الرئيسيةعريقبحث

تاريخ البهائية


☰ جدول المحتويات


تاريخ البهائية هو غالباً تتابع لسلسلة من الزعماء، بدايةً بإعلان الباب في 23 مايو 1844 في شيراز، وانتهاءً بالأمور الإدارية التي أصدرها عدد من رؤساء الديانة.[1][2][3] وقد جاءت البهائية على خلفية حركتين سابقتين لها، الشيخية والبابية. كما تمركزت الشيخية على العقائد الصوفية وفي تلك الاوقات ظهر الميرزا علي محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب حيث نصب الباب نفسه نائباً عن الإمام المختفي حتى يعود واعتبر نفسه مقدمة لظهور المهدي المنتظر. وعندما انتشرت البابية في إيران، تفجرت أحداث العنف بين السلطات الإيرانية الحاكمة والبابيين، وانتهت عندما ذبحت قوات السلطة البابيين، وأعدمت الباب في عام 1850 م.

وقد تحدث الباب عن شخص آخر سيبينه الله فيما بعد. وقد كان بهاء الله -أحد أتباع الباب- مسجوناً بأمر الحكومة الإيرانية بعد إعدام الباب ثم تم نفيه إلى العراق، ثم إلى إسطنبول وأدرنة في البلاد العثمانية. وفي عام 1863 م ببغداد، إدعى بهاء الله أنه الشخص المسيحي اليهودي الذي تنبأت به مقالات الباب. وقد اعتبر البهائيون تصريحات بهاء الله بداية الديانة البهائية.

حتى وقت وفاة بهاء الله؛ اقتصرت الدعوة في معظمها على الأمتين الفارسية والعثمانية، وفي هذا الوقت كان لديه أتباع من 30 دولة في أفريقيا وآسيا. وقد عين بهاء الله إبنه عبد البهاء قائداً وزعيماً للديانة البهائية، وقد وافق كل البهائيين تقريباً على ذلك. وتحت قيادة عبد البهاء اكتسحت الديانة البهائية مواطن عدة في أوروبا وأمريكا واتخذت لها موطئ قدم، كما دُعِّمت الديانة البهائية في إيران، التي كانت ما تزال تعاني من حدة الاضطهاد.

بعد موت عبد البهاء عام 1921 م، تحولت قيادة المجتمع البهائي إلى حفيده شوقي أفندي رباني الذي عُيِّن بإرادة عبد البهاء. وقد عينت الوثيقة شوقي أفندي رباني كأول "ولي أمر الله"، كما دعت إلى انتخاب بيت العدل الأعظم عندما انتشر الإيمان البهائي بما فيه الكفاية ليكون للانتخابات معنى. وقد ازداد عدد أتباع الدين البهائي بشكل كبير أثناء قيادة شوقي أفندي رباني، وترأس انتخابات عدد من المحافل الروحانية.

مات شوقي أفندي رباني عام 1957 م، ولم ينجب أطفالاً وكان كل الذكور المتحدرين من نسل بهاء الله قد ماتوا أو طُردوا من الديانة البهائية وبالتالي تعذر تعيين راعي أو حارس للدين ( Guardian of the Faith) خلفاً له. تولت هيئة مصغرة من 9 افراد منبثقة عن هيئة أكبر من 27 فرداً ( وجميعهم من الايادي أو ايادي الله وهم ثقات مختارون سابقاً من قبل شوقي أفندي أو عبد البهاء أو بهاءالله)، تولوا مؤقتاً القيام بدور راعي الدين إلى عام 1963 حين تم انتخاب بيت العدل الأعظم. ومنذ عام 1963 م وبيت العدل الأعظم يُنتَخَب كل خمس سنوات ويبقى الخليفة والمؤسسة القائدة للديانة.

الحركة الشيخية

في الإسلام، المهدي هو شخص مسلم من نسب محمد الذي سيعود قرب نهاية العالم ليستعيده ويعيد ديانة الرب. بينما يجتمع السنة والشيعة في الإيمان بالمهدي، تؤمن أكبر جماعات الشيعة الإثنى عشرية بأن المهدي هو الإمام الثاني عشر -محمد المهدي- الذي يُعْتَقَد بأنه غاب منذ 874م.

ويرى الشيعة أن الإمام الثاني عشر قد غاب " غيبة صغرى" بين عامي 874 و 947 م حيث كان الإمام ما زال يتصل بالمجتمع عبر وسطائه الرسميين. أما "الغيبة الكبرى" فقد عُرِّفَت بأنها الفترة من وقت توقف الإمام عن الاتصال بالمجتمع بانتظام إلى الوقت الذي يعود فيه ليستعيد العالم.

الشيخ أحمد الأحسائي

السيد كاظم الرشتي

.

البابية

ضريح الباب في حيفا، إسرائيل

السيد علي محمد رضا الشيرازي -الذي عُيِّنَ فيما بعد باباً- ولد في 20 أكتوبر 1819م في شيراز بإيران لتاجرِ من المدينة؛ توفي والده وهو صغير ونشأ عند خاله حاجي مرزا سيد علي الذي كان يعمل في التجارة أيضاً.

في مايو عام 1844م أعلن السيد علي محمد رضا الشيرازي للملا حسين -أحد الشيخيين- أنه الباب لتتحقق بذلك نبوءة من نبوءات الشيخ أحمد والسيد كاظم وحامل المعارف الإلهية.وخلال خمسة أشهر، اعترف سبعة عشر آخرين من أتباع السيد كاظم بأن علي محمد رضا الشيرازي هو الباب وهو تمهيد وتبشير بقرب ظهور من سماه "من يظهر الله". هؤلاء الأتباع الثمانية عشر أصبحوا يعرفوا برسائل الحياة الذين أُعطوا مهمة تبليغ الدعوة الجديدة في إيران والعراق. في البداية، جذب الباب أتباع الحركة الشيخية؛ لكن بعد ذلك ذهبت تعاليمه بعيداً كل البعد عن تلك الجذور وجذب أتباعاً بارزين في إيران. وأصبح أتباعه يعرفون باسم البابيين.

بعد قليلٍ من الوقت، قاد تبشير رسائل الحياة إلى معارضة علماء الدين الإسلامي مما دفع حاكم شيراز ليصدر أمر القبض على الباب. بعد القبض عليه من منزله في شيراز من يوليو 1845م إلى سبتمبر 1846م قضى الباب عدة أشهر في أصفهان يناظر علماء الدين الذين أصبح الكثير منهم متعاطفين معه. وبعد قضاءه أشهراً عديدة في معسكر خارج طهران، أرسله الوزير الأولي إلى تبريز في الزاوية الشمالية الغربية من البلاد، حيث حُوصِر هناك، بامر من شاه طهران في يناير 1847م.

ثم بعد ذلك حُوِّل إلى قلعة ماه-كوه بمحافظة أذربيجان بالقرب من الحدود التركية (العثمانية). وأثناء سجنه هناك، بدأ الباب أهم أعماله "بيان فارس" الذي لم ينته منه أبداً. بعد ذلك نُقِل إلى قلعة جهريق في أبريل 1848. في هذا المكان إزدادت شعبية الباب ونمت وأرخى سجانوه قيوده. لذلك، طلب الوزير الأولى أن يعود الباب إلى تبريز حيث دعت الحكومةُ السلطاتِ الدينيةِ لمحاكمة الباب بتهمة الكفر والردة. وكانت البابية -أيضاً تنتشر خلال البلاد، ورأت الحكومة الإسلامية ذلك واعتبرته خطراً يهدد ديانة الدولة وقد أخذت المجابهات العسكرية حيزاً بين قوات الحكومة والقوات البابية. وخرجت الجاليات البابية من عدة مدن في إيران والعراق، ووصلوا عام 1850م إلى العديد من مدن أذربيجان.

في أواسط عام 1850م أمر الوزير الأولي الجديد -أمير كابير- بإعدام الباب، ربما لأن تمردات البابيين المختلفة هزمت وشعبية الحركة بدأت في التضاؤل والاندثار. فأحضر الباب من تبريز إلى قلعة جهريق مرةً أخرى، كي يعدم هناك رمياً بالرصاص. وفي صباح 9 يوليو 1850 أُخِذَ الباب إلى فناء الثكنة التي أُحضر إليها، حيث تجمع آلاف الأشخاص ليشاهدوا مراسم الإعدام. ثم عُلِّق الباب ومرافقه على الجدار واستعدت فرقة كبيرة من الجنود لإطلاق النار. وبعد أن أُصدِرَ الأمر بإطلاق النار قام الجنود بالإطلاق فامتلأت الساحة بالدخان، وبعد أن اختفى الدخان فوجئ الجميع بان الباب لم يعد موجوداً في الفناء كما أن مرافقه وقف هناك سليماً دون خدش؛ وفيما يبدو أن الرصاصات لم تؤذِ أيّاً من الرجلين بل قطعت الحبل الذي عُلِّق منه الباب ومرافقه. ووجد الجنود الباب في جزء آخر من الثكنة ولم يُصَب نهائياً. ثم رُبِطَ مرة أخرى لتنفيذ حكم الإعدام وإلتفت فرقة إطلاق النار حول الباب وأحاطت به من الأمام وإُصدِر الأمر الثاني لإطلاق النار. ولكن هذه المرة قُتِل الباب ومرافقه وأُلقِيَت أشلاؤهما خارج أبواب المدينة لتأكلها الحيوانات.

وهذه الأشلاء أنقذها حفنة من البابيين وأخفوها. وبمضيّ الوقت نُقِلت سراً في طريق بدأ من أصفهان، كيرمانشاه، بغداد ودمشق ثم بيروت ومن ثم نُقِلَت عبر البحر إلى إسرائيل وأُخفيَت في السهل الواقع تحت سفح جبل كارمل عام 1899م. وفي عام 1909 دُفِنت الأشلاء في مقبرة خاصة اٌُعِدَّت لهذا الغرض بأمرٍ من عبد البهاء فوق جبل كارمل في الأرض البهائية المقدسة بحيفا ومن ثم فقد أصبحت مكان حج هام للبهائيين.

بينما إدّعى الباب نزول الوحي عليه، ادعى أيضاً عدم نهائية وحيه. وكانت أكثر كتابات الباب -وخصوصاً، بيان فارس- في ذكر "من سيظهره الله" مبشرا أن بمجيئه ستتحقق الوعود الإلهية ونبؤات الأديان السابقة المذكورة في الكتب المقدسة لتلك الأديان والذي سيظهر من بعده بألف سنة.

وصية الباب لصبح أزل وإعدامه

بعد إعدام الباب مؤسس الديانة البابية، ادعى 25 رجل من اتباعها انه من يظهره الله وانه الموعود الذي بشر به الباب، وأشهر مدعين هذه الصفة هم:

كانت وصية الباب أن يخلفه من بعده الميرزا يحيى صبح أزل، حيث جاء في مقدمة كتاب وصيته ما يلي:

«يا اسم الأزل فاشهد على أن لا إله إلا أنا العزيز المحبوب...[4]»

حدث الخلاف بعد ذلك بين صبح أزل وأخيه حسين علي نوري (بهاء الله) والآخرين الذين أدعوا انهم من يظهره الله على زعامة البابية وقد فسر بهاء الله واتباعه وصية الباب بالبابية إلى يحيى صبح الأزل بأنها خطة لتحويل أنظار الناس عن بهاء الله لخوفهم عليه في ذلك الوقت، وقد انقسمت البابية في هذا الوقت لعدة فرق على حسب كل من أدعى انه من أظهره الله بعد الباب، واشهر تلك الفرق هي البابية الأزلية أتباع يحيى صبح أزل، والبهائية أتباع حسين علي بهاء الله، والأسدية أتباع ميرزا أسد الله خويي.

ولما اشتد الخلاف بين صبح أزل وبهاء الله أبعدتهم الحكومة العثمانية إلى مدينة أدرنة التركية. واثناء تلك الفترة حدث نزاع كبير بين كلا الطرفين (الأزليين والبهائيين) فادعى البهائيون ان صبح ازل وراء العديد من الاغتيالات لأعدائه.بالإضافة إلى الادعاء ان صبح ازل حاول دس السم لأخيه بهاء الله . ومن الجانب الاخر قالت بعض المصادر البابية الأزلية بنفس الادعائات التي قالها عنهم اتباع البهاء ونسبوها لبهاء الله وان البهاء حاول دس السم لاخيه غير الشقيق صبح ازل.

وكان نتيجة ذلك الصراع ان قامت السلطات العثمانية بنفي كلا الحزبين بعيدا عن بعضهما (نظرا لتكوينهم الفتن في المجتمع ). ففي عام 1869 قامت السلطات العثمانية بنفي الأزليين إلى فاماغوستا بقبرص ونفت البهائيين إلى عكا بفلسطين.

بهاء الله

مدخل ضريح بهاء الله قرب قصر البهجة في ضواحي عكا

الميرزا حسين علي النوري الملقب ب بهاء الله، هو مؤسس الدين البهائي (18171892 م). ولد بهاء الله في طهران في 12 نوفمبر 1817 في منطقة تدعى "بوابة شمران". وكان والده الميرزا عباس النوري الملقب بميرزا بزرگ من نبلاء إيران حيث تنحدر سلالة بهاء الله من السلالة الساسانية العريقة، وكانت عائلته تملك أراض واسعة وعقارات متعدده في إقليم نور في مازندران وتتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الفارسي في تلك الحقبة.

شغل أفراد أسرة بهاء الله مناصب سياسية هامة في الدولة لعدة أجيال، فقد شغل والده الميرزا عباس منصب وزير الدولة لشئون منطقة مازندران. وشأن أولاد الأغنياء والنبلاء في ذلك العصر، لم يذهب بهاء الله إلى المدارس بل اكتفى بتلقي فنون الفروسية والخط ومبادئ القراءة في بيت والده(من دون تعليم نظامي). وعند وفاة ميرزا عباس عام 1839 م، عرضت الحكومة على بهاء الله وظيفة والده ولكنه رفضها واستمر بالقيام بأعمال البر التي عرف بها. فام بهاء الله بعد وفاة والدة بقضاء عدة أعوام في إدارة أملاك العائلة والاستمرار بالمشاركة بشكل واسع في أعمال الخير، فأطلق عليه أهل المنطقة لقب "أبو الفقراء".

وفي سن الثامنة والعشرين، آمن حسين علي بدعوة الباب في سنة 1844 م فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي. وصار بهاء الله من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الأولى من إيمانه بدعوة الباب. ولعب بهاء الله دورا رئيسيا في انتشار دعوة الباب وخاصة خلال مؤتمر بدشت الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الإعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الإسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب بهاء الله.

وبعد وفاة الباب استمر بهاء الله بترويج دعوة الباب وتمتع بمكانة قيادية خاصة بين البابيين. وفي سنة 1852 م قبض على بهاء الله وزج به في سجن سياه جال (النقرة السوداء) بعد محاولة فاشلة لاغتيال الشاه التي اتهم بهاء الله بالضلوع فيها رغم عدم توفر الأدلة. ولم تحميه مكانته الاجتماعية من التعرض لشتى أنواع العذاب والاضطهاد بعد ذلك. ويذكر التاريخ البهائي أن بداية نزول الوحي على بهاء الله كانت خلال فترة وجوده في ذلك السجن ولو أنه لم يفصح بذلك إلا بعد مرور 10 سنوات.

أطلق سراح بهاء الله من سجن السياه جال بعد أن قضى فيه أربعة أشهر ونصف، وذلك بعد اعتراف الأشخاص الحقيقيون بمحاولة اغتيالهم الشاه. وعقب خروج بهاء الله من السجن نفي فورا من وطنه إلى مدينة بغداد التي كانت وقتها تحت الحكم العثماني ومكث فيها عشرة سنوات. ولقد عرف بهاء الله في هذه الفترة بعلمه ومساعدته للفقراء والمحتاجين. ويذكر التاريخ البهائي أنه بالإضافة إلى علاقة بهاء الله الطيبة مع أهل المنطقة، فلقد احترمه علماء المنطقة وقادتها فجاء للقائه الأكراد من علماء الصوفية الذين كانوا قد سمعوا عنه خلال فترة عزلته التي دامت سنتين في منطقة السليمانية. وزاره كذلك العديد من معاصريه من علماء بغداد ومن ضمنهم ابن الألوسي مفتي بغداد الشهير والشيخ عبد السلام والشيخ عبد القادر والسيد الداودي ووفود عديدة من أصحاب الشأن ونبلاء البلاط العثماني والفارسي.

ونتيجة ضغوط من الحكومة الإيرانية، نفي بهاء الله بعد ذلك مرة أخرى إلى إسطنبول وبعدها إلى مدينة أدرنة في القسم الأوروبي من تركيا وبقى هناك خمسة سنوات حبس بعدها في قلعة عكا في فلسطين. وكان حبسه ونفيه الذين داما طوال الأربعين سنة الأخيرة من حياته لغرض التخلص منه والحد من انتشار نفوذ دعوته. ويذكر التاريخ البهائي أن بهاء الله اعلن دعوته كصاحب رسالة مستقلة إلى بعض اتباعه في حديقة على ضفاف نهر دجلة سميت فيما بعد بـ "حديقة الرضوان" وكان ذلك قبل رحيله من بغداد.

وأثناء وجود بهاء الله في مدينة ادرنة، زاد الخلاف بينه وبين اخيه غير الشقيق الملقب بــ (صبح أزل) الذي كان يصر على زعامته للحركة البابية حسب وصية الباب وانتهى هذا الخلاف بدعوة بهاء الله العلنية في 1866 بأنه هو الذي بشر الباب بقدومه بكنية "من يظهره الله" وموعود الظهورات التي سبقته. بعد ذلك وبتحريض من الحكومة الإيرانية، نفي صبح أزل مع اتباعه إلى جزيرة قبرص ونفي بهاء الله إلى سجن عكا.

كتب بهاء الله خلال الاربعين سنة التي قضاها في الحبس والنفي العدد الوفير من الكتب والرسائل باللغتين العربية والفارسية ومن كتبه المشهورة: الكتاب الأقدس الذي دون فيه أحكام الدين البهائي، و كتاب الإيقان وكتاب الوديان السبعة وكتاب الكلمات المكنونة وغيرها. وخلال إقامته في ادرنة سنة 1866 وكذلك بعدها خلال سجنه في قلعة عكا سنة 1868، أرسل بهاء الله عدة رسائل معنونة إلى ملوك وسلاطين ذلك العصر ولبابا الكنيسة الكاثوليكية ،أعلن لهم فيها عن مقامه ودعاهم فيها إلى نبذ الخلافات وإلى العمل من اجل وحدة العالم ومن اجل السلام. وكان من ضمن هؤلاء، السلطان عبد العزيز وناصر الدين شاه ملك إيران ونابليون الثالث والملكة فكتوريا ملكة بريطانيا وملك النمسا وقيصر روسيا وغيرهم.

وقرب نهاية حياته، تراخت صرامة الحبس وتطبيق احكام السلطان عبد العزيز شيئا فشيئا. ورغم أنه كان لايزال سجينا رسميا، فلقد سمح لبهاء الله ان يقضي آخر سنوات عمره في بيت واسع في إحدى ضواحي المدينة كان قد اشتراه ابنه عباس افندي "عبد البهاء". وأستمر بهاء الله في الكتابة في سنواته الأخيرة في هذا البيت الذي يسمى بـ "قصر البهجة". وزاره في هذا البيت المستشرق ي. ج. براون و وصف براون لقائه هذا مع بهاء الله في كتابه"مقالة سائح" (من مطبوعات جامعة كامبردج).

وعند وفاة بهاء الله في سنة 1892 دفن في إحدى الغرف في البيت المجاور لقصر البهجة، ويعتبر مرقده أحد الأماكن المقدسة التي يزورها العديد من الناس ويعتبر كذلك قبلة البهائيين في صلاتهم.

عبد البهاء

عبد البهاء في أدرنة مع إخوته ومرافقي بهاء الله.

عين بهاء الله (مؤسس الدين البهائي) في وصيته ابنه الارشد عباس أفندي (1844 – 1921) لكي يليه في تدبير أمور الجامعة البهائية وليكون مركزا لعهده وميثاقه والمفسر الوحيد لتعاليمه وكتاباته وأحكامه. وأوصى اتباعه ان يسألوه في ما استصعب عليهم من الامور. وأتخذ عباس أفندي لنفسه لقب عبد البهاء وصار يعرف به بعد وفاة والده.

ولد عباس أفندي (عبد البهاء) في مدينة طهران في 23 مايو 1844، في نفس الليلة التي اعلن فيها الباب دعوته. ومنذ سن التاسعة، شارك عبد البهاء والده في كل سنين حبسه ونفيه واستمر سجنه حتى بعد وفاة والده إلى سنة 1908 حين اطلق سراحه بعد سقوط حكم السلطان العثماني في ثورة تركيا الفتاة. كان عبد البهاء قد بلغ سن الشيخوخة حين اطلق صراحه فقرر ان يستمر بالعيش في فلسطين التي ضمت رفاة والده والتي عاش بين اهلها معظم حياته.

أمضى عبد البهاء باقي سنوات عمره في السفر والكتابة والمراسلة وفي توضيح وترويج تعاليم بهاء الله وتوجيه مسيرة الجالية البهائية التي بدأت بالانتشار في مناطق مختلفة من العالم. وكان من ضمن سفراته زيارة العديد من دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية قبيل الحرب العالمية الأولى.

توفى عبد البهاء عباس الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الاثنين الموافق 28 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1921 في مدينة حيفا في فلسطين. ودفن على سفح جبل الكرمل في إحدى غرف مقام الباب. وأعلنت الأسرة البهائية نبأ وفاة عبد البهاء صباح الاثنين 28 تشرين الثاني.

شوقي أفندي رباني

تولى شوقي أفندي رباني شؤون الأمر البهائي عام 1921م حسب وصية جده عبد البهاء عباس والتي تم العمل بها حين وفاته. كان شوقي أفندي لا يزال طالباً يدرس في كلية باليول بجامعة أكسفورد في ذلك الوقت، ولم يكن قد تخطّى سن الرابعة والعشرين ولم يتوقع بتاتاً تعيينه في مثل هذا المنصب رغم علاقته الحميمة بجده منذ صغره.

قام شوقي أفندي بولاية شوؤن الامر البهائي وكان من أهم مسئولياته حماية الدين البهائي والدفاع عنه والمحافظة على الوحدة بين صفوفه. وبلإضافة إلى ذلك، كتب شوقي أفندي العديد من الكتب والمقالات منها كتاب بعنوان القرن البديع ترجم للغة العربية. كما قام بترجمة العديد من الكتابات البهائية إلى اللغة الأنكليزية، وترجم كذلك تأريخ الدين البهائي الذي دوّن في كتاب تأريخ النبيل وهو من أهم الكتب التي تسرد تفاصيل تأريخ الدين البهائي ونشأته. ويمكن زيارة موقع المراجع البهائية للاطلاع على كتاباته العديدة باللغة الإنجليزية ورسائله لبعض المحافل المركزية.

وقام شوقي أفندي بوضع والإشراف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم واستمر في تنمية الممتلكات البهائية وتجميل الأبنية والحدائق في المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وعكا. فلقد أشرف بنفسه على تشيد البناء الخارحي القائم فوق مرقد الباب الذي كان قد بنى القسم الداخلى منه جده عبد البهاء.

ولقد تبادل شوقي أفندي بشكل دائم خلال فترة ولايته للدين البهائي الرسائل على نطاق واسع مع الجامعات البهائية المنتشرة في العالم، خاصة فيما يتعلق بموضوع النظام الإداري البهائي. فلقد بعث، على سبيل المثال، رسائل إلى البهائيين في أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، واليابان، وأستراليا، والهند وغيرها، شرح فيها الشروط التي ينبغي توفّرها لإجراء عمليّة انتخابات المحافل وحدَّد نطاق وظائفها وطبيعة أنشطتها. وكانت هذه المحافل المركزية الأركان الأساسية التي كان لابد من تواجدها لإنشاء بيت العدل الأعظم الذي ينتخب افراده مرة كل خمسة اعوام، أعضاء هذه المحافل المركزية.

وبعد وفاة شوقي أفندي في سنة 1957م دون أن يترك وصية أو نجل، تَبينَ للبهائيين استحالة تعيين من يخلفه في ولاية الأمر فانتقلت أدارة الشؤون البهائية إلى الإدارة البهائية العالمية المتمثلة في بيت العدل الأعظم.

بيت العدل الأعظم

بناية بيت العدل الأعظم على سفح جبل الكرمل في حيفا بإسرائيل.

بيت العدل الأعظم هو هيئة منتخبة لإدارة شؤون الجامعة البهائية على النطاق العالمي وهي أعلى هيئة إدارية للدين البهائي حيث مقرها الرئيسى على سفح جبل الكرمل بحيفا في دولة إسرائيل. قام النظام الإداري البهائي على أساس يختلف عن الأنظمة الدينية والإدارية الأخرى. وبني هذا النظام على أسس ومبادئ أعلنها بهاء الله في الكتاب الأقدس الذي يتضمن أحكام الدين البهائي. وعين بهاء الله بصريح النص ابنه الأرشد عبد البهاء مفسرا ومبينا لتعاليمه. ولقد حدد عبد البهاء المؤسسات الإدارية وشرح متطلبات وكيفية تأسيس بيت العدل الأعظم وصلاحياته، وأوجد منصب ولاية الأمر الذي عين له حفيده شوقي أفندي رباني على ان يتولاه بعد وفاته.

مراجع

  1. Cole, Juan. "A Brief Biography of Baha'u'llah". مؤرشف من الأصل في 22 يناير 201822 يونيو 2006.
  2. Ma'sumian, Bijan (Fall 1993). "Baha'u'llah's Seclusion in Kurdistan". Deepen Magazine. 1 (1): 18–26. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2019.
  3. The Attempted Assassination of Nasir al Din Shah in 1852: Millennialism and Violence, by Moojan Momen, 2011 نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. الصفحة الأولى من لوح الوصاية للباب - تصفح: نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية


جزء من سلسلة عن
البهائية
Bahai star.svg
المؤسسون شخصيات بارزة الفرق والطوائف أهم الكتب تعالیم منشئات ومواقع مقدسة مقالات أخرى
الباب
بهاء الله
عباس أفندي عبد البهاء
محمد علي أفندي
شوقي أفندي رباني
زرين تاج
حروف حي  · حوايون بهاء الله
أسرة بهاء الله
ضياء الله  · بديع الله
ميرزا مهدي  · بهائية خانم
أيادي السبب
تشارلز ماسون ريمي
البهائيون العباسيون
البهائيون الموحدون
البهائيون الأرثوذوكس
ريكس كينغ
الکتاب الأقدس  · كتاب الإيقان

البيان الفارسي  · البيان العربي
قيوم الأسماء
منتخبات من كتابات الباب
رسالة تسبيح وتهليل
الكلمات المكنونة
الوديان السبعة
كتاب عهدي

وحدة الإنسانية
وحدة الدين
تحري الحقيقة
المساواة بين الجنسين
تطابق العلم والدين
توحيد اللغة
ضريح الباب
ضريح بهاء الله
بيت الباب الشيرازي
بيت بهاء الله ببغداد
حدائق البهجة  · حدائق حيفا
القوس البهائي  · بيت العدل الأعظم
المركز البهائي العالمي
مشارق الأذكار
الله في البهائية · تاريخ البهائية
انتقاد البهائية
الحج · الصلاة · التعاليم
الأحكام · الرموز
التقويم · الأسبوع · الأعياد
الإدارة  · القبلة

موسوعات ذات صلة :