عملية بارباروسا (بالألمانية: Unternehmen Barbarossa) هو الاسم الرمزي الذي أطلقته دول المحور على عملية غزو الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، بدأ الهجوم في 22 يونيو 1941 بمشاركة 4.5 مليون جندي من قوات المحور على جبهة بطول 2,900 كم. سميت العملية باسم بارباروسا نسبة إلى الإمبراطور الألماني فريدريك الأول بربروسا حيث تقول الأسطورة أن بربروسا سيستيقظ من سباته وينقذ ألمانيا حينما تحتاجه. شكلت عملية بارباروسا الجزء الأكبر من معارك الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية.
عملية بارباروسا | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب العالمية الثانية | |||||||
باتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار: جنود ألمان يتقدمون شمال روسيا، فريق قاذفي لهب ألمان في الاتحاد السوفيتي، طائرات إليوشن إل-2 السوفيتية تحلق فوق المواقع الألمانية قرب معركة موسكو، أسرى حرب سوفييت في طريقهم إلى معسكرات السجون الألمانية، جنود سوفييت يطلقون نيران المدفعية على المواقع الألمانية.
| |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
الاتحاد السوفيتي | |||||||
القادة | |||||||
الوحدات | |||||||
القوة | |||||||
قوة خط المواجهة (مبدئيا) | قوة خط المواجهة (مبدئيا) | ||||||
الخسائر | |||||||
اجمالي الخسائر العسكرية: 1,000,000+ |
اجمالي الخسائر العسكرية: 4,973,820 |
ترجع جذور العملية إلى أهداف أيديولوجية لألمانيا النازية بالاستيلاء على غرب الاتحاد السوفيتي واستيطان الألمان فيه واستخدام السلاف عبيد سخرة للعمل في المجهود الحربي لقوات المحور، والاستيلاء على احتياطي النفط من القوقاز والموارد الزراعية من الأراضي السوفياتية.[18]
وفي العامين اللذين سبقا الغزو، وقعت ألمانيا والاتحاد السوفياتي اتفاقيات سياسية واقتصادية لأغراض استراتيجية. ومع ذلك فقد بدأت القيادة العليا للجيوش الألمانية بالتخطيط لغزو الاتحاد السوفياتي في يوليو 1940 بإسم عملية أوتو التي وافق عليها أدولف هتلر في 18 ديسمبر 1940. على مدار فترة العملية فقد غزا غربي الاتحاد السوفييتي حوالي أربعة ملايين جندي من قوات المحور في أضخم حملة عسكرية في تاريخ الحروب بجبهة طولها 2,900 كيلومتر (1,800 mi). وبالاضافة إلى ذلك فقد استخدم الفيرماخت حوالى 600 ألف عربة وما بين 600-700 ألف حصان للعمليات غير القتالية. وشهد الهجوم تصعيدا للحرب سواء جغرافيا أو في تشكيل جبهة الحلفاء.
بالبداية تمكنت القوات الألمانية على الصعيد العسكري من تحقيق انتصارات كبرى بحيث تمكنت من احتلال بعض أهم المناطق الاقتصادية للاتحاد السوفييتي خاصة في الجمهورية الأوكرانية السوفيتية الاشتراكية مما ألحق بالعدو خسائر فادحة وثقيلة. ولكن وبالرغم من نجاحات قوات المحور، إلا أن الهجوم الألماني قد توقف في معركة موسكو، وبعد ذلك دفعت القوات السوفياتية بهجوم شتوي مضاد القوات الألمانية. فصد الجيش الأحمر أقوى ضربات الفيرماخت وأجبر الألمان الذين هم غير مستعدين لحرب استنزاف. فلم يتمكن الفيرماخت مرة أخرى من تنظيم هجوم شامل على طول الجبهة الاستراتيجية للسوفييت. فأدى فشل العملية بهتلر للمطالبة بمزيد من العمليات ذات النطاق المحدود داخل الاتحاد السوفيتي، مثل العملية الزرقاء في عام 1942 وعملية القلعة في عام 1943 - وكلها فشلت في نهاية المطاف.
ساهم فشل عملية بارباروسا بتحول في مصير الرايخ الثالث[19]. وذلك أن انهيار العملية قد فتح على الألمان الجبهة الشرقية التي اشتركت فيها عدد من الجيوش أكثر من أي حرب أخرى في التاريخ. وأضحت تلك الجبهة مسرحا لأضخم المعارك وارتكبت فيها أفظع الاعمال الوحشية وتمت فيها أعلى عدد من الخسائر البشرية في صفوف وحدات السوفييت والمحور على حد سواء مما أثر في مسار الحرب العالمية الثانية ومن بعده تاريخ القرن العشرين. فالجيوش الألمانية قد أسرت 5.5 مليون من جنود الجيش الأحمر، ولكنها حرمتهم من الحماية التي تكفلتها اتفاقيات لاهاي ومعاهدة جنيف لسنة 1929. مات معظم أسرى الحرب من الجيش الأحمر بسبب تعمد النازيون قتلهم أو تجويعهم حتى الموت، فتعرض "لخطة الجوع" 3.3 مليون سجين بالإضافة إلى عدد كبير من المدنيين كانت ألمانيا تهدف إلى الاستعاضة عن عدد كبير من السكان السلاف واسكان مستوطنين ألمان[20]. قتلت فرق الموت النازية (أينزاتسغروبن) وعمليات الغاز أكثر من مليون من المدنيين السوفييت من يهود وغجر ومفوضين سياسيين سوفيت وعرقيات أخرى[21].
البداية
سياسة ألمانيا النازية العنصرية
- مقالة مفصلة: سياسة ألمانيا النازية العنصرية
ذكر أدولف هتلر في كتابه كفاحي أوائل سنة 1925 أنه سيغزو الاتحاد السوفيتي مؤكدا أن الشعب الألماني بحاجة لتأمين ليبنسراوم (بالألمانية: Lebensraum) أي بحاجة لمجال حيوي" بعبارة أخرى (أرض ومواد خام) لضمان بقاء ألمانيا للأجيال القادمة[22]. وأخبر هتلر قادة جيشه في 10 فبراير 1939 بأن الحرب المقبلة ستكون "حرب بين الشعوب والأعراق". وما أن بدأت الحرب العالمية الثانية حتى أعلن هتلر في 23 نوفمبر أن "الحرب العرقية قد اندلعت وأنها ستحدد من سيحكم أوروبا ومعها العالم[23]". فقد صورت الدعاية النازية أن من يسكن الاتحاد السوفيتي (وجميع أوروبا الشرقية) هم شعوب أدنى من الآريين ويحكمها بلاشفة يهود متآمرون[24]. وادعى هتلر في كتابه كفاحي أن مصير ألمانيا هو "بالتحول جهة الشرق" كما جرى قبل ستمائة عام "(انظر التوسع الألماني الشرقي)[25]. وبناء على ذلك كانت سياسة النازية تهدف بوضوح إلى قتل وترحيل واستعباد الروس وغيرهم من السكان السلافيين وإعادة إسكان الألمان محلهم وقد سميت هذه السياسة "خطة الشرق العامة"[26]. إن اعتقاد الألمان بتفوقهم العرقي واضح في السجلات الألمانية الرسمية ويمكن تمييزها في المقالات العلمية الزائفة في الدوريات الألمانية في ذلك الوقت، والتي تناولت مواضيع مثل "كيفية التعامل مع السكان الأجانب"[27] التي ذكرت بشكل تفصيلي في "مجلد غورينغ الأخضر" كما أن سياسة النازية هدفت إلى استئصال السكان المتحضرين من الأراضي التي يتم غزوها عن طريق المجاعة مما يؤدي إلى خلق فائض زراعي لتزويد ألمانيا بالغذاء وكذلك إسكان الألمان الذين يعتبرون أعلى شأنا محلهم.
بينما يميل كبار المؤرخين إلى تأكيد فكرة نظافة الفيرماخت إلا أن المؤرخ يورغن فورستر ذكر: "في الواقع كان القادة العسكريون قد أدخلوا في صراع ذي طابع أيديولوجي وساهموا بتنفيذه لأنهم مشاركون راغبون بذلك"[23]. لذلك فإن القوات الألمانية قد لقنوا تلقينا قويا قبل وأثناء غزو الاتحاد السوفييتي بأيديولوجية مناهضة للبلشفية ومعادية للسامية والمضادة للسلافية عبر الأفلام والإذاعة والمحاضرات والكتب والمنشورات[28]. وقد شبه هتلر القوات السوفييتية بقوات جنكيز خان أثناء مقابلته القائد العسكري الكرواتي سلافكو كفاترنيك قائلا: إن "العرق المنغولي" هدد أوروبا[29]. وعند الغزو طلب ضباط الفيرماخت من جنودهم استهداف الناس الذين وصفوا بأنهم "بلاشفة يهود دونيين" و"بقايا مغول" و"فيضانات آسيوية" و"وحوش حمراء"[30]. وقد صورت الدعاية النازية الحرب ضد الاتحاد السوفيتي على أنها حرب أيديولوجية بين الاشتراكية الوطنية الألمانية والبلشفية اليهودية وأنها حرب عنصرية بين الألمان واليهود والغجر والسلاف الدونيين[31]. وهناك "أمر من الفوهرر" لفرق الموت النازية (أينزاتسغروبن) بإعدام جميع الموظفين السوفييت الدونيين "من الآسيويين والغجر واليهود[32]". ونظرت القوات الألمانية إلى الحرب من منظور نازي وعدوا أعدائهم السوفييت بأنهم دون البشر[33].
وعندما بدأت الحرب حظر النازيون العلاقات الجنسية بين الألمان والعمال العبيد الأجانب[34]. وكانت هناك لوائح صدرت ضد العمال الشرقيين (بالألمانية: Ostarbeiter) شملت عقوبة الإعدام للعلاقات الجنسية مع ألمانية[35]. وكتب هاينريش هيملر في مذكرته السرية تأملات حول معاملة شعوب الأعراق الغريبة في الشرق (بتاريخ 25 مايو 1940) والخطوط العريضة لخطط مستقبلية للسكان غير الألمان في الشرق[36]. ويعتقد هيملر أن عملية الصبغة الألمانية في أوروبا الشرقية ستكون كاملة عندما "يسكن الشرق فقط أشخاص ذووا دم ألماني جرماني حقيقي"[37].
وقد دعا المخطط النازي السري "خطة الشرق العامة" الذي أعد في 1941 وأعتمد في 1942 إلى إقامة نظام جديد للعلاقات الإثنية في الأراضي التي احتلتها ألمانيا النازية من أوروبا الشرقية. وصورت الخطة التطهير العرقي والإعدام واسترقاق الأغلبية الساحقة من سكان المقاطعات التي غزتها مع نسب مختلفة صغيرة جدا من شعوب عدة أن تخضع للألمنة أو الطرد إلى الداخل الروسي أو مصائر الأخرى. والأثر الصافي لهذه الخطة هو ضمان إضفاء الطابع الألماني على الأراضي المحتلة. وقد قسمت إلى جزأين: الخطة الصغيرة التي شملت الإجراءات التي يتعين اتخاذها خلال الحرب، والخطة الكبيرة التي شملت الإجراءات التي سيتم اتخاذها بعد الحرب، وتنفذ تدريجيا على مدى فترة تتراوح بين 25 و 30 سنة[38].
وأشارت الأدلة من خطاب ألقاه الجنرال إريش هويبنر إلى تنسيق عملية بارباروسا والخطة النازية العنصرية حيث خطب في المجموعة الرابعة بانزر بأن الحرب ضد الاتحاد السوفيتي هي "جزء أساسي من نضال الشعب الألماني من أجل الوجود" (بالألمانية: Daseinskampf)، مشيرا أيضا إلى أن المعركة الوشيكة هي "نضال قديم للألمان ضد السلاف" وذكر:"يجب أن يكون نضالنا إلى إبادة روسيا اليوم وبالتالي يجب شن حرب لا هوادة لها[39]". وأضاف هويبنر أن الألمان كانوا يقاتلون من أجل "الدفاع عن الثقافة الأوروبية ضد الغزو الموسكوي-الآسيوي ومنع البلشفية اليهودية، ولا ينبغي أن ينجو أي من أتباع نظام روسيا البلشفي الحالي". كما قال فالتر فون براوخيتش لمرؤوسيه أنه يجب على الجيش أن ينظر إلى الحرب على أنه "صراع بين عرقين مختلفين وينبغي أن يتصرف بالقسوة اللازمة[40]". فالدوافع العنصرية كانت أساسية في الأيديولوجية النازية ولعبت دورا مهما في التخطيط لعملية بارباروسا عندما اعتبرت اليهود والشيوعيين أعداء معادين للدولة النازية. فقد أديرت طموحات الإمبريالية النازية دون اعتبار أخلاقي لأي من المجموعتين في نضالهم النهائي من أجل العيش[41]. فالحرب ضد الاتحاد السوفياتي في نظر النازيين هي حرب إبادة (بالألمانية: Vernichtungskrieg)[23].
العلاقات الألمانية السوفييتية 1939–1940
- مقالة مفصلة: العلاقات الألمانية-السوفيتية قبل 1941
وقعت ألمانيا النازية مع الاتحاد السوفييتي سنة 1939 معاهدة "مولوتوف-ريبنتروب" وذلك قبيل الاجتياح الألماني السوفيتي لبولندا وهي معاهده "عدم اعتداء" من قبل الطرفين (الألماني والسوفيتي) وهو ما أعلن عنه إلا أن البروتوكولات السرية للمعاهدة ضمت اتفاق تقسيم الدول الحدودية لأوروبا الشرقية وجعلها "مناطق نفوذ" بينهما: يقوم الاتحاد السوفياتي وألمانيا بتقسيم بولندا في حال تعرضها لغزو ألماني، وسيسمح للسوفيات باجتياح دول البلطيق وفنلندا[42]. وقد أخفيت البنود السرية للميثاق بحيث لم تكن دول العالم على علم بأحكام تقسيم بولندا[43]. لقد فاجأ الميثاق العالم بسبب العداء المتبادل بين الطرفين وأيديولوجياتهما المتضاربة[44]. وأعقب ختام هذه الاتفاقية غزو ألمانيا لبولندا في 1 سبتمبر الذي تسبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية في أوروبا ثم الغزو السوفياتي لبولندا الذي أدى إلى ضم الجزء الشرقي من البلاد[45]. ونتيجة لهذا الاتفاق حافظت المانيا والاتحاد السوفيتى على علاقات دبلوماسية متراصة لعامين، وعززتها علاقة اقتصادية هامة. وارتبطت الدولتان سنة 1940 باتفاقية تجارية تزود فيه ألمانيا للسوفييت معدات عسكرية وسلع تجارية مقابل المواد الخام مثل النفط والقمح لمساعدة النازيين من التحايل على الحصار البريطاني عليها[46].
بالرغم من العلاقات الودية الظاهرة بين الطرفين إلا أن كل جانب كان يشك بنوايا الطرف الآخر. على سبيل المثال فالغزو السوفيتي لبوكوفينا في يونيو 1940 قد تجاوز مجال نفوذه حسب إتفاقه مع ألمانيا[47]. وبعد دخول ألمانيا اتفاق المحور مع اليابان وإيطاليا بدأت المفاوضات حول إمكانية دخول السوفياتي في الميثاق[48]. وبعد يومين من المفاوضات في برلين في الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر 1940 قدمت ألمانيا اقتراحا خطيا لدخول السوفيت إلى المحور. ثم رد السوفييت في 25 نوفمبر 1940 باقتراحا مضاد مكتوب للانضمام إلى المحور إذا امتنعت ألمانيا عن التدخل في مجال نفوذ الاتحاد السوفييتي، ولكن ألمانيا لم ترد[48]. وفي الوقت الذي بدأ فيه الجانبان يصطدمان ببعضهما البعض في أوروبا الشرقية فبدأ احتمالية الصراع تزداد، على الرغم من أنهما وقعا اتفاقا حدوديا وتجاريا تناول عدة قضايا مفتوحة في يناير 1941. وأكد المؤرخ روبرت سيرفيس أن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين مقتنع بأن اجمالي القوة العسكرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تجعله لا يخشى شيئا، وتوقع انتصارا سهلا في حال هجوم ألمانيا وفوق ذلك رأى ستالين أنه بما أن الألمان لا يزالون يقاتلون البريطانيين في الغرب فمن غير المرجح أن يفتح هتلر جبهتين للحرب، وبالتالي يؤخر إعادة بناء التحصينات الدفاعية في المناطق الحدودية[49]. عندما تجول الجنود الألمان عبر نهر بوك لتحذير الجيش الأحمر من هجوم وشيك عاملوهم بأنهم عملاء أعداء وأطلقوا عليهم النار[50]. يعتقد بعض المؤرخين أن ستالين بالرغم من وجود جبهة ودية مع هتلر، إلا انه لم يرغب في البقاء حليفا لألمانيا. وفوق ذلك قد تكون لستالين نوايا بالمضي قدما في حملته ضد ألمانيا ليتبعها عداء واحد ضد بقية أوروبا[51].
خطة الغزو الألماني
- طالع أيضًا: خط أ-أ
- جبال الأورال في الخطة النازية
- دراسة لوسبيرغ
ساهمت سمعة ستالين بأنه دكتاتور وحشي في تبرير النازيين هجومهم وإيمانهم بنجاحها؛ فقد قتل العديد من الضباط العسكريين الروس ذوي الكفاءة والخبرة في عملية تطهير كبرى في عقد 1930 مما ترك للجيش الأحمر قيادة عديمة الخبرة نسبيا مقارنة مع نظرائهم الألمان. وكثيرا ماأكد النازيين على وحشية النظام السوفياتي عند استهدافهم السلاف[52]. وزعموا أيضا أن الجيش الأحمر كان يستعد لمهاجمة الألمان، وبالتالي أظهروا غزوهم بأنه ضربة وقائية[52].
بعدما ازداد التوتر المتصاعد بين السوفييت والألمان على البلقان في منتصف عام 1940 ازدادت قناعة هتلر بأن غزو الاتحاد السوفياتي الحل الوحيد[53]. ففي حين لم يتم وضع خطط ملموسة حتى الآن إلا أن هتلر قال لأحد جنرالاته في يونيو أن الانتصارات في أوروبا الغربية أطلقت أخيرا يديه على مهمته الأساسية: المواجهة مع البلشفية[54]. مع نهاية ناجحة للحملة على فرنسا تم تعيين الجنرال اريك ماركس رئيسا للفريق العامل في وضع خطط الغزو الأولي للاتحاد السوفيتي. كانت خطط المعركة الأولى بعنوان عملية مشروع الشرق (اشتهرت بالعامية باسم خطة ماركس)[55]. ودعا تقريره إلى أن يكون خط A-A هو الهدف التشغيلي لأي غزو للاتحاد السوفيتي. وامتد هذا الهدف من مدينة أرخانغلسك الشمالية على المحيط المتجمد الشمالي عبر غوركي وروستوف إلى مدينة أستراخان الساحلية عند مصب نهر الفولغا على بحر قزوين. وخلص التقرير إلى أن هذه الحدود العسكرية من شأنها أن تقلل من التهديد الذي تتعرض له ألمانيا (والرايخ الثالث) من هجمات القاذفات المعادية[55].
بالرغم من تحذير طاقم هتلر له بأن احتلال "روسيا الغربية" من شأنه أن يزيد من استنزاف الوضع الاقتصادي لألمانيا إلا أنه توقع جني فوائد تعويضية: مثل تسريح قطعات عسكرية كاملة للتخفيف من النقص الحاد للعمالة في الصناعات الألمانية؛ واستغلال أوكرانيا كمصدر موثوق به وهائل للمنتجات الزراعية؛ واستخدام السخرة لتحفيز الاقتصاد العام في ألمانيا؛ وتوسيع الأراضي لتحسين جهود ألمانيا في عزل المملكة المتحدة[56]. وكان هتلر مقتنعا بأن بريطانيا ستطالب بالسلام بمجرد انتصار الألمان في الاتحاد السوفيتي[57]، وإذا لم يفعلوا ذلك فإنه سيستخدم الموارد المتاحة في الشرق لهزيمة الإمبراطورية البريطانية[58].
وفي 5 ديسمبر 1940 استلم هتلر الخطط العسكرية النهائية للغزو التي عملت عليها القيادة الألمانية العليا منذ يوليو 1940 تحت اسم ترميز "عملية أوتو". غير أن هتلر لم يكن راضيا عن تلك الخطط، وأصدر الفوهرر في 18 ديسمبر توجيهات الفوهرر 21[e] التي دعا بها إلى خطة جديدة وأطلق عليها اسم "عملية بارباروسا"[60] تيمنا بإسم فريدريك بارباروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، زعيم الحملة الصليبية الثالثة في القرن 12[61]. حددت بداية العملية في 15 مايو 1941 على الرغم من تأخرها 7 أسابيع وذلك لكسب مزيد من الوقت للتحضير[62] وأيضا بسبب الحرب في البلقان وسوء الأحوال الجوية.
ووفقا لمقال كتبه المؤرخ الألماني أندرياس هيلغروبر صدر في 1978 فإن خطط الغزو التي وضعتها النخبة العسكرية الألمانية قد صبغتها الغطرسة الناجمة عن هزيمة فرنسا السريعة على يد "الفيرماخت" الذي لا يقهر وتجاهل القوالب النمطية الألمانية التقليدية بأفكارها الشائعة عن روسيا بأنها دولة "آسيوية" بدائية ومتخلفة[f]. واعتبر جنود الجيش الأحمر شجعان وأقوياء، ولكن ضباطهم واجهوا الإزدراء. ولم تعطي قيادة الفيرماخت اهتماما يذكر بسياسة ولا بثقافة ولا بالقدرة الصناعية الكبيرة للاتحاد السوفياتي بسبب ضيق نظرتها العسكرية[64]. وقال هيلغروبر إنه نظرا لأن هذه الافتراضات تتقاسمها كل النخبة العسكرية، فقد تمكن هتلر من المضي قدما في "حرب الإبادة" التي شنت بأكثر الطرق ممكنة من اللاإنسانية وبتواطؤ "العديد من القادة العسكريين" مع أنه كان واضحا بالكامل أن ذلك انتهاك لجميع معايير الحرب المقبولة[64].
في خريف 1940 قام مسؤولون ألمان رفيعو المستوى بصياغة مذكرة حول مخاطر غزو الاتحاد السوفيتي. حيث ذكروا إن أوكرانيا وبيلاروسيا ودول البلطيق سينتهي بهم الأمر عبئا اقتصاديا إضافيا على ألمانيا[65]. وقالوا إن السوفييت بشكلهم البيروقراطي الحالي غير مؤذين وأن احتلالها لن يفيد ألمانيا[65]. إلا أن هتلر اختلف مع الإقتصاديين حول تلك المخاطر وقال لذراعه اليمين هيرمان جورينج قائد سلاح الجو الألماني أنه لن يستمع إلى شكوك حول الأخطار الاقتصادية في الحرب مع روسيا[66]. وتكهن بأن هذا سينتقل إلى الجنرال جورج توماس الذي قد أصدر تقارير توقع استنزاف الاقتصاد الصافي لألمانيا في حالة وقوع غزو الاتحاد السوفيتي إلا إذا تم المسك على اقتصادها سليما وحقول النفط القوقاز سلمت في الضربة الأولى وبالتالي قام بتنقيح تقريره بعد ذلك ليتناسب مع رغبات هتلر[66]. وقد اقتنع هتلر عندما رأى عدم كفاءة الجيش الأحمر في حرب الشتاء ضد فنلندا في الفترة بين عامي 1939-40 بفوز سريع في غضون بضعة أشهر. ولم يتوقع هتلر ولا هيئة الأركانه أن حملتهم طويلة واستغرقت فصل الشتاء بأكمله ولذا لم تجر الاستعدادات الكافية مثل توزيع الملابس الدافئة لمواجهة الشتاء ومن المركبات ومواد التشحيم[67].
وضع كتاب غرينغ الأخضر ابتداء من مارس 1941 تفاصيل للتخلص من الاقتصاد السوفيتي بعد الإستيلاء عليه. وقد أوضحت خطة الجوع أن على جميع سكان المدن من الأراضي المغتصبة أن يتضوروا جوعا حتى الموت وبالتالي سيكون هناك فائض زراعي لإطعام ألمانيا والحيز الحضري للطبقة العليا الألمانية[68]. تهدف السياسة النازية إلى تدمير كيان الاتحاد السوفياتي السياسي وفقا لفكرة المجال الحيوي الجيوسياسية لصالح الأجيال القادمة من "العرق الرئيسي الشمالي"[52]. واقترح الأيديولوجى النازي ألفريد روزنبيرغ سنة 1941 الذي عين فيما بعد وزير الرايخ للأقاليم الشرقية المحتلة، أن الذي يدير الأراضي السوفيتية المحتلة يجب أن يكون مفوض من الرايخ (بالألمانية: Reichskommissar):
التقسيمات الإدارية للأراضي السوفيتية المحتلة حسب تصوّر ألفريد روزنبرغ وقد تحقق جزء منه[69][70]. | ||
---|---|---|
الإسم | ملاحظة | الخريطة |
دول البلطيق وروسيا البيضاء | ||
أوكرانيا وتمتد شرقا حتى الفولغا | ||
جنوب روسيا ومنطقة القوقاز | لم تتحقق
| |
منطقة العاصمة موسكو وباقي روسيا الأوروبية | لم تتحقق
| |
جمهوريات آسيا الوسطى ومقاطعاتها | لم تتحقق
|
وقد بحث المخططون العسكريون الألمان حملة نابليون الفاشلة على روسيا. فخلصت حساباتهم إلى أن هناك مخاطرة بسيطة في حالة تراجع واسع للجيش الأحمر إلى الداخل الروسي، إلا أنها لاتستطيع تحمل التخلي عن دول البلطيق ولا أوكرانيا أو مقاطعات موسكو ولينينغراد، وجميعها كانت حيوية للجيش الأحمر لأسباب تموينية وبالتالي يجب الدفاع عنها[71]. وقد اختلف هتلر مع جنرالاته حول مكان تركيز ألمانيا لطاقتها[72][73]. ففي العديد من المناقشات مع جنرالاته كرر هتلر ترتيبه "أولا لينينغراد ثم دونباس الثانية وموسكو الثالثة"[74]؛ لكنه أكد باستمرار على أهمية تدمير الجيش الأحمر لتحقيق أهداف اقليمية محددة[75]. ويعتقد هتلر أن موسكو "ليست لها أهمية كبيرة" في هزيمة الاتحاد السوفيتي[g]، وبدلا من ذلك اعتقد أن النصر سيأتي بتدمير الجيش الأحمر غرب العاصمة وخاصة غرب نهري دفينا ودنيبر، وساد ذلك في خطة بارباروسا[77][78]. وأدى هذا الاعتقاد إلى نزاعات لاحقة بين هتلر والعديد من كبار الضباط الألمان، بما في ذلك هاينز جوديريان وجيرهارد إنجل وفيدور فون بوك وفرانز هالدر الذي اعتقد أن النصر الحاسم لا يمكن أن يتم إلا في موسكو[79]. وقد ازدادت ثقة هتلر المفرطة في أرائه العسكرية الخاصة به نتيجة النجاحات السريعة في أوروبا الغربية[80].
الاستعدادات الألمانية
بدأ الألمان بتحريك القوات إلى الحدود السوفياتية قبل انتهاء حملة البلقان. واحتشد بحلول الأسبوع الثالث من فبراير 1941 حوالي 680,000 جندي ألماني في مناطق التجميع على الحدود الرومانية السوفياتية[81]. وتحضيرا للهجوم نقل هتلر سرا ما يزيد عن 3 ملايين جندي ألماني وحوالي 690,000 من جنود المحور إلى الحدود السوفيتية[82]. وقام سلاح الطيران بعدة عمليات استطلاع جوية فوق الأراضي السوفيتية قبل عدة أشهر من الهجوم[83].
وبالرغم من أن القيادة العليا السوفياتية كانت قلقة من تلك التحركات إلا أن زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين كان مؤمنا بان الرايخ الثالث لن يقوم بهجوم لأنه لم يمضى سوى سنتين على توقيع معاهدة (مولوتوف-ريبنتروب) وكان أيضا يظن ان ألمانيا يجب أن تنهي حربها مع بريطانيا قبل أن تفتح جبهة جديدة وكان دائما يرفض التحذيرات التي كانت تأتيه من جهاز الاستخبارات لانه اعتقد أنها معلومات بريطانية مسربة لاشعال نار الحرب بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي وقد قام الجاسوس الدكتور ريتشارد سورج بأعطاء ستالين وقت بدء العملية إلا أن ستالين لم يأخذ ذلك بنظر الاعتبار. مما أدى إلى استعدادات سوفيتية بطيئة[84]. ولكن لم يغفل السوفييت تماما تهديد جيرانهم الألمان وقد ذكر المارشال سيميون تيموشينكو قبل الغزو الألماني عليهم باعتبارهم "أهم وأقوى عدو للاتحاد السوفياتي" وفي بداية يوليو 1940 أصدر رئيس أركان الجيش الأحمر بوريس شابوشنيكوف خطة أولية من ثلاثة محاور للهجوم على ما قد يبدو أنه غزو ألماني شبيه إلى حد كبير الهجوم الفعلي[85]. ثم بدأ الألمان مع بداية أبريل 1941 بالإعداد لعملية هيفيش وعملية هاربون لإثبات ادعائهم بأن بريطانيا هي الهدف الحقيقي. وشملت مناطق تلك الخدعة النرويج وساحل القنال الانجليزي وعمل أنشطة مثل تجميع السفن ورحلات طيران استطلاعي وعمليات تدريب[86].
تم تأجيل عملية بارباروسا من التاريخ المقرر أصلا في 15 مايو إلى تاريخ الغزو الفعلي في 22 يونيو 1941 (تأخير لمدة 38 يوما) لعدة أسباب، أهمها: أن رطوبة فصل الشتاء كان غير عاديا بحيث بقيت الأنهار تفيض حتى أواخر الربيع[h]. كانت تلك الفيضانات من شأنها أن تثبط الهجوم المبكر، حتى أنها من غير المحتمل أن تحدث قبل نهاية حملة البلقان[88].
ولا تزال أهمية التأخير موضع نقاش[88]. وقال وليام شيرر إن حملة هتلر في البلقان قد أخرت بربروسا لعدة أسابيع مما أدى إلى تعريضها للخطر. واشار الى نائب رئيس الاركان الالمانية فى 1941 فريدريك باولوس ادعى ان الحملة تأخرت "حوالى خمسة اسابيع". ويؤكد هذا الرقم كل من مذكرات البحرية الألمانية وغيرد فون رونتشتيت[90]. وذكر أنتوني بيفور مجموعة عوامل متعددة أخرت عملية بارباروسا بما فيها التأخير في توزيع سيارات النقل والمشاكل المتعلقة بتوزيع الوقود، وصعوبة إنشاء مطارات أمامية للوفتواف (بالألمانية: Luftwaffe)[91].
نشر الألمان فوج مستقل ولواء تدريب آلي منفصل و153 فرقة للحملة احتوت على 104 فرقة مشاة و19 فرق بانزر و15 فرقة مشاة آلية مقسمة إلى ثلاث مجموعات عسكرية، بالإضافة إلى تسعة فرق أمنية للعمل في المناطق التي تم احتلالها وأربعة فرق في فنلندا[i] وفرقتي احتياط تحت الإدارة المباشرة للقيادة العليا[93]. وقد جهزت الحملة بنحو 3,350 دبابة و 7200 مدفعية و 2,770 طائرة (أي ما يعادل 65 في المائة من طائرات لوفتواف) وحوالي 600 ألف عربة ومابين 625,000–700,000 حصان[94][95]. واختارت فنلندا 14 فرقة لعملية الغزو، وعرضت رومانيا 13 فرقة وثمانية ألوية خلال فترة العملية[3]. فتم نشر جميع قوات المحور وعددهم 3.8 مليون فرد[2] عبر جبهة تمتد من المحيط المتجمد الشمالي حتى البحر الأسود جنوبا[75]. تخضع كلها لإدارة القيادة العليا للجيوش الألمانية وقسمت على النحو التالي: جيش النرويج ومجموعة الجيوش الشمالية ومجموعة الجيوش الوسطى ومجموعة الجيوش الجنوبية إلى جانب مع ثلاثة أساطيل جوية "لوفتفلوتن" (مايعادل سلاح الجو للجيوش) دعمت مجموعات الجيوش: لوفتفلوت 1 للشمال ولوفتفلوت 2 للمركز ولوفتفلوت 4 للجنوب[3].
عمل جيش النرويج في أقصى شمال اسكندنافيا والمناطق الحدودية السوفياتية . أما مجموعة الجيوش الشمالية التي ستعبر دول البلطيق إلى شمال روسيا فكان لزاما عليها إما ان تستولي على مدينة لينينغراد أو تدمرها لترتبط مع القوات الفنلندية[96][97][74]. ومجموعة الجيوش الوسطى وهي المجموعة المجهزة بأكبر قدر من المدرعات والقوة الجوية[98] فمهمتها ضرب بيلاروسيا ومناطق روسيا الغربية الوسطى من بولندا ثم تتقدم صوب سمولينسك وموسكو[97][74]. أما مجموعة الجيوش الجنوبية فعليها ضرب الأماكن الحيوية الزراعية والمزدحمة بالسكان في أوكرانيا والإستيلاء على كييف قبل مواصلة الزحف شرقا نحو سهوب جنوب الاتحاد السوفييتي حتى الفولغا بهدف السيطرة على القوقاز الغنية بالنفط[97][74]. وقد قسمت مجموعة الجيوش الجنوبية إلى قسمين منفصلين بمسافة 198-ميل (319 كـم). يذكر ان القسم الشمالى الذي يضم مجموعة بانزر الوحيدة التابعة للجيش كان فى جنوبى بولندا بجوار مركز قيادة الجيش، والقسم الجنوبي منه كان فى رومانيا[99].
أبقت القوات الألمانية بعض القوات الخلفية (معظمها فافن إس إس ووحدات أينزاتسغروبن) للعمل في الأراضي المحتلة لمواجهة أي نشاط للبارتيزان في المناطق التي اجتاحتها، بالإضافة إلى القبض على المفوضين السياسيين السوفييت واعدامهم واليهود[52]. وفي 17 يونيو قدم رينهارد هايدريش رئيس مكتب أمن الرايخ العام (RSHA) إحاطة إلى حوالي 30 - 50 من قادة أينزاتسغروبن بشأن "سياسة القضاء على اليهود في الأراضي السوفياتية، على الأقل بعبارات عامة"[100]. ففي حين انتدبت وحدات إينزاتسغروبن في قوات الفيرماخت حيث وفرت لهم الإمدادات مثل البنزين والمواد الغذائية[101]. وقد افترضت الخطة الرسمية لبرباروسا ان مجموعات الجيوش ستتمكن من التقدم بحرية فى تحقيق اهدافها الاساسية فى الوقت المحدد دون الإنتشار الهش بمجرد انتصارها بالمعارك الحدودية وتدمير قوات الجيش الاحمر فى المنطقة الحدودية[102].
الاستعدادات السوفييتية
- طالع أيضًا: رفع السرية عن وثائق الحرب السوفياتية 2006
في سنة 1930 قدم ميخائيل توخاتشيفسكي أبرز منظري السوفييت العسكريين عن حرب الدبابات في فترة ما بين الحربين والذي أصبح بعدها مارشال الاتحاد السوفيتي مذكرة إلى الكرملين ضاغطا من أجل استثمار اكثر مايمكن من الموارد اللازمة لإنتاج الأسلحة طالبا لأجل ذلك أكثر من "40,000 طائرة و50,000 دبابة"[103]. فبدأ في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين تطوير وإصدار مذهب عملي حديث للجيش الأحمر ونشره في اللوائح الميدانية لسنة 1936 تصور مفهوم المعركة العميقة. كما ازدادت نفقات الدفاع بسرعة من 12% فقط من اجمالى الناتج الوطنى فى سنة 1933 الى 18% بحلول 1940[104].
خلال عملية التطهير الكبير الذي قام بها ستالين أواخر عقد 1930 التي توقفت مع الغزو الألماني في 22 يونيو 1941 فقد قضي على الكثير من قيادات وضباط الجيش الأحمر أو استبدلوا، والذين عينهم ستالين كانت لأسباب سياسية وأكثرهم افتقروا إلى الكفاءة العسكرية[105][106][107][105][106]. ومن بين خمسة مارشالات الاتحاد السوفياتي عينوا سنة 1935 نجا فقط كليمنت فوروشيلوف وسيميون بوديوني من تطهير ستالين. وقتل توخاتشيفسكي سنة 1937. وقتل معه أيضا 15 من أصل 16 من قادة الجيش، و50 من 57 من قادة الفيالق، و154 من 186 من قادة الفرق، و401 من 456 كولونيل، وطرد العديد من الضباط[107]. وأعدم مامجموعه 30,000 من أفراد الجيش الأحمر. كما شدد ستالين على سيطرته خلال إعادة تقوية دور المفوضين السياسيين على مستوى تقسيم الشعب وما دون ذلك للإشراف على ولاء الجيش السياسي للنظام. وكان المفوضون يشغلون منصبا مساويا لرئيس الوحدة التي كانوا يشرفون عليها[107]. ولكن بالرغم من الجهود المبذولة لضمان خضوع القوات المسلحة السياسي إلا أن ضعف أداء الجيش الأحمر في بولندا وفي حرب الشتاء أجبر القيادة العليا على إعادة حوالي 80 % من الضباط الذين فصلوا خلال عملية التطهير الكبير بحلول 1941. كما تم أيضا تفعيل 161 قسما جديدا مابين يناير 1939 ومايو 1941[108][109]. ومع ذلك فإن حوالي 75% من جميع الضباط قد مسكوا مناصبهم من مدة لاتزيد عن سنة واحدة في بداية الغزو الألماني سنة 1941، والعديد من هؤلاء يمكن أن وجودهم ليس بسبب التطهير فقط ولكن أيضا بسبب الزيادة السريعة في إنشاء وحدات عسكرية[109].
في معرض حديثه إلى جنرالاته في ديسمبر 1940 ذكر ستالين إشارات هتلر إلى هجوم على الاتحاد السوفياتي في كتاب كفاحي واعتقد هتلر أن الجيش الأحمر سيحتاج إلى أربع سنوات ليصبح جاهزا. وقال ستالين "يجب ان نكون مستعدين قبل ذلك بكثير" و "سنحاول تأجيل الحرب لمدة عامين اخرين"[110]. وفي أوائل أغسطس 1940 تلقت المخابرات البريطانية تلميحات عن خطط ألمانية لمهاجمة السوفيات بعد أسبوع فقط من موافقة هتلر بشكل غير رسمي على خطط بارباروسا وحذرت الاتحاد السوفيتي وفقا لذلك[111]. لكن عدم ثقة ستالين في البريطانيين قادته إلى تجاهل تحذيراتهم اعتقادا منه أنها خدعة لتوريط الاتحاد السوفياتي بالحرب إلى جانبهم[111][112]. ثم بدأت أجهزة الاستخبارات الخاصة لستالين ومعها الاستخبارات الأمريكية بإطلاق تحذيرات متكررة ومنتظمة في أوائل 1941 من هجوم ألماني وشيك[113]. وكذلك أعطى جاسوس السوفياتي ريخارد زورغه ستالين تاريخ دقيق لإنطلاق العملية الألمانية، إلا أن زورغه وغيره من الجواسيس قد أعطوا بالسابق تواريخ مختلفة لبداية الغزو ومرت بسلام قبل الغزو الفعلي[114][115]. وقد اعترف ستالين باحتمال وقوع هجوم عام، ومن ثم قام باستعدادات هامة لكنه قرر عدم المخاطرة بإثارة هتلر ضده[116].
وبدءا من يوليو 1940 وضعت الأركان العامة للجيش الأحمر خططا حربية حددت أن الفيرماخت هو التهديد الأخطر للاتحاد السوفياتي وأنه في حالة المواجهة مع ألمانيا، فإن هجوم الفيرماخت الرئيسي سيأتي عبر شمال مستنقعات بريبيت في روسيا البيضاء[117][102] والتي ثبت صحتها لاحقا[117]. إلا أن ستالين اختلف معهم، ففي أكتوبر أعطى أذنا بوضع خطط جديدة تفترض أن الهجوم الألماني سيركز على المنطقة الواقعة جنوب مستنقعات بريبيت باتجاه المناطق الحيوية اقتصاديا في أوكرانيا. وأصبح هذا الأساس لجميع خطط الحرب السوفياتية اللاحقة ونشر قواتها المسلحة استعدادا للغزو الألماني[117][118].
في أوائل 1941 أعطى ستالين الأذن لخطة دفاع حكومية 1941 (DP-41) التي دعت إلى جانب خطة التعبئة 1941 (MP-41) إلى نشر 186 فرقة بانها الإصطفاف الاستراتيجي الأول في مناطق الاتحاد السوفيتي العسكرية الأربع[j] الغربية التي واجهت مناطق المحور؛ ونشر 51 فرقة أخرى على طول نهري دفينا و دنيبر باعتبارها الإصطفاف الاستراتيجي الثاني تحت سيطرة ستافكا والتي في حالة الغزو الألماني كلفت بأن تكون رأس حربة لهجوم مضاد سوفيتي إلى جانب القوات المتبقية من الإصطفاف الأول[118]. ولكن في 22 يونيو 1941 ضم الإصطفاف الأول 171 فرقة فقط[k] تعدادها 2.6-2.9 مليون[2][119][120]، وضم الإصطفاف الاستراتيجي الثاني 57 فرقة لاتزال تحت التحشيد[121]، ولم تكتشف المخابرات الألمانية الإصطفاف الثاني إلا بعد أيام من بداية الغزو، وفي معظم الحالات تكتشفها فقط عندما تصطدم القوات البرية الألمانية بها[121].
عند بداية الغزو تم حشد مابين 5.3 إلى 5.5 مليون مجند للإنضواء إلى القوة العسكرية السوفيتية[2][122]، واستمر التحشيد بالإزدياد حيث كان تعداد قوة الاحتياط السوفياتي 14 مليون مع أقل مايمكن من أساسيات التدريب العسكري ومع الإستمرار في التعبئة[123][124]. وقد كان الجيش الأحمر مشتتا ولم يكن مستعدا الإستعداد الكافي عند بداية الغزو. وكثيرا ماافتقرت الوحدات إلى وسائل النقل المناسبة عند انفصالها عن بعضها البعض[125].
كان للسوفيت التفوق العددي في الدبابات حيت امتلك الجيش الأحمر 23,106 دبابة منها 14700 فقط جاهزة للقتال[126]. وحوالي 12,782 دبابة موجودة في المقاطعات العسكرية الغربية الخمسة (ثلاثة منها واجهت غزو الالمان بصورة مباشرة)[7]. وأعلن هتلر لاحقا لبعض جنرالاته: "لو كنت أعلم عن قوة الدبابات الروسية في 1941 لما هاجمتها"[127]. إلا أن الجيش الأحمر كان يفتقر للصيانة والإمدادات وقلة أجهزة الاسلكي كما أن بعض الوحدات افتقرت إلى عربات النقل التي تؤمن الإمداد والذخيرة والوقود للوحدات القتالية[128][129]. أما الدبابات السوفياتية الأكثر تطورا فكان نموذج KV-1 و تي-34 التي كانت متفوقة على جميع الدبابات الألمانية المعاصرة لها، بالإضافة إلى جميع التصاميم التي كانت قيد التطوير في صيف 1941[130]، إلا إنها لم تكن متاحة بأعداد كبيرة عند بدء الغزو[131]. وفوق ذلك فقد حل السوفييت في خريف 1939 فرق السلاح الميكانيكي وقاموا جزئيا بتوزيع الدبابات على فرق المشاة[132]؛ ولكنهم انتبهوا إلى خطأهم بعد الحملة الألمانية على فرنسا فبدأوا بقوة أواخر سنة 1940 بإعادة معظم الآليات المدرعة إلى الفرق الميكانيكية والهدف هو 1031 دبابة لكل فرقة[108]. إلا أن تلك التشكيلات المدرعة الكبيرة لم تكن عملية، وفوق ذلك فقد تم نشرها على مواقع عسكرية متناثرة وعلى حاميات تابعة لها تبعد عنها أحيانا مسافات تصل إلى 100 كيلومتر (62 ميل)[108]. فعملية التنظيم تلك لم تنتهي ولم تكتمل عند وقوع الغزو[133][132]. ومن النادر وجود وحدات الدبابات السوفياتية مجهزة تجهيزا جيدا، حيث كانت تفتقر إلى التدريب والدعم اللوجستي. وأرسلت تلك الوحدات إلى القتال دون ترتيبات قائمة للتزود بالوقود أو الذخائر أو استبدال الجنود المختصين بها. وفي كثير من الأحيان تتدمر تلك الوحدات أو تصبح غير فعالة بعد مشاركة واحدة فقط[125]. إلا أن ميزة كمية العتاد السوفيتي الثقيل الهائل ساعدها في مواجهة تفوق الفيرماخت في التدريب والتنظيم[134].
امتلكت القوات الجوية السوفيتية (VVS) الميزة العددية لطائراتها حيث تملك حوالي 19,533 طائرة، مما جعلها في سنة 1941 أكبر قوة جوية في العالم[135]. حيث تم نشر مابين 7,133 - 9,100 طائرة في المناطق العسكرية الغربية الخمس[l][135][7][8]، بالإضافة إلى 1445 طائرة أخرى كانت تحت إمرة القوة البحرية[136].
+نمو القوات المسلحة السوفيتية من 1939 إلى 1941 جمعها المؤرخ العسكري الروسي ميخائيل ملتيوخوف من مصادر مختلفة[137]. | |||
---|---|---|---|
1 يناير 1939 | 22 يونيو 1941 | نسبة الزيادة | |
الفرق العسكرية | 131.5 | 316.5 | 140.7% |
الأفراد | 2,485,000 | 5,774,000 | 132.4% |
المدافع والهاونات | 55,800 | 117,600 | 110.7% |
الدبابات | 21,100 | 25,700 | 21.8% |
الطائرات | 7,700 | 18,700 | 142.8% |
جادل المؤرخون عما إذا كان ستالين خطط لغزو الأراضي الألمانية في صيف 1941. وبدأ النقاش أواخر الثمانينيات عندما نشر فيكتور سوفوروف مقالا صحفيا ثم نشرها لاحقا في كتاب ذكر فيها أن ستالين رأى اندلاع الحرب في أوروبا الغربية فرصة لنشر الثورات الشيوعية في جميع أنحاء القارة، وأن الجيش السوفياتي جري نشره لهجوم وشيك في وقت الغزو الألماني[138]. وقد قدم هذا الرأي أيضا بعض الجنرالات الألمان السابقين بعد الحرب[139]. كانت أطروحة سوفوروف مقبولة تماما أو جزئيا من بعض المؤرخين، وجذب الإنتباه في ألمانيا وإسرائيل وروسيا[140][141]. إلا أن معظم المؤرخين قد رفضوه بشدة في هذه الفترة[142][143]، واعتبر في الدول الغربية كتاب سوفوروف بمثابة "قناة مضادة للسوفيت"[144]. وكتب ديفيد غلانتز و غابرييل غوروديتسكي كتبا رفضوا فيها حجج سوفوروف[145]، ويعتقد معظم المؤرخين أن ستالين كان يسعى لتجنب الحرب مع الألمان في 1941 لأنه يعتقد أن جيشه ليس مستعدا لمحاربة القوات الألمانية[146].
الإستعداد للمعركة
- مقالة مفصلة: ترتيب الوحدات العسكرية في عملية بارباروسا
ترتيب الوحدات العسكرية – يونيو 1941[147][148][149][150] | |
---|---|
قوات المحور | القوات السوفيتية[m] |
مسرح العمليات الشمالي[150][151] مجموعة الجيوش الشمالية[151][150] |
جبهة غربية (الاتحاد السوفيتي)[154][150]
جيوش ستافكا الإحتياطية (الإصطفاف الاستراتيجي الثاني)[155]
|
الاجتياح
في حوالي الساعة 1:00 من يوم 22 يونيو 1941 أرسل وزير الدفاع السوفيتي توجيه رقم 1 للمناطق العسكرية السوفيتية الحدودية[n] خرج متأخرا من مساء 21 يونيو[156] حيث دعاهم إلى "استنفار جميع القوات للاستعداد القتالي" وأيضا "لمنع أي نوع من الأعمال الاستفزازية"[157]. وقد استغرق الوقت إلى ساعتين لتلقي أمر التوجيه عند بعض الوحدات تابعة للجبهة[157] بينما لم تتلق أغلب الوحدات الأمر إلا بعد بدء الغزو[156].
وقبلها بيوم أي يوم 21 يونيو تلقت قيادة مجموعة الجيوش الشمالية في الساعة 13:00 شيفرة دوسلدورف، وتعني البدء بعملية بارباروسا في صباح اليوم التالي فمررت شيفرتها الخاصة دورتموند. وفي حوالي الساعة 03:15 من يوم 22 يونيو 1941 بدأت قوات المحور غزو الاتحاد السوفيتي بقصف مدن بولندا الكبرى التي احتلها السوفييت[158] مع اطلاق المدفعية على جميع دفاعات الجيش الأحمر في الجبهة[156]. وتعرضت كلا من كرنشتات بالقرب من لينينغراد وإسماعيل في بيسارابيا وسيفاستوبول في شبه جزيرة القرم لغارات جوية، وفي ذات الوقت تمكنت القوات البرية من عبور الحدود برفقة طابور خامس من بعض أهالي ليتوانيا وأوكرانيا[159]. لم يواجه ثلاثة ملايين جندي من جيش الفيرماخت ممن عبر الحدود سوى عددا قليل من القوات السوفياتية[158].
وفي الظهيرة أذاع وزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف أخبار الغزو للسكان قائلا: "بدون أي إعلان للحرب هوت القوات الألمانية على بلادنا فهاجمت حدودنا من عدة أماكن، ولكن سيشن الجيش الأحمر والأمة كلها حربا وطنية لاهوادة لها وسننتصر لبلدنا الحبيب، من أجل الشرف ومن أجل الحرية، تلك هي قضيتنا. سنضرب العدو وسيكون النصر حليفنا![160][161]". فضرب مولوتوف على وتر الوطنية التي ساعدت الناس على استيعاب الأخبار المدمرة، فتداعى الشعب لنجدة أمتهم بدلا من نجدة الحزب[160]. فتمكنت القيادة السوفيتية العليا والجيش الأحمر من اعادة تنظيم نفسيهما بسرعة خلال الأيام الأولى التي تلت الغزو وتمكنا من الإستعداد لمواجهة تلك الحرب[162]. ولم يخاطب ستالين الأمة السوفيتية حول الغزو الألماني حتى 3 يوليو، عندما دعا إلى "حرب وطنية لجميع أطياف الشعب السوفيتي[163].
وفي ألمانيا أيقظ وزير الدعاية النازية جوزيف غوبلز الألمان صبيحة يوم 22 يونيو معلنا خبر العملية في بث إذاعي ببعض كلمات هتلر: "في هذه اللحظة تمضي مسيرتنا وتمتد، ومقارنة مع ماهو أعظم ما شهده العالم على الإطلاق لقد قررت اليوم أن أضع مصير ومستقبل الرايخ وشعب الرايخ في يد جنودنا فليساعدنا الله في تلك المعركة![164]" وأعلن هتلر لزملاؤه في نهار اليوم ذاته قائلا:"قبل انقضاء ثلاثة أشهر من الآن سنشهد انهيار روسيا انهيارا لم يرى مثله في التاريخ"[164]. كما تحدث هتلر إلى الشعب الألماني عبر الإذاعة وقدم نفسه بأنه رجل سلام الذي اضطر على مضض لمهاجمة الاتحاد السوفياتي[165]. وتحدث غوبلز بعد الإجتياح علنا عن "حملة صليبية أوروبية ضد البلشفية"[166].
المرحلة الأولى
دمر الزخم الأولي من الإجتياح البري والجوي الألماني القيادة التنظيمية السوفيتية تدميرا تاما خلال الساعات الأولى من الهجوم وشل جميع مستويات القيادة من فصيل المشاة إلى القيادة السوفيتية العليا في موسكو[167]. حيث لم تتمكن موسكو من استيعاب حجم الكارثة التي واجهت قواتها في مناطق الحدود وحتى أن ستالين نفسه كان غير مصدقا لما جرى[168]. في حوالي الساعة 07:15 أصدر ستالين التوجيه رقم 2 أعلن فيه تعرض القوات المسلحة السوفيتية للغزو ودعا الشعب إلى مهاجمة قوات المحور أينما كانوا داخل البلاد وشن ضربات جوية على المناطق الحدودية للأراضي الألمانية[169]. ثم أصدر ستالين في الساعة 09:15 التوجيه رقم 3 الذي وضعه المارشال سيميون تيموشينكو والذي دعيا فيها إلى هجوم فوري وعام لكامل الجبهة "دون أي اعتبار للحدود" حيث أمل كليهما بتطهير الأراضي السوفياتية من العدو[170][157]. لم تستند أوامر ستالين التي مررها تيموشينكو إلى تقييم واقعي ومتمكن للوضع العسكري، ولكن القادة مرروه بسرعة خوفا من العقوبة إذا لم ينفذوا ذلك; وقد مرت عدة أيام قبل أن تدرك القيادة السوفياتية ضخامة هزيمتها الأولية[170].
الحرب الجوية
رسمت وحدات الإستطلاع لسلاح الجو الألماني اللوڤتڤاف مناطق تركيز القوات السوفيتية ومخازن التموين والمطارات ووضعت عليها علامات لتدميرها[171]. ونفذت اللوڤتڤاف هجمات إضافية ضد مراكز القيادة والسيطرة السوفيتية لتعطيل تعبئة وتنظيم القوات السوفياتية[172][173]. وعلى النقيض من ذلك خضع راصدو المدفعية السوفياتية المتمركزين في المنطقة الحدودية لتعليمات صارمة بعدم إطلاق النار على الطائرات الألمانية قبل الغزو[84]. أحد الأسباب المعقولة للتردد السوفياتي في عدم إطلاق النار كان الاعتقاد ستالين بالبداية أن الهجوم قد بدأ دون إذن من هتلر. وكانت النتيجة هي فقدان مناطق شاسعة من الأراضي السوفياتية إلى جانب خسارتهم لأعداد كبيرة من جنود الجيش الأحمر؛ استغرق الأمر لستالين عدة أيام قبل أن يدرك حجم الكارثة[174]. وأفادت التقارير أن اللوڤتڤاف دمر 1,489 طائرة سوفيتية في اليوم الأول من العمليات[175] وأكثر من 3,100 طائرة خلال الأيام الثلاثة الأولى[176]. ولم يثق هيرمان غورينغ وزير الطيران والقائد العام للوڤتڤاف بتلك التقارير وطالب بالتاكد منها. فقام موظفو لوڤتڤاف بمسح حطام الطائرات السوفيتية، حيث كان الرقم الأصلي متحفظا عليه، واعلن عن تدمير 2,000 طائرة في اليوم الأول للغزو[175]. في الواقع فان خسائر السوفيت كانت أكبر من ذلك حيث فقد 3,922 طائرة في الأيام الثلاثة الأولى حسب المؤرخ الروسي فيكتور كوليكوف مقابل سقوط 78 طائرة ألمانية[176][177]. وذكرت لوڤتڤاف عن فقدان 35 طائرة فقط في اليوم الأول للقتال[176]. بينما ذكرت وثيقة من الأرشيف الفيدرالي الألماني عن خسارة لوڤتڤاف 63 طائرة في اليوم الأول[178].
استطاع سلاح الجو الألماني الحصول على التفوق الجوي في جميع نطاقات مجموعات الجيوش بنهاية الأسبوع الأول[177]، لكنها لم تتمكن من تحقيق تلك الهيمنة على الإمتداد الشاسع لغرب الاتحاد السوفياتي[179][180]. وطبقا لليوميات الحربية للقيادة الألمانية العليا فإنها فقدت إلى يوم 5 يوليو 491 طائرة وتضررت 316 طائرة أخرى، ولم يتبق منها سوى 70% من قوتها الجوية التي كانت عليها في بداية الغزو[181].
دول البلطيق
- مقالة مفصلة: عملية البلطيق
في 22 يونيو هاجمت مجموعة الجيوش الشمالية الجبهة الشمالية الغربية السوفيتية ودحرت الجيشين الثامن والحادي عشر. فشن السوفييت على الفور هجوما مضادا قويا ضد الجيش الرابع بانزر الألماني بالفيالق الآلية الثالث والثاني عشر إلا أنه قد تم صد الهجوم[182]. وفي 25 يونيو طلب من الجيشين الثامن والحادي عشر الانسحاب إلى غربي نهر دفينا حيث كان مقررا أن يلتقي مع الفيلق الحادي والعشرين والجيوش 22 و 27، ولكن سبقهم الجنرال الألماني إريش فون مانشتاين إلى النهر أولا حيث وصل بفيلقه لفي بانزر في 26 يونيو وأمن طرف عبور الجسر[183]. وأجبر الجبهة الشمالية الغربية عن التخلي عن دفاعات النهر، وفي 29 يونيو أمرت ستافكا الجبهة بالانسحاب إلى خط ستالين على مقربة من لينينغراد[183]. ثم وفي 2 يوليو بدأت مجموعة الجيوش الشمالية هجومها على خط ستالين مع بالجيش البانزر الرابع، وفي 8 يوليو استولت على بسكوف مدمرة دفاعات خط ستالين ووصلت إلى لينينغراد أوبلاست[183]. وكانت مجموعة بانزر الرابعة قد تمكنت من التقدم مسافة 450 كيلومتر (280 ميل) منذ بدء الغزو وأضحت الآن حوالي 250 كيلومتر (160 ميل) من لينينغراد هدفها الرئيسي. وفي 9 يوليو بدأت هجومها باتجاه الدفاعات السوفياتية على طول نهر لوغا في لينينغراد أوبلاست[184].
أوكرانيا ومولدوفا
- طالع أيضًا: عملية ميونخ
- معركة برودي (1941)
واجه القسم الشمالي من مجموعة جيوش الجنوب الألمانية الجبهة الجنوبية الغربية السوفيتية التي لديها أكبر عدد للقوات السوفياتية، وواجه القسم الجنوبي الألماني الجبهة الجنوبية السوفيتية. بالإضافة إلى ذلك شكلت مستنقعات بريبيات وجبال الكربات تحديا خطيرا لقسمي الجيش الشمالي والجنوبي على التوالي[185]. وتمكن القسم الشمالي من مجموعة جيوش الجنوب من الهجوم في 22 يونيو لكن التضاريس أعاقتهم، مما أعطى المدافعين السوفييت وقت كاف لزيادة التحصينات[185]، إلا أن مجموعة بانزر الألمانية الأولى والجيش السادس تمكنا من الهجوم واختراق الجيش الخامس السوفيتي[186]. وفي ليلة 23 يونيو بدأ الفيلقان السوفياتيان 22 و 15 الآليين الهجوم على جناحي مجموعة بانزر الأولى من الشمال والجنوب. وعلى الرغم من أن هجوم الوحدات الدبابات السوفياتية كان منسقا إلا أنها أرسلت على دفعات بسبب ضعف التنسيق. فتمكنت الفرقة ال 22 الآلية من دخول الفيلق الآلي الثالث من جيش البانزر الأول وتم تدميره وقتل قائده. ولكن تمكنت مجموعة بانزر الأولى من تجاوز الكثير من الفيلق الآلي 15 بمشاركة فرقة المشاة 297 التابعة للجيش الألماني السادس، حيث هزمتهم نيران المدافع المضادة للدبابات وغارات طيران لوفتواف[187]. وفي 26 يونيو شن السوفييت هجوما مضادا آخر على مجموعة بانزر الأولى من الشمال والجنوب في وقت واحد بالفيالق 9 و19 و8 الميكانيكي التي لديها مامجموعه 1649 دبابة وبدعم من بقايا الفيلق الآلي 15. استمرت المعركة لمدة أربعة أيام إلا أنها انتهت بهزيمة وحدات الدبابات السوفياتية[188]. وفي 30 يونيو أمرت ستافكا القوات المتبقية من الجبهة الجنوبية الغربية بالانسحاب إلى خط ستالين، حيث ستدافع عن الطرق المؤدية إلى كييف[189].
وفي 2 يوليو هاجم القسم الشمالي من مجموعة الجيوش الجنوبية - الجيشي الثالث والرابع الرومانيين مع الجيش ال 11 الألماني - مولدوفا السوفيتية التي تدافع عنها الجبهة الجنوبية السوفييتية[190]. لم تتمكن الهجمات المضادة من قبل الفيلق الميكانيكي الثاني والجيش 9 من وقف الهجوم. ألا أن في يوم 9 يوليو توقف تقدم المحور على طول دفاعات الجيش 18 السوفياتي بين نهري بروت ودنيستر[191].
روسيا البيضاء
- مقالة مفصلة: معركة بياويستوك-مينسك
تمكن الطيران الألماني لوفتواف وفي الساعات الأولى من الغزو من تدمير قوة الجبهة الغربية من الجو، وتمكنت من شل خطوط الاتصالات في الجبهة بمساعدة استخباراتها المسماة (بالألمانية: Abwehr) وأعمدتها الداعمة المعادية للشيوعية التي تعمل في الخطوط الخلفية السوفيتية والتي فصلت قيادة الجيش السوفياتي الرابع عن القيادات الأعلى والأدنى منها[192]. في نفس اليوم عبرت مجموعة بانزر الثانية نهر بوك وتمكنت خلالها من كسر الجيش الرابع متجاوزة قلعة بريست ومتجهة نحو مينسك، في حين اخترقت المجموعة الثالثة بانزر معظم الجيش الثالث ضاغطة نحو فيلنيوس[192]. وفي الوقت نفسه اشتبك جيش الألماني الرابع والتاسع مع جيوش الجبهة الغربية في محيط بياويستوك[193]. وبناء على أمر من ديمتري بافلوف قائد الجبهة الغربية شن الفيلق 6 و 11 الميكانيكي وفيلق الفرسان السادس ضربة مضادة تجاه غرودنو يومي 24-25 يونيو على أمل تدمير مجموعة بانزر الثالثة، إلا إن مجموعة بانزر الثالثة قد تحركت بالفعل ووصلت وحداتها الأمامية إلى فيلنيوس مساء يوم 23 يونيو، فواجه هجوم الجبهة الغربية المضاد بدلا من ذلك مشاة ونيران مضادة للدبابات من الفيلق الخامس للجيش التاسع الألماني وبدعم من هجمات لوفتواف الجوية[192]. وبحلول ليلة 25 يونيو كان الهجوم السوفياتي المضاد قد فشل وأسر قائد فيلق الفرسان السادس. فأمر بافلوف في الليلة ذاتها جميع فلول الجبهة الغربية بالانسحاب إلى سلونيم باتجاه مينسك[192].
وقد شن الروس بعدها هجمات مضادة لشراء أطول وقت للانسحاب من أمام القوات الألمانية ولكن جميعها فشلت[192]. وفي 27 يونيو التقت مجموعتي البانزر الثانية والثالثة بالقرب من مينسك واستولت عليها في اليوم التالي، مما امكنها اكمال حصار معظم قوات الجبهة الغربية في جيبين: أحدهما حول بيايستوك والآخر غرب مينسك[194]. وقد دمر الألمان الجيشين السوفياتي الثالث والعاشر بينما أوقعوا خسائر فادحة بالجيوش الرابع والحادي عشر والثالث عشر، وذكرت تقاريرهم أنهم اسروا 324,000 جندي سوفيتي واستولوا على 3300 دبابة و1800 قطعة مدفعية[195][196].
وفي 29 يونيو صدر توجيه حكومي سوفييتي لمواجهة الذعر الجماعي الذي استشرى بين المدنيين ورجال القوات المسلحة. ونص الأمر على اتخاذ تدابير صارمة وقاسية ضد أي شخص يحرض على الذعر أو يظهر الجبن. وعملت المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية مع القادة والمقاولين العسكريين لتفادي طرق انسحاب الجنود المحتملة من دون إذن عسكري. وأنشئت محاكم ميدانية عامة لمحاكمة المدنيين الذين ينشرون الشائعات والفارين من الجيش[197]. ثم أعفى ستالين بافلوف من قيادته في 30 يونيو وفي 22 يوليو حاكمه وأعدمه مع العديد من الضباط بتهمة "الجبن" و"جريمة عدم الكفاءة"[198][199].
أمر هتلر من خلال فالتر فون براوخيتش القائد الأعلى للجيش الألماني في 29 يونيو تعليمات إلى فيدور فون بوك قائد مجموعة الجيوش الوسطى بوقف تقدم قواته البانزرز إلى حين أن تلتحق به تشكيلات المشاة التي تصفي جيوب المقاومة[200]. إلا أن هاينز جوديريان قائد مجموعة بانزر الثانية وبدعم ضمني من فيدور فون بوك وفرانز هالدر آمر القيادة العليا للجيوش الألمانية تجاهل التعليمات وهاجم شرقا نحو بابرويسك وإن اعلن عن التقدم باعتباره استطلاع قسري. كما أجرى شخصيا تفتيشا جويا لجيب بياويستوك-مينسك في 30 يونيو وخلص إلى أن فريقه من مجموعة البانزر لايحتاج لاحتوائه لأن مجموعة بانزر الثالثة بقيادة هرمان هوث مشاركة بالفعل في جيب مينسك[201]. وفي ذات اليوم استأنف بعض سلاح المشاة التابع للجيشين التاسع والرابع مسيرتهم شرقا للحاق بركب مجموعات جيوش البانزر بعد أن قاموا بتصفية معظم جيب بيايستوك[201]. وفي 1 يوليو أمر فيدور فون بوك مجموعات بانزر باستئناف هجومها الكامل شرقا صباح يوم 3 يوليو. ولكن براوخيتش المتمسك بتعليمات هتلر ومعه هالدر لم يرغبا بالذهاب معه معارضين أمر بوك. بيد ان بوك اصر على هذا الامر بالقول بأنه لن يكون مسؤولا عن معاكسة اوامر صدرت بالفعل. لذا فقد استأنفت مجموعات البانزر هجومها في 2 يوليو قبل أن تتمكن كامل تشكيلات المشاة من اللحاق به[201].
شمال غرب روسيا
- مقالة مفصلة: حرب الاستمرار
أرادت فنلندا خلال مفاوضاتها مع ألمانيا أن تظل محايدة ما لم يهاجمها الاتحاد السوفياتي. ولذلك سعت ألمانيا إلى إثارة السوفييت ليهاجموا فنلندا، وبعد انطلاق عملية بارباروسا في 22 يونيو استخدمت الطائرات الألمانية قواعد جوية فنلندية لمهاجمة المواقع السوفيتية. وفي اليوم نفسه أطلق الألمان عملية رنتير واحتلوا مقاطعة بيتسامو على الحدود الفنلندية السوفياتية. وفي نفس الوقت شرعت فنلندا في إعادة توطين جزر أولاند المحايدة. وعلى الرغم من هذه الإجراءات إلا أن الحكومة الفنلندية أصرت خلال قنواتها الدبلوماسية بأنها لا تزال طرفا محايدا ولكن القيادة السوفيتية رأت في فنلندا حليفا لألمانيا. لذا بدأ السوفييت شن هجوم مدفعي هائل في 25 يونيو ضد جميع المدن والمراكز الصناعية الرئيسية في فنلندا بما فيها هلسنكي وتوركو ولاهتي. وفي تلك الليلة قرر البرلمان الفنلندي في جلسته اعلان الحرب ضد الاتحاد السوفيتي[202][203].
قسمت فنلندا إلى منطقتي عمليات، فكان شمال فنلندا منطقة تجمع للجيش النرويجي وهدفه تنفيذ حركة فكي كماشة تجاه ميناء مورمانسك الاستراتيجي سميت بعملية الثعلب الفضي. أما جنوب فنلندا فلا يزال تحت مسؤولية الجيش الفنلندي. وكان هدف القوات الفنلندية في البداية استعادة كاريليا الفنلندية في بحيرة لادوغا بالإضافة إلى برزخ كاريليان الذي يضم مدينة فيبورغ ثاني أكبر مدينة في فنلندا[204][205].
المرحلة الثانية
في الثالث من يوليو أعطى هتلر أوامره لمجموعات الپانزر باستئناف العمليات العسكرية نحو الشرق بعدما لحقت وحدات المشاة بالدروع. إلا أن عاصفة مطرية -وهي طبيعية بالنسبة لموسم الصيف الروسي- أبطأت تقدم الپانرز من مجموعة الجيوش الوسطى واستطاع الروس من زيادة قوة دفاعاتهم[206]. هذا التأخير أعطى السوفييت الوقت بالتحضير لهجوم مضاد ضد مجموعة الجيوش الوسطى، حيث كان الهدف النهائي لتلك الجيوش هي سمولينسك التي تشرف على الطريق إلى موسكو، وعلى الألمان مواجهة خط دفاعي سوفييتي قديم تحصنت به ستة جيوش. فبدأ السوفييت بشن هجوما مضادا هائلا في 6 يوليو باستخدام الفيلق الميكانيكي الخامس والسابع من الجيش العشرين[207]، فاصطدم مع فيالق الپانرز 39 و47 الألمانية في معركة خسر فيها الجيش الأحمر 832 دبابة من أصل 2000 في خمسة أيام من القتال الشرس[208]. وسبب سحق الألمان لهذا الهجوم المضاد إلى مصادفة وجود طائرات السرب الوحيد للوفتواف القادرة على اختراق الدبابات[208]. فعبر جيش الپانزر الثاني نهر الدنيبر وأغلق على سمولينسك من الجنوب، بينما قام جيش الپانزر الثالث بعد سحق الهجوم السوفيتي بالإغلاق المدينة من الشمال، فعلقت بين فكي الكماشة 3 جيوش سوفيتية. وقد استولت فرقة پانزر التاسعة والعشرين على سمولينسك في 16 يوليو ومع ذلك ظلت هناك فجوة داخل مجموعة الجيوش الوسطى. وفي 18 يوليو تقدمت مجموعات الپانزر مسافة عشرة كيلومتر (6.2 ميل) لسد الثغرة، إلا أنها لم تغلق حتى 5 أغسطس عندما أُسر أكثر من 300 ألف جندي من الجيش الأحمر ودمرت 3205 دبابة سوفياتية. وتمكن عدد كبير من جنود الجيش الأحمر من الفرار ليكونوا حاجزا بين الألمان وموسكو مع استمرار المقاومة[209].
أدرك الألمان بعد مرور أربعة أسابيع من الحملة أنهم استخفوا بقوة السوفييت[210]. وكانت القوات الألمانية قد استخدمت إمداداتها الأولية، وسرعان مااستنتج الجنرال بوك أن الجيش الأحمر لم يظهر كل قوته، وأيضا ازدادت الصعوبات الألمانية بسبب المشاكل اللوجستية من التموين والذخيرة[211]. وبدأت العمليات بالتباطؤ حتى يتم إعادة تزويد الوحدات بالمؤن اللازمة؛ مهد هذا التأخير لتبني إستراتيجية جديدة تتناسب مع الوضع المستحدث[212]. ففقد هتلر ثقته بمعارك التطويق وذلك لتمكن أعداد ضخمة من السوفييت من الهرب من معارك الكماشة[212]. وقد اعتقد بأنه قادرٌ على إلحاق الهزيمة بالسوفيت بتوجيه ضربة قوية لاقتصادهم ليحرمهم من عمليات الإنتاج للاستمرار في الحرب ما معناه ايقاف العمليات الصناعية في وسط خاركوف وحوض دونيتس والسيطرة على آبار نفط القوقاز في الجنوب والاستيلاء السريع على ليننغراد وهي مركز أساسي للإنتاج العسكري في الشمال[213].
جادل الجنرالان فرانز هالدر آمر القيادة العليا للجيوش الألمانية وفيدور فون بوك قائد مجموعة الجيوش الوسطى ومعهم معظم الجنرالات المشاركين في عملية بارباروسا بشدة حول وجوب التوجه المباشر نحو موسكو عوضًا عن القيام بعمليات في الشمال والجنوب[214][215]، وذلك للأهمية النفسية عند الإستيلاء على العاصمة السوفياتية، بالإضافة إلى أن موسكو كانت مركزا رئيسيا لإنتاج الأسلحة ومركز عمليات النقل واتصالات السوفيت. وأشارت تقارير المخابرات إلى أن الجزء الأكبر من الجيش الأحمر تم نشره بالقرب من موسكو بقيادة سيميون تيموشينكو للدفاع عنها[212]. وقد أرسل هالدر وبوك الجنرال هاينز جوديريان قائد الجيش الثاني بانزر إلى هتلر لإقناعه بمواصلة الهجوم على موسكو، إلا أن هتلر أصدر أمرا إلى جوديريان (متجاوزا بوك وهالدر) بإرسال دبابات مجموعة الجيوش الوسطى إلى الشمال والجنوب فأوقف التقدم نحو موسكو مؤقتا[216]. واقتناعا منه بحجة هتلر عاد غودريان إلى ضباطه القياديين متخذا خطوة بالإنتقال إلى خطة الفوهرر مما أدى إلى ازدراءه[217].
شمال فنلندا
- مقالة مفصلة: عملية الثعلب الفضي
انطلق الجيش النرويجي في 29 يونيو ليستولي على مورمانسك في هجوم الكماشة. واقترب هجوم الكماشة الشمالي بقيادة فيلق الجبل النرويجي من مورمانسك خلال عبوره حدود بيتسامو. ولكن التقدم الألماني بعد تأمين رقبة شبه جزيرة ريباتشي ووصولهم إلى نهر ليتسا قد توقف في منتصف يوليو بسبب المقاومة العنيفة للجيش 14 السوفياتي. فحاول الألمان اختراق الجبهة خلال عدة هجمات ولكنها لم تؤد إلى أي نتيجة مما أصبح طريقها نحو بارباروسا مسدودا أمام الألمان[218][219].
اما الكماشة الاخرى فبدأ هجومها في 1 يوليو بهجوم الفيلق الألماني 36 بالتعاون مع الفيلق الثالث الفنلندي لاستعادة منطقة سالا لفنلندا ثم توجه شرقا لقطع طريق سكة حديد مورمانسك بالقرب من كاندالاكشا. وواجهت الوحدات الألمانية صعوبة كبيرة في التعامل مع ظروف القطب الشمالي، إلا أنهم وبعد قتال عنيف تمكنوا من احتلال سالا في 8 يوليو. وللحفاظ على قوة الدفع تقدمت القوات الألمانية الفنلندية شرقا إلى أن توقفت في بلدة كيرالي أمام المقاومة السوفياتية. وفي جهد مستقل توجه الفيلق الثالث الفنلندي جنوبا كي يصل سكك مورمانسك الحديدية عبر تضاريس القطب الشمالي. وتمكن من تحقيق تقدم سريع عندما واجه فرقة واحدة فقط من الجيش 7 السوفياتي. وفي 7 أغسطس استولوا على كستنغا عند وصولهم ضواحي أوختا. ولكن تعزيزات الجيش الأحمر الضخمة منعت أي مكاسب اضافية في كلا الجبهتين، وانتقلت القوة الألمانية-الفنلندية من الهجوم إلى الدفاع[220][221].
كاريليا
كانت الخطة الفنلندية في الجنوب في كاريليا هو التقدم نحو بحيرة لادوغا بأسرع ماأمكن، فاخترقت القوات السوفياتية بالمنتصف. فاستعادت الأراضي الفنلندية شرق بحيرة لادوغا قبل البدء بالتقدم بمحاذاة مضيق كاريليان كي تستعيد فيبورغ. وبدأ الهجوم الفنلندي في 10 يوليو حيث امتاز جيش كاريليا بالكثرة أمام المدافعين السوفييت من الجيش 7 والجيش 23 لذلك تمكن من التقدم بسرعة. فاستولى على مفترق طرق هام في لويمولا في 14 يوليو. بحلول 16 يوليو وصلت أولى الوحدات الفنلندية بحيرة لادوغا في كورينوجا، فتمكنت من تحقيق هدفها وهو تقطيع القوة السوفيتية، ثم تقدم إلى الجنوب الشرقي نحو كاريليا خلال بقية يوليو فتوقف عند الحدود الفنلندية السوفياتية السابقة في مانزيلا[222][223].
مع تقليص القوات السوفياتية إلى النصف بدأ الهجوم على مضيق كاريليان. فحاول الجيش الفنلندي تطويق تشكيلات سوفيتية كبيرة في سورتافالا وهيتولا من خلال التقدم إلى الشواطئ الغربية لبحيرة لادوغا. وبحلول منتصف أغسطس نجحت عملية التطويق واستولوا على كلتا المدينتين ولكن العديد من التشكيلات السوفياتية تمكنت من الهرب عن طريق البحر. وإلى الغرب انطلق الفنلنديون ليهاجموا فيبورغ، ومع انهيار المقاومة السوفياتية تمكنوا من تطويق المدينة عن طريق التقدم نحو نهر فووكسي، فاستولوا عليها في 30 أغسطس، إلى جانب التقدم واسع على باقي مضيق كاريليان. وبحلول بداية سبتمبر تمكنت فنلندا من استعادة حدودها قبل حرب الشتاء[224][223].
المرحلة الثالثة
وسط روسيا
- مقالة مفصلة: معركة أومان
بحلول منتصف يوليو تقدم الألمان عدة اميال داخل كييف جنوب مستنقعات بريبيت، ثم توجه بعدها جيش الپانزر الأول نحو الجنوب بينما قام الجيش الألماني الـ17 بالانقضاض شرقًا فحاصر ثلاثة جيوش سوفييتية بالقرب من أومان[225]. وبعد سحق الجيب السوفييتي عادت الدبابات وتوجهت شمالًا فعبرت نهر الدنيبر، في هذا الأثناء افترق جيش الپانزر الثاني عن مجموعة الجيوش الوسطى وعبر نهر ديسنا مع الجيش الثاني وعلى إثر ذلك تمكنوا من حصار 4 جيوش سوفييتية واجزاء من جيشين آخرين[226].
بحلول شهر أغسطس ومع تقلص منافع سلاح الطيران لوفتواف وتضائل مخزوناتها بسرعة نتيجة للقتال، عاد الطلب على الدعم الجوي بقوة مع استعادة الطيران السوفييتي (VVS) نشاطه. فوجدت لوفتواف نفسها أنها تكافح كي تحافظ على التفوق الجوي في المعارك[227]. ومع بداية ظهور الاحوال الجوية السيئة في اكتوبر اضطرت لوفتاف الى وقف جميع عملياتها الجوية. أما الطيران السوفييتي وبالرغم من أنه واجه نفس الصعوبات الجوية، إلا أنه امتاز بالأفضلية بالطيران بفضل تجربة ماقبل الحرب بالتحليق في الطقس البارد، وحقيقة أنه كان يعمل من قواعد جوية ومطارات سليمة[228]. وبحلول ديسمبر تمكن الطيران السوفييتي من أن يصبح ندا للوفتواف وحتى أنه كان يضغط لتحقيق تفوق جوي في ساحات القتال[229].
ليننغراد
- مقالة مفصلة: حصار لينينغراد
بدأ جيش الپانزر الرابع هجومه الأخير على ليننغراد بعدما وصلته التعزيزات من مجموعة جيش الوسط والمتمثلة بالدبابات. في 8 أغسطس تمكن جيش الپانزر من اختراق دفاعات السوفيت، حيث هاجم الجيش الـ16 الألماني الجهة الشمالية الشرقية، وهاجم الجيش الـ18 الألماني استونيا وتقدم نحو بحيرة بايبس، بنهاية أغسطس كان جيش الپانزر الرابع قد تقدم مسافة 48 كيلومتر (30 ميل) من ليننغراد أما الفنلنديين[o] فقد قاموا بالاندفاع جنوب شرق بحيرة لادوغا وصولا إلى الحدود الفنلندية-السوفيتية القديمة[231].
مع بداية هجوم الألمان على لينينغراد في أغسطس 1941؛ عمل 400,000 من سكان المدينة على بناء تحصينات للمدينة مع استمرار القتال في "الأشهر السوداء" الثلاثة التالية لسنة 1941، في حين انضم 160,000 آخرين إلى صفوف الجيش الأحمر. فازدادت الروح السوفياتية الجماعية في كل مكان قوة في مقاومة الألمان في لينينغراد فانضمت القوات الاحتياطية ووحدات ميليشيا نارودنو (أوبولتشيني) الحديثة التي تكونت من كتائب العمال وأيضا من تشكيلات الطلبة في حفر الخنادق وهم مستعدون للدفاع عن المدينة[232]. وفي 7 سبتمبر استولت الفرقة ال 20 الآلية الألمانية على شليسلبورغ فقطعت جميع الطرق البرية على لينينغراد. وقطع الألمان خط الحديد تجاه موسكو واستولوا على سكة حديد مورمانسك بمساعدة فنلندية لتدشين بداية حصار استمر لأكثر من عامين[233][234].
في هذا المرحلة كان هتلر قد أعطى أوامره بأن تُمسح مدينة ليننغراد من على وجه الأرض دون اخذ أي أسير، وبحلول التاسع من سبتمبر بدأت مجموعة جيش الشمال اندفاعها الأخير وبغضون عشرة أيام تقدمت 11 كيلومتر (6.8 ميل) من المدينة[235] إلا أن الاندفاع في 10 كـم (6.2 ميل) الأخيرة كان بطيئًا وازدادت الخسائر. فقد هتلر صبره وقال إن ليننغراد لا يجب اقتحامها بل يجب إخضاعها بالمجاعة. وبذلك أصدرت القيادة العليا التوجيه رقم 41/1601 في 22 سبتمبر 1941 الذي أعطى ملائمة لخطط هتلر[236]. وقد جردت مجموعة الجيوش الوسطى قواتها من بانزر فبقي ثابتا مما جعله عرضة للعديد من الهجمات السوفياتية المضادة ولا سيما هجوم يلنيا الذي عانى فيه الألمان من أول هزيمة تكتيكية كبرى منذ بدء الغزو؛ أعطى هذا النصر للجيش الأحمر دفعة قوية جدا للروح المعنوية السوفياتية[237]. دفعت هذه الهجمات هتلر إلى ان يراجع مرة أخرى اهتمامه إلى مجموعة الجيوش الوسطى ودفعها تجاه موسكو. فتلقى جيشي بانزر الثالث والرابع الأوامر بقطع حصار لينينغراد وأن يتوجهوا صوب مجموعة الجيوش الوسطى لدعمها في الهجوم على موسكو[238][239].
كييف
- مقالة مفصلة: معركة كييف (1941)
قبل البدء بالهجوم على موسكو كان لابد من إنهاء العمليات العسكرية في كييف. فنصف مجموعة جيش الوسط راوح مكانه إلى الجنوب في الخلف من كييف، في حين انتقلت مجموعة جيش الجنوب إلى الشمال من رأس جسر دنيبر[240]. واكتمل تطويق القوات السوفياتية في كييف في 16 سبتمبر. وتلا ذلك معركة عنيفة قام الالمان فيها بدك القوات السوفييتية بالدبابات والمدفعية والقصف الجوي. وبعد 10 أيام من القتال الشرس ادعى الألمان أنهم اسروا 665,000 من الجنود السوفييت، على الرغم من أن الرقم الحقيقي على الأرجح كان حوالي 220,000 أسير[241]. أما الخسائر السوفياتية فكانت 452,720 رجلا و3,867 قطعة مدفعية وقذائف هاون من 43 فرقة من الجيوش السوفيتية ال5 وال24 وال26 وال37[240]. وعلى الرغم من الاستنزاف والخسائر التي واجهت بعض الوحدات الألمانية (أكثر من 75 في المئة من رجالها) نتيجة للقتال المكثف، إلا أن الخسارة الهائلة للسوفيات في كييف وهزائم الجيش الأحمر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العملية ساهمت بافتراض الألمان أن عملية تايفون (الهجوم على موسكو) لها امكانية النجاح[242].
وسط وشمال فنلندا
استأنف التقدم الألماني الفنلندي على سكة حديد مورمانسك في كيرالي في وسط فنلندا. فجرت عملية تطويق كبرى من الشمال والجنوب لمحاصرة الفيالق السوفياتية والسماح للفيلق 36 بالتقدم شرقا[243]. فوصلت في أوائل سبتمبر إلى تحصينات الحدود السوفياتية القديمة لسنة 1939. فتم اختراق خط الدفاع الأول في نهر فويتا في 6 سبتمبر، ولكن لم تتمكن الهجمات على الخط الرئيسي في نهر فيرمان من اختراقه[244]. فنقل الجيش النرويجي جهوده الرئيسية جنوبا أمام الجمود في هذا القطاع. وفي الجنوب شن الفيلق الثالث الفنلندي هجوما جديدا على سكة حديد مورمانسك في 30 أكتوبر مدعوما بتعزيزات من الجيش النرويجي لمواجهة المقاومة السوفيتية، فتمكنت من الوصول لمسافة 30 كيلومتر (19 ميل) من السكك الحديدية. عندها أمرت القيادة العليا الفنلندية بوقف جميع العمليات الهجومية في القطاع يوم 17 نوفمبر بسبب ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية عليها بعدم تعطيل شحنات المساعدات المتحالفة إلى الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي دفع الحكومة الفنلندية إلى وقف التقدم على سكة حديد مورمانسك. ومع رفض فنلندا القيام بأي عمليات هجومية إضافية وأيضا عدم قدرة ألمانيا على القيام بذلك بمفردها، فإن الجهد الألماني الفنلندي في وسط وشمال فنلندا قد وصل إلى نهايته[245][246].
كاريليا
- مقالة مفصلة: غزو فنلندا لشرق كاريليا (1941)
ضغط الألمان على فنلندا لتوسيع انشطتها الهجومية فى كاريليا لمساعدتهم فى عملية لينينغراد. إلا أن الهجمات الفنلندية على لينينغراد نفسها ظلت محدودة. وقد أوقفت تقدمها قبل وصولها لينينغراد بمسافة قريبة حيث لم يكن لديها نية لمهاجمتها. أما في شرق كاريليا فقد كان الوضع مختلفا، حيث وافقت الحكومة الفنلندية على إعادة الهجوم على كاريليا السوفيتية للوصول إلى بحيرة أونيغا ونهر سفير. وفي 4 سبتمبر أطلقت حملتها الجديدة من على جبهة واسعة. على الرغم من تعزيز المدافعين السوفييت للجيش 7 بقوات احتياط جديدة إلا أن الخسائر فادحة أتت من مكان آخر على الجبهة مما يعني أنهم لم يكونوا قادرين على مقاومة التقدم الفنلندي، فسقطت أولونتس في 5 سبتمبر. ثم وصلت الوحدات الأمامية الفنلندية إلى نهر سفير في 7 سبتمبر[247]، ثم سقطت عاصمة المنطقة بيتروزوفودسك في 1 أكتوبر. من هناك تحرك جيش كاريليا شمالا محاذيا لساحل بحيرة أونيغا لتأمين ماتبقى من منطقة غرب بحيرة أونيغا، وفي الوقت نفسه أنشئ موقع دفاعي على طول نهر سفير. ومع دخول الشتاء استمروا بالتقدم ولكن ببطء خلال الأسابيع التالية. فدخلوا مدينة بيتروزوفودسك في 5 ديسمبر ثم بوفنتسا في اليوم التالي. وتوقفت فنلندا في 7 ديسمبر عن جميع العمليات الهجومية وانتقلت إلى موقف الدفاع[248][249].
المرحلة الرابعة
- مقالة مفصلة: معركة موسكو
بعد الهزيمة في كييف فقد الجيش الأحمر تفوقه العددي على الالمان ولم يعد هناك جنود احتياط ليتم ارسالهم لميدان المعارك. للدفاع عن موسكو قام ستالين بتوزيع 800,000 رجل ضمن 83 فرقة عسكرية 25 منها كانت ذو تاثير أو على مستوى من الفعالية القتالية. في 30 سبتمبر 1941 بدأ الالمان بتنفيذ عملية تايفون وهي التوجه نحو موسكو[250][251]، كان امام مجموعة جيش الوسط سلسلة من الخطوط الدفاعية أولها فيازما وثانيها موجايسك[226]. بدأ الفلاحون الروس يفرون من الوحدات الألمانية المتقدمة ويحرقون محاصيلهم المحصودة ويقودون أبقارهم ويدمرون المباني في قراهم كجزء من سياسة الأرض المحروقة التي تهدف إلى منع آلة الحرب النازية من الإمدادات والمواد الغذائية اللازمة[252].
أولى الضربات التي فاجأت السوفيت كانت انقضاض جيش الپانزر الثاني العائد من الجنوب على أوريول والتي تقع على بعد 121 كـم (75 ميل) جنوب خط الدفاع السوفيتي الرئيس الأول[226]. وبعدها بثلاثة أيام اندفعت وحدات الپانزر نحو بريانسك فيما قام الجيش الثاني بالهجوم من الغرب[253] مطوقين بذلك الجيوش ال 3 وال 13 السوفيتية، إلى الشمال هاجم جيش الپانزر ال 3 وال 4 مدينة فيازما مطوقين 5 جيوش سوفيتية وهي 19 و20 و24 و32[226] وبذلك فان الخط الدفاعي الأول لموسكو قد تبعثر، هذا الجيب كلف السوفيت 663,000 اسير وبهذا أصبح العدد الكلي للاسرى السوفيت منذ بدأ الاجتياح 3 ملايين جندي وماتبقى للسوفيت هو 90,000 رجل و 150 دبابة للدفاع عن موسكو[254].
أعلنت الحكومة الألمانية توقعاتها بالإستيلاء الوشيك على موسكو وحاولت اقناع المراسلين الأجانب بقرب انهيار السوفييت[255]. في 13 أكتوبر تقدم جيش الپانزر الثالث مسافة 140 كـم (87 ميل) من العاصمة[226]. وأعلن عن تنفيذ الاحكام العرفية في العاصمة موسكو. كان الطقس في تدهور مستمر منذ بدأ عملية تايفون مع انخفاض درجات الحرارة واستمرار هطول الأمطار محولا شبكة الطرق غير معبدة إلى وحل مما أدى إلى صعوبة الدبابات الألمانية في اجتيازها[256] واصبحت تتقدم بواقع 2 ميل(3 كيلومتر) يوميا، في حين أن الدبابات السوفييتية T-34 لها مسار أوسع وملائمة أكثر للمرور على الوحل[257]. فتدهورت الإمدادات بشكل كبير[258] مما دفع القيادة العليا للجيش الألماني في 31 أكتوبر إلى وقف عملية تايفون مؤقتا وذلك لإعادة تنظيم الجيوش، هذا التوقف المؤقت اعطى السوفيت الوقت الكافي لتعزيز مواقعهم وتنظيم تشكيلات من الاحتياطين الناشطين حديثا[259][260]. بفضل شبكة السكك الحديد التي يستخدمها الجيش الأحمر قام السوفيت بتنظيم 11 جيش جديد خلال فترة شهر أو أكثر ضمت 30 فرقة عسكرية من القوات السيبيرية تم استدعائها من الشرق بعدما اكدت أجهزة الاستخبارات السوفيتية لستالين انه ليس هناك خطر من اليابانيين[261]. فوصل خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1941 أكثر من 1,000 دبابة و 1,000 طائرة إلى جانب القوات السيبيرية للمساعدة في الدفاع عن المدينة[262].
مع تصلب الأرض بسبب الطقس البارد[p] استأنف الألمان هجومهم على موسكو في 15 نوفمبر[264]. وعلى الرغم من أن القوات نفسها قادرة على التقدم مرة أخرى، إلا أنه لم يطرأ تحسن في وضع الإمدادات. فواجه الالمان 6 جيوش سوفيتية وهي الجيش ال 5 و16 و30 و43 و49 و50. لذا خطط الالمان في ان يقوم جيش الپانزر ال3 و 4 بعبور قناة موسكو ليقوموا باقفال العاصمة من الشمال الشرقي. بينما يتولى جيش الپانزر الثاني بالهجوم على تولا واغلاق موسكو من الجنوب[265]. وعلى اثر ذلك يتحرك السوفيت للاطراف للدفاع عنها، عندها يقوم جيش الپانزر الرابع بالهجوم على وسط المدينة. وبعد أسبوعين من القتال المتواصل وبنقصان الوقود والذخيرة تمكن الالمان من الزحف ببطئ نحو موسكو. إلا أنه تم صد هجوم جيش الپانزر الثاني في الجنوب، حيث قامت الوحدات السيبيرية في 22 نوفمبر وبدعم من الجيشين 49 و50 بالهجوم عليه فألحقت الهزيمة به. ولكن مجموعة بانزر الرابعة تمكنت من دفع الجيش السوفياتي ال 16 إلى الوراء، ونجحت في عبور قناة موسكو وبدأت عملية التطويق[266].
تمكن جزء من فرقة المشاة ال258 في يوم 2 ديسمبر من التقدم مسافة 24 كـم (15 ميل) من العاصمة موسكو، وقد كانوا قريبين جدا بحيث أن الضباط الألمان ادعوا أنهم استطاعوا رؤية أبراج الكرملين[267]. وتمكنت كتيبة الإستطلاع من الوصول إلى بلدة خيمكي على بعد حوالي 8 كـم (5.0 ميل) من العاصمة السوفياتية، فاستولت على الجسر فوق قناة موسكو-فولغا وأيضا على محطة السكك الحديدية، وعد ذلك أقصى تقدم للقوات الألمانية إلى الشرق[268]. وعلى الرغم من التقدم المحرز إلا أن تلك الفترة يكون موسم العواصف الثلجية قد بدأ[269] وبدأت معه معاناة الفيرماخت الذي لم يكن مجهزا للخوض في معارك شتوية[270] وإن كان الجيش السوفياتي أكثر ملائمة للقتال في ظروف الشتاء وإن واجههم نقص الإنتاج من الملابس الشتوية. ولكن تبقى القوات الألمانية هي الأسوأ في المعاناة مع الثلوج العميقة التي تعوق المعدات والحركة[271][272]. وتسبب الطقس السيء بتقويض فعالية سلاح الجو الألماني (اللوڤتڤاف)، مما منع العمليات الجوية واسعة النطاق[273]. ووصل عدد الوحدات السوفياتية التي انشئت حديثا بالقرب من موسكو أكثر من 500,000 رجل، مما جعلها تقوم بهجوم مضاد هائل ضد الألمان يوم 5 ديسمبر، وتوقف الهجوم في 7 يناير 1942 بعد دفع الجيوش الألمانية العودة مسافة 100-250 كم (62-155 ميل) من موسكو[274]. وبدا أن الفيرماخت قد خسر معركة موسكو. فعملية اجتياح الاتحاد السوفيتي كلفت الجيش الألماني أكثر من 830,000 رجل[275].
النتائج
بعد فشل معركة موسكو بدأت مراجعة جميع الخطط الألمانية لهزيمة الاتحاد السوفياتي، فقد تسببت الهجمات السوفياتية المضادة في ديسمبر 1941 بوقوع خسائر فادحة لكلا الجانبين، ولكنها أدت في النهاية إلى القضاء على التهديد الألماني لموسكو[276][277]. وفي محاولة لشرح الأوضاع أصدر هتلر التوجيه رقم 39 الذي أشار فيه أن دخول فصل الشتاء والبرد الشديد أدى إلى فشل ألمانيا[278]، في حين أن السبب الرئيسي هو عدم استعداد ألمانيا العسكري لمثل تلك المؤسسة العملاقة[279]. كان تحت تصرف الفيرماخت في 22 يونيو 1941 حوالي 209 فرقة منها 163 فرقة هجومية. وبعد أقل من عام من غزو الاتحاد السوفياتي أي في 31 مارس 1942 قلصت قدرات الفيرماخت الميدانية إلى 58 فرقة هجومية[280]. عناد الجيش الأحمر وقدرته الفعالة على الهجوم المضاد فاجىء الألمان بقدر ما فاجئ السوفيات الهجوم الألماني عليهم. كان ستالين وبدعم من دفاعه الناجح وفي محاولة لتقليد الألمان أراد أن يبدأ حملته الخاطفة وليس فقط ضد القوات الألمانية التي تحيط بموسكو ولكن ضد جيوشهم في الشمال والجنوب[281]. تسببت الهجمات الألمانية الفاشلة غضب هتلر فأعفى المارشال فالتر فون براوخيتش من منصبه، واستلم شخصيا قيادة الجيش الألماني بتاريخ 19 ديسمبر 1941[282].
تأثر الاتحاد السوفياتي بشدة من الصراع حيث فقد مساحات واسعة من أراضيه، وعانى من خسائر ضخمة في الرجال والعتاد. ومع ذلك فقد أثبت الجيش الأحمر قدرته على مواجهة هجمات الفيرماخت، خاصة عندما بدأ الألمان يعانون من نقص لا يمكن تعويضه من القوى العاملة والأسلحة والتموين والوقود[283]. على الرغم من الزيادة الهائلة في الإنتاج سنة 1942 في شرق الأورال وأيضا سرعة نقل أسلحة الجيش الأحمر منها وخاصة الدروع وأنواع جديدة من الطائرات والمدفعية إلا أن الفيرماخت تمكن من شن هجوم آخر واسع النطاق في يوليو 1942 ولكنه قلص كثيرا جبهة المعارك مقارنة بالصيف الماضي. بعد أن أدرك هتلر أن إمدادات النفط في ألمانيا قد استنزفت بشدة[284] وجه قواته للهجوم على حقول النفط في باكو بهدف الاستيلاء عليها، في عملية أطلق عليها إسم العملية الزرقاء[285]. ولكن للمرة الثانية تمكن الألمان من اجتياح مساحات واسعة من الأراضي السوفيتية، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم النهائية بعد هزيمتهم في معركة ستالينغراد[286].
بحلول 1943 أضحى إنتاج الأسلحة السوفياتية يعمل بكامل طاقته وتخطى بقوة إنتاج ألمانيا الحربي[287]. وكان آخر هجوم ألماني ضخم في مسرح العمليات الشرقي من الحرب العالمية الثانية قد انطلق مابين يوليو-أغسطس 1943 بإسم عملية سيتاديل وهو الهجوم على جيب كورسك[288]. حيث واجه مايقرب من مليون جندي ألماني قوة سوفيتية تعدادها 2.5 مليون جندى. وبعد فشل عملية سيتاديل أنطلق السوفييت بعد ذلك بهجمات مضادة حشدوا فيها ستة ملايين رجل بجبهة طولها 1500 ميل مقابل نهر دنيبر بعدما دفعوا الألمان تجاه الغرب[289]. وفي نهاية المطاف تمكن الجيش الأحمر من تحرير الكثير من الأراضي التي احتلها الألمان قبل صيف 1944، وذلك باستخدام هجمات متطورة طموحة وتكتيكية إلى جانب إجراء تحسينات عملية في السرية والخداع[290]. وقد أعطى تدمير مجموعة الجيوش الوسطى نتيجة عملية باغراتيون النجاح الحاسم للسوفييت؛ فتوالت هجماتهم سنة 1944 ضد مجموعات جيوش الشمال والجنوب الألمانية مما جعل آلة الحرب الألمانية تتراجع[291]. وما أن حل يناير 1945 إلا وقد كان الجيش السوفيتي قد استهدف العاصمة الألمانية برلين[292]. انتهت الحرب مع الهزيمة الكاملة والاستسلام ألمانيا النازية في مايو 1945[293].
جرائم الحرب
- مقالات مفصلة: أينزاتسغروبن
- الجرائم النازية ضد أسرى الحرب السوفييت
بما أن الاتحاد السوفيتي لم يوقع على اتفاقية جنيف، ولكن هذا لا يعني أن جنودها معفيون تماما من الحماية التي توفرها الإتفاقية؛ أما ألمانيا التي وقعت على المعاهدة فقد كانت ملزمة بإعطاء أسرى الحرب السوفييت الرعاية وفقا لأحكامها (كما فعلت عموما مع أسرى الحرب الحلفاء)[294][295]. ووفقا للسوفييت فهم لم يوقعوا على اتفاقية جنيف 1929 بسبب المادة 9 التي من خلالها فرضت فصل عنصري لأسرى الحرب في مخيمات مختلفة وهذا يتنافى مع الدستور السوفيتي[296]. وتنص المادة 82 من الاتفاقية على أنه "في حالة الحرب، وعندما لايكون أحد المتحاربين طرفا في الاتفاقية فإن أحكامه تظل سارية المفعول بين الأطراف المتحاربة"[297]. وعلى الرغم من ذلك فقد دعا هتلر إلى أن تكون المعركة ضد الاتحاد السوفييتي "كفاحا من أجل الوجود" وشدد على "افناء" الجيوش الروسية، وهي عقلية ساهمت في ارتكاب جرائم حرب ضد أسرى الحرب السوفييت[298]. وقد كتب مارتن بورمان في مذکرة نازیة بتاريخ 16 یولیو 1941 مقتبسا من ھتلر قائلا: "یجب أن تکون المنطقة العملاقة [المحتلة] هادئة في أسرع وقت ممکن وھذا سیحدث في أحسن الأحوال إن کان ینبغي إطلاق النار علی أي شخص یبدو غريبا"[299][300]. وقد استفاد النازيون من عدم توقيع السوفييت على الاتفاقية بأنها كانت ورقة في أيديهم وبررت سلوكهم وفقا لذلك. ولكن حتى لو وقع السوفييت فمن المستبعد أن يوقف هذا سياسة الإبادة الجماعية النازية تجاه المقاتلين والمدنيين وأسرى الحرب السوفييت[301].
أصدر هتلر قبل الحرب أمر المفوضين الشهير الذي طالب فيه بقتل جميع المفوضين السياسيين السوفييت الذين أسروا في الجبهة فورا وبدون محاكمة[302]. فساهم الجنود الألمان في عمليات القتل الجماعي هذه مع أعضاء أس أس-أينزاتسغروبن (بالألمانية: SS-Einsatzgruppen) وأحيانا على مضض بدعوى "الضرورة العسكرية"[303][304]. وفي عشية الغزو أُبلغ الجنود الألمان بأن معركتهم "تتطلب تدابير قاسية وقوية ضد محرضين بلشفيين ومقاتلين ومخربين ويهود والقضاء التام على كل المقاومة النشطة والسلبية". وسٌمح بالعقاب الجماعي ضد أي هجمات حزبية؛ إذا تعذر بسرعة التعرف على مرتكب الجريمة فإن الحل هو حرق القرى والإعدامات الجماعية التي تعد أعمالا انتقامية مقبولة[305]. ومع أن غالبية الجنود الألمان استقبلوا تلك الجرائم بالرضا بسبب الدعاية النازية التي صورت الجيش الأحمر بالعرق الأدنى (أونترمينش)، إلا أن عدد قليل من الضباط الألمان البارزين احتجوا علنا على ذلك[306]. وتوفي نحو مليوني أسير حرب سوفيتي من المجاعة خلال بارباروسا وحدها[307]. ولم يتمكن الكثير من أسرى الحرب الجائعون من المشي بأنفسهم [308]. وبنهاية الحرب مات حوالي 58% من أسرى الحرب السوفييت في مراكز الإعتقال الألمانية[309].
نفذت الشرطة الألمانية والقوات العسكرية بالإضافة إلى المتعاونين المحليين جرائم منظمة ضد المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال[310][311]. قامت فرق الموت أينزاتسغروبن تحت قيادة مكتب الأمن الرئيسي للرايخ بمذابح كبيرة لليهود والشيوعيين في أراضي السوفيتية المحتلة. وفي 18 ديسمبر 1941 ناقش هيملر وهتلر "المسألة اليهودية" حيث أشار هيملر إلى نتيجة الاجتماع في كتاب تعيينه: "يجب أن يبادوا كالبارتيزان". ووفقا لما ذكره كريستوفر براوننج فإن هذا قد مثل القرار النازي "بإبادة اليهود وحل ماسمى "المسألة اليهودية" تحت غطاء قتل البارتيزان"[312]. ووفقا للسياسات النازية ضد الشعوب الآسيوية "الأدنى" كان للتركمان أيضا نصيب من الإضطهاد. فقد ذكر الأمير والي كاجوم خان في تقرير مابعد الحرب:بأنهم سجنوا في معسكرات الإعتقال تحت ظروف فظيعة حيث قتل أولئك الذين يعتقد أن لديهم سمات "منغولية" يوميا. كما استهدف إينزاتسغروبن الآسيويين حيث كانوا عرضة للتجارب الطبية المميتة والقتل في "معهد التمريض" في كييف[313]. وقد كان هتلر يتلقى تقارير عن عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها إينزاتسغروبن التي ترسلها أولا إلى مكتب الأمن الرئيسي للرايخ فيقوم هاينريش مولر رئيس الجيستابو بتجميعها في تقرير موجز[314].
أضحت ممارسة جنود الجيش الألماني التاسع هي حرق المنازل التي يشتبه في كونها أماكن اجتماعات البارتيزان وتسميم آبار المياه. ففي خاركوف رابع أكبر مدينة في الاتحاد السوفييتي أصبح الطعام فقط لعدد قليل من المدنيين الذين يعملون للألمان أما الباقي فقد تعرضوا للموت جوعا[315]. وأرسل الألمان إلى ألمانيا الآلاف من السوفييت لاستخدامهم سخرة بدءا من سنة 1942[316].
أما مواطنوا لينينغراد فقد تعرضوا لحصار وقصف عنيف استمر 872 يوما فمات فيه أكثر من مليون شخص من الجوع، منهم حوالي 400,000 طفل دون سن 14[317][318][319]. وأدى الحصار الألماني الفنلندي إلى منع المدينة من الغذاء والوقود ومواد الخام حتى وصلت حصص الإعاشة إلى نسب منخفضة، فنال السكان غير العاملين أربعة أوقيات (خمس شرائح رقيقة) من الخبز وحساء وقليل من الماء يوميا[320]. فجعل الجوع من سكان المدينة بأن أكلوا الحيوانات الحية والنافقة وكذلك أدوية الشعر والفازلين. وبلغ الجوع واليأس من البعض بان أكلوا لحم البشر؛ فسجلات السوفييت ذكرت أن 2،000 شخص اعتقلوا بسبب "اكلهم اللحم البشرية" خلال الحصار، 886 منهم خلال الشتاء الأول من عام 1941-42[319]. وكانت خطة الفيرماخت هي حصار لينينغراد بالكامل وتجويع سكانها ومن ثم تدمير المدينة كلها[234].
العنف الجنسي
أضحى اغتصاب الجنود الألمان للنساء السوفيتيات ظاهرة مستشرية في الشرق حيث جرت فيها وبانتظام أعمالا جنسية عنيفة[321]. وفي بعض الأحيان ساهمت وحدات كاملة بتنفيذ مايزيد عن ثلث حالات الاغتصاب الجماعي لتلك الجريمة[322]. أما مايتعلق بالنساء اليهوديات فهن يقتلن على الفور عقب عملية الإغتصاب[323]. وأكدت المؤرخة بيرجيت بيك أن استخدام المراسم العسكرية للسماح بالأعمال الوحشية وعلى عدة مستويات قد دمرت الأسس لأي محاكمة على جرائم العنف الجنسي التي ارتكبها الجنود الألمان في شرق الإتحاد السوفيتي[324]. وادعت أيضا أن الكشف عن مثل هذه الحالات كان محدودا بحقيقة أن العنف الجنسي كثيرا مايحدث في مساكن المدنيين[325].
الأهمية التاريخية
اعتبرت عملية بارباروسا بأنها أكبر عملية عسكرية في التاريخ البشري، فقد نشر فيها أكثر عدد من الرجال والدبابات والذخيرة والطائرات أكثر من أي وقت مضى في هجوم واحد[326]. وقد فتح الغزو مسرح الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية وهي أكبر ساحة قتال للحرب خلال ذلك الصراع، وشهد مواجهات عنف وتدمير لم يسبق لهما مثيل منذ أربع سنوات أسفرت عن مقتل أكثر من 26 مليون شخص من السوفيات[327]. وعدد قتلى الجبهة الشرقية هو أكثر من قتلى جميع المعارك الأخرى في أنحاء العالم خلال الحرب العالمية الثانية[328]. وكان الضرر الذي لحق بالاقتصاد والمناظر الطبيعية هائلا بالنسبة للاتحاد السوفييتي حيث دمر مايقرب من 1,710 بلدة و70,000 قرية[329].
تسبب فشل عملية بارباروسا وبالتالي اخفاق المانيا في تحقيق أهدافها في تغيير المشهد السياسي لأوروبا وتقسيمه إلى كتلتين شرقية وغربية[330]. وقد ملئ الاتحاد السوفياتي الفراغ السياسي الذي خلفته العملية في النصف الشرقي من القارة عندما أمن ستالين غنائمه الإقليمية في الفترة 1944-1945 ووضع جيشه الأحمر في بلغاريا ورومانيا والمجر وبولندا وتشيكوسلوفاكيا والجزء الشرقي من ألمانيا[331]. خوف ستالين من عودة أي قوة ألمانية وعدم ثقته في دول الحلفاء ساهمت في مبادرة سوفيتية لوحدة سلافية ثم تحالف لاحق لتلك الدول[332]. وأشار المؤرخان ديفيد غلانتز وجوناثان هاوس إلى أن عملية بارباروسا[q] لم تؤثر على ستالين فقط ولكن على من تبعه من القادة السوفييت، حيث ادعيا أنها "لونت" العقلية الإستراتيجية على مدى "العقود الأربعة التالية" وحرضت على إنشاء "نظام متطور من دول عميلة وحاجزة لعزل الاتحاد السوفيتي عن أي هجوم مستقبلي محتمل[333]". ونتيجة لذلك أصبحت أوروبا الشرقية شيوعية في تصرفها السياسي ووقعت أوروبا الغربية تحت التأثير الديمقراطي للولايات المتحدة وهي دولة غير مؤكدة لسياساتها المستقبلية في أوروبا[334].
مقالات ذات صلة
- الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية
- معركة كييف (1941)
- التسلسل الزمني للجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية
- عملية الثعلب الفضي
- خسائر المعارك الجوية بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي
مصادر
ملاحظات
- باستثناء 395,799 شخص اعتبروا غير صالحين للخدمة لأسباب غير قتالية، ونقلوا خارج قطاعات الجيش لتلقي العلاج، وعولجوا في مرافق طبية أهلية/المحلية. وبالنهاية عاد 98% من هؤلاء ال 395,799 شخص إلى الخدمة الفعلية وكثير منهم بعد علاج قصير، مما يعني أن حوالي 8,000 شخص أصبحوا من الخسائر.
- See: Mark Axworthy, Third Axis Fourth Ally: Romanian Armed Forces in the European War, 1941–1945. pages 58 and 286.
- See:Robert Kirchubel. Operation Barbarossa: The German Invasion of Soviet Russia. Bloomsbury Publishing. Chapter: "Opposing Armies".
- شمل فقط قتلى الفنلنديين في شمال فنلندا خلال عملية الثعلب الفضى.[15]
- تقول الجملة الأولى من التوجيه 21 "يجب أن يكون الفيرماخت الألماني مستعدا لسحق روسيا السوفيتية في حملة سريعة حتى قبل نهاية الحرب ضد إنجلترا."[59]
- وذكر أيضا أن أعداد كبيرة من هيئة الأركان العامة الألمانية اعتقدوا أن روسيا مجرد "عملاق من طين" غير مستقرة سياسيا ومليئة الأقليات الساخطة وحكمها ليس قويا وعسكريتها ضعيفة"[63]
- فيما يتعلق بهذا الخطأ الاستراتيجي، أكد المؤرخ ديفيد ستون أنه "إذا كان قرار هتلر بغزو روسيا في عام 1941 هو أعظم خطأ منفرد في الحكم، فإن قراره التالي بعدم ضرب موسكو بقوة وبسرعة كان بالتأكيد الثاني المتمم."[76]
- كانت الفيضانات سيئة جدا بحيث كتبت الجارديان: "لقد انتهت حملة البلقان بالسرعة المرسومة، وسحبت القوات الموجودة هناك لنقلها إلى روسيا بالسرعة القصوى حسب الخطة، ولكن لم يكن نفس الشيء في الطرف الآخر، فهناك تأخير واضح في بدء الحملة الروسية. وفوق ذلك كان هناك ربيع رطب جدا؛ وكانت روافد الأنهار على مستوى الفيضانات حتى مايو، والأراضي المجاورة للأنهر متشبعة ومستنقعات غير قابلة للمرور."[87]
- عد الرئيس الفنلندي ريستو ريتي الهجوم ضد الاتحاد السوفييتي بانه جزء من النضال ضد البلشفية أحد "الأعداء التقليديين" في فنلندا".[92]
- مناطق الاتحاد السوفيتي العسكرية الغربية
- 171 فرقة
- مناطق الاتحاد السوفيتي العسكرية الغربية
- مناطق الاتحاد السوفيتي العسكرية الغربية
- مناطق الاتحاد السوفيتي العسكرية الغربية
- Significant planning for Finnish participation in the campaign against the Soviet Union was conducted well-before the plan's actual implementation.[230]
- كانت درجة الحرارة حول موسكو في يوم 12 نوفمبر 1941 حوالي −12 °م (10 °ف).[263]
- استخدم غلانتز وهاوس تعبير الحرب الوطنية الكبرى، وهو الإسم السوفيتي للحرب العالمية الثانية، ولكن المصطلح عبر عن الصراع الضخم بين الإتحاد السوفيتي وألمانيا النازية.
المراجع
- Clark 2012، صفحة 73.
- Glantz 2001، صفحة 9.
- Glantz 2010a، صفحة 20.
- Glantz 2001، صفحة 9، قدر 2.68 مليون.
- Glantz 1998، صفحات 10–11, 101, 293، قدر 2.9 مليون.
- Taylor 1974، صفحة 98، قدر 2.6 مليون.
- Mercatante 2012، صفحة 64.
- Clark 2012، صفحة 76.
- Glantz 2010a، صفحة 28، قدر 7,133 طائرة.
- Mercatante 2012، صفحة 64، قدر 9,100 طائرة.
- Clark 2012، صفحة 76، قدر 9,100 طائرة.
- Askey 2014، صفحة 178.
- Bergström 2007، صفحة 117.
- Askey 2014، صفحة 185.
- Ziemke 1959، صفحة 184.
- Krivosheev 1997، صفحات 95–98.
- Sharp 2010، صفحة 89.
- Rich 1973، صفحات 204–221.
- Rees 2010.
- Snyder 2010، صفحات 175–186.
- United States Holocaust Memorial Museum 1996، صفحات 50–51.
- Stackelberg 2002، صفحة 188.
- Förster 1988، صفحة 21.
- Hillgruber 1972، صفحة 140.
- Shirer 1990، صفحة 716.
- Stackelberg 2007، صفحة 271.
- Fahlbusch 1999، صفحات 241–264.
- Evans 1989، صفحة 59.
- Breitman 1990، صفحات 340–341.
- Evans 1989، صفحات 59–60.
- Burleigh 2000، صفحة 512.
- Burleigh & Wippermann 1991، صفحة 100.
- Förster 2005، صفحة 127.
- Majer 2003، صفحة 180.
- Gellately 1990، صفحة 224.
- Himmler 1940، صفحات 147–150.
- Mazower 2009، صفحة 181.
- Rössler & Schleiermacher 1996، صفحات 270–274.
- Ingrao 2013، صفحة 140.
- Förster 1988، صفحة 23.
- Ingrao 2013، صفحات 138–142.
- Kirby 1980، صفحة 120.
- Hildebrand 1973، صفحة 89.
- Roberts 2006، صفحة 30.
- Bellamy 2007، صفحات 56–59.
- Shirer 1990، صفحات 668–669.
- Brackman 2001، صفحة 341.
- Roberts 2006، صفحة 57.
- Service 2005، صفحة 259.
- Service 2005، صفحات 259–260.
- Weeks 2002، صفحة 98.
- Hartmann 2013، صفحات 9–24.
- Ericson 1999، صفحة 127.
- Ericson 1999، صفحات 129–130.
- Kay 2006، صفحة 31.
- Roberts 2011، صفحات 147–148.
- Hildebrand 1973، صفحة 105.
- Overy 1996، صفحة 60.
- Hartmann 2013، صفحة 13.
- Fritz 2011، صفحة 51.
- Stackelberg 2007، صفحة 258.
- Brackman 2001، صفحة 344.
- Megargee 2000، صفحة 110.
- Wette 2007، صفحات 21–22.
- Gorodetsky 2001، صفحات 69–70.
- Ericson 1999، صفحة 162.
- Palmer 2010، صفحات 187–188.
- Patterson 2003، صفحة 562.
- Handrack 1981، صفحة 40.
- Klemann & Kudryashov 2012، صفحة 33.
- Rich 1973، صفحة 212.
- Megargee 2000، صفحات 131–134.
- Seaton 1972، صفحات 59–63.
- Higgins 1966، صفحات 11–59.
- Glantz 2010a، صفحة 18.
- Stone 2011، صفحة 195.
- Glantz 2010b، صفحات 19, 60.
- Clark 2012، صفحة 72.
- Glantz 2010b، صفحات 55–60.
- Seaton 1972، صفحات 32–36.
- Shirer 1990، صفحة 822.
- Müller 2016، صفحة 175.
- Bergström 2007، صفحة 12.
- Hastings 2012، صفحة 141.
- Overy 2006، صفحات 490–491.
- Ziemke 1959، صفحة 138.
- Guderian 2002، صفحة 145.
- Bradley & Buell 2002، صفحات 35–40.
- Hardesty 2012، صفحة 6.
- Shirer 1990، صفحات 829–830.
- Beevor 2012، صفحة 163.
- Menger 1997، صفحة 532.
- Glantz 2010a، صفحات 20, 34.
- Glantz 2010a، صفحات 20, 25.
- Clark 2012، صفحات 73–74.
- Glantz 2012، صفحة 36.
- Baker 2013، صفحات 26–27.
- Glantz 2012، صفحة 14.
- Glantz 2012، صفحة 40.
- Breitman 1991، صفحة 434.
- Hilberg 1961، صفحات 177–183.
- Glantz 2010a، صفحة 21.
- Clark 2012، صفحة 56.
- Clark 2012، صفحة 55.
- Glantz 1998، صفحة 26.
- Glantz 2012، صفحة 55.
- Clark 2012، صفحة 57.
- Glantz 2012، صفحة 22.
- Clark 2012، صفحة 58.
- Berthon & Potts 2007، صفحة 47.
- Waller 1996، صفحة 192.
- Roberts 1995، صفحة 1293.
- Waller 1996، صفحات 196–198.
- Roberts 2011، صفحة 155.
- Hastings 2016، صفحات 110–113.
- Waller 1996، صفحة 202.
- Glantz 2012، صفحة 15.
- Glantz 2010a، صفحات 21–22.
- Glantz 1998، صفحات 10–11, 101, 293.
- Taylor 1974، صفحة 98.
- Glantz 2010a، صفحات 22–23, 51.
- Glantz 1998، صفحة 293.
- Glantz 1998، صفحة 107.
- Glantz & House 1995، صفحة 68.
- Sakwa 2005، صفحات 225–227.
- Kirshin 1997، صفحة 385.
- Macksey 1989، صفحة 456.
- Seaton 1972، صفحات 91–93.
- Hastings 2012، صفحة 140.
- Glantz 2012، صفحة 23.
- Seaton 1972، صفحة 93.
- Glantz 1998، صفحة 109.
- Dunnigan 1978، صفحة 82.
- Rayfield 2004، صفحة 315.
- Glantz 2010a، صفحة 28.
- Glantz 1998، صفحة 13.
- المكتبة العسكرية الروسية.
- Uldricks 1999، صفحات 626–627.
- Smelser & Davies 2008، صفحة 243.
- Uldricks 1999، صفحات 631, 633, 636.
- Bar-Joseph & Levy 2009، صفحة 476.
- Uldricks 1999، صفحة 630.
- Humpert 2005، صفحة 72.
- Roberts 1995، صفحة 1326.
- Mawdsley 2003، صفحات 819–820.
- Bar-Joseph & Levy 2009، صفحة 477.
- Kirchubel 2005، صفحة 26,29.
- Kirchubel 2003، صفحة 31.
- Kirchubel 2007، صفحة 31.
- Glantz 2012، صفحات 290–303.
- Kirchubel 2005، صفحة 26.
- Kirchubel 2005، صفحة 29.
- Kirchubel 2007، صفحة 30.
- Kirchubel 2005، صفحة 31.
- Glantz 2012، صفحات 302–303.
- Clark 2012، صفحة 81.
- Glantz 2012، صفحة 287.
- Kirchubel 2007، صفحات 33–34.
- Seaton 1972، صفحة 98.
- Clark 2012، صفحة 70.
- Braithwaite 2010، صفحة 74.
- Seaton 1972، صفحة 99.
- Clark 2012، صفحة 92.
- Clark 2012، صفحة 82.
- The Führer to the German People (1941).
- Ueberschär & Müller 2008، صفحة 244.
- Glantz 2012، صفحات 31–33.
- Roberts 2011، صفحة 156.
- Clark 2012، صفحة 83.
- Glantz 2010a، صفحة 31.
- Askey 2014، صفحة 253.
- Fritz 2011، صفحة 85.
- Glantz 2012، صفحة 51.
- Fritz 2011، صفحات 85–86.
- Bergström 2007، صفحة 20.
- Bergström 2007، صفحة 23.
- Hardesty 2012، صفحة 9.
- Hardesty 2012، صفحة 8, 390.
- Glantz 2012، صفحة 19.
- Hardesty 2012، صفحة 54.
- Glantz 2010a، صفحة 54.
- Glantz 2012، صفحة 37.
- Glantz 2012، صفحة 38.
- Glantz 2012، صفحة 93.
- Fritz 2011، صفحات 89, 140.
- Glantz 2012، صفحة 41.
- Glantz 2012، صفحة 42.
- Glantz 2012، صفحات 43–44, 225.
- Glantz 2012، صفحات 21, 43–44.
- Glantz 2012، صفحة 45.
- Glantz 2012، صفحات 45, 112.
- Glantz 2010a، صفحات 29–33.
- Seaton 1972، صفحات 119–125.
- Glantz 2010a، صفحات 29–33, 56.
- Murray & Millett 2000، صفحات 122–123.
- Fritz 2011، صفحات 88, 509.
- Seaton 1972، صفحة 111.
- Glantz 2010a، صفحات 56–57.
- Forczyk 2014، صفحة 253.
- Glantz 2010a، صفحات 54–56.
- Glantz 2010a، صفحات 60–62.
- Nenye et al. (2016), pp. 36, 39–41.
- Mann & Jörgensen (2002), pp. 74–76.
- Ueberschär (1998), pp. 941–944; 974–980.
- Nenye et al. (2016), pp. 38–41.
- Glantz 2010a، صفحة 63.
- Glantz & House 2015، صفحة 70.
- Bellamy 2007، صفحة 240.
- Murray & Millett 2000، صفحات 123–124.
- Dear & Foot 1995، صفحة 88.
- Keegan 1989، صفحة 189.
- Battle for Russia, 1996.
- Keegan 1989، صفحة 195.
- Keegan 1989، صفحات 192–194.
- Wright 1968، صفحة 38.
- Seaton 1982، صفحات 177–178.
- Seaton 1982، صفحة 178.
- Mann & Jörgensen (2002), pp. 81–87.
- Ueberschär (1998), pp. 941–944.
- Ueberschär (1998), pp. 941–951.
- Mann & Jörgensen (2002), pp. 87–93.
- Nenye et al. (2016), pp. 67–86.
- Ueberschär (1998), pp. 970–974.
- Nenye et al. (2016), pp. 87–109.
- Thomas 2012، صفحة 13.
- Thomas 2012، صفحات 12–14.
- Hardesty 2012، صفحة 84.
- Hardesty 2012، صفحة 83–85.
- Hardesty 2012، صفحة 103.
- Ueberschär 1998، صفحات 455–470.
- Klink 1998، صفحات 631–641.
- Werth 1964، صفحة 199.
- Miller & Commager 2001، صفحات 68–69.
- Beevor 2012، صفحة 204.
- Hitler Strikes East, 2009.
- Forczyk 2009، صفحة 11.
- Werth 1964، صفحات 189–190, 195–197.
- Müller 2016، صفحة 180.
- Cooper 1984، صفحات 328–330.
- Glantz & House 1995، صفحة 77.
- Glantz & House 2015، صفحة 94.
- Fritz 2011، صفحة 145.
- Ziemke 1959، صفحات 170–172.
- Ziemke 1959، صفحات 174–178.
- Ueberschär (1998), pp. 941–953.
- Mann & Jörgensen (2002), pp. 93–97.
- Menger 1997، صفحة 533.
- Ueberschär (1998), pp. 974–980.
- Nenye et al. (2016), pp. 109–132.
- Stone 2011، صفحة 215.
- Stahel 2009، صفحة 440.
- Gilbert 1989، صفحات 241–242.
- Gilbert 1989، صفحة 242.
- Glantz & House 1995، صفحة 343.
- Smith 2000، صفحات 83–91.
- Hill 2016، صفحات 250, 255.
- Gilbert 1989، صفحة 244.
- Shepherd 2016، صفحات 178–179.
- Gilbert 1989، صفحات 245–246.
- Hill 2016، صفحات 255, 265.
- Gilbert 1989، صفحة 245.
- Keegan 1989، صفحة 203.
- Gilbert 1989، صفحة 255.
- Roberts 2011، صفحات 174–175.
- Roberts 2011، صفحات 175–176.
- Glantz & House 2015، صفحات 104–108.
- Glantz & House 2015، صفحة 106.
- Commager 1991، صفحة 144.
- Shirer 1990، صفحة 1032.
- Glantz & House 1995، صفحات 85, 87.
- Glantz & House 1995، صفحة 87.
- Hill 2016، صفحات 301, 305.
- Mosier 2006، صفحة 184.
- Glantz & House 1995، صفحات 91–97.
- Fritz 2011، صفحة 209.
- Müller 2016، صفحات 181–182.
- Baker 2009، صفحات 50–56.
- Baker 2009، صفحة 54.
- Shepherd 2016، صفحة 536.
- Wegner 1990، صفحة 792.
- Müller 2016، صفحة 181.
- Baudot et al. 1989، صفحة 482.
- Baudot et al. 1989، صفحات 482–483.
- Hayward 2000، صفحة 769.
- Symonds 2014، صفحة 70.
- Baker 2009، صفحات 57–68.
- Dunn 1995، صفحات 44–45.
- Baudot et al. 1989، صفحة 483.
- Glantz 2002، صفحات 36–41.
- Shepherd 2016، صفحات 444–450, 463–467.
- Baker 2009، صفحات 87–97.
- Baker 2009، صفحة 98.
- Burleigh 2000، صفحات 794–812.
- Bellamy 2007، صفحات 16, 20–23.
- UGA Digital Commons نسخة محفوظة 28 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Bellamy 2007، صفحة 20.
- ICRC-Geneva Convention نسخة محفوظة 04 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Kershaw 2001، صفحات 355–389.
- Browning 1998، صفحة 10.
- Förster 1988، صفحة 31.
- Bellamy 2007، صفحات 20–21.
- Kershaw 2001، صفحات 357–359.
- Wette 2007، صفحات 198–199.
- Förster 1998، صفحات 507–513.
- Förster 1988، صفحة 26.
- Ueberschär & Müller 2008، صفحة 246.
- Hartmann 2013، صفحات 89–94.
- Beevor 2012، صفحة 213.
- Glantz 2012، صفحة 48.
- Glantz & House 1995، صفحات 56–57.
- Browning 1998، صفحات 10–12.
- Browning 2000.
- Breitman 1990، صفحات 341–343.
- Langerbein 2003، صفحات 33–34.
- Moskoff 2002، صفحات 54–57.
- Glantz & House 1995، صفحة 57.
- Siege of Leningrad 2011.
- Miller & Commager 2001، صفحة 69.
- Beevor 2012، صفحة 289.
- Miller & Commager 2001، صفحة 68.
- Mühlhäuser 2010، صفحة 74.
- Shepherd 2016، صفحة 285.
- Mühlhäuser 2010، صفحة 134.
- Beck 2004، صفحة 327.
- Beck 2004، صفحة 328.
- Overy 1996، صفحة 68.
- Moskoff 2002، صفحة 236.
- Weinberg 2005، صفحة 243.
- Hartmann 2013، صفحة 160.
- Hartmann 2013، صفحات 152–153.
- Hartmann 2013، صفحة 153.
- Roberts 2014، صفحات 258–260.
- Glantz & House 2015، صفحة 364.
- Hartmann 2013، صفحات 154–155.
فهرس المراجع
مطبوعات
- Askey, Nigel (2014). Operation Barbarossa: The Complete Organisational and Statistical Analysis, and Military Simulation. (II B). U.S.: Lulu Publishing. .
- Baker, Lee (2009). The Second World War on the Eastern Front. London: Pearson Longman. .
- Baker, Lee (2013). The Second World War on the Eastern Front. Routledge. .
- Bar-Joseph, Uri; Levy, Jack S. (Fall 2009). "Conscious Action and Intelligence Failure". Political Science Quarterly. 124 (3): 461–488. doi:10.1002/j.1538-165X.2009.tb00656.x.
- Bartov, Omer (2001). The Eastern Front, 1941–45: German Troops and the Barbarisation of Warfare. London: Palgrave Macmillan. .
- Baudot, Marcel; Bernard, Henri; Foot, Michael R.D.; Jacobsen, Hans-Adolf (1989). The Historical Encyclopedia of World War II. New York and Oxford: Facts on File. .
- Beck, Birgit (2004). Wehrmacht und sexuelle Gewalt. Sexualverbrechen vor deutschen Militärgerichten, 1939–1945 (باللغة الألمانية). Paderborn: Schöningh Verlag. .
- Beevor, Antony (2012). . New York: Back Bay Books. .
- Bellamy, Chris (2007). Absolute War: Soviet Russia in the Second World War. Vintage Books. .
- Bergström, Christer (2007). Barbarossa – The Air Battle: July–December 1941. Classic Publications. .
- Berthon, Simon; Potts, Joanna (2007). Warlords: An Extraordinary Re-creation of World War II Through the Eyes and Minds of Hitler, Churchill, Roosevelt, and Stalin. Da Capo Press. .
- Brackman, Roman (2001). The Secret File of Joseph Stalin: A Hidden Life. Portland and London: Frank Cass Publishing. .
- Bradley, John; Buell, Thomas (2002). Why Was Barbarossa Delayed? The Second World War: Europe and the Mediterranean. Square One Publishing. .
- Braithwaite, Rodric (2010). Moscow 1941: A City and Its People at War. Profile Books. .
- Breitman, Richard (1991). "Himmler and the 'Terrible Secret' among the Executioners". Journal of Contemporary History. 26 (3/4): 431–451. doi:10.1177/002200949102600305. JSTOR 260654.
- Breitman, Richard (1990). "Hitler and Genghis Khan". Journal of Contemporary History. 25 (2/3): 337–351. doi:10.1177/002200949002500209. JSTOR 260736.
- Browning, Christopher R. (1998). Ordinary Men: Reserve Police Battalion 101 and the Final Solution in Poland (الطبعة 1). New York: HarperCollins. .
- Burleigh, Michael; Wippermann, Wolfgang (1991). . Cambridge University Press. .
- Burleigh, Michael (2000). The Third Reich: A New History. Pan Macmillan. .
- Clark, Lloyd (2012). Kursk: The Greatest Battle: Eastern Front 1943. Headline Review. .
- Commager, Henry (1991). . Brassey's Publishing. .
- Cooper, Matthew (1984). . New York: Bonanza Books. .
- Dear, Ian; Foot, M.R.D., المحررون (1995). The Oxford Guide to World War II. Oxford; New York: Oxford University Press. .
- Dunn, Walter S. Jr. (1995). The Soviet Economy and the Red Army, 1930–1945. Westport, CT: Praeger. .
- Dunnigan, James (1978). The Russian Front. Arms & Armour Press. .
- Ericson, Edward (1999). Feeding the German Eagle: Soviet Economic Aid to Nazi Germany, 1933–1941. Praeger Publishing. .
- Evans, Richard J. (1989). In Hitler's Shadow. New York, NY: Pantheon.
- Evans, Richard J. (2008). The Third Reich at War. London: Allen Lane. .
- Fahlbusch, Michael (1999). Die Südostdeutsche Forschungsgemeinschaft (باللغة الألمانية). German Historical Institute. .
- Forczyk, Robert (2006). Moscow 1941: Hitler’s first defeat. Osprey. .
- Forczyk, Robert (2009). Leningrad 1941–44: The Epic Siege. Oxford, UK: Osprey. .
- Forczyk, Robert (2014). Tank Warfare on the Eastern Front 1941–1942. Pen and Sword. .
- Förster, Jürgen (Winter 1988). "Barbarossa Revisited: Strategy and Ideology in the East" ( كتاب إلكتروني PDF ). Jewish Social Studies. 50 (1/2): 21–36. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 30 مارس 2016.
- Förster, Jürgen (1998). "Operation Barbarossa as a War of Conquest and Annihilation". In Boog, Horst; Förster, Jürgen; Hoffmann, Joachim; Klink, Ernst; Müller, Rolf-Dieter; Ueberschär, Gerd R. (المحررون). Germany and the Second World War. IV [Attack on the Soviet Union]. Translated by Dean S. McMurry, Ewald Osers, Louise Willmot. Oxford and New York: Clarendon Press. .
- Förster, Jürgen (2005). "The German Military's Image of Russia". Russia War, Peace and Diplomacy. London: Weidenfeld & Nicolson.
- Fritz, Stephen (2011). Ostkrieg: Hitler's War of Extermination in the East. University Press of Kentucky. .
- Gellately, Robert (1990). The Gestapo and German Society: Enforcing Racial Policy, 1933–1945. Clarendon Press. .
- Gilbert, Martin (1989). . New York: Henry Holt and Company. .
- Glantz, David; House, Jonathan (1995). When Titans Clashed: How the Red Army Stopped Hitler. University Press of Kansas. .
- Glantz, David (1998). Stumbling Colossus: The Red Army on the Eve of World War. University Press of Kansas. .
- Glantz, David (2001). The Soviet-German War 1941–1945: Myths and Realities: A Survey Essay. A Paper Presented as the 20th Anniversary Distinguished Lecture at the Strom Thurmond Institute of Government and Public Affairs. Clemson University. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
- Glantz, David (2002). Slaughterhouse: The Encyclopedia of the Eastern Front. Garden City, NY: The Military Book Club. .
- Glantz, David (2010a). Barbarossa Derailed: The Battle for Smolensk, Volume 1. Helion & Company. .
- Glantz, David (2010b). Barbarossa Derailed: The Battle for Smolensk, Volume 2. Helion & Company. .
- Glantz, David (2012). Operation Barbarossa: Hitler's invasion of Russia 1941. The History Press. .
- Glantz, David; House, Jonathan (2015). When Titans Clashed: How the Red Army Stopped Hitler. Revised and Expanded Edition. University Press of Kansas. .
- Gorodetsky, Gabriel (2001). Grand Delusion: Stalin and the German Invasion of Russia. Yale University Press. .
- Guderian, Heinz (2002). Panzer Leader. Cambridge, MA: Da Capo Press. .
- Handrack, Hans-Dieter (1981). Das Reichskommissariat Ostland: Die Kulturpolitik Der Deutschen Verwaltung Zwischen Autonomie Und Gleichschaltung 1941–1944 (باللغة الألمانية). Hann. Münden: Gauke. .
- Hartmann, Christian (2013). Operation Barbarossa: Nazi Germany's War in the East, 1941–1945. Oxford University Press. .
- Hardesty, Von (2012). Red Phoenix Rising: The Soviet Air Force in World War II. University Press of Kansas. .
- Hastings, Max (2012). Inferno: The World at War, 1939–1945. New York: Vintage. .
- Hastings, Max (2016). The Secret War: Spies, Ciphers, and Guerrillas, 1939–1945. New York: Harper. .
- Hayward, Joel (July 2000). "Too Little, Too Late: An Analysis of Hitler's Failure in August 1942 to Damage Soviet Oil Production" ( كتاب إلكتروني PDF ). The Journal of Military History. 64 (3): 769–794. doi:10.2307/120868. JSTOR 120868. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 فبراير 2019.
- Higgins, Trumbull (1966). Hitler and Russia: The Third Reich in a Two-Front War, 1937–1943. Macmillan Publishing. ASIN B0000CNOQU.
- Hilberg, Raul (1961). The Destruction of the European Jews. Chicago: Quadrangle Books.
- Hildebrand, Klaus (1973). . Berkeley and Los Angeles: University of California Press. .
- Hillgruber, Andreas (1972). "Die "Endlösung" und das deutsche Ostimperium als Kernstück des rassenideologischen Programms des Nationalsozialismus". Vierteljahrshefte für Zeitgeschichte (باللغة الألمانية). Munich: Oldenbourg Wissenschaftsverlag GmbH. 20 (2): 133–153. JSTOR 30197201.
- Hill, Alexander (2016). The Red Army and the Second World War. UK: Cambridge University Press. .
- Himmler, Heinrich (1940). "Reflections on the Treatment of Peoples of Alien Races in the East". Trials of War Criminals Before the Nuernberg Military Tribunals Under Control Council Law No. 10. 13. District of Columbia: US Government Printing Office. صفحات 147–150. .
- Hooker, Richard D., Jr. (Spring 1999). "The World Will Hold Its Breath': Reinterpreting Operation Barbarossa". Parameters. United States Army War College: 150–64. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019.
- Humpert, David (2005). "Viktor Suvorov and Operation Barbarossa: Tukhachevskii Revisited". Journal of Slavic Military Studies. 18 (1): 59–74. doi:10.1080/13518040590914136. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
- Ingrao, Christian (2013). Believe and Destroy: Intellectuals in the SS War Machine. Malden, MA.: Polity. .
- Kay, Alex J. (2006). Exploitation, Resettlement, Mass Murder: Political and Economic Planning for German Occupation Policy in the Soviet Union, 1940–1941. New York: Berghahn Books. . مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2019.
- Keegan, John (1989). . New York: Viking. .
- Kershaw, Ian (2000). Hitler 1889–1936: Hubris. Penguin. .
- Kershaw, Ian (2001). Hitler, 1936–1945: Nemesis. New York; London: W. W. Norton & Company. .
- Kirby, D.G. (1980). Finland in the Twentieth Century: A History and an Interpretation. University of Minnesota Press. .
- Kirchubel, Robert (2005). Operation Barbarossa 1941: Army Group North. Osprey Publishing. .
- Kirchubel, Robert (2007). Operation Barbarossa 1941: Army Group Center. Osprey Publishing. .
- Kirchubel, Robert (2003). Operation Barbarossa 1941: Army Group South. Osprey Publishing. .
- Kirchubel, Robert (2013). Operation Barbarossa: The German Invasion of Soviet Russia. Bloomsbury Publishing. .
- Kirshin, Yuri (1997). "The Soviet Armed Forces on the Eve of the Great Patriotic War". In Wegner, Bernd (المحرر). From Peace to War: Germany, Soviet Russia, and the World, 1939–1941. Providence and Oxford: Berghahn Books. .
- Klemann, Hein; Kudryashov, Sergei (2012). Occupied Economies: An Economic History of Nazi-Occupied Europe, 1939–1945. New York: Berg. .
- Klink, Ernst (1998). "The Conduct of Operations". In Boog, Horst; Förster, Jürgen; Hoffmann, Joachim; Klink, Ernst; Müller, Rolf-Dieter; Ueberschär, Gerd R. (المحررون). Germany and the Second World War. IV [Attack on the Soviet Union]. Translated by Dean S. McMurry, Ewald Osers, Louise Willmot. Oxford and New York: Clarendon Press. .
- Krivosheev, G. F. (1997). Soviet Casualties and Combat Losses in the Twentieth Century. Greenhill Books. .
- Langerbein, Helmut (2003). Hitler's Death Squads: The Logic of Mass Murder. College Station: Texas A & M University Press. .
- Liedtke, Gregory (2016). Enduring the Whirlwind: The German Army and the Russo-German War 1941-1943. Helion and Company. .
- Macksey, Kenneth (1989). "Guderian". In Barnett, Correlli (المحرر). Hitler's Generals. Weidenfeld & Nicolson. .
- Mann, Chris M.; Jörgensen, Christer (2002). Hitler's Arctic War. Hersham, UK: Ian Allan Publishing. .
- Mawdsley, Evan (2003). "Crossing the Rubicon: Soviet Plans for Offensive War in 1940–1941". The International History Review. 25 (4): 818–865. ISSN 1618-4866.
- Majer, Diemut (2003). "Non-Germans" Under the Third Reich: The Nazi Judicial and Administrative System in Germany and Occupied Eastern Europe with Special Regard to Occupied Poland, 1939–1945. Johns Hopkins University Press. .
- Mazower, Mark (2009). Hitler's Empire: Nazi Rule in Occupied Europe. Penguin. .
- Megargee, Geoffrey (2000). Inside Hitler's High Command. Lawrence, KS: University Press of Kansas. .
- Menger, Manfred (1997). "Germany and the Finnish 'Separate War' Against the Soviet Union". In Wegner, Bernd (المحرر). From Peace to War: Germany, Soviet Russia, and the World, 1939–1941. Providence and Oxford: Berghahn Books. .
- Mercatante, Steven (2012). Why Germany Nearly Won: A New History of the Second World War in Europe. Praeger. .
- Meltyukhov, Mikhail (2000). Упущенный шанс Сталина. Советский Союз и борьба за Европу: 1939–1941 (باللغة الروسية). Вече. .
- Miller, Donald L.; Commager, Henry Steele (2001). The Story of World War II. New York: Simon and Schuster. .
- Mosier, John (2006). Cross of Iron: The Rise and Fall of the German War Machine, 1918–1945. New York: Henry Holt & Co. .
- Moskoff, William (2002). The Bread of Affliction: The Food Supply in the USSR During World War II. Cambridge University Press. .
- Mühlhäuser, Regina (2010). Eroberungen. Sexuelle Gewalttaten und intime Beziehungen deutscher Soldaten in der Sowjetunion, 1941–1945 (باللغة الألمانية). Hamburg: Hamburger Edition Verlag. .
- Müller, Rolf-Dieter (2016). Hitler's Wehrmacht, 1935–1945. Lexington: University Press of Kentucky. .
- Murray, Williamson; Millett, Allan R. (2000). A War To Be Won: Fighting the Second World War. Cambridge, MA:: Belknap Press of Harvard University Press. .
- Nenye, Vesa; Munter, Peter; Wirtanen, Tony; Birks, Chris (2016). Finland at War: The Continuation and Lapland Wars 1941–45. Osprey. .
- Overy, Richard (1996). . New York: Penguin. .
- Overy, Richard (2006). The Dictators: Hitler’s Germany, Stalin’s Russia. London and New York: W.W. Norton & Company. .
- Palmer, Michael A. (2010). The German Wars: A Concise History, 1859–1945. Minneapolis: Zenith Press. .
- Patterson, David (2003). The Complete Black Book of Russian Jewry. Transaction. .
- Rayfield, Donald (2004). Stalin and his Hangmen. Penguin Books. .
- Rich, Norman (1973). Hitler's War Aims: Ideology, the Nazi State, and the Course of Expansion. W.W. Norton. .
- Roberts, Andrew (2011). The Storm of War: A New History of the Second World War. New York: Harper Perrenial. .
- Roberts, Cynthia (1995). "Planning for War: The Red Army and the Catastrophe of 1941". Europe-Asia Studies. 47 (8): 1293. doi:10.1080/09668139508412322.
- Roberts, Geoffrey (2006). Stalin's Wars: From World War to Cold War, 1939–1953. Yale University Press. .
- Roberts, Geoffrey (2014). "Stalin's Wartime Vision of the Peace, 1939–1945". In Snyder, Timothy; Brandon, Ray (المحررون). Stalin and Europe: Imitation and Domination, 1928–1953. Oxford and New York: Oxford University Press. .
- Rössler, Mechtild; Schleiermacher, Sabine (1996). Der "Generalplan Ost." Hauptlinien der nationalsozialistischen Planungs- und Vernichtungspolitik (باللغة الألمانية). Akademie-Verlag.
- Sakwa, Richard (2005). The Rise and Fall of the Soviet Union. Routledge Publishing. .
- Seaton, Albert (1972). The Russo-German War, 1941–45. Praeger Publishers. .
- Seaton, Albert (1982). . New York: Meridian. .
- Service, Robert (2005). . Cambridge, MA: Harvard University Press. .
- Sharp, Jane (2010). Striving for Military Stability in Europe. Routledge. .
- Shepherd, Ben H. (2016). Hitler's Soldiers: The German Army in the Third Reich. New Haven and London: Yale University Press. .
- Shirer, William (1990). صعود وسقوط الرايخ الثالث. Simon & Schuster. .
- Smelser, Ronald; Davies, Edward J. (2008). The Myth of the Eastern Front: The Nazi-Soviet War in American Popular Culture (الطبعة Paperback). New York: مطبعة جامعة كامبريدج. .
- Smith, Howard (2000). Last Train from Berlin. Phoenix Press. .
- Snyder, Timothy (2010). Bloodlands: Europe between Hitler and Stalin. New York: Basic Books. .
- Stackelberg, Roderick (2002). Hitler's Germany: Origins, Interpretations, Legacies. London; New York: Taylor & Francis. .
- Stackelberg, Roderick (2007). The Routledge Companion to Nazi Germany. New York: Routledge. .
- Stahel, David (2009). Operation Barbarossa and Germany's Defeat in the East. Cambridge, UK: Cambridge University Press. .
- Stockings, Craig; Hancock, Eleanor (2013). Swastika over the Acropolis: Re-interpreting the Nazi Invasion of Greece in World War II. Brill. .
- Stone, David (2011). Shattered Genius: The Decline and Fall of the German General Staff in World War II. Philadelphia: Casemate. .
- Symonds, Craig (2014). Neptune: The Allied Invasion of Europe and the D-Day Landings. Oxford University Press. .
- Taylor, Alan (1974). . Octopus Books. .
- Thomas, Nigel (2012). The German Army 1939–45: Eastern Front 1941–43. Osprey Publishing. .
- Ueberschär, Gerd R.; Müller, Rolf-Dieter (2008). Hitler's War in the East, 1941-1945: A Critical Assessment. Berghahn Books. .
- Ueberschär, Gerd R. (1998). "The Involvement of Scandinavia in the Plans for Barbarossa". In Boog, Horst; Förster, Jürgen; Hoffmann, Joachim; Klink, Ernst; Müller, Rolf-Dieter; Ueberschär, Gerd R. (المحررون). Germany and the Second World War. IV [Attack on the Soviet Union]. Translated by Dean S. McMurry, Ewald Osers, Louise Willmot. Oxford and New York: Clarendon Press. .
- Uldricks, Teddy (Autumn 1999). "The Icebreaker Controversy: Did Stalin Plan to Attack Hitler?". Slavic Review. 58 (3): 626–643. doi:10.2307/2697571. JSTOR 2697571.
- United States Holocaust Memorial Museum (1996). . New York: Macmillan Publishing. .
- Waller, John (1996). The Unseen War in Europe: Espionage and Conspiracy in the Second World War. Tauris & Company. .
- Ward, John (2004). Hitler's Stuka Squadrons: The Ju 87 at War, 1936–1945. MBI Publishing. .
- Weeks, Albert (2002). Stalin's Other War: Soviet Grand Strategy, 1939–1941. Rowman & Littlefield. .
- Wegner, Bernd (1990). "Der Krieg gegen die Sowjetunion 1942/43". In Boog, Horst; Rahn, Werner; Stumpf, Reinhard; Wegner, Bernd (المحررون). Das Deutsche Reich und der Zweite Weltkrieg (باللغة الألمانية). VI [Der globale Krieg: Die Ausweitung zum Weltkrieg und der Wechsel der Initiative 1941– 1943]. Stuttgart: Deutsche Verlags-Anstalt. .
- Weinberg, Gerhard (2005). A World at Arms: A Global History of World War II. Cambridge University Press. .
- Werth, Alexander (1964). Russia at War, 1941–1945. New York: E.P. Dutton. ASIN B0000CMAU7.
- Wette, Wolfram (2007). الفيرماخت: التاريخ والأسطورة والواقع. Harvard University Press. .
- Wright, Gordon (1968). . New York: Harper & Row. .
- Ziemke, Earl F. (1959). The German Northern Theater of Operations, 1940–1945 ( كتاب إلكتروني PDF ). Washington D.C.: U.S. Government Printing Office. ASIN B0007ETEOM.
انترنت
- Aitken, Andy, Dave Flitton & James Wignall (directors), Dave Flitton (series producer); Dave Flitton, Andy Aitken & James Wignall (writers) (1996). The Battle for Russia (television documentary). بي بي إس. مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 201619 مارس 2015.
- Browning, Christopher (2000). "Evidence for the Implementation of the Final Solution". Web Genocide Documentation Center – Resources on Genocide, War Crimes and Mass Killing. University of the West of England. مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2017October 1, 2016.
- Browning, Christopher R. (2007). The Origins of the Final Solution: The Evolution of Nazi Jewish Policy, September 1939 – March 1942. U of Nebraska Press. Generalplan Ost: The Search for a Final Solution through Expulsion. . مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2019 – عبر Google Books.
- Davidson, Nick (producer) (2009). Hitler Strikes East (television documentary). NM Productions (for IMG Media). مؤرشف من الأصل في 08 مارس 202019 مارس 2015.
- Graham Royde-Smith, John. "European History: Operation Barbarossa". موسوعة بريتانيكا. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 202016 مايو 2015. (الاشتراك مطلوب)
- Grazhdan, Anna (director); Artem Drabkin & Aleksey Isaev (writers); Valeriy Babich, Vlad Ryashin, et. al (producers) (2011). Siege of Leningrad (television documentary). Star Media. مؤرشف من الأصل في 02 يناير 201915 مايو 2015.
- Meltyukhov, Mikhail Ivanovich. "Оценка советским руководством событий Второй мировой войны в 1939–1941" (باللغة الروسية). Russian Military Library Moscow. مؤرشف من الأصل في 08 أغسطس 201919 مارس 2015.
- "Modern History Sourcebook: The Molotov-Ribbentrop Pact, 1939". جامعة فوردهام. مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 201619 مارس 2015.
- Rees, Laurence (2010). "What Was the Turning Point of World War II?". HISTORYNET. مؤرشف من الأصل في 29 يناير 202008 يوليو 2017.
- "The Führer to the German People: 22 June 1941". Calvin College—German Propaganda Archive. مؤرشف من الأصل في 05 ديسمبر 201925 أغسطس 2017.
- United States Holocaust Memorial Museum (20 June 2014). "Nazi Persecution of Soviet Prisoners of War"24 مارس 2015.