المسيحية في الأوروغواي هي أكبر الديانات في البلاد،[1] ووفقًا لمسح سكاني يعود لعام 2006 وجد أن ما يقرب من 58.1% من سكان الأوروغواي يُعرّفون أنفسهم بأنهم مسيحيون، منهم 47% كاثوليك و11.1% بروتستانت وحوالي 23.2% يؤمنون بالله ولكن من دون الانتماء لديانة.[2] في حين وجد مركز بيو للأبحاث عام 2010 أنَّ نسبة المسيحيين في الأوروغواي تصل إلى حوالي 57.9%.[3][4]
تُعتبر الأوروغواي على نطاق واسع أكثر الدول علمانية في أمريكا اللاتينية.[5] بدأت علمانية أوروغواي مع دور ثانوي نسبيًا للكنيسة في الحقبة الإستعماريَّة، مقارنة مع أجزاء أخرى من الإمبراطورية الإسبانية. وأدت الأعداد الصغيرة من الشعوب الأصلية في أوروغواي ومقاومتها الشرسة للتبشير إلى الحد من تأثير السلطات الكنسية.[6] بعد الاستقلال، انتشرت الأفكار المناهضة للإكليروس مما أدى إلى تضائل تأثير الكنيسة.[7] في عام 1837، تم الاعتراف بالزواج المدني وفي عام 1861 تولت الدولة إدارة المقابر العامة. في عام 1907، تم إضفاء الشرعية على الطلاق، وفي عام 1909، تم حظر جميع التعليم الديني من المدارس الحكومية.[6] تحت تأثير جوزيه باتل ي أوردونيز (1903-1911) تم الفصل الكامل بين الكنيسة والدولة مع الدستور الجديد لعام 1917.[6]
الطوائف المسيحية
الكاثوليكية
- مقالة مفصلة: الرومانية الكاثوليكية في الأوروغواي
يعود الحضور الكاثوليكي في أراضي الأوروغواي في أعقاب الإستيطان الأسباني للبلاد في عام 1624. وأصبحت مونتيفيديو أبرشية في عام 1878، بعد أن كانت نيابة رسوليَّة في عام 1830. اتبع المبشرين الكاثوليك نمط جمع الهنود في مجتمعات محليَّة، وتدريبهم في الزراعة، والتربية، والفنون الأخرى، إلى جانب ادخالهم في الإيمان المسيحي. جعل دستور عام 1830 الكاثوليكية دين الدولة وقامت الحكومة بدعم البعثات التبشيريَّة بين السكان الأصليين. وفي عام 1832 تأسست النيابة الرسولية في مونتيفيديو، والتي تمت ترقيتها في عام 1878 من قبل البابا ليون الثالث عشر إلى مقام أبرشية، وفي عام 1897 أصحبت مونتيفيديو مطرانيَّة.
وبينما يعود حضور الكاثوليكية الأول في البلاد إلى البعثات التبشيرية الإسبانية التي أرسلت الكهنة خاصًة من اليسوعيين إلى تحويل السكان الأصليين للكاثوليكية، ولكن الثقل السكاني الكاثوليكي في الأساس يعود إلى الهجرة الكبيرة من الدول الأوروبية إلى الأوروغواي حيث هاجر الملايين إلى البلاد وبشكل خاص من الأصول الإيطاليَّة والإسبانيَّة. وتشمل كذلك أصول أوروبية أخرى كالألمانيَّة، والآيرلنديَّة، والبرتغاليَّة، والفرنسيَّة، والكرواتيَّة والإنكليزيَّة وكان غالبيَّة هؤلاء المهاجرين من خلفية دينية كاثوليكية وحملوا معهم الثقافة الكاثوليكية وتقاليدها إلى الأوروغواي.
في عام 1861 قامت الحكومة بتأميم المقابر في جميع أنحاء البلاد، وكسرت ارتباطاتها بالكنائس. بعد فترة وجيزة، منعت الحكومة الكنائس من الاضطلاع بدور في التعليم العام أو إصدار شهادات الزواج. واستمرت العلمنة في القرن العشرين حيث نصّ دستور جديد عام 1917 على تكريس فصل الدين والكنيسة عن الحياة العامة، وتمت إزالة الإشارات حول الله من القسم البرلماني والديني تم إسقاط الأسماء الدينيَّة من أسماء المدن والقرى.[8] في الوقت الحالي وعلى الرغم من أن غالبية سكان الأوروغواي ليسوا ملتزمين دينيًا، إلا أن أغلبيتهم أعضاء في في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية كما ويٌعمد معظم أهالي الأوروغواي أبنائهم في الكنيسة في الكنيسة. في احصائيات أخرى لعام 2006 وجد أن هناك 2.3 مليون كاثوليكي مُعمد أي حوالي 53% من مجموع السكان، ويتوزعون على تسعة أبرشيات أكبرها أبرشية مونتيفيديو؛ وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 64% من سكان البلاد تربى على التقاليد الكاثوليكيَّة.[8] كما يوجد في الأوروغواي حضور للكنائس الكاثوليكية الشرقية أبرزها الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية والكنيسة المارونية. وتُعد عذراء الثلاثين راعية البلاد. أدى تنصب البابا الحالي من الأرجنتين مع لغة وإيماءات واسعة نشأت في سياسة أمريكا اللاتينية قد أحيى الفكرة القديمة لثقافة أمريكية لاتينية كاثوليكية منفصلة عن الثقافة الأمريكية الأنجلوسكسونية البروتستانتية البيضاء، ساعد هذا في زيادة التعريف الذاتي الكاثوليكي حتى في الأوروغواي.[9]
البروتستانتية
البروتستانت أكثر نشاطًا والتزاما من الناحية الدينية مقارنًة بالكاثوليك. شيدت أول كنيسة أنجليكية في البلاد في عام 1844 من قبل التجار البريطانيين، ووصل أوائل المستوطنين من أتباع الولدينيسية من إيطاليا إلى أمريكا الجنوبية في عام 1856 ويصل عدد أعضائها إلى 15,000 بين الأوروغواي والأرجنتين.[10] ويشمل التراث الروحي الولدينيسي المعاصر والتاريخي إعلان الإنجيل و خدمة الفئات المهمشة وتعزيز العدالة الاجتماعية وتعزيز العمل المشترك بين الأديان والدعوة إلى احترام التنوع الديني وحرية التعبير.
وتعتبر اليوم معلمًا تاريخيًا. وتعد الكنيسة الميثودية في أوروغواي من أكبر الطوائف البروتستانتية في البلاد[11] تليها الكنيسة الرسولية الجديدة،[12] والكنيسة الانجليكانية،[13] والكنيسة المعمدانية، والكنيسة الإنجيلية ريو دي لا بلاتا، والكنيسة اللوثرية،[14] والولدينسيين،[15] والخمسينية والإنجيلية غير الطائفية وكنيسة الأدفنتست السبتيين.[16] وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 15% سكان الأوروغواي من البروتستانت؛ ويشكل الخمسينيين حوالي 41% من مجمل المذاهب البروتستانتية.[8]
تضم الأوروغواي حوالي ألف شخص من المينونايت،[17] وتعود أصولهم إلى مجموعة عرقية أصول ألمانية هولندية استقرَّت في الإمبراطورية منذ 1789، حيث حافظت لفترة طويلة تقريبًا على ثقافتها الخاصة واللغة المينوناتية الألمانية السفلى واللغة الهولندية البنسلفانية.[18] وفي عقد 1948 هاجر المينونايت من الاتحاد السوفيتي وأمريكا الشمالية.
الطوائف المسيحية الأخرى
تشمل الجماعات الدينية المسيحية الأخرى في الأوروغواي شهود يهوه والمورمون. هناك تواجد لطوائف مسيحية شرقية وصلت البلاد من خلال الهجرة وتنقسم إلى مجموعتين المجموعة الأولى تعود أصولها إلى لبنان وسوريا وتركيا (بعد مذابح الأرمن) وعموم الشرق الأوسط والمجموعة الثانية إلى أوروبا الشرقية وتتكون من أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة المارونية[19] وكنيسة الأرمن الأرثوذكس وللكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية حضور بارز في العاصمة مونتيفيديو؛ المجتمعات المسيحية المشرقية في الأوروغواي لها وجود بارز وهي مندمجة بشكل جيد، ويبرز أبنائها في مجال الأعمال التجارية، والتجارة، والخدمات المصرفيَّة، والصناعة والسياسة. يذكر أنَّ البرتو عبد االله الذي تولى منصب نائب الرئيس من عام 1967 حتى عام 1972 ينحدر من أصول لبنانيَّة ومارونية.[20] وتضم البلاد على أقلية أرثوذكسية من المؤمنين القدماء، ومعظم أتباع طائفة المؤمنين القدماء هم من المواطنين ذوي الأصول الروسيَّة.[21]
الإلترام الديني
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 28% من مسيحيي الأوروغواي يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم.[8] ويؤمن حوالي 97% من الكاثوليك وحوالي 98% من البروتستانت بالله، ويؤمن 22% من الكاثوليك وحوالي 56% من البروتستانت بحرفيَّة الكتاب المقدس. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 13% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 29% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا.[8]
على المستوى المذهبي وجدت الدراسة أنَّ البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا.[8] عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 62% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 33% من الكاثوليك.[8] ويقرأ حوالي 51% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل بالمقارنة مع 10% من الكاثوليك.[8] ويصُوم حوالي 40% من البروتستانت خلال الصوم الكبير بالمقارنة مع 15% من الكاثوليك.[8] ويُداوم حوالي 47% من البروتستانت على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 9% من الكاثوليك.[8] ويُقدم حوالي 42% من البروتستانت الصدقة أو العُشور، بالمقارنة مع 8% من الكاثوليك. وقال حوالي 28% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد، بالمقارنة مع 8% من الكاثوليك.
القضايا الإجتماعية والأخلاقية
عمومًا يعتبر البروتستانت أكثر محافظة اجتماعيًة بالمقارنة مع الكاثوليك؛ يعتبر حوالي 68% من البروتستانت الإجهاض عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 87% من الكاثوليك،[8] ويعتبر حوالي 63% من البروتستانت المثلية الجنسية ممارسة غير اخلاقية وخطيئة بالمقارنة مع 49% من الكاثوليك،[8] حوالي 49% من البروتستانت يعتبر شرب الكحول عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 33% من الكاثوليك،[8] ويعتبر حوالي 26% من البروتستانت الطلاق عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 12% من الكاثوليك.[8]
مراجع
- مركز بيو للأبحاث: الأوروغواي - تصفح: نسخة محفوظة 2 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- 6_Religion.pdf "Extended National Household Survey, 2006: Religion" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). National Institute of Statistics. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 سبتمبر 2015.
- "Uruguay – Pew-Templeton Global Religious Futures Project". مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2018.
- "Religious Composition by Country, 2010–2050". 2 April 2015. مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2018.
- "Uruguay - Leslie Jermyn, Winnie Wong - Google Books". Books.google.co.uk. مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 201515 يوليو 2012.
- "Religion – Uruguay". Library of Congress Country Studies. مؤرشف من الأصل في 03 نوفمبر 201623 فبراير 2011.
- "Explore Uruguay – About Uruguay Government". Explore Uruguay. مؤرشف من الأصل في 04 سبتمبر 201723 مارس 2011.
- "Religion in Latin America, Widespread Change in a Historically Catholic Region". pewforum.org. Pew Research Center. November 13, 2014. مؤرشف من الأصل في 3 مايو 2019.
- غلوبل بلوس: الدين والسياسة في أمريكا اللاتينية؛ الرابطة الدولية لصحفيي الدين، 10 يوليو 2010. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Iglesia Evangélica Valdense – Nuestra Historia - تصفح: نسخة محفوظة 11 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- "Iglesia Metodista en el Uruguay". Imu.org.uy. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201810 نوفمبر 2011.
- "Iglesia Nueva Apostólica – Sud América". Inasud.org. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 201810 نوفمبر 2011.
- "Iglesia Anglicana del Uruguay". Anglicanuruguay.blogspot.com. 26 May 2009. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 201910 نوفمبر 2011.
- "Luterana Unida – Inicio". Ielu.org. مؤرشف من الأصل في 9 يناير 201610 نوفمبر 2011.
- "Iglesia Evangélica Valdense – Inicio". Iglesiavaldense.org. مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 201810 نوفمبر 2011.
- "Unión Adventista Uruguaya". Iglesiaadventista.org.uy. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 201210 نوفمبر 2011.
- William Schroeder; Helmut Huebert (1996). Mennonite historical atlas. Kindred Productions. صفحات 145–146. . مؤرشف من الأصل في 18 يناير 202004 نوفمبر 2013.
- "Ethnicity". gameo.org. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 2018.
- "Maronite Lebanese in Uruguay" ( كتاب إلكتروني PDF ) (باللغة الإسبانية). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 04 مارس 201615 مايو 2013.
- "Alberto Abdala's official files" ( كتاب إلكتروني PDF ). AGN. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 مارس 201601 أكتوبر 2017. (بالإسبانية)
- Rojas, Daniel. "La "colonia de los barbudos", un clan aislado en Uruguay". El País. مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 201827 مارس 2016.