الرئيسيةعريقبحث

الإبادة الجماعية الشركسية


☰ جدول المحتويات


الإبادة الجماعية الشركسية هي عمليات تطهير عرقي وقتل وتهجير قصري[3] وإبعاد لغالبية الشركس من موطنهم التاريخي في شركيسيا، وهي المنطقة التي تشغل مساحة واسعة من شمال القوقاز وشمال شرقي سواحل البحر الأسود. وقعت الإبادة الجماعية في أعقاب حرب القوقاز خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر.[4] تهجر معظم الشركس إلى الدولة العثمانية.

الإبادة الجماعية الشركسية
Pyotr Nikolayevich Gruzinsky - The mountaineers leave the aul.jpg
"رجال الجبل يغادرون الاتحاد"، بريشة بيوتر غروزينسكي عام 1872

المعلومات
الهدف شركس 
نوع الهجوم إبادة جماعية، قتل جماعي، تهجير
الخسائر
الضحايا أكثر من 400,000 (حسب التقيرات الروسية الرسمية)
مصادر أخرى: يتراوح العدد بين ما لا يقل عن 600,000 (نسبة 3/4 من المجموع الكلي للشعب الشركسي)[1] -ليصل إلى 1,500,000 شخص كانوا قد قتلوا مع تعرض عدد مماثل للتهجير القصري.[2]
المنفذون الإمبراطورية الروسية

تعرضت الشعوب الأصلية لهذه المنطقة من الشركس إلى التطهير العرقي[5] والنفي من موطنهم عقب نهاية الحرب الروسية الشركسية. بدأت عمليات التهجير قبل نهاية الحرب عام 1864 وانجزت بمعظمها بحلول عام 1867. جرى استهداف الشركس (أو الأديغة) والوبخ والأباظة ولكن تضررت مجموعات أخرى بصورة كبيرة مثل الإنغوشيون والشيشانيون والأوسيتيون والأبخاز.

العديد من مسلمي الشعوب الأصلية لشمال غربي القوقاز أجبروا على النفي في نهاية حرب القوقاز من قبل روسيا الفائزة في الحرب. التهجير بدأ قبل نهاية الحرب في 1864 وأكملت في السبعينيات من ذلك القرن، مع أن العملية تقريباً اكتملت في 1867. ضمت عمليات التهجير بشكل أساسي الشركس (أو الأديغة بلغتهم)، الوبخ، الأباظة الأبخاز. عرفوا بعد إذن باسم مهاجر، والعملية التهجير.

هذه العملية أتمت على عدد غير معروف من الناس، على الأغلب مئات الآلاف. الروس أشاروا إليهم باسم الجبليين وقصدهم بذلك هو سكان الجبل. قام الجيش الروسي بتجميع العالم، ونقلهم من قراهم إلى مرافئ البحر الأسود، حيث انتظروا سفناْ أرسلتها جارتهم الدولة العثمانية. وكان هدف الروس طرد الجماعات المعنية من أراضيهم. أعطيوا الخيار: إما أن يسكنوا في الدولة العثمانية أو السكن في روسيا بعيداً عن أرضهم القديمة. وعدد قليل قبل السكن في الإمبراطورية الروسية.

عدد غير معروف من مئات الآلاف أبعدوا أثناء العملية. بعضهم مات من الأوبئة بين أحشاد الراحلين خلال انتظار الرحيل وخلال النزوح في موانئ الدولة العثمانية. بعضهم مات بسبب غرق السفن التي تحمل الراحلين أثناء العواصف. شعبان اثنان من شعوب القوقاز المسلمة وهم القراشاي البلقار لم يتم ترحيلهم. تبعاً للأرقام الحكومة الروسية في ذلك الوقت، حوالي 90 بالمئة من الشعوب المتضررة تم ترحيلهم.

الطرد

بعد استسلام الإمام شامل (الشيشان وداغستان) عام 1859، حرب روسيا لغزو القوقاز تقلصت لتهاجم فقط سيركاسيا. متبوع باحتلال الإمبراطورية الروسية لـشمال القوقاز، قامت روسيا بتنفيذ سياسة طرد الشركس من أراضي أجدادهم. كان الجنرال نيكولاي ييفدوكيموف أول من ظهر بفكرة إعادة توطين الجبليين من القوقاز الغربي في الدولة العثمانية. كتب أن "إعادة توطين الجبليين المستعصيين عن الحل" في تركيا الطريقة الأسهل لإنهاء حرب القوقاز، في حين يعطي الحرية لهؤلاء الذين "يفضلون الموت على الولاء للحكومة الروسية". في حين أن قرار القيصرية كان مراعياً لإمكانية استخدام تركيا المهاجرين كقوة مهاجمة ضد السكان المسيحيين أثناء الحرب التركية الروسية. خطة إعادة توطين الشركس قبلت في النهاية أثناء عقد اجتماع لقادة القوقاز الروس في أكتوبر 1860 في فلاديكافكاز وقررت رسمياً في 10 أيار 1862 من قبل القيصر ألكسندر الثاني.

أرسل العثمانيين مبعوثين، بما في ذلك رجال ملا الذين دعوا إلى ترك دار الكفر والانتقال إلى دار الإسلام. أمل العثمانيين في زيادة عدد السكان المسلمين في مناطق من الإمبراطورية التي تحوي أشخاص ليسوا من أصل تركي. "الجبليين" تمت دعوتهم للذهاب إلى تركيا حيث الحكومة العثمانية تقبل بهم بحرارة وحياتهم ستصبح أفضل بكثير. ورجال ملا والقادة المحليين فضلوا إعادة التوطين، لأنهم شعروا بأن الإدارة الروسية تضطهدهم، وحذروا شعبهم بأن إذا أرادوا الحصول على الجنسية الروسية، عليهم تغيير دينهم إلى المسيحية.بالإضافة إلى ذلك، الزعماء المحليين كانوا حريصين على الحفاظ على امتيازاتهم القديمة وحقوق الإقطاعية التي كانت قد ألغيت في جميع أنحاء الإمبراطورية الروسية من قبل إصلاح التحرر عام 1861. روسيا فرضت التجنيد الإجباري الذي كان أحد العوامل الذي أخاف هؤلاء السكان، مع أنهم لن يخضعوا أبداً لأي مشروع عسكري.

شملت الشعوب التي انتقلت إلى تركيا: الأديغة، الوبخ، الأبخاز المسلمين (خاصة جماعة سادز). بالإضافة إلى أعداد قليلة من مسلمو: الأوسيتيين، الإنغوش، الشيشانيون، الليزجين القراشاي. بعد الحرب التركية الروسية 1877 - 1878، تنازلت الدولة العثمانية لروسيا المقاطعات الجورجية المسلمة (أجاريا، غوريا السفلى، وفي جنوب القوقاز لازيستان. عندئذ أصبح الآلاف من الجورجيون المسلمين مهاجرين (أغلبية الجورجيين معتنقين للدين المسيحي)؛ كما هاجر شعب اللاز المسلمين.

إعادة التوطين

تم تعيين لجان خاصة من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية لخفض معدلات الوفيات و"إجراء فحص لمعرفة حاجيات المهاجرين"، لمنع السفن من امتلاءها فوق الحد الزائد، لإقامة مزادات مربحة للممتلكات ذات الأهمية، وتأمين الطعام والكساء للعائلات الأفقر، الذين يتم نقلهم من دون رسوم من أي نوع. من جهة أخرى، السلطات العثمانية فشلت في مساعدة الواصلين حديثاً، حيث كانوا يسكنون في مناطق الجبال القاسية في الأناضول وكانوا يعملون في وظائف مرهقة.

ابن شامل محمد شافي روع من الظروف التي واجهت المهاجرين عند وصولهم إلى الأناضول وذهب ليحقق في الحادثة: "أنا سأكتب لـ عبد المجيد أنه يجب أن يكف عن خداع الجبليين... سخرية الحكومة التركية لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً، حيث قبلوا إعادة التوطين، من تصريحاتهم، على الأغلب ليستخدموا اللاجئين لأغراض عسكرية، ولكن بعد مواجهة سيول من اللاجئين، أحسوا بالخجل لأنهم حكموا على هؤلاء القوم بالموت البطيء حيث كانوا مستعدين للموت من أجل مجد تركيا".

خلال سنة 1864، حوالي 220,000 مهاجر نزلوا في الأناضول. بين 6 مارس و21 مايو 1864، شعب الوبخ بكامله غادر القوقاز من أجل تركيا. عند نهاية إعادة التوطين، أكثر من 400,000 شركسي، و200,000 أبخازي وأجري، ذهبوا إلى تركيا. واستخدم تعبير شركس (بالتركية: Çerkes)‏ عليهم، لأن غالبيتهم كانت من الأديغة.

أدى طرد السكان إلى خلو رقع واسعة من السكان في غرب القفقاس. الحكومة القيصرية كانت قلقة من التدهور الاقتصادي في المنطقة التي في عام 1867 منعت الهجرة إلا في حالات استثنائية. مع ذلك فإن الكثير من الأسر عندما ذهبت لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة بقيت مع أقاربها في تركيا، مثلما كانت السفارة الروسية في إسطنبول تقدم تقاريرها.

إعادة الهجرة

بعد الفترة القصيرة التي قضاها الشركس بتركيا، الكثير منهم رفعوا عرائض للسفارة الروسية باسطنبول تعبر عن حقهم بالعودة إلى القفقاس. عند نهاية القرن، القنصليات الروسية في جميع أنحاء الدولة العثمانية غرقت بهذه العرائض. تبعاً لتقدير واحد، %70 من كل من هاجر قبل 1862 سمح لهم بالعودة لوطنهم في غرب القوقاز. لاحقاً، إعادة الهجرة نجحت على نطاق محدود، حيث جماعات من سكان القرى السابقين (ما يصل إلى 8500 نسمة) قدموا بطلب للحصول على إعادة الهجرة بشكل جماعي وتغيير مكان عيشهم شكل صعوبات هائلة للسلطات الإمبراطورية. الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني شك بأن بريطانيا وتركيا وجها الشركس لإعادتهم بهدف إشعال حرب جديدة ضد خصومهم الروس. نتيجة لذلك، كان يعرف بإنكاره لتلك العرائض.

النتائج

انظر المقالات 'شركس' و'أديغة' للمزيد من التفاصيل.

عملية إعادة التوطين شكلت مشقة كبيرة لأغلب الناس. عدد كبير توفي بسبب الجوع — الكثير من الأتراك من أصل شركسي اليوم لا يأكلون السمك في ذكرى أعداد هائلة أهلهم الذين خسروهم عند عبور البحر الأسود. بعض المستوطنين جرى أمرهم بشكل جيد ووصلوا لمناصب عالية في الدولة العثمانية. كان هناك عدد كبير من المهاجرين سابقاً بين الأتراك الشباب.

كل المواطنين في في تركيا يعتبرون أتراك لأغراض رسمية. مع ذلك، هناك بضع مئات من القرى تعتبر 'شركسية' بشكل صاف، مع تقديرات بأن عدد السكان 'الشركس' يصل تقريباً إلى مليون نسمة، مع أن ليش هناك بيانات رسمية في هذا الصدد، والتقديرات مبنية على استطلاعات غير رسمية. جنباً إلى جنب مع طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مجموعات معينة بدأت تلقى الاهتمام بناء على عرقهم وثقافتهم.

صادف هذه الأقليات العرقية حظ أفضل في البلدان العربية التي كونت من بقايا الدولة العثمانية ووضعت تحت الانتداب البريطاني. الجيش العربي، أسس في شرق الأردن تحت تأثير العميل البريطاني توماس إدوارد لورنس واحتوى على فرقة عسكرية أعضاؤها شيشانيون — لأن البدو كانوا مترددين في الخدمة تحت قيادة مركزية. بالإضافة، مدينة عمان الجديدة ولدت بعد استيطان الشركس هناك عام 1887.

مسألة الإبادة الجماعية

مسيرة شركسية تدعو للاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية في تركيا عام 2011

اقترح باحثون وناشطون شركس إمكانية اعتبار عمليات التهجير الممنهج وإفراغ الجنود الروس للقرى الشركسية والاستعمار الروسي لتلك الأراضي[6] كشكل من أشكال التطهير العرقي المعاصر، بيد أن هذا المصطلح لم يكن قيد الاستخدام أو التداول في القرن التاسع عشر.[7] ويقدر هؤلاء الباحثون أن نسبة 90% من الشركس (أي ما يعادل ثلاثة ملايين) قد جرى ترحيلهم بشكل قسري من المناطق التي غزتها روسيا.[8] تعرض ما لا يقل عن مئات آلاف الأشخاص "للقتل أو التجويع حتى الموت" خلال هذه الأحداث وما تبعها من اندلاع لحرب القوقاز، ولكن ما زال عدد من قتلوا غير معروفاً على وجه الدقة.[9]

أقر الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في تصريح صدر عنه في شهر مايو من عام 1994 بأن مقاومة القوات القيصرية كانت مشروعة، ولكنه لم يعترف بـ"ذنب الحكومة القيصرية في الإبادة الجماعية".[10] أرسل قادة قبردينو - بلقاريا وأديغيا نداءات لمجلس الدوما خلال عام 1997 وعام 1998، وذلك لإعادة النظر في الوضع وإصدار الاعتذار المحتاج إليه؛ حتى الآن، لم يصدر أي جواب من موسكو. في أكتوبر 2006، منظمات الجمهور الأديغية في روسيا، وتركيا، والأراضي الفلسطينية، والأردن، وسوريا، والولايات المتحدة، وبلجيكا، وكندا وألمانيا أرسلت إلى رئيس البرلمان الأوروبي رسالة للاعتراف بالإبادة الجماعية التي حصلت ضد الشعب الأديغي.[11]

رغم عدم وجود استمرارية قانونية بين الامبراطورية الروسية والاتحاد الروسي المعاصر، واعتماد مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي خلال القرن العشرين، منظمة الكونغرس الشركسي، وهي منظمة تجمع بين ممثلي الشعوب الشركسية المختلفة في الاتحاد الروسي، دعت في 5 يوليو 2005 موسكو أولاً للاعتراف بمسألة الإبادة وثانياً للاعتذار من سياسة القيصرية التي يقول الشركس أنها أدت للإبادة.[12] أشار التماسهم إلى أن "تبعاً للوثائق القيصرية الرسمية قُتل حوالي أكثر من 400,000 شركسي وأجبر 497,000 على الرحيل لتركيا وفقط 80,000 بقيوا في موطنهم".[10] رفض البرلمان الروسي (الدوما) هذا الالتماس عام 2006 في تصريحٍ، ولكن أقرّ البرلمان بالأعمال التي قام بها النظام السوفيتي والنظام القيصري السابق في إشارة إلى التغلب على العديد من المشاكل والقضايا المعاصرة في القوقاز من خلال سبل التعاون.[12] يوجد حالة من القلق في الحكومة الروسية بخصوص ما قد يحمله الاعتراف بوقائع الإبادة الجماعية بمطالب محتملة لدفع تعويضات مالية فضلاً عن الجهود الرامية إلى إعادة الشراكسة المغتربين إلى موطنهم في شركيسيا.[12]

يوم الحداد الشركسي. مسيرات الذكرى السنوية للإبادة الجماعية في الشتات الشركسي بتركيا

أصدر البرلمان الجورجي قراراً بتاريخ 21 مايو عام 2011 ينص على أن عمليات القتل الجماعي "التي خُطط لها مسبقاً" والتي نفذتها روسيا الإمبراطورية بحق الشركس وما صاحبها من "المجاعة المتعمدة وانتشار الأوبئة" ينبغي الاعتراف بها على أنها "إبادة جماعية" وينبغي اعتبار الأشخاص الذين تم ترحيلهم خلال تلك الأحداث من وطنهم على أنهم "لاجئين". وقد بذلت جورجيا جهوداً للتوعية بقضايا الجماعات الإثنية في شمال القوقاز منذ عام 2008، وذلك عقب الحرب الروسية الجورجية.[13] أصبحت جورجيا أول دولة تشير للأحداث باستخدام كلمة "إبادة جماعية"، وذلك بعد عقد مؤتمر لأكاديميين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان ومجموعات شتات شركسية ونقاشات برلمانية في تبليسي خلال عام 2010 و 2011.[13][14][15][16] كما أعلن قرار البرلمان الجورجي يوم 30 مايو عام 2011[17] أن الإبادة الجماعية لشعب الشركس (الأديغة) خلال الحرب الروسية القوقازية وما تلاها تُشكل إبادةً جماعيةً بموجب ما تنص عليه اتفاقية لاهاي الموقعة عام 1907 واتفاقية الأمم المتحدة عام 1948. جرى تشييد نصب تذكاري في بلدة آناكيلا غربي جورجيا يوم 21 مايو من العام التالي لإحياء ذكرى معاناة الشركس.[18]

ذكر ألكسندر أوهتوف رئيس هيئة الحكم الذاتي الثقافي الاتحادي الوطني للشركس الروس في مقابلة مع صحيفة كورمسانت الروسية أن استعمال مصطلح إبادة جماعية مبرر فقال:

"نعم، أعتقد أن مفهوم الإبادة الجماعية بحق الشركس يعد أمراً مبرراً. لتفهم لماذا نتحدث عن إبادة جماعية يجب أن تلقي نظرة على التاريخ. لم يَطرد الجنرالات الروس خلال الحرب الروسية القوقازية الشركس فحسب بل تعداه الأمر ليصل إلى تدميرهم جسدياً. لم يقتلوهم في ساحات القتال وحسب ولكن حرقوا مئات القرى بمن فيها من مدنيين. لم ينجو الأطفال ولا النساء ولا كبار السن. وقد أحرقت حقول المحاصيل الناضجة بأكملها، وقطعت بساتين الفاكهة، بحيث لم يتمكن الشركس من العودة إلى مساكنهم. أليس تدمير السكان المدنيين على نطاقٍ واسع إبادةً جماعيةً؟"[19]

أما في روسيا فقد شُكلت لجنة رئاسية وصفت الحكومة هدفها "بالعمل على مواجهة محاولات تزوير التاريخ على حساب روسيا" فيما يتعلق بأحداث ستينات القرن التاسع عشر.[20]

نصب تذكاري للإبادة الجماعية الشركسية بجمهورية أديغيا في روسيا

وجهات نظر الباحثين

يرى الكاتب أرنو تانر أنه يمكن نَسب عمليات الترحيل "بابتكار استراتيجية التطهير العرقي الحديث والإبادة الجماعية" في الطريقة التي تعرضت منطقة القوقاز إلى القمع الذي استهدف الشركس وتتار القرم.[21] بينما يرى بول هينز أحداث ستينات القرن التاسع عشر بحق الشركس في أنها ألهمت الدولة العثمانية لارتكاب الإبادة الجماعية الأرمنية.[22]

كما يؤيد الباحث والتر ريتشموند استخدام مصطلح "إبادة جماعية" وذلك لكون أحداث عام 1864 تمثل "إحدى أولى الأمثلة على الهندسة الاجتماعية الحديثة". واستشهد ريتشموند بالقانون الدولي الذي ينص على "إن القصد من الإبادة الجماعية ينطبق على أفعال التدمير التي ليست هدفاً محدداً ولكنها نتائج يمكن التنبؤ بها أو منتجات ثانوية لسياسة كان يمكن تفاديها من خلال إجراء تغيير في تلك السياسة"، فيعتبر أن الأحداث تمثل إبادة جماعية على أساس نشوء تحول ديموغرافي لشركيسيا لتصبح منطقة ذات غالبية إثنية روسية وهو تحول كان مرغوباً من جانب السلطات الروسية،[23] وكان القادة الروس مدركين تماماً للعدد الهائل من الضحايا الذين قتلوا على أثر المجاعة نتيجة للأساليب التي اتبعوها في الحرب والتهجير، فقد رأوا تلك الممارسات ضرورية بغية تحقيق هدفهم الأسمى في جعل شركيسيا أراضاً روسية بصورة دائمة، ونظروا للسكان الأصليين بأنهم "لا يعدون عن كونهم باءة ينبغي إزالتها".[24]

مراجع

  1. Richmond, Walter (2013). The Circassian Genocide. Rutgers University Press. back cover.  . مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2016.
  2. Ahmed 2013، صفحة 161.
  3. Coverage of The tragedy public Thought (later half of the 19th century), Niko Javakhishvili, Tbilisi State University, 20 December 2012, retrieved 1 June 2015 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. Yemelianova, Galina, Islam nationalism and state in the Muslim Caucasus. April 2014. pp. 3
  5. Memoirs of Dmitry Milyutin, "the plan of action decided upon for 1860 was to cleanse [ochistit'] the mountain zone of its indigenous population", as quoted in W. Richmond The Northwest Caucasus: Past, Present, and Future. Routledge. 2008
  6. Andrei Smirnov Disputable anniversary could provoke new crisis in Adygeya, on Jamestown Foundation's Eurasia Daily Monitor Volume 3, Number 168 September 13, 2006 نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  7. A new war in the Caucasus?. Review of book Bourdieu’s Secret Admirer in the Caucasus by Georgi M. Derluguian The Times February 1, 2006 نسخة محفوظة 03 أكتوبر 2009 على موقع واي باك مشين.
  8. Kullberg, Anssi; Christian Jokinen (19 July 2004). "From Terror to Terrorism: the Logic on the Roots of Selective Political Violence". The Eurasian Politician. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2007.
  9. The Circassian Genocide The Eurasian Politician - Issue 2 (October 2000) نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. Paul Goble Circassians demand Russian apology for 19th century genocide, Radio Free Europe / Radio Liberty 15 July 2005, Volume 8, Number 23 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. Circassia: Adygs Ask European Parliament to Recognize Genocide - تصفح: نسخة محفوظة 20 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. Richmond 2008، صفحة 172.
  13. Georgia Says Russia Committed Genocide in 19th Century. New York Times. May 20, 2011 نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. Hildebrandt, Amber (2012-08-14). "Russia's Sochi Olympics awakens Circassian anger". CBC News. مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 201215 أغسطس 2012.
  15. Georgia Recognizes ‘Circassian Genocide’. Civil Georgia. May 20, 2011 نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. Recognizes Russian 'Genocide' Of Ethnic Circassians. Radio Free Europe/Radio Liberty. May 20, 2011 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. Грузия признала геноцид черкесов в царской России // Сайт «Лента.Ру» (lenta.ru), 20.05.2011. - تصفح: نسخة محفوظة 15 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. "Georgian Diaspora – Calendar". مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 2017.
  19. "Это намеренное уничтожение народа". Kommersant. مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 2019.
  20. Walter Richmond. The Circassian Genocide. صفحة 2.
  21. Tanner, A. The Forgotten Minorities of Eastern Europe - The History and Today of Selected Ethnic Groups in Five Countries. East-West Books. 2004.
  22. Henze, Paul. Circassian Resistance. Page 111.
  23. Kumykov, Tugan. 2003. Arkhivnye Materialy o Kavkazskoi Voine i Vyselenii Cherkesov (Adygov) v Turtsiiu. Nalchik. Page 80.
  24. Richmond, Walter. The Circassian Genocide. Pages 92-97

موسوعات ذات صلة :