الرئيسيةعريقبحث

برج تامنتفوست


☰ جدول المحتويات


برج تامنتفوست هو حصن يقع في منطقة تامنتفوست ما بين بلديتي المرسى وبرج البحري التابعتين لولاية الجزائر ويعود تاريخ بنائه إلى فترة إيالة الجزائر.

برج تامنتفوست
Bordj de Tamentfoust
Bordj Tamentfoust.JPG

تقديم
البلد  الجزائر
مدينة الجزائر العاصمة
نوع حصن، قلعة، متحف
تاريخ البناء 1661م
تاريخ الافتتاح 1661م
المالك وزارة الثقافة الجزائرية
الموقع الرسمي بلدية المرسى
الموقع الجغرافي

تاريخ

تم بناء "برج تامنتفوست" في سنة 1661م من طرف "رمضان آغا" تحت سلطة "إسماعيل آغا" أثناء مرحلة الأغوات في إيالة الجزائر[1].

وتمت إعادة ترميم وبناء هذا الحصن في سنة 1685م أثناء مرحلة الداي "حسين ميزو مورتو" غداة الهجوم البحري الأول في 1682م ثم الهجوم البحري الثاني في 1683م الذين قادهما "أبراهام دوكاسن" على مدينة الجزائر خلال سنتي 1682م و1683م[2].

وتم استخدام أغلب مواد بناء هذا الحصن بعد اقتلاعها من أطلال المدينة القديمة روسقونيا (باللاتينية: Rusguniae) الواقعة في بلدية المرسى[3].

وكان مدفع هذا الحصن يُعلن بطلقاته وصول وتعيين "الباشا الجديد" المعين في إيالة الجزائر من طرف الباب العالي في إسطنبول[4].

وكان "كارلوس الخامس" قد قام بإعادة إركاب جنوده لإجلائهم نحو فرنسا انطلاقا من أحد المرافئ المطلة على خليج الجزائر والقريبة من هذا الحصن بعد تحطم أسطوله خلال معركة الجزائر ما بين 21 و25 أكتوبر 1541م[5].

وتم إدراج "برج تامنتفوست" في برنامج ترميم البنايات التاريخية من طرف وزارة الثقافة الجزائرية ما بين سنتي 2002م و2005م بميزانية ترميم بلغت 8 ملايين دينار جزائري آنذاك[6].

المعارك

تم استهداف موقع "برج تامنتفوست" و"ميناء تامنتفوست" خلال أغلب "الحملات الأوروبية البحرية" على قصبة الجزائر أثناء حكم إيالة الجزائر والجزائر العثمانية[7].

ذلك أن المسافة البحرية المباشرة بين "برج تامنتفوست" و"برج عمار" تبلغ 15 كلم بما كان يجعل المدفعية الجزائرية تستطيع استهداف السفن الأجنبية على مرمى 7.5 كلم من البرجين في عرض البحر، وهذا هو سبب الاستهداف المتواصل لهذا الموقع في تامنتفوست.

الموقع

يقع "برج تامنتفوست" قرب ميناء تامنتفوست على الشريط الساحلي غير البعيد عن مصب وادي الحراش وتفصل بينه وبين قصبة الجزائر مسافة برية قدرها 28 كلم.

وهذا الموقع الرائع في الشريط الساحلي والواجهة البحرية على خليج الجزائر، يجعل منه موقعا استراتيجيا مقابلا للطريق السريع على مستوى بلديتي المرسى وبرج البحري[8].

يقع برج تامنتفوست على بعد 20 كلم إلى الشرق من مدينة الجزائر العاصمة، ويطل على البحر الأبيض المتوسط.[9].

ويقع هذا الحصن في ساحل سهل متيجة ومنطقة القبائل الزواوية[10].

الهندسة المعمارية

تتمثل الهندسة المعمارية لمبنى "برج تامنتفوست" من الخارج في هيكل حجري أساسه على شكل مضلع ثماني أضلاع وحجمه على شكل متوازي السطوح.

ويُعتبر هذا الحصن بشكله الخصوصي هذا وحيدا من نوعه في كامل المنطقة المغاربية.

ويُحاط هذا البرج التركي بخندق عمقه 3 أمتار يتم العبور فوقه من الناحية الجنوبية الشرقية عبر جسر متحرك للولوج إلى داخل الحصن.

طول هذا الجسر المتحرك هو 5 أمتار وعرضه 1.5 متر ويسمح بالتواصل بين الباب الخلفي وعمق الخندق.

وتتكون واجهة المبنى الرئيسية لهذا الحصن من ركح يقع وراء الجدران التي ترتفع إلى علو 9 أمتار.

وتتوسط هذه الجدران في أعلاها مجموعة من الأبراج الصغيرة حادة الزوايا ومغطاة متكونة من كوات.

يتميز الفناء العلوي الخارجي لهذا الحصن برواقه الدائري العريض.

أما بالنسبة لداخل الحصن فهو يتكون من طابق أرضي وفناء سفلي داخلي.

وتؤدي ردهة أو سقيفة هذا الطابق الأرضي، على شكل متاهة، إلى فناء مركزي عبر دهليز ذي أقواس معمدة ينفتح عليه مطبخ، وقاعة صلاة، وسجن، وحمام، ومخزن أسلحة.

تقع سلالم على يمين الدهليز ذي الأقواس المعمدة تسمح بالصعود إلى الفناء العلوي الخارجي الذي يوفر بنظرة بانورامية على رأس [[[تامنفوست|تامنتفوست]] وعلى خليج الجزائر.

وكان هذا الفناء العلوي الخارجي يحتوي على 22 مدفعا مرصوصة حوله لمواجهة الأساطيل البحرية الأجنبية المعادية ولحماية سفن الأسطول البحري الجزائري.

وتم وضع مدفع واحد على الضلع الذي يعلو باب مدخل الحصن، في حين أن 3 مدافع كانت موضوعة على كل ضلع من الضلوع السبعة المتبقية.

تصنيفه

تم تصنيف "برج تامنتفوست" ضمن الممتلكات الثقافية الجزائرية في سنة 1967م[20] · [21].

ومنذ ذلك الحين تم تسييج الحصن وترميمه دوريا واستغلاله في المناسبات الثقافية المختلفة[22] · [23].

وكانت الأمرية رقم 67-281 الصادرة بتاريخ 20 ديسمبر 1967م بعد الاستقلال الجزائري كفيلة بتقنين استكشاف وحماية الموروث الثقافي الجزائري بعد إعادة صياغة قوانين مرحلة الاحتلال الفرنسي للجزائر[24] · [25].

وظيفته

محجر بحري

كان "برج تامنتفوست" يُستعمل كمحجر بحري ما بين القرن السادس عشر والتاسع العشر الميلادي إلى غاية الاحتلال الفرنسي للجزائر.

مبايعة محمد بن زعموم

شهد "برج تامنتفوست" مجريات "مبايعة محمد بن زعموم" مع "علي ولد سي سعدي" من طرف المقاومة الشعبية في متيجة ومنطقة القبائل والتيطري مباشرة بعد سقوط مدينة الجزائر بتاريخ 5 جويلية 1830م وبدء الهجوم الفرنسي على منطقة البليدة[26].

وبدأت هذه الفترة المضطربة بسقوط الجزائر العاصمة مباشرة حيث ادعى المارشال دي بورمن أن بعض البدو استولوا على مواشي بعثها باي التيطري لتموين الجيش الفرنسي ليقوم بحملة على مدينة البليدة بتاريخ 23 جويلية 1830م[27].

فتقدم حوالي 1.000 من المشاة و300 من الفرسان مدعمين بالمدفعية، فنظم سكان البليدة كمينا للجيش الفرنسي حيث تظاهروا بالاستسلام وسمحوا للفرنسيين بالدخول دون مقاومة[28].

وفي صباح يوم 24 جويلية 1830م استغلوا تراخي الجيش الفرنسي ليشنوا هجوما من سفوح جبال شريعة ومن السهول المجاورة، وعلى حسب المصادر الفرنسية فإن الجنود الفرنسيين لم يتمكنوا من الخروج من أبواب "باب الجزائر" إلا منبطحين بعد أن خسروا 80 جنديا[29].

وترتب عن هذه المعركة نتائج مهمة تمثلت في :

  1. تخلي الاحتلال الفرنسي عن محاولة الخروج من الجزائر العاصمة.
  2. أعلن باي التيطري مصطفى بومرزاق استقلاله عن السلطة الفرنسية.
  3. عقد شيوخ القبائل والزوايا اجتماعا هاما في برج تامنتفوست بمنطقة برج البحري حيث قرروا توحيد المقاومة الشعبية تحت زعامة محمد بن زعموم وعلي ولد سي سعدي[30].

كانت خطة المقاومة الشعبية بقيادة "الأمير محمد بن زعموم" تقتضي إحكام حصار على الجيش الفرنسي في الجزائر العاصمة ومنعه من الخروج وقطع كل طرق الإمداد البرية عليه وقد تم تنفيذها بإحكام حتى أصبح وضع الفرنسيين صعبا، فبمجرد خروج جندي فرنسي من أسوار الجزائر العاصمة يُقتل وقد حاول "العقيد فريشفيل" (بالفرنسية: Frécheville)‏ الخروج فقُتل في الحراش[31].

متحف

تم تحويل "برج تامنتفوست" إلى متحف تاريخ تحت وصاية وزارة الثقافة الجزائرية بتاريخ 27 ماي 1999[32].

وقد تم تخصيص أربع قاعات حول فناء الطابق الأرضي في "برج تامنتفوست" من أجل عرض قطع أثرية تعود إلى ما عصر ما قبل التاريخ الميلادي والإمبراطورية الرومانية والمرحلة الإسلامية[33].

وتم توفير هذه القطع الأثرية من طرف إدارة المتحف الوطني باردو في الجزائر العاصمة بواسطة "الوكالة الوطنية لعلم الآثار وحماية المواقع والبنايات التاريخية" (بالفرنسية: Agence nationale d'archéologie et de la protection des sites et monuments historiques)‏[34].

ويُعتبر هذا الجذب السياحي بواسطة هذا المتحف مدعوما بميناء تامنتفوست الصغير في الجوار يسمح بترفيه السياح.

موقع أثري

قامت ولاية الجزائر بإطلاق برنامج تنقيب عن الآثار حول "برج تامنتفوست" خلال شهر أفريل 2015م على مساحة 117 هكتارا[35].

وتمثل مخطط التنقيب عن المدينة القديمة روسقونيا (باللاتينية: Rusguniae) حول الحصن في مشاركة علماء آثار من جامعة باب الزوار ومن الهيئات الثقافية الجزائرية الأخرى قصد كشف هذا الموروث التاريخي واستغلاله علميا وثقافيا وسياحيا[36].

مكتبة الصور

مراجع

  1. Histoire de Tamentfoust EX.La Perouse. | L'ALGERIE, SES COUTUMES, SA CULTURE, ET SES TRADITIONS - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. Historique - Agence de Promotion et de Protection du Littoral de la Wilaya d'Alger - تصفح: نسخة محفوظة 12 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
  3. La Pérouse,le fort,venis;http://alger-roi.fr - تصفح: نسخة محفوظة 02 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. Feuilles d'El-Djezaïr, Comité du Vieil Alger, tome I, Editions du Tell, Blida, 2003
  5. Timeline of Algiers | Wiki | Everipedia - تصفح: نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ( كتاب إلكتروني PDF ) https://web.archive.org/web/20190311135004/https://www.m-culture.gov.dz/mc2/pdf/Schema%20directeur%20des%20zones%20archeologiques%20et%20historiques.pdf. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 مارس 2019.
  7. Djazairess : Patrimoine : Visite du Bordj de Tamentfoust - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. Google Maps - تصفح: نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. "TerraServer – Viewer Aerial Photos & Satellite Images - The Leader In Online Imagery"27 avril 2016.
  10. "Panoramio - Photos of the World"27 avril 2016.
  11. "Bing"27 avril 2016.
  12. "Wikimapia - Let's describe the whole world!"27 avril 2016.
  13. http://www.arcgis.com/home/webmap/viewer.html?center=3.1434649,36.7348678&level=16&basemapUrl=http://services.arcgisonline.com/ArcGIS/rest/services/World_Imagery/MapServer/MapServer
  14. "OpenStreetMap"27 avril 2016.
  15. "Flash Earth"27 avril 2016.
  16. "Google Maps"23 mai 2016.
  17. "maps - Yahoo Search Results"27 avril 2016.
  18. "ScanEx Web Geomixer - просмотр карты"27 avril 2016.
  19. "HERE Maps - City and Country Maps - Driving Directions - Satellite Views - Routes"27 avril 2016.
  20. Djazairess : Des mesures d'urgence, mais pas suffisantes - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  21. WWW VL African Archaeology : Algérie, Ordonnance n°67-281 du 20 décembre 1967 - تصفح: نسخة محفوظة 23 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  22. Reporters - Filtrer les éléments par date : lundi, 14 avril 2014 - تصفح: نسخة محفوظة 12 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
  23. ( كتاب إلكتروني PDF ) https://web.archive.org/web/20161202035135/https://www.unodc.org/res/cld/document/dza/ordonnance-67-281_html/Algeria_Ordonnance_67-281.pdf. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 2 ديسمبر 2016.
  24. https://web.archive.org/web/20161201215017/http://journals.ub.uni-heidelberg.de/index.php/heritage/article/download/21064/14833. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2016.
  25. Ordonnance 67-281 du 20 décembre 1967 - تصفح: نسخة محفوظة 31 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. سلسلة من ذكريات الأيام 1827 - 1899. - منتديات الشروق أونلاين - تصفح: نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  27. جزايرس : أحداث تاريخية وشهادات واقعية يسردها المؤلف محمد الشريف : ولد الحسين في كتابه من المقاومة إلى الحرب من أجل الاستقلال1830 -1962 - تصفح: نسخة محفوظة 01 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  28. Djazairess : Histoire : congrès de Tamenfoust - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  29. Charles André Julien, Histoire de l'Algérie contemporaine, P.U.F., Paris 1964, ص. 61
  30. منتديات ستار تايمز - تصفح: نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  31. منتديات ستار تايمز - تصفح: نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  32. Dix lieux incontournables à découvrir, à Alger et ailleurs | Info & Actualités depuis 2007 - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  33. Dix lieux incontournables à découvrir, à Alger et ailleurs - تصفح: نسخة محفوظة 12 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
  34. VITAMINEDZ - Source d'énergie locale - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  35. Djazairess : L'antique Rusguniae renaît progressivement de ses cendres - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  36. 1tamentfoust-un-patrimoine-historique-precieux-et-meconnu-cmigrator-copy-1 | grand-angle-cmigrator-copy-1 - تصفح: نسخة محفوظة 12 2يناير6 على موقع واي باك مشين.

مقالات ذات صلة

مواضيع ذات صلة

فيديوهات

موسوعات ذات صلة :