الرئيسيةعريقبحث

إيمي نويثر

رياضياتية ألمانية

☰ جدول المحتويات


أماليا إيمي نويثر (23 مارس 1882 - 14 أبريل 1935) هي عالمة رياضيات ألمانية، مشهورة بإسهامها الهامة في الجبر التجريدي والفيزياء النظرية.[15] وصفها بافل ألكسندروف وألبرت أينشتاين وهيرمان فايل ونوربرت فينر بأنها أهم امرأة في تاريخ الرياضيات.[16] قامت بثورة جبارة في الجبر التجريدي بفروعه الزمر والحلقات والحقول. وفي الفيزياء مثلّت مبرهنة نويثر أول أساس لوصف الصلة ما بين التناظر وقوانين انحفاظ الطاقة.

إيمي نويثر
(بالألمانية: Amalie Emmy Noether)‏ 
Noether.jpg
 

معلومات شخصية
اسم الولادة (بالألمانية: Amalie Emmy Noether)‏ 
الميلاد 23 مارس 1882[1][2][3][4][5][6][7] 
إرلنغن[8][2][9] 
الوفاة 14 أبريل 1935 (53 سنة) [8][2][3][4][5][6][10] 
برين مار[2] 
سبب الوفاة كيسة مبيضية 
مواطنة Flag of Germany.svg ألمانيا 
العرق يهودية[11] 
عضوة في الجمعية الرياضياتية الألمانية 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة إرلنغن نورنبيرغ (1900–1907)[2]
جامعة غوتينغن
جامعة هايدلبرغ 
تخصص أكاديمي رياضيات  
شهادة جامعية دكتوراه 
مشرف الدكتوراه بول غوردان 
طلاب الدكتوراه غريت هيرمان،  وأوتو شيلينغ،  وإرنست ويت،  وفيرنر ويبر 
المهنة رياضياتية[2]،  وفيزيائية،  وأستاذة جامعية 
الحزب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (1922–1924)
الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني المستقل (1919–1922) 
اللغات الإنجليزية،  والفرنسية،  والألمانية[12] 
مجال العمل جبر،  وجبر تجريدي،  وفيزياء نظرية،  ونظرية الحقول 
موظفة في جامعة غوتينغن[13]،  وكلية برين ماور[14]،  وجامعة إرلنغن نورنبيرغ 
أعمال بارزة مبرهنة نويثر[13] 

نشأت إيمي وسط عائلة يهودية بمدينة إرلنغن التابعة لولاية بافاريا الألمانية ، كان والدها ماكس نويثر عالم رياضيات. كانت قد خططت مسبقا لتدريس اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، ولكن بدلا من ذلك درست الرياضيات في جامعة إرلنغن حيث كان والدها يعمل محاضرا هناك. بعد الانتهاء من رسالتها في عام 1907 والتي كانت تحت اشراف بول غوردون، عملت في معهد إرلنغن للرياضيات بدون أن تأخذ أجر لمدة سبع سنوات. (في ذلك الوقت كانت النساء مستبعدين تماما عن تولي المناصب الأكاديمية). في عام 1915، تم إستدعائها من قبل ديفيد هيلبرت وفيليكس كلاين للانضمام إلى قسم الرياضيات في جامعة غوتنغن،وكان هذا المركز له شهرة عالمية في مجال الأبحاث الرياضية. وقد إعترضت كلية العلوم الفلسفية وعلى الرغم من ذلك، أمضت اربع سنوات تحاضر تحت اسم هلبرت. في عام 1919 تمت الموافقة لها على شهادة التأهل للأستاذية. ظلت نويثر عضوة بارزة في قسم الرياضيات لغوتنغن حتى عام 1933. وطلابها كانو يسموا أحيانا بأولاد نويثر. في عام 1932 انتقلت نويثر إلى الولايات المتحدة لتولي منصب في كلية برين ماور في بنسلفانيا. وفي عام 1935 خضعت لعملية جراحية لكيس المبيض، وعلى الرغم من بدايات تحسنهاإلا انها توفت بعدها بأربعة أيام عن عمر يناهز 53عاما في 14 ابريل. ولقد قسمت أعمال نويثر إلى ثلاث عصور.[17]

حياتها الخاصة

عاشت نويثر في المدينة البافارية التابعة لارلنغن، وصفت هنا في بطاقة بريدية عام 1916

ينحدر والد ايمي ماكس نويثر من عائلة تعمل في مجال التجارة بألمانيا. في عمر الأربغة عشر أُصيب بشلل الأطفال وبعد فترة أستطاع المشي مرة أخرى ولكن ظلت ساق واحدة متضررة. حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة هايدلبرغ في عام 1868، وقام بالتدريس هناك لمدة سبع سنوات حتى أصبحت له مكانة في المدينة البافارية وتزوج من ايدا أماليا كوفمان ابنة أحد التجار المزدهرين بالمدينة البافارية.[18][19][20][21] كان ماكس له إنجازاته العظيمة وخاصة في مجال الهندسة الجبرية متبعا خطى الفريد. وُلدت ايمي نويثر يوم 23 مارس عام 1882م، وكانت الأولى من أربعة أطفال. كان اسمها الأول "أمالي" ولكنها بدأت في استخدام اسمها الأوسط في سن مبكر عندما كانت فتاة صغيرة. كانت فتاة محبوبة وعلى الرغم من أنها لم تبرز على المستوى الأكاديمي إلا أنها كانت معروفة بذكائها وحب الناس لها. أثناء طفولتها كانت تعانى من قصر النظر. يحكي صديق للعائلة حول مدى شدة ذكاء ايمي حيث أنها كانت في حفلة للاطفال وأستطاعت أن تحل دعابة تعتمد على التفكير بسرعة وذلك أظهر مدى فطنتها وذكائهافي سن مبكر.[22] تعلمت الطهي والتنظيف مثلها مثل معظم الفتيات في ذلك الوقت، وأخذت دروس في العزف على البيانو. لم تتابع أي من تلك الأنشطة بشغف ابدا على الرغم من أنها احبت الرقص.[19][23]

ايمي نويثر مع أخوتها ألفريد ، فريتز وروبرت قبل عام 1918.

لديها ثلاثة أخوة أصغر سنا أكبرهم ألفريد ولد عام 1883 حصل على شهادة الدكتوراة في الكيمياء من جامعة ارلنغن عام 1909. لكنه توفي في وقت لاحق بعد تسع سنوات. فريتز نويثر، ولد عام 1848 وكان مشهورا بإنجازاته الأكاديمية حيث بعد دراسته في جامعة ميونيخ جعل لنفسه سمعة في مجال الرياضيات التطبيقية. وأصغرهم غوستاف روبرت ولد عام 1889 لم يتم معرفة الكثير عن حياته حيث كان يعاني من مرض مزمن وتوفي عام 1928 م.[24][25]

المرحلة الأولى (1907-1919)

من بداية دراستها حتى ترقيتها إلى استاذ مساعد قامت بدراسة اللامتباينات الجبرية (algebraic invarients) ونظريات حقول الاعداد (number fields)، فاسهمت في تطوير اللامتباينات التفاضلية في علم حساب التغيرات. وجاء أهم اسهام لها يذكره تاريخ الرياضيات وهو مبرهنة نويثر في نفس الفترة الزمنية.

المرحلة الثانية (1919-1926)

غيّرت وجه الجبر المجرد، فعممت مفهوم القدوة (ideal) في الحلقات الابدالية، واستخدمت بطريقة رشيقة شرط السلسلة التصاعدية في ذلك المفهوم فنتج من ذلك كيان رياضي تمت تسميته النويثيريان تقديرا من علماء الرياضيات لدورها.

المرحلة الثالثة (1926-1935)

وجّهت اهتمامها نحو الحلقات اللا ابدالية والارقام الفائقة المركبة، كما تمكنت من توحيد نظرية التمثيل للزمر مع الـ (modules & ideals) كما أنها ساعدت الكثير من العلماء في مجالات رياضية بعيدة عن الجبر مثل التوبولوجي ولكن من وجهة نظر جبرية، مما ساعد على نمو علم التوبولوجيا الجبرية.

دراستها

جامعة إرلنغن نورنبيرغ

بول غوردان هو مشرف رسالة الدكتوراه الخاصة بايمي نويثر والتي كانت عن اشكال الثوابت من الدرجة الثانية

قدّم بول غوردان العديد من الخدمات الاستشارية في رسالة دكتوراة إيمي نويثر التي تكون في مجال الثوابت.وأتقنت إيمي كلا من اللغة الإنجليزية والفرنسية في وقت قصير.في ربيع عام 1900،إمتحنت في هاتين اللغتين وحصلت على درجات جيدة جدًا.وبفضل هذا الإداء المتميز جعلها تحصل على حق التدريس في مدارس البنات؛لكنها قررت بأن تستمر في عملها في جامعة إرلنغن نورنبيرغ.وكان هذا القرار قرار غير مألوف؛لأن مجلس اعيان الجامعة قبل عامين أوضحوا أن التعليم المشترك سوف يفسد النظام الإكاديمي.[26] وقد سُمح بإجراء عمليات الرقابة أكثر من حضور إيمي الدروس ولقد كانت إحدى الطلبة في جامعة متكونة من 986طالباً؛لذلك كان يجب الحصول على إذن خاص من أساتذة الجامعة لحضور محاضراتهم أيضًا.وبالرغم من كل هذه العوائق إلا أنها أجتازت امتحان التخرج بتفوق في Realgymnasium في مدينة نورنبرغ في ألمانيا) وذلك في تاريخ 14 يوليو 1903.[27][28][29] درست في جامعة غوتنغن في موسم الشتاء من عام 1903-1904،وانضمت لمحاضرات عالم الفيزياء كارل شوارتزشيلد،وعالم الرياضيات هيرمان مينكوفسكي،واوتو بلومنتال، فيليكس كلاين وديفيد هيلبرت.وبعد فترة قصيرة اُلغيت القيود على حضور السيدات المحاضرات في هذه الجامعة. وعادت إيمي نويثر لجامعة إرلنغن نورنبيرغ والتحقت بها رسمياً في التاريخ الموافق 24 أكتوبر عام 1904 وذكرت أنها تريد التركيز أكثر في علم الرياضيات. في عام 1907 كتبت ايمي رسالة علمية اسمها (بالألمانية: Über die Bildung des Formensystems der ternären biquadratischen Form)‏ وكانت تحت اشراف بول غوردان وقالت ايمي بخصوص هذه الرسالة العلمية أنها تعتبر "قمامة" بالرغم من أنها تم إستقبالها بشكل جيد.[30][31][32] وقامت بالتدريس لمدة سبع سنوات من عام 1908 إلى عام 1915 في معهد الرياضيات بجامعة إرلنغن نورنبيرغ بدلا من والدها الذي كان في وضع لا يسمح له بإلقاء المحاضرات ؛نظراً لمرضه من حين لآخر وكانت لا تقتضي أجرا مقابل ذلك.في عام 1910 و1911 قامت بنشر امتداد لرسالتها العلمية حيث قامت بتحويل ثلاث متغيرات إلى المتغير (ن). واُحيل غوردان على المعاش في أوائل عام 1910،لكنه داوم على إلقاء المحاضرات مع خليفه "ايرهارد شميت" الذي غادر بعد مدة وجيزة ليشغل منصباً ما في فروتسواف.وترك غوردان نهائياً التدريس في الجامعة في عام 1911 وذلك بسبب مجيء إرنست فيشر الذي حلّ مقام "ايرهارد شميت"،وتُوفي في شهر ديسمبر عام 1912.ووفقاً لهيرمان فايل أن فيشر كان يعتبر مصدر إلهام هام على نويثر؛نظراً لتقديم نفسها لاسيما مع أعمال ديفيد هيلبرت.ومن عام 1913-1916،قامت نويثر بتوسيع سعة نطاق أساليب هيلبرت،وطبقت العديد من العمليات الحسابية مثل فضاء رياضي للدالة الكسرية وثوابت المجموعات المحدودة، وقامت بنشر ما كتبته من مقالات.وتعتبر هذه المرحلة بداية اتصال بالجبر التجريدي في مجال الرياضيات التي تعتبر رائدة فيه بفضل مساهماتها. وساهم نويثر وفيشر في علم الرياضيات وهم مستمتعون، وفي أغلب الوقت كان تستمر مناقشاتهما حتى بعد انتهاء المحاضرات.وعُرف أن نويثر كانت بترسل أفكارها المستمرة حول علم الرياضيات لفيشر عن طريق البطاقات البريدية.[33][34][35]

كانت تستخدم ايمي نويثر احيانا البطاقات البريدية لمناقشة الجبر المجرد مع زميلها ارنست فيشر ، وختمت هذه البطاقة يوم 10ابريل عام 1915 م.

جامعة غوتنغن

في عام 1915 دعا ديفيد هيلبرت نويثر للانضمام إلى قسم الرياضيات بجامعة غوتنغن، مما شكل تحديا لآراء بعض زملائه أن المرأة لا ينبغي أن يسمح لها بلتدريس في الجامعة.

في أوائل عام 1915 قام كلا من دايفيد هيلبرت وفليكس كلاين بدعوة ايمي نويثر للعودة إلى جامعة غوتنغن. على الرغم من جهودهم لتعيينها إلا أن علماء اللغة والمؤرخين في كلية الفلسفة قاموا بالرفض التام وأصروا على أنها غير مؤهلة. وقال أحد أعضاء هيئة التدريس معترضا " ماذا سيفكر جنودنا عند عودتهم إلى الجامعة ويكتشفوا أنهم سيتعلموا عند قدمي امرأة؟"[36][37] ورد هيلبرت وهو غاضب قائلا " أنا لا أرى أن الجنس المرشح هو حجتكم للأعتراف بمؤهلاتها العلمية، وفي النهاية نحن جامعة وليس حمام منزل" [38][39][40][41] غادرت ايمي نويثر غوتنغن في اواخر شهر ابريل، بعد أسبوعين توفيت والدتها فجأة في إرلنغن. وقد كانت في وقت سابق قد تلقت رعاية صحية من أجل حالة عينيها ولكن تأثير ذلك على موتها كان مجهولا. في نفس الوقت تقريبا تقاعد الأب نويثر وانضم شقيقها للجيش الألماني من أجل الخدمة في الحرب العالمية الأولى. عادت ايمي إلى إرلنغن لعدة أسابيع، وقضت معظمهم لرعاية والدها المسن.[42] خلال السنوات الأولى لها في مجال التدريس بجامعة غوتنغن لم يكن لديها مكانة رسمية ولم تأخذ أي أجر. ودفعت عائلتها لها المسكن والمأكل وقاموا بدعم عملها الأكاديمي. غالبا ما كان يتم الإعلان عن محاضراتها تحت اسم هلبرت، وأنها سوف تقوم بالمساعدة. بعد وقت قصير من وصولها إلى جامعة غوتنغن أثبتت ايمي نويثر قدراتها عن طريق إثبات نظرية تعرف الآن باسم نظرية نويثر. قال علماء الفيزياء الأمريكان ليون ليدرمان وكريستوفر هيل في كتابهما التماثل والكون الجميل أن نظرية نويثر هي بالتأكيد واحدة من أهم النظريات الرياضية التي ثبتت توجيه تطور الفيزياء الحديثة وربما كانت على قدم المساواة بنظرية فيثاغورس.[43]

سمح قسم الرياضيات في جامعة غوتنغن نويثر في عام 1919 للتأهيل ، وبعد أربع سنوات كانت قد بدأت المحاضرات في الجامعة.

عندما انتهت الحرب العالمية الأولى، ادت الثورة الألمانية 1918-1919 إلى تغير كبير في الأوضاع الأجتماعية، تضمن ذلك المزيد من الحقوق للمرأة. في عام 1919 سمحت جامعة غوتنغن لنويثر المضي قدما في التأهيل العلمي، وعقد الامتحان الشفوي لها في أواخر مايو، وحصلت على تأهيلها بنجاح في يونيو. وبعد ثلاث سنوات حصلت على رسالة من وزير روسيا للعلوم والفنون، والتعليم العام وكانت الرسالة تحت اسم nicht beamteter ausserordentlicher Professor (أستاذ غير متفرغ بحقوق إدارية داخلية محدودة وبمهام.[44]) وكان هذا منصب "استثنائي" بدون أجر حيث كانت لها مكانة في الخدمة المدنية. على الرغم من أنه كان يدرك اهمية عملها إلا كان هذا التعيين بدون اجر. لم تقتضي نويثر أي أجر مقابل محاضراتها حتى حصلت على منصب خاص في Lehrbeauftragte für Algebra بعد عام.[45][46][47]

أعمالها البارزة في الجبر التجريدي

على الرغم من أن نظرية نويثر كان لها تأثير عميق على الفيزياء، إلا أنها كان لها دور كبير في مجال الرياضيات لمساهماتها المؤثرة في الجبر التجريدي. كتب ناثان جاكوبسون في مقدمة بحثه عن نويثر أن "تطور الجبر المجرد، يُعد واحد من أهم الابتكارات المميزة للرياضيات في القرن العشرين، ويرجع ذلك إلى حد كبير لايمي نويثر - في أبحاثها المنشورة، في المحاضرات، وفي التأثير الشخصي على المعاصرين.[48]

المحاضرات والطلاب

في جامعة غوتنغن، أشرفت نويثر على أكثر من عشرة من طلاب الدكتوراة. وكانت أول تلميذة هي غريت هيرمان، التي دافعت عن نويثر بأطروحة لها في فبراير عام 1925. وتحدثت بأحترام عنها في "أطروحة الأم".[49] كما عملت بشكل وثيق مع وولفغانغ كرول الذي كان متقدم جدا في الجبر التبادلي وتسنغ جيانغ تشى صاحب نظرية "تسنغ".[50]

ايمي نويثر عام 1930م .

بالإضافة إلى بصيرتها الرياضية، كانت نويثر تحظى بأحترام الآخرين. على الرغم من أنهاكانت أحيانا تتصرف بوقاحة تجاه الذين يعارضونها، إلا انهاكتسبت سمعة حسنة بسبب صبرها ومساعدتها المفيدة للطلاب الجدد. بسبب حرصها الشديد ودقتها في الرياضيات أدى إلى جعل زميلها في الجامعة يقول عليها أنها "ناقدة متعصبة".[51] وقام زميل لها في وقت لاحق بوصفها على النحو التالي " متواضعة جدا وخالية من الغرور، إنها لم تحتفظ بأي شيء لنفسها وكانت ترفع من شأن أعمال طلبتها.[52] كانت حياتها بسيطة جدا لأنها لم تكن تقتضي أجرا من الجامعة وحتى بعد أن بدأت الجامعة تعطيها أجرا بسيطا في عام 1932م أستمرت ايمي نويثر في عيش حياتها ببساطة وتواضع. في وقت لاحق في حياتها كانت تأخذ أجرا أكثر سخاء ولكنها كانت تقوم بحفظ نصف راتبها من اجل ابن اخيها غوتفريد نويثر.[53] أشار كتاب السيرة الذاتية أن ايمي نويثر لم تكن تبالي بمظهرها أو مبادئها ولكنها كانت تركز أكثر على دراستها. عالمة جبر مشهورة تُدعى أولغا توسكي تود اجتمعت مع ايمي نويثر على الغداء وقالت بأنها كانت مستغرقة تماما في مناقشة الرياضيات وكانت تأكل بطريقة غير لائقة حيث كان الطعام دائما يقع على فستانها وهي غير مهتمة على الإطلاق.[54] كانت لا تهتم بمظهرها على الإطلاق حيث أنها كانت في محاضرة وكان شعرها في حالة من الفوضى وخلال فترة الاستراحة قام طالبتين بالذهاب للتعبير عن اهتمامهم بها ولكنهم لم يستطيعوا التحدث معها بسبب مناقشتها للرياضيات مع الطلبة بطريقة حيوية.[55]

وفاتها

في عام 1935 إكتشف الأطباء وجود ورم في رحمها، وكانوا قلقين من وجود مضاعفات بعد إجراء عملية ولكنهم أمروا بأن ترتاح في الفراش لمدة يومين أولا وخلال العملية إكتشفوا وجود ورم بحجم ثمرة الشمام.[56] وقد كان هناك أيضا أورام اخرى صغيرة ولكن أعتقد الأطباء بأنها اورام حميدة ولا تحتاج إلى أزالتها وذلك حتى لاتطول مدة العملية الجراحية. وبعد انتهاء العملية ظلت لمدة أربعة ايام طبيعية وشفيت بسرعة ولكن في يوم 14 ابريل سقطت نويثر فاقدة للوعي وارتفعت درجة حرارتها إلى 109 درجة فهرنهايت (42.8 درجة مئوية) وتوفيت. وكتب أحد الأطباء "أنه ليس من السهل أن أقول ماحدث للدكتورة نويثر، حيث أنه من المحتمل أنه كان هناك شكلا من أشكال الإصابة إجتاح المخ وأثر على مراكز الحرارة في الجسم".[57]

لا يزال رفات نويثر موجودا تحت الممشى الذي يحيط اروقة مكتبة توماس بجامعة برين ماور

بعد وفاة نويثر ببضعة أيام قام أصدقائها والمقربين لها بإقامة حفل تأبين صغيرة في منزل رئيس الكلية "بارك". هيرمان ويل وريتشارد براور سافروا إلى جامعة برينستون، وتحدثوا مع ويلر وتوسكي عن زميلتهم الراحلة.لا يزال رفات نويثر موجودا تحت الممشى الذي يحيط اروقة مكتبة توماس بجامعة برين ماور.[58]

العمل في الجبر التجريدي

بدأ عمل نويثر في الجبر في عام 1920، ونشرت بعد ذلك مقالة حول نظرية المُثُل التي حددت فيها مع عالم الرياضيات فيرنر شميدلر المُثُل اليمنى واليسرى في الحلقة. نشرت نويثر في العام الذي يليه مقالة بعنوان "Idealtheorie in Ringbereichen" تشرح فيها حالات السلسلة المتصاعدة فيما يتعلق بالمُثُل الرياضية. علّق عالم الجبر الشهير إرفينغ كابلانسكي على مقالة نويثر ووصفها بأنها ثورية،[59] وأدت هذه المقالة إلى ظهور مصطلح "حلقة نويثرية" وتسمية العديد من المواضيع الرياضية الأخرى باسمها.[60][61]

وصل عالم رياضيات هولندي شاب يدعى بارتل ليندارت فان دير ويردين إلى جامعة غوتنغن في عام 1924، وبدأ على الفور العمل مع نويثر التي قدمت طرائق قيّمة من التصور التجريدي. قال فان دير ويردين في وقتٍ لاحق أن إبداعها كان يفوق المقارنة.[62] نشر فان دير ويردين نصًا بعنوان "الجبر الحديث" في عام 1931، وهو نص رئيسي في هذا المجال ويحتوي على بعض أعمال نويثر في قسمٍ منه. أدرج فان دير ويردين اسم نويثر في النص على الرغم من أنها لم تكن تحب التقدير أو تسليط الضوء عليها.[62][63][64]

كانت زيارة فان دير ويردين جزءًا من تجمّع علماء الرياضيات من جميع أنحاء العالم في جامعة غوتنغن، والتي أصبحت مركزًا رئيسيًا للبحوث الرياضية والفيزيائية. حاضر عالم الطبولوجيا الروسي بافل ألكساندروف في الجامعة من عام 1926 حتى عام 1930، وسرعان ما أصبح هو ونويثر صديقان حميمان. بدأ يشير إليها باسم "دير نويثر" مستخدماً التابع الألماني المذكر كمصطلح محبب لإظهار احترامه.

حاولت نويثر أن تؤمّن له وظيفة في جامعة غوتنغن كأستاذ دائم، ولكنها كانت قادرة فقط على مساعدته في الحصول على منحة دراسية من مؤسسة روكفلر.[62][63][64] التقى الاثنين بانتظام واستمتعوا بمناقشات حول تقاطعات الجبر والطوبولوجيا. أطلق ألكسندروف على إيمي نويثر لقب "أعظم عالمة رياضيات في كل العصور".

طلاب الدراسات العليا والمحاضرات المؤثرة

بالإضافة إلى نظرتها الرياضية اكتسبت نويثر الاحترام نظرًا لمراعاتها واحترامها للآخرين. كانت تتصرف في بعض الأحيان بوقاحة تجاه من كان يختلف معها في الرأي، ولكنها اكتسبت سمعة جيدة بسبب مساعدتها المستمرة وتوجيهها للطلاب الجدد.

أدى إخلاصها للدقة الرياضية إلى تسميتها "ناقدة شديدة" من قبل أحد زملائها.[65] وصفها أحد الزملاء فيما بعد بهذه الطريقة: "لم تكن نويثر تدّعي أي شيء لنفسها وليست مغرورة، لكنها كانت تدعم أعمال طلابها قبل كل شيء".[66]

التقدير

حصل كل من إيمي نويثر وإميل آرتين على جائزة أكرمان- تيوبنر التذكارية لمساهمتهما في الرياضيات في عام 1932.[60] تضمنت الجائزة مكافأة نقدية قدرها 500 رايخ مارك ألماني، واعتُبرت تقديرًا رسميًا طال متأخرًا لعملها الكبير في هذا المجال.

احتفل زملاء نويثر بعيد ميلادها الخمسين في عام 1932 بأسلوب علماء الرياضيات النموذجيين. كتب هيلموت هاس مقالًا لها في صحيفة "Mathematische Annalen" أكد فيه شكوك نويثر في أن بعض جوانب الجبر غير التبادلي أبسط من تلك الخاصة بالجبر التبادلي عن طريق إثبات قانون المقلوبية غير التبادلية.ر ألقت نويثر خطابًا عامًا حول الأنظمة المعقدة للغاية في علاقاتهم بالجبر التبادلي ونظرية الأعداد في المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات في زيورخ في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1932. حضر المؤتمر 800 شخص ومن بينهم زملاء نويثر مثل هيرمان ويل، وإدموند لانداو، وولفغانغ كرول.

قُذّم 420 مشاركًا رسميًا و 21 خطابًا عامًا، وكانت طريقة كلام نويثر تدل على أهمية إسهاماتها في الرياضيات. يوصف هذا المؤتمر في بعض الأحيان على أنه مرحلة لامعة في حياتها المهنية.[67]

الطرد من غوتنغن على يد الرايخ الثالث

ازداد النشاط النازي في جميع أنحاء البلاد بشكل كبير بعد استلام أدولف هتلر رئاسة الرايخ الألماني في كانون الثاني/يناير عام 1933. قادت رابطة الطلاب الألمان في جامعة غوتنغن الهجوم على "الروح غير الألمانية" المنسوبة لليهود، وأيد هذا الهجوم شخص يدعى فيرنر ويبر، وهو أحد طلاب نويثر. خلقت المواقف المعادية للسامية مناخًا معاديًا للأساتذة اليهود، ونتيجةً لذلك طالب أحد المحتجين بالتالي: "يريد الطلاب الآريون الرياضيات الآرية وليس الرياضيات اليهودية." [68]

كان من بين الإجراءات الأولى لإدارة هتلر هي قانون استعادة الخدمة المدنية المهنية الذي يزيل اليهود والموظفين الحكوميين المشتبه بهم سياسياً (بما في ذلك أساتذة الجامعات) من وظائفهم ما لم يظهروا ولائهم لألمانيا من خلال الخدمة في الحرب العالمية الأولى. تلقت نويثر إشعارًا من وزارة العلوم والفنون والتعليم العام في بروسيا مفاده كالتالي: "بناءً على الفقرة 3 من قانون الخدمة المدنية الصادر في 7 نيسان/أبريل 1933، فإنني أسحب بموجب هذا القانون حقك في التدريس في جامعة غوتنغن".[69] أُقصي العديد من زملاء نويثر من مناصبهم في مجال التعليم بمن فيهم ماكس بورن وريتشارد كورانت.[70]

قبلت نويثر القرار بهدوء، وقدمت الدعم للآخرين خلال هذا الوقت العصيب. كتب هيرمان ويل في وقت لاحق: "كانت إيمي نويثر في شجاعتها وصراحتها وعدم اهتمامها بمصيرها وروحها التصالحية عزاءًا أخلاقيًا في خضم كل الكراهية، واليأس، والحزن المحيطين بنا".[71] لم تفقد نويثر تركيزها على الرياضيات، وجمعت الطلاب في شقتها لمناقشة نظرية حقل الفصل.

لاجئة في برين ماور وبرينستون في أمريكا

عندما بدأ العشرات من الأساتذة العاطلين عن العمل في البحث عن وظائف خارج ألمانيا، سعى زملاؤهم في الولايات المتحدة إلى توفير المساعدة وفرص العمل لهم. عُيِّن ألبرت أينشتاين وهيرمان ويل من قبل معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، بينما عمل آخرون على إيجاد راعٍ للهجرة القانونية. تواصل ممثلو كلية برين ماور بالولايات المتحدة وكلية سومرفيل في جامعة أكسفورد في إنجلترا مع نويثر، وبعد سلسلة من المفاوضات مع مؤسسة روكفلر وافق المعنيون على تقديم منحة برين ماور لنويثر، وتولت منصب هناك ابتداءً من أواخر عام 1933.[72]

التقت نوثير مع آنا ويلر التي درست في غوتنغن قبل وصول نويثر إلى هناك في برين ماور. كان رئيس برين ماور الذي يُدعى ماريون إدواردز بارك أحد مصادر الدعم الأخرى في الكلية، ودعا بحماس علماء الرياضيات في المنطقة لرؤية الدكتورة نويثر في العمل.[71] عملت نويثر وفريق صغير من الطلاب بسرعة بالاعتماد على كتاب فان دير ويردين "الجبر الحديث" الذي أُصدر في عام 1930، وأجزاء من نظرية إريك هيكي لنظرية الأعداد الجبرية. [82]

بدأت نويثر بإلقاء محاضرات في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون بدعوة من أبراهام فليكسنر وأوزوالد فيبلن في عام 1934. عملت أيضًا مع أبراهام وألبرت وهاري فانديفر وأشرفت عليهم.

قضت نويثر وقتًا ممتعًا في الولايات المتحدة حيث كانت محاطة بزملائها الداعمين ومحاطة بمواضيعها المفضلة.[71] عادت لفترة قصيرة إلى ألمانيا لرؤية إميل أرتين وشقيقها فريتز قبل مغادرته إلى تومسك في صيف عام 1934. كانت نويثر قادرة على استخدام المكتبة كباحثة أجنبية على الرغم من أن العديد من زملائها السابقين قد أُجبروا على الخروج من الجامعات.[73]

مراجع

  1. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb122997164 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  2. وصلة : معرف موسوعة بريتانيكا على الإنترنت — العنوان : Encyclopædia Britannica
  3. وصلة : معرف موسوعة بريتانيكا على الإنترنت — تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2017 — المخترع: جون أوكونور و إدموند روبرتسون
  4. معرف الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w61838w0 — باسم: Emmy Noether — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  5. فايند اغريف: https://www.findagrave.com/cgi-bin/fg.cgi?page=gr&GRid=1245 — باسم: Emmy Noether — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  6. باسم: Emmy Noether — معرف فيمبيو: http://www.fembio.org/biographie.php/frau/frauendatenbank?fem_id=20836 — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
  7. وصلة : فايند اغريف — تاريخ الاطلاع: 24 أغسطس 2019
  8. المحرر: ألكسندر بروخروف — العنوان : Большая советская энциклопедия — الاصدار الثالث — الباب: Нётер Эмми — الناشر: الموسوعة الروسية العظمى، جسك
  9. وصلة : معرف موسوعة بريتانيكا على الإنترنت — العنوان : Большая советская энциклопедия — الاصدار الثاني
  10. معرف موسوعة بروكهوس على الإنترنت: https://brockhaus.de/ecs/enzy/article/noether-amalie-emmy — باسم: Amalie Emmy Noether
  11. المخترع: جون أوكونور و إدموند روبرتسون
  12. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb122997164 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  13. https://www.sciencenews.org/article/emmy-noether-theorem-legacy-physics-math — تاريخ الاطلاع: 13 يونيو 2018
  14. http://cwp.library.ucla.edu/Phase2/Noether,_Amalie_Emmy@861234567.html — تاريخ الاطلاع: 26 مارس 2018
  15. [[Emmy|]] is the Rufname, the second of two official given names, intended for daily use. Cf. for example the résumé submitted by Noether to Erlangen University in 1907 (Erlangen University archive, Promotionsakt Emmy Noether (1907/08, NR. 2988); reproduced in: Emmy Noether, Gesammelte Abhandlungen – Collected Papers, ed. N. Jacobson 1983; online facsimile at physikerinnen.de/noetherlebenslauf.html). Sometimes Emmy is mistakenly reported as a short form for Amalie, or misreported as "Emily". e.g. Smolin, Lee, "Special Relativity – Why Can't You Go Faster Than Light?", Edge, مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018, Emily Noether, a great German mathematician نسخة محفوظة 14 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. Alexandrov 1981، صفحة 100.
  17. إيمي نويثر ^ Jump up to: a b
  18. إيمي نويثر, pp. 3–5.
  19. إيمي نويثر, p. 142.
  20. إيمي نويثر pp. 70–71.
  21. إيمي نويثر, pp. 7–9.
  22. إيمي نويثر pp. 9–10.
  23. إيمي نويثر, pp. 10–11.
  24. إيمي نويثر, pp. 25, 45
  25. .إيمي نويثر, p. 5
  26. إيمي نويثر, s. 10.
  27. إيمي نويثر, ss. 11–12.
  28. ^ إيمي نويثر, ss. 8–10.
  29. ^ إيمي نويثر, s. 71.
  30. إيمي نويثر, ss. 10–11.
  31. ^ إيمي نويثر, ss. 13–17.
  32. ^ إيمي نويثر, s. 71 write that she completed her doctorate at Göttingen, but this appears to be an error.
  33. إيمي نويثر, ss. 11–12. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. إيمي نويثر, ss. 18–24. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. إيمي نويثر, s. 143. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  36. Osen 1974, pp. 144–45. [https://web.archive.org/web/20190524051202/https://en.wikipedia.org/wiki/Emmy_Noether نسخة محفوظة 24 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  37. إيمي نويثر, p. 72.
  38. Kimberling 1981, p. 14
  39. Dick 1981, p. 32.
  40. Osen 1974, pp. 144–45.
  41. Lederman & Hill 2004, p. 72.
  42. Dick 1981, pp. 24–26.
  43. إيمي نويثر, p. 73.
  44. .Dick 1981, p. 188
  45. إيمي نويثر, pp. 14–18.
  46. إيمي نويثر, p. 145.
  47. .إيمي نويثر, pp. 33–34
  48. إيمي نويثر
  49. إيمي نويثر, p. 51
  50. إيمي نويثر, pp. 53–57
  51. إيمي نويثر pp. 37–49
  52. إيمي نويثر, p. 98.
  53. إيمي نويثر pp. 46–48
  54. .إيمي نويثر, p. 80
  55. إيمي نويثر pp. 40–41.
  56. إيمي نويثر pp. 37–38.
  57. إيمي نويثر, pp. 37–38.
  58. إيمي نويثر, p. 39.
  59. Noether 1983.
  60. Lederman & Hill 2004، صفحة 74.
  61. Osen 1974، صفحة 148.
  62. Kimberling 1981، صفحة 18.
  63. Dick 1981، صفحات 44–45.
  64. Osen 1974، صفحات 145–46.
  65. Dick 1981، صفحات 57–58.
  66. Kimberling 1981، صفحة 19.
  67. van der Waerden 1935، صفحة 100.
  68. "Emmy Amalie Noether" (biography). UK: St And. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 201904 سبتمبر 2008.
  69. Dick 1981، صفحات 72–73.
  70. Dick 1981، صفحة 188.
  71. Kimberling 1981، صفحات 26–27.
  72. Hasse 1933، صفحة 731.
  73. Dick 1981، صفحات 74–75.

موسوعات ذات صلة :