الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في كوريا الجنوبية

الديانة المسيحية في جمهورية كوريا الجنوبية

☰ جدول المحتويات


المسيحية في كوريا الجنوبية هي أكبر ديانة منظمة، حيث تمثل أكثر من نصف جميع أتباع المنظمات الدينية في كوريا الجنوبية.[1] وفقاً لتعداد السكان عام 2015 هناك حوالي 13.5 مليون مسيحي في كوريا الجنوبية اليوم؛ ينتمي حوالي ثلثيهم إلى الكنائس البروتستانتية المختلفة (خصوصاً الكنيسة المشيخية)، في ينتمي حوالي 37% إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وجدت المسيحية أرضاً خصبة وانتشاراً ملحوظاً في كوريا الجنوبية، وإرتفعت نسبة المسيحيين في البلاد من 2.0% عام 1945 إلى 29.3% عام 2010.[2] كوريا الجنوبية هي أيضًا ثاني أكبر دولة ترسل المُبشيرين، بعد الولايات المتحدة.[3]

وصل المذهب الكاثوليكي إلى البلاد لأول مرة خلال عهد أسرة جوسون المتأخرة من قبل الباحثين الكونفوشيوسيين الذين تعرفوا على المذهب الكاثوليكي في الصين. وفي عام 1603 عاد يي غوانغ جيونغ، الدُبلوماسي الكوري، من بكين حاملاً العديد من الكتب اللاهوتية التي كتبها ماتيو ريتشي، أحد المُبشرين اليسوعيين في الصين.[4] وبدأ نشر المعلومات عن المسيحية من خلال الكتب، وزرعت بذور المسيحية الأولى في البلاد. في عام 1758 قام يونغجو ملك جوسون بحظر الكاثوليكية رسمياً باعتبارها "ممارسة شريرة". لتعود الكاثوليكية إلى البلاد مرة أخرى في عام 1785 من قبل يي سونغ هون، ومنذ ذلك الحين نشطت الإرساليات الكاثوليكية الفرنسيَّة والصينيَّة. نظر ملوك جوسون إلى الدين الجديد كتأثير هدّام وقاموا باضطهاد أتباعه الأوائل، وبلغت ذروة الاضطهاد الكاثوليكي في عام 1866، حيث قُتل أكثر من 8,000 كاثوليكي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسعة مبشرين فرنسيين. وأدّى افتتاح كوريا إلى العالم الخارجي في أواخر القرن التاسع عشر إلى إتباع سياسة التسامح الديني مع الكاثوليك المُتبقين، وشهد القرن أيضاً وصول البروتستانتية عن طريق المبشرين الأمريكيين، ابتداءًا من عام 1884. وفي العقود الأخيرة من حقبة مملكة جوسون اعتنق الكوريين المسيحية إلى حد كبير، حيث نظرت كل من النخبة والملكية نفسها إلى النماذج الغربية لتحديث البلاد وأيدوا عمل المبشرين الكاثوليك والبروتستانت.[5]

خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية في النصف الأول من القرن العشرين، تم تعزيز صلة المسيحية مع القومية الكورية،[6] حيث حاول اليابانيون دمج المعتقدات الشامانية الكورية مع المعتقد الديني الشنتو.[7] خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية تزايد التحول إلى المسيحية بشكل كبير.[6] ومع تقسيم كوريا إلى دولتين بعد عام 1945، فرَّ العديد من السكان المسيحيين الكوريين الذين كانوا حتى ذلك الحين في النصف الشمالي من شبه الجزيرة إلى النصف الجنوبي.[8] طوال النصف الثاني من القرن العشرين، سنَّت الدولة الكورية الجنوبية تدابير لزيادة تهميش المعتقدات الشامانية الكورية، وفي الوقت نفسه تعزيز المسيحية وإحياء البوذية.

لعبت المسيحيّة دورًا هامًا في إحياء الأفكار الوطنيَّة ودفع التطور الاقتصادي في كوريا الجنوبية، مثلًا لعبت الكنيسة المشيخية دورًا سياسيًا هامًا خلال فترة الإستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 حتى عام 1945، وإنتمت العديد من العائلات السياسيّة العريقة الكوريَّة للكنيسة المشيخية. كما وساهمت الكنائس المسيحية الكوريَّة في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبية والتعليم، ولعبت المدارس المسيحية دورًا بارز في تقوية الوعي الوطني بين الشعب الكوري. وكان التأثير المسيحي على التعليم حاسماً، حيث بدأ المبشرون المسيحيون بتشيد 293 مدرسة وحوالي 40 جامعة بما في ذلك ثلاث من أكبر المؤسسات الأكاديمية في البلاد. ارتبطت المسيحية بالتعليم والتحديث الغربي.[9] يُنظر في البلاد إلى الكاثوليكية والبروتستانتية كديانة للطبقة المتوسطة والشباب والمثقفين والحضريين،[10] ويميل المسيحيين إلى أن يكونوا أفضل تعليماً بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى في كوريا الجنوبية.[11] وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، تباطأ نمو البروتستانتية، وربما يعود ذلك بسبب الفضائح الماليَّة التي تورطّ فيها قادة الكنيسة، أو الأصولية والصراع مع البوذيين. ويعزو بعض المحللين هذا أيضاً إلى العمل التبشيري المفرط الحماسة.[12]

تاريخ

العصور المبكرة

نصب للقديس أندرو كيم تياغون، أول كاهن كاثوليكي من أصول كوريَّة.

دخلت المسيحية في صورة المذهب الكاثوليكي إلى كوريا في القرن السابع عشر الميلادي عندما انتشرت نسخ الأعمال الدينية التي كتبها القس الكاثوليكي "ماتيو ريتشي" من عاصمة الصين بكين إلى كوريا حيث كانت مكتوبة باللغة الصينية وذلك خلال الرحلة السنوية الرسمية الكورية لإمبراطور الصين. وكانت هذه الكتب تحتوى العقائد الدينية وأخر ما وصلت إليه العلوم في الغرب مثل الساعة الشمسية وغيرها من الأمور التي جذبت انتباه علماء مملكة "جو سون" خاصة علماء مذهب التعليم العلمي سيل هاك. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي، اعتنق العديد من هؤلاء العلماء وأسرهم الكاثوليكية. إلا أنه لم يستطيع أحد من القساوسة دخول كوريا حتى عام 1785. وذلك عندما قام الأب بيتر جرامونت بعبور الحدود وبدأ في نشر الكاثوليكية بين الكوريين. وأخذ عدد الكاثوليك في الازدياد على رغم من أن التبشير بديانة أجنبية في أراضى كوريا كان أمراً ممنوعاً من الناحية القانونية. فضلاً عن العقاب القاسي تجاه ذلك. وفي عام 1863 كان في كوريا حوالي 23 ألف كاثوليكي يرأسهم 12 قسًا.[13] ومع تولى داى وان كون أب ولي العهد العرش في عام 1863 اشتد اضطهاد الكاثوليك،[14] وفي عام 1866 قامت بها الإمبراطورية الفرنسية الثانية بحملة ضد مملكة جونسون رداً على إعدام سبعة من المبشرين الكاثوليك الفرنسيين،[15] واستمرت المواجهة على جزيرة غانغهوا ستة أسابيع تقريبًا. وكانت النتيجة تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة.[16] واستمر اضطهاد الكاثوليك حتى عام 1876، عندما أجبرت كوريا على توقيع عدد من الاتفاقيات مع الدول الغربية. وفي عام 1925، تم تكريم 79 شهيداً كوريًا استشهدوا أثناء اضطهاد "مملكة جوسون"، وذلك في كاتدرائية القديس بطرس بروما العاصمة الإيطالية، كما كرم 24 كوريًا بنفس الطريقة في عام 1968.

في عام 1884 وصل المبشر التابع للفرقة المسيحية البروتستانتية والطبيب الأمريكى "هوراس آلان" إلى كوريا. وأعقبه من الولايات المتحدة المبشر التابع لنفس الفرقة "هوراس أدرو ود" والمبشر للفرقة المسيحية البروتستانتية الميثودية التابعة لمذهب (جون ويسلي) "هينرى أبنزكير" في السنة التالية. وتبعهم وصول العديد من المبشرين البروتستانت التابعين لمختلف الفرق في كوريا. حاليًا في كوريا الجنوبية الكنيسة المشيخية هي أكبر طائفة مسيحية.[17] ساهم هؤلاء المبشرون في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبيَّة والتعليم وذلك من أجل نشر عقيدتهم في كوريا. وشارك في حركات الاستقلال قادة بروتستانت كوريين منهم د."سيو جاى بيل" و"تشى هو" و"لى سانغ جاى" وغيرهم. ولعبت المدارس البروتستانتية الخاصة مثل مدرسة "يون هي" ومدرسة "إي هوا" دوراً مهماً في تقوية الوعي الوطني بين الجمهور. ولعب التفسير الحرفي للتوراة عند البروتستانت الكوريين دوراً هامّاً في تثبيت ختان الذكور في هذا البلد.[18][19]

العصور الحديثة

كنيسة مشيخية في العاصمة سيئول.

أنشأت جمعية سيؤل للشباب المسيحين في 1903 وتبعتها منظمات مسيحية أخرى. وقدمت هذه المنظمات برامجها الاجتماعية السياسية النشطة مما شجع إنشاء جماعات مسيحية جديدة وانضمام عدد كبير من الشباب الكوريين إليها. لم تلعب هذه الجماعات دورًا مهمًا في الأنشطة السياسية والتعليمية فقط، بل ساهمت في رفع الوعي الاجتماعي المضاد للخرافة والعادات السيئة أيضاً. وفي الوقت نفسه، ساهمت في حصول المرأة على حق المساواة وإزالة نظام الخلية وتبسيط الطقوس التقليدية. ونمت البروتستانتية نموًا مستمرًا من حيث أنها شهدت افتتاح أكبر مؤتمر لدراسة الإنجيل في كوريا عام 1905. وبعد أربع سنوات ظهرت حملة تسمى مليون روح للمسيح والتي بدأت في كوريا من أجل نشر الوعي البروتستانتي الجديد. لم يتم استقبال البروتستانتية في كوريا كعقيدة دينية فحسب، بل كمظهر سياسي واجتماعي وتعليمي وثقافي أيضًا.

خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية في النصف الأول من القرن العشرين، تم تعزيز صلات المسيحية مع القومية الكورية،[6] حيث حاول اليابانيون دمج المعتقدات الشامانية الكورية مع المعتقد الديني الشنتو.[6] خلال الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية تزايد التحول إلى المسيحية بشكل كبير.[6] في الفترة التي كانت فيها كوريا تحت السيطرة اليابانية، أصبحت المسيحية في جزء منها تعبيراً عن القومية الكورية في مواجهة جهود إمبراطورية اليابان لتعزيز اللغة اليابانية ودين الشنتو.[20] وفي عام 1914 من بين 16 مليون شخص في كوريا، كان هناك 86,000 بروتستانتي وحوالي 79,000 كاثوليكي. وبُحلول عام 1934 وصلت تعدادهم إلى حوالي 168,000 وحوالي 147,000 على التوالي. وكان المبشرون المشيخيون ناجحين بشكل خاص، وأصبح التوافق مع الممارسات التقليدية مشكلة. في حين تسامح الكاثوليك مع طقوس الشنتو، طور البروتستانت بديلاً عن طقوس الأجداد الكونفوشيوسية من خلال دمج الطقوس الجنائزية للموت والكونفوشيوسية.[21]

وقامت الشرطة التي كانت تُسيطر عليها الحكومة اليابانيَّة بجهود منتظمة لتقليل تأثير المبشرين؛ وهذا ما خفض التحول إلى المسيحية خلال عام 1911 وعام 1919. ساهمت التصريحات المثالية لرئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون حول تقرير مصير الأمم في النمو السريع للقومية الكورية في عشرينيات القرن العشرين، لكن خيبة الأمل التي نشأت بعد الحركة فشلت في تحقيق إصلاح ذي معنى. في عام 1924، أسس البروتستانت المجلس المسيحي الوطني الكوري لتنسيق الأنشطة وقسم البلاد إلى مناطق مخصصة لطوائف بروتستانتية محددة للرقابة،[6] زأسس البروتستانت الكوريين أيضًا بعثات خارجية إلى الكوريين في الصين.[6] وزاد عدد المبشرين الكاثوليك والمؤسسات الكاثوليكية في أثناء وبعد الحرب الكورية (1950-1953). ونتيجة لذلك، ازدهرت الكنيسة الكاثوليكية الكورية وتطورت إلى حد كبير، كما وضع لها أول سلم وظيفي للكهنوت عام 1962. وقد احتفلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعيدها المئوي الثاني بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني لعاصمة كوريا سيؤل، وكرم 94 شهيد كوري وعشرة شهداء فرنسيين من المبشرين، وذلك عام 1984. وكان ذلك أول احتفال تقديس يقام خارج الفاتيكان. وبذلك أصبحت كوريا الدولة الرابعة في العالم من حيث عدد القديسين الكاثوليك الموجودين بها. ونجد في كوريا كتدرائية "ميونغ دونغ"، والجامعة الكاثوليكية التي تأسست عام 1855 وانتقلت من موقعها القديم إلى العاصمة سيؤل عام 1887.

الوضع الحالي

الكنيسة المشيخية في العاصمة سيئول.

المسيحيون في كوريا الجنوبية يختنون ذكورهم في الغالب رُغم أن شريعة الختان قد أسقطت في العهد الجديد أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها.[18] [22] ومع تقسيم كوريا إلى دولتين بعد عام 1945، فرَّ العديد من السكان المسيحيين الكوريين الذين كانوا حتى ذلك الحين في النصف الشمالي من شبه الجزيرة إلى النصف الجنوبي.[6] طوال النصف الثاني من القرن العشرين، سنَّت الدولة الكورية الجنوبية تدابير لزيادة تهميش المعتقدات الشامانية الكورية، وفي الوقت نفسه تعزيز المسيحية وإحياء البوذية. ليس من المعروف بالضبط عدد المسيحيين الذين بقوا في كوريا الشمالية اليوم. ويجادل سوكمان بأنه منذ عام 1945 نظر الكوريين على نطاق واسع إلى الكاثوليكية والبروتستانتية كدين للطبقة المتوسطة والشباب والمثقفين والحضريين والمحدثين. لقد كانت قوة قوية تدعم سعي كوريا الجنوبية نحو الحداثة والتغريب، ومعارضة اللإستعمار الياباني القديم والشيوعية في كوريا الشمالية.

ومع استمرار أعمال الشغب البوذية في عقد 1950، انخفض تأثير البوذية بين السكان، واستمرت البوذية في فقدان أتباعها في حين أكتسب المبشرين المسيحيين مؤمنين جدد، والذين تمكنوا من الاستفادة من نقاط ضعف الديانة البوذية في البلاد. وبحلول نهاية عقد 1960، كان هناك ما يقرب من نصف مليون كاثوليكي ومليون بروتستانتي في كوريا الجنوبية، ولكن خلال فترة "ازدهار التحول" التي انتهت في عقد 1980، زاد عدد الكاثوليك والبروتستانت بشكل أسرع من أي بلد آخر. ويميل المسيحيين إلى أن يكونوا أفضل تعليماً بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى في كوريا الجنوبية، وبحسب التقديرات لدى المسيحيين الكورييين أعلى نسبة من خريجي الجامعات والحاصلين على شهادة جامعية (50.4%) والحاصلين على درجات في الدراسات العليا (11.6%) للفرد في البلاد.[11]

حصة المسيحيين من سكان كوريا الجنوبية عبر السنوات.

خلال عقد 1980 وعقد 1990، كانت هناك أعمال عدائية ارتكبها البروتستانت ضد البوذيين وأتباع الديانات التقليدية في كوريا الجنوبية، شمل ذلك إحراق المعابد وقطع رأس تماثيل بوذا وتخريب الممتلكات البوذية والديانات التقليدية الأخرى.[23] بعض هذه الأفعال كان قد روج لها قساوسة الكنائس البروتستانتية.[23] وكان هناك العديد من الانتقادات السياسية والاجتماعية في المشهد المسيحي الكوري منذ تولي الرئيس المشيخي إي ميونغ باك السلطة. واقترحت حكومة كوريا الجنوبية تقييد المواطنين الكوريين الجنوبيين الذين يعملون في أعمال تبشيرية في الشرق الأوسط.[24] وتعرض الرئيس إي ميونغ باك لإنتقادات لمشاركته في تجمع صلاة مسيحي على المستوى الوطني في مارس عام 2011 مما يشير إلى وجود لتأثير بروتستانتيّ قوي ومحتمل في السياسة الكورية الجنوبية العلمانية.[25] وعلى نحو متقطع تتصاعد التوترات الطائفية بين البروتستانت الأصوليين والبوذيين أحيانًا بسبب ما يُنظر إليه على أنه ميل للمسؤولين الحكوميين - وكثير منهم من المسيحيين عموماً والبروتستانت خصوصاً - لإمالة التوازن السياسي لصالح المسيحيين على حساب البوذيين، مما أدّى إلى الاستياء من ذلك داخل المجتمع البوذي.[26] وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى صعود إي ميونغ باك إلى الرئاسة عندما أصبحت نسبة المسيحيين عالية في الحكومة، حيث كان هناك 12 مسيحيًا مقابل بوذي واحد فقط.[27] وأشار تقرير نشرته ذي إيكونوميست عام 2019 إلى أنَّ الإنجيليين البروتستانت في كوريا الجنوبية يتمتعون بقوة سياسية كبيرة،[28] وتعود صلاتهم بالنخبة الحاكمة إلى أيام باك تشونغ هي.[28] وبحسب تقارير مختلفة ترتبط كنيسة سومانج المشيخية في حي كانغنام مع النخبة الاجتماعية والسياسية في العاصمة سيئول.[29][30]

على الرغم من أنَّ كوريا الجنوبية ليس لديها أغلبية مسيحية واضحة،[31] وجدت المسيحية أرضاً خصبة وانتشاراً ملحوظاً في كوريا الجنوبية، وتوسعت أعداد المسيحيين بسرعة كبيرة في العقود الأخيرة؛[31] حيث إرتفعت نسبة المسيحيين في البلاد من 2.0% عام 1945 إلى 29.3% عام 2010.[2] ومنذ عقد 1960 ازدهرت الكنائس المسيحية بجميع أنواعها، وتضم البلاد بعضًا من أكبر التجمعات الإنجيلية والخمسينية في العالم.[31] لكن منذ عقد 2010 تباطأ نمو البروتستانتية في البلاد، وربما يعود ذلك بسبب الفضائح الماليَّة التي تورطّ فيها قادة الكنيسة، أو الأصولية والصراع مع البوذيين. ويعزو بعض المحللين هذا أيضاً إلى العمل التبشيري المفرط الحماسة. قَبِل البابا فرنسيس الدعوة لزيارة كوريا الجنوبية في أغسطس من عام 2014. وتوجت الزيارة التي استمرت أربعة أيام بقداس بابوي في كاتدرائية ميونغ دونغ، مقر أبرشية سيول في 18 أغسطس. خلال القداس في 16 أغسطس، قام البابا بتطويب 124 من الشهداء الكاثوليك الكوريين.[32]

ديموغرافيا

التعداد السكاني

الديانة 1950-1962[33] 1985 1995[34] 2005[35][34] 2015[34]
تعداد % تعداد % تعداد % تعداد % تعداد %
المسيحيَّة - 5-8%[36] - 20.7% 11,390,000 26.0% 13,461,000 29.2% 13,566,000 27.6%
البروتستانتية - 2.8% - 16.1% 8,505,000 19.4% 8,446,000 18.2% 9,676,000 19.7%
الكاثوليكية - 2.2% - 4.6% 2,885,000 6.6% 5,015,000 10.8% 3,890,000 7.9%
البوذية - 2.6% - 19.9% 10,154,000 23.2% 10,588,000 22.8% 7,619,000 15.5%
آخرون - 92.4% - 2.1% - 1.2% - 1% - -
لادينيَّة - - - 57.3% - 49.6% - 47.2% - 56.9%

دراسة بيو

الديانة 1900 1995 1970 1985 1995 2005 2010
% % % % % % %
المسيحيَّة[37] 1% 8% 18% 21% 26% 28% 29%

الإنتشار حسب المقاطعة

الانتماء الديني في كوريا الجنوبية حسب المقاطعة (2005)[38]
المقاطعة البوذية البروتستانتية الكاثوليكية مجمل المسيحية لادينية وآخرون
Flag of Seoul.png مدينة سول الخاصة 16.8% 22.8% 14.2% 37.0% 46.2%
Slogan of Busan Dynamic Busan Asian Gateway.svg بوسان 39.2% 10.4% 7.4% 17.8% 43%
Flag of Daegu.png دايغو 33.4% 10.4% 9.8% 20.2% 46.4%
Seal of Incheon.svg إنتشون 13.8% 22.4% 13.7% 36.1% 50.1%
Seal of Gwangju.svg غوانغجو 14.4% 19.7% 13% 32.7% 52.9%
Flag of Daejeon, South Korea (1993–2011).png دايجون 21.8% 20.5% 10.7% 31.2% 47%
Seal of Gyeonggi.svg مقاطعة غيونغي 16.8% 21.9% 12.4% 34.3% 51.1%
Flag of Gangwon Province.svg مقاطعة غانغوون 23% 15.6% 9.1% 24.7% 52.3%
Seal of North Chungcheong.png مقاطعة تشنغتشونغ الشمالية 23.8% 15.1% 9.9% 25.0% 51.2%
Seal of South Chungcheong.svg مقاطعة تشنغتشونغ الجنوبية 20.5% 19.6% 9.1% 28.7% 50.8%
Symbol of Jeonbuk.svg مقاطعة جولا الشمالية 12.8% 26.3% 11.4% 37.7% 49.5%
Seal of South Jeolla.svg مقاطعة جولا الجنوبية 16.1% 21.8% 8.7% 30.2% 53.4%
Seal of North Gyeongsang.svg مقاطعة غيونغسانغ الشمالية 33.9% 11.5% 7.1% 18.6% 47.5%
Seal of South Gyeongsang.svg مقاطعة غيونغسانغ الجنوبية 40% 8.8% 6% 14.8% 45.2%
Flag of Jeju (1969–2009).svg مقاطعة جيجو المستقلة الخاصة 32.7% 10.3% 7.2% 17.5% 49.8%
كوريا الجنوبية 22.8% 18.3% 10.9% 29.2% 46.5%

حسب الفئة العمرية

الفئة العمرية (2015)[39] بوذية كاثوليكية بروتستانتية مجمل المسيحية أديان أخرى لادينية
20-29 10% 7% 18% 25% 1% 65%
30-39 12% 8% 19% 27% 1% 62%
40-49 16% 7% 20% 27% 1% 57%
50-59 22% 9% 19% 28% 1% 49%
60-69 26% 10% 21% 31% 1% 42%
70-79 27% 10% 21% 31% 1% 41%
80-85 24% 10% 22% 32% 2% 42%
85 وما فوق 21% 11% 23% 34% 2% 43%
الأديان الأخرى تتضمن الكونفوشية وغيرها.

حسب الجنس

الجنس [39] بوذية كاثوليكيَّة بروتستانتيَّة مجمل المسيحية أديان آخرى لادينية
ذكور 14% 7% 18% 25% 1% 61%
نساء 17% 9% 22% 31% 1% 52%
الأديان الأخرى تتضمن الكونفوشية وغيرها.

الطوائف المسيحية

البروتستانتية

كنيسة أونسوري الأنجليكانية.

كثيرًا ما يُشار على كوريا الجنوبية في الأوساط البروتستانتية على أنها قوة إنجيليّة عظمى لكونها موطنًا لبعض أكبر وأنشط الكنائس المسيحية في العالم. كما وتتصدر كوريا الجنوبية المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد المبشرين المُرسلين في الخارج.[40][41] وفقًا لتعداد السكان عام 2015 حوالي 19.7% من سكان كوريا الجنوبية من البروتستانت أي حوالي 9.6 مليون شخص،[34] ويتنمي الغالبيَّة العظمى من البروتستانت الكوريين إلى الكنيسة المشيخية.[42]

في عام 1884 وصل المبشر التابع للفرقة المسيحية البروتستانتية والطبيب الأمريكى "هوراس آلان" إلى كوريا، وأعقبه من الولايات المتحدة المبشر التابع لنفس الفرقة "هوراس أدرو ود" والمبشر للفرقة المسيحية البروتستانتية الميثودية التابعة لمذهب (جون ويسلي) "هينرى أبنزكير" في السنة التالية. وتبعهم وصول العديد من المبشرين البروتستانت التابعين لمختلف الفرق في كوريا. ساهم المبشرون البروتستانت في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبيَّة والتعليم وذلك من أجل نشر عقيدتهم في كوريا. وشارك في حركات الاستقلال قادة بروتستانت كوريين منهم د."سيو جاى بيل" و"تشى هو" و"لى سانغ جاى" وغيرهم. ولعبت المدارس البروتستانتية الخاصة مثل مدرسة "يون هي" ومدرسة "إي هوا" دوراً مهماً في تقوية الوعي الوطني بين الجمهور. ولعب التفسير الحرفي للتوراة عند البروتستانت الكوريين دوراً هامّاً في تثبيت ختان الذكور في هذا البلد. وصرّح الأستاذ جيمس هـ. غرايسون من كلية دراسات شرق آسيا بجامعة شفيلد بأن البروتستانتية كانت قوة ديناميكية في الحياة الكورية، وكان لها تأثير إيجابي على الديانات الأخرى. وكان على الكاثوليك والبوذيين التنافس وتبني العديد من الطرق التي ابتكرها البروتستانت.[9]

الكاثوليكية

ضريح سولمو الكاثوليكي في مدينة دانغجين.

الكنيسة الكاثوليكية الكورية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الكوري. وفقًا لتعداد السكان عام 2015 حوالي 7.9% من سكان كوريا الجنوبية من الكاثوليك أي حوالي 3.8 مليون شخص.[34] وشهدت الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة،[43][44] حيث زادت نسبة أعضائها بنسبة 7.9% من السكان إلى 11%، وفي نهاية عام 2017 كان هناك 5.8 مليون كاثوليكي في كوريا الجنوبية أي 11.0% من السكان.[43] وفي عام 2017، نمت الكنيسة بنسبة 1.3%، مع أكثر من 75,000 متحول للمذهب الكاثوليكي.[43] ويتوزع كاثوليك البلاد على خمسة عشرة أبرشيَّة وثلاثة أسقفيات؛ وتملك الكنيسة الكاثوليكية الكورية حوالي سبعة وعشرين مستشفى، وحوالي خمسة عشرة دار تمرض، وحوالي 220 روضة أطفال، وحوالي 652 مدرسة أحد، وحوالي سبعة مدارس ابتدائية، وحوالي خمسة وستين إعدادية وثانوية، وحوالي عشرة مدارس للتعليم المهني وتسعة جامعات كاثوليكية. في عام 2014، نمت الكنيسة بنسبة 2.2% حيث تحول أكثر من 98,000 كوري للمذهب الكاثوليكي.[45] وتأتي كوريا الجنوبية كثاني أكبر الدول الآسيويَّة التي تضم أكبر أعداد من الكاثوليك بعد الفلبين. وفي عام 2005 ضمت البلاد 1,400 رعية يخدمها حوالي 3,200 كاهن.[46] لم يتم تقسيم التسلسل الكاثوليكي في كوريا قط بين الجنوب والشمال، بنفس الطريقة التي لم ينقسم فيها التسلسل الهرمي الكاثوليكي في ألمانيا بين الشرق والغرب أو في أيرلندا بين الحدود التي تم إنشاؤها بشكل مصطنع. على سبيل المثال، تقع بعض أجزاء إقليمية من أبرشية سيئول في كوريا الشمالية. ومع ذلك، منذ الانقسام السياسي لكوريا في عام 1945، اختلف تطور ونمو الكاثوليكية في الشمال والجنوب.

دخلت الكاثوليكية إلى كوريا في القرن السابع عشر الميلادي عندما انتشرت نسخ الأعمال الدينية التي كتبها القس الكاثوليكي "ماتيو ريتشى" من عاصمة الصين بكين إلى كوريا حيث كانت مكتوبة باللغة الصينية وذلك خلال الرحلة السنوية الرسمية الكورية لإمبراطور الصين. وكانت هذه الكتب تحتوى العقائد الدينية وأخر ما وصلت إليه العلوم في الغرب مثل الساعة الشمسية وغيرها من الأمور التي جذبت انتباه علماء مملكة "جو سون" خاصة علماء مذهب التعليم العلمي سيل هاك. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي، اعتنق العديد من هؤلاء العلماء وأسرهم الكاثوليكية. إلا أنه لم يستطيع أحد من القساوسة دخول كوريا حتى عام 1785. وذلك عندما قام الأب بيتر جرامونت بعبور الحدود وبدأ في نشر الكاثوليكية بين الكوريين. وأخذ عدد الكاثوليك في الازدياد على رغم من أن التبشير بديانة أجنبية في أراضى كوريا كان أمراً ممنوعاً من الناحية القانونية. فضلاً عن العقاب القاسي تجاه ذلك. وفي عام 1863 كان في كوريا حوالي 23 ألف كاثوليكي يرأسهم 12 قسًا. ومع تولى داى وان كون أب ولي العهد العرش في عام 1863، اشتد اضطهاده للكاثوليك واستمر هذا الوضع حتى عام 1876، عندما أجبرت كوريا على توقيع عدد من الاتفاقيات مع الدول الغربية. وفي عام 1925، تم تكريم 79 شهيداً كوريًا استشهدوا أثناء اضطهاد مملكة "جو سون"، وذلك في كنيسة القديس بطرس بروما العاصمة الإيطالية، كما كرم 24 كوريًا بنفس الطريقة في عام 1968.

التأثير في المجتمع

التبشير

مبشرّة بروتستانتيّة؛ ينشط الكوريون المسيحيون في التبشير.

في عقد 1960، عملت الكنيسة البروتستانتية مع الأشخاص الذين تعرضوا للتمييز. وبما أن الاقتصاد الكوري كان آخذ في الازدياد، فقد برزت قضية القوى العاملة الصناعية كواحدة من أهم مجالات عمل التبشير. وأرسلت الكنائس رجال الدين الصناعيين للعمل بين العمَّال داخل المصانع. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت الخدمة العسكرية إلزامية للرجال في كوريا الجنوبية، وأصبح الجزء الذي يلعبه فيلق القساوسة في القوات المسلحة له نفس القدر من الأهمية. فقد تحول العديد من الجنود إلى المسيحية خلال خدمتهم العسكرية.[47] في كوريا الجنوبية 36 ألف كنيسة عاملة ونشيطة جدًا. ويتميز الكوريون بالحماس الديني في التبشير بالمسيحية في آسيا والعالم. وهناك مبشرون كوريون منتشرون في أنحاء العالم لهذا الغرض. حتى أصبحت كوريا الجنوبية ثاني أكبر مصدر للمبشرين بالرغم من مرور ما يقرب من عقدين من بدء نشرهم. فهناك 12 ألف مبشر كوري جنوبي خارج البلاد. في أكثر من 1,660 بعثة موجهة إلى 160 دولة منهم بعض الدول الإسلامية. ووفقًا لقاعدة بيانات المسيحيّة العالميّة نمت المسيحية في كوريا الجنوبية من 20.7% في عام 1985 إلى 29.2% في عام 2005.[48] ويُشار إلى كوريا الجنوبية باعتبارها "قوة إنجيلية عظمى" لكونها موطن لبعض أكبر وأنشط الكنائس المسيحية في العالم، حيث أنها ثاني أكبر مصدر للمبشرين بعد الولايات المتحدة.

كان المبشرون الكوريون الجنوبيون الذين يخدمون في مناطق نافذة 10/40. في عام 2000 كان هناك 10,646 مبشر بروتستانتي من كوريا الجنوبية يعملون في 156 دولة، إلى جانب عدد غير معلوم من المبشرين الكاثوليك. وفقاً لمقال نشر عام 2004 "أرسلت كوريا الجنوبية أكثر من 12,000 مُبشر إلى أكثر من 160 دولة بالمقارنة مع حوالي 46,000 مبشر أميركي وحوالي 6,000 مبشر بريطاني، وذلك وفقاً لمعطيات المنظمات التبشيرية في كوريا الجنوبية والغرب".[49] ووفقاً لمقال يعود إلى عام 2007 لدى "كوريا 16,000 مبشر يعملون في الخارج، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة".[50] وفي عام 1980 أرسلت كوريا الجنوبية 93 المبشرين وبحلول عام 2009 كان هناك حوالي 20,000 مُبشرين كوري جنوبيّ.[51][52][53][54] وصف آرون تان، مدير شركة الهندسة المعمارية في هونغ كونغ أن المشهد الليلي لمدينة سول بأنه "مليء بالصلبان المسيحية المتوهجة".[55]

التغيير الاجتماعي

يعتقد كثير من المسيحيين الكوريين أن قيمهم كان لها تأثير إيجابي على العلاقات الاجتماعية المختلفة. تم ترتيب المجتمع الكوري التقليدي بشكل هرمي وفقًا لمبادئ الكونفوشيوسية تحت سلطة الإمبراطور شبه الإلهي. ولم تكن توجد للمرأة أي حقوق اجتماعية،[56] وكان الأطفال خاضعين تمامًا لأبوينهم،[57] ولم يتمتع الأفراد بحقوق إلا فيما يُعرّفه النظام الاجتماعي العام. وقد واجه هذا الهيكل تحديًا من قبل التعليم المسيحي أنَّ جميع البشر خلقوا على صورة الله، وبالتالي أن كل واحد منهم متساوي وله قيمة أساسية.[58] ووفقًا لما ذكره كيم هان سيك، فإن هذا المفهوم يؤيد أيضًا فكرة امتلاك الأفراد لأفراد العائلة وليس الأسر. وكان المسيحيون يعتبرون الإمبراطور مجرد رجل تحت سلطة الله كما كان رعاياه،[59] وحبذت القيم المسيحية تحبذ التحرر الاجتماعي للنساء والأطفال.[56][57] حيث سمحت الكنيسة بزواج الأرامل مرة أخرى وهو تقليد الذي لم يكن مسموحًا به في مجتمعات شرق آسيا، وحظرت المحظية وتعدد الزوجات، وحرمت القسوة من الأزواج أو هجر الزوجات. وتم تعليم الآباء المسيحيين على اعتبار أطفالهم هبات من الله، وكان مطلوبًا منهم تثقيفهم.[60] وحظرت الكنائس المسيحية زواج الأطفال المرتبة وإهمال البنات اللائي كثيرًا ما اعتبرن أقل أهمية من الأبناء الذكور في الثقافة الآسيوية.

السياسة والقومية

خلال فترة الإستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 حتى عام 1945، لعبت المسيحية دورًا مهمًا في توعية الروح الوطنية والإستقلالية للجمهور، وهو ما جعل المسيحية تستقر في المجتمع الكورية. لكن في الفترة النهائية من الإستعمار الياباني، أغلقت الكنائس المقاومة للمستعمرين اليابانيين بينما بقيت الكنائس المؤيدة للحكم الإستعماري. ومرت المسيحية في كوريا بفترات مضطربة مثل الحرب الأهلية بين الشطرين، وأسهمت تلك الاضطرابات في تقويتها. وكان من أهم العوامل التي أدَّت إلى قبول واسع النطاق للمسيحية في كوريا، حيث انخرط العديد من المسيحيين للحفاظ على روح القومية الكورية أثناء الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 حتى عام 1945. وخلال هذه الفترة اضطلعت اليابان بحملة منهجية للإستيعاب الثقافي. بدأ الجيش الإمبراطوري الياباني باحتلال جزيرة جزيرة دوكدو وسميت بجزيرة تاكيشيما، وحيث فرض النظام الياباني للكوريين تعليم اللغة اليابانية وبتر الثقافة الكورية، وتحويل المواطنين الكوريين إلى مواطنين يابانيين بالدرجة الثانية. وفي عام 1938، حظرت اليابان استخدام اللغة الكورية في الحكومة والمدارس والشركات وحتى في المنزل.[61] وقد عززت الطبيعة الكورية المميزة للكنيسة خلال تلك السنوات بالولاء للأمة التي أظهرها العديد من المسيحيين. وبينما يكفل دستور كوريا الجنوبية حرية الدين وفصل الكنيسة والدولة، فإن الحكومة تتعاطف مع المسيحية.

وفي 1 مارس من عام 1919، أصدرت مجموعة تضم ثلاثة وثلاثين من القيادات الدينية والمهنية، المعروفة بإسم "حركة 1 مارس" إعلان الاستقلال. وعلى الرغم من تنظيمه من قبل قادة ديانة تشوندوغيو، فإن خمسة عشر من أصل ثلاثة وثلاثين موقعًا كانوا من البروتستانت،[62] ومن بينهم شخصيات مثل جيل سيون جو. سجن اليابانيون الكثيرون في الحركة. أيضًا في عام 1919، تأسست الحركة المؤيدة لللإستقلال الكاثوليكية في الغالب وسميت بإسم "أولميندان". وكانت حكومة جمهورية كوريا المؤقتة ومقرها في الصين بقيادة إي سنغ مان، وهو مسيحي ينتمي لمذهب الميثودية.[63] وكانت المسيحية مرتبطة أكثر بقضية وطنية عندما رفض بعض المسيحيين المشاركة في عبادة الإمبراطور الياباني، والذي كان مطلوبًا بموجب القانون في عقد 1930.[61][64] وعلى الرغم من أن هذا الرفض كان مدفوعا بالقناعات اللاهوتيَّة وليس السياسيَّة، فإن ما ترتب على ذلك من سجن العديد من المسيحيين ارتبط بقوة إيمانهم، في نظر كثير من الكوريين، بقضية القومية الكورية ومقاومة الاحتلال الياباني. كما رفض الكاثوليك والميثوديين الامتثال لمطالب حضور مراسم الشنتو.[65] وتم ربط المسيحية أكثر مع القضية الوطنية عندما رفض بعض المسيحيين المشاركة في عبادة الإمبراطور الياباني، والتي كان مطلوبًا بموجب القانون في عقد 1930.[64] وعلى الرغم من أن هذا الرفض كان بدافع المعتقدات اللاهوتية وليس السياسية، إلا أنَّ السجن الذي تلا ذلك للعديد من المسيحيين حدد بقوة إيمانهم، في نظر العديد من الكوريين، بقضية القومية الكورية ومقاومة الاحتلال الياباني.

محو الأمية والتعليم

حرم جامعة يونسي المسيحيَّة في مدينة سيئول.

أثارت كتب المبشر اليسوعيّ ماتيو ريتشي والتي ابتكرها استخدام الرموز والمفاهيم الصينية لإدخال الكاثوليكية، جدلاً أكاديمياً عندما جلبهم يي غوانغ جيونغ إلى كوريا، وظلَّ الأكاديميين ينتقدون الفكر الجديد لسنوات عديدة. في أوائل القرن السابع عشر، كتب يي سو جوانج وهو باحث في المحكمة، ويو مونغ إن وهو وزير في الحكومة، تعليقات نقدية للغاية على أعمال ماتيو ريتشي . خلال القرنين التاليين، استمر النقد الأكاديمي للمعتقدات الكاثوليكية، بسبب رفضه للتبجيل الكونفوشيوسي للأسلاف. على جانب الآخر كان بعض العلماءالكوريين أكثر تعاطفاً مع الكاثوليكية. كان أعضاء مدرسة سيلهاك (بالكوريَّة: 실학؛ "التعلم العملي") يؤمنون بالبنية الاجتماعية القائمة على الجدارة بدلاً من الخضوع للطبقية، وبالتالي غالبًا ما كانوا يُعارضون من قبل المؤسسة الأكاديمية السائدة. ونظر علماء سيلهاك إلى الكاثوليكية على أنها توفر أساساً أيديولوجياً لمعتقداتهم، وبالتالي فقد انجذبت هذه النخبة إلى ما اعتبروه قيم المساواة في الكاثوليكية.[66] وعندما تم عادت الكاثوليكية مجدداً في كوريا في القرن الثامن عشر، كان هناك بالفعل مجموعة كبيرة من النخبة المثقفة المتعاطفة معها، والتي لعبت لاحقاً دوراً بارزاً لنشر الإيمان الكاثوليكي في عقد 1790.[67] أشارت دراسة أجريت عام 1801 إلى أنّ 55% من الكوريين الكاثوليك كانت لديهم روابط عائلية بمدرسة سيلهاك.[68]

أخترعت الهانغل، وهي أبجدية كورية صوتية في حوالي عام 1446 من قبل علماء بلاط سيجونغ العظيم ملك جوسون،[69][70] ولم تستخدم كثيراً لعدة قرون بسبب التفوق الثقافي الملحوظ للغة الصينية الكلاسيكيَّة (وكان وضعها مشابه لمكانة اللغة اللاتينية في أوروبا). ومع ذلك أصبحت الكنيسة الكاثوليكية أول منظمة دينية كورية تعتمد الهانغل رسمياً كنص أساسي لها. طلب الأسقف سيمون فرانسوا بيرنو تعليم جميع الأطفال الكاثوليك القراءة والكتابة.[69][71] وطبعت أعمال الأدب المسيحي بكثرة، ومعظمها ستخدمت اللغة الكورية ونصوص الهانغل. أدّى هذا المزيج من العوامل إلى ارتفاع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بشكل عام، ومكنت التعاليم المسيحية من الانتشار إلى أبعد من النخبة، والتي كانت تستخدم اللغة الصينية في الغالب. في وقت مبكر من عام 1880 تم نشر أجزاء من الأناجيل في الهانغل. ونشرت كتب العقيدة الكاثوليكية في عام 1790 وتمت طباعة كتاب التراتيل الكاثوليكي في حوالي عام 1800.

أكمل المبشر الإسكتلندي جون روس ترجمته للعهد الجديد إلى اللغة الكورية في عام 1887،[72] وبدأ قادة البروتستانت بتوزيع نسخ الإنجيل. بالإضافة إلى ذلك، أنشأوا العديد من المدارس، والتي كانت أول مؤسسات تعليمية حديثة في كوريا.[73] في عام 1886 تأسست مدرسة الميثودية إيهوا للفتيات (في وقت لاحق أصبحت جامعة إيهوا للإناث). وساعدت المدارس البروتستانتية في توسيع نطاق البروتستانتية بين عامة الناس وفي ارتفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة خصوصاً بين الإناث، وذلك لأن النساء سبق أن استبعدن من النظام التعليمي.[74] وساهمت الكنائس المسيحية في كوريا الجنوبية في تقدم المجتمع الكوري خاصًة في مجالات الخدمة الطبية والتعليم،[75][76] ويظهر التأثير المسيحي على التعليم من خلال 293 مدرسة مسيحية وأربعين جامعة مسيحية منها ثلاث جامعات مسيحية تتصدر قائمة أفضل خمسة مؤسسات أكاديمية في البلاد.[9]

ينظر إلى البروتستانتية في كوريا الجنوبية كدين الطبقة الوسطى والشباب والمفكرّين وسكان المدن،[77] وينظر في إيجابية إلى دورها المركزي في حداثة كوريا الجنوبية ومضاهاة الولايات المتحدة.[78] وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يُعتبر مسيحيي كوريا الجنوبية واحدة من المجتمعات المسيحيَّة الأكثر تعليمًا حيث أن حوالي 40% من المسيحيين الكوريين حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة،[79] كما أنهم المجموعة الدينيَّة الأكثر تعليمًا في كوريا الجنوبية. وبحسب التقديرات عام 2017 لدى المسيحيين الكورييين أعلى نسبة من خريجي الجامعات والحاصلين على شهادة جامعية (50.4%) والحاصلين على درجات في الدراسات العليا (11.6%) للفرد في البلاد.[11]

الاقتصاد

يعزى النمو الاقتصادي السريع لكوريا الجنوبية في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين عادة إلى سياسة التصنيع الموجه نحو التصدير بقيادة بارك تشونغ وللقيم الثقافية للشعوب الأصلية وأخلاقيات العمل، والتحالف القوي مع الولايات المتحدة، وضخ رأس المال الأجنبي. يعتبر الكثير من المسيحيين الكورييين أنَّ دينهم كان عاملاً في النمو الاقتصادي الدراماتيكي للبلاد على مدى العقود الثلاثة الماضية، معتقدين أن نجاحها وازدهارها هي دلائل على نعمة الله.[80] وتشير دراسة أجريت عام 2003 من قبل الاقتصاديين روبرت ج. بارو وراشيل ماكليري إلى أن المجتمعات ذات المستويات العالية من الاعتقاد في السماء ومستويات عالية من التردد على الكنائس في كوريا الجنوبية تظهر معدلات عالية من النمو الاقتصادي.[81] كان نموذج بارو وماكليري مؤثرًا في الدراسات اللاحقة، وبالنسبة لبعض المراقبين، فإنه يدعم الاعتقاد بأن المسيحية قد لعبت دورًا رئيسيًا في النجاح الاقتصادي لكوريا الجنوبية.[82][83]

معظم الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية يديرها مسيحيين، وعلى الرغم من أن المسيحيين ليسوا الغالبية في كوريا الجنوبية.[84] واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن المسيحية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي.[75][76] بالمقابل فإن هذه الدراسة أنتقدت من قبل بعض الباحثين مثل دولراف وتان.[85] حيث وجدوا أنَّ هناك ميل لبناء الكنائس الكبرى منذ عام 2000، الأمر الذي يؤدي ببعض الكنائس التورط بالديون المالية.[86]

قضايا سياسية

كنيسة مسيحيَّة تُجاور معبد بوذيّ في أنسان.

كانت هناك انتقادات سياسية واجتماعية مختلفة في المشهد المسيحي الكوري خلال تولى الرئيس إي ميونغ باك السلطة. واقترحت حكومة كوريا الجنوبية تقييد مواطني كوريا الجنوبية الذين يعملون في البعثات التبشيرية في الشرق الأوسط.[87] انتقد البروفسور سون بونغ هو من جامعة غوشين الرئيس إي ميونغ باك بسبب مشاركته في اجتماع للصلوات المسيحية على المستوى الوطني في مارس عام 2011 والذي أشار إلى خطر محتمل من التأثير البروتستانتي القوي في السياسة العلمانية في كوريا الجنوبية.[88] وتزايد الأعمال العدائية من قبل المسيحيين البروتستانت ضد البوذية، وقد وجهت انتقادات قوية ورد فعل عنيف ضد الكنائس البروتستانتية من قبل الجمهور في كوريا الجنوبية.[89]

وكان العداء البروتستانتي الأصولي ضد البوذية قضية رئيسية للتعاون الديني في كوريا الجنوبية، وخاصًة خلال التسعينيات إلى أواخر عقد 2000. وأثارت أعمال التخريب ضد المرافق البوذية و"الصلاة لتدمير جميع المعابد البوذية" انتقادات.[90][91] وقد اعتبر البروتستانت التماثيل البوذية أصنام، وهاجموا العديد من تماثيل بوذا. وكان من الصعب اعتقال المنفذين،[92] وقد أدت هذه الأعمال، التي يدعمها بعض الزعماء البروتستانت،[93] إلى أن يكون لدى العديد من الكوريين الجنوبيين نظرة سلبية متزايدة حول البروتستانتية. وعلى النقيض من ذلك ظلَّت العلاقات بين الكاثوليك والبوذيين الكوريين وغيرهم من الديانات متعاونة إلى حد كبير.[94]

معرض الصور

  • كنيسة كاثوليكية في هاهوي

  • كاتدرائية إنتشون الكاثوليكية

  • كاتدرائية جيوندونغ فرنسيس كسفاريوس الكاثوليكية في مدينة جونجو

  • رسمة تصور الشهداء الكاثوليك الكوريين

  • زيارة البابا فرنسيس إلى كوريا الجنوبية عام 2014

  • كنيسة يوييدو الإنجيلية في سيول

  • كنيسة سيمونان في سيول

  • كنيسة جيل المشيخية في سوون

  • كنيسة غواشون البروتستانتية

مراجع

  1. "성, 연령 및 종교별 인구 - 시군구". Korean Statistical Information Service (باللغة الكورية). 2015. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201817 مارس 2018.
  2. "Global Christianity: Regional Distribution of Christians". Pew Research Center. December 19, 2011. مؤرشف من الأصل في 04 أكتوبر 201811 أغسطس 2013.
  3. Moll, Rob (March 1, 2009). "Missions Incredible". Christianity Today. Christianity Today International. مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 200817 فبراير 2009.
  4. KIM Han-sik, 'The Influence of Christianity', Korean Journal XXIII, 12, December 1983, p. 5.
  5. Grayson, 2002. pp. 155-187
  6. Korean Social Sciences Journal, 24 (1997). Korean Social Science Research Council. pp. 33–53
  7. Grayson, 2002. pp. 158-161
  8. Grayson, 2002. p. 158, p. 162
  9. James H. Grayson, Korea: A Religious History (2002) p 169.
  10. Samuel P. Huntington (2007). The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order. صفحة 101.  . مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  11. "2017 Religious Beliefs and Practices of Korean Catholics". Catholic Times. 2 April 2017. مؤرشف من الأصل في 9 ديسمبر 201802 أبريل 2017.
  12. S. S. Moon, "The Protestant missionary movement in Korea: Current growth and development." International Bulletin of Missionary Research 32.2 (2008) pp: 59+.
  13. Kane (1999), 2.
  14. Dallet, 452.
  15. Jean-Marie Thiébaud, La présence française en Corée de la fin du XVIIIème siècle à nos jours, p. 21
  16. Pierre-Emmanuel Roux, La Croix, la baleine et le canon: La France face à la Corée au milieu du XIXe siècle, p. 231-275.
  17. "Touched by Devotion in South Korea | Article | Christian Reformed Church". Crcna.org. 2010-10-04. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 201905 ديسمبر 2013.
  18. Understanding Circumcision, Springer Nature Book Archives Millennium, George C. Denniston, Frederick Mansfield Hodges, Marilyn Fayre Milos, Springer Science & Business Media, 2001, p.62
  19. Ku, J H (2003). "Circumcision practice patterns in South Korea: community based survey". Sex Transm Inf. 79 (1): 65–67. doi:10.1136/sti.79.1.65. PMC . PMID 12576619. مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 2006.
  20. Danielle Kane, and Jung Mee Park, "The Puzzle of Korean Christianity: Geopolitical Networks and Religious Conversion in Early Twentieth-Century East Asia", American Journal of Sociology (2009) 115#2 pp 365–404
  21. Kenneth Scott Latourette, A history of the expansion of Christianity Volume VII: Advance through Storm: A.D. 1914 and after, with concluding generalizations (1945) 7:401-7
  22. بينها كوريا الشمالية وأميركا وإيران.. أرقام جديدة عن نسبة الختان في 17 دولة - تصفح: نسخة محفوظة 8 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. Buswell, Lee. 2007. p. 375
  24. "연합뉴스 : 바른언론 빠른뉴스". www.yonhapnews.co.kr. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2017.
  25. Park (박), Gwang-hui (광희) (11 March 2011). 손봉호 교수 "정치인들, 개신교 편 들지 말라". Hankook Ilbo (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 14 مارس 201130 مارس 2011.
  26. "Who's Really to Blame for Religious Bias?". The Chosun Ilbo. September 1, 2008. مؤرشف من الأصل في September 5, 2008.
  27. "Buddhists set to protest against Lee's religious bias". HANKYOREH. August 22, 2008. مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 2018.
  28. Protestant evangelicals in South Korea wield outsize political power - تصفح: نسخة محفوظة 30 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  29. Kim (김), Do-hyeong (도형); Jeong Sang-yeong (정상영) (2011-08-29). 모든 길은 ‘소망교회’로 통한다?. The Hankyeoreh (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 201909 سبتمبر 2011.
  30. Na (나), Hwak-jin (확진) (2011-08-29). 거물급 로비스트 박태규 누구인가. Yonhap News (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 201211 سبتمبر 2011.
  31. Is there a link between fertility and faith in South Korea? - تصفح: نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  32. Rupert Wingfield-Hayes (16 August 2014). "Pope Francis beatifies 124 South Korean Catholic martyrs". BBC. مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2018.
  33. 1962 South Korea Census. Data recorded in: Pyong Gap Min, Development of Protestantism in South Korea: Positive and Negative Elements. Published on: Asian American Theological Forum (AATF), 2014, VOL. 1 NO. 3, ISSN 2374-8133 نسخة محفوظة 30 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  34. South Korea National Statistical Office's 19th Population and Housing Census (2015): "Religion organisations' statistics". Retrieved 20 December 2016 نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. 2005 South Korea Census religion statistics. Reported in: Baker, 2008. p. 4
  36. World Religion Database: Christianity in South Korea 1950-2014 - تصفح: نسخة محفوظة 28 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  37. 6 facts about South Korea’s growing Christian population - تصفح: نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. "2005 Census of South Korea - Religion Results by Province". sisapress.com. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016.
  39. "성, 연령 및 종교별 인구 - 시군구". Korean Statistical Information Service (باللغة الكورية). 2015. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201817 مارس 2018.
  40. Ferguson, Tessa (March 9, 2011). "Professor explains religion's popularity in South Korea". ASU News. Arizona State University: The State Press. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 201525 يوليو 2013.
  41. "Missions Incredible". Christianity Today. 2006-01-03. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 201925 يوليو 2013.
  42. Chris Meehan (2010-10-04). "Touched by Devotion in South Korea | Article | Christian Reformed Church". Crcna.org. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 201921 فبراير 2014.
  43. "Catholic Church in Korea Statistics 2017". مؤرشف من الأصل في 10 مايو 201912 أبريل 2018.
  44. "Statistics of the Catholic Church in Korea, 1997". CBCK. Catholic Bishops' Conference of Korea. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 201813 أبريل 2018.
  45. "Statistics of the Catholic Church in Korea, 2014". CBCK News. Catholic Bishops' Conference of Korea. 2015-05-11. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 201825 أغسطس 2016.
  46. http://www.catholic-hierarchy.org/country/sc1.html "Catholic Hierarchy - Statistics by Country." retrieved March 7, 2017.
  47. Gelder, Craig Van (15 November 2007). The missional church in context: Helping congregations develop contextual ministry.  . مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  48. Pew Forum – Presidential Election in South Korea Highlights Influence of Christian Community - تصفح: نسخة محفوظة 10 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
  49. [1] - تصفح: نسخة محفوظة 8 July 2011 على موقع واي باك مشين.
  50. Jeffreys, Daniel (4 August 2007). "South Korea turns against 'arrogant' Christian hostages". The Independent. London. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2011.
  51. "Missions Incredible | Christianity Today | A Magazine of Evangelical Conviction". Christianity Today. 3 January 2006. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 201910 فبراير 2012.
  52. "Deported Koreans May Not Revisit Foreign Countries". Koreatimes.co.kr. 24 November 2009. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201710 فبراير 2012.
  53. diaspora2011us / Home
  54. "Ministry". Suitable Helper Ministry. مؤرشف من الأصل في 20 مارس 201210 فبراير 2012.
  55. Kim (김), Su-han (수한) (25 March 2011). 세계적인 건축가 아론 탄 "서울 야경은 십자가예요". Herald Biz (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 14 مارس 201217 أبريل 2011.
  56. CHO Kwang, pp. 16–18.
  57. CHO Kwang, pp. 18–19.
  58. KIM Han-sik, pp. 11–12.
  59. CHOI Suk-woo, p. 7.
  60. CHO Kwang, pp. 16–19.
  61. Whittaker (1988), p. 65
  62. Whittaker (1988), p. 63
  63. الموسوعة الأمريكية, Vol. 23, Danbury, Conn., 1988, p. 464.
  64. CHO Kwang, p. 11.
  65. Kenneth Scott Latourette, A History of the Expansion of Christianity: Volume VII: Advance through Storm: A.D. 1914 and after, with concluding generalizations (1945) 7:403, 406
  66. KIM Han-sik, "The Influence of Christianity", Korean Journal XXIII, 12, December 1983, pp. 6–7.
  67. KIM Han-sik, 'The Influence of Christianity', Korean Journal XXIII, 12, December 1983, p. 6.
  68. KIM Ok-hy, 'Women in the History of Catholicism in Korea', Korean Journal XXIV, 8, August 1984, p. 30.
  69. Merit Students Encyclopedia, Vol. 10, New York and London, 1980, p. 440.
  70. Whittaker (1988), p. 34
  71. CHO Kwang, 'The Meaning of Catholicism in Korean History', Korean Journal XXIV, 8, August 1984, pp. 20–21.
  72. John Ross (1842–1915), Scottish Presbyterian Missionary in Manchuria - تصفح: نسخة محفوظة 16 February 2009 على موقع واي باك مشين.
  73. Andrew C. Nah, A Panorama of 5000 Years: Korean History, Seoul, 1983, p. 81.
  74. CHO Kwang, pp. 20–21.
  75. "Religion linked to economic growth". Taipei Times. 2012-02-04. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201810 فبراير 2012.
  76. Lee, Felicia R. (2004-01-31). "Faith Can Enrich More Than the Soul". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2007.
  77. Sukman, Jang (2004). "Historical Currents and Characteristics of Korean Protestantism after Liberation". Korea Journal. 44 (4): 133–156.
  78. Samuel P. Huntington (2007). The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order. صفحة 101. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  79. Educational Attainment of Religious Groups by Country - تصفح: نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  80. Bush, Luis. "Transformation from Poor to Blessed: A Korean Case Study". مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2017.
  81. "Harvard Econ Department – Contact Info for Robert Barro" ( كتاب إلكتروني PDF ). Economics.harvard.edu. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 8 أغسطس 201710 فبراير 2012.
  82. "Religion linked to economic growth". The Taipei Times. 4 February 2012. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201810 فبراير 2012.
  83. Lee, Felicia R. (31 January 2004). "Faith Can Enrich More Than the Soul". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2007.
  84. "المسيحية في كوريا الجنوبية". مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  85. دور الدين في الإقتصاد (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  86. Ahn (안), Seong-mo (성모) (8 July 2011). 빚 내서 몸 키우는 한국 대형 교회들. SisaJournal (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 6 يناير 201603 أغسطس 2011.
  87. '중동 선교활동' 여권법 개정 논란 - تصفح: نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  88. Park (박), Gwang-hui (광희) (11 March 2011). "손봉호 교수 "정치인들, 개신교 편 들지 말라". Hankook Ilbo (باللغة الكورية). مؤرشف من الأصل في 14 مارس 201130 مارس 2011.
  89. Hong, Chan-sik (September 5, 2007), "Protestant Church Has More to Do at Home", Korea Focus, مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2017
  90. New York Times: "Religious peace under threat in South Korea" by Choe Sang-Hun 14 October 2008 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  91. "YouTube — S. Korean Christians praying for Buddhist temple to collapse". Youtube.com. 11 August 2007. مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 201706 مارس 2012.
  92. Harry L. Wells, Korean Temple Burnings and Vandalism: The Response of the Society for Buddhist-Christian Studies. Buddhist-Christian Studies, Vol. 20, 2000, pp. 239-240; http://muse.jhu.edu/login?uri=/journals/buddhist-christian_studies/v020/20.1wells.html
  93. Tedesco, F. (1997). “Questions for Buddhist and Christian Cooperation in Korea.” Buddhist-Christian Studies, 17, p. 181.
  94. Suh, Sharon A. (2004). Being Buddhist in a Christian World: Gender and Community in a Korean American Temple. University of Washington Press. صفحة 49.  

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :