال البحوث شجاعة... لم يخش من العقبات والمخاطر ولا حتى من الموت". وفي 15 أكتوبر، قام الكاردينال راتزنجر (والذي أصبح لاحقا البابا بندكتيوس السادس عشر) في خطاب لجامعة لا سابينزا بوصف جاليليو "بحالة عرضية التي سمحت لنا ان نرى مدى عمق الشك بالذات في علوم وتكنولوجيا العصر الحديث.

وفي 31 أكتوبر 1992 قدمت الهيئة العلمية بتقريرها إلى البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قام على أساسه بإلقاء خطبة، وفيها يقدم اعتذار من الفاتيكان على ما جري لجاليليو جاليلي أثناء محاكمته أمام الفاتيكان عام 1623.[36] وحاول البابا إزالة سوء التفاهم المتبادل بين العلم والكنيسة. وأعاد الفاتيكان في 2 نوفمبر 1992 لجاليليو كرامته براءته رسميًا، وتقرر عمل تمثال له فيها.[37].

وفي مارس 2008 قام الفاتيكان باتمام تصحيح أخطائه تجاه جاليليو بوضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان.[38] وفي ديسمبر من العام نفسه اشاد البابا بندكتيوس السادس عشر بمساهماته في علم الفلك أثناء احتفالات الذكرى ال400 لأول تليسكوب لجاليليو.[39]

في نوفمبر 2008 تراجع الفاتيكان من جديد عن الحكم الذي كان قد صدر ضده من محكمة البابا عام 1632. على الرغم من أن البابا أوربان الثامن لو يوقع على الحكم الصادر من محكمة التفتيش آنذاك ضد جاليليو، فلم يكن البابا والكرادلة مؤيدين جميعًا للحكم.[40]

تأثيره على العلم الحديث

يقول ستيفن هوكنغ إن مولد العلم الحديث ربما يرجع إلى جاليليو أكثر من أي شخص آخر.[41] وقد سماه اينشتاين " أبا العلم الحديث "، نظرا لإنجازاته العلمية من جهة ومن جهة أخرى أنه تمسك باقتناعه العلمي ولم يحيد عن هذا الاقتناع ووقف صامدا أمام الاتهامات الموجهة إليه، حتى أن وصل به الاقتناع إلى مخاطر محاكمته أمام محكمة الفاتيكان.[42]

وقد قادت اكتشافات وجاليليو الفلكية وفحصه لنظرية كوبرنيكوس إلى تخليده كإنسان حيث اكتشف أربعة أقمار المشتري وهم القمر إيو والقمر أوروبا والقمر جاناميد والقمر كاليستو وهذه الأربعة تسمي أقمار جاليليو.[43]

كما تسمى بعض الأجهزة العلمية باسمه مثل مركبة جاليليو الفضائية وهي أول قمر صناعي يدور حول المشتري كما يوجد نظام أقمار صناعية "جاليليو " للملاحة ومعرفة التموضع على الأرض. كما أن التحويل الرياضي بين أنظمة القصور الذاتي المختلفة في الميكانيكا التقليدية تسمى تحويلات جاليليو. كما توجد وحدة Gal والتي تسمى بالكامل جاليليو لتعبر عن التسريع في الميكانيكا إ إلا أنها لا تنتمي إلى النظام الدولي للوحدات.

وقد أطلقت الأمم المتحدة عام 2009 حيث العام العالمي للفلك حيث ناسب ذلك العام مرور أربعة قرون على الاكتشاف الأول بالتلسكوب لجاليليو.[44] وشكل العام العالمي للفلك 2009 احتفالا عالميا للفلك ومدى تأثيرها في المجتمع والثقافة، تحفز على اكتساب العلوم على مستوى العالم وليس في إطار اعلم الفلك وحده ولكن لكل العلوم، وبصفة خاصة تشجيع النشأ على الاهتمام بالبحث والعلوم.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — تاريخ الاطلاع: 9 أبريل 2014 — الرخصة: CC0
  2. http://www-history.mcs.st-andrews.ac.uk/Biographies/Galileo.html
  3. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2564400/
  4. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — تاريخ الاطلاع: 10 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
  5. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — تاريخ الاطلاع: 25 فبراير 2017 — المحرر: ألكسندر بروخروف — العنوان : Большая советская энциклопедия — الاصدار الثالث — الباب: Галилей Галилео — الناشر: الموسوعة الروسية العظمى، جسك
  6. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — المؤلف: آرثر باري — العنوان : A Short History of Astronomy — الناشر: جون موراي
  7. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11903931b — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  8. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11903931b — تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2017 — المخترع: جون أوكونور و إدموند روبرتسون
  9. معرف الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6833x7s — باسم: Galileo Galilei — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  10. فايند اغريف: https://www.findagrave.com/cgi-bin/fg.cgi?page=gr&GRid=1899 — باسم: Galileo Galilei — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  11. معرف كاتب في قاعدة بيانات الخيال التأملي على الإنترنت: http://www.isfdb.org/cgi-bin/ea.cgi?157256 — باسم: Galileo Galilei — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  12. After 350 Years, Vatican Says Galileo Was Right: It Moves — المحرر: Dean Baquet — الناشر: The New York Times Company و آرثر جريج سالزبرجر — تاريخ النشر: 31 أكتوبر 1992
  13. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — الرخصة: CC0
  14. https://www.genealogy.math.ndsu.nodak.edu/id.php?id=234707 — تاريخ الاطلاع: 27 أغسطس 2018
  15. https://www.genealogy.math.ndsu.nodak.edu/id.php?id=133302 — تاريخ الاطلاع: 27 أغسطس 2018
  16. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — تاريخ الاطلاع: 24 يونيو 2015 — الرخصة: CC0
  17. وصلة : https://d-nb.info/gnd/118537229 — المؤلف: Govert Schilling — الصفحة: 31
  18. http://www.infoplease.com/biography/science-mathematicians.html
  19. http://www.nytimes.com/2003/08/12/science/12ESSA.html
  20. http://www.nytimes.com/2009/06/02/science/02essay.html?pagewanted=all
  21. Sharratt (1994, pp. 17, 213)
  22. Youngson, Robert M. Scientific Blunders: A Brief History of How Wrong Scientists Can Sometimes Be; Carroll & Graff Publishers, Inc.; 1998; Pages 290-293
  23. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.547
  24. Fantoli (2005, p.139), Finocchiaro (1989, p.288–293). Finocchiaro's translation of the Inquisition's judgement against Galileo is available on-line. "Vehemently suspect of heresy" was a technical term of قانون كنسي and did not necessarily imply that the Inquisition considered the opinions giving rise to the verdict to be heretical. The same verdict would have been possible even if the opinions had been subject only to the less serious censure of "erroneous in faith" (Fantoli, 2005, p.140; Heilbron, 2005, pp. 282–284). نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  25. Finocchiaro (1989, pp.38, 291, 306). Finocchiaro's translation of the Inquisition's judgement against Galileo is available on-line. نسخة محفوظة 05 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  26. Drake (1978, p.367), Sharratt (1994, p.184), Favaro(1905, 16:209, 230)(بالإيطالية). See محاكمة جاليليو جاليلي for further details. نسخة محفوظة 12 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  27. Brodrick (1965, c1964, p.95) quoting Cardina l Bellarmine's letter to Foscarini, dated 12 April 1615. Translated from Favaro (1902, 12:171–172) (بالإيطالية). نسخة محفوظة 01 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
  28. Gould, S.J. (1996). "The late birth of a flat earth". Dinosaur in a Haystack: Reflections in Natural History. New York: Crown: 38–52.
  29. الكنيسة والعلم، الكنيسة والعلم، جورج مينوا، دار الأهالي، دمشق 2005، طبعة أولى، ص.547
  30. ستيفن هوكينغ، ed. p. 398, On the Shoulders of Giants :"Galileo... is the father of modern فيزياء – indeed of modern علم"—ألبرت أينشتاين.
  31. Carney, Jo Eldridge (2000). Renaissance and Reformation, 1500–1620: a. Greenwood Publishing Group.  .
  32. Allan-Olney (1870)
  33. Jo Eldridge Carney (2000). Renaissance and Reformation, 1500–1620. Greenwood Publishing.  .
  34. Shea, W. R.; Artigas, M. (2003). Galileo in Rome: The Rise and Fall of a Troublesome Genius. صفحة 119.  .
  35. "Museo Galileo - Section of Room VII - Galilean iconography and relics". catalogue.museogalileo.it. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 201820 أبريل 2020.
  36. Ansprache Johannes Paul II an die Teilnehmer d.Vollversammlung der papstlichen Akademie der Wissenschaften vom 31. Oktober 1992 vatican.va, (abgerufen am 5. Februar 2010) نسخة محفوظة 23 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  37. "SPIEGEL ONLINE, „Vatikan setzt Galileo Galilei ein Denkmal", 9. März 2008". مؤرشف من الأصل في 04 يونيو 2012.
  38. "Vatican recants with a statue of Galileo". TimesOnline News. 2008-03-04. مؤرشف من الأصل في 07 أكتوبر 201102 مارس 2009.
  39. "Pope praises Galileo's astronomy". BBC News. 2008-12-21. مؤرشف من الأصل في 05 يونيو 201822 ديسمبر 2008.
  40. DLF, 28. Nov. 2008, „Aus Religion und Gesellschaft“ (Nachrichten in der Reihe „Tag für Tag“, 09:45 Uhr
  41. Hawking (1988, p.179).
  42. Einstein (1954, p.271). "Propositions arrived at by purely logical means are completely empty as regards reality. Because Galileo realised this, and particularly because he drummed it into the scientific world, he is the father of modern physics—indeed, of modern science altogether."
  43. Fischer, Daniel (2001). Mission Jupiter: The Spectacular Journey of the Galileo Spacecraft. Springer. صفحات v.  .
  44. United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (11 August 2005). "Proclamation of 2009 as International year of Astronomy" ( كتاب إلكتروني PDF ). UNESCO. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 08 يناير 201710 يونيو 2008.

وصلات خارجية


موسوعات ذات صلة :