الرئيسيةعريقبحث

مفتاح الحياة


☰ جدول المحتويات



العنخ

العنخ أو مفتاح الحياة هو رمز هيروغليفي مصري قديم كان يستخدم في الكتابة والفن لتمثيل كلمة "الحياة"، وبالتالي، يعد كرمز للحياة نفسها. استمر استخدامه من خلال المصريين الأقباط الذين قاموا بتكييفه كصليب crux ansata وهو نسخة من الصليب المسيحي مع حلقة دائرية مماثلة لحلقة العنخ.

العلامة لها شكل صليب ولكن مع حلقة بيضاوية بدلاً من الشريط العلوي. أصول الرمز غير معروفة، على الرغم من أنه تم اقتراح العديد من الفرضيات. تم استخدامه في الكتابة كعلامة ثلاثية، تمثل سلسلة من ثلاثة أحرف ع-ن-خ. يمكن العثور على هذا التسلسل في العديد من الكلمات المصرية، بما في ذلك الكلمات التي تعني "المرآة" و"باقة الأزهار" و"الحياة". غالبًا ما يظهر الرمز في صورة مادية ويمثل حياة أو مواد مثل الهواء أو الماء. كان شائعًا بشكل خاص في أيدي الآلهة، أو يتم منحه من قبلهم للفرعون، لتمثيل قوتهم في الحفاظ على الحياة وإحياء الأرواح البشرية في الحياة الآخرة. كانت واحدة من الزخارف الأكثر شيوعا في مصر القديمة واعتمدتها الثقافات المجاورة كعمل فني. منذ أواخر القرن العشرين، في العالم الغربي، أصبح الرمز يستخدم بشكل تزييني، كرمز للهوية الثقافية الأفريقية، وأنظمة المعتقدات الوثنية الجديدة، والثقافة القوطية.

Ꜥnḫ

في الهيروغليفية

S34
[1]

الأصل

صحن حجري من عصر الأسرة الأولى على شكل عنخ يحتضنه زوج من الأذرع ويمثل "كا".[2]

تعود الأمثلة المبكرة على علامة عنخ إلى الأسرة الأولى[2] (القرن 30 إلى 29 قبل الميلاد). [3] لا يوجد اتفاق كبير على الشيء المادي الذي كانت تمثله العلامة في البداية.[4]

يعتقد العديد من العلماء أن العلامة عبارة عن عقدة مكونة من مادة مرنة مثل القماش أو القصب،[4] حيث تُظهر النسخ الأولى من العلامة الشريط السفلي من العنخ كطولين منفصلين من المادة المرنة، مما يبدو أنها تمثل طرفي عقدة.[3] تشبه هذه النسخ المبكرة رمز tyet، وهي علامة تمثل مفهوم "الحماية". لهذه الأسباب، اعتقد علماء المصريات هاينريش شيفر وهنري فيشر أن العلامتين لهما أصل مشترك،[2] وكانا يعتبران العنخ عقدة تم استخدامها كتميمة وليس لأي غرض عملي.[5]

استخدمت الكتابة الهيروغليفية علامات تصويرية لتمثيل الأصوات، بحيث على سبيل المثال، يمكن أن يمثل الرمز الهيروغليفي للمنزل الأصوات ب-ر، والتي توجد في الكلمة المصرية لـ "منزل". هذه الممارسة المعروفة باسم rebus principle سمحت للمصريين بتمثيل أشياء، مثل المفاهيم المجردة، التي لا يمكن تصويرها. [6] اعتقد غاردينر أن علامة عنخ نشأت بهذه الطريقة. وأشار إلى أن الرسوم التوضيحية لأشرطة الصندل على توابيت المملكة الوسطى تشبه هذه العلامة الهيروغليفية وقال إن الإشارة كانت تمثل أصلاً عقدة ثم أصبحت تستخدم في كتابة جميع الكلمات الأخرى التي تحتوي على الحروف الساكنة Ꜥ-n-ḫ (ع-ن-خ).[7] تسرد قائمة جاردنر للعلامات الهيروغليفية العنخ باسم S34، وتضعها في فئة الملابس، بعد S33 مباشرة، وهي العلامة الهيروغليفية للصندل.[6] فرضية غارينر لا تزال قائمة؛ يفترض جيمس ألين، في كتاب عن اللغة المصرية نُشر في عام 2014، أن الإشارة كانت تعني في الأصل "حزام صندل" ويستخدمه كأحد الأمثلة الرئيسية لمبدأ rebus في الكتابة الهيروغليفية.[6]

جادل العديد من المؤلفين أن الإشارة كانت تمثل في الأصل شيئًا آخر غير العقدة. اقترح البعض أنها كان لها معنى جنسي.[4] على سبيل المثال، اعتقد توماس إنمان، عالم أساطير هاو في القرن التاسع عشر، أن العلامة تمثل الأعضاء التناسلية للذكور والإناث، مع ضمهما في علامة واحدة.[8] جادل فيكتور لوريت، عالم مصريات من القرن التاسع عشر، بأن "المرآة" كانت المعنى الأصلي للعلامة. هناك مشكلة في هذه الحجة، والتي اعترف لوريت بها، وهي أن الآلهة تظهر بشكل متكرر وهي تمسك العنخ من خلال حلقتها، وأيديها تمر عبرها حيث من المفترض أن يكون السطح العاكس الصلب للمرآة على شكل عنخ. أندرو جوردن، عالم المصريات، وكالفين شوابي، وهو طبيب بيطري، يران أن أصل العنخ يرتبط بعلامتين آخرتين من أصل غير مؤكد وغالبا ما يظهران جنبا إلى جنب معها: صولجان واس، وهو ما يمثل "السلطة" أو "السيادة"، وعمود جد، ويمثل "الاستقرار". وفقًا لهذه الفرضية، يتم رسم شكل كل علامة من جزء من تشريح الثور، مثل بعض العلامات الهيروغليفية الأخرى المعروفة بأنها تستند إلى أجزاء جسم الحيوانات. في المعتقد المصري، كان السائل المنوي مرتبطًا بالحياة، وإلى حد ما، بـ "القوة" أو "السيادة"، وتشير بعض النصوص إلى أن المصريين اعتقدوا أن السائل المنوي نشأ في العظام. لذلك، يشير كالفن وشوابي إلى أن العلامات تستند إلى أجزاء من تشريح الثور التي يُعتقد أن السائل المنوي يمر عبرها: العنخ عبارة عن فقرة صدرية، وعمود جد هو العجز والفقرات القطنية، وصولجان واس هو القضيب المجفف للثور.[4]

الشرق الأدنى القديم

تبنى شعب سوريا وكنعان العديد من الزخارف الفنية المصرية خلال العصر البرونزي الأوسط (من 1950 إلى 1500 قبل الميلاد)، بما في ذلك الرموز الهيروغليفية، والتي كان عنخ أكثرها شيوعًا. غالبًا ما كان يتم وضعه بجوار شخصيات مختلفة في الأعمال الفنية أو يظهر وهو ممسوك من قبل الآلهة المصرية الذين كانوا يعبدون في الشرق الأدنى. كان يستخدم في بعض الأحيان لتمثيل الماء أو الخصوبة.[9] في مكان آخر في الشرق الأدنى، تم دمج الرمز في الهيروغليفية الأناضولية لتمثيل كلمة "الحياة"، واستخدمت العلامة في الأعمال الفنية للحضارة المينوسية التي تركزت على جزيرة كريت. أحيانًا كانت الأعمال الفنية المينوسية تجمع بين العنخ، أو علامة tyet ذات الصلة، مع الشعار المينوسي الفأس المزدوج.[10]

كذلك المملكة المروية، التي تقع جنوب مصر وتأثرت بشدة بدينها، يظهر في أعمالها الفنية العنخ بشكل بارز. يظهر في المعابد والفن الجنائزي في العديد من السياقات كما هو الحال في مصر، وهو أيضًا أحد العناصر الأكثر شيوعًا في زخرفة الفخار المرَّوي.[11]

المسيحية

crux ansata في مخطوطة جلاسيير، مخطوطة قبطية للعهد الجديد، من القرن الرابع إلى الخامس الميلادي.
علامات crux ansata على قطعة قماش، من القرن الرابع إلى الخامس الميلادي

كان العنخ أحد الزخارف الفنية المصرية القديمة القليلة التي استمر استخدامها بعد تنصير مصر خلال القرنين الرابع والخامس الميلادي.[12] تشبه العلامة الـ staurogram، وهي علامة تشبه صليب مسيحي مع حلقة على يمين الشريط العلوي واستخدمها المسيحيون الأوائل كمونوجرام ليسوع،[13] وكذلك علامة crux ansata، والتي تتشكل مثل العنخ بحلقة دائرية بدلاً من شكل بيضاوي أو شكل دمعة.[14] تم اقتراح أن يكون الstaurogram متأثرًا بالعنخ، لكن الاستخدامات المسيحية الأقدم للإشارة تعود إلى حوالي 200 ميلادية، أي قبل التبني المسيحي للعنخ.[13] إن أقدم مثال معروف لـcrux ansata يأتي من نسخة من إنجيل يهوذا من القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع الميلادي. قد يكون اعتماد هذه العلامة قد تأثر بالstaurogram أو العنخ أو كليهما.

وفقًا لسقراط القسطنطيني، عندما قام المسيحيون بهدم أكبر معبد في الإسكندرية، سيرابيوم، في عام 391 بعد الميلاد، لاحظوا وجود علامات شبيهة بالصليب منقوشة على القطع الحجرية. قال الوثنيون الذين كانوا حاضرين أن العلامة تعني "الحياة القادمة"، في إشارة إلى أن العلامة التي أشار إليها سقراط كانت العنخ؛ ادعى المسيحيون أن العلامة كانت خاصة بهم، مما يشير إلى أنه من المحتمل أنهم قد اعتبروا العنخ هو نفسه صليب crux ansata.[14]

هناك القليل من الأدلة على استخدام crux ansata في النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية،[14] لكن المسيحيين الأقباط المصريين استخدموه في العديد من المجالات، وخاصة في زخرفة المنسوجات.[12]

الاستخدام الحديث

في الآونة الأخيرة، أصبح العنخ رمزا شعبيا في الثقافة الغربية الحديثة، وخاصة كتصميم للمجوهرات والوشم.[8] بدأ ظهوره مجددا عندما أثارت ثقافة الستينات المضادة اهتمامًا أكبر بالأديان القديمة. في القرن الحادي والعشرين، يعد أكثر الرموز ذات الأصل الأفريقي شهرة في العالم الغربي، ويستخدمه في بعض الأحيان المنحدرون من أصل أفريقي في الولايات المتحدة وأوروبا كرمز للهوية الثقافية الأفريقية. العنخ يرمز أيضا إلى الكيميتية، وهي مجموعة من الحركات الدينية القائمة على ديانة مصر القديمة.[15] تحظى العلامة أيضًا بشعبية في الثقافة القوطية، التي ترتبط بشكل خاص بمصاصي الدماء، لأن قلادة عنخ تظهر بشكل بارز في فيلم مصاصي الدماء عام 1983 The Hunger.[16]

تم إرفاق العلامة مرتين في معيار يونيكود لتشفير النص والرموز في الحوسبة. تظهر كـ U + 2625 (☥) في كتلة الرموز المتنوعة،[17] و (U + 132F9 (𓋹 في كتلة الهيروغليفية المصرية.[18]

استشهادات

المصادر

  • Allen, James P. (2014). Middle Egyptian: An Introduction to the Language and Culture of Hieroglyphs, Third Edition. Cambridge University Press.  .
  • Andrews, Carol (1994). Amulets of Ancient Egypt. University of Texas Press.  .
  • Baines, John (1975). "Ankh-Sign, Belt and Penis Sheath". Studien zur Altägyptischen Kultur. 3. JSTOR 25149982.
  • Bardill, Jonathan (2012). Constantine, Divine Emperor of the Christian Golden Age. Cambridge University Press.  .
  • Du Bourguet, Pierre (1991). "Art Survivals from Ancient Egypt". In Atiya (المحرر). The Coptic Encyclopedia. I.  . مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2018.
  • Elhassan, Ahmed Abuelgasim (2004). Religious Motifs in Meroitic Painted and Stamped Pottery. Archaeopress.  .
  • Finnestad, Ragnhild Bjerre (1989). "Egyptian Thought about Life as a Problem of Translation". In Englund (المحرر). The Religion of the Ancient Egyptians: Cognitive Structures and Popular Expressions. S. Academiae Upsaliensis. صفحات 29–38.  .
  • Fischer, Henry G. (1972). "Some Emblematic Uses of Hieroglyphs with Particular Reference to an Archaic Ritual Vessel". Metropolitan Museum Journal. 5. مؤرشف من الأصل في 09 أغسطس 2019.
  • Gardiner, Alan (1915). "Life and Death (Egyptian)". In Hastings (المحرر). The Encyclopedia of Religion and Ethics. VIII. صفحات 19–25.
  • Gordon, Andrew H.; Schwabe, Calvin (2004). The Quick and the Dead: Biomedical Theory in Ancient Egypt. Brill / Styx.  .
  • Hill, Jane A. (2010). "Window between Worlds: The Ankh as a Dominant Theme in Five Middle Kingdom Funerary Monuments". In Hawass, Zahi; Houser Wegner, Jennifer (المحررون). Millions of Jubilees: Studies in Honor of David P. Silverman. American University in Cairo Press. صفحات 227–247.  .
  • Hurtado, Larry W. (2006). The Earliest Christian Artifacts: Manuscripts and Christian Origins. Eerdmans.  .
  • Issitt, Micah L.; Main, Carlyn (2014). Hidden Religion: The Greatest Mysteries and Symbols of the World's Religious Beliefs. ABC-CLIO.  .
  • Ladouceur, Liisa (2011). Encyclopedia Gothica. Illustrations by Gary Pullin. ECW Press.  .
  • Marinatos, Nanno (2010). Minoan Kingship and the Solar Goddess: A Near Eastern Koine. University of Illinois Press.  .
  • Teissier, Beatrice (1996). Egyptian Iconography on Syro-Palestinian Cylinder Seals of the Middle Bronze Age. Academic Press Fribourg / Vandenhoeck & Ruprecht Göttingen. (ردمك ) / (ردمك )
  • Tobin, Vincent Arieh (1989). Theological Principles of Egyptian Religion. P. Lang.  .
  • Webb, Stephen (2018). Clash of Symbols: A Ride Through the Riches of Glyphs. Springer.  .
  • Wilkinson, Richard H. (1992). Reading Egyptian Art: A Hieroglyphic Guide to Ancient Egyptian Painting and Sculpture. Thames & Hudson.  .

قراءة متعمقة

روابط خارجية

اقرأ أيضا

موسوعات ذات صلة :