الرئيسيةعريقبحث

علي بن أبي بكر السكران

شيخ وشاعر متصوف

☰ جدول المحتويات


علي بن أبي بكر السكران (818 - 895 هـ) إمام وشيخ متصوف من أعيان علماء حضرموت في زمانه. وهو شاعر وجداني مكثر، وأكثر شعره صوفي المنحى في التأمل بالله وفي مدح الرسول. له مسجد مشهور بمدينة تريم أوقف عليه أوقافًا كبيرة، وكان يقضي أيامه في أعمال البر وخدمة المجتمع. و"السكران" لقب لوالده أطلق عليه لما يعتريه من الأحوال وشدة التأثر في العبادة التي تجعل من يراه يظنه سكران.[1]

علي بن أبي بكر السكران
معلومات شخصية
الميلاد 818 هـ
تريم،  اليمن
الوفاة 12 محرم 895 هـ
تريم،  اليمن
مكان الدفن مقبرة زنبل
مواطنة سلطنة آل يماني 
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي الشافعي
العقيدة أهل السنة والجماعة
أخوة وأخوات
عائلة آل باعلوي

نسبه

علي بن أبي بكر السكران بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب، والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد .

فهو الحفيد 22 لرسول الله محمد في سلسلة نسبه.

مولده ونشأته

ولد ببلدة تريم في حضرموت سنة 818 هـ، ووالدته مريم بنت أحمد بن محمد بارشيد. توفي جده وهو ابن سنة، وتوفي والده وهو ابن ثلاث سنوات، فنشأ تحت رعاية أخيه عبد الله العيدروس، وعمه عمر المحضار، وتلقى عن نوابغ العلماء في تريم وفيهم الصلحاء وأكابر المجتهدين في ذلك العصر. حفظ القرآن الكريم وتلاه بالتجويد، وأحكم قراءة الشيخين أبي عمرو ونافع، وحفظ «الحاوي الصغير» للقزويني في الفقه، و«الحاوي» في النحو، وعدة متون في كثير من الفنون. وكان كثير الاعتناء بكتاب «تحفة المتعبد» والعمل بما فيه، وبكتب الإمام الغزالي لاسيما كتاب «إحياء علوم الدين» فقد قرأه على أخيه عبد الله العيدروس خمسًا وعشرين مرة، وعند ختمه في كل مرة يصنع له أخوه وليمة للطلبة والفقراء.[2]

شيوخه

رحل إلى الشحر والغيل ومكث هناك أربع سنين، يقرأ على الفقهاء ويستزيد من علومهم، ثم رحل إلى عدن وزبيد وأخذ من علمائها، ثم إلى الحرمين الشريفين عام 849 هـ، فحج واعتمر وزار جده وأخذ عن كثير من العلماء هناك، ثم عاد إلى تريم. فمن مشايخه الذين أخذ عنهم:[3]

تلاميذه

ولما قدم تريم نصب نفسه للتدريس والإفتاء والإلباس والتحكيم، فأخذ عنه كثيرون في عدة فنون منهم أولاده، ومنهم:

  • عمر بن عبد الرحمن صاحب الحمراء
  • ابن أخيه أبو بكر بن عبد الله العدني
  • محمد بن عبد الرحمن الأسقع
  • أحمد بن عبد الله شنبل
  • محمد بن أحمد باجرفيل
  • قاسم بن محمد العراقي
  • محمد بن سهل باقشير
  • محمد بن عبد الرحمن باصهي

من كلامه

وله كلام نفيس في علم الطريقة والحقيقة، منه:

  • وافِقِ الكل، واجعل النية مع الله.
  • عوّد نفسك التغافل؛ فإن مدار مصالح أهل الزمان عليه.
  • القَبول من الله أقرب إلى سليم الجنان، من فصيح المنطق وبليغ اللسان.
  • تعليم الصبي على يد غير أبيه أولى؛ لأن تعليم الأب للابن يورث الغلظة، فيتولد منه العقوق.
  • الأدب الباطن له تأثير كما أن الأدب الظاهر له تأثير، فإذا أحدث ابن آدم معصية نفرت منه القلوب، ثم إذا ندم أثر ندمه في قلوب الناس، فترجع وتميل إليه، والندم هذا ضروري.

من شعره

وإذا ألقينا نظرة على شعره نجد فيه العواطف القومية، ولا يتخطى الجو الصوفي، ونعرض هنا نموذجا منه بقطع من مطولات:[4]

في الكون وعجائبه
سبحان من فطر الكونين مقتدراوشق رتقهما في الروح والصور
وأحكم الكل في إتقان صنعتهوأحسن الخلق والإبداع في الفطر
وزين الكون في ترتيب محكمهكنظم عقد من الياقوت والدرر
وانظر عجائبه تشهد لموجدهمنطوق ذراته في كل منتشر
لا يشهد الكون إلا من مكونهولا الوجود سوى جود لمقتدر
إن تملت في الكون آيات موسعةيطول مجموعها في مشهد النظر
فارجع لأنموذج يحكي عجائبهاويشهد الكون في المأثور والأثر
فقد طوى الكون رب في عوالمهبكل أسراره في الهيكل البشري
وقد توسع في أنوار جوهرهووسع أسراه في الجوهر الخطر
ومن تمكن في هذا رأى عجبافي كل كليه والجزء والثمر
منظر قومي
فأعظم بسادات حووا في انتسابهمعلى شرفي مجد يطول ويكبر
بنو علوي الأكرمون بهم علتتريم ومن فيها يعز ويفخر
محبهم والجار يسمو بفضلهموفضل نداهم للأباعد يغمر
وأسرارهم تمتد من بحر أحمدإلى جاههم أم البرايا وكبروا
في العلم
بالعلم يعلو الورى مجدا ويفتخروينبت الخير والأنوار تنتشر
فالعلم أس أصول المجد أجمعهاوفضله ليس يحصيه لنا بشر
لا غنية عنه في الدنيا وآخرةفالعلم للقلب غيث هاطل غمر
تحيى القلوب بفيض العلم زاكيةبكل فضل ومجد ياله ثمر
يحكي رياضا زهت في حسن بهجتهامطولة في الضحى أغصانها الخضر
لا فخر كالعلم فيه كل منفعةوفضله في كلا الدارين منتشر
والجهل داء عضال مهلك وبهلا شك يدرس رسم الخير والأثر
كم فوت الجهل للسادات من خبروكنز علم وآيات بها اشتهروا


مؤلفاته

وصفه جماعة من العلماء بحسن التصنيف والملاحة وحسن التعبير وكمال الفصاحة. ومؤلفاته عديدة في مواضيع مختلفة، في تكبيرة الإحرام والاستفتاح والتعوذ والبسملة، وكذا في النكاح وفي قواعد النحو وعلم الميقات، وله وصية نافعة في الحث والتقوى والاعتناء بتحصيل الفضائل والفواضل، ومن مصنفاته أيضا:

  • «معارج الهداية إلى ذوق جنى المعاملة في النهاية»
  • «البرقة المشيقة في ذكر الخرقة الأنيقة وشيوخ الطريقة»
  • «الدر المدهش البهي في مناقب الشيخ سعد بن علي المذحجي»
  • ديوان شعر أكثره في علوم الصوفية وفي الحضرات الربانية

ذريته

له سبعة بنين وخمس بنات، فأما البنات: بهية، وعلوية، ورقية، ومريم، وعائشة، والبنون: عبد الرحمن، ومحمد، وعمر، وعبد الله، وعلوي، وحسن، وأبو بكر.[5]

وفاته

توفي بتريم في الثاني عشر من شهر محرم سنة 895 هـ، وقُبر بجانب عمه المحضار في مقبرة زنبل.

المراجع

اقتباسات

  1. الزركلي, خير الدين (2002 م). "الأعلام". الجزء الرابع. بيروت، لبنان: دار العلم للملايين. صفحة 267.
  2. الحبشي, أحمد بن زين. "شرح العينية". سنغافورة: مطبعة كرجاي المحدودة. صفحة 200 - 202.
  3. الحبشي, عيدروس بن عمر (1430 هـ). "عقد اليواقيت الجوهرية". الجزء الثاني. تريم، اليمن: دار العلم والدعوة. صفحة 980 - 983.
  4. السقاف, عبد الله بن محمد (1356 هـ). "تاريخ الشعراء الحضرميين". الجزء الأول. القاهرة، مصر: مطبعة حجازي. صفحة 78 - 86.
  5. المشهور, عبد الرحمن بن محمد (1404 هـ). "شمس الظهيرة". الجزء الأول. جدة، المملكة العربية السعودية: عالم المعرفة. صفحة 130.

موسوعات ذات صلة :