هو أبو جعفر الشيخ شمس الدين محمّد ابن الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الشيخ حسام الدين إبراهيم بن الشيخ حسن بن إبراهيم بن حسن بن فاضل بن حسين بن إبراهيم بن أبي جمهور الهجري الأحسائي المعروف بابن أبي جهور، ولد في الأحساء في قرية التهيمية عام 838 هـ الموافق لعام 1433 م. وعائلته معروفة بالعلم والورع والتقى وكان والده لشيخ علي وجده إبراهيم كانوا من كبار علماء الأحساء آنذاك، كذلك جده الثاني الشيخ حسن كان من أهل العلم، وإبنه الشيخ موسى بن الشيخ محمد بن أبي جمهور أيضاً من أهل العلم.
هجرته العلمية
تتلمذ الشيخ في مستهل حياته، عند والده وبعض علماء منطقة الأحساء الدروس الأساسية وقد فاق اقرانه وزملائه خلال فترة قصيرة وبعد قطع الأشواط الاولى للدراسة بسرعة فائقة، هاجر إلى النجف الاشرف مهد العلم والثقافة والأدب والاجتهاد وهناك نال قمة الرقي والازدهار باستمداد من صاحب الروضة المباركة على أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد قرأ عند كبار العلماء كالشيخ عبد الكريم الفتال النيشابوري وقد استفاد منهم ونهل من مناهلهم النميرة العذبة. ان العلماء الربانيين الذين يسعون في حياتهم لأسداء خدمة للدين والعلم، لهم وطن واسع بسعة العالم كله لانهم يهاجرون إلى اي نقطـةٍ من ارجاء العالم لغرض اداء خدمةٍ أكبر و أفضل لنشر العلم والفضائل وازدهارها ونموها. وابن أبي جمهور من مصاديق هؤلاء الأفذاذ. لقد سافر إلى العراق بعد اجتياز الدراسة الاولية، لاقتناء كنوز ثمينه قيمة في النجف الاشرف وارواء غليل ولايته بمناهله الفياضة.
وقد عزم ابن أبي جمهور بعد سنين طويلة من التلمذ عند كبار العلماء عزم على الحج و في العودة ذهب إلى الأحساء وبعد اقامةٍ قصيرةٍ فيها تشرف بزيارة المراقد المقدسة في كربلاء ثم عاد إلى النجف الأشرف ثانية. وعندما رأى شيخ الأحساء أن الحوزة العلمية تفيض بالعلماء الافاضل بما فيه الكفاية، عزم على زيارة العتبة الشريفة بمدينة مشهد المقدسة والتشرف بمحضر الأمام الثامن ليفيض بعلوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الديار، وخلال الطريق اغتنم الفرصة وصنّف كتاب (زاد المسافرين) في أصول الدين وعند وصوله المدينة المنورة استقبله أحد الأفاضل الكبار ـ السيد محسن رضوي ـ واستضافه في بيته وتتلمذ منذ ذلك الحين عنده وكان وروده بمدينة مشهد سنـة 878 هـ.
زيارته لبيت الله الحرام
فخرج من النجف متوجها لزيارة بيت الله الحرام وقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقبور الأئمة عليهم السلام، وقد مر على لبنان واستقر في كرك نوح لمدة شهر هناك استفاد من أستاذه علي بن هلال الجزائري، (متوفى سنة 909 هـ)، له ترجمة في: خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ج 2 ص 331 – 346.
أساتذته
تتلمذ الشيخ على يد كبار العلماء في زمنه ومنهم:
- الشيخ زين الدين علي الأحسائي، والده الماجد.
- السيد شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد الموسوي الأحسائي.
- الشيخ حسن بن عبد الكريم الفتّال.
- الشيخ علي بن هلال الجزائري .
- الشيخ حرز الدين الأوالي .
- الشيخ عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك الكاشاني القمي .
- السيد محمد بن موسى الموسوي الحسيني .
تلامذته
من جملة تلامذته:
- السيد محسن بن محمد بن فادشاه الحسيني الرّضوي القمي .
- الشيخ ربيع بن جمعة الغزي الجزائري العبادي .
- السيد شرف الدين الطالقاني .
- الشيخ محمد صالح الغروى الحلّي .
- الشيخ على لكركي.
- المحقق الثاني.
- الشيخ شرف الدين محمود بن علاء الدين بن جلال الدين الطالقاني .
- عطا الله بن معين الدين بن نصر الله السروي الإسترابادي .
مؤلفاته
ان درجات العلم والفضل ومستوى أي من العلماء، يعرف بآثاره ومؤلفاته. وللشبخ ابن أبي جمهور 38 مؤلفا قد تركها لتدل على مدارج رقيه وفضله ومنها:
- حاشية غوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية.
2- درر اللآلي العمادية في الأحاديث الفقهية.
3- ذكر مستحقي الزكاة.
4- رسائل.
5- شرح مناهج اليقين في أصول الدين.
6- عروة المتمسكين.
7- غوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية : عوالي اللآلي الحديثية على مذهب الإمامية.
8- قبس الاقتداء في شرائط الإفتاء والاستفتاء.
9- كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال : كاشفة الجمال.
10- كشف البراهين في شرح زاد المسافرين.
11- المجلي لمرآة المنجي = مجلي مرآة المنجي : جمع الجمع وجامع الجمع في الكلامين والحكمتين والتصوف.
12- مسالك الأفهام في علم الكلام.
13- المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية.
14- معين المعين في أصول الدين.
15- مقامات العلويات.
16- مناظرات مع الفاضل الهروي = مناظرات ابن أبي جمهور.
17- النية وذم الوسواس.
18- واجب الاعتقاد.
بعنوان ابن أبي جمهور: محمد بن زين الدين علي
19- إجازة للشيخ علي بن قاسم.
20- الاعتقادات.
21- الأقطاب الفقهية على مذهب الإمامية.
22- أنوار الهداية.
23- برمكية.
24- البوارق المحسنية.
25- التحفة الحسينية لإيضاح المقدمة الألفية.
26- تحفة الكلامية : التحفة.
27- التحفة الكلامية (مختصر).
إجازته لإبن عذاقة
له إجازة للشيخ زين الدين علي بن قاسم مشهور بـ (عذاقة) على قواعد الأحكام للعلامة الحلي النسخة مخطوطة يوم الخميس 27 شهر رمضان سنة 727 هـ
رقم المخطوطة العام( 2516 ) والرقم الخاص ( 306 ) آستانة قدس رضوي . تاريخ الإجازة 9 رجب 906هـ بخط محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي .
وصورة من تلك الإجازة موجودة في آخر فهرست آستانة قدس رضوي ج 21/ 1042 وج27 / 36 .
وانظر : فهرستكان نسخها خطي ج 11 ص 256 .
من مشايخه
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق الواعظ القمي المحتد الكاشاني المولد.
رد الشبهات ضده
إن الشبهات والاتهامات التي تنال من شخصية المؤلف ويقال انه مغال، متصوف ويميل إلى العرفان والفلسفة وغير دقيق في ضبط الروايات ومتساهل ومتسامح في نقلها، كل هذه ليست لها اساس من الصدق والصحة؛ وذلك لان المتتبع في طائفة أو فرقة وينقل عنهم بعض ما يعتقدون به ويميلون اليه، فلا يدل ذلك على انتسابه وانتمائه اليهم وليس الفرق والاختلاف بين التصوف والعرفان بخافٍ على المحققين والمتتبعين. وأن الخبرة والاختصاص بالفلسفة والعرفان فلا يُعّدان منقصة أو ضعف للعالم وأن المئات من الفلاسفة والعرفاء في تاريخ التشيع الطويل والعريق، لهم منزلة مرموقة وجاه رفيع عند الشيعة.
وان انتمائه إلى الأخباريين فهو نقيض ما تدل عليه مؤلفاته وكتبه لأن اسلوبه ونمطه في التأليف هو الحد الفاصل بين الأصوليين والأخباريين. ولو فرضنا جدلا" بانه أخباري فأن رواياته لا زالت تمتاز بالحجية، لأن الاساس والملاك في حجية الرواية، هو الوثوق والاعتماد على كيفية صدورها، كما أن عدد غير قليل من كبار علماء الشيعة هم اخباريون وعلى سبيل المثال: الشيخ الصدوق والشيخ الكليني وعدد كثير آخر ولا يجوز أن نعتبر ذلك منقصة لهم، لأن ظروف ذلك العصر كانت تملي عليهم تلك الفكرة وأن الدقة والإمعان جلي وواضح خلال سطور جميع كتب اولئك الافذاد.
اما الاشكال على كتابه، وذلك بأن رواياته مرسلة أو يحتوى على مواضيع عرفانية وينقل روايات العامة فذلك مرفوض أيضا لأنّه:
اولا: لا بن أبي جمهور في بداية كتابه «مشيخة» وينقل فيها اسناد رواياته تفصيلا، كما فعله الشيخ الصدوق في انتهاء كتاب «من لايحضره الفقيه».
ثانيا": نقل بعض روايات الشيعة عن طريق العامة، يعتبر دعم سندية الرواية و بيان الحقيقة بان العامة بالإضافة إلى الشيعة قد نقلوا الرواية تلك.
وفاته
لقد توفي ابن أبي جمهور بعد عمر ناهز السبعين، حيث اسدى خلال عمره خدمات عظيمة في سبيل احياء سنة الرّسول وآله صلى الله عليهم اجمعين. وقد توفي في العقد الأول من القرن العاشر الهجري ويقال في في ريحانة الأدب أنّه توفّي بعد عام 901 ه ، وذكر أحد نسّأخ كتبه أنه كان على قيد الحياة في أواخر سنة 909هـ، حيث اصيب العالم الإسلامي بعزاء فقده ولم يعرف موضع قبره - وذكرت أحد المصادر أن قبره بمدينة مشهد في إيران - ولا تأريخ وفاة ذلك العالم الربانى الجليل إلى يومنا هذا.