الرئيسيةعريقبحث

العصر الباليوجيني

عصر جيولوجي بدأ منذ 65.5 ± 0.3 وانتهى قبل 23.03 ± 0.05 مليون سنة مضت

☰ جدول المحتويات


الباليوجيني (باللاتينية: Paleogene)، وهو أول العصور الثلاثة لحقبة الحياة الحديثة، امتد من 66 إلى 23.03 مليون سنة مضت، لمدة 42.97 مليون سنة تقريبا[7][8]. يسبقه الطباشيري من حقبة الحياة الوسطى، ويليه النيوجيني. كان يطلق عليه اسم العصر الثالث السفلي أو المبكر (باللاتينية: Early or Lower Tertiary) لكن هذه التسمية قديمة، فقد كان العصر الثالث يغطي الفترة الزمنية التي يغطيها الآن عصري الباليوجيني والنيوجيني، لكنه غير معترف به كمصطلح طبقي رسمي.[9] أبرز ما في هذا العصر هو تطور وتنوع الثدييات الصغيرة نسبيا وذات الأشكال البسيطة إلى مجموعة كبيرة من الحيوانات المختلفة أعقاب حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني والذي أنهى العصر الطباشيري السابق.[10] يتألف هذا العصر من الفترات (أنساق) التالية: الباليوسيني، والإيوسيني، والأوليغوسيني. حددت نهاية فترة الباليوسيني (55.5/54.8 مليون سنة مضت) بالحرارة القصوى للباليوسيني-أيوسين، وهي احد أهم فترات التغير الحراري العالمي خلال حقبة الحياة الحديثة، والتي حدث فيها اضطرابات لدوران المحيطات والغلاف الجوي، مما أدت إلى انقراض العديد من المنخربات القاعية في أعماق البحار وعلى اليابسة، وهو ما كان له تأثير رئيسي على الثدييات.

العصر الباليوجيني
Paleogene
παλαιός-γένος
اسماء اخرى العصر الثالث السفلي (المبكر)
الرمز E
المستوى الزمني عصر
الحقبة الحقبة المعاصرة
-الدهر دهر البشائر
علم الطبقات
البداية المسمار الذهبي.svg66 م.س.مضت
النهاية المسمار الذهبي.svg23.03 م.س.مضت
المدة 42.97 م.س تقريبا
مسند أول ظهور
(FAD)
Globoconusa conusa[1]
الأقسام الفرعية
الفترة البداية (م.س)
الأوليغوسيني المسمار الذهبي.svg33.9
الإيوسيني المسمار الذهبي.svg56
الباليوسيني المسمار الذهبي.svg66
الجغرافيا القديمة والمناخ
نسبة الأكسجين
في الغلاف الجوي
تقريبا 28% حجما[2][3]
(140 % من المستوى الحديث)
نسبة ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي
تقريبا 500 جزء في المليون[4]
(أعلى 2 مرة من مستوى ما قبل الثورة الصناعية)
نسبة درجة
حرارة سطح الأرض
تقريبا 18 درجة مئوية[5]
(4 درجات مئوية عن المستوى الحديث)

أحداث جيوديناميكية
الحيوانات و النباتات
ثدييات الموريثيريوم

التطور

الأحداث الرئيسية في الباليوجيني
الأحداث الرئيسية في الباليوجيني.
مراحل وافقت عليها اللجنة الدولية للطبقات.
مقياس المحور: منذ ملايين السنين.
(م.س : مليون سنة)

كما تميز الباليوجيني بالفترة الانتقالية في تاريخ الأرض. أكثر تغير مناخي كان برودة المناطق القطبية. وعالميا، تشكلت السلاسل الجبلية الحالية في أمريكا الشمالية (سييرا نيفادا وجبال روكي)، وفي أوروبا (الألب، والسلاسل الأيبيرية، والبيتيك، والبرانس وجبال الكانتابري). في أمريكا الجنوبية، حدث اندساس الأنديز الذي أدى إلى تشكل جبال الأنديز. الرواسب التي سجلت هذه الأحداث وغيرها من أحداث حقبة الحياة الحديثة غالبا غير متماسكة، ماعدا الكربونات وبعض الفتات السليسي المتصلد.يطلق مصطلح "نظام الباليوجيني" على الصخور المترسبة خلال "فترة الباليوجيني".

التسمية

يعود مصطلح "الباليوجيني" (Paleogene) إلى اليونانية (παλαιός = "palaiós" = "قديم" + γένος - "génos" = "مولود").[11][12]

الأقسام الفرعية

التقسيمات الفرعية لعصر الباليوجيني من الأحدث إلى الأقدم هي:

العصر الفترة المرحلة أهم الأحداث البداية (م.س.مضت)
النيوجيني الميوسيني الأكويتاني أحدث
الباليوجيني الأوليغوسيني الخاتي بداية انقراض الإيوسيني-الأوليغوسيني. انتشار الجليد في القطب الجنوبي.[13] التطور وتنوع سريع للحيوانات، خاصة الثدييات. تطور كبير وأنتشار الأنواع الحديثة من كاسيات البذور. المسمار الذهبي.svg27.82
الروبيلي المسمار الذهبي.svg33.9
الإيوسيني البريابوني اصبح المناخ معتدل مائل للبرودة. إزدهار الثدييات القديمة (مثل: المفترسات، "اللقمانياتواليونتاثريدا .. ألخ) وأستمرار تطورها خلال الفترة. ظهور فصائل عديد من الثدييات "الحديثة". تنوع الحيتان البدائية. عودة تجلد القارة القطبية الجنوبية وتشكيل الغطاء الجليدي؛ نهاية تكون جبال لاراميد و تكون جبال السيفارية لجبال روكي في أمريكا الشمالية. بداية تكون جبال الألب في أوروبا. بداية تكون الجبال الهيلينية في اليونان وبحر إيجة كذلك. 37.8
البارتوني 41.2
اللوتيتي المسمار الذهبي.svg47.8
الأبريسيني حدثان عابران للاحتباس الحراري (الحرارة القصوى للباليوسيني-الأيوسيني والحرارة القصوى الثانية للأيوسيني) ودفء المناخ حتى بلوغ المناخ الأيوسيني الأمثل. تسبب حدث أزولا في انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون من 3500إلى 650 جزء في المليون، مسببا فترة طويلة من البرودة.[14][a] تصطدم شبه القارة الهندية مع قارة آسيا مما أدى إلى بداية تكون جبال الهيمالايا. المسمار الذهبي.svg56
الباليوسيني الثانتي بدأ مع اصطدام تشيكشولوب المسبب لانقراض العصر الطباشيري-الثلاثي. المناخ أصبح استوائيا. ظهور النباتات الحديثة. تنوعت الثدييات إلى سلالات بدائية بعد انقراض الديناصورات الغير طائرة. بداية الثدييات الكبيرة (يصل حجمها إلى حجم الدب أو فرس نهر صغير). بداية تكون جبال الألب في أوروبا وآسيا. المسمار الذهبي.svg59.2
السيلاندي المسمار الذهبي.svg61.6
الداني المسمار الذهبي.svg66
الطباشيري المتأخر الماسترخي أقدم

المناخ

انصرف المناخ العالمي خلال الباليوجيني عن الظروف المناخية الحارة والرطبة التي كانت في أواخر حقبة الحياة الوسطى، واصبح يتجه نحو البرودة والجفاف، رغم تخلله بشكل دوري بفترات دافئة كمرحلة الحرارة القصوى للباليوسيني-أيوسين،[15] إلا أن هذا الاتجاه استمر في السير قدماً حتى بدأت الحرارة في الارتفاع مرة أخرى بسبب نهاية الفترة الجليديةالأخيرة من العصر الجليدي الحالي. ويعود سبب هذا الاتجاه بشكل جزئي إلى تكون تيارات القطب الجنوبي، الذي أدى بدوره إلى انخفاض كبير في درجة حرارة مياه المحيط. وقد أشارت دراسة أجريت في عام 2018 حول درجة حرارة الهواء السنوية، فوق اليابسة وعند خطوط العرض الوسطى، خلال العصر الباليوجيني القديم (قبل حوالي 56-48 مليون سنة)، وكانت متوسطها يتراوح ما بين 23°-29° درجة مئوية (± 4.7° درجة مئوية)، وهي أعلى من معظم التقديرات السابقة بما مقداره 5°-10° درجة مئوية.[16][17] ولو قارناها هذا بمتوسط الحرارة السنوي الحالي في تلك المناطق، فإن ذلك التقدير يعتبر أعلى بمقدار 10° إلى 15° درجة مئوية ؛يقترح باحثوا تلك الدراسة أنه إذا استمر ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية في الغلاف الجوي، فإنه من المحتمل أن ينشأ عنه ارتفاع مماثل في درجات الحرارة.[18]

الباليوسيني

كان الطقس دافئا، ورطب جدا ومنتظم بدون تباين بين خط الاستواء والقطبين. امتدت الغابة المطيرة والاستوائية إلى خطوط عرض أعلى بكثير مما هي عليه اليوم. وقد وصلت الغابات الشبه لاستوائية إلى المناطق القطبية، وتحولت إلى غابات عريضة الأوراق ونفضية غير معروفة اليوم، تتكيف خلال المواسم مع الليل الدائم أو النهار المستمرة.

الإيوسيني

بدأ مناخ الكرة الأرضية يزداد دفئا ووصلت النباتات الاستوائية إلى المناطق الداخلية من دوائر القطب الشمالي والقطب الجنوبي. وقد أدى هذا إلى تنوع الثدييات أكبر بكثير مما هي عليه في الباليوسيني. اجتاح العالم فترة باردة وجافة في نهاية الإيوسيني، وعاد الصقيع الشتوية للظهور في خطوط العرض العليا. واقتصرت النباتات الاستوائية فقط على خط الاستواء، والتي بالقرب إلى القطبين تطورت إلى نوع جديد من المساحات الخضراء والغابة الاستوائية المختلطة، كالتي تغطي كندا وشمال أوروبا اليوم.

الأوليغوسيني

في أواخر الأوليغوسيني، خلال مليون سنة فقط، كان هناك انخفاض حاد في درجات الحرارة السنوية. تم زادت برودة المحيطات جزئيا بسبب تيارات القطب الجنوبي. وأصبح الطقس أكثر برودة وموسمي. وكان لذلك تأثير سلبي على الثدييات الأكثر بدائية التي تكيفت مع المناخ الدافئ. في أوائل الأوليغوسيني، اختفت الغابات ذات الأوراق العريضة والنفضية في القطبين وجميع أنحاء آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا، في خطوط العرض العليا، تم تكون خليط من الغابات الصنوبرية والغابات النفضية المعتدلة.

الجيولوجيا

خلال الباليوجيني، كانت المرحلة الثالثة والأخيرة من تفكك القارة العظمى بانجيا التي بدأت في بداية العصر الطباشيري. استمرت القارات بالانجراف إلى مواقعها التي هي عليها الآن. انفصلت أمريكا الشمالية وجرينلاند عن أوراسيا، وانفتح البحر النرويجي قبل حوالي 60-55 مليون سنة. واستمر المحيطين الهندي والأطلسي بالتوسع، مما أدى إلى إغلاق بحر تيثس.

قبل أكثر من 40 مليون سنة، انفصلت الهند عن أفريقيا وهي في مسار تصادم مع شرق آسيا. وبدأت الهند بالاصطدام مع آسيا منذ حوالي 55 مليون سنة، أدى إلى تكون جبال الهيمالايا (بين 52 و 48 مليون سنة مضت)، وأخيرًا إغلاق الطرف الشرقي من ممر تيثس البحري. وفي نفس الوقت، بدأت الصفيحة الأفريقية في تغيير اتجاهها من الغرب إلى الشمال الغربي باتجاه أوروبا لتشكل حوض البحر الأبيض المتوسط،وتشكلت جبال الألب عندما اصطدمت كل من أفريقيا والهند وصفيحة سيميريا الصغيرة مجتمعة بقارة أوراسيا. انفصلت أستراليا عن القارة القطبية الجنوبية متجهة جنوب شرق آسيا، وبدأت أستراليا والهند بالتحرك شمالا بمعدل 5-6 سم كل سنة، ظلت القارة القطبية الجنوبية قريبة جدًا من القطب الجنوبي أو عنده وذلك منذ تشكل بانجيا (قبل 280 مليون سنة). بينما كانت أمريكا الجنوبية تقترب أكثر نحو أمريكا الشمالية (واللتان سترتبطان فيما بعد خلال برزخ بنما). وخلال بداية هذا العصر تراجعت البحار الداخلية عن أمريكا الشمالية.

كانت الحركة المتقاربة بين الصفائح التكتونية قد بدأت خلال العصر الطباشيري السفلي، لكن المراحل العظيمة لتشكل الجبال قد بدأت من العصر الباليوسيني حتى العصر الإيوسيني. وقد شكلت من الغرب إلى الشرق كل من: جبال الأطلس، والبرانس، والألب، والألب الدينارية، وبيندوس، والبلقان، وجبال طوروس، والقوقاز، وجبال ألبرز، وزاغروس، وهندوكوش، وبامير، وقراقرم وهيمالايا. ولا يزال هذا التصادم مستمرا في الوقت الحاضر.

في هذه الأثناء، بدأت أمريكا الجنوبية بالتحرك شمالا بعيدا عن القارة القطبية الجنوبية، أنفتح ممر دريك خلال حدود الإيوسيني-الأوليغوسيني وسمحت لأول مرة بتدوير المحيط بأكمله حول القارة القطبية الجنوبية. تسببت تيارات القطب الجنوبي في البرودة السريعة بسبب منع تدفق المياه الدافئة إلى القارة القطبية الجنوبية والسماح بتكوين الأنهار الجليدية في قارة كانت مغطاة بالغابات سابقا. انتهى الباليوجيني بنوبة ثانية في تشكل جبال الألب-الهيمالايا، مع تشكل السلاسل الساحلية لجبال روكي، ومنطقة الكاريبي وبعض مناطق أمريكا الوسطى.

صناعة النفط

يتميز الباليوجيني بأهمية معتبرة في عمليات التنقيب البحرية عن النفط، وخاصة في التنقيب في خليج المكسيك، حيث يشار إليه عادة باسم " العصر الثالث السفلى". تمثل هذه المتكونات الصخرية طليعة الاكتشافات النفطية الحالية في المياه العميقة.

تميل التكوينات الصخرية للثلاثي السفلى التي تواجه صناعة النفط في خليج المكسيك عادة إلى أن تكون درجات حرارة عالية وخزانات ضغط عالية نسبيا، وغالبا ما تكون ذات محتوى رملي مرتفع (+70%) أو تحت طبقات الرواسب التبخرية السميكة جدًا.[19]

النباتات

لم يحدث إي تغير جذري في خصائص النباتات الأرضية واستمر التشعب الكبير لكاسيات البذور وخلال فترة الأوليغوسيني وصلت إلى مستوى مماثل لما هي عليه في الوقت الحالي. وخلال هذا العصر، تطورت الغابات المتساقطة فوق البيئات الشبه استوائية في المناطق الجبلية. وفي الباليوجيني ظهرت الورود الأولى والمروج الأولى. أدت البرودة الواضحة في العصر الأوليغوسيني إلى تحول هائل في الأزهار ونشأت العديد من النباتات الحديثة خلال ذاك الوقت. بدأت الأعشاب والحشائش مثل عشبة الشيح في الظهور على حساب النباتات الاستوائية، التي بدأت في الانحسار. وأخذت الغابات الصنوبرية في النمو في المناطق الجبلية. استمر اتجاه التبريد هذا في التقدم، مع وجود تقلبات كبرى، حتى نهاية عصر البلايستوسين.

أهم حدث تطوري خلال الباليوجيني كان في أصول النباتات العشبية. ومن المثير للاهتمام أيضا تلقيح الرياح وقدرتها على التكاثر بطريقة غير جنسية عن طريق البراعم. تم العثور على أدلة لهذا التحول الزهري في سجلات أحفورية باستخدام علم الطلع.

الحيوانات

خلال هذه الفترة بدأت الثدييات بالتنوع السريع، وشهدت تغيراً في أحجامها وأشكالها العامة لا سيمات بعد حادثة انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني (الحادثة التي شهدت انقراض الديناصورات الغير طيرية) وتحولت الثدييات من بعض الأحجام الصغيرة والأشكال العامة التي بدأت تتطور إلى معظم الأصناف الحديثة التي نراها اليوم. وسيتطور بعضها خلال هذه الفترة إلى أشكال كبيرة تهيمن على اليابسة، في حين أن بعضها الآخر سيصبح قادرا على العيش في البيئات البحرية وجزء منها يحلق بالجو، وسيبقى الجزء الأكبر منها متخصصاً في البيئات الأرضية. فأما تلك الأصناف التي لزمت المحيطات، أصبحت حيتان حديثة، في حين أن تلك التي أخذت إلى الأشجار سبيلاً لعيشها، أصبح جزء منها رئيسيات وهي المجموعة التي ينتمي إليها البشر. بالنسبة للطيور، التي كانت مستقرة بحلول نهاية العصر الطباشيري شهدت أيضا تكيفاً تشعبيا، لتستولي على السماء التي تركتها لهم التيروصورات المنقرضة.

الكائنات الأرضية

ورثت الثدييات الأرض من عالم الديناصورات، وشهدت إشعاع كبير. وقد تكون المنافسة والافتراس من قبل الديناصورات هي التي منعت الثدييات من التوسع التطوري الهائل خلال حقبة الحياة الوسطى.

كانت معظم الثدييات خلال العصر الباليوسيني السفلي مخلوقات صغيرة تشبه القوارض الحديثة، ولم يكن هناك حيوان ثديي أكبر من الكلب. من مجموعات حيوانات الباليوسيني الباقية من العصر الطباشيري (عديدة الدرنات، جرابيات الأبسوم، الحافريات البدائية الشبيهة بالراكون، وعدد من الثدييات الحشرية). ظهرت أيضا الرئيسيات الأولى، وفي منتصف الباليوسيني ظهرت أسلاف الحيوانات الآكلة للحوم الحديثة. بحلول نهاية الباليوسيني، تطورت أول أفراد فصيلة الخيول (حجمه مقارب من الكلب صغير) وكانت هناك ثدييات عاشبة بحجم البقرة.

تميزت فترة الإيوسيني بالزيادة المستمرة في تنوع الثدييات. وتضاعفت أعداد الفصائل (تقريبا 100)، ومشابهة جدا للموجودة في الزمن الحالي. وبدأت أصناف جديدة من العواشب الحديثة بالظهور:

ظهرت كذالك خلال الإيوسيني السفلي الفيليات. ويعتبر حيوان الموريثيريوم أقدم جنس معروف في السجل الأحفوري لهذه الرتبة، يبلغ طوله حوالي 3 أمتار، وله أنياب بدائية وجذع قصير. واستمرت القوارض التي نشأت في الباليوسيني في التنوع، وكان نجاحها على حساب عديدات الدرنات القديمة (تأكل نفس نوع الطعام) التي انقرضت في الأوليغوسيني. وأول الحيوانات المفترسة التي تتغذى على الثدييات العاشبة كانت مجموعات ذات أصل تطوري في الباليوسيني، مثل الميزنيقيات شبيهة الضباع.

هيكل عظمي أحفوري لطائر الغاستورنيس.

كانت بداية الباليوسيني وقت تكاثرت فيه الطيور العملاقة. واختفت الديناصورات والثدييات ما زالت صغيرة الحجم. واحدها يدعى غاستورنيس، وهو طائر ضخم لا يطير وكان يعيش خلال أواخر الباليوسيني والإيوسيني في أوروبا وأمريكا الشمالية. وهو يشبه الدجاجة له منقار ضخم ويصل طوله إلى 2 متر، يعتقد أنها من المفترسات التي تهاجم فريستها بمنقارها، لأنه قوي جدا ويمتلك القوة الكافية لكسر العظام، إلى جانب ذلك فهو حاد جدا يمكنها استخدامه لتقطيع لحم الضحية، نهاية أرجلها يوجد مخالب تستخدمها لشل حركة الفريسة، أجنحتها ضئيلة، لكن أرجلها طويلة وقوية. يعتقد أنها سريعة العدو بالرغم من أن العلماء لا يمكنهم التأكد من ذلك.

في جنوب أمريكا، كانت الحيوانات المفترسة الرئيسية هي طيور الرعب (الفورسراسيدات)، وهي فصيلة من الطيور الكبيرة التي لا تطير، عاشت خلال عصري الباليوجيني والنيوجيني قبل 62-2 مليون سنة. كان موطنها في أمريكا الجنوبية، واتجهت إلى أمريكا الشمالية عندما تشكل برزخ بنما. وكانت من المفترسات الفائقة في وقتها يصل طولها من 0.6 إلى 3 أمتار وأجنحتها صغيرة كالأذرع تساعدها في إسقاط الفريسة المتحركة. يعتقد أنها عاشت في سهول كبيرة، مما يساعدها باستغلال سرعتها بالجري. وإلى جانب ذلك، لم تكن بحاجة إلى الاختباء لأنها كانت من الحيوانات المفترسة الفائقة في عصرها وليس لديها أعداء طبيعيين.

كان سجل طيور الإيوسيني محدود؛ ويبدو أنها لم تكن متنوعة بعد، وأن اقتصرت على المناطق الساحلية. وبدأت الطيور في التنوع مرة أخرى خلال هذا الوقت، واحتلت مثاوي بيئية جديدة. وكانت قد ظهرت معظم أنواع الطيور الحديثة في منتصف حقبة الحياة الحديثة، ومن تلك الطيور: الكركيات، والصقور، والبجع، ومالك الحزين، والبوم، والبط، والحمام، والغواص ونقار الخشب.

وكانت الزواحف والبرمائيات نادرة نوعا ما. أول سجل أحفوري لفصيلة الضفادع الحقيقية، كانت الضفادع الحالية من الإيوسيني، بالرغم من أن السجل الأحفوري لهذه المجموعة من الحيوانات الهشة ليس جيدا في العادة ولا يُعرف على وجه الدقة متى نشأت الضفادع ووصلت إلى التنوع الكبير. واستمرت الثدييات خلال الأوليغوسيني بالتطور.

الكائنات البحرية

غطاس إيكا سالسي، وهو بطريق عملاق من من فترة الأيوسين العلوي في بيرو.

معظم نظم البيئية الحالية للمحيطات أصبحت مأهولة بمجموعات من الحيوانات، والنباتات والكائنات الأحادية الخلية التي نجت من انقراض الطباشيري-الباليوجيني وتوسعت خلال حقبة الحياة الحديثة. نجا من الانقراض كل من المنخربات القاعية، وقنافذ البحر، وحزازيات الكيلوستومات وبطنيات القدم وثنائيات الصدفة والعظميات، وصبحت بأعداد كافية لتشغل مواقع مهمة في بحار الباليوجيني. أكثر الكائنات التي استفادت من الانقراض كانت الشعاب المرجانية، لأنهم تنازلت عن دورها المهيمن لكائنات الرودست. وقد تم العثور على أعداد قليلة من الشعاب المرجانية خلال العصر الباليوجيني (حيث كانت الظروف الاستوائية نادرة). وانتشرت في خلال عصر الإيوسيني (حيث المناخ الأكثر دفئا).

حققت العوالق النانوية انتعاشا كبيرا خلال فترة الإيوسيني. شكلت الدياتومات والسوطيات الدوارة التي تأثرت بالأزمة قليلا الجزء الأكبر من المنتجين الأساسيين للمحيطات خلال معظم حقبة الحياة الحديثة.

انتشرت أنواع جديدة من قنافذ البحر على السواحل الرملية، وبطنيات القدم وثنائيات الصدفة عاشت في مناطق المعرضة للموجات، وأصبح لديها القدرة على الحفر بسرعة عبر الرواسب لدفن نفسها. على الرغم من أن الحياة في المحيطات تشبه ماهي عليه خلال العصر الطباشيري إلا أن طرق جديدة للحياة تظهر. كانت حيتان البالينات من أكثر كائنات المحيط تميزا، فقد تطورت خلال فترة الإيوسيني من أسلاف أفراس النهر الحالية وسرعان ما حققت تفوقا بين حيوانات المحيط المفترسة الكبيرة. ومن الكائنات الجديدة في شواطئ المحيطات طيور البطريق، وهي مجموعة من طيور السباحة التي تعودي إلى فترة الإيوسيني. يعتقد أن زعنفيات الأقدام (الفظ والفقميات وأسود البحر) قد تطورت قبل بدء العصر النيوجيني.

انقراض الإيوسيني-الأوليغوسيني

خلال عصر الإيوسيني العلوي حدث انقراض كبير تأثرت به الأراضي والبحار. خلال هذه الفترة، تم القضاء على العديد من الأجناس والأنواع، على الرغم من اختفاء الأعداد القليلة من الأجناس المتفوقة. ولم يكن حدثا واحدا، لكنها عدة نبضات من الانقراض، وعلى ما يبدو أنها بسبب التقلبات المناخية. وكانت النتيجة الإجمالية انخفاض في التنوع وتغير في تكوين الحيوانات. ومن بين اللافقاريات، كانت الكائنات الشائكة التي تتكيف مع الظروف الدافئة هي الأكثر تأثراً بالانقراض. ويشير هذا النمط إلى أن سبب الانقراض هو برودة المناخ الذي حدث خلال هذه الفترة.

سجلت أحافير الثديية في غرب أمريكا الشمالية تقارير عن فترتين من الانقراض خلال فترة الأزمة العامة في المحيطات. يبدو أن انقراض الثدييات تزامن مع النبضة الرابعة والخامسة من انقراض عوالق المنخربات في المحيط. حدث أول انقراض للثدييات في نهاية العصر الإيوسيني وأبيد العديد من الأنواع وقليل من الأجناس. وكانت الثانية خلال الأوليغوسيني لكنها أقل حدة، لكنه انقرض الميجاسيروبس الضخم.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. https://timescalefoundation.org/gssp/index.php?parentid=all
  2. Image:Sauerstoffgehalt-1000mj.svg
  3. File:OxygenLevel-1000ma.svg
  4. Image:Phanerozoic Carbon Dioxide.png
  5. Image:All palaeotemps.png
  6. Zachos, J. C.; Kump, L. R. (2005). "Carbon cycle feedbacks and the initiation of Antarctic glaciation in the earliest Oligocene". Global and Planetary Change. 47 (1): 51–66. Bibcode:2005GPC....47...51Z. doi:10.1016/j.gloplacha.2005.01.001.
  7. "International chronostratigraphic chart v2018/08" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإنجليزية). .
  8. Global Boundary Stratotype Section and Point (GSSP) of the International Commission of Stratigraphy.نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. "GeoWhen Database - What Happened to the Tertiary?". www.stratigraphy.org. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 2019.
  10. Robert W. Meredith, Jan E. Janecka, John Gatesy, Oliver A. Ryder, Colleen A. Fisher, Emma C. Teeling, Alisha Goodbla, Eduardo Eizirik, Taiz L. L. Simão, Tanja Stadler, Daniel L. Rabosky, Rodney L. Honeycutt, John J. Flynn, Colleen M. Ingram, Cynthia Steiner, Tiffani L. Williams, Terence J. Robinson, Angela Burk-Herrick, Michael Westerman, Nadia A. Ayoub, Mark S. Springer, William J. Murphy. 2011. Impacts of the Cretaceous Terrestrial Revolution and KPg extinction on mammal diversification. Science 334:521-524.
  11. Paleogene Period | geochronology | Britannica - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. Paleogene | Definition of Paleogene by Merriam-Webster - تصفح: نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Deconto, Robert M.; Pollard, David (2003). "Rapid Cenozoic glaciation of Antarctica induced by declining atmospheric CO2". Nature. 421 (6920): 245–249. Bibcode:2003Natur.421..245D. doi:10.1038/nature01290. PMID 12529638.
  14. Royer, Dana L. (2006). "[[CO2]]-forced climate thresholds during the Phanerozoic" ( كتاب إلكتروني PDF ). Geochimica et Cosmochimica Acta. 70 (23): 5665–75. Bibcode:2006GeCoA..70.5665R. doi:10.1016/j.gca.2005.11.031. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 سبتمبر 201906 أغسطس 2015.
  15. Wing, S. L. (2005-11-11). "Transient Floral Change and Rapid Global Warming at the Paleocene-Eocene Boundary". Science. 310 (5750): 993–996. doi:10.1126/science.1116913. ISSN 0036-8075. PMID 16284173.
  16. Naafs et al. (2018). "High temperatures in the terrestrial mid-latitudes during the early Palaeogene" ( كتاب إلكتروني PDF ). Nature Geoscience. 11 (10): 766–771. doi:10.1038/s41561-018-0199-0. hdl:1983/82e93473-2a5d-4a6d-9ca1-da5ebf433d8b. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 أبريل 2019.
  17. University of Bristol (30 July 2018). "Ever-increasing CO2 levels could take us back to the tropical climate of Paleogene period". ScienceDaily.
  18. "Ever-increasing CO2 levels could take us back to the tropical climate of Paleogene period". University of Bristol. 2018. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2019.
  19. "Lower Tertiary". هاليبرتون. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201113 يوليو 2011.

موسوعات ذات صلة :