الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في أوكرانيا

المسيحية في أوكرانيا تعد الديانة المهيمنة والرئيسية

☰ جدول المحتويات


تُشكل المسيحية في أوكرانيا أكثر الديانات انتشاراً بين السكان،[2] إذ بلغت نسبة معتنقيه بين 83.8% حسب دراسة مركز بيو للأبحاث لعام 2010[3] إلى 91.5% حسب احصائيات كتاب حقائق العالم لعام 2011.[4] وتأتي الأرثوذكسية الشرقية في مقدمة الطوائف المسيحية، والتي تنقسم حاليًا بين هيئات كنسية ثلاث: الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية كهيئة كنسية مستقلة تحت بطريرك موسكو، الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.[5] تُعد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الكنيسة الوطنية للشعب الأوكراني.[6]

وفقًا لدراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2018، حوالي 87.4% من سكان أوكرانيا مسيحيين. وتأتي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في مقدمة الطوائف المسيحية مع حوالي 67.3% من مجمل السكان (28.7% ينضون تحت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، 23.4% فقط أرثوذكس، 12.8% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية موسكو، و0.3% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة)؛ وحوالي 7.7% من الأوكرانيين هم مسيحيين بلا طائفة. ويشكل أتباع الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية حوالي 9.4%، يليهم كل من البروتستانت مع حوالي 2.2% والرومان الكاثوليك مع حوالي 0.8%.[7]

اعتبارًا من عام 2016، تعد المسيحيَّة قوية بشكل خاص في المناطق الأوكرانية الغربية، حيث يعيش معظم الكاثوليك الشرقيين إلى جانب السكان الأرثوذكس. وفي المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية يُشّكل المسيحيون نسبة أقل بالمقارنة مع نسبتهم على مستوى أوكرانيا، ولا سيَّما في منطقة دونباس الواقعة في أقصى شرق البلاد.[8]

تاريخ

العصور المبكرة

أطلال تاوريس خيرسون في القرم، بحسب التقاليد الأرثوذكسية تعتبر شبه جزيرة القرم مهد المسيحيّة السلافيَّة.[9]

دخلت المسيحية على الأرجح لأول مرة في الأراضي الأوكرانيَّة الحاليَّة من قبل القوط، وأنشأ القوط ثقافة تشيرنياخوف في القرن الثاني. وعلى الرغم من أنه لم يكن شعبًا مسيحيا بالكامل، فإن القوط الشرقيين القادمين كانوا على علاقة متينة مع المراكز المسيحية مثل روما، وقد جاءوا عبر المبشرين في الأراضي التي كانوا يسكنونها سابقًا؛ ولذلك يعتقد أنَّ السكان القوطيين من الأيوم كانوا من المسيحيين، كما أنشأ السكان العديد من الكنائس في الأراضي الأخرى التي احتلها القوط. ومع ذلك، فإن السيطرة القوطية على المنطقة أثبتت أنها قصيرة الأجل، حيث اجتاحت الإمبراطورية الهونية المنطقة في القرن الرابع، وقد اقترح المتروبوليت إيلاريون إيفان أوهينكو وغيرهم من العلماء أن الممارسات الدينية التريبيلية والسكيثية السابقة، والنظرية الالواحديَّة، أثرَّت على تطور المسيحية في وقت لاحق في أوكرانيا.[10]

حسب التقاليد المسيحية يعتقد أنَّ القديس أندراوس قد سافر إلى الشواطئ الغربية للبحر الأسود، إلى منطقة جنوب أوكرانيا الحالية، وقام بالوعظ في أراضي سيثيا. تقول الأسطورة أن أندراوس سافر إلى أبعد من ذلك، حتى نهر الدنيبر في موقع كييف الحالية في عام 55م، حيث أقام صليب وتنبأ بتأسيس مدينة مسيحية كبيرة. أصبح الاعتقاد في الزيارة التبشيرية للقديس أندراوس منتشرًا في العصور الوسطى، وبحلول عام 1621، كان المجمع الكنسي قد أعلن عنه "رسولًا".[10] بحسب التقاليد رافق مع القديس أندراوس تلميذه تيطس وهو شخصية مبجلَّة أيضا في الكنائس الأوكرانية.

وفقًا لتقاليد القرن التاسع، نُفي البابا كليمنت الأول إلى تاوريس خيرسون في شبه جزيرة القرم في عام 102، كما نفي أيضًا البابا ثيودور الأول في عام 655. وعلاوة على ذلك حضر ممثل من البحر الأسود "رئيس الأسقفية الأسكيثية" في مجمع نيقية في عام 325، وكذلك في مجمع القسطنطينية الأول في عام 381؛ وأقام القوط الغربيون، الذين بقوا في الأراضي الأوكرانية الحالية بعد غزو الهون، حاضرة تحت سلطة أسقف القسطنطينية في دوروس في شمال شبه جزيرة القرم في عام 400. بحسب تقليد الكنيسة اجتاز الأخوة كيرلس وميثوديوس أراضي أوكرانيا خلال طريقهم إلى وعظ الخزر، وأعتمدت الكنيسة الأوكرانيَّة السلافونية الكنسية القديمة وهي أول لغة سلافية أدبية، وتطورت بحلول القرن التاسع عشر حين جاء المبشرون الإغريق البيزنطيون مثل كيرلس وميثوديوس اللذين يُنسب إليهما توحيد معايير اللغة واستخدامها لترجمة الكتاب المقدس وغيرها من النصوص الكنسية الإغريقية القديمة باعتبارها جزءًا من تنصير السلاف، كما قاموا بترجمة الكتب المسيحية وخدمة الليتورجيات من اليونانية إلى السلافية، وقد لعبت تلك اللغة دورًا هامًا على مدار تاريخ اللغات السلافية ومثلت أساسًا ونموذجًا لتقاليد السلافونية الكنسية.

العصور الوسطى

بحلول القرن التاسع قبل معظم السكان السلاف في غرب أوكرانيا المسيحية في ظل حكم مورافيا العظمى. ومع ذلك كان السلاف الشرقيين الذين جاءوا للسيطرة على معظم أراضي أوكرانيا الحالية، بدءًا من حكم شعب الروس من الوثنيين. بعد الهجوم في عام 860 على مدينة القسطنطينية من قبل قوات روس تحت قيادة أسكولد ودير، تم تعميد الأميرين في تلك المدينة. وبعد عودتهم إلى كييف، دافع الاثنان عن المسيحية لمدة عشرين عامًا، حتى قتلهما الأمير الوثني أوليغ النبوي خلال التنافس بين الأمراء لعرش كييف. وأستقَدم البطريرك فوتيوس أسقف وكهنة من القسطنطينية للمساعدة في تنصير السلاف.[11] بحلول عام 900 تم تأسيس كنيسة سانت إيليا في كييف، على غرار كنيسة تحمل نفس الاسم في القسطنطينية. هذا القبول التدريجي للمسيحية هو الأكثر وضوحًا في معاهدة روس البيزنطية من عام 945، التي تم التوقيع عليها من قبل كل من روس "المعمدين" و"غير المعمدين".

خلال القرنين العاشر والحادي عشر، أصبحت الدولة الأكبر والأقوى في أوروبا،[12]. في القرون التالية، وضعت الأساس للهوية الوطنية للأوكرانيين والروس،[13] و أصبحت كييف عاصمة أوكرانيا الحديثة، المدينة الأكثر أهمية في البلاد. وفقًا للروايات الأولية، فإن نخبة الروس تألفت من الفارنجيين والإسكندنافيين. اعتنقت الأميرة أولغا المسيحية في عام 955، وتعمدَّت في القسطنطينية وحملت اسم "يلينا" المسيحي، حين كانت وصية على العرش سنة 957. وأدخل فلاديمير الأول المسيحية إلى كييف روس والذي جعل إمارته أمة مسيحية جديدة تتبع الطائفة الأرثوذكسية.[14] وتعمد تعمد فلاديمير الأول في كييف العاصمة وقتها وكان باسيليوس الثاني الإمبراطور البيزنطي عرّابه. وبعدها أصبحت الأرثوذكسية هي الديانة الرسمية لروسيا منذ عام 989 أو 990. وفقاً لتوماس كندريك بما أن هدف فلاديمير من التحول كان سياسياً واقتصادياً أيضاً، لم يتم ترك خيار للسكان وتم أمرهم بالتحول للمسيحية كذلك،[15] وتطلب الأمر استخدام القوة في نوفجورود.[16] تعمد سكان كييف في معمودية جماعية بنهر الدنيبر على يد الكهنة اليونانيين الذين رافقوا الأميرة حنة أخت الإمبراطور والتي أصبحت زوجة فلاديمير فيما بعد. أمر فلاديمير بإلقاء الأصنام في نهر دنيبر بعد قمع المقاومة المحلية.[17]

بدأ العصر الذهبي لروس كييف مع عهد فلاديمير الكبير (980-1015)، الذي حول الروس تجاه المسيحية البيزنطية. شكلّ فلاديمير الأول بعد تحوله إلى المسيحية مجلساً كبيراً مكون من أبنائه وعين 12 من أبنائه حكاماً على إمارات رعاياه.[18] وفقًا للوقائع الأولية، أسس مدينة بيلغورود في عام 991. وفي عام 992، قام بحملة ضد الكروات، وعلى الأرجح الكروات البيض الذين عاشوا على الحدود مع أوكرانيا الحديثة. تم قطع هذه الحملة عن طريق هجمات شعب البجناك على كييف وحولها. خلال فترة حكمه المسيحي، عاش فلاديمير الأول تعاليم الإنجيل من خلال الأعمال الخيرية. حيث كان يُوزع الطعام والشراب على الأقل حظاً، وبذل جهداً للوصول إلى الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إليه. واستند عمله إلى الدافع لمساعدة جيرانه من خلال تقاسم عبء حمل صليبهم.[19] أسس العديد من الكنائس، بما في ذلك كنيسة العشور في عام 989، وأنشأ المدارس، وقام بحماية الفقراء وأدخل المحاكم الكنسية. وكان يعيش في الغالب في سلام مع جيرانه، وتوغلات شعب البجناك وحدها كانت تقلق هدوئه.[18] في عهد ابنه، ياروسلاف الحكيم (1019-1054)، وصلت روس كييف ذروة تطورها الثقافي وقوتها العسكرية.[13] أعقب ذلك تفكك الدولة بسبب صعود القوى الإقليمية من جديد. نهضت البلاد من جديد في ظل حكم فلاديمير مونوماخ [20] (1113-1125) وابنه مستيسلاف (1125-1132)، لكنها تفككت في نهاية المطاف إلى إمارات مستقلة في أعقاب وفاة مستيسلاف.

بعد الانشقاق العظيم في عام 1054، ضمت خقانات روس بعض من مناطق أوكرانيا الحديثة إلى الجانب البيزنطي والأرثوذكسي الشرقي من العالم المسيحي المقسم. في وقت مبكر كان كرسي المتروبوليتان للمسيحيين الأرثوذكس في بيرياسلاف، وبعد ذلك انتقل إلى كييف. فقد شعب كييف مدينته إلى فلاديمير سوزدال في عام 1299، واكتسب متروبوليتان جديدة في هاليتش في عام 1303. كما حُكمت الشؤون الدينية جزئيًا من قبل متروبوليتان في نافاروداك (بيلاروس الحالية) .

الهيمنة الخارجية

كابيلا بويم في لفيف، من مآثر الكومنولث البولندي الليتواني الدينيَّة.
جامعة لفيف، تأسست من قبل اليسوعيين في عام 1661.

شكل اتحاد لوبلين عام 1569 الكومنولث البولندي الليتواني، حيث انتقلت أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانيَّة من حكم ليتوانيا إلى الإدارة البولندية، وبالتالي نُقلت إلى التاج البولندي. وتحت الضغط الثقافي والسياسي لتحويل الطبقة العليا إلى الثقافة البولندية، تحول العديدون من الطبقة العليا من روثينيا البولندية (اسم آخر لبلاد الروس) إلى الكاثوليكية بحيث لا يمكن تمييزهم عن النبلاء البولنديين.[21] وهكذا فإن عامة الناس المحرومون من حماة وطنهم من بين طبقة النبلاء الروس، تحولوا للقوزاق الذين حافظوا على مذهبهم الأرثوذكسي الشرقي بشدة في جميع الأوقات، وكانوا يميلون إلى اللجوء إلى العنف ضد أولئك الذين يعتبرونهم أعداء، ولا سيما الدولة البولندية وممثليها.[22] في منتصف القرن السابع عشر، أسس قوزاق دنيبر دولة شبه عسكرية، زابوريزهيان سيخ، بمشاركة من الفلاحين الروثينيين الفارين من العبودية البولندية.[23] لم تمتلك بولندا سيطرة تذكر على هذه الأرض، لكنها وجدت في القوزاق قوة قتالية مفيدة ضد الأتراك والتتار،[24] حيث تعاونوا معهم أحياناً في الحملات العسكرية.[25] ومع ذلك فإن استمرار استعباد الفلاحين من قبل النبلاء البولنديين معززًا باستغلال الكومنولث الشديد للقوة العاملة، والأهم من ذلك، قمع الكنيسة الأرثوذكسية، أسهم ذلك كله في دفع ولاء القوزاق بعيدا عن بولندا.[24]

أتبعت الكومنولث البولندي الليتواني مستوى عال من التنوع الثقافي والعرقي وتسامح ديني لا مثيل له في أوروبا المسيحية،[26] وتحولت عدد من المدن الأوكرانيَّة في الكومنولث البولندي الليتواني وعلى رأسها لفيف إلى عواصم ثقافية،[27] التي أخذت بشكل خاص طابع الجامعات والمستشفيات والنوادي الثقافية؛ وتطورت تحت قيادة ملوك الكومنولث البولندي الليتواني والكنيسة الكاثوليكية أيضًا مختلف أنواع العلوم خصوصًا الفلك،[27] والرياضيات،[28] والتأثيل،[29] والفلسفة،[27] والبلاغة،[29] والطب،[30] والتشريح.[31] وعرف اليسوعيين بعملهم التعليمي والأكاديمي، وفي عام 1661 أسس اليسوعيين جامعة لفيف وهي أقدم جامعة في أوكرانيا، وتأسست الجامعة بدعم من الملك يان الثاني، ذكر أن جامعة لفيف كانت مركز ثقافي ونخوبي للكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية خلال حقبة ملكية هابسبورغ.

لوحة تصور دخول بوهدان خمل نيتس كيي لمدينة كييف.

كان طموح الفلاحين الأرثوذكس أن يكون لهم تمثيل في المجلس البولندي، والاعتراف بالتقاليد الأرثوذكسية، والتوسع التدريجي في تسجيل القوزاق. رفضت الطبقة الحاكمة البولندية بشدة كلاً من هذه المطالب، فتحول القوزاق في نهاية المطاف لحماية روسيا الأرثوذكسية، وهو قرار دفع بعد ذلك باتجاه سقوط الدولة البولندية الليتوانية [23] والحفاظ على الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا.[32] في عام 1648 قاد بوهدان خمل نيتس كيي أكبر انتفاضات القوزاق ضد الكومنولث البولندي الليتواني والملك البولندي يان الثاني كازيمير.[33] وقد تحولت انتفاضة شميلنكي إلى حرب تحرير تحت قيادة هاتمان بوهدان خمل نيتس كيي من الأقطاع الأستطاني البولندي ومن النبلاء البولنديين الكاثوليك ومن نقوذ الكنيسة الكاثوليكية والوكلاء اليهود الذي قاوموا بدور وكلاء ماليين محل حماية القوات العسكرية البولندية مما أدى إلى سخط وغضب جماهير الفلاحين الأرثوذكس من المحليين.[34] في نهاية المطاف، ألحقت الضفة اليسرى من أوكرانيا بروسيا الموسكوفية باسم هتمانات القوزاق، بعد معاهدة بيرياسلاف 1654 وأعقب ذلك الحرب الروسية البولندية. بعد تقسيم بولندا في نهاية القرن الثامن عشر من قبل بروسيا ونمسا هابسبورغ وروسيا، خضعت غاليسيا الأوكرانية الغربية للنمسا، بينما ضم ما تبقى من أوكرانيا تدريجيًا إلى الإمبراطورية الروسية.

امتلك الليتوانيون والبولنديون عقارات واسعة في أوكرانيا، وفرضوا القانون بأنفسهم. أتبعت كل من بولندا وليتوانيا المذهب الروماني الكاثوليكي، وحاولوا مع نجاحات محدودة تحويل طبقة النبلاء الأرثوذكس للمذهب الكاثوليكي. في 1596، أقام هؤلاء النبلاء الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية وهي كنيسة شرقية وكاثوليكية وشبه وطنية؛ تعتبر الكنيسة أيضًا من دوحة التراث البيزنطي تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا فهي جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، ولا تزال هذه الكنيسة مهيمنة على غرب أوكرانيا حتى يومنا هذا. لم تحل النزاعات بين الكاثوليك الشرقيين والأرثوذكس أبدًا، وأدت التفرقة الدينية إلى ترك الفلاحين الأوكرانيين الأرثوذكس بلا قيادة، حيث ترددوا في اتباع النبلاء الأوكرانيين.[35] اندلعت في عام 1768 انتفاضة أوكرانية قادها القوزاق دعيت كولييفششينا في المنطقة الحدودية الأوكرانية التابعة للكومنويلث البولندي الليتواني، حيث كانت العوامل العرقية سبباً رئيسيًا لأعمال العنف التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من البولنديين واليهود. كما اندلعت الحرب الدينية بين المجموعات الأوكرانية. تصاعد النزاع بين الكاثوليك الشرقيين والأرثوذكس بالإضافة إلى تعزيز الحدود الروسية البولندية على نهر الدنيبر في عهد كاثرين الثانية، كل ذلك هيأ الساحة للانفجار. أصبحت ممارسات الكاثوليك الشرقيين أقرب إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بينما اقتربت الأرثوذكسية في هذه المنطقة إلى حد الاعتماد على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. كما انعكس التوتر الطائفي أيضًا على الولاءات السياسية البولندية والروسية.[36]

دير بوكاييف، كان المركز الروحي والأيديولوجي للطوائف الأرثوذكسية المختلفة في غرب أوكرانيا.

عقب تقسيم بولندا مُنحت معظم الأراضي الأوكرانية والأراضي البيلاروسية إلى الإمبراطورية الروسية، وقد واصلت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية المتحدة العمل في الأراضي الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية حتى عام 1875، عندما تم إلغاء أبرشية شيلم. وقد عزي طول بقاء الكنيسة المتحدة لفترة طويلة في شيلم إلى حقيقة أنها خضعت للسيطرة الروسية في وقت لاحق بالمقارنة مع المناطق الأوكرانيَّة الأخرى وذلك في عام 1809، وتحول كاثوليك تشيلم إلى الأرثوذكسية مع مقاومة قوية من قبل الكهنة من العرقية الأوكرانية، وتم إنجاز ذلك إلى حد كبير من خلال جهود الشرطة الروسية والقوزاق، وقام الكهنة الروسوفيليين من غاليسيا الشرقية. وكان الغزو المغولي لروسيا في عام 1230 قد أدَّى إلى تغييرات في المشهد الديني في جزيرة القرم، حيث أصبح الإسلام دين القبيلة الذهبية في أوائل القرن الرابع عشر. وكان أغلبية سكان خانية القرم من تتار القرم إلى جانب مجتمعات مسيحية مثل الأرمن المونوثيليتين والإغريق الأرثوذكس والطليان الكاثوليك إلى جانب أقلية يهودية من القريميين. ضمت شركيسيا منذ العصور الوسطى على مجتمع صغير من المُسلمين، ولكن الأسلمة على نطاق واسع حدثت بعد 1717، عندما أمر السلطان مراد الرابع خان القرم بنشر الإسلام بين الشركس، وقد نجح العثمانيين وخانات القرم في تحويل بعض أعضاء الطبقة الأرستقراطية الشركسية إلى الإسلام.[37] ومع ذلك، على الرغم من جهود العثمانيين وعملائهم من القرم والشركس، بقيت جماهير الشعب الشركسي مسيحية ووثنية، حتى أجبر الغزو الروسي الغالبية منهم على التحول من أجل توطيد التحالفات الدفاعية مع الدولة العثمانية وخانية القرم لحماية استقلالهم.[37][38] وتمسكت قبيلة ناتخواج الشركسية بالديانة المسيحية بثبات، وكانت آخر القبائل الشركسية التي دخلت الدين الإسلامي. مع ضم الإمبراطورية الروسية ستاري قرم عام 1783 إلى نفوذها، عادت المسيحية في شبه الجزيرة وأضحت دين الغالبية من السكان مرة أخرى. وقد شجعت السلطات الروسيَّة حركات استيطان المسيحيين الأرثوذكس للجزيرة، ولا سيمَّا الأوكرانيين والروس والصرب. وقد تم إنشاء رعايا أرثوذكسية جديدة، وتم بناء الكاتدرائيات التي تظهر بعض من أبرز الأمثلة على العمارة الروسية في أواخر القرن التاسع عشر في المدن الكبيرة مثل أوديسا وسيفاستوبول.

على الرغم من أنه عقب تقسيم بولندا مُنحت معظم الأراضي الروثينية إلى الإمبراطورية الروسية، الأ أنَّ مملكة غاليسيا وقعت (والتي تشكل لفيف الحديثة، وإيفانو فرانكيفسك أوبلاست وأجزاء من تيرنوبل أوبلاست) تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية. وعلى غرار الوضع في أراضي الإمبراطورية الروسية، كان الفلاحون الروثينيين (الأوكرانيين) متحدين إلى حد كبير تحت السيطرة الكنيسة الكاثوليكية البولندية. ومنح النمساويون امتيازات قانونية متساوية للكنيسة الأوكرانيَّة الكاثوليكيَّة المتحدة وحاولوا الحد من النفوذ البولندي. وشكل إكليروس الكنيسة الأوكرانيَّة الكاثوليكية طبقة كهنوتية وراثية متماسكة وأُعتبروا على رأس الطبقات الاجتماعية التي سادت المجتمع الأوكراني الغربي من القرن الثامن عشر حتى عشية منتصف القرن العشرين، وذلك في أعقاب الإصلاحات التي قام بها جوزيف الثاني، إمبراطور النمسا. تسمح الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية على غرار الكنائس الكاثوليكية الشرقية بزواج الكهنة، شرط أن يتم قبل نيل السر،[39] قاد ذلك إلى إقامة "سلالات كهنوتية"، والذي ارتبط في كثير من الأحيان مع مناطق محددة ولأجيال عديدة. تراوحت أعدد الأسر الكهنوتية في القرن التاسع عشر بين 2,000 إلى 2,500 أسرة، حيث مالت الأسر الكهنوتية غالبًا للزواج من داخل جماعتهم، وشكلّت مجموعة متماسكة وراثية.[40] وكانت طبقة اكليروس أوكرانيا الغربية أشبة بطبقة النبلاء، وكانت تتمتع بمستوى ثقافيًا عاليًا وناشطة سياسيًا، وتمتعت باحتكار شبه كامل على التعليم والثروة داخل المجتمع الأوكراني الغربي، حيث كانت طبقة رجال الدين الأوكراني الغربي الطبقة الأرستقراطية الرئيسية في البلاد.

أندريه شيبتيسكي وهو من أعضاء إكليروس الكنيسة الأوكرانيَّة الكاثوليكية، ويعتبر من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في أوكرانيا في القرن العشرين.[41]

اعتمد اكليروس أوكرانيا الغربية على ملامح ثقافية وحضارية نمساوية، كما وادخلوا النهضة والثقافة والتعليم إلى الريف الأوكراني. ظهرت في معظم أنحاء أوكرانيا حركات اجتماعية وسياسية تأثرت بشدة من قبل رجال الدين أنفسهم أو عن طريق أبنائهم. وشارك عدد كبير من الكهنة في نشر معرفة القراءة والكتابة في أوكرانيا الغربية، وقد نشرت قواعد اللغة الأوكرانية الغربية أولًا من من قبل الكاهن غوته وشيلر الذي ترجم الإنجيل.[42] ولعبت أيضًا زوجات وبنات الكهنة أدورًا هامة في رفع المستوى التعليمي لدى المرأة في مجتمعات أوكرانيا الغربية.[43] وكان هذا التأثير كبيرًا لدرجة أن أتُهموا في الرغبة في إنشاء حكومة ثيوقراطية في أوكرانيا الغربية من قبل منافسيهم البولنديين.[44] ضعف الدور المركزي الذي إضطلع به رجال الدين وأبناؤهم في المجتمع الأوكراني الغربي إلى حد ما في نهاية القرن التاسع عشر ولكنه استمر حتى سيطرة الاتحاد السوفياتي في القرن العشرين. وكان دور رجال الدين لها تأثير عميق على الحركة الوطنية الأوكرانية. وعلى النقيض من المثقفين البولنديين، التي تستمد إلى حد كبير من انخفاض النبلاء فالمثقفين والنخبة الفكريّة في أوكرانيا الغربية كانت مُشّكَلة إلى حد كبير من رجال الدين. اتصل اكليروس أوكرانيا الغربية واحتك بالحضارة الغربية إذ درس عدد كبير منهم في جامعات فيينا، وعقب رجوعهم لأوكرانيا أسسوا المدارس ونشروا المعرفة.[45]

خلال القرن التاسع عشر كان هناك صراع داخل الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية بين الروسوفيليين الذين رغبوا في الاتحاد مع روسيا والأوكرانيفيليين الذين رأوا بالروثينيين الجاليسيين كأوكرانيين، وليس روس في العرقية. وكانت المجموعة الأولى ممثلة في الغالب من قبل كبار السن وعناصر الكهنوت الأكثر تحفظًا، في حين أن الأيديولوجية الأخيرة كانت أكثر شعبية بين الكهنة الأصغر سنًا. كانت الروسوفيليا قوية بين الروثينيين الجاليسيين خلال منتصف القرن التاسع عشر، على الرغم من أنه بحلول نهاية هذا القرن انخفض تأثير أيدولوجية الروسوفيليا بالنسبة للأوكرانيين.[46] بدأت السلطات النمساوية خلال هذه الفترة تشارك أكثر فأكثر في الصراع على السلطة مع الإمبراطورية الروسية من أجل حكم البلقان، مع تراجع سلطة الدولة العثمانية، وكانت معظم سكان البلقان من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. في هذه الحالة، وجد الروثينيون الجاليسيون أنفسهم في موقف الخندق.

دخلت أوكرانيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب كل من الدول المركزية في الشطر الخاضع للنمسا، والوفاق الثلاثي في الشطر الخاضع لروسيا، وعلى عكس مناطق أخرى من أوكرانيا، أصبحت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشعب الأوكراني والحركة الوطنية الأوكرانية. لهذا السبب، كان السكان بشكل عام مخلصين تمامًا لملكية هابسبورغ،[46][47] وقاوم السكان المحليين لم الشمل في الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن أقلية منهم رحبت بالروس وعادت إلى الأرثوذكسية. بعد استعادة المناطق مع الهجوم المضاد في أواخر عام 1914، ردت السلطات النمساوية بالقمع حيث لقي عدة آلاف من الأرثوذكس والروسوفيليين حتفهم في معسكر اعتقال تالرهوف حيث اعتبروا غير مخلصين للنمسا.

العصور الحديثة

صورة تاريخية لكنيسة أرثوذكسية في كييف سنة 1930، وقد هدمت الكنيسة من قبل البلاشفة.

في أعقاب تفكك الإمبراطورية الروسية سعت بعض المجموعات العرقيَّة إلى الحكم الذاتي الديني عن موسكو. وفي عام 1917 أعلن عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية خلال حقبة جمهورية أوكرانيا الشعبية والتي نجت في الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية حتى أوائل عقد 1930. وفي عام 1921 تم استدعاء السينودس الأوكراني في كييف، عاصمة أوكرانيا المستقلة حديثًا، وأعلن عن الكنيسة الأوكرانية المستقلة الأرثوذكسية ككنيسة المستقلة عن بطريركية موسكو. واختار مندوبو السينودس المتروبوليتان فاسيل ليبكيفسكي كرئيس للكنيسة. وأصبح السينودس في عام 1921 يعُرف بإسم "القيامة الأولى" كمقر للكنيسة الأوكرانية المستقلة.

على امتداد تاريخ الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية أي بين الأعوام (1922-1991 م)، قمعت السلطات السوفياتية واضطهدت مختلف أشكال المسيحية بدرجات مختلفة ة تبعاً لحقبة محددة. إن السياسة السوفياتية المعتمدة على الأيديولوجية الماركسية اللينينة، جعلت الإلحاد المذهب الرسمي للإتحاد السوفيتي، وقد دعت الماركسية اللينينية باستمرار السيطرة والقمع، والقضاء على المعتقدات الدينية.[48] وكانت الدولة ملتزمة بهدم الدين،[49][50] ودمرت الكنائس والمساجد والمعابد، سَخِرت من القيادات الدينينة وعرضتهم للمضايقات ونفذت بهم أحكام الإعدام، وأغرقت المدارس ووسائل الإعلام بتعاليم الإلحاد، وبشكل عام روجت للإلحاد على أنه الحقيقة التي يجب على المجتمع تقبلها.[51][52] العدد الإجمالي لضحايا سياسات دولة السوفييت الإلحادية من المسيحيين تم تقديره بما يتراوح بين 12-20 مليون.[53][54][55] استمرت المعتقدات والممارسات الدينية بين الغالبية العظمى من السكان،[51] في الميادين المحلية والخاصة ولكن أيضًا في الأماكن العامة المنتشرة المسموح بها من قبل الدولة التي اعترفت بفشلها في استئصال الدين والأخطار السياسية من اندلاع حرب ثقافية لا هوادة فيها.[49][56]

بعد معاهدة ريغا هي معاهدة عقدت في 18 مارس 1921 في مدينة ريغا بين السوفييت وبولندا وأوكرانيا أنهت رسميًا الحرب البولندية السوفيتية، تعرض الكاثوليك والأرثوذكس في منطقة غاليسيا للإضطهاد وتم مصادرة عشرات الكنائس. استعادت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية احتكارها للمشهد الديني العام في الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية وذلك بعد تحول الموقف السوفياتي الرسمي تجاه الكنائس المسيحية. ونتيجة لذلك، بدأ العديد من السكان المحليين اتهام الكنيسة بأنها دمية من قبل الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي. بعد الموت المشبوه للبطريرك تيخون، سعت الكنيسة الأوكرانية المستقلة تجنب الانتقال تحت بطريركية موسكو؛ وهو ما تحملته موسكو حتى بعد الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال حضر رئيس الحزب الشيوعي الأوكراني نيكيتا خروشوف جنازة رئيس الكنيسة الأكرانية الكاثوليكية المتحدة في عام 1946. ومع ذلك، عانت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية المتحدة من الاضطهاد والاعتقالات حيث كان الموقف السوفياتي العام تجاهها سلبيَا.

كاتدرائية القديس فولوديمير في كييف، مقر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف.

منذ انهيار الشيوعية تعرف الكنيسة الأرثوذكسية نهضة قوية في أوكرانيا حيث عادت لتشكل رباطاً للهوية الوطنية شاغلة الفراغ الذي خلّفه سقوط الايديولوجية السوفياتية، في عام 1991 عشية سقوط الاتحاد السوفيتي كان 39% من سكان أوكرانيا أرثوذكس شرقيين. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ارتفعت نسبة الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بشكل كبير، ويبرز ذلك في عام 2015، حيث أعلن حوالي 78% من سكان أوكرانيا عن كونهم أرثوذكس شرقيين.[57] وفقاً لمركز بيو تربى نحو 81% من سكان أوكرانيا على المسيحية، بينما يعتبر 93% من السكان أنفسهم مسيحيين في عام 2017، أي بزيادة بنسبة 12% يعرفون عن أنفسهم كمسيحيين اليوم.[58]

في نوفمبر من عام 1991 طلب متروبوليتان فيلاريت من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية منح الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية استقلالها الذاتي. رفضت غالبية الأساقفة الموالية لروسيا دعمه، وأجبرته على الاستقالة من منصبه فيلاريت، لكن بدعم من علاقات الصداقة القديمة مع الرئيس الأوكراني المنتخب آنذاك ليونيد كرافتشوك، اقنعه بأن الحكومة المستقلة الجديدة يجب أن يكون لها كنيسة مستقلة خاصة بها. وفي عام 1992 أعلن عن تأسيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، في حين بقيت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية موسكو كنيسة شبه مستقلة تتبع البطريركية الأرثوذكسية الروسيَّة، وفي عام 1990 أصبحت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية مستقلة بإدارة شؤونها الداخلية مع التبعية الرسمية للكنيسة الروسية الأرثوذكسية. يذكر أنه في العقود الأخيرة ازدادت أعداد التابعين لصالح الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف.

دير القديس أندرواس وبعثة جبل آثوس في أوديسا.

شهدت المنطقة بعد التوترات المذهبية والطائفية عقب الثورة الأوكرانية 2014 وأزمة القرم 2014 حيث أيد أتباع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية الأطراف المؤيدة لروسيا، في حين أيّدت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف والكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية الأطراف المؤيدة لأوكرانيا.[59] تاريخيًا عُرفت الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية بتأييد القومية الأوكرانية والانفصال عن روسيا. كما يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية كييف تأسست في العام 1992 بعد استقلال أوكرانيا في مواجهة بطريركية موسكو. ولم تعترف بها الكنائس الأرثوذكسية الاخرى في العالم. وفي مايو من عام 2017 قرر البرلمان الأوكراني الخميس تأجيل التصويت على مشروع قانون يتعلق بالكنائس تسبب بإغضاب روسيا لانه ينص على فرض قيود شديدة على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، حيث كانت تخشى روسيا بشكل خاص احتمال مصادرة كنائسها في أوكرانيا. وأدى ذلك إلى تنظيم الآلاف من أتباع الكنيسة الروسية احتجاجًا سلميًا أمام مبنى البرلمان في وسط كييف قبل التصويت.[60] في أكتوبر من عام 2018 أعلنت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية قطع صلتها مع بطريركية القسطنطينية المسكونية، وذلك بعدما اعترفت بطريركية القسطنطينية المسكونية، بإستقلال الكنيسة الأوكرانية عن موسكو.[61] واعتراف القسطنطينية بكنيسة مستقلة في أوكرانيا ينهي 332 عاما من الوصاية الدينية الروسية في أوكرانيا، حيث في عام 1686 صدر قانون كنسي منح بطريرك موسكو حق تعيين المتروبوليت في كييف. يمكن أن يؤدي إلى ظهور «عالمين أرثوذكسيين متخاصمين»، أحدهما موال لموسكو التي لديها العدد الأكبر من المسيحيين الأرثوذكس، وآخر موال للقسطنطينية التي تتمتع بالشرعية كونها أول بطريركية في التاريخ المسيحي الشرقي.[62][63] وأبدى الكرملين قلقاً من اعتراف بطريركية القسطنطينية بكنيسة أرثوذكسية مستقلة في أوكرانيا، محذراً من أن القرار ينذر بانقسام في العالم الأرثوذكسي. في المقابل، رحّبت الحكومة الأوكرانية في كييف بالقرار، ورأى مراقبون أن الاعتراف بكنيسة مستقلة في أوكرانيا يُعد نتيجة طبيعية لتطور الأحداث، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق البلاد، وينهي «العالم الروسي».[64]

في 5 يناير من عام 2019 وقع بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول القرار الرسمي بإنشاء كنيسة أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية في قداس احتفالي في اسطنبول في حضور الرئيس الأوكراني بترو بوروشنك واضعاً نهاية لحوالي 332 سنةً من وصاية الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على أوكرانيا. وتضمّ الكنيسة الجديدة بطريركية كييف التي أعلنت من طرف واحد في 1992 ويتبع لها أكبر عدد من المؤمنين، وفق استطلاعات للرأي، إضافة إلى كنيسة صغيرة أخرى.[65]

الطوائف المسيحية

الأرثوذكسية

كاتدرائية القديس أندراوس في كييف

الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية (بالأوكرانيَة: Українська Православна Церква. وبالروسيّة: Украинская Православная Церковь)، هي كنيسة أرثوذكسية شرقية شبه مستقلة تتبع البطريركية الأرثوذكسية الروسيَّة، وتعتبر أكبر مجموعة دينية في أوكرانيا. ويذكر اسم هذه الكنيسة دائما مرفقا بـ (بطريركية موسكو) واختصارا (UOC-MP)، وذلك للتمييز بينها وبين الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف واختصارًا (UOC-KP )، وكانت هذه الأخيرة قد انشقت عن البطريرك الروسي عام 1989.

بحسب التقليد الكنسي فأن المسيحية وصلت لأوكرانيا منذ القرون الأولى للكنيسة الرسولية، وكان انتشارها في البلاد محدودا حتى عام 988 عندما اعتنقها فلاديمير الأول أمير كييف والذي جعل منها الدين الرسمية للدولة، شهدت تلك الفترة دخول الروس في المسيحية بشكل جماعي. بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول 1990 أصبحت الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية مستقلة بإدارة شؤونها الداخلية مع التبعية الرسمية للكنيسة الروسية الأرثوذكسية. وهي تعتبر نفسها الوريث الحقيقي للكنيسة التي أسسها فلاديمير الأول في البلاد منذ القرن العاشر. أسقفها الحالي هو المتربوليت فلاديمير سابودان، يتبع الكنيسة 10875 رعية تضم أكثر من 35 مليون فرد، تؤلف 68% من مجموع أرثوذكس البلاد في عام 2007.[66]

وفقًا لدراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016 يشكل المسيحيين الأرثوذكس كبرى الجماعات المسيحية في البلاد مع حوالي 65.4%.[8] ويتبع حوالي 38.1% من أرثوذكس أوكرانيا يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف،[8] وحوالي 23.0% من الأرثوذكس الأوكرانيين يتبعون الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية - بطريركية موسكو، وحوالي 2.7% يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة. حوالي 32.3% من الأرثوذكس في أوكرانيا يعتبرون أنفسهم فقط أرثوذكس، وحوالي 3.1% لا يدرون أي كنيسة أرثوذكسية يتبعون.[8]

أشارت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث إلى أنه خلال الحقبة الشيوعية، كان القمع الحكومي للدين واسع الانتشار، وبسبب التشريع السوفيتي المناهض للدين الذي "شمل تنفيذ أحكام اعدام ضد الكهنة ومصادرة ممتلكات الكنيسة وحظر الأدب والتبشير الديني". في عام 1991 كان 39% من سكان أوكرانيا أرثوذكس شرقيين. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ارتفعت نسبة الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بشكل كبير، ويبرز ذلك في عام 2015، حيث أعلن حوالي 78% من سكان أوكرانيا عن كونهم أرثوذكس شرقيين.[57]

الكاثوليكية

كاتدرائية القديس جورج في لفيف، وهي كنيسة أوكرانية يونانية كاثوليكية.

يحل في المركز الثاني الكنيسة الأوكرانية اليونانية الكاثوليكية وذلك بفارق كبير في عدد الأتباع، وهي كنيسة تتبع الطقوس الشرقية وتمارس تقاليد مماثلة دينية وروحانية للأرثوذكسية الشرقية، لكنها على تواصل مع الكرسي الرسولي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعترف بسيادة البابا كرئيس للكنيسة.[67] وللكنيسة حضور مميز في أوكرانيا الغربية خاصًة في مدينة لفيف فضلًا عن مدينة كييف حيث مركز الكنيسة الروحي. شكّل إكليروس الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية وأسرهم طبقة وراثية متماسكة واعتبروا على رأس الطبقات الاجتماعية التي سادت المجتمع الأوكراني الغربي من خلال إقامة "سلالات كهنوتية"، وذلك من القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين، في أعقاب الإصلاحات التي قام بها جوزيف الثاني، إمبراطور النمسا.

يشّكل أتباع الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية حوالي 8.1% من مجمل سكان أوكرانيا حسب إحصائية تعود لعام 2015،[68] وأغلب أتباعها من العرقية الأوكرانيَّة ويشكلون الغالبيّة السكانية في ثلاثة أوبلاست وهي لفيف أوبلاست وإيفانو فرانكيفسك أوبلاست وتيرنوبل أوبلاست فضلًا عن نصف سكان مدينة لفيف.

بالإضافة إلى الكاثوليك الشرقيين، هناك 863 من الجماعات الرومانيَّة الكاثوليكيَّة الدينيَّة، و474 من رجال الدين والذين يخدمون نحو مليون روماني كاثوليكي في أوكرانيا.[5] يشكل الرومان الكاثوليك من أتباع الطقس اللاتيني حوالي 2.19% من مجمل السكان، وتتكون هذه الجماعة بشكل رئيسي من العرقيّّة البولندية والمجرية، اللتان تعيشان في المناطق الغربية من البلاد.[5]

البروتستانتية وطوائف أخرى

يشكل المسيحيون البروتستانت أيضًا حوالي 2.19 في المئة من السكان. تزايدت أعداد البروتستانت بشكل كبير منذ استقلال أوكرانيا. اتحاد المعمدانية الإنجيلية في أوكرانيا هي أكبر مجموعة، ويبلغ عدد أفرادها 150,000 وعدد الرجال الدين حوالي 3,000. ثاني أكبر الكنائس البروتستانتية هي كنيسة الإيمان الإنجيلية (خمسينية) الأوكرانية مع 110,000 عضو وأكثر من 1,500 من الكنائس المحلية وأكثر من 2,000 من رجال الدين، لكن توجد أيضا مجموعات أخرى من الخمسينيين حيث يبلغ مجموع أتباعها بالمجمل أكثر من 300,000، مع أكثر من 3000 من الكنائس المحلية. هناك أيضًا العديد من مدارس الخمسينية للتعليم العالي مثل معهد لفيف اللاهوتي ومعهد كييف للكتاب المقدس. من بين المجموعات الأخرى الكالفينيين، وشهود يهوه واللوثريون والميثوديون والسبتيين. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة المورمون) موجودة أيضًا.

وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في أوكرانيا المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 1,000 شخص. الغالبية العظمى تحولت للمذهب البروتستانتي الإنجيلي.[69]

المعتقدات

المعطيات تستعرض معتقدات المسيحيين في أوكرانيا وهي مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016:

سواء كنت تتردد على حضور الكنيسة أم لا، ماذا تعتقد أنك؟ (% من المشاركين)
مجمل سكان أوكرانيا [8] الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (بطريركية موسكو)[70] الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (بطريركية كييف)[70] أرثوذكس آخرون[70] كاثوليك شرقيون[70] مسيحيون بلا طائفة[70]
مؤمنون 70.4% 88.1% 88.5% 74.1% 96.9% 55.2%
أولئك الذين يترددون بين الإيمان وعدم الإيمان (لا أدرية) 10.1% 5.9% 7.1% 12.5% 3.1% 20.3%
غير مؤمن 6.3% 1.0% 0.4% 3.5% 0.0% 4.2%
ملحدون 2.7% 0.7% 0.2% 0.6% 0.0% 0.0%
غير مهتم 7.2% 2.3% 1.8% 5.8% 0.0% 10.5%
صعب الإجابة 3.9% 2.0% 2.0% 3.5% 0.0% 9.8%

حسب العام

2000[71][72][73] 2005[71][72][73] 2010[71][72][73] 2013[74][71][72][73] 2014[72][73] فبراير 2015[75] يوليو 2015[76] مارس 2016[73] نوفمبر 2016[77] مارس 2018[7]
أرثوذكس 66.0% 60.8% 68.1% 70.6% 70.2% 73.7% 78% 65.4% 64.7% 67.3%
رومان كاثوليك 0.5% 1.6% 0.4% 1.3% 1.0% 0.8% 10%

(يتضمن الشرقيون)

1.0% 0.8% 0.8%
كاثوليك شرقيون 7.6% 7.6% 7.6% 5.7% 7.8% 8.1% - 6.5% 8.2% 9.4%
بروتستانت[78] 2.0% 1.3% 1.9% 0.8% 1.0% 0.9% 4%

(مسيحيون آخرون)

1.9% 1.2% 2.2%
فقط مسيحيون 6.9% 15.8% 7.2% 8.6% 6.3% 8.5% - 7.1% 12.7% 7.7%
مجمل المسيحيون 83.0% 87.1% 85.2% 87.0% 86.3% 92.0% 92.0% 81.9% 87.6% 87.4%
عينة 2,010 2,012 25,000 2,409 2,018 2,018 2,018

الانتماء الكنسي

المعطيات تستعرض انتماء الأرثوذكس الكنسي في أوكرانيا وهي مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016:

انتماء أرثوذكس أوكرانيا الكنسي (مركز رازومكوف عام 2016)[8]
نوع الكنيسة % من مجمل الأرثوذكس % من مجمل السكان
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف 38.1% 25.0%
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية موسكو 23.0% 15.0%
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة 2.7% 1.8%
فقط أرثوذكس 32.3% 21.2%
لا يدرون أي كنيسة أرثوذكسية يتبعون 3.1% 2.0%
الأرثوذكسية حسب العام
2000 [8] 2005 [8] 2010 [8] 2013 [8] 2014 [8] 2016 [8]
أرثوذكس 66.0% 60.8% 68.1% 70.6% 70.2% 65.4%
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية موسكو 9.2% 10.6% 23.6% 19.6% 17.4% 15.0%
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف 12.1% 14.0% 15.1% 18.3% 22.4% 25.0%
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة 1.3% 0.8% 0.9% 0.8% 0.7% 1.8%
فقط أرثوذكس 38.6% 33.4% 25.9% 28.8% 28.1% 21.2%
لا يدرون أي كنيسة أرثوذكسية يتبعون 4.6% 1.9% 1.6% 2.5% 1.4% 2.0%
مفقود 0.2% 0.1% 1.0% 0.6% 0.2% 0.4%

المسيحية حسب المناطق

المعطيات في هذه القائمة مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف عام 2016:

الأديان في أوكرانيا حسب المناطق (مركز رازومكوف 2016)[8]
الديانة غرب أوكرانيا[a] وسط أوكرانيا[b] جنوب أوكرانيا[c] شرق أوكرانيا[d] حوض دونيتس[e]
أرثوذكس 57.0% 76.7% 71.0% 63.2% 50.6%
رومان كاثوليك 1.4% 1.9% 0.5% 0.3%
كاثوليك شرقيون 29.9% 0.4% 0.5%
بروتستانت 3.6% 1.0% 0.5% 1.9% 2.5%
يهود 0.2% 0.3% 0.5% 0.3%
إسلام 0.1% 0.5% 6.0%
هندوس 0.3% 0.6%
فقط مسيحيون 4.8% 6.5% 5.1% 8.1% 11.9%
آخرون 0.1% 0.5% 0.8%
لا ينتمون للأديان المذكوره أعلاه 3.1% 12.7% 21.7% 24.7% 28.3%

المسيحية حسب الأوبلاست

المعطيات في هذه القائمة مأخوذة من دراسة قام بها مركز رازومكوف، ومركز الدراسات الاجتماعية والسياسية، ومجموعة "راتينغ"، ومعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في فبراير من عام 2015:[79]

أوبلاست المنطقة [f] أرثوذكس كاثوليك شرقيون رومان كاثوليك بروتستانت مسيحيون (غير محدد) غير متدنين لم يجب

(يتضمن. آخرون)

Flag of Cherkasy Oblast.svg تشيركاسي أوبلاست وسط 89% 0.5% 0.5% 1% 5% 3% 1%
Flag of Chernihiv Oblast.svg تشرنيهيف أوبلاست وسط 87% 0% 0% 0% 9% 2% 2%
Flag of Chernivtsi Oblast.svg تشيرنيفتسي أوبلاست غرب 86% 2% 1% 2% 5% 2% 2%
Flag of Dnipropetrovsk Oblast.svg دنيبروبتروفسك أوبلاست شرق 83% 0% 0.5% 0.5% 9% 5% 2%
Flag of Donetsk Oblast.svg أوبلاست دونيتسك دونباس 69% 0% 0% 1% 15% 10% 5%
Flag of Ivano-Frankivsk Oblast.png إيفانو فرانكيفسك أوبلاست غرب 35% 57% 1% 1% 6% 0% 0%
Flag of Kharkiv Oblast.svg خاركيف أوبلاست شرق 76% 0% 0% 1% 13% 8% 2%
Flag of Kherson Oblast.svg خيرسون أوبلاست جنوب 75% 0.5% 0.5% 1% 10% 10% 3%
Flag of Khmelnytskyi Oblast.svg خملنيتسكي أوبلاست وسط 78% 2% 3% 2% 6% 7% 2%
Flag of Kyiv Kurovskyi.svg كييف وسط 79% 1% 1% 1% 6% 11% 1%
Flag of Kiev Oblast.svg كييف أوبلاست وسط 80% 0.5% 0.5% 1% 9% 7% 2%
Flag of Kirovohrad Oblast.svg كيروفوهراد أوبلاست وسط 76% 0.5% 0% 0.5% 17% 5% 1%
Flag of Luhansk Oblast.svg لوهانسك أوبلاست دونباس 71% 0.5% 0% 0.5% 8% 18% 2%
Flag of Lviv Oblast.svg لفيف أوبلاست غرب 30% 59% 2% 1% 6% 1% 1%
Flag of Mykolaiv Oblast.svg ميكولايف أوبلاست جنوب 80% 0% 0% 0% 6% 11% 1%
Flag of Odesa Oblast.svg أوبلاست أوديسا جنوب 84% 0.5% 0% 0.5% 6% 6% 1%
Flag of Poltava Oblast.svg بولتافا أوبلاست وسط 66% 1% 0% 1% 26% 5% 1%
Flag of Rivne Oblast.svg ريفنا أوبلاست غرب 91% 1% 1% 5% 2% 0% 0%
Flag of Sumy Oblast.svg سومي أوبلاست وسط 85% 0.5% 1% 0.5% 7% 5% 1%
Flag of Ternopil Oblast.svg تيرنوبل أوبلاست غرب 36% 52% 3% 3% 6% 0% 0%
Flag of Vinnytsia Oblast.svg فينيتسا أوبلاست وسط 84% 0.5% 1% 0.5% 7% 6% 1%
Flag of Volyn Oblast.svg فولين أوبلاست غرب 97% 1% 0.5% 1% 0.5% 0% 0%
Flag of Transcarpathian Oblast.svg زاكارباتيا أوبلاست وسط 68% 19% 7% 1% 3% 1% 1%
Flag of Zaporizhia Oblast.svg زابوروجييه أوبلاست شرق 73% 0% 0% 0% 10% 16% 1%
Flag of Zhytomyr Oblast.svg زيتومير أوبلاست وسط 85% 0.5% 1% 0.5% 7% 5% 1%

المجتمع المسيحي الأوكراني

الإلترام الديني

وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 84% الأوكرانيين يؤمنون في الله، وحوالي 67% منهم يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم،[57] وقد وجدت الدراسة التي قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 43% من الأوكرانيين الكاثوليك الشرقيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 12% الأوكرانيين الأرثوذكس، في حين أنَّ 56% من الأوكرانيين الكاثوليك الشرقيين يُداومون على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 28% من الأوكرانيين الأرثوذكس.[57]

عمومًا يعتبر الكاثوليك أكثر تديًنا من الأرثوذكس في أوكرانيا؛ وقد وجدت الدراسة أيضًا أنَّ حوالي 76% من الأوكرانيين الكاثوليك يُداوم على طقس المناولة بالمقارنة مع 38% من الأوكرانيين الأرثوذكس، وحوالي 54% من الكاثوليك يصوم خلال فترات الصوم بالمقارنة مع 29% من الأرثوذكس.[57] ويقدم حوالي 20% من الكاثوليك الصدقة أو العُشور بالمقارنة مع 7% من الأرثوذكس،[57] ويقرأ حوالي 40% من الكاثوليك الكتاب المقدس على الأقل مرة في الشهر بالمقارنة مع 23% من الأرثوذكس، في حين يشارك 32% من الكاثوليك معتقداتهم مع الآخرين بالمقارنة مع 17% من الأرثوذكس. ويملك حوالي 94% من الكاثوليك أيقونات مقدسة في منازلهم بالمقارنة مع 91% من الأرثوذكس، ويضيء حوالي 81% من الكاثوليك الشموع في الكنيسة بالمقارنة مع 88% من الأرثوذكس، ويرتدي 74% من الكاثوليك الرموز المسيحيَّة بالمقارنة مع 66% من الأرثوذكس.[57] عمومًا حوالي 97% و98% من مجمل الأوكرانيين الأرثوذكس والكاثوليك على التوالي حصلوا على سر المعمودية، ويقوم 82% من الأهالي الأوكرانيين الكاثوليك بالتردد مع أطفالهم للكنائس بالمقارنة مع 70% من الأرثوذكس، ويقوم 40% من الكاثوليك بإلحاق أولادهم في مؤسسات ومعاهد للتعليم الديني بالمقارنة مع 11% من الأرثوذكس، و67% من الكاثوليك بالمداومة على قراءة الكتاب المقدس والصلاة مع أولادهم بالمقارنة مع 35% من الأرثوذكس.[57]

الهوية

أوكراني أرثوذكسي يقوم بطقس الغطس كعلامة على التطهر خلال عيد الغطاس.

قال حوالي 51% من الأوكرانيين أن كون المرء مسيحيًا هو جزءًا "هامًا ومركزي" أو إلى "حد ما" من الهوية الوطنية.[58] وينقسم الأوكرانيين الكاثوليك والأرثوذكس بين أولئك الذين يقولون أن جوهر هويتهم المسيحيَّة هي في المقام الأول مسألة دينيَّة (36%)،[57] وأولئك الذين يقولون أن هويتهم المسيحيَّة مرتبطة أساسًا بالتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية 40% و46% على التوالي،[57] وأولئك الذين يقولون أنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مزيج من الدين والتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية 16% و12% على التوالي.[57]

بحسب الدراسة قال حوالي 86% من الأوكرانيين الكاثوليك و82% من الأرثوذكس بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز،[57] في حين قال 59% من الأوكرانيين الكاثوليك أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الكاثوليكي في العالم بالمقارنة مع 47% من الأوكرانيين الأرثوذكس ممن يقولون أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الأرثوذكسي في العالم، وقال 100% من الأوكرانيين الكاثوليك و98% من الأوكرانيين الأرثوذكس أنَّه سيربي أبناه على الديانة المسيحيَّة.[57]

القضايا الاجتماعية والسياسية

يؤيد 38% من الأوكرانيين الأرثوذكس تصريح أنَّ "روسيا ملتزمة في حماية المسيحيين الأرثوذكس خارج حدودها"، ويرى حوالي 17% من الأوكرانيين الأرثوذكس أنَّ بطريركية موسكو هي أعلى سلطة دينية في العالم الأرثوذكسي، بالمقارنة مع 7% يرى أنَّ بطريركية القسطنطينية المسكونية هي أعلى سلطة دينية، ويرى 46% أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف هي أعلى سلطة دينيَّة.[57] يرى حوالي 51% من الأوكرانيين أن الأرثوذكسية هي عامل أساسي في الهوية الوطنية.[57] ويتفق 41% من الأوكرانيين الأرثوذكس مع تصريح "شعبي ليس كاملًا، لكن ثقافتنا متوفقة على الآخرين".[57]

يقول 61% من الأوكرانيين أنَّ بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية هناك العديد من نقاط التشابع، ويؤيد 74% من الأوكرانيين الكاثوليك الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية، بالمقارنة مع 34% من الأوكرانيين الأرثوذكس. ويقول 92% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم مستعدين لتقبل الأرثوذكس داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 56% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل الكاثوليك داخل عائلتهم.[57]

أمّا في العلاقة مع الأديان الأخرى يقول 65% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل المسلمين كأفراد داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 48% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل المسلمين كأفراد داخل عائلتهم، ويقول 22% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل المسلمين كمواطنين، بالمقابل يقول 18% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل المسلمين كمواطنين، ويقول 48% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 29% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل اليهود داخل عائلتهم، ويقول 5% من الأوكرانيين الكاثوليك أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود كمواطنين، بالمقابل يقول 4% من الأوكرانيين الأرثوذكس بأنه مستعد لتقبل اليهود كمواطنين.[57]

معرض الصور

مراجع

  1. "Kiev Saint Sophia Cathedral". يونسكو (UNESCO). UN. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 201908 يوليو 2008.
  2. أوكرانيا: مركز بيو للأبحاث - تصفح: نسخة محفوظة 23 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. Global Christianity – A Report on the Size and Distribution of the World’s Christian Population p.47 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. أوكرانيا (بالإنجليزية) - كتاب حقائق العالم، وكالة الاستخبارات الإمريكية، 9 نيسان 2011. نسخة محفوظة 26 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. "State Department of Ukraine on Religious". 2003 Statistical report. مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 200427 يناير 2008.
  6. Velychenko, Stephen (1 January 1992). National History as Cultural Process: A Survey of the Interpretations of Ukraine's Past in Polish, Russian, and Ukrainian Historical Writing from the Earliest Times to 1914. Canadian Institute of Ukrainian Studies Press. صفحة 199.  . For this reason the Ukrainian Orthodox Church was the true democratic national church of the Ukrainian nation.
  7. Особливості Релігійного І Церковно-Релігійного Самовизначення Українських Громадян: Тенденції 2010-2018 [Features of Religious and Church - Religious Self-Determination of Ukrainian Citizens: Trends 2010-2018] ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الأوكرانية), Kiev: مركز رازومكوف in collaboration with the All-Ukrainian Council of Churches, 22 April 2018, صفحات 12, 13, 16, 31, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 26 أبريل 2018
    Sample of 2,018 respondents aged 18 years and over, interviewed 23–28 March 2018 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of the Donetsk and Lugansk regions.
  8. Релігія, Церква, суспільство і держава: два роки після Майдану ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الأوكرانية), Kiev: مركز رازومكوف in collaboration with the All-Ukrainian Council of Churches, 26 May 2016, صفحات 22, 27, 29, 31, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 22 أبريل 2017
    Sample of 2,018 respondents aged 18 years and over, interviewed 25-30 March 2016 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of the Donetsk and Lugansk regions. نسخة محفوظة 14 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. Don’t underestimate importance of religion for understanding Russia’s actions in Crimea - تصفح: نسخة محفوظة 14 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  10. أندرو ويلسون (مؤرخ) (2000). The Ukrainians: Unexpected Nation, Yale University Press, (ردمك ); pages 33-37
  11. Chirovsky, Nicholas (1981). Ancient and Kievan-Galician Ukraine-Rus, Philosophical Library; page 216.
  12. "Ukraine". كتاب حقائق العالم. December 13, 2007. مؤرشف من الأصل في 20 مايو 201924 ديسمبر 2007.
  13. "Kievan Rus". 2001–2005 http://www.bartleby.com/65/ki/KievanRu.html. Retrieved on 2008-01-27.
  14. Vladimir I, Encyclopædia Britannica نسخة محفوظة 16 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  15. T. D. Kendrick (1930). A History of the Vikings.
  16. John Man (1999). Atlas of the Year 1000. غلاسكو، بريطانيا.
  17. Vladimir I, Encyclopædia Britannica نسخة محفوظة 16 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
  18. Bain 1911.
  19. Obolensky, Alexander (1993). "From First to Third Millennium: The Social Christianity of St. Vladimir of Kiev". Cross Currents.
  20. المزيد عنه - تصفح: نسخة محفوظة 15 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. Subtelny, p. 92–93
  22. "Poland". موسوعة بريتانيكا (fee required). مؤرشف من الأصل في 9 يناير 200812 سبتمبر 2007.
  23. Krupnytsky B. and Zhukovsky A. "Zaporizhia, The". Encyclopedia of Ukraine. مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 201816 ديسمبر 2007.
  24. "Ukraine - The Cossacks". موسوعة بريتانيكا (fee required). مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 200812 سبتمبر 2007.
  25. "The Crimean Tatars and their Russian-Captive Slaves" (PDF). Eizo Matsuki, Mediterranean Studies Group at Hitotsubashi University. نسخة محفوظة 26 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. هالينا ستيفان, العيش في الترجمة: الكتاب البولنديون في أمريكا, رودوبي رودوبي 2003, , مطبعة غوغل ص 373. مقتبس من المطالعة السمارانية رحلة جرائدية: امتاز الكومنولث البولندي اللتواني [...] بمستوى عال من التنوع الثقافي والعرقي وتسامح ديني في أوروبا. روبرت بورتن، في طب ميلونشولي, اول طبعة في 1621, كتاب بولندا: "بولندا هي وعاء لجميع الأديان [...] "Polish-Lithuanian+Commonwealth"+"religious+tolerance"&sig=7jfUlvptDx-pgOMmctVSJPY7i9s نسخة محفوظة 29 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. الكنيسة والعلم جورج مينوا، دار الأهالي، دمشق 2005، طبعة أولى، ص.298
  28. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.267
  29. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.294
  30. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.257
  31. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.220
  32. Magocsi, p. 195
  33. Subtelny, p. 123–124
  34. Хмельницкий Богдан, The Shorter Jewish Encyclopedia, 2005. نسخة محفوظة 15 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. Reid (2000) p 27-30
  36. Barbara Skinner, "Borderlands of Faith: Reconsidering the Origins of a Ukrainian Tragedy." Slavic Review 2005 64(1): 88-116. Fulltext: in Jstor - تصفح: نسخة محفوظة 25 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  37. Natho, Kadir I. Circassian History. Pages 123–124
  38. Shenfield, Stephen D. "The Circassians : A forgotten genocide". In Levene and Roberts, The Massacre in History. Page 150.
  39. Father William P. Saunders, Straight Answers. نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  40. Orest Subtelny. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press, pp.214-219.
  41. Pelikan, Jaroslav (1990). Confessor Between East and West. Grand Rapids: William B. Eerdmans Publishing Company.  .
  42. Hans-Joachim Torke, John-Paul Himka. (1994). German-Ukrainian relations in historical perspective . Edmonton: Canadian Institute of Ukrainian Studies Press, pp.31-34
  43. Martha Bohachevsky-Chomiak. (1988). Feminists despite themselves: women in Ukrainian community life, 1884-1939 . Edmonton, Alberta: Canadian Institute of Ukrainian Studies press, University of Alberta. pp. 47-49
  44. Himka, John Paul. (1999). Religion and Nationality in Western Ukraine. McGill-Queen's University Press: Montreal and Kingston. Pg. 10
  45. Paul Robert Magosci. (2002). The roots of Ukrainian nationalism: Galicia as Ukraine's Piedmont . Toronto: University of Toronto Press. pg. 15
  46. Subtelny, O. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press.
  47. Magoscy, R. (1996). A History of Ukraine. Toronto: University of Toronto Press.
  48. "Soviet Union: Policy toward nationalities and religions in practice". www.country-data.com. May 1989. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201729 مارس 2014. Marxism-Leninism has consistently advocated the control, suppression, and, ultimately, the elimination of religious beliefs.
  49. Daniel, Wallace L. (Winter 2009). "Father Aleksandr Men and the struggle to recover Russia's heritage". Demokratizatsiya: The Journal of Post-Soviet Democratization. Institute for European, Russian and Eurasian Studies (George Washington University). 17 (1). ISSN 1940-4603. مؤرشف من الأصل في 22 مارس 201629 مارس 2014. Continuing to hold to one's beliefs and one's view of the world required the courage to stand outside a system committed to destroying religious values and perspectives.
  50. Froese, Paul. "'I am an atheist and a Muslim': Islam, communism, and ideological competition." Journal of Church and State 47.3 (2005)
  51. Paul Froese. Forced Secularization in Soviet Russia: Why an Atheistic Monopoly Failed. Journal for the Scientific Study of Religion, Vol. 43, No. 1 (Mar., 2004), pp. 35-50
  52. Haskins, Ekaterina V. "Russia's postcommunist past: the Cathedral of Christ the Savior and the reimagining of national identity." History and Memory: Studies in Representation of the Past 21.1 (2009)
  53. Estimates of the total number all Christian martyrs in the former Soviet Union are about 12 million.”, James M. Nelson, “Psychology, Religion, and Spirituality”, Springer, 2009, , p. 427 نسخة محفوظة 10 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  54. In all, it is estimated that some 15 to 20 million Christians were martyred under the Soviet regime”, David Barrett, “World Christian Trends”, Pasadena: William Carey Library, 2001, cited by David Taylor, ”21 Signs of His Coming: Major Biblical Prophecies Being Fulfilled In Our Generation”, Taylor Publishing Group, 2009, , p. 220 نسخة محفوظة 10 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  55. over 20 million were martyred in Soviet prison camps”, Todd M. Johnson, “Christian Martyrdom: A global demographic assessment“, p. 4 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  56. John Shelton Curtis, The Russian Church and the Soviet State (Boston: Little Brown, 1953); Jane Ellis, The Russian Orthodox Church: A Contemporary History (Bloomington: Indiana University Press, 1986); Dimitry V. Pospielovsky, The Russian Church Under the Soviet Regime 1917-1982 (St. Vladimir’s Seminary Press, 1984); idem., A History of Marxist-Leninist Atheism and Soviet Anti-Religious Policies (New York; St. Martin’s Press, 1987); Glennys Young, Power and the Sacred in Revolutionary Russia: Religious Activists in the Village (University Park: Pennsylvania State University Press, 1997); Daniel Peris, Storming the Heavens: The Soviet League of the Militant Godless (Ithaca: Cornell University Press, 1998); William B. Husband, “Godless Communists”: Atheism and Society in Soviet Russia DeKalb: Northern Illinois University Press, 2000; Edward Roslof, Red Priests: Renovationism, Russian Orthodoxy, and Revolution, 1905-1946 (Bloomington, Indiana, 2002)
  57. "Religious Belief and National Belonging in Central and Eastern Europe: National and religious identities converge in a region once dominated by atheist regimes" ( كتاب إلكتروني PDF ). Pew Research Center. May 2017. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 2 يونيو 201818 مايو 2017.
  58. Eastern and Western Europeans Differ on Importance of Religion, Views of Minorities, and Key Social Issues - تصفح: نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  59. النزاع الأوكراني يقسّم الأرثوذكس ويشكل خطراً على الكاثوليك والبروتستانت - تصفح: نسخة محفوظة 13 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  60. أوكرانيا تؤجل التصويت على قانون حول الكنائس يغضب روسيا - تصفح: نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  61. الكنيسة الروسية تقطع صلتها بالقسطنطينية؛ بي بي سي،16 أكتوبر 2018 - تصفح: نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  62. انشقاق لم يحدث منذ ألف عام في العالم الأرثوذكسي؛ العراب، 19 أكتوبر 2018 - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  63. الانشقاق الأرثوذكسي: سلاح واشنطن لمحاصرة موسكو، الأخبار، 19 أكتوبر 2018 - تصفح: نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  64. استقلال بطريركية أوكرانيا يكرّس شرخاً في الكنيسة الأرثوذكسية؛ الحياة، 13 أكتوبر 2018 - تصفح: نسخة محفوظة 22 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  65. شرخ في العالم المسيحي: الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تنفصل عن روسيا - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  66. Pravoslvieye v Ukraine Retrieved on 10 February 2007 - تصفح: نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  67. "Ukrainian Greek Catholic Church (UGCC)". مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 200827 يناير 2008.
  68. [1] February 2015 Survey نسخة محفوظة 09 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  69. Johnstone, Patrick; Miller, Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. 11: 16. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201928 أكتوبر 2015.
  70. Релігія і Церква в українському суспільстві: конфесійний розподіл, Результати соціологічного дослідження ( كتاب إلكتروني PDF ), Razumkov Center, 2016, صفحة 9, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 09 يناير 2020
    Survey conducted from 25 to 30 March 2016 in all regions of Ukraine except Crimea and the occupied territories of Donetsk and Lugansk regions. Polled 2,018 respondents aged 18 years and over. The error margin does not exceed 2.3%.
  71. 2013 Journal - تصفح: نسخة محفوظة 01 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  72. 2014 Report, 2014 Report 2 - تصفح: نسخة محفوظة 09 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  73. 2016 Report - تصفح: نسخة محفوظة 14 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  74. Studio, Sparkle Design. "Опитування: До якої релігії Ви себе відносите? (2013) // Центр Разумкова". old.razumkov.org.ua. مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 2018.
  75. "Релігійні вподобання населення України". May 26, 2015. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2019.
  76. "Religious Belief and National Belonging in Central and Eastern Europe" ( كتاب إلكتروني PDF ). مركز بيو للأبحاث. مايو 10, 2017. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في مايو 13, 2017مايو 13, 2017.
  77. 2016 newsletter - تصفح: نسخة محفوظة 09 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  78. "РелігійНість УкраїНців: рівень, характер, ставлення до окремих аспектів церковно-релігійної ситуації і державно-конфесійних відносин (результати загальнонаціонального соціологічного дослідження)" [Ukrainian Religiosity: level, character, attitude to certain aspects of ecclesiastical-religious situations and public-church relations (results of a nationwide poll)] ( كتاب إلكتروني PDF ), Національна Безпека і Оборона (National Defence and Security) (الطبعة 1 (138)), Razumkov Centre, صفحة 18, 2013, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 1 أغسطس 2018
  79. "Religious preferences of the population of Ukraine". Sociology poll by مركز رازومكوف, SOCIS, KIIS about the religious situation in Ukraine (2015)The survey sample was 25000 people, excluded Crimea, so 1000 people for oblast. نسخة محفوظة 09 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

ملاحظات

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :