وحدة الدين في البهائية هي واحدة من الأعمدة الأساسية في الدين البهائي التي تنص أن هناك وحدة أساسية في العديد من الأديان في العالم.[1] وينص هذا المبدأ على أن تعاليم الأديان الرئيسية هي جزء من خطة واحدة موجهة من نفس الإله والذي هو الله.[2] وهي واحدة من التعاليم الأساسية للدين البهائي، جنبا إلى جنب مع وحدانية الله، ووحدة الإنسانية.[3] تنص تعاليم البهائية على أنه ليس هناك سوى دين واحد والذي يتم كشفه تدريجيا من الله للبشرية من خلال الأنبياء والرسل، حسب نضوج البشرية وقدرتها على فهم النمو في الأديان.[4]
وتنص الكتابات البهائية على أن طبيعة الرسل هي ذات شقين: فهم في آن واحد لهم طبيعة بشرية وأخرى إلهية. الشق الإلهي يكمن في أنهم جميعا يأتون من نفس الإله ويشرحون تعاليمه. في ضوء ذلك يتم اعتبارهم وحدة واحدة. وفي نفس الوقت هم أفراد منفصلون (حسب الواقع البشري) ويعرفون بأسماء مختلفة وكل منهم يحقق مهمة محددة، ويناط به الوحي في مرحلة معينة.[4]
ادعى بهاء الله، مؤسس البهائية أنه الأحدث، ولكن ليس الأخير، من بين سلسلة من المعلمين السماويين تتضمن كريشنا وبوذا ويسوع ومحمد وآخرون.
وحدة الدين
تنص تعاليم البهائية على أن الدين يكشف تدريجيًا من قبل نفس الإله من خلال أنبياء/رسل مختلفين، والذين جاءوا في أوقات مختلفة عبر التاريخ وفي أماكن مختلفة ليقدموا تعاليم الإله. وبهذه الطريقة، ترى تعاليم البهائية أن للدين نفس الأساس، وأن الأديان المختلفة هي «مراحل مختلفة في التاريخ الأبدي وتطور المستمر لدين واحد».[5]
ينص مفهوم البهائية المتمثل في الوحي التدريجي على أن الإله منظم ودوري في الكشف عن إرادته للبشرية من خلال الرسل/الأنبياء الذين يُطلق عليهم اسم «تجليات الإله». يؤسس كل رسول بدوره ميثاق وينشئ دين. إن عملية الوحي هذه، وفقًا لكتابات البهائيين، لا تتوقف أبدًا، والموضوع العام للأديان المتعاقبة والمستمرة المؤسسة من قبل تجليات الإله هو أن هناك ميول تطورية، وأن كل تجلي من تجليات الإله يكشف مقدار أكبر من تعاليم الإله (أو الدين) للبشرية من سابقه. يذكر أن الاختلافات في الوحي التي يأتي به تجليات الإله ليست متأصلة في خصائص تجليات الإله، ولكنها تنسب بدلًا من ذلك إلى العوامل الدنيوية والاجتماعية والبشرية المختلفة، وهذه الاختلافات تتفق مع «ظروف» الوقت الذي جاء فيه الرسول و«القدرة الروحية» للإنسانية. تنص التعاليم البهائية على أنه بينما تكون بعض جوانب التعاليم الدينية مطلقة، إلا أن بعضها الآخر نسبي؛ على سبيل المثال، تفرض جميع الأديان الصدق وتدين السرقة، لكن قد يكون لكل دين قوانين مختلفة تتعلق بالنظم الاجتماعية مثل الطلاق. يُنظر إلى هذه الاختلافات في تعاليم الديانات المختلفة في تعاليم البهائية، إلى أنها ضرورية بما أن المجتمع البشري تطور بصورة بطيئة وتدريجية عبر مراحل أعلى من التوحيد من الأسرة إلى القبائل ومن ثم الأمم.[6][7]
وبالتالي، تُرى الحقيقة الدينية نسبية بالنسبة إلى متلقيها وليست مطلقة، بينما أعلن الرسل عن حقائق أخلاقية وروحية أبدية يجددها كل رسول، فقد قاموا أيضًا بتغيير رسالتهم لتعكس التطور الروحي والمادي للإنسانية وقت ظهور الرسول. من وجهة نظر البهائية، نظرًا لزيادة القدرة الروحية والتقبل للإنسانية بمرور الوقت، فإن مدى تفسير هذه الحقائق الروحية يتغير.
وحدة الأنبياء
يشير تجلي الإله وهو مفهوم في البهائية إلى من يسمى عادةً بالأنبياء. تجليات الإله هي سلسلة من الشخصيات التي تعكس السمات الإلهية في العالم البشري من أجل التقدم والنهوض بالأخلاق والحضارة الإنسانية. تجليات الإله هي القناة الوحيدة للبشرية لكي تعرف عن الإله، وهي بمثابة مرايا مثالية تعكس سمات الإله في العالم المادي. ترى التعاليم البهائية أن القوة الدافعة في كل جهود التنمية البشرية ترجع إلى ظهور تجليات الإله. [8][9][10]
في المعتقدات البهائية، كل تجليات الإله هي من نفس الإله ولها نفس الطبيعة الروحية والميتافيزيقية، وأن هنالك مساواة مطلقة بينها. أوضح بهاء الله أن الاختلافات بين تجليات الإله المختلفة وتعاليمها ترجع إلى اختلاف احتياجات وقدرات الحضارة التي ظهرت فيها، وليس بسبب أي اختلافات في مستوى أهميتها أو طبيعتها. [11]
تُعلم تجليات الإله على أنها «واحدة ونفس الشيء»، وفي علاقتها ببعضها، تمتلك كل من موقف الوحدة وموقف الاختلاف. في هذا المعنى، فإن جميع تجليات الإله تفي بالغرض نفسه وتؤدي الوظيفة نفسها عن طريق التوسط بين الإله والخلق. وبهذه الطريقة، بين كل تجلي من تجليات الإله كلمة الإله وعلم نفس الدين، مع تعديلات لاحتياجات وثقافة الجمهور المعين. كتب بهاء الله أنه بما أن كل تجلي من تجليات الإله له نفس الصفات الإلهية، فإنه يمكن النظر إليها على أنها العودة الروحية لجميع تجليات لله السابقة.
حقيقة نهاية الرسالة
حضرة بهاء الله، مؤسس الدين البهائي، ادعى أنه أحدث الرسل ولكن ليس آخرهم في سلسلة الأنبياء المرسلين والتي تشمل يسوع، بوذا ومحمد وغيرهم.
المصادر
- Smith 2008، صفحات 124–125
- Hatcher & Martin 1998، صفحة 82
- Hatcher & Martin 1998، صفحة 73
- Smith 2008، صفحة 109
- Smith 2008، صفحة 108
- Smith 2000، صفحات 276–277
- Lundberg 1996
- Cole 1982
- Hatcher & Martin 1998، صفحة 115
- Hatcher & Martin 1998، صفحة 118
- Hatcher & Martin 1998، صفحات 116–117
وصلات خارجية
- Bahai.org: الله ومخلوقاته في البهائية