الرئيسيةعريقبحث

العصر الكامبري

الكامبري يعتبر حقبة زمنية معروفة ولها دور كبير في فترة ما قبل الميلاد

☰ جدول المحتويات


الكامبري (باللاتينية: Cambrian)، وهو أول العصور الستة من حقبة الحياة القديمة ودهر البشائر، امتد من 541 ± 1.0 إلى 485.4 ± 1.9 مليون سنة مضت، لمدة 55.6 مليون سنة تقريبا[5][6]. تعتبر أقسامه وقاعدته الزمنية غير ثابتة، وقد تأسس هذا العصر (كـ"النسائق الكامبرية") بواسطة العالم الجيولوجي آدم سيدجويك،[7] الذي أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى كامبريا (Cambria)، الاسم اللاتيني لويلز، حيث الصخور الكامبرية البريطانية.[8][9][10] يتميز الكامبري بالرواسب الأحفورية الكثيفة الغير عادية. وهذه الأماكن محفوظة بشكل طبيعي، حيث احتفظت بأجزاء لكائنات حية صغيرة و'لينة' وكذلك أصدافها الصلبة. وهذا يعني أن فهمنا لبيولوجيا عصر الكامبري يفوق بعض العصور التالية له.[11] يتصف الكامبري بالتغير العميق في الحياة على الأرض؛ حيث أنه قبل هذ العصر كانت عموم الكائنات الحية صغيرة، ووحيدة الخلية وبسيطة. مثل شارنيةالاستثنائية لعصر ما قبل الكامبري. أصبحت الكائنات متعددة الخلايا معقدة بشكل تدريجي وأكثر شيوعا خلال ملايين السنين التي سبقت الكامبري مباشرة، ولكنها حتى هذا العصر لم تتحجر وتصبح شائعة.[12] يسمى هذا التنوع السريع لأشكال الحياة في الكامبري باسم الانفجار الكامبري، الذي نتجت عنه أول أشكال الشعب الحديثة المتعددة، ودعم تحليل النشوء والتطور الرؤية التي حدثت خلال التشعع في الكامبري، تطورت المتازوا (الحيوانات) بشكل أحادي من سلف واحد مشترك: الطلائعيات السوطية المستعمرة على غرار السوطيات الطوقية.

العصر الكامبري
Cambrian
الرمز Є
المستوى الزمني عصر
الحقبة الحياة القديمة
-الدهر دهر البشائر
علم الطبقات
البداية المسمار الذهبي.svg541 ± 1.0 م.س.مضت
النهاية المسمار الذهبي.svg485.4 ± 1.9 م.س.مضت
المدة 55.6 م.س تقريبا
الأقسام الفرعية
الفترة البداية (م.س)
الفورونجي المسمار الذهبي.svg≈497
المياولينغي المسمار الذهبي.svg≈509
النسق 2 ≈521
التيرينيفي المسمار الذهبي.svg541 ± 1.0
الجغرافيا القديمة والمناخ
نسبة الأكسجين
في الغلاف الجوي
تقريبا 12.5% حجما[1][2]
(63 % من المستوى الحديث)
نسبة ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي
تقريبا 4500 جزء في المليون[3]
(أعلى 16 مرة من مستوى ما قبل الثورة الصناعية)
نسبة درجة
حرارة سطح الأرض
تقريبا 21 درجة مئوية[4]
(7 درجات مئوية عن المستوى الحديث)
نسبة سطح البحر
(عن المستوى الحديث)
تقريبا +30-90 متر
الحيوانات و النباتات
البيكايا من اوائل الحبليات في الكامبري الأوسط.
البيكايا من اوائل الحبليات في الكامبري الأوسط.

التطور
البروز الملاحظ كندا بورغيس
الصين ماوتيانشان
الدنمارك سيريوس باسيت

الأحداث الرئيسية في الكامبري
النطاق الطبقي لتقسيمات اللجنة الدولية للطبقات وحدود ما قبل الكامبري/الكامبري.
(م.س : مليون سنة)

في الوقت الذي ازدهرت فيه أشكال الحياة المتنوعة في المحيطات، بالمقابل يعتقد أن الأرض كانت قاحلة - لا يوجد فيها أكثر من عقد لقشرة التربة الميكروبية[13] وعدد قليل من الرخويات التي ظهرت لتقتات على الأغشية الحيوية الميكروبية.[14] وربما كانت معظم القارات جافة وصخرية لقلة الغطاء النباتي. وتحيط البحار الضحلة حدود عدد من القارات التي تكونت جراء تفكك القارة العملاقة بانوتيا. كانت البحار دافئة نسبيا، وكان الجليد القطبي غير موجود في هذه الفترة.

كانت درجة الحرارة خلال الكامبري دافئة بمتوسط يصل إلى 21 درجة مئوية، ونسبة الأكسجين في الجو 12.5%، كما وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو نحو 4500 جزء في المليون جزء وهذا أعلى نحو 16 مرة من تركيزه في عصرنا الحديث قبيل الثورة الصناعية.

الأقسام الفرعية

يلي الكامبري عصر الإدياكاري ويسبقه عصر الأوردوفيشي. وينقسم إلى أربع فترات (نسق) وعشرة أحْيان (مرحلة). حاليًا لم تتم تسمية إلا ثلاثة انساق وستة مراحل ولديها نقطة مرجعية متفق عليها دوليًا (GSSP).

بما أن التقسيم الطبقي الدولي لم يكتمل بعد، فإنه لا تزال العديد من التقسيمات الفرعية المحلية تستخدم بشكل واسع. وفي بعض هذه التقسيمات الفرعية، ينقسم الكامبري إلى ثلاث أنساق (فترات) بأسماء محلية مختلفة:

العصر الفترة المرحلة أهم الأحداث البداية (م.س.مضت)
الأوردفيشي المبكر التريمادوشي أحدث
الكامبري الفورونجي المرحلة 10 تنوع كبير للحياة في الانفجار الكامبري. تعددت الأحافير؛ وظهور معظم الشعب الحيوانية الحديثة. ظهور أول الحبليات. كثرة القدحيات القديمة التي تبني الشعاب المرجانية؛ ثم تلاشت. ظهور وأنتشار ثلاثيات الفصوص، والديدان القضيبية، والإسفنجيات، وعضديات الأرجل اللامفصلية، والعديد من الحيوانات الأخرى المختلفة. ظهور القشريات الشاذة وهي كائنات عملاقة مفترسة، بينما انقرض العديد من حيوانات العصر الإدياكاريٍ. إستمرت بدائيات النوى، والطلائعيات (مثل المنخرباتوالفطريات والطحالب إلى يومنا هذا. تشكلت القارة العظمى غندوانا. تناقص تدريجي في تكون جبال بيترمان في القارة الاسترالية (550 - 535 مليون سنة مظت)، تكون جبال روس في القارة القطبية الجنوبية. تكون جبال ديلاميريان (514 - 500 مليون سنة مظت). تكون جبال لاكلان في القارة الاسترالية (تقريبا 540 - 440 مليون سنة مظت). كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تعادل تقريبا 15 مرة ما هي عليه في وقتنا الحاضر (العصر الهولوسيني) (6,000 جزء لكل مليون مقارنة باليوم 400 جزء لكل مليون).[15][a] ≈489.5
الجيانغشاني المسمار الذهبي.svg≈494
البايبي المسمار الذهبي.svg≈497
المياولينغي الغوزانجي المسمار الذهبي.svg≈500.5
الدرومي المسمار الذهبي.svg≈504.5
الوليوي المسمار الذهبي.svg≈509
النسق 2 المرحلة 4 ≈514
المرحلة 3 ≈521
التيرينيفي المرحلة 2 ≈529
الفورتوني المسمار الذهبي.svg541 ± 1.0
الإدياكاري أقدم

يشار إلى صخور من هذه الفترات بأنها تنتمي إلى الكامبري السفلي، أو الأوسط، أو الأعلى.

الطبقات

رغم التعرف الطويل لتميزه بين صخور الأوردوفيشي الأحدث وصخور ما قبل الكامبري الأقدم، إلا أنه لم يتم التصديق على نظام أو عصر الكامبري دوليا حتى عام 1994. تم تعريف قاعدة الكامبري على قمة مجاميع معقدة لآثار أحفورية تعرف باسم تجمع جحور تريبتكنوس (باللاتينية: Treptichnus pedum).[16] لذلك فإن استخدام جحور "تريبتكنوس" كمرجع تتبع للحد السفلي من الكامبري صعب نظرًا لوجود آثار حفرية شبيهة تنتمي إلى مجموعة "تريبتكنايدس" (باللاتينية: Treptichnids) تحت "جحور تريبتكنوس" في ناميبيا، وإسبانيا ونيوفاوندلاند، واحتمال في غرب الولايات المتحدة الأمريكية. تتداخل النطاقات الطبقية لـ"جحور تريبتكنوس" مع نطاقات احافير العصر الإدياكاري في ناميبيا، وربما في اسبانيا.[17][18]

تحديد تاريخ الكامبري

أدرجت اللجنة الدولية للطبقات الإستراتيجية عصر الكامبري منذ 541 وتنتهي عند 485.4 مليون سنة مضت. تم تعريف الحدود الدنيا للكامبري في الأصل لتمثل أول ظهور للحياة المعقدة، ممثلة بثلاثيات الفصوص، وقد أدى التعرف على أحافير الحيوانات الصدفية الصغيرة قبل ظهور أولى ثلاثيات الفصوص، والحيويات الإدياكارية السابقة إلى دعوات لتعريف قاعدة محددة بدقة أكثر للكامبري.[19] بعد عقود من الدراسة الدقيقة، اصبح استقرار التسلسل الرسوبي المستمر في فرونت هيد، نيوفندلاند قاعدة رسمية للكامبري، والتي كانت مرتبطة بجميع أنحاء العالم خلال ظهور أقدم جحور للتريبتكنوس. وأدى اكتشاف هذه الحفرية على بعد أمتار قليلة من نقطة ومقطع طبقة الحدود العالمية الذي أدى إلى تحسين هذا الإعلان، وحاليا يستخدم تجمع الآثار الأحفورية لـ"جحور تريبتكنوس" بشكل رسمي لربط قاعدة الكامبري.[19][20] سمح هذا التعريف الرسمي بالحصول على تواريخ إشعاعية لعينات من جميع أنحاء العالم تتوافق مع قاعدة الكامبري. احرزت تواريخ قديمة بشكل سريع تقدر 570 مليون سنة مضت،[19] بالرغم من أن الطرق المستخدمة للحصول على هذا الرقم تعتبر حاليا غير مناسبة وغير دقيقة. وفي عام 2004 تم تعريف تاريخ أكثر دقة باستخدام التأريخ الإشعاعي الحديث يعود إلى 541 ± 0.3 مليون سنة مضت.[21] يتوافق الرماد الأفقي في سلطنة عمان الذي تم فيه تعريف هذا التاريخ بانخفاض الكربون-13 المرتبط بالانحرافات المثيلة لها في الأماكن الأخرى من العالم، وكذلك إلى اختفاء أحافير الإدياكاري المميزة (الكلودينا (الاسم العلمي: Cloudina) والناماكالاثوس (الاسم العلمي: Namacalathus)). ومع ذلك، فإن هناك حجج تزعم أن الأفق المؤرخ في عُمان لا يتوافق مع حدود الإدياكاري -الكامبري، ولكنه يمثل تغير سحنة لطبقات تبخر مهيمنة في البحر - وهذا يعني أن التواريخ للأقسام الأخرى تتراوح ما بين 544 أو 542 مليون سنة مضت، وهي أكثر ملاءمة.[19]

الجغرافيا القديمة

يشير تجدد الصفائح القارية إلى وجود قارة عظمى يطلق عليها بانوتيا، وكانت عملية تفككها في بداية هذا العصر إلى لورنتيا (أمريكا الشمالية)، وبلطيقيا، وسيبيريا عن القارة العظمى الرئيسية غندوانا لتشكل يابسة معزولة.[22][23][24] كانت معظم الأراضي القارية مجتمعة في نصف الكرة الجنوبي، لكنها كانت تنجرف شمالا.[24] لكن يبدو أن الحركة الدورانية الكبيرة السرعة لغندوانا حدثت في فترة الكامبري المبكر.[25]

كان مستوى سطح البحر عاليا بسبب ذوبان جليد البحر، مما أدى إلى غمر مساحات كبيرة من القارات بالبحار الضحلة الدافئة المثالية للحياة البحرية. وتبين تقلبت مستويات سطح البحار إلى أن هناك "عصور جليدية" أرتبطت مع تذبذب التمدد والتقلص للغطاء الجليدي في القطب الجنوبي.[26]

وقد حول تجاوز البحر في بالتوسكانديا الكامبري السفلي من المساحات الشاسعة لبنبلين شبه الكامبري إلى بحر محلي.[27]

المناخ

خلال الكامبري المبكر كانت الأرض باردة بشكل عام، وقد يرجع السبب إلى أن قارة غندوانا القديمة كانت تغطي القطب الجنوبي وتقطع تيارات المحيط القطبي. ومع ذلك، فإن متوسط درجات الحرارة كان أعلى من اليوم بمقدار 7 درجات مئوية. يحتمل أنه لا تزال القمم الجليدية القطبية وسلسلة التجلد في مرحلة التعافي من الكرة الأرضية الثلجية المبكرة. وأصبح الجو أكثر دفئا في نهاية العصر؛ وانحسرت الكتل الجليدية واختفت في نهاية الكامبري، وارتفعت مستويات البحار بشكل كبير. واستمرت بهذا الشكل حتى العصر الأوردوفيشي.

النباتات

بالرغم من وجود تنوع لنباتات بحرية مجهرية، إلا انه لم يكن يوجد في الكامبري أحافير معروفة لنباتات أرضية (جنينية). ومع ذلك، فقد تطورت الأغشية الحيوية والحصائر الميكروبية بشكل كبير في شواطئ ومسطحات المد والجزر قبل 500 مليون سنة،[28] وكذلك كانت المجموعات المتنوعة من الطفيليات، والفطريات والميكروبات قد شكلت نظم بيئية ميكروبية أرضية، مقارنة مع القشرة التربية الحديثة في المناطق الصحراوية، التي ساهمت في تكوين التربة.[29]

الحياة في المحيطات

كانت معظم الحيوانات خلال الكامبري مائية. كان يُفترض أن تكون ثلاثيات الفصوص أحد الأشكال المنتشرة في ذلك الوقت،[30] ولكن تبين أن هذا غير صحيح. كانت مفصليات الأرجل إلى حدا بعيد أكثر الحيوانات المهيمنة في المحيط، ولكن كانت ثلاثيات الفصوص جزءًا بسيطًا من تنوع المفصليات الكلي. وعلى ما يبدو أن سبب وفرتها كان درعها الثقيل المعزز بكربونات الكالسيوم (CaCO3)، والتي تحجرت بسهولة أكبر بكثير من الهياكل الخارجية الكيتينية الهشة للمفصليات الأخرى، مما ترك العديد من بقاياها محفوظة.[31]

شهد هذا العصر تغيرا حادا في تنوع وتكون الغلاف الحيوي للأرض. تعرضت الحيويات الإديكارية لانقراض جماعي في بداية هذا العصر، والتي تتوافق مع زيادة وتعقيد في سلوك الاختباء بالجحور. وكان لهذا السلوك أثر عميق على الركيزة التي حولت النظم البيئية لقاع البحار. قبل الكامبري، كانت قيعان البحار مغطاة بالحصائر الميكروبية. وبنهاية هذا العصر، دمرت الحيوانات المختبئة بالحفر تلك الحصائر من خلال الاضطراب البيولوجي، وتحولت قيعان البحار تدريجيا إلى ما هي عليه اليوم. ونتيجة لذلك، انقرض الكثير من الكائنات التي كانت تعتمد على الحصائر، بينما تكيفت الأنواع الأخرى مع التغير البيئي الذي قدم نمط حياتي جديد.[32] في نفس الوقت تقريبا كان هناك ظهور سريع على ما يبدو تمثل كل الشعب المعدنية باستثناء الحزازيات الجماعيات التي ظهرت في الأردوفيشي المبكر.[33] ومع ذلك، فإن العديد من هذه الشعب تمثلت بأشكال مجموعة جذعية فقط؛ وبما أن الشعب المعدنية لها أصول قاعية، فقد لا تكون ممثلا جيدًا للشعب الغير معدنية (الأكثر وفرة).[34]

اختلافات قاع البحر قبل وبعد ثورة الركيزة في الكامبري.
نموذج مصور للمارغريتيا دوروس من طفل بورغيس، التي كان يعتقد أنها طحالب خضراء. لكنها عرف عنها الآن أنها نصف حبليات.[35]

ظهر في بداية الكامبري السفلي (541 ± 1.0-≈ 529 مليون سنة مضت)[36] العديد من الكائنات الهيكلية الصغيرة، يطلق عليها اسم (الحيوانات الصدفية الصغيرة)، تم ربطها من الناحية الشكلية بكائنات العجلانيات العرفية لكنها لا تنتمي إلى هذه المجموعة؛ الكثير منها يشبه الرخويات، والبعض الآخر يشبه عضديات الأرجل، والبعض يشبه اللاسعات، إلخ. انها مجموعة متنوعة، ويوجد بينها ثنائيات التناظر. ويوجد أيضا جزء كبير شعب الحيوانات المعروفة حاليا مثل (الإسفنجيات الشوكية، وبقايا الرخويات البدائية، وكذلك أحفاد ثلاثيات الفصوص). تشعبت هذه المجموعة لتصبح كائنات حية كاملة في حقبة الحياة القديمة. كما يوجد في هذه الفترة أصنوفات مختلفة من شوكيات الجلد المنقرضة مثل: (Edrioasteroidea)، (Helicoplacus)، (Eocrinoidea)، (Homalozoa)، (Homostelea)، (Ctenocystoidea)، (Homoiostelea)، (Stylophora).

يعتبر الكامبري ثورة لظهور الهياكل العظمية، ربما بسبب التغيرات في كيمياء المحيطات (وقتها كانت القارات عند خط الاستواء، وكان المناخ حارا جدا مما سهل ترسيب الكربونات، وبالتالي قل التمثيل الغذائي). وأيضا ظهور حيوانات مفترسة جديدة، وأصبح هناك حاجة للهياكل لحماية الأنسجة الرخوة ولتسهيل الحركة. وعندها ظهرت الهياكل الخارجية الأولى (المتعددة العناصر) مثل الرخويات الدودية (الاسم العلمي: aplacophores) (تقع في قاع البحر عند عمق بين 18 و 6000 متر وهي مغطاة بشبكة جيرية) وعديدة الأصداف (الاسم العلمي: polyplacophores) (متراكبة الصفائح). واختفت هذه العناصر مع موت الكائنات الحية، وأدى ذلك إلى تراكم العناصر السائبة التي أصبحت جزءا من الرواسب.

وفي هذا العصر تم اكتشاف احد أشهر الحيوانات في غرينلاند يطلق عليها الديدان المطوقة (الاسم العلمي: Halkieria)، وهي تمتلك أقدام عضلية، وصفائح بجانب اثنين من الصمامات (أمامي وخلفي)، وكان يعتقد أنها سلف عضديات الأرجل. هذه الخصائص المختلطة من الرخويات والحلقيات وعضديات الأرجل جعل منها أحافير إشكالية وذلك عندما يتعلق الأمر في العثور على السلالة. ويبدو أن بدائيات الهياكل العظمية قبل أن تكون أصداف صلبة، كانت قد تشكلت من قبل من عناصر جيرية صغيرة.

بينما الكامبري المبكر قد أظهر تنوع اطلق عليه الانفجار الكامبري، إلا أن هذا قد تغير فيما من هذا العصر عندما تعرضت لانخفاض حاد في التنوع البيولوجي. فقبل حوالي 515 مليون سنة، كان عدد الأنواع التي كانت ستنقرض قد تجاوز عدد الأنواع الجديدة التي تظهر. وبعد خمسة ملايين سنة، انخفض عدد الأجناس ذروة سابقة مقدارها حوالي 600 إلى 450 فقط. كما انخفض معدل الانتواع للعديد من المجموعات إلى ما بين خمس وثلث المستويات السابقة. وقبل 500 مليون سنة، انخفض مستوى الأكسجين بشكل كبير في المحيطات، مما أدى إلى عوز الأكسجين، وزاد مستوى كبريتيد الهيدروجين السام في نفس الوقت، وقد تسبب في انقراض آخر. كان النصف الأخير من الكامبري كان قاحلاً بشكل مدهش وكان دليلا على أحداث الانقراض السريع؛ والستروماتوليت التي حل مكانها إسفنجات بناء الشعاب المعروف باسم القدحيات القديمة، عادت مرة أخرى بعد أن انقرضت القدحيات القديمة. لم يتغير هذا الاتجاه الهبوطي حتى حلول حدث الأوردوفيشي العظيم للتنوع الحيوي.[37][38]

جازفت بعض كائنات الكامبري الحية منتقلة إلى اليابسة، ونتج تتبع آثار أحفورية للبروتيكنتات (الاسم العلمي: Protichnites) والكليماكتيشنيتات (الاسم العلمي: Climactichnites). وتشير الأدلة الأحفورية أن الإيوثيكارسينويد (الاسم العلمي: euthycarcinoids)، ليست الا مجموعة منقرضة من المفصليات، ونتج على الأقل بعض من البروتيكنتات.[39][40] لم يتم العثور على الآثار الاحفورية للكليماكتيشنيتات؛ ومع ذلك، فإن المسار الأحفوري يشير إلى وجود رخويات شبيهة البزاق كبيرة.[41][42]

على عكس العصور اللاحقة، فإن حيوانات الكامبري كانت مقيدة إلى حد ما؛ فالكائنات العائمة كانت نادرة، وغالبيتها تعيش في قاع البحر أو بالقرب منه؛[43] وكانت حيوانات التمعدن اقل مما كانت عليه في العصور المقبلة، واحد الأسباب يعود إلى كيمياء المحيطات سلبية.[43] طرق الحفظ للكامبري تعتبر فريدة، وبعضها حفظت أجزاء لأجسام رخوة أدت إلى وفرة المرسبات الأحفورية.

التنوع البيولوجي لما بعد الإدياكاري

بعد العصر الإدياكاري الذي يعتبر أخر عصر لما قبل الكامبري، كان هناك تنوع سريع جدا للحيوانات البحرية ذات الهياكل العظمية الصلبة (أصداف أو هياكل خارجية)، ومنها ما يلي:

في الكامبري الأوسط ظهرت حيوانات ذات أجسام لينة في موقع مهمة في منطقة طفل بورغيس في كولومبيا البريطانية (جبال روكي) مثل:

ومن الأحافير الأخرى في ذلك الوقت: الهالوسيجينيا (الاسم العلمي: Hallucigeniaوخنجريات الظهر (الاسم العلمي: Wiwaxiaوالبيكايا (الاسم العلمي: Pikaia) (تمثل الحبليات البدائية)، والغامضات المسننة (الاسم العلمي: Odontogriphus) وبقايا من القضيبيات.

في فبراير 2011، نشرت مجلة نيتشر وصف لكائنات ديانيا الصبارية الشكل (الاسم العلمي: Diania cactiformis)، وهي أحافير من الكامبري السفلي وتعتبر ذات أهمية كبيرة لأنها توضح زوائد مع هيكل مفصلية خارجية، والتي يمكن تكون نوع من أسلاف المفصليات.

السلسلة الغذائية في الكامبري

يعتبر المنتج الرئيسي للغذاء الطحالب والبيوفيلمات في الوسط القاعي، العوالق النباتية التي يسيطر عليها الاكريتارك (الاسم العلمي: Acritarch) والعوالق الحيوانية التي تتكون من أشكال مشابهة لعضديات الأرجل الحالية. ويتشكل المستوى التالي من كل المجموعات العاشبة ومرشّحات عوالق كما سلف. أما المستوى العلوي الذي تشكله الحيوانات المفترسة يشمل:

شكل ظهور الحيوانات المفترسة تغييرا في تركيب النظام البيئي. قد تكون الحيوانات الآكلة للحوم هي المسؤولة عن ظهور الهياكل العظمية كرد فعل دفاعي. وأيضا تقليل احتمال حفظ انطباع الأنسجة الرخوة، وهذا ما يفسر ندرة الأحافير في رواسب دهر البشائر.

انقراض الكامبري

  • حدود الكامبري السفلى الأوسط: حدث انقراض جماعي أدى إلى مقتل القدحيات القديمة، وأثر على أعداد ثلاثيات الفصوص والاكريتارك. ويعتقد أن السبب يعود إلى التبريد العالمي والبراكين.
  • نهاية الكامبري: عانت ثلاثيات الفصوص من موجة شديدة مرة أخرى، وعلى ما يبدو انه بسبب البرودة التي انعكست على انخفاض في وفرة الرواسب الجيرية.

انظر أيضاً

مراجع

  1. Image:Sauerstoffgehalt-1000mj.svg
  2. File:OxygenLevel-1000ma.svg
  3. Image:Phanerozoic Carbon Dioxide.png
  4. Image:All palaeotemps.png
  5. "International chronostratigraphic chart v2018/08" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإنجليزية). .
  6. Global Boundary Stratotype Section and Point (GSSP) of the International Commission of Stratigraphy.نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. Wikisource هيو تشيشولم, المحرر (1911). . موسوعة بريتانيكا (الطبعة الحادية عشر). مطبعة جامعة كامبريدج.
  8. Sedgwick and R. I. Murchison (1835) "On the Silurian and Cambrian systems, exhibiting the order in which the older sedimentary strata succeed each other in England and Wales," Notices and Abstracts of Communications to the British Association for the Advancement of Science at the Dublin meeting, August 1835, pp. 59-61, in: Report of the Fifth Meeting of the British Association for the Advancement of Science; held in Dublin in 1835 (1836). From p. 60: "Professor Sedgwick then described in descending order the groups of slate rocks, as they are seen in Wales and Cumberland. To the highest he gave the name of Upper Cambrian group. ... To the next inferior group he gave the name of Middle Cambrian. ... The Lower Cambrian group occupies the S.W. coast of Cærnarvonshire," نسخة محفوظة 4 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. Sedgwick, A. (1852). "On the classification and nomenclature of the Lower Paleozoic rocks of England and Wales". Q. J. Geol. Soc. Lond. 8 (1–2): 136–138. doi:10.1144/GSL.JGS.1852.008.01-02.20.
  10. Chambers 21st Century Dictionary. Chambers Dictionary (الطبعة Revised). New Dehli: Allied Publishers. 2008. صفحة 203.  . مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  11. Orr, P. J.; Benton, M. J.; Briggs, D. E. G. (2003). "Post-Cambrian closure of the deep-water slope-basin taphonomic window". Geology. 31 (9): 769–772. Bibcode:2003Geo....31..769O. doi:10.1130/G19193.1.
  12. Butterfield, N. J. (2007). "Macroevolution and macroecology through deep time". Palaeontology. 50 (1): 41–55. doi:10.1111/j.1475-4983.2006.00613.x.
  13. Schieber, 2007, pp. 53–71.
  14. Seilacher, A.; Hagadorn, J.W. (2010). "Early Molluscan evolution: evidence from the trace fossil record" ( كتاب إلكتروني PDF ). PALAIOS (Submitted manuscript). 25 (9): 565–575. Bibcode:2010Palai..25..565S. doi:10.2110/palo.2009.p09-079r. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 6 مايو 2012.
  15. Royer, Dana L. (2006). "[[CO2]]-forced climate thresholds during the Phanerozoic" ( كتاب إلكتروني PDF ). Geochimica et Cosmochimica Acta. 70 (23): 5665–75. Bibcode:2006GeCoA..70.5665R. doi:10.1016/j.gca.2005.11.031. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 سبتمبر 201906 أغسطس 2015.
  16. A. Knoll, M. Walter, G. Narbonne, and N. Christie-Blick (2004) "The Ediacaran Period: A New Addition to the Geologic Time Scale." Submitted on Behalf of the Terminal Proterozoic Subcommission of the International Commission on Stratigraphy. نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  17. M.A. Fedonkin, B.S. Sokolov, M.A. Semikhatov, N.M.Chumakov (2007). "Vendian versus Ediacaran: priorities, contents, prospectives. - تصفح: نسخة محفوظة 4 October 2011 على موقع واي باك مشين." In: edited by M. A. Semikhatov "The Rise and Fall of the Vendian (Ediacaran) Biota. Origin of the Modern Biosphere. Transactions of the International Conference on the IGCP Project 493, August 20–31, 2007, Moscow." Moscow: GEOS.
  18. A. Ragozina, D. Dorjnamjaa, A. Krayushkin, E. Serezhnikova (2008). "Treptichnus pedum and the Vendian-Cambrian boundary". 33 Intern. Geol. Congr. 6–14 August 2008, Oslo, Norway. Abstracts. Section HPF 07 Rise and fall of the Ediacaran (Vendian) biota. P. 183. نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  19. Geyer, Gerd; Landing, Ed (2016). "The Precambrian–Phanerozoic and Ediacaran–Cambrian boundaries: A historical approach to a dilemma". Geological Society, London, Special Publications. 448 (1): 311–349. Bibcode:2017GSLSP.448..311G. doi:10.1144/SP448.10.
  20. Landing, Ed; Geyer, Gerd; Brasier, Martin D.; Bowring, Samuel A. (2013). "Cambrian Evolutionary Radiation: Context, correlation, and chronostratigraphy—Overcoming deficiencies of the first appearance datum (FAD) concept". Earth-Science Reviews. 123: 133–172. Bibcode:2013ESRv..123..133L. doi:10.1016/j.earscirev.2013.03.008.
  21. Gradstein, F.M.; Ogg, J.G.; Smith, A.G.; et al. (2004). A Geologic Time Scale 2004. Cambridge University Press.
  22. Powell, C.M.; Dalziel, I.W.D.; Li, Z.X.; McElhinny, M.W. (1995). "Did Pannotia, the latest Neoproterozoic southern supercontinent, really exist". Eos, Transactions, American Geophysical Union. 76: 46–72.
  23. Scotese, C.R. (1998). "A tale of two supercontinents: the assembly of Rodinia, its break-up, and the formation of Pannotia during the Pan-African event". Journal of African Earth Sciences. 27 (1A): 1–227. Bibcode:1998JAfES..27....1A. doi:10.1016/S0899-5362(98)00028-1.
  24. Mckerrow, W. S.; Scotese, C. R.; Brasier, M. D. (1992). "Early Cambrian continental reconstructions". Journal of the Geological Society. 149 (4): 599–606. Bibcode:1992JGSoc.149..599M. doi:10.1144/gsjgs.149.4.0599.
  25. Mitchell, R. N.; Evans, D. A. D.; Kilian, T. M. (2010). "Rapid Early Cambrian rotation of Gondwana". Geology. 38 (8): 755. Bibcode:2010Geo....38..755M. doi:10.1130/G30910.1.
  26. Brett, C. E.; Allison, P. A.; Desantis, M. K.; Liddell, W. D.; Kramer, A. (2009). "Sequence stratigraphy, cyclic facies, and lagerstätten in the Middle Cambrian Wheeler and Marjum Formations, Great Basin, Utah". Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. 277 (1–2): 9–33. doi:10.1016/j.palaeo.2009.02.010.
  27. Nielsen, Arne Thorshøj; Schovsbo, Niels Hemmingsen (2011). "The Lower Cambrian of Scandinavia: Depositional environment, sequence stratigraphy and palaeogeography". Earth-Science Reviews. 107 (3–4): 207–310. Bibcode:2011ESRv..107..207N. doi:10.1016/j.earscirev.2010.12.004.
  28. Schieber et al., 2007, pp. 53–71.
  29. Retallack, G.J., 2008, Cambrian palaeosols and landscapes of South Australia. Alcheringa, v.55, p.1083–1106
  30. Paselk, Richard (28 October 2012). "Cambrian". Natural History Museum. Humboldt State University. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2018.
  31. Ward, Peter (2006). 3 Evolving Respiratory Systems as a Cause of the Cambrian Explosion - Out of Thin Air: Dinosaurs, Birds, and Earth's Ancient Atmosphere - The National Academies Press. doi:10.17226/11630.  .
  32. Perkins, Sid (23 September 2013). "As the worms churn". مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2012.
  33. Taylor, P.D.; Berning, B.; Wilson, M.A. (2013). "Reinterpretation of the Cambrian 'bryozoan' Pywackia as an octocoral". Journal of Paleontology. 87 (6): 984–990. doi:10.1666/13-029.
  34. Budd, G. E.; Jensen, S. (2000). "A critical reappraisal of the fossil record of the bilaterian phyla". Biological Reviews of the Cambridge Philosophical Society. 75 (2): 253–95. doi:10.1111/j.1469-185X.1999.tb00046.x. PMID 10881389.
  35. Nanglu, Karma; Caron, Jean-Bernard; Conway Morris, Simon; Cameron, Christopher B. (2016). "Cambrian suspension-feeding tubicolous hemichordates". BMC Biology. 14: 56. doi:10.1186/s12915-016-0271-4. PMC . PMID 27383414.
  36. Nemakit-Daldyniense y Tommotiense son pisos de la cronoestratigrafía regional de la plataforma rusa: el Nemakit-Daldyniense es el último piso del Precámbrico (equivalente aproximadamente al techo del Ediacárico) y el Tommotiense el primero del Cámbrico (equivalente aproximadamente al Fortuniense).
  37. The Ordovician: Life's second big bang - تصفح: نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  38. Marshall, Michael. "Oxygen crash led to Cambrian mass extinction". مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2015.
  39. Collette & Hagadorn, 2010.
  40. Collette, Gass & Hagadorn, 2012
  41. Yochelson & Fedonkin, 1993.
  42. Getty & Hagadorn, 2008.
  43. Munnecke, A.; Calner, M.; Harper, D. A. T.; Servais, T. (2010). "Ordovician and Silurian sea-water chemistry, sea level, and climate: A synopsis". Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology. 296 (3–4): 389–413. doi:10.1016/j.palaeo.2010.08.001.
  1. For more information on this, see Atmosphere of Earth#Evolution of Earth's atmosphere, Carbon dioxide in the Earth's atmosphere, and climate change. Specific graphs of reconstructed CO2 levels over the past ~550, 65, and 5 million years can be seen at File:Phanerozoic Carbon Dioxide.png, File:65 Myr Climate Change.png, File:Five Myr Climate Change.png, respectively.

موسوعات ذات صلة :