جماجم العرب الكبرى، هو مصطلح يطلق على مجموعة من قبائل شبه الجزيرة العربية والتي توصف في العرف التقليدي بالقوة والكثرة والغلبة والشرف، تفرعت منهم عدد من البطون التي أصبحت فيما بعد قبائل مستقلة لها منازلها وشرفها وقوتها، وأصبحت القبائل المتفرعة تنتسب إلى اسم أبيها المشترك بدلاً من القبيلة التي خرجت منها، مثلاً؛ قريش تنتسب إلى جدها قريش بن كنانة بـ "القُرشي" بعد أن كانت في بادئ أمرها إلى كنانة.
معنى جماجم العرب
سُميت الجماجم جماجماً لأنها تتفرع من كُلِّ وَاحدةٍ منها قبائل اكتفت بأسمائها دون الانتساب إليها فصارت كأنها جَسَد قائم وكلّ عُضو منها مُكْتَفٍ باسمه مَعروف بموضعه وتاريخه واسم النسبة إليه.[1]
وأيضًا من معاني الجمجمة لدى العرب سادات القوم ورؤسائهم وأغلبهم، فيقول اللغوي والنحوي ابن بَرّي: «والجمجمة رؤساء القوم. وجماجم القوم: ساداتهم» [2]، ونقل ابن منظور في لسان العرب: «وجماجم العرب رؤساؤهم، وكل بني أب لهم عز وشرف فهم جمجمة. والجمجمة: أربع قبائل، بين كل قبيلتين شأن..[2]»
قائمة الجماجم
الاختلاف حول الجماجم وعددها
اختلف الناس والمؤرخين حول الجماجم وعددها، منهم من قال أربعة هُن؛ بنو كلب بن وبرة بن تغلب، وطيء بن أدد، وبنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة من تميم، وبني عامر بن صعصعة من هوازن، ويقول جواد علي بعد أن أضاف أسماء القبائل الأربعة:
" | وذُكِر أن "الجماجم" السادات والرؤساء، وأن القبائل المذكورة كانت من جماجم القبائل، أي: من رؤسائها، وقد دُعيت بـ"جماجم"؛ لأنها بمنزلة جمجمة الرأس بالنسبة للإنسان, أي: إن هذه القبائل من القبائل الرئيسة عند الجاهليين.[4] | " |
وقال بعضهم أنَّ الأربعة المقصودات بالكثرة هُن بنو شيبان ابن ثعلبة، وبنو جشم بن بكر، وبني عامر بن صعصعة من هوازن، وبنو حنظلة بن مالك من تميم. حيثُ قال القدامى عن هذه القبائل الأربعة: «جاء الإسلام وأربعة أحياء قد غلبوا الناس كثرة: شيبان ابن ثعلبة، وجشم بن بكر، يعني: بكر بن تغلب، وعامر بن صعصعة وحنظلة بن مالك، فلما جاء الإسلام خمد حيان وطما حيان بنو شيبان، وعامر بن صعصعة، وخمد جشم وحنظلة..»، يعنون في الجاهلية كانت القبائل الأربعة ستغلب العرب في كثرتها وقوتها فلمّا بُعِث النبي محمد خمدت قوة جشم وحنظلة بينما زادت قوة وكثرة شيبان وبني عامر بن صعصعة من هوازن.[5]
وأما القول الأشهر هو أنهُن ثمانية وزادها البعض واحدة فأصبحت تسعة، والثمانية هُن ستة في عدنان واثنتين في قحطان، والعدنانية؛ منهن أربعة في مضر، اثنتين في قيس عيلان: غطفان وهوازن. واثنتين في خندف: كنانة وتميم. واثنتين في ربيعة بن نزار: بكر بن وائل وعبد القيس. واثنتين في القبائل القحطانية: مذحج وقضاعة. وأما الزائدة فهي الأزد. ونقل ابن عبد ربه الجماجم الثمانية [1]، بينما أضاف الحازمي الهمداني الأزد لهن حيثُ قال:
" | وأمَّا الجماجم فاثنتان في ربيعة، وأربع في مضر، وثلاث في اليمن.
فجماجم مضر: غطفان بن سعد قيس عيلان، وهوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، وتميم بن مرّ بن أُد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وكنانة بن مدركة بن خزيمة بن إلياس بن مضر. وجماجم ربيعة: بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعميّ بن جديلة ابن أسد بن ربيعة، وعبد القيس بن أفصى بن دعميّ. وجماجم اليمن: مذحج واسمه مالك بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، والأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أُدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وأسمه يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وقضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ.[3] |
" |
جماجم العرب في الحديث والأثار
روى المحدِّثين قولاً منسوب لحفيد النبي الحسن بن علي بن أبي طالب أنّه قال عن تركه للخلافة: «كانت جماجمُ العربِ بيدي يُسالِمُونَ مَن سالمتُ ويُحَارِبُونَ مَن حاربتُ فتركْتُها ابتِغاءَ وجهِ الله وحقنِ دِماءِ المسلمين.[6]»
مقالات ذات صلة
مراجع
- تفسير الأرحاء والجماجم - كتاب: العقد الفريد لابن عبد ربه - تصفح: الفريد **/ تفسير الأرحاء والجماجم /i62&d59694&c&p1 نسخة محفوظة 3 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- جمم - لسان العرب - تصفح: نسخة محفوظة 12 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب - الجزء الأول ص 5 - تصفح: نسخة محفوظة 07 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - (7/334) - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الديباج لأبي عبيدة - الجزء الأول ص 20 - تصفح: نسخة محفوظة 17 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- رقم الحديث: (106) - كتاب الذرية الطاهرة النبوية - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.