الرئيسيةعريقبحث

الفاو (العراق)

مدينة ساحلية عراقية تمثل المركز الإداري لقضاء الفاو

☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر الفاو (توضيح).

مدينة الفاو هي مدينة ساحلية عراقية تمثل المركز الإداري لقضاء الفاو ولها موقع استراتيجي اشتهرت من خلاله بما جرى على أرضها من حروب من جهة، وبما تشهده من حراك اقتصادي من جهة أخرى. تقع في الجنوب الشرقي من محافظة البصرة في منطقة شبه جزيرة الفاو وهي أقصى نقطة في جنوب العراق تطل على الخليج العربي في الجزء الجنوبي وعلى ضفاف شط العرب في الجزء الشرقي من شبه جزيرة الفاو.[7] تبعد المدينة عن مركز المحافظة 100 كيلومتر[1] ويبلغ عدد سكانها 52 ألف نسمة.

الفاو
غروب الشمس على ساحل الفاو.jpg
غروب الشمس على ساحل مدينة الفاو

خارطة مدينة الفاو.jpeg
خارطة لشوارع وأحياء مدينة الفاو

اللقب مدينة الحناء[1]
تاريخ التأسيس 1834
الأرض 3775 كم²
السكان
التعداد السكاني 52 ألف [4] نسمة (إحصاء 2011م)
الكثافة السكانية 13.77 (تقدير 2011م)
معلومات أخرى
الرمز البريدي 61010[5]
الرمز الهاتفي 0096440[6]
الرمز الجغرافي 99446 

الفاو على خريطة العراق
الفاو

كانت المدينة حتى العام 1960م ناحية تابعة لقضاء أبي الخصيب حتى تم استحداث قضاء فيها بتاريخ 30 أغسطس 1960م.[8] تشتهر مدينة الفاو بمنتجاتها البحرية كالأسماك والروبيان والملح إضافة إلى زراعة أشجار الحناء والنخيل الذي تناقصت أعداده بعد الحروب العسكرية والاقتصادية التي استمرت طيلة 23 عاماً من حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. سكان الفاو يتميزون كبقية سكان البصرة بلهجتهم القريبة جداً أو المماثلة للهجة الكويتية حيث تقلب الجيم ياء مثل: رجل تلفظ رَيَّال وهكذا دواليك.

يمتاز مناخ المدينة بانه جاف حار صيفاً وبارد رطب شتاء، وأكسب موقع المدينة على رأس الخليج العربي أهمية اقتصادية من الناحية الزراعية والاقتصادية كونها ميناء لتصدير النفط، كما أن أغلب سكان المدينة يعيشون على مهنة صيد السمك .

التسمية

تختلف الآراء عن أصل اسم الفاو، فهناك الرواية المحلية التي يتناقلها السكان تفيد أن سفينةً إسمها ( الفاو ) تابعة للديلم جاءت إلى هذه المنطقة لشراء التمور وصادف ان هبت ريح شديدة أدت إلى غرق السفينة في نهر اللبان الذي كان إسمه نهر المهلبان - نسبة إلى القائد العربي الشهير المهلب بن أبي صفرة ثم خفف بمرور الزمن إلى اللبان [9]- فاخذ الناس يطلقون على المنطقة اسم الفاو فيقولون ( محل غرق الفاو ) ثم حذفت لفظة غرق لتبقى الفاو ثم سميت المنطقة كلها بهذا الاسم[10].، ومن بين هذه الاقوال هو أن الفاو تقع في مصب شط العرب اي فاه وتطورت الكلمة حتى اصبحت فاو[11]، أما بعض المصادر فترجح أن كلمة الفاو كانت في الأصل الفأو وتعني الأرض المكشوفة للناظر أو الأرض المحصورة بين مرتفعين.[12]

مصادر أخرى تثير الشك في هذا الترجيح لكون تسمية الفاو شاعت بعد بناء محطة التلغراف في عام 1861م، إذ أن البريطانيين كانوا يطلقون على الفاو، بلغة إنجليزية ، كلمة (FEW) أي انها تتألف من ثلاث كلمات:

الحرف (F) يعني (Flat) أي المنبسط. الحرف (E) ويعني (Earth) أي الأرض. الحرف (W) ويعني (Water) أي الماء.

ومن هنا فإن كلمة (few) تعني الأرض المنبسطة على الماء ثم حورت الكلمة إلى (Faw) ثم إلى (Fao ) [13].

التاريخ

تشير مصادر إلى أن تاريخ الفاو يعود إلى 2500 ق.م وحسبما تشير اللقى التاريخية إلى أن الملك الآشوري سنحاريب أطلق عليها (ريبو سلامو) أي باب السلامة أما العرب فأسموها ماء الصبر أي المر إلا أن هذه الآراء مثار جدل لا سيما إذا علمنا أن هذه المنطقة كانت مغمورة بمياه الخليج العربي في تلك التواريخ.

العهد العثماني

صورة تمثل وجهاء الفاو مع موظفي الناحية ، التقطت هذه الصورة سنة 1960

أطلق عليها الوالي العثماني مدحت باشا مفتاح العراق، وسماها صلاح الدين الصباغ أرض السلامة.[14] كانت الفاو تابعة للمعامر التي تعد بمثابة مراع تسمى بـ"الدكاك" وملتزمة -أي مستثمرة- من قبل عائلة السعدون مقابل ولائها للدولة العثمانية[13]. و لأن أراضي الفاو كانت خالية من المزروعات فإنها في نظام الأراضي في الدولة العثمانية تعد من ممتلكات بيت المال وللوالي في البصرة صلاحية منح الأراضي التابعة إلى بيت المال إلى من يرغب في استثمارها من خلال نظام الالتزام وفي ضوء ذلك النظام منح الوالي العثماني أراضي المعامر إلى راشد السعدون وبذلك أصبحت المناطق الجنوبية من المعامر خاضعة لهذا الالتزام وعندما انتقلت الأراضي الجنوبية من المعامر إلى عائلة الصباح من خلال تنازل بيت السعدون أصبحت تلك الأراضي ملتزمة من لدن عائلة الصباح مباشرة مع السلطات العثمانية.[15]

نظرا لازدياد حجم التجارة البريطانية في منطقة الخليج العربي وإيران في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما نتج عن ذلك من تشعب في مصالح بريطانيا في المنطقة وكون العراق الطريق الأقصر بين المستعمرات البريطانية في الهند وبريطانيا نفسها من ناحية، وكون هذا الطريق أكثر أماناً من طريق الرجاء الصالح فقد بادرت الدبلوماسية البريطانية إلى تركيز نفوذها في منطقة الفاو التي تعد الموقع الاستراتيجي لحماية شط العرب من أي نفوذ أجنبي من طرف، والوقوف عن كثب من تحركات السلطات العثمانية من طرف آخر.[13]

القوات الأمريكية في شوارع الفاو عام 2003

حاولت بريطانيا بكل ما تملك من جهود سياسية واقتصادية أن تجعل من منطقة الفاو منطقة نفوذ لها كونها تقع في بداية ممر مائي وهي مهمة جداً لنفوذها السياسي والاقتصادي لكون شط العرب يمثل حلقة مهمة لأهم طريق وأقصر مع مستعمراتها في الهند، فقد حاولت مراقبة التحرك العثماني في المنطقة ومنع كل المحاولات التي من شانها تقوية مركز العثمانيين في الفاو . مقابل ذلك حاولت الدولة العثمانية تثبيت سيطرتها الفعلية في الفاو من اجل كبح النفوذ السياسي والاقتصادي لبريطانيا في المنطقة. فقد حاولت السلطات العثمانية بناء قلعة عسكرية في الفاو كان الهدف منها الوقوف عن كثب لمراقبة السفن البريطانية التي تؤم موانئ المنطقة من جهة والدفاع عن مصالحها إن إقتضى الأمر ضد تزايد النفوذ البريطاني.[13] مقابل ذلك وجدت بريطانيا في محاولة الدولة العثمانية بناء القلعة العسكرية يحد من نفوذها في المنطقة، لذا إحتجت لدى الباب العالي كما حرضت روسيا القيصرية باعتبارها الوسيط في عقد معاهدة أرضروم عام 1848 كما دفعت إيران للاحتجاج لدى الباب العالي بغرض منع إنشاء التحصينات في شط العرب، ولقد استمرت تلك المراسلات حتى نهاية القرن التاسع عشر.[13]

كما قامت الدولة العثمانية بتقوية نفوذها، من خلال بناء مقر حكومي ومحجر صحي في الفاو لمراقبة السفن التي ترسو في المنطقة من جهة وتحصيل الرسوم من جهة أخرى، وقد وقفت بريطانيا موقفاً رافضاً لذلك من خلال الاحتجاج على هذه الإعمال وعندما وجدت أن رفع المذكرات والمراسلات لا يجدي نفعاً حاولتْ إنشاء فرع للقنصلية البريطانية في الفاو من اجل أن تكون قريبة من تحركات العثمانيين، وعندما جوبه طلبها بالرفض قامت بوضع سفينة حربية مواجهة للفاو لمراقبة الوضع من جهة واشعار الدولة العثمانية بقوتها من جهة أخرى.[13]

العهد البريطاني

الشارع الرئيسي في مدينة الفاو

تنازع على الفاو البرتغاليون والعثمانيون والإنجليز الذين احتلوها عام 1914م[16]. فأصبحت مسرحاً لأول معركة بين العشائر العراقية وقوات الاحتلال البريطانية عام 1914م في منطقة كوت الزين، والتي قادها الشيخ شلال بن فضل شيخ عشائر الشرش، وتكبدت فيها القوات الغازية خسائر جسيمة.[17]

العهد الجمهوري

قصر الفاو يبدو مضيئا في احتفال تغيير القيادة بين الفيلق الثالث الأمريكي والفيلق الثامن عشر المحمول جوا في وقت مبكر من فبراير 2005

في حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران 1980م - 1988م، كانت شبه جزيرة الفاو ساحة تنافس بين البلدين وقد أحتلت في فبراير 1986م من قبل إيران واستعادها العراق في أبريل 1988م في معركة طاحنة وقع ضحيتها 170,000 جندياً من الطرفين. تحقيقات الأمم المتحدة تشير إلى استخدام العراق للأسلحة الكيميائية أثناء المعركة. تعرضت المدينة للتدمير بالكامل أثناء الحرب العراقية الإيرانية وتم بناء مدينة جديدة في غضون 4 أشهر في عام 1989م ولكن أغلب الأهالي الذين هاجروا من المدينة لم يعودوا إليها[18]

عند نهاية الحرب قام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ببناء قصر فخم يقع على بعد 5 كيلومتر من مطار بغداد الدولي وسمي بقصر الفاو تيمناً بتحريرها وبني وسط بحيرة ولذلك يطلق عليه أيضاً لقب قصر الماء.بعد عام 2003م استخدم القصر كقاعدة للقوات الأمريكية وفي 2004م أصبح المقر العام للقوة متعددة الجنسيات في العراق. وكان يشاركه معه في نفس المبنى مركز العمليات المشتركة ومعسكر النصر (كامب فيكتوري) التابع للقوات الأمريكية.

في حرب الخليج الثالثة في مارس عام 2003م، سقطت شبه جزيرة الفاو بعد بضعة أيام فقط في أيدي قوات التحالف الدولي المهاجمة بعد معركة غير متكافئة سقط على إثرها 140 جندياً عراقياً وأسر قرابة 440 آخرون.

السكان

صورة من الفاو للجانب الإيراني

تسكن منطقة الفاو عشائر عربية منها عشائر الراشد والدواسر وبنو تميم وآل نصار والشلش والحيال وغيرهم[17].

بلغ عدد سكان الفاو أوائل القرن العشرين حوالي 1700 نسمة وكان الأجانب يمثلون الأكثرية فيها حتى عام 1913م حيث وصل تعداد السكان إلى 5000 نسمة تقريباً. بلغ مجموع سكانها في سنة 1948م حوالي 25715 نسمة[19] وفي عام 1979م بلغ التعداد 75 ألف نسمة[20] بينما بلغ سكان القضاء عام 2005م حوالي 105080نسمة[21] وبلغ سكان المدينة 18890 نسمة عام 2007 حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء العراقي[22]. وفي تقديرات عام 2011م بلغ عدد سكان مدينة الفاو قرابة 52 ألف نسمة.

الجغرافيا

الموقع الجغرافي

تقع مدينة الفاو في الجنوب الشرقي لقضاء الفاو والذي يحده من الشمال ناحية السيبة التابعة لقضاء أبي الخصيب ومن الجنوب مياه الخليج العربي ومن الشرق مياه شط العرب الفاصلة بين القضاء وجمهورية إيران الإسلامية ومن الغرب مياه خور عبد الله الفاصلة بين القضاء وقضاء الزبير ودولة الكويت، وبهذا فهو يمتد بين دائرتي عرض 94'29° و 34'30° شمالاً وخطي طول 21'48° و 36'48° شرقاً، وتبلغ مساحة المدينة 3775 كيلومتراً مربعاً.[23]

السطح

أرض الفاو هي أرض رسوبية تكونت من الترسبات الهائلة التي يلقيها شط العرب في الخليج العربي وبمرور الزمن بدأت الرواسب تكون أراضٍ جديدة خصبة وقابلة للزراعة لذلك فإن مساحة شبه جزيرة الفاو في ازدياد مستمر[11] يمتد من منطقة أبي الخصيب شِمالاً حتى رأس البيشة جُنوباً غرب شط العرب شريط أخضر من بساتين النخيل لايتجاوز عُرْضَهُ كيلومتراً واحداً. تتخلل هذا الشريط أنهار متباينة العرض ترتبط بشط العرب تسمى أحوازات تتأثر بظاهرة المد والجزر بمُحاذاة حافة البساتين الغربية حَيْثُ يمتد الطريق العام الذي يربط مدينة الفاو بالبصرة، اليابسة بين الطريق العام والطريق الإستراتيجي أرض رخوة وتتعرض للغرق في فصل الشتاء لارتفاع نسبة المياه الجوفية، اليابسة غرب الطريق الستراتيجي امتداداً لخور الزبير مغمورة بالمياهٌ الضحلة، منطقة الممالح عبارة عن أحواض لغرض ترسيب الملح ، جنوب الطريق (أم قصر- الفاو) المنفذ المائي الوحيد للعراق هو خور عبد الله الذي يتصل برأس الخليج العربي.[24]

المناخ

تقع مدينة الفاو في جنوب محافظة البصرة التي تمتاز بالمناخ الجاف الحار صيفاً والبارد الرطب شتاءاً، وبالتطرف الكبير في درجات الحرارة وارتفاع نسبة الإشعاع الشمسي وقلة الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة مقارنةً ببقية أجزاء القطر. تسقط معظم الأمطار في فصلي الشتاء والربيع في الفترة من شهر تشرين الثاني ولغاية شهر نيسان. تَراوَحَ مجموعُ تساقطِ الأمطار السنوي للفترة ما بين عامي 1980م - 2006م من 84.3 إلى 296.6 ملم وبمعدل 134.8، وتَراوَحَ مجموعُ التبخر السنوي للفترة ذاتها من 3292.1 إلى 4506.9 ملم وبمعدل 3735.7 ملم، في حين بلغت نسبة معدل التبخر السنوي إلى نسبة معدل الأمطار 27.7.[25]

موقع المدينة على رأس الخليج العربي يعني أنها تقع ضمن المنطقة شبه المدارية التي يسود فيها مرتفع شبه مداري لذا يحدث على المنطقة في فصول الشتاء والربيع والخريف انخفاض في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصلي الشتاء والربيع، كذلك يوجد فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة بسبب هذا الموقع شبه المداري، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة السطوع الشمسي في اليوم تكون طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون عمودية.[26]

الموارد المائية

منظر من بساتين مدينة الفاو

تؤثر عوامل عديدة على مكونات مياه شط العرب الرئيسية في قضاء الفاو من أهمها التأثر بالمياه البحرية المالحة حيث تندفع كميات كبيرة من مياه الخليج العربي المالحة خلال فترة المد لمسافات طويلة في شط العرب لتصل شمالاً حتى ناحية السيبة التابعة لقضاء أبي الخصيب ولأيام عدة في الشهر، بسبب تصاريف شط العرب المتدنية وهذا أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب بالتزامن مع شحة تصاريف نهري دجلة والفرات والتغييرات في تصاريف نهر الكارون وهذا أدى إلى توغل المياه البحرية بإتجاه شط العرب وبالتالي تدني نوعية مياهه.[27]

تتميز المياه الجوفية في الفاو بدرجة ملوحتها العالية والسبب أن مصدر هذه الملوحة في الأساس هو تسرب مياه الخليج العربي المالحة إضافة للأمطار. تنخفض نسب الأملاح في المياه الجوفية للمناطق المجاورة لشط العرب أو لجداول الري بسبب التجدد الذي يحصل فيها إلا أنها مع ذلك فهي تبقى مياهاً مالحةً ولاتكون هذه المياه صالحة لأي نوع من أنواع الاستعمال سواء كانت للشرب أو للري وتسبب هذه المياه مشـكلات عديدة تتمثل في حالة ارتفاعها وقربها من سطح الأرض إلى عدم إمكانية زراعة تلك المنطقة بسبب تغدق التربة وكثرة الأملاح فيها، وتسبب هذه المياه مشكلات أخرى في تصريف المياه الثقيلة فضلاً عن إتلافها لأسس المباني والمنشآت المدنية المختلفة[28]

لحل مشاكل المياه قامت الحكومة العراقية بشق قناة إروائية يبلغ طولها 128 كيلومتراً مياهها ذات نوعية جيدة إذ لاتتجاوز تراكيز الأملاح فيها 1400 جزء بالمليون، في حين تبلغ تلك التراكيز 2800 جزء بالمليون في مياه شط العرب. تهدف هذه القناة إلى نقل المياه العذبة من منطقة كتيبان شمال الفاو إلى رأس البيشة الواقعة أقصى جنوب الفاو إضافة إلى سقي الاراضي الزراعية التي تمر بها بعد امتداد لسان ملحي من شط العرب إلى محافظة البصرة.[29]

الوضع الإداري لقضاء الفاو

يقسم قضاء الفاو إدارياً إلى ثلاث نواحي :

  1. ناحية الفاو ومركزها الفاو الشمالي وهو الكائن على ضفة شط العرب اليمنى والحاوي على دوائر الدولة ومؤسسات الميناء والسوق التجاري.
  2. ناحية البحار ومركزها قرية الدورة تم إستحداثها عام 1962.[30] وتم ربطها بمركز القضاء بطريق مبلط حديثاً.[31]
  3. ناحية الخليج العربي مركزها الفاو الجنوبي والقشلة التي تبعد عن قصبة الفاو بمسافة 25 كيلو متراً ويتكون هذا القسم من 27 حوزاً وهذه الأحواز تضم معظم سكان الناحية الأصليين.[19].

إضافة للقرى التالية: كوت خليفة، كوت بندر، الدواسر، الفداغية، المعامر، ورأس البيشة.[32]

التصنيف العمراني

موسوعة مدينة الفاو قبل العام 2008

تبلغ مساحة مدينة الفاو 3775 كيلومتراً مربعاً، حظي الاستخدام السكني بالنصيب الأوفر منها حيث بلغت نسبته 60% من إجمالي المساحة، وقد تم تقسيم أرض المدينة على نظام شبكي يتصف بشوارع طولية مستقيمة متوازية تتقاطع مع شوارع عرضية بزوايا قائمة أو شبه قائمة ونظراً لمحاذاة المدينة لشط العرب فقد أخذت شكلاً مستطيلاً حيث إحتلت الشوارع الداخلية في المدينة ما نسبته 18.5% من مساحة المدينة، وساعدت طوبوغرافية الأرض المنبطسة على تبني هذا النوع من التخطيط الذي أثر بدوره على تصميم الوحدات السكنية. خصص أيضاً 0.9% من مساحة المدينة للإستخدام التجاري على شكل وحدات تمثل أسواقاً عصرية في بعض أحياء المدينة لكن إتضح فشلها في تقديم الخدمة لسكان المدينة لوقوعها في اماكن غير مناسبة للسكان مما أدى إلى ظهور العديد من الدكاكين المتفرقة في أحيائها. أما الاستخدام الصناعي فقد خصصت له مساحة تبلغ 0.6% الا انها لم تنفذ فعلاً بل إن الاستعمالات الصناعية الحالية تجاذبت مكانياً مع الاستعمالات التجارية.[33]

أما الخدمات بمختلف أنواعها العامة والمجتمعية فقد خُصِصَت لها مساحة تقدر بـ12.11%، في حين خصص للمناطق الخضراء فيها 2.1% من خلال إقامة متنزهين أحدهما عند مدخل المدينة والثاني على ضفاف شط العرب، وخصصت 5.73 من المساحة الكلية للمدينة كمناطق ترفيهية ورياضية وساحات عامة للاحتفالات حيث تم إنشاء بعض النصب التذكارية التي تحاكي معركة تحرير المدينة.[33]

جوامع ومساجد الفاو

الصحة

تحتوي المدينة على مستشفى بسعة 50 سريراً ومركزين للرعاية الصحية يقع احدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وتقدم المستشفى خدماتها لجميع سكان المدينة والريف المحيط بها. تعاني المدينة من قصور واضح في تلبية حاجات السكان من الخدمات الصحية يتمثل في قلة التخصصات الطبية في المستشفى إضافة إلى موقع المستشفى الواقع في أطراف المدينة الشمالية قرب بوابة المدينة مما يتسبب في معاناة السكان، خصوصاً سكان الاحياء الجنوبية البعيدة نسبياً عن المستشفى.[23]

الوضع الاقتصادي

صيد الأسماك في مدينة الفاو

موقع مدينة الفاو على رأس الخليج العربي أكسبها أهمية اقتصادية من الناحية الزراعية والاقتصادية كونها ميناء لتصدير النفط إضافة إلى ظاهرة المد والجزر وفائدتها في الري السيحي ووجود الممالح. تبلغ مساحتها (488085 دونم) وهذه المساحة قابلة للزيادة نتيجة الترسبات التي يضخها شط العرب[34]. ساعدت العناصر المناخية السائدة في الفاو على جعلها منطقة صالحة لزراعة مختلف المحاصيل إذ الفاو بجزء كبير من زراعة النخيل الذي يمثل 6.2% من إنتاج محافظة البصرة من التمور و 4% من إنتاج العراق وتشتهر بأشجار الحناء والكروم.[35]

صيد الأسماك

يعيش أغلب سكان المدينة على صيد السمك، لكن هذه المهنة تنتابها عدة مشاكل منها التجاوزات على مراكب الصيد العراقية واحتجازها من قبل خفر السواحل الكويتية والإيرانية، وكذلك الاعتداء على المياه الإقليمية العراقية في إستغلال للغياب الواضح لدور البحرية العراقية في حماية أرواح وممتلكات الصيادين. في ساعات الصباح الأولى يجتمع صيادو الأسماك في منطقة "النكعة" وهي المكان الذي يقع على جرف شط العرب شرقي المدينة ويجمع فيه الصيادون صيدهم ليباع فيها. سوق السمك في المدينة مزدهرة كماً ونوعاً بمختلف أنواع الأسماك والروبيان. كميات السمك المعروض تتطابق مع حجم سكان المدينة ويتم بيع الباقي إلى المحافظات الأخرى.[36]

ممالح الفاو

الممالح هي قنوات مائية غير مبطنة تسبب رشح المياه المستمر فيها إلى باطن الأرض إلى ارتفاعها المستمر حيث بدأت تتجمع على سطح الأرض وبسبب شدة التبخر الشديد حيث يصل التبخر من سطح المياه المكشوفة إلى "2.5" متر في السنة مما يؤدي إلى تركيز الأملاح وتحويل المياه المكشوفة إلى ممالح[37]. تقع وسط شبه جزيرة الفاو جف الماء فيها بمرور الزمن وتحولت إلى مناطق تجمع الملح. هناك مملحتان في الفاو احداهما في منطقة الفاو الشمالي على الساحل الشرقي لخور عبد الله في منطقة أرض الصبخ والأخرى في الفاو الجنوبي تمتد ما بين القشلة وحوز الراشد وتعتبر هذه من الممالح القديمة شيدت في زمن الاحتلال البريطاني للعراق وتقع أيضا في أراضي الصبخ ترتبط بجسر يربطها بشارع يصل ما بينها وبين ناحية الخليج العربي. مملحة البصرة التابعة للشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين في قضاء الفاو هي إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن وتقوم بإستثمار الأملاح الخام الموجودة في المنطقة.[38]

الحفريات

في عام 1955م عثر الأهالي بطريق الصدفة على فقرة وضلع للحوت الأحدب في ناحية الفاو وقد وجدت على ساحل خور عبد الله بين الفاو والكويت وكان الضلع المذكور يستعمل كقنطرة على أحد الأنهار الصغيرة لعبور الناس. تعود قصة الضلع والفقرة إلى تاريخ 6 يناير 1955م حينما تسلم متحف التاريخ الطبيعي في بغداد كتاباً صادراً من قائممقامية قضاء أبو الخصيب يذكر فيها مايلي :

«أعلمنا مدير ناحية الفاو في 31/5/1955 بأنة عثر بطريق الصدفة لدى أحد الأهليين على فقرة عظمية كبيره مع جزء أحد أضلاع العمود الفقري ويظهر إنهما من مخلفات حيوان بحري ضخم جدا المعتقد انه حوت عثر عليهما على ساحل الخليج بين الفاو والكويت قبل خمسة سنوات تقريبا وكان الضلع المذكور يستعمل كقنطرة على أحد الأنهار الصغير لعبور الأهليين»

ذكر هذا الحدث من قبل روبرت هات 1959م وأطلق على هذا الحوت: الحوت الأحدب (The humpback whale (Megaptera novaeangliae))‏ وذكر أن هناك تقرير قديم يشير بأن بارجة عسكرية تركية كانت قد قتلت ذلك الحوت بمدفعيتها قبل مئة سنة في شط العرب وقد تبع ذلك نقل عظامه إلى إحدى القرى المحيطة بالمنطقة.[39]

  • ضلع وفقرة حوت أحدب في الفاو1.JPG
  • ضلع وفقرة حوت أحدب في الفاو2.JPG
  • ضلع وفقرة حوت أحدب في الفاو3.JPG

مصادر

  1. البوابة العراقية- قضاء الفاو - تصفح: نسخة محفوظة 18 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
  2.  "صفحة الفاو (العراق) في GeoNames ID". GeoNames ID28 مايو 2020.
  3. قائمقام الفاو يعلن احتجاز خفر السواحل الكويتي 11 صياداً عراقياً - تصفح: نسخة محفوظة 15 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  4. "انخفاض نسبة ملوحة المياه في قضاء الفاو بالبصرة إلى النصف". مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 201510 أبريل 2015.
  5. الرمز البريدي لمدينة الفاو - تصفح: نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. أرقام الاتصال لمحافظات العراق - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. قضاء الفاو وحالة الزراعة فيه - تصفح: نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. مرسوم بإحداث قضاء الفاو - تصفح: نسخة محفوظة 04 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. "ذاكرة المكان..نهر أبو الخصيب". مجلة الموروث، العدد التاسع والثلاثون: وزارة الثقافة العراقية. أيار 2011. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 201618 أبريل 2015.
  10. البازي ،حامد،البصرة في الفترة المظلمة ، بغداد ، 1970 ، ص 43
  11. شبكة السادة المباركة - الفاو على لسان اهله - تصفح: نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. سالم سعدون المبادر ، قضاء الفاو ، دراسة في الجغرافية الزراعية ، بغداد ، 1978 ، ص 17
  13. الغريب،طالب جاسم محمد، الصراع البريطاني العثماني على الفاو 1861 ـ 1905.
  14. مدينة الفاو العراقية ..مدينة الحناء..تشكو الاهمال والتجاوزات - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. طالب جاسم محمد الغريب، طرائق انتقال الأراضي الزراعية في البصرة أواخر العهد العثماني نهاية الانتداب البريطاني رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الآداب جامعة البصرة، 1994
  16. تحقيقات: الفاو مدينة تطفوا على الذهب ويحتضنها الفقر - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. الفاو مدينة الحناء، مجلة الرائد، العدد السادس والثلاثين 2009 - تصفح: نسخة محفوظة 8 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. Barakat, S. Analysis on Findings from the Post-War Reconstruction Campaigns at Basrah and Fao, Irak. ICOMOS Scientific Journal, 3, 1994, 102-112
  19. التاريخ الاداري لحدود مصرفية لواء البصرة 1921 ـ 1958 في ضوء وثائق البصرة الحكومية - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  20. اخبار وتقارير: سكان الفاو يطالبون بتعويضهم عن اضرار الحرب العراقية الإيرانية - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  21. LARGEST COASTAL CITIES : PERSIAN GULF - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  22. م.م. حسين قاسم محمد، نمو السكان في محافظة البصرة(العراق) ومحافظة خوزستان (ايران) دراسة مقارنة، جامعة البصرة كلية التربية 2007
  23. الراشد، أسامة إسماعيل عثمان، تقييم كفاءة التصميم الأساسي لمدينة الفاو بإعتماد مبدأ المشاركة الشعبية، مجلة آداب البصرة، العدد 62 ، 2012
  24. شئٌ من التأريخ مَعْرَكَةُ تَحْرير الفاو فَجِرْ يوم ( 17 – 18 ) نيسان سنة 1988 - تصفح: نسخة محفوظة 25 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. تقرير دائرة الأنواء الجوية العراقية،2006
  26. دائرة الأنواء الجوية العراقية،2006
  27. حسن وصال فخري وصالح مهدي كريم ودنيا خير الله خصاف ويسرى جعفر عليوي. تقييم ملوحة مياه الري في قضاء الفاو. تقرير مقدم إلى مديرية الزراعة/محافظة البصرة بالتعاون مع مركز علوم البحار في جامعة البصرة. 2008
  28. الخياط، نمير نذير، المياه الأرضية في قضاء الفاو وأثارها البيئية. مجلـة دراسات البصرة السنة السابعة / العدد 14 (2012)
  29. وصول مياه قناة البصرة الاروائية إلى الجزء الجنوبي من ناحية البحار التابعة لقضاء الفاو - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  30. مرسوم باحداث ناحية في لواء البصرة - تصفح: نسخة محفوظة 25 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  31. انشاء طريق وسطي يربط ناحية البحار بعدد من المناطق في الفاو - تصفح: نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  32. رسالة توضيحية عن الفاو وبساتين البصرة - تصفح: نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  33. السوداني، محمد حنون مويش، مدينة الفاو تطورها الوظيفي وعلاقاتها الاقليمية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة البصرة، 1999.
  34. "قضاء الفاو وحالة الزراعة فيه". مؤرشف من الأصل في 03 أغسطس 201711 أبريل 2015.
  35. أمجد حسين الزهيري، الاهمية السياسية السوقية والجيوبوليتيكية لمنطقة البصرة والفاو، جامعة البكر، 1988 ، ص5 .
  36. «الفاو المنسية».. من الأرض إلى البحر - تصفح: نسخة محفوظة 8 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  37. مشكلة ارتفاع المياه الجوفية وتملح التربة الثانوي في السهل الرسوبي والعواصف الترابية التي تجتاح العراق والمنطقة و الحلول المقترحة. سعد ابراهيم السام - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  38. المباشرة بانشاء معمل للملح بكلفة 10 مليار دينار في البصرة - تصفح: نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  39. من كنوز متحف التاريخ الطبيعي في العراق - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :