أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عباس النجاشي الأسدي المعروف بالنجاشي وابن الكوفي، من علماء الشيعة الإمامية في علم الرجال. عاش في أواخر القرن الرابع والنصف الأوّل من القرن الخامس، صاحب كتاب فهرس أسماء مصنّفي الشيعة المعروف برجال النجاشي الذي يعدّ في طليعة الكتب الرجالية الشيعية على الإطلاق.
أحمد بن علي النجاشي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 982[1] بغداد |
الوفاة | سنة 1058 (75–76 سنة)[1] سامراء |
مواطنة | الدولة العباسية |
الحياة العملية | |
المهنة | عالم الرجال |
ولادته ونسبه وكنيته
لم تتعرض كتب الرجال والتاريخ للحديث إلى مكان ولادته سوى ما قيل من أنّه ولد في شهر صفر عام 372هـ ق.[2] نعته البعض بالبغدادي وآخرون بابن الكوفي.[3]
وقد أنهى النجاشي سلسلة نسبه إلى عدنان الجدّ العشرين للنبي محمد.[4] وجدّه -كما قال هو- عبد الله النجاشي الذي ولّي الأهواز وكتب إلى الحسين بن علي يسأله، وكتب الحسين إليه الرسالة المعروفة بـ«الرسالة الأهوازية».[4]
الدراسة
تلمّذ النجاشي في السنين الأوّلى من حياته على والده علي بن أحمد بن عباس النجاشي، وما أن بلغ الثالثة عشرة من عمره حتى خاض في علم الحديث وقراءة القرآن في مسجد اللؤلؤي كما أشار هو إلى ذلك حينما قال: «كنت أتردد إلى المسجد المعروف ب (مسجد اللؤلؤي) وهو مسجد (نفطويه) النحوي، أقرأ القرآن على صاحب المسجد وجماعة من أصحابنا يقرؤن (كتاب الكافي) على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي».[5]
أسفاره
امضي أحمد بن علي النجاشي جلّ عمره في بغداد ولم يخرج منها إلا في سفرات محدودة من أجل زيارة العتبات المقدسة. ومن جملة تلك الأسفار السفر إلى النجف الأشرف والتي جاور خلالها مقام علي بن أبي طالب فترة، وسفره إلى سامراء وبالإضافة إلى سفرة إلى كلّ من مكة المكرمة ومدينة البصرة، ومنها رجوعه بين الحين والآخر إلى موطنه الأصلي الكوفة حيث سمع الحديث هناك وأجيز به أو أجازه لغيره.[4]
یقولون عنه
نقل محمد باقر الخوانساري عن عبد النبي الجزائري في كتاب الحاوي أنه قال: «النجاشي رجل جليل القدر وعالم عظيم الشأن في ضبط أحوال الرجال ولضبطه ودقته وتبحره يرجع المتأخرون عنه إلى جرحه وتعديله».[6]
وقال المحدث القمي: «الشيخ الثقة الثبت الجليل، النقاد البصير، والمضطلع الخبير. كان رحمه الله صاحب كتاب الرجال المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة العلماء الإمامية المرموز بـ(جش). وكان من أعظم أركان الجرح والتعديل، وأعلم علماء هذا السبيل وهو الرجل كلّ الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه».[7]
أساتذته
تلمذ النجاشي عند فحول علماء عصره كالشيخ المفيد و الشيخ الصدوق والسيد المرتضى وأخيه الرضي و ابن الغضائري . وذكر البعض أن النجاشي تلمّذ على يد كل من الأعلام:
1. والده علي بن أحمد بن عباس النجاشي.
2. أحمد بن محمد بن عمران المعروف بـ «ابن الجندي». وهو أوّل من تلمّذ عليه يقول الـ«أغا بزرك الطهراني».[8]
3. أحمد بن محمد بن موسي المعروف بـ «ابن وصلة الأهوازي».
4. أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بـ «ابن عبدون» أو «ابن الحاشر».
5. أحمد بن علي بن عباس السيرافي المعروف بـ"ابن نوح السيرافي".
6. أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد.
7. القاضي أبو عبد الله الجعفي.
8. أبو الحسين بن محمد بن أبي سعيد.
9. حسن بن أحمد بن إبراهيم.
10. حسن بن أحمد بن محمد المعروف بـ «ابن هيثم العجلي».
11. حسن بن محمد بن يحيي الفحام.
12. أبو عبد الله حسين بن عبيد الله الغضائري.
13. حسين بن أحمد بن موسي.
14. حسين بن جعفر بن محمد المخزومي المعروف بـ «ابن الخمري».
15. سلامة بن ذكاء الموصلي.
16. عباس بن عمر بن عباس المعروف بـ «ابن أبي مروان».
17. عبد الواحد بن مهري.
18. عبد السلام بن حسين الأديب.
19.عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بـ «أبي محمد الحذاء الدعلجي».
20. عثمان بن حاتم منتاب التغلبي.
21. عثمان بن أحمد الواسطي.
22. علي بن أحمد بن محمد القمي المعروف بـ «ابن أبي جيد».
23. أبو القاسم علي بن شبل بن أسد.
24. أبو الحسن محمد بن أحمد القمي.
25. محمد بن جعفر الأديب المعروف بـ «أبي الحسن التميمي».
26. محمد بن عثمان بن حسن المعروف بـ «النصيبي المعدل».
27. محمد بن علي بن شاذان القزويني.
28. محمد بن علي بن يعقوب المعروف بـ «أبي الفرح القنائي الكاتب».[4]
آثاره ومصنفاته
ترك النجاشي الكثير من المصنفات، منها:
- فهرس أسماء مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي. ويعدّ من أهم المصنفات التي خطّها يراع النجاشي حيث لا يزال- مع مرور ما يقرب من الألف عام على تأليفه- المرجع الأم في الجرح والتعديل ولم يفقد مكانته المرجعية رغم صدور المئات من الكتب الرجالية طوال تلك الفترة. وهو صاحب الكلمة الأولى باعتراف كبار الرجاليين والفقهاء والمحدثين ورأيه هو الراجح والمقدم عن التعارض بينه وبين غيره.
وفاته
توفي النجاشي سنة 450 هـ ق في منطقة مطر آباد أو مطير آباد بالقرب من سامراء. وكان العلامة الحلي (المتوفى 726هـ ق) أوّلَ من سجّل تاريخ ومكان وفاته في كتابه خلاصة الاقوال.
وقد ردّ شبير الزنجاني على ما سجله العلامة الحلي مستدلا عليه بأنّ النجاشي قد ذكر في ترجمته لأبي يعلى محمد بن حسن بن حمزة الجعفري أنّه توفي في رمضان سنة 463 هـ ق مما يعني أنّ الرجل بقي حيّا إلى ما بعد هذا التاريخ؛ إذ من المستحيل أن يترجم المتوفى سنة 450هـ ق لشخصية توفيت بعده بأكثر من عشر سنين.[9]
المصادر
- معرف ملف استنادي دولي افتراضي (VIAF): https://viaf.org/viaf/90057122 — تاريخ الاطلاع: 25 مايو 2018 — الرخصة: Open Data Commons Attribution License
- الحلي، حسن بن يوسف، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال. نشر الفقاهة، 1417هـ ق.
- الزركلي،خير الدين، الأعلام. بيروت: دار العلم، 1980 م.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي. قم: جامعة المدرسين، 1416هـ ق.
- بحر العلوم، السيد محمد مهدي، الفوائد الرجالية. طهران: مكتبة الصادق، 1363 هـ ش.
- الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات. قم: اسماعيليان، بلا تا.
- القمي، عباس، الكنى والألقاب. طهران: مكتبة الصدر، بلا تا.
- الطهراني، أقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة. بيروت: دار الأضواء، 1403 هـ ق.
- مقال أبو العباس نجاشي وعصر وي.