الرئيسيةعريقبحث

عبد الرحمن السقاف

جد آل السقاف

☰ جدول المحتويات


عبد الرحمن السقاف (739 - 819 هـ) شيخ ثري ومُرشد اجتماعي من آل بيت رسول الله . عمل بالزراعة، وله العديد من الأعمال الخيرية والمجاهدات السلوكية، من بناء المساجد وقراءة القرآن ومجالس الذكر. وإليه تنسب الحضرة المعروفة بـ(حضرة السقاف). ولقب بـ"السقاف" لأنه سقف على أولياء زمانه بحاله أي علا عليهم وارتفع فصار كالسقف للبيت لهم. وإليه يرجع جميع آل السقاف العلويين.

عبد الرحمن السقاف
معلومات شخصية
الميلاد 739 هـ
تريم،  اليمن
الوفاة 7 شعبان 819 هـ
تريم،  اليمن
مكان الدفن مقبرة زنبل
مواطنة سلطنة آل يماني
اللقب السقاف
المقدم الثاني
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي الشافعي
العقيدة أهل السنة والجماعة
أبناء عمر المحضار 
الأب محمد مولى الدويلة 
عائلة آل باعلوي
الحياة العملية
المهنة مزارع
سبب الشهرة جد آل السقاف

نسبه

عبد الرحمن بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب، والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد .

فهو الحفيد 20 لرسول الله محمد في سلسلة نسبه.

مولده ونشأته

ولد بمدينة تريم بحضرموت سنة 739 هـ، ووالدته هي عائشة بنت أبي بكر بن أحمد بن الفقيه المقدم. وكانت نشأته منذ نعومة أظفاره وهو بين سماع القرآن وعلوم الشريعة في المنزل والمجالس والحلقات، فحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد بن محمد الخطيب، وأتقن علوم القرآن والتجويد، وحقق جميع المتون الفقهية واللغوية، وكبُر حرصه على الأعمال الصالحة مبكرًا، ولازم المطالعات والمراجعات وتحقيق العلوم، وخاصة في مجالس والده، فكانت مؤلفات العلوم كلها في حوزة والده وجملة من مشايخه، حتى قيل أنه كاد أن يحفظ «الوجيز» و«المهذب» لكثرة تردادهما ومطالعتهما وحضور مجالس تقريرهما. وقد قرأ غيرهما من كتب الرقائق، مع كتب أخر في أنواع العلوم، مع إتقان وتجويد، وتحقيق وتدقيق في العلم والعمل بها.

شيوخه

كان لعناية الشيوخ الأكابر أثر عظيم في حياته، فمنهم تشكلت فهومه ومعارفه، وعنهم تفتحت مواهبه واستعداداته، فقد ارتحل لطلب العلم إلى شبام ودوعن ووادي عمد والغيل وبروم وعدن، ثم عاد في آخر المطاف إلى تريم. ونذكر هنا بعض من أخذ عنهم وانتفع بهم من تريم وخارجها:[1]

  • والده محمد بن علي مولى الدويلة
  • محمد بن علوي صاحب العمائم
  • أحمد بن محمد الخطيب
  • علي بن سالم التريمي
  • علي بن سعيد باصليب
  • عبد الله بن طاهر الدوعني
  • أبو بكر بن عيسى بايزيد
  • محمد بن سعد باشكيل
  • محمد بن أبي بكر باعباد
  • مزاحم بن أحمد باجابر
  • عمر بن سعيد باجابر
  • محمد بن سعيد كِبَّن

تلاميذه

وتلقى عنه تلاميذ كان لهم شأن في المجتمع، منهم أولاده، وأولاد أخيه، وغيرهم من أشهرهم:[1]

  • محمد بن حسن جمل الليل
  • محمد بن علي مولى عيديد
  • عبد الرحمن بن محمد الخطيب
  • محمد بن عبد الرحمن بن محمد الخطيب
  • أحمد بن عمر صاحب المصف
  • سعد بن علي مذحج
  • عبد الرحيم بن علي الخطيب
  • علي بن محمد الخطيب
  • شعيب بن عبد الله الخطيب
  • عبد الله بن محمد باشراحيل
  • عبد الله بن أحمد العمودي
  • أحمد بن أبي بكر باحرمي
  • عبد الله بن إبراهيم باحرمي
  • علي بن أحمد بن علي بن مسلم
  • محمد بن معافى
  • عبد الله بن نافع بامنذر
  • عيسى بن عمر بن بهلول
  • أحمد بن علي الحباني
  • سعد بن عبد الله باعنتر
  • محمد بن سعيد المغربي
  • محمد بن أحمد العمري

أحواله وأعماله

ورد في كتب التراجم عن مجاهداته في أول سلوكه أنه بلغ الغاية في حفظ الأوقات، والتقلل من المباحات، وكثرة الصوم والعبادات، حتى إنّ ورده من آخر الليل في قراءة القرآن بلغ في صلاته بمقدار مصحفين كل يوم، حيث يخرج إلى شعب النعير للتهجد، ثم صار حاله فيما بعد يقرأ أربع ختمات بالنهار وأربعًا بالليل، قال عنه تلميذه علي بن محمد الخطيب: "كان الشيخ عبد الرحمن يقرأ هؤلاء الختمات المذكورات أربعًا بالليل وأربع بالنهار، ختمتان بعد صلاة الصبح إلى وقت الظهر، وختمة فيما بين الظهر والعصر يقرؤها في ركعتين، وختمة بعد صلاة العصر، وكان يُرى بالليل كأنه أسطوانة من كثرة القيام". وكان يكره الشهرة أشد الكراهة ويميل إلى العزلة والبعد عن الناس، وقد يختار الذهاب إلى شعب نبي الله هود حاملا كتبه وأوراده وقليلا من الزاد، فيمكث من الزمان شهرًا أو زيادة.

وكان يميل إلى العمل اليدوي والزراعة على عادة أهله وسلفه، وله نخل كثير غرسه في تريم والمسيلة وغيرها، وكان إذا غرس نخلة يقرأ عند غرسها سورة ياسين، أما في أرضه المسماة "باحبيشي" فكان بعد تمام كل غرسة يقرأ ختمة كاملة، ثم جعل ذلك صدقة على الموجودين من أولاده، على أن يقرأوا ويهللوا ويسبحوا الله كل ليلة بعدد معلوم، ثم يهبون ثواب ذلك إلى روحه بعد موته. ومن مشاريعه الخيرة بناؤه لعشرة مساجد في أنحاء متفرقة من حضرموت، ووقف على كل مسجد ما يقوم بحقه من عقار وأرض، ولازال من مساجده مسجده المعروف بـ(مسجد السقاف) بتريم وهو أول مسجد بناه سنة 768 هـ، وفيه تقام الحضرة الأسبوعية المنسوبة إليه، وتقام فيه أيضًا حلقات تحفيظ القرآن، وكان السيد محمد بن علوي العيدروس المعروف بسعد أحد أئمة المسجد والقائمين عليه سابقًا.

وكان من مهماته في أخريات عمره الاشتغال بترسيخ قواعد الطريق لمدرسة حضرموت، حتى ترسخ علمًا وعملًا وعادات وعبادات في نفوس الأتباع، رغبةً منه في تفرد مدرسة حضرموت على ذات النمط الذي اختاره الفقيه المقدم، ولهذا لقب بـ"المقدم الثاني".

حضرة السقاف

من المعلوم عند مشايخ التصوف أن "الحضرة" هي إحدى مجالس الذكر التي تشتمل على تحريك المريدين والحاضرين بوجدان وذوق يخرجهم حسب استعداداتهم عن مألوف العادة للطبع البشري، كجزء من ترويح النفس وترويضها على الذكر والاستغراق فيه. فقد كان الشيخ عبد الرحمن السقاف يجلس في مسجده بعد العشاء ليلتي الخميس والاثنين لإقامة الحضرة، وتسمى ليلة الراتب. تبدأ الحضرة بالفاتحة، ثم بالتهليل بإيقاع خاص، ثم ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ۝180وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ۝181وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۝182﴾ [37:180—182]، ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [33:56]، ثم فاتحة أخرى. ويبدأ الإنشاد بقصائد السلف حسب الترتيبات المعتادة للحضرة، وغالب القصائد المنشدة ذات نمط حميني خالية من التكلف، حاوية على تحريك الوجدان الذوقي، وربط السامع بمقامات ومراتب الأولياء الصالحين ومشايخ الطريق، وذكر تريم ومعاهدها وقواعدها الروحية، وقد أضيفت بعد الشيخ عبد الرحمن تراتيب وقصائد أخرى لأولاده ولبعض رجال الذوق، وقد جمع السيد عبد الرحمن بن محمد المشهور كافة تراتيب الحضرة في كتاب خاص سماه «المنهل العجيب الصاف في فضل وكيفية حضرة الشيخ عبد الرحمن السقاف».

ذريته

كان الشيخ عبد الرحمن كثير التزوج، وجمع في عقده أربع نسوة، وكان يرى في كثرة التزوج تفريغ البال عن شواغل الجسد، والتفرغ لمطالب الروح، وجمع القلب على مراد الله في الذات، وكان له نساء من خارج تريم، وبعضهن من تريم. وخلف من الأولاد ثلاثة عشر ابنًا وسبع بنات. فالبنات: مريم، وفاطمة، وبهية، وأسماء، وعائشة، وعلوية السوم، وعلوية القارة. والبنون: عمر المحضار، ومحمد، وأحمد، وجعفر، وحسن، وشيخ، وهم مقلون وقد انقرض عقبهم من البنين، والعقب للشيخ عبد الرحمن السقاف في سبعة هم: أبو بكر السكران، وعلي، وعلوي، وعبد الله، وعقيل، وإبراهيم، وحسين.[2]

وفاته

توفي بتريم في يوم الخميس السابع من شهر شعبان سنة 819 هـ، ودفن في مقبرة زنبل بين أهله وأسلافه.

المراجع

اقتباسات

  1. الشلي, محمد بن أبي بكر (1319 هـ). "المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل باعلوي" ( كتاب إلكتروني PDF ). الجزء الأول. صفحة 141 - 146. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 31 مايو 2019.
  2. المشهور, عبد الرحمن بن محمد (1404 هـ). "شمس الظهيرة". الجزء الأول. جدة، المملكة العربية السعودية: عالم المعرفة. صفحة 83 - 86. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2018.

موسوعات ذات صلة :