الرئيسيةعريقبحث

غزوات الرسول محمد

غزوات المسلحين في جبل أحد

☰ جدول المحتويات


غزوات العصر النبوي أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول محمد إلى يثرب (المدينة المنورة ) وتأسيسه الدولة الإسلامية فيها. في ذلك الوقت شُرع للمسلمين الجهاد ، حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامي أو ما يطلق عليه الجهاد. من ناحية أخرى فكان بعض المهاجرين يريد تعويض خسائره حيث تركوا كل ما كانوا يملكون في مكة وقت فرارهم من تعذيب الكفار في مكة . وكانت قوافل المكيين التجارية إلى بلاد الشام وفلسطين تمر بالقرب من المدينة المنورة.

مقدمة وخلفية عن الأحداث التاريخية التي سبقت الغزوات

عندما كان المسلمون يعيشون في مكة كانوا يتعرضون للتنكيل والتعذيب من كفار قريش بسبب إيمانهم واعتقادهم، واستمر هذا لمدة ثلاثة عشر عاماً منذ بعثة النبي تعرض فيه المسلمون إلى شتى أنواع التعذيب والظلم، فكان المسلمون يتعرضون للتعذيب والحرق والإغراق والقتل أحيانًا. وعلى الجانب الاقتصادي كان الظلم عن طريق مصادرة المال دون وجه حق واغتصابه بالقوة، والطرد من الديار، هذا بخلاف ظلم النفس بالسب والقذف وتشويه السمعة، وسلب الحرية بالحبس والعزل عن المجتمع.[1]

أذن النبي للمؤمنين بالهجرة أولا إلى الحبشة حيث كان يحكم فيها ملك مسيحي عادل، سمح للمسلمين اللجوء إلى بلاده فعاش المسلمون الأوائل في بلاده في أمان. بعد ذلك وإزاء هذه الظروف والابتلاءات في مكة أذن الله لأتباع محمد الهجرة إلى المدينة المنورة، فلم يكن أمام المسلمون آنذاك إلا أصعب الحلول ألا وهو ترك الأهل والديار والبحث عن وطن جديد يؤويهم، وقد يكون أقرب وصف لوضع المسلمون حينئذ هو اللاجئون بلغة عصرنا هذا. وكان بدءُ خروجِهم إلى يثرب - وهو الاسم السابق للمدينة المنورة قبل الهجرة - في مطلع السّنة الثّالثة عشرة لِلبعْثَةِ النبوية.

إلا أن هروب المسلمون لم يعجب قريش التي لم تكف أذاها وأبت أن تترك المسلمون في سلام فأخذت تطاردهم حتى قتلت من قتلت ومنعت البعض من أخذ أموالهم وممتلكاتهم وعملت على تضييق الخناق عليهم بشكل عام ولذلك كان خروج المسلمون من مكّة يتم في الليل وفي تخفي خشية من قريش حتّى لا تمنعهم من الهجرة، ولِيَسْلًمُوا من أذاها حقنا لدمائهم وحتى يتمكنوا من إقامة شعائر دينهم والحياة في سلم.

ثم هاجر الرسول محمد من مكة إلى يثرب في العام الثالث عشر بعد بدء رسالته. وعندما وصل الرسول إلى المدينة التي أحسن أهلها المسلمون (ويسمون الأنصار) استقبال اخوانهم (المهاجرين) كان كل تركيزه في بناء مجتمع إسلامي قائم على المؤاخاة والسلام، فأول ما فعله الرسول هو بناء المسجد النبوي الذي لم يكن موضعاً لأداء الصلوات فحسب بل كان بمثابة جامعا يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام مباشرة من الرسول، كما ألف الرسول بين مختلف قبائل يثرب وعلى الأخص بين قبيلتي الأوس والخزرج، التي لطالما كانت تفتتها الحروب والنزعات في عصر الجاهلية قبل الإسلام.

ومع توثيق الرسول لقواعد المجتمع الإسلامي الجديد بإقامة الوحدة العقائدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، رأى أن يقوم بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان همه في ذلك هو توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتغالي. وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة سلام وحرية عبادة ودفاع مشترك، ولم يتجه الرسول إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام ولم تكن فكرة الحرب مطروحة.

ومع استقرار وضع المسلمون في المدينة ظهرت قريش مجدداً على الساحة مهددة ومتوعدة باستئصال المسلمون عن بكرة أبيهم، ولم تكتفي قريش بتهديد المسلمين فحسب بل شمل هذا التهديد أيضاً من يعيش معهم في المدينة في سلم، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي بن سلول بصفته رئيس الأنصار يقولون لهم في كلمات باتة:

إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم . وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي بن سلول ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لما يراه أنه أخذ ملكه - وبالفعل جمع من معه من عبدة الأوثان واجتمعوا لقتال المسلمين إلا أن النبي استطاع احتواءهم.[2]

ولما علمت قريش بفشل مخططها بإثارة الفتنة في المدينة عمدت إلى تهديد المسلمين مباشرةً وارسلت إليهم قائلة: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم، ونبيد خضراءكم في عقر داركم.

وإزاء كل هذه الأحداث وبعد أن أصبح المسلمون قوة أذن الله لهم بالقتال ورد العدوان - وهذا هو تعريف الجهاد في الإسلام - فنزلت الآيات الكريمة :

﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ۝ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ۝ سورة الحج الآيات، 39-41

وبعد ذلك شرع الجهاد أيضاً لتمكين العقيدة من الانتشار دون عقبات - يؤمن المسلمون أن من واجبهم نشر الإسلام والتعريف به في شتى بقاع العالم وأما الدخول في الإسلام فهي حرية شخصية لا إكراه فيها -، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ۝ ﴾ (البقرة:193)[3].

سبق غزوات النبي محمد عدد من السرايا. تعددت غزوات الرسول محمد حتى بلغت ما يقارب 28 غزوة وتعدد معها أسبابها.

تعريف الغزوة

  • الغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُو، والغزوة المرَّةُ من الغزو، والجمع غزوات كشهوات، وغزو العدو إنما يكون في بلاده.[4]
  • السَريَّة : القطعة من الجيش من خمس أنفس إلى ثلاثمائة وأربعمائة، توجه مقدم الجيش إلى العدو، والجمع سرايا.[5]

الأسباب

﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ۝ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ۝ [6] (سورة الحج، الآيات 39-41).

عدد قتلى الغزوات

بلغ عدد القتلى في كل معارك النبي محمد بن عبد الله ما يقارب الألف قتيل من الطرفين، منهم 600 من مقاتلي يهود بني قريظة قتلوا قضاء لا قتالا، نتيجة لغدر اليهود بالمسلمين مرتين وقت معركة الخندق.[7]

إحصائيات

  • بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول محمد 27' غزوة.
  • كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال والباقي حقق أهدافه دون قتال.
  • من ضمن هذه الغزوات خرج الرسول محمد إلى 7 غزوات علم مسبقاً أن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين.
  • استمرت الغزوات 8 سنوات من 2 هـ إلى 9 هـ.
  • في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات.
  • بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة وسرية.

غزوات الرسول مُحمد

وغزوات الرسول مُحمد بالترتيب كالتالي[8]:


رقم الغزوة اسم الغزوة تاريخ الغزوة موقع الغزوة عدد المسلمين عدد المشركين خلفية عن الغزوة أحداث ونتائج الغزوة 
1 غزوة الأبواء (ودان) 2 هـ ودان 70 بعد أن أذن الله للمسلمين القتال رأى الرسول مهاجمة قوافل قريش التجارية المتجهة من مكة إلى الشام لعدة أسباب:

-دفع العدوان الذي وقع على المسلمين والرد على تهديدات قريش المتوالية

-رد أموال المسلمين المنهوبة قبيل الهجرة

-إظهار قوات المسلمين

-إضعاف قريش إقتصادياً

لم يحدث قتال

-عقد معاهدة حلف مع عمرو بن مخشى الضمري، وكان سيد بني ضمرة في زمانه"

2 غزوة بواط 2 هـ بواط 200 100 نفس أسباب أول غزوة لم يحدث قتال
3 غزوة بدر الأولى 2 هـ وادي سفوان 70 أغار المشركين على مراعي المدينة، ونهب بعض المواشي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لمطاردتهم. لم يدرك الرسول المشركين، فرجع المسلمون من دون قتال.
4 غزوة العشيرة 2 هـ العشيرة 150 نفس أسباب أول غزوة لم يدرك الرسول المشركين، فرجع المسلمون من دون قتال

-عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة

5 غزوة بدر الكبرى الأحد 17 رمضان 2 هـ
13 مارس 624م
بدر 313 1000 هي أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة

عاد المسلمون لمطاردة قافلة قريش التي افلتت منهم في غزوة العشيرة، وعلم أبو سفيان- وهو المسؤول عن القافلة - بقدوم المسلمين فأرسل إلى قريش في مكة مستغيثاً بهم فأرسلت قريش جيشاً لنجدتهم في مقدمتهم أشراف وسادة قريش حتى التقى الجيشان في واد يسمى بدر

انتصر المسلمون ونتج عن المعركة استشهاد 14 من المسلمين ومقتل 70 من المشركين منهم ابي جهل وهو من أسياد بني قرش ومن أشد المعادين للنبي محمد بالاضافة إلى أسر 70 مشركاً.

أما بخصوص الأسرى فقد إستقر الرسول على أخذ فداء عن كل أسير بعد الأخذ بمشورة ابي بكر - المشورة قاعدة أساسية في الإسلام ارساها الرسول - و كان الفداء ما بين أربعة آلاف إلى ألف درهم، وكان أهل مكة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فمن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم، فإذا تعلموا فهو فداء.

6 غزوة بني سليم 2 هـ قرقرة الكدر 200 بلغ إلى الرسول أن بني سليم و وبني غطفان تحشد قواتها وتنوي الغزو على المدينة فباغتهم النبي في عقر دارهم لم يحدث قتال، فر بنو سليم تاركين وراءهم خمسمائة بعير غنمها جيش المسلمين 
7 غزوة بني قينقاع 2 هـ المدينة المنورة 700  بالرغم من معاهدة السلم بين المسلمين واليهود - كان في داخل المدينة المنورة ثلاث قبائل لليهود: قبيلة بني قينقاع، وقبيلة بني النضير، وقبيلة بني قريظة - عمد يهود بني قينقاع إلى استفزاز المسلمين وإثارة الشغب خاصة بعد نصر المسلمين في غزوة بدر، ورغم وعظ الرسول لهم وتحذيره من مغبة بغيهم إلى أنهم لم يتعظوا وكان اخلالهم بالأمن ومجاهرتهم بالعدوان فتيلاً للحرب       لم يحدث قتال، سار جيش المسلمين بقيادة الرسول إلى بني قينقاع، ولما رأوه اليهود تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار لمدة 15 يوماً حتى استسلموا.

أمرهم الرسول أن يخرجوا من المدينة تاركين وراءهم اموالهم واسلحتهم وادوات صياغتهم

8 غزوة السويق 2 هـ قرقرة الكدر 200 200 خرج أبو سفيان -و هو من قادة قريش- إلى المدينة بعد الهزيمة التي تعرض لها في بدر ليثأر من المسلمين لم يحدث قتال بين الجيشين، أغار المشركون على منطقة في المدينة تسمى العريض وقتلوا رجلاً واحرقوا النخل ثم فروا قبل قدوم جيش المسلمين
9 غزوة ذي أمر 3 هـ ذو أمر 450 نما إلى علم الرسول أن جمعا كبيرا من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا، يريدون الإغارة على أطراف المدينة فخرج الرسول في أربعمائة وخمسين مقاتلا لملاقاتهم لم يحدث قتال، تفرق المشركون حين سمعوا بقدوم المسلمين ومع ذلك أقام الرسول مع الجيش قرابة شهر ليشعر الأعراب بقوة المسلمين

من المواقف التي حدثت إسلام دعثور بن الحارث الذي كان سيداً مطاعاً في قومه عندما إنفرد بسيفه مع الرسول الذي كان وحيداً يجفف ثيابه تحت الشجرة وعندما حاول قتل الرسول وقع سيفه ثم التقطه الرسول وعفا عنه لشدة رغبته في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام. وقد ترك هذا الموقف الكريم أثراً كبيراً في تفكير هؤلاء الأعراب جديًّاً في الدخول في الإسلام وبين لهم أن النبي ليس رجلاً شجاعاً وكريماً وعفواً فحسب، وإنما هو أيضاً نبي مرسل؛ لأنه ليس من عادة الملوك والقادة أن يتركوا من وقف على رؤوسهم بالسيف مهدِّداً بقتلهم دون أن يقتلوه

10 غزوة بحران 3 هـ بحران 300 نما إلى علم الرسول أن جمعاً من بني سليم يستعدون لقتال المسلمين فقرر الرسول مبغاتهم في عقر دارهم    لم يحدث قتال، رجع المسلمون إلى المدينة دون قتال 
11 غزوة أحد 3 هـ جبل أحد 850 3000 ارادت قريش الانتقام من المسلمين والثأر منهم لهزيمتهم التي لحقت بهم في بدر، فحشدوا جيشاً كبيراً وتحركوا صوب مكة   كانت الغلبة للمشركين ونتج عن المعركة إستشهاد 70 واصابة 40 بينما قتل 30 مشركاً، ومن أهم جوانب الغزوة:

-لَمَّا عسكر جيش المشركين قريبًا من أُحد، عقد النبي صلى الله عليه وسلم مجلسًا استشاريًّا عسكريًّا؛ لسماع آراء المسلمين، وكان رأيه صلى الله عليه وسلم ألاَّ يخرجوا من المدينة، وأن يتحصَّنوا بها، ولكنَّ جماعة من فُضلاء الصحابة أشاروا بالخروج للقاء العدو، وكانوا هم الأغلبية، فأخذ الرسول برأي الأغلبية عملاً بقاعدة المشورة على الرغم من مخالفة هذا الرأي لرأيه الشخصي

-على الرغم من أن دفة القتال جرت لصالح قريش إلا أنهم لم يستطيعوا احتلال معسكر المسلمين ولم يتحصلوا على غنائم أو أسرى ولم يقيموا بساحة القتال يوما أو يومين أو ثلاثة أيام كما هو دأب الفاتحين في ذلك الزمان

- من الأسباب الرئيسية لهزيمة المسلمين مخالفة الرماه لأوامر الرسول الصارمة بالتمركز على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي قناة وبعدم مغادرة مكانهم مهما حدث إلا بطلبه لحماية ظهر المسلمين إلا أنهم سرعان ما ترك اغلبهم مكانهم عندما ظهرت بشائر النصر ليشاركوا سواد الجيش في جمع الغنائم فاستغل خالد بن الوليد - وكان لم يسلم بعد - هذه الفرصة واستدار بسرعة حتى وصل إلى مؤخرة الجيش الإسلامي، وانقض على المسلمين من خلفهم الذي أصبح مكشوفاً بعد مغادرة الرماه مكانهم فانقلبت الكفة وانهزم المسلمون

- لما انصرف أبو سفيان - وهو من قادة قريش - ومن معه نادى المسلمين: إن موعدكم بدر العام القابل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: قل: نعم، هو بيننا وبينك موعد

12 غزوة حمراء الأسد 3 هـ حمراء الأسد 540 هي تكملة لغزوة أحد، كان يخاف الرسول أن يفكر المشركون أنهم لم يستفيدوا شيئا من النصر والغلبة التي كسبوها في معركة أحد لأن المدينة لم تمس وقيادات المسلمين لم تقتل، فخرج من المدينة مع جيشه صباح الغد من معركة أحد حتى بلغوا حمراء الأسد. لم يحدث قتال بل أسر المسلمون رجلان وقتل أبو عزة الشاعر؛ وكان من أسارى بدر الذين أفرج عنهم الرسول لفقره وكثرة بناته وأخذ عليه عهد ألا يظاهر عليه أحدا ولكنه نكث عهده وحرض الناس بشعره على النبي والمسلمين وخرج لمقاتلتهم في أحد فأمر الرسول بقتله وقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
13 غزوة بني النضير 4 هـ ضواحي المدينة المنورة أتت هذه الغزوة بعدما حاول يهود بني النضير اغتيال الرسول عندما جاءهم طالباً مساعدتهم في دية قتيلين - وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة- ونتج عن هذه المحاولة ونكث معاهدة السلام أن بعث لهم الرسول يمهلهم شهراً للخروج من المدينة وإلا القتال ولكن رفض اليهود الخروج فحشد الرسول جيش المسلمين وذهب لمحاصرتهم دام الحصار ست ليال فقط، حتى إستسلم اليهود وطلبوا الخروج من المدينة، فوافق الرسول أن يخرجوا مع ترك سلاحهم
14 غزوة نجد 4 هـ أرض نجد نقلت استخبارات المدينة بتحشد جموع البدو والأعراب من بني مُحَارِب وبني ثعلبة من غَطَفَان للحرب على المسلمين، فسارع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخروج  حتى يلقي بذور الخوف في أفئدة أولئك البدو القساة؛ الذين آذوا المسلمين بعد أحد، وتواثبوا يقتلون الدعاة الذين ارسلهم الرسول للتعريف بالإسلام في نذالة وكفران، وأرادوا غزو المدينة   لم يحدث قتال فلما خرج الرسول فروا منه جميعاً وأضحى الأعراب الذين مردوا على النهب والسطو لا يسمعون بمقدم المسلمين إلا حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال. وهكذا أرهب المسلمون هذه القبائل المغيرة وخلطوا بمشاعرهم الرعب، ثم رجعوا إلى المدينة آمنين.
15 غزوة بدر الآخرة 4 هـ بدر 1500 2000 كما سبق ذكره في غزوة أحد فقد توعد أبو سفيان المسلمين ببدر العام المقبل وعلى هذا الأساس تواجه الجيشان مجدداً لم يحدث قتال بعد أن قرر أبو سفيان الرجوع لمكة وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا بدرهم درهمين، ثم رجعوا إلى المدينة وتوطدت هيبتهم في النفوس
16 غزوة دومة الجندل 5 هـ دومة الجندل 1000 جاءت الأخبار إلى الرسول محمد بأن القبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها، وأنها قد حشدت جمعا كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فقرر الرسول الخروج اليهم  لم يحدث قتال، فقد فر أهل دومة الجندل لما علموا بقدم المسلمين
17 غزوة الخندق (غزوة الأحزاب) 5 هـ المدينة المنورة 3000 10000 بعد أن طرد المسلمين يهود بني النضير - بسبب نقضهم عهدهم مع الرسولِ محمدٍ ومحاولة قتله - فكر اليهود بالانتقام من المسلمين، ومن أجل ذلك خرج سادات بني النضير لتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجابت لهم قريش وحلفاؤها، لاحقاً انضم إليهم يهودُ بني قريظة على الرغم من العهد ولميثاق الذي كان يربطهم بالمسلمين -و انضمامهم كان تمهيداً لغزوة بني قريظة-. عندما وصل للمسلمين أخبار زحف الأحزاب إليهم عقد الرسول مجلس استشاري لبحث خطة الدفاع عن المدينة وتم فيه الأخذ برأي الصحابي سلمان الفارسي الذي اقترح فيه حفر خندق حول المدينة يحول دون اختراقها.

فوجئ المشركون بالخندق خاصة أن هذه الحيلة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك ولجأوا إلى فرض حصار على المدينة وحاولوا مراراً اختراق الخندق دون جدوى ولم يجر قتال مباشر.

قام يهود بني قريظة - كانوا يعيشون في جنوب المدينة مع المسلمين وكان يربطهم معاهدة سلام وحرية عبادة ودفاع مشترك - بمخالفة العهد والتحالف مع المشركين، وكان الموقف شديد الخطورة على المسلمين فأمامهم جيش يفوقهم عدداً وخلفهم عدو نقض عهده وبدأ المنافقون منهم في الهروب من الجيش.

فكر الرسول في فك تحالف الأحزاب بأن يعرض ثلث ثمار المدينة على قبيلة غطفان في مقابل انسحابهم إلا أنه عدل عن رأيه بعد استشارة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الذين فضلوا عدم الرضوخ

جاء نعيم بن مسعود - وهو رجل من قادة قبيلة غطفان - إلى الرسول معلناً اسلامه ولم يعلم قومه بعد، فطلب منه الرسول ان يساعد على قدر استطاعته فإن الحرب خدعة. وكان لهذا الرجل دور محوري في إنهاء المعركة بأن عمد إلى بث الفرقة بين المشركين واليهود وإقناع كل طرف أن الطرف الأخر سيخذله وكان له ما أراد. وفي هذه الأثناء ثارت رياح شديدة عند مواقع المشركين لم تترك لهم خيمة إلا واقتلعتها، ولم تترك نارًا إلا أطفأتها، ووصلت شدة الريح وخطورتها إلى الدرجة التي دفعتهم لأخذ قرار العودة دون قتال وفك الحصار وانتهت الحرب.

18 غزوة بني قريظة 5 هـ ضواحي المدينة المنورة 3000 700 تعد غزوة بني قريظة امتداد لغزوة الأحزاب، فبعد انسحاب المشركين من حدود المدينة التي أرادوا اقتحامها بمساعدة يهود بني قريظة -على الرغم من معاهدة السلام التي تربطهم مع جيرانهم المسلمين - أراد المسلمون التعامل مع يهود بني قريظة لنقضهم عهدهم وجعلهم المسلمين عرضة للهلاك فحشدوا الجيش. تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة وفرضوا عليهم الحصار، وفي النهاية استسلموا وخضعوا للمسلمين.

كان حكم على يهود بني قريظة بأن يقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم، وتقسم الأموال، وكان فعلهم بمثابة الخيانة العظمى بلغة العصر.

19 غزوة بني لحيان 6 هـ غران 200 بنو لحيان هم الذين كانوا قد قتلوا عشرة من الدعاه كانوا في طريقهم إلى قوم من عَضَل وقَارَة - في السنة الرابعة من الهجرة قدم على رسول الله قوم من عَضَل وقَارَة ذكروا أن فيهم إسلاماً، وسألوا أن يبعث معهم من يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن فأرسل اليهم الرسول بعشرة من أصحابه -.

و لما كانت ديار بنو لحيان متوغلة في الحجاز إلى حدود مكة لم يرد الرسول ان يتوغل بمقربة من قريش انذاك، ولكن لما تخاذلت الأحزاب واستوهنت عزائمهم في السنة السادسة من الهجرة رأي أن الوقت قد آن لأن يأخذ من بني لحيان ثأر أصحابه المقتولين بالرجيع فخرج إليهم في مائتين من أصحابه.

لم يحدث قتال، فلما سمعت بنو لحيان بقدوم المسلمين هربوا في رؤوس الجبال
20 غزوة بني المصطلق 6 هـ المريسيع سمع الرسول باستعداد قبيلة بني المصطلق لغزو المدينة فبعث بأحد الصحابة ليؤكد الخبر، ولما تيقن الرسول جمع جيشه وتوجه اليهم  انتصر المسلمون بعد قتال قصير - فر الكثير من المشركين لما علموا بقدم المسلمين - وسبى المسلمون النساء والذراري والنعم والشاء.

وعلى الرغم من أنها غزوة صغيرة لم يكن فيها قتالاً كبيراً إلا أنها اشتملت على بعض الأحداث والازمات الكبيرة يقف وراءها المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبي:

-حدث صراع بين نفر من المهاجرين ونفر من النصر على السقاية من بئر من آبار المنطقة وتطور الأمر بعض أن إستغاث كل بعشيرته وإستغل المنافقون الموقف وقال كبيرهم {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} لإشعال الموقف إلا أن تدخل الرسول أعد الأمور إلا نصابها.

-في هذه الغزوة كانت حادثة الإفك التي اتهم فيها المنافقون السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي بالزنا وكذب الله ادعائهم لاحقاً في القرآن.

21 صلح الحديبية 6 هـ الحديبية 1400 رأى الرسول في المنام - وهو بالمدينة - أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر، ولم تكن هناك نية قتال بل شد رحال إلى مكة بغرض الاعتمار ولم تكن هناك أي نية للقتال.

أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث سفيراً يؤكد لدي قريش موقفه وهدفه من هذا السفر، فأرسل عثمان بن عفان وقال له: أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً، وادعهم إلى الإسلام. وقد تأخر رجوع عثمان - ولعل السبب هو استغراق قريش في الرد - فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل ولكنه عاد سالما في النهاية. ثم بعثت قريش سُهَيْل بن عمرو لعقد الصلح، تحدث كثيراً مع المسلمين وفي النهاية اتفق الطرفان على الصلح

بنود الصلح:

1. يرجع المسلمون ولا يدخلوا مكة هذا العام، على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل آمِنِينَ.

2. وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض.

3. من أحب أن يدخل في عهد محمد دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، وتعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين جزءاً من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق.

4. من أتي محمداً من قريش من غير إذن وليه ـ أي هارباً منهم ـ رده عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد ـ أي هارباً منه ـ لم يرد عليه.

و يعد صلح الحديبية انتصار معنوي كبير للمسلمين، فباتت قريش التي كانت دوماً تسعى للقضاء على الإسلام وإبادة المسلمين تجنح إلى الصلح مما يمثل اعتراف بقوة المسلمين. وعلى الرغم من هذا الفوز المعنوي إلا أن الحزن قد امتلك الكثير من المسلمين الذين كانوا يمنون النفس بالاعتمار في هذه السنة وزادهم حزنا الرضوخ لبنود الصلح وهم على حق، ولعل أعظمهم حزناً كان عمر بن الخطاب الذي أبدى حزنه شديد للرسول حتى أقراؤه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا...} إلخ [سورة الفتح:1] عندما نزلت الآية فطابت نفسه.

22 غزوة ذي قرد 6 هـ ذو قرد 40 500 أغار جمع من قبيلة غطفان على إبل النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة يقال لها الغابة على حدود المدينة وقتلوا حارسها وخطفوا زوجته مع الإبل.

علم أهل المدينة المدينة بما حدث فانطلق الرسول مع بضع فرسان لمطاردة المعتدين.

إستطاع المسلمين تخليص المرأة وبعض الإبل، إستشهد اثنان من المسلمين وقتل اثنان من المشركين وهرب الباقون ببعض الابل.
23 غزوة خيبر 7 هـ خيبر 1400 10000 خيبرهي المدينة التي نزح إليها يهود بني النضير بعدما أجلاهم الرسول من المدينة عقب نكثهم معاهدة السلام ومحاولة اغتياله، وعلى الرغم من أن المسلمون تركوهم دون قتال عقب محاصرتهم - غزوة بني النضير- إلا أن اليهود أبوا أن يتركوا المسلمين في سلام.

كانت خيبروكرًا للتآمر، فأهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين وبغطفان وأعراب البادية ـ الجناح الثالث من الأحزاب ـ وكانوا هم أنفسهم يتهيأون للقتال، فألقوا المسلمين بإجراءاتهم هذه في محن متوصلة.

فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوي أجنحة الأحزاب الثلاثة، وهو قريش، وأمن منه تماماً بعد صلح الحديبية أراد أن يحاسب الجناحين الباقيين ـ اليهود وقبائل نجد ـ حتى يتم الأمن والسلام، ويسود الهدوء في المنطقة، ويفرغ المسلمون من الصراع الدامي المتواصل إلى تبليغ رسالة الله والدعوة إليه.

فكانت غزوة خيبر هي الأخرى نتيجة ورد فعل على هجوم الأحزاب

كانت خيبر مؤمنة بثمانية حصون كبيرة بالإضافة إلى بعض القلاع والحصون الأخرى ولكنها لا تبلغ إلى درجة هذه القلاع الثمانية في مناعتها وقوتها.

تهيأ المسلمون للقتال والبدء بالهجوم على أول حصن، وأعطر الرسول الراية لعلي بن أبي طالب وأوصاه بدعوة اليهود إلى الإسلام قبل مداهمتهم وقتالهم قائلاً له: (انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)

بدأ المسلمون بفتح حصن تلو الآخر وتخلل ذلك أياماً من الحصار وقتال ومقاومة شديدة من اليهود حتى لجأ اليهود إلى الاستسلام والمفاوضة. وأما عن بنود الصلح، فقد طلب اليهود من الرسول أن تحقن دماءهم وأن يتركوا أموالهم فكان لهم ذلك، ثم سألوه أن يبقيهم على زراعة أرض خيبر مقابل نصف ما يخرج من ثمارها فأعطاهم ذلك، وتبع استسلام أهل خيبر يهود فَدَك ووادي القُرَي وأخيراً يهود تيماء.

وكان من جملة السبي صفية بنت حيي بنت أخطب[9] - وكان أبوها سيد بني النضير وأحد زعماء اليهود وزوجها كنانة الذي قتل يوم خيبر- وخيَّرها الرسول بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: «اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي -أي: تزوَّجتك-، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك» فاختارت الإسلام فأعتقها وتزوَّجها. ولعل هدف الرسول من هذاالزواج إعزاز صفية وإكرامها إلى جانب إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود لعله يخفِّف عداءهم، ويرقق قلوبهم للإسلام.

استشهد من المسلمين في معارك خيبر ما بين 16 و 91 رجلاً، أما قتلي اليهود فعددهم 93 قتيلاً

24 غزوة ذات الرقاع 7 هـ نجد 400 أو 700 لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر جناحين قويين من أجنحة الأحزاب الثلاثة تفرغ للالتفات إلى الجناح الثالث والأخير وهم الأعراب الضاربين في فيافي نجد، والذين كانوا مستمرين في أعمال النهب والسلب بين آونة وأخري. ولما كان هؤلاء البدو لا تجمعهم بلدة أو مدينة، كانت الصعوبة في فرض السيطرة عليهم وإخماد نار شرهم تمامًا تزداد؛ ولذلك لم تكن تجدي فيهم إلا حملات التأديب من حين إلى آخر مثلما حدث في غزوة نجد.

وفي هذا السياق نما إلى علم الرسول باجتماع هؤلاء الأعراب - بني أنمار أو بني ثعلبة وبني مُحَارِب من غطفان - للإغارة على المسلمين، فبادر هو بالخروج إليهم.

لم يحدث قتال، لقي المسلمون جمعاً من غطفان فأخاف بعضهم بعضاً - وصلى النبي بالمسلمين صلاة الخوف حينئذ - ولما علمت قبائل غطفان بقدوم المسلمين هربت، وعاد المسلمون منتصرين

كان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب هؤلاء الأعراب القساة من قبائل غطفان، فقد كانت سبباً في استكانتهم شيئاً فشيئاً حتى استسلموا، بل وأسلموا لاحقاً. وبهذا تم كسر الأجنحة الثلاثة التي كانت ممثلة في الأحزاب، وساد المنطقة الأمن والسلام، مما مهد لاحقاً لفتوح البلدان والممالك الكبيرة.

25 عمرة القضاء 7 هـ مكة المكرمة 2000 لما هَلَّ ذو القعدة أمر الرسول أصحابه أن يعتمروا قضاء عمرتهم - عملاً ببنود صلح الحديبية - ، وألا يتخلف منهم أحد شهد الحديبية، فخرجوا إلا من استشهد، وخرج معه آخرون معتمرين، فكانت عدتهم ألفين.

وخرج المسلمون مستعدون بالسلاح والمقاتلة، خشية غدر قريش.

أتم المسلمين العمرة في سلام دون قتال، وأقام الرسول في مكة ثلاث أيام ثم خرج في اليوم الرابع حينما طلبت قريش ذلك.

سميت هذه العمرة بعمرة القضاء؛ إما لأنها كانت قضاء عن عمرة الحُدَيْبِيَة، أو لأنها وقعت حسب المقاضاة ـ أي المصالحة ـ التي وقعت في الحديبية.

- سرية مؤتة 8 هـ مؤتة
25 فتح مكة 8 هـ مكة المكرمة
26 غزوة حنين 8 هـ وادي حنين
27 غزوة الطائف 8 هـ الطائف
28 غزوة تبوك 9 هـ تبوك 30,000 40,000 قرر الرومان إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة ؛ فخرجت جيوش الروم العرمرمية بقوى رومانية وعربية تقدر بأربعين ألف مقاتل قابلها ثلاثين ألف من الجيش الإسلامي .. انتهت المعركة بلا صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفًا من المواجهة ؛ مما رسم تغيرات عسكرية في المنطقة ، جعلت حلفاء الروم يتخلون عنها ويحالفون العرب كقوة أولى في المنطقة .


جدول زمني لغزوات الرسول مُحمد

تالياً هو جدول توزيع غزوات الرسول محمد على سنوات الجهاد[8]:

طالع أيضًا

المراجع

  1. "أسباب الجهاد عند النبي". مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  2. "تهديد كفار قريش لابن أبي". مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2018.
  3. تشريع الجهاد في الإسلام من موقع الشبكة الإسلامية - تصفح: نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2004 على موقع واي باك مشين.
  4. انظر : مجمع البحرين : 1 / 315، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف / العراق، والمتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية، والمدفون بالنجف / العرا، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية، مكتبة المرتضوي، طهران / إيران.
  5. مجمع البحرين : 1 / 216.
  6. القرآن الكريم، سورة الحج الآيات، 39-41.
  7. غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، محمد متولي الشعراوي.
  8. غزوات الرسول على البوربوينت - تصفح: نسخة محفوظة 26 أبريل 2011 على موقع واي باك مشين.
  9. السيدة صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها نسخة محفوظة 16 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :