مصطفى وهبي صالح التل (25 مايو 1899 - 24 مايو 1949) أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر، لقب بشاعر الأردن، وعرار. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. حصل على وسام النهضة من الدرجة الثالثة. من أبنائه وصفي التل الذي شغل منصب رئيس الوزراء في المملكة الأردنية الهاشمية خلال السبعينيات من القرن العشرين وسعيد التل الذي شغل منصب نائباً لرئيس الوزاء في المملكة الأردنية الهاشمية خلال التسعينات [1]. حصل إجازة المحاماة عام 1930. أتقن التركية وتعلم الفرنسية والفارسية.
مصطفى وهبي التل | |
---|---|
صورة عرار عام 1922
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | مصطفى وهبي صالح التل |
الميلاد | 25 مايو 1899 إربد، الدولة العثمانية |
الوفاة | 24 مايو 1949 عمان، الأردن |
الجنسية | الأردن |
الديانة | مسلم |
الزوجة | منيفة إبراهيم بابان |
أبناء | وصفي التل و سعيد التل و عبدالله التل و مريود التل و معين التل و طه التل |
الحياة العملية | |
الاسم الأدبي | عرار |
المهنة | شاعر، كاتب، سياسي |
اللغات | العربية |
التوقيع | |
موسوعة الأدب |
النشأة
مولد الشاعر: في الساعة الحادية عشرة من صباح الأربعاء الموافق 25 أيار عام 1899 وفي غرفة متواضعة من بيت مصطفى اليوسف التل في اربد أتى إلى هذا الوجود (مصطفى وهبي التل ) وقد سمي (مصطفى) تيمنا باسم جده واضيفت إليه كلمة وهبي على الطريقة السائدة بين العائلات التركية وهي إضافة اسم إلى اسم الوليد الأصلي. لقد ورث الشاعر عن والده حسا مرهفا وخاطرا متوقدا وذكاء خارقا وجنوحا إلى النظم، وورث عن والدته لسانا ذربا وطباعا شاذة وعنادا.[2]
التعليم
وتلقى تعليمه الابتدائي فيها. سافر إلى دمشق عام 1912، وواصل تعليمه في مدرسة عنبر. وخلال دراسته شارك زملاءه في الحركات التي كانوا يقومون بها ضد الأتراك، فنفي على إثر إحدى هذه الحركات إلى بيروت، ولكنه ما لبث أن عاد إلى دمشق مرة أخرى.في صيف عام 1916 عاد مصطفى إلى إربد لقضاء العطلة الصيفية، وفي أثناء تلك الفترة نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، ما جعل والده يحجم عن إعادته إلى مدرسة عنبر في دمشق، ويبقيه في اربد ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها والده آنذاك وسماها "المدرسة الصالحية العثمانية". بقي مصطفى في إربد. وعمل في مدرسة والده مضطراً، واستمرت خلافاتهما واشتدت، فقرر أن يترك إربد، فغادرها في 20/6/1917 بصحبة صديقه محمد صبحي أبو غنيمة قاصدين اسطنبول، ولكنهما لم يبلغاها، إذ استقر المقام بمصطفى في "عربكير" حيث كان عمه علي نيازي قائم مقام فيها. في "عربكير " عمل مصطفى وكيل معلم ثان لمحلة "اسكيشهر"، إذ عين في هذه الوظيفة بتاريخ 3/10/1918، واستقال منها في 9/3/1919.
التعليم العالي
قضى مصطفى صيف عام 1919 في إربد، واستطاع بمساعدة بعض زملائه - إقناع والده بضرورة إرجاعه إلى مدرسة عنبر بدمشق. فسافر إليها في مطلع العام الدراسي 1919-1920.ولكن عودته صادفت قيام حركات طلابية شارك فيها، بل كان مع بعض أصدقائه على رأسها، ما جعل السلطات تقرر نفيه إلى حلب، وسمحت له بإكمال دراسته فيها، فسافر إليها في شباط 1920.
مكث في حلب حتى الشهر السادس من عام 1920. حين غادرها بعد أن حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السلطانية.وفي أثناء دراسته تعلم اللغة - التركية، وهي اللغة الرسمية وقتذاك، كما عرف الفارسية ومنها ترجم رباعيات الخيام، وفي أواخر العشرينات درس القانون معتمداً على نفسه، وتقدم للفحص الذي كانت تجريه وزارة العدلية آنذاك فاجتازه، وحصل على إجازة المحاماة في 3 شباط 1930.
الحياة المهنية
عمل مصطفى في الفترة 22/4/1922-1931 معلماً في مدرسة الكرك.وفي مناطق متفرقة من شرقي الأردن، وحاكماً إدارياً لثلاث نواحي شرقي الأردن، وهي وادي السير، والزرقاء، والشوبك. وعمل خلال الأعوام 1931-1942 معلماً في إربد ثم في سلك القضاء ابتداء من 1/1/1933،فتسلم مجموعة من الوظائف هي: مأمور إجراءات، عمان، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدّعي عام السلط، ومساعد النائب العام. ثم عاد إلى وزارة المعارف فتسلم وظيفة المفتش الأول فيها.وحين تركها عُيّن رئيس تشريفات في الديوان العالي.فمتصرفا للواء البلقاء (السلط)، ومكث في منصبه هذا أقل من أربعة أشهر إذ عُزل، واقتيد إلى سجن المحطة في عمان حيث قضى نحو سبعين يوماً.
بعد خروجه من السجن في نهاية عام 1942 مارس مهنة المحاماة في عمان حيث افتتح مكتباً خاصاً به. كان له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له أمثال: إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان، عز الدين الملكاوي، عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، الشيخ فؤاد الخطيب، كما كانت صلته وثيقة ببلاط الملك عبد الله الأول بن الحسين، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية.
بيئة الشاعر
عند الحديث عن عرار وأدبه لابد من التطرق لبيئته وطفولته، وما تلاها من صراع مرير وكفاح متواصل لم تلن خلالهما قناته أو تهن عزماته أمام خشخشة القيد ورهبة المنفى ومرارة الاضطهاد والإبعاد وحري بنا ونحن ماضون في الحديث عن عرار ان نتناول صفات والديه ومزاياهما لنفهم شاعرنا ونستقصي أسباب شذوذ عظمته.
والد عرار: هو صالح المصطفى اليوسف التل، من مواليد اربد (لواء عجلون ) ومن أشهر طوابعه (العزم - مرهف -ونفس كريمة -تفكير سليم -أعصاب قوية -وروح خفيفة -خاطر ومتوقد وذكاء نادر) كان والده مصطفى اليوسف الملحم التل أمياً لكنه سعى نتيجة اختلاطه بالموظفين، إلى تأسيس مدرسة ابتدائية في اربد وفيها تعلم نجله صالح مدة ثلاث سنوات ونال شهادة الابتدائية، وحفظ القرآن على يد خطيب البلد الشيخ عيسى الملكاوي من(ملكا-اربد)والقراءة والكتابة وحسن الخط على معلم المدرسة الأول الشيخ عبد الحكيم البغدادي (من بغداد) والشيخ عوض الهامي (من هام -اربد). ومنذ شب صالح عن الطوق أخذ يقرض الشعر الزجلي والفكه اللاذع، كما اشتهر بالخط الجميل ورطانة بعض العبارات التركية والفارسية،فعين (كاتب أغنام ) في اربد لمدة شهر انصرف بعدها إلى كتابة العرائض والاستدعاءات واعلامات الأحكام. وبعد أن جمع بعض المال التحق بمدرسة (عنبر) في دمشق وأمضى فيها خمس سنوات، إذ كان طموحا، ونال الشهادة الإعدادية وعين معلما في مدرسة معان وبعد عام نقل معلما مسؤولا في مدرسة اربد وخلال عمله مدرسا أحدثت ناحية (الكورة) لواء عجلون فعين مديرا وانتقل إلى (دير أبي سعيد) وبعد فترة نقل مديرا لناحية الجولان (سوريا) فقدم استقالته وعين معلما لمدرسة إعدادية في اربد ومالبث أن طلق مهنة التعليم وزاول المحاماة وبعد مدة عُين مستنطقا لمحكمة اربد البدائية . فمفوضاً للشرطة في اربد برتبة رئيس ومن هذه نقل إلى الكرك وبعد أن شب لظى نار الثورة العربية الكبرى في هذه المدينة نقل مفوضا للشرطة في درعا (حوران). وفي العهد الفيصلي (1918-1920) عين وكيلا لقائمقام اربد فوكيلا لقائمقام المسمية(حوران) وعندما تألفت الحكومة الوطنية في لواء عجلون (15 أيلول 1920) عين مدعيا عاما وقاضيا لمحكمة صلح جرش فمدعيا عاما للسلط فقاضيا لمحكمة صلح مأدبا.
والدة عرار: هي سته جابر المراشدة من مواليد قرية سوم (محافظة اربد) ومن أشهر طوابعها (رهافة في الحس، ومضاءة في اللسان، وضيق في الصدر )أضف لهذا كله عناداً كان مضرب المثل كما روي لي بعلها وكانت حياتهما الزوجية حافلة بالنزاع والصراع والمشاكسة. وذات يوم تأزمت الحالة بينهما فلم يقوَ قرينها على تحمل شرورها والخنوع للسانها الذرب فبارح منزله على عجل ليرمي بنفسه في بئر رومانية خلاصا من حياة تفيض نكدا وكدرا وما أن بلغ البئر حتى لحق به قريب له وأبلغه ان جدارا سقط على زوجته فاغتبط لهذه البشرى وعاد أدراجه فوجدها مهشمة لكنها لم تمت .[3]
جرأه حق دهاء
عُرف مصطفى وهبي التل بدهائه وجرأته وصراحته في المصلحة الوطنية، وقيل أن من المواقف التي أشادت بدهائه كانت بدايات تأسيس إمارة شرقي الأردن على يد الأمير عبد الله بن الحسين في ذلك الوقت وبالتحديد في وزارة علي رضا الركابي الثانية عام 1926 حين وضع حداً لسلوكيات الركابي الذي أحسً بشعبيته تطغى على شعبية الأمير عبد الله بن الحسين في ذلك الوقت.
تدرج عرار بالسلك الوظيفي حيث عين مدرسا في الكرك، ثم حاكما إداريا في مناطق (وادي السير والزرقاء والشوبك). أصبح بعدها مدعيا عاما في السلط ثم عين رئيس تشريفات في الديوان العالي. ليصبح بعدها متصرفا للبلقاء لمدة أربعة أشهر. إلا أنه عزل واقتيد إلى سجن المحطة في عمان. وبعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة.
المؤلفات
ترك الشاعر العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أعمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم.
- الشعر:عشيّات وادي اليابس، تحقيق: زياد صالح الزعبي، مطابع المؤسّسة الصحفيّة الأردنية/ الرأي، عمّان، 1982. وصدر عن المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، 1998.
- الدراسات: بالرفاه والبنين/ بالاشتراك مع خليل نصر، مطبعة الأردن، عمّان، 1934. الأئمة من قريش، د.ن، عمان، 1938.
- المقالات: أوراق عرار السياسية - وثائق مصطفى وهبي التل، (جمعها: محمد كعوش)، د.ن، عمان، 1980.
- الترجمة: رباعيّات عمر الخيّام (ترجمة)، عمان، 1973. تحقيق د. يوسف بكار، مكتبة الرائد العلمية، عمان، 1990.
من مراجع ترجمته: يعقوب العودات (البدوي الملثم): عرار شاعر الأردن، المطبعة الوطنية، عمان، ط1، 1958.
محمود السمرة: عشيات وادي اليابس (محقق)، المؤسسة الصحفية الأردنية، عمان، ط2، 1973.
أحمد أبو مطر: عرار الشاعر اللامنتمي، أقلام الصحوة، الإسكندرية، ط1، 1977. دار صبرا للطباعة والنشر، دمشق - نيقوسيا، ط2، 1987.
يعقوب العودات (البدوري الملثم): عرار شاعر الأردن، دار القلم، بيروت، ط1، 1980.
زياد صالح الزعبي، (المقدمة)، جمع وتحقيق وتقديم، عشيات وادي اليابس، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1982.
محمد أبو صوفة: أعلام الأدب والفكر في الأردن، مكتبة الأقصى، عمان، ط1، 1983.
سليمان الموسى: أعلام من الأردن، مطابع دار الشعب، عمان، ط1، 1986.
يوسف بكار: رباعيات عمر الخيام من ترجمة مصطفى وهبي التل، دار الجيل ومكتبة الرائد العلمية، بيروت - عمان، ط1، 1990.
ناصر الدين الأسد: أديبان من الأردن، منشورات جامعة عمان الأهلية، ط1، 1993.
محمود المطلق: عشيات وادي اليابس (محقق)، شركة الطباعة الحديثة، عمان، ط1، 1994.
محمود عبيدات: سيرة الشاعر المناضل مصطفى وهبي التل (عرار) 1897-1949، بدعم من وزارة الثقافة، عمان، 1996.
عبد الله رضوان: عرار شاعر الأردن وعاشقه (مختارات)، منشورات أمانة عمان الكبرى، عمان، ط1، 1999.
كمال فحماوي: مصطفى وهبي التل، حياته وشعره، د.ن، عمان، د.ت.[1].
الوفاة
في صباح يوم الثلاثاء 24/5/1949 توفي مصطفى في المستشفى الحكومي بعمّان، ونقل جثمانه إلى اربد مسقط رأسه، حيث دفن في تل إربد كما جاء في وصيته. في 18 يوليو1988 تبرع أبناؤه (يوسف، سلطي، سليم، سالم) وبناته (شهيرة، سعاد، منيفة، يسرى، عفاف) ببيت العائلة شرق تل إربد ليصبح وقفا لضريحه ونقل رفاته من مقبرة في شمال إربد إلى البيت في 31 مارس 1989.
بيت عرار
مراجع
- نبذة حول الشاعر: مصطفى وهبي التل (عرار) من موقع أدب نسخة محفوظة 03 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- عرار شاعر الأردن 1958 تأليف البدوي الملثم الناشر وزارة الثقافة
- عرار شاعر الأردن 1958- تأليف البدوي الملثم -الناشر وزارة الثقافة