محمد عبده (1266هـ – 1323هـ / 1849م – 1905م) مفكر وعالم دين وفقيه وقاضي وكاتب ومجدد إسلامي مصري، يعد أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورموز التجديد في الفقه الإسلامي، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري وإعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.
محمد عبده | |
---|---|
محمد عبده | |
الشيخ محمد عبده
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1849م دلتا النيل |
الوفاة | 11 يوليو 1905م الإسكندرية |
سبب الوفاة | سرطان الكلية |
مواطنة | إيالة مصر، الخديوية المصرية |
اللقب | الشيخ الإمام · الأستاذ الإمام |
الديانة | الإسلام، |
الحياة العملية | |
المنطقة | مصر |
نظام المدرسة | أزهري |
المدرسة الأم | جامعة الأزهر |
تعلم لدى | جمال الدين الأفغاني |
المهنة | عالم مسلم |
اللغات | العربية |
مجال العمل | التجديد والإصلاح الديني. |
موظف في | جامعة الأزهر |
أعمال بارزة | تفسير المنار |
تأثر بـ | جمال الدين الأفغاني |
أثر في | عبد الحميد بن باديس - محمد رشيد رضا - عبد الرحمن الكواكبي. |
حياته
ولد محمد بن عبده بن حسن خير الله سنة 1266هـ الموافق 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة لأبٍ كان جَدّهُ من التركمان، وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة بني عدي العربية.[1] درس في طنطا إلى أن أتم الثالثة عشرة حيث التحق بالجامع الأحمدي[2]
تعليمه
في سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية،
حياته العملية
في سنة 1879م عمل مدرساً للتاريخ في مدرسة دار العلوم في سنة 1882م
إشتغاله بالسياسة
اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز رغم أنه وقف منها موقف المتشكك في البداية لأنه كان صاحب توجه إصلاحى يرفض التصادم إلا أنه شارك فيها في نهاية الأمر، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى.
تأثيره الثقافي
يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد تأثر به العديد من رواد النهضة مثل عبد الحميد بن باديس ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي.
رأيه في التصوف
يقول: "أنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس وأنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين"[3]. ويقول : "قد اشتبه على بعض الباحثين في تاريخ الإسلام وما حدث فيه من البدع والعادات التي شوَّهت جماله السبب في سقوط المسلمين في الجهل فظنوا أن التصوف من أقوى الأسباب وليس الأمر كما ظنوا..."[4]
حياته بعد الثورة العرابية
وفي سنة 1886م اشتغل بالتدريس في المدرسة السلطانية وفي بيروت تزوج من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى. وفي سنة 1889م / 1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه سعد زغلول وإلحاح نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفو عنه ويأمر الخديوي توفيق أن يصدر العفو وقد كان، وقد اشترط عليه كرومر ألا يعمل بالسياسة فقبل.
حياته في القضاء
وفي سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891م.
مفتي الديار المصرية
في 3 يونيو عام 1899م / 24 محرم 1317 هـ عين في منصب المفتي، وتبعاً لذلك أصبح عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى.
نشاطه الاجتماعي
في 25 يونيو 1890م عين عضواً في مجلس شورى القوانين. وفي سنة 1900م / 1318 هـ أسس جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وزار العديد من الدول الأوروبية والعربية.
استقلال منصب الإفتاء
في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية وهذا نصه:
كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر معين من قبل الخديوي عباس حلمي وعدد فتاوى الشيخ محمد عبده بلغ 944 فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء بأكمله وصفحاته 198، كما استغرقت 159 صفحة من صفحات المجلد الثالث.
من فتاويه
- عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي، يبلغ عدد فتاواه في ذلك 728 فتوى.
- عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، والإقرار بالغلام المجهول، وعدد فتاواه في ذلك 100 فتوى.
- عن القود والقتل والقصاص، عدد فتاواه في ذلك 29 فتوى.
- فتاوى في موضوعات متنوعة ومختلفة، عدد فتاواه في ذلك نحواً من 87 فتوى.
ونلاحظ أن 80% من الفتاوي تتعلق بمشكلات خاصة بالحياة المالية والاقتصادية وقضاياها.
ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905م.
وفاته
في الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905م / 7 جمادى الأولى 1323 هـ توفى الشيخ بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن ست وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.
أهم مؤلفاته
- رسالة التوحيد.
- تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي".
- تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني.
- الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م).
- تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م.
- شرح نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب
- العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني.
- شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني
من تلامذته
- محمد رشيد رضا
- شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي قال مرثيته راسما فيها صورة صادقة جياشة لشخصية العالم المخلص وقد أدار حافظ قصيدته على محاور تقوى الإمام وصبره على ما ابتلي به من أذى الحاقدين وموقفه التاريخي في دحض أباطيل المستشرقين وتفسيره للقران الكريم. ففي وصف فضيلة الصبر يقول مخاطبا الإمام:
- الشيخ الشهيد عز الدين القسام والذي كان أول من نادى بالثورة على الإنجليز والصهاينة وتحرير فلسطين من بين أيديهم.
- شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي
- شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق
- شيخ العروبة محمد محيي الدين عبد الحميد
- سعد زغلول
- قاسم أمين
- محمد لطفي جمعة
- طه حسين
رثاؤه
وآذوك في ذات الإله وأنكروا | مكانك حتى سودوا الصفحات | |
رأيت الأذى في جانب الله لذة | ورحت ولم تهمم لهم بشكاة |
وفي تصوير مقدرة الشيخ على إفحام المستشرقين:
ووفقت بين الدين والعلم والحجا | فأطلعت نورا من ثلاث جهات | |
وقفت لهانوتو ورينان وقفة | أمدك فيها الروح بالنفحات | |
وخفت مقام الله في كل موقف | فخافك أهل الشك والنزعات | |
وأرصدت للباغي على دين أحمد | شباة يراع ساحر النفثات |
وفي التعبير عن الحزن الذي اعترى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها:
بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة | وضاقت عيون الكون بالعبرات | |
ففي الهند محزون وفي اليمن جازع | وفي مصر باك دائم الحسرات | |
وفي الشام مفجوع وفي الفرس نادب | وفي تونس ما شئت من زفرات | |
بكى عالم الأسلام عالم عصره | سراج الدياجي هادم الشبهات |
تجميع لأعماله
- الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده (في خمسة أجزاء)، تحقيق الدكتور محمد عمارة، نشر دار الشروق.
- سلسلة الأعمال المجهولة: محمد عبده، تحقيق الدكتور علي شلش، نشر دار رياض الريس.
- ديوان الإمام محمد عبده، تحقيق الأستاذ ماجد صلاح الدين، نشر دار الفكر الإسلامي.
مقالات ذات صلة
مراجع
- "تاريخ الاستاذ الإمام"، للسيد محمد رشيد رضا (1/16)
- Kerr, Malcolm H. (2010). "'Abduh Muhammad". In Hoiberg, Dale H. Encyclopedia Britannica. I: A-ak Bayes (15th ed.). Chicago, IL: Encyclopedia Britannica Inc. pp. 20–21.
- الأعمال الكاملة، محمد عبده. ت. محمد عمارة بيروت 1972 المؤسسة العربية للدراسات والنشر ج(3) ص530.
- انظر الكتاب القيم: حقائق عن التصوف، عبد القادر عيسى، حلب 1970 مطبعة البلاغة ص585.
سبقه: حسونة النواوي |
مفتو الديار المصرية الثاني (1317 هـ - 1323 هـ / 1899 - 1905) |
لحقه: بكري الصدفي |