نهج البلاغة اسم وضعه الشريف الرضي على كتاب جمع فيه المختار من كلام الإمام علي بن أبي طالب في الخطب والمواعظ والحِكَم وغيرها. ويعد جمع نهج البلاغة من أبرز ما تركه الشريف الرضي. اشتمل الكتاب على عدد كبير من الخطب والمواعظ والعهود والرسائل والحكم والوصايا والآداب، توزعت على 238 خطبة، و 79 رسالة و 489 قول يرى الشيعة في الكتاب أنه أحد الكتب الهامة التي يجب على الشيعي قرائتها والأخذ منها والتعلم منها [1] بل إن الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران كان من وصيته قبل موته للشباب أن يحافظوا على قراءة نهج البلاغة [2]
نهج البلاغة | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | الشريف الرضي نقلًا عن الإمام علي (359 هـ - 406 هـ) |
البلد | بغداد |
اللغة | العربية |
الناشر | العديد |
النوع الأدبي | بلاغي |
الموضوع | خطب ومواعظ وحكم وهو مجموع ما اختاره الشريف أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب |
الناشر | الإنجليزية: سيد علي رضا محي الدين عبد الحميد وتعليق الشيخ محمد عبده الفرنسية: سيد عطية أبو الناقة الرومانية: جورج غروغري الأوردوية: |
المواقع | |
العنوان | 📖 نهج البلاغي |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي |
تنوع موضوعات نهج البلاغة: معارف راقية في التوحيد، مثل إلهية سامية، نصائح ومواعظ، بيان وتحليل للأحداث السياسية والاجتماعية، عهود للولاة وتنبيههم وغير ذلك.
بعد مقدمة قصيرة، يضع المؤلف كلام علي في ثلاثة أقسام: الخطب والكتب والحكم، مضيفاً إليه ـ كلما اقتضى الأمر ـ توضيحات مختصرة مفيدة. وقد احتوى نهج البلاغة على 241 خطبة، و79 كتاباً، و480 حكمة من حكم علي.
حاول السيد الرضي في نهج البلاغة ـ كما يشير اسم الكتاب ـ إلى انتقاء أبلغ وأجمل الأحاديث المروية عن علي ليضعها في هذا الكتاب. وهذه الخصوصية هي سر بقاء الكتاب وخلوده على الرغم من أحداث التاريخ العصيبة وسبب شهرته بين مختلف الفرق الإسلامية والشخصيات غير الإسلامية.
عدّ بعض الباحثين نحواً من 370 مؤلفاً حول نهج البلاغة من الشرح والتفسير والترجمة وغيرها، وقد طبعت إلى الآن نحو من خمس عشرة ترجمة لنهج البلاغة. وهذا ما يوضح إلى حد ما مكانة الكتاب وقيمته بين المسلمين. هناك ترجمات فارسية كثيرة لنهج البلاغة، يمكن أن نذكر من أشهرها ترجمة السيد علي نقي فيض الإسلام والدكتور السيد جعفر شهيدي.
حاول بعض الباحثين جمع ما لم يأت به الرضي في نهج البلاغة من كلام الإمام. وأهم هذه المحاولات هو نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة. هذه المجموعة جمعها الشيخ محمد باقر المحمودي في ثمانية مجلدات. هناك معاجم ألفاظ وموضوعات لنهج البلاغة سهلت البحث والرجوع إليه. كما تم إعداد بعض البرامج الكمبيوترية لنهج البلاغة وبعض شروحه. من أشهر تحقيقات نهج البلاغة تحقيق الشيخ محمد عبده وتحقيق صبحي الصالح. كما يشتهر في اللغة الفارسية تحقيق فيض الإسلام ، و طبعة جديدة من نهج البلاغة، حققها ونشرها الدكتور صبري ابراهيم السيد، وهو استاذ بجامعتي قطر وعين شمس، ووصفها على الغلاف بانها «نسخة جديدة محققة وموثقة تحوي ما ثبت نسبته للامام علي (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) من خطب ورسائل وحكم» وقد قدم لها عبد السلام محمد هارون ونشرتها «دار الثقافة» بالدوحة عام 1986. وقد خلص هذا المحقق إلى ان ما صحت نسبته من الكتاب إلى الامام علي هو(114 خطبة) و(52 رسالة) و(125 حكمة).[3][4][5].
أجزاء الكتاب
الكتاب مكون من 4 أجزاء
- الجزء الأول: مقدمة الشريف الرضي ويشرح فيها سبب جمعه للكتاب وملخص الكتاب.
- مقدمة الشريف الرضي
- الجزء الثاني: خطب أمير المؤمنين وفيه مجموعة من الخطب التي ألقاها الإمام علي على الناس.
- خطب نهج البلاغة
- الجزء الثالث: كتب أمير المؤمنين وفيه فحوى بعض الكتب والرسائل التي ارسلها الإمام علي إلى عماله في الأمصار أو أعدائه.
- كتب ورسائل نهج البلاغة
- الجزء الرابع: حكم أمير المؤمنين وفيه مقتطفات من كلام الإمام علي وحكمه ووصاياه.[6].
- حكم نهج البلاغة
من مواعظه
المختار من حكم امير المؤمنين ومواعظه والكلام القصير الخارج في سائر أغراضه من كتاب نهج البلاغة الجزء الرابع:
- ازرى بنفسه من استشعر الطمع، ورضى بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه
- صدر العاقل صندوق سره، والبشاشة حبالة المودة، والصبر قبر العيوب، ومن رضى عن نفسه كثر الساخط عليه
- خالطو الناس مخالطة: إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنوا اليكم
- إذا وصلت اليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر
- ما اضمر أحد شيئا ً إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه
- أفضل الزهد إخفاء الزهد
- إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما اسرع الملتقى
- لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الاحمق وراء لسانه
- الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة
- هلك فيّ رجلان: محبٌ غال، ومبغض ٌ قالٍ
- توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق وآخره يورق.
ترجمات
تُرجم الكتاب للعديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والرومانية والروسية والأردية والفارسية وغيرها.
أقوال العلماء والأدباء في نهج البلاغة
- قال جورج جرداق:«وآيته في ذلك نهج البلاغة الذي يقوم في أسس البلاغة العربية في ما يلي القرآن من الأسس وتتصل به أساليب العرب في نحو ثلاثة عشر قرناً فتبني على بنائه وتقتبس منه ويحيى جيدها في نطاق من بيانه الساحر. أما البيان وصل علي سابقة بلاحقه فضم روائع البيان الجاهلي الصافي المتحد بالفطرة السليمة اتحاداً مباشراً إلى البيان الإسلامي الصافي المهذب المتحد بالفطرة السليمة والمنطق القوي اتحاداً لا يجوز فيه فصل العناصر بعضها عن بعض. فكان له من بلاغة الجاهلية ومن سحر البيان النبوي، ما حدا بعضهم إلى ان يقول في كلامه إنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.» – جورج جرداق، روائع نهج البلاغة
- قال المستشرق الفرنسي هنري كوربين:«تأتي اهمية هذا الكتاب في الدرجة الأولى بعد القرآن وأحاديث النبي، ليس بالنسبة للحياة الدينية في التشيع عموماً وحسب، بل بالنسبة لما في التشيع من فكر فلسفي...وأنّك لتشعر بتأثير هذا الكتاب بصورة جمة من الترابط المنطقي في الكلام؛ ومن استنتاج النتائج السليمة؛ وخلق بعض المصطلحات التقنية العربية التي أدخلت على اللغة الأدبية والفلسفية فأضفت عليها غنى وطلاوة، وذلك أنها نشأت مستقلة عن تعريب النصوص اليونانية».[7]
- قال أحمد حسن الزّيات:« ولا نعلم بعد رسول الله فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق، ولا أبلّ منه ريقاً في الخطابة، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه، وخطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه، وواعظاً ملء السمع والقلب، ومترسلاً بعيد غور الحجة، ومتكلماً يضع لسانه حيث يشاء، وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين، وخُطبه في الحثّ على الجهاد ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا، وعهده للأشتر النخعي إن صحَّ تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري، وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول ومرانه منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله.» – أحمد حسن الزيات
- قال الهنداوي:«لا نكاد نرى كتاباً انفرد بقطعات مختلفة يجمعها سلك واحد من الشخصية الواحدة والأسلوب الواحد، كما نراه في نهج البلاغة، لذلك نقرر ونكرر أن النهج لا يمكن أن يكون إلا لشخص واحد نفخ فيه نفس واحد.» – الهنداوي
- قال محمد عبده:«جمع الكتاب - أي نهج البلاغة - ما يمكن أن يعرض الكاتب والخاطب من أغراض الكلام، فيه الترغيب، والتنفير، والسياسات، والجدليات، والحقوق وأصول المدنية وقواعد العدالة، والنصائح والمواعظ، فلا يطلب الطالب طلبه إلا ويرى فيه أفضلها، ولا تختلج فكرة إلا وجد فيه أكملها.» – محمد عبدهوقال:«وليس في أهل هذه اللغة إلاّ قائل بأنّ كلام الإمام عليّ بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيّه، وأغزره مادّة، وأرفعه أُسلوباً، وأجمعه لجلائل المعاني.» – محمد عبده
- قال الفاضل الآلوسي:«هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هو قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي.» – الفاضل الآلوسي
- قال ابن نباتة:«حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ عليّ بن أبي طالب.» – ابن نباتة
- قال الفيلسوف زكي نجيب محمود في كتابه المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري ص 31 :[8]«ونجول في أنظارنا في هذه المختارات من أقوال الإمام عليّ، الّتي اختارها الشريف الرضي (970 م ـ 1016) وأطلق عليها: نهج البلاغة، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة وعمق المعنى.. فإذا حاولنا أن نصنّف هذه الأقوال تحت رؤوس عامّة تجمعها، وجدناها تدور ـ على الأغلب ـ حول موضوعات رئيسية ثلاثة، هي نفسها الموضوعات الرئيسية الّتي ترتد إليها محاولات الفلاسفة، قديمهم وحديثهم على السواء، ألا وهي: الله والعالم والإنسان. وإذاً فالرجل ـ وإن لم يتعمّدها ـ فيلسوف بمادّته وإن خالف الفلاسفة في أنَّ هؤلاء قد غلب عليهم أن يقيموا لفكرتهم نسقاً على صورة مبدأ ونتائجه، وأمّا هو فقد نثر القول نثراً في دواعيه وظروفه.» – زكي نجيب محمود
- قال لبيب بيضون:«لا يشكّ أديب أو مؤرّخ أو عالم ديني أو اجتماعي في ما لنهج البلاغة من قيمة جلّى، وإنّه في مصافِ الكتب المعدودة، والّتي تعتبر من أُمّهات الكتب.» – لبيب بيضون
- قال صبحي الصالح:«منذ أن تصدّى الشريف الرضي لجمع ما تفرّق من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ووسمه نهج البلاغة أقبل العلماء والأُدباء على ذلك الكتاب بين ناسخ له يحفظ نصّـه في لوح صـدره، وشارح له ينسم الناس عن تفسيراته وتعليقاته.» – صبحي الصالح، مقدمته لنهج البلاغة
- قال محسن الأمين:«ومن التحامل على أمير المؤمنين على بن أبى طالب التماس الوجوه والطرق والوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه، وأنه من تأليف السيد الرضي.» – محسن الأمين
رأي أهل السنة والجماعة في الكتاب
اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة، منهم من اعتبره لعلي بن أبي طالب مثل محمد عبده، والفاضل الآلوسي، وابن نباتة، وصبحي الصالح، وآخرين غيرهم. ويرى بعض أهل السنة عدم صحة نسبة هذا الكتاب لعلي بن أبي طالب، وذلك لعدة أسباب وأهمها عدم وجود سند لهذا الكتاب لعلي حيث الذي ألفه هو الشريف الرضي والذي كان موجودًا بعد علي بما يقارب من أربع مئة عام، فالكتاب كما يراه هؤلاء قد سقط أصلا من ناحية الإسناد، ويرون في البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلامًا منقولًا عن غير علي بن أبي طالب وصاحب كتاب نهج البلاغة يجعله عن علي بن أبي طالب، كما يرون أن هذا الكتاب مكذوب على الإمام علي لأن فيه السب الصراح والشتم على أبي بكر وعمر وهذا لا يليق بعلي، كما يرون أن في كتاب نهج البلاغة من التناقض والعبارات الركيكة التي لا يتوقع أن تصدر من علي.
- قال القنوجي عند ترجمة الشريف المرتضي:«وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة، المجموع من كلام علي، هل هو جَمَعَه، أم جَمْعُ أخيه الرضي؟ وقد قيل: إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه.» – القنوجي، أبجد العلوم (3/67)
- قال الذهبي:
- قال ابن تيمية:«فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي، علي أجلُّ وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق ولا هي مدح، ومن قال إن كلام علي بن أبي طالب وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ، وكلام النبي فوق كلامه، وكلاهما مخلوق... وأيضا ؛ فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره....ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير الإمام علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن الإمام علي، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك، ومن الذي نقله عن الإمام علي، وما إسناده، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها.» – ابن تيمية، منهاج السنة النبوية (8/55 – 56)وقال:«فنقول أولاً: أين إسناد هذا النقل ؟ بحيث ينقله ثقة عن ثقة متصلاً إليه، وهذا لا يوجد قط، وأنما يوجد مثل هذا في كتاب نهج البلاغة، وأمثاله، وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي، ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم، ولا لها إسناد معروف، فهذا الذي نقلها من أين نقلها ؟ولكن هذه الخطب بمنزلة من يدعي أنه علوي، أو عباسي، ولا نعلم أحداً من سلفه أدعى ذلك قط، ولا أدعى ذلك له فيعلم كذبه، فإن النسب يكون معروفاً من أصله حتى يتصل بفرعه، وكذلك المنقولات لا بد أن تكون ثابته معروفة عمن نقل عنه، حتى تتصل بنا. فإذا صنف واحد كتاباً ذكر فيه خطباً كثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ولم يرو أحد منهم تلك الخطب قبله بإسناد معروف علمنا قطعاً أن ذلك كذب. وفي هذه الخطب أمور كثيرة قد علمنا يقيناً من علي ما يناقضها، ونحن في هذا المقام ليس علينا أن نبين أن هذا كذب بل يكفينا المطالبة بصحة النقل، فإن الله لم يوجب على الخلق أن يصدقوا بما لم يقم دليل على صدقه بل هذا ممتنع بالاتفاق، لا سيما على القول بامتناع تكليف ما لا يطاق، فإن هذا من أعظم تكليف ما لا يطاق، فكيف يمكن الإنسان أن يثبت إدعاء علي للخلافة بمثل حكاية ذكرت عنه في أثناء المائة الرابعة لما كثر الكذابون عليه، وصار لهم دولة تقبل منهم ما يقولون سواء كان صدقاً أو كذباً، وليس عندهم من يطالبهم بصحة النقل، وهذا الجواب عمدتنا في نفس الأمر، وفيما بيننا وبين الله تعالى» – ابن تيمية، منهاج السنة النبوية (7/86)
- قال الخطيب البغدادي:«ونظير ما ذكرناه آنفا أحاديث الملاحم، وما يكون من الحوادث، فإن أكثرها موضوع، وجُلها مصنوع، كالكتاب المنسوب إلى دانيال، والخُطب المروية عن علي بن أبي طالب.» – الخطيب البغدادي، الجامع (2/161)
- قال صالح الفوزان:«والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين. ومما يدل على أن كتاب نهج البلاغة إما من وضع المرتضى أو له فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة.» – صالح الفوزان، البيان لأخطاء بعض الكتاب (ص72)وقال:«ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام الذهبي مقررا له.» – صالح الفوزان، البيان لأخطاء بعض الكتاب (ص72)
- قال محب الدين الخطيب:«وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير المؤمنين علي بكل ما هو طارئ عليها وغريب منها؛ من التعريض بإخوانه الصحابة، وهو بريء عند الله عز وجل من كل ذلك، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا الإثم.» – محب الدين الخطيب، تعليقًا له على المنتقى من منهاج السنة (ص20)وقال:« ومن المقطوع به أن أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفى سنة (426 هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أو أحدهما: لقد تقمصها فلان، وما خرج من هذه الحمأة.» – محب الدين الخطيب، تعليقًا على المنتقى من منهاج السنة (ص508)
- قال صبري ابراهيم السيد:«كانت نسبة ما في " نهج البلاغة" إلى الأمام عليّ مثاراً للشكّ عند العلماء والباحثين، المتقدمين والمتأخرين على مرّ العصور، كما أثار الجدل حول النّصوص ذاتها التي حواها الكتاب، فكثير من علماء القرن السادس الهجري كانوا يزعمون أن معظم ما في نهج البلاغة لا يصحّ إلى عليّ بن أبي طالب وإنما ألّفه قومٌ من فصحاء الشيعة، من بينهم السيد الرضي.» – صبري ابراهيم السيد، في تحقيقه للنهج (ص 19-20)لم يقر صبري السيد بصحة ما في الكتاب، بل حلله، فرجع قسم منه إلى خطباء اليونان وقسم إلى علماء المسلمين، ولم يقر إلا 20% من الموجود في الكتاب. وأثبت نسبة نهج البلاغة إلى الشريف الرضي لا إلى أخيه.
- قال أحمد أمين: «و نسبوا إليه ما في نهج البلاغة، و هو يشتمل على كثير من الخطب و الأدعية و الكتب و المواعظ و الحِكم، و قد شك في مجموعها النقاد قديماً و حديثاً كالصفدي و هوار و استوجب هذا الشك أمور: ما في بعضه من سجع منمق، و صناعة لفظية_ لا تُعرف لذلك العصر _ كقوله: " أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، و أصلك الذي إليه تصير"، و ما فيه من تعبيرات إنما حدثت بعد أن نُقلت الفلسفة اليونانية إلى العربية و بعد أن دونت العلوم، كقوله: " الاستغفار على ست معانٍ، و الإيمان على أربع دعائم"، و كالذي فيه من وصف الذار و تحديدها بحدود هي أشبه بتحديد الموثّقين، كقوله:" و تجمع هذه الدار حدود أربعة، الحد الأول ينتهي إلى دواعي الآفات"...، هذا إلى ما فيه من معانٍ دقيقة منمقة على أسلوب لم يُعرف إلا في العصر العباسي، كما ترى في وصف الطاووس؛....كل هذا ما يجعل من العسير على المؤرخ الناقد وصف شخصيته العلمية وصفاً يطمئن إليه، أيُّ ما في نهج البلاغة لعلي؟»[9]
شروحه
تعددت شروح نهج البلاغة، ومن شروحه:
- شرح نهج البلاغة لـابن أبي الحديد المعتزلي.
- شرح نهج البلاغة لـ ميثم البحراني.
- بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة لـمحمد تقي الشوشتري.
- منهاج البراعة لـقطب الدين الراوندي.
- نفحات الولاية شرح عصري جامع لنهج البلاغة لـناصر مكارم الشيرازي.
- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة لـحبيب الله الخوئي.
- شرح نهج البلاغة لـمحمد كاظم القزويني.
- شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الأنوار لـالعلامة المجلسي.
- شرح نهج البلاغة للشيخ محمد عبده.
- نخبة الشرحين في شرح نهج البلاغة لـعبد الله شبر.
- معارج نهج البلاغة لـ علي بن زيد البيهقي الانصاري.
- شرح نهج البلاغة لـ محمد الحسيني الشيرازي.
انظر ایضاً
- غرر الحكم ودرر الكلم
- مصحف علي
- رسالة علي بن أبي طالب إلى مالك الأشتر
- قائمة كتب الشيعة
- علي بن أبي طالب
- شرح نهج البلاغة
- الصحيفة العلوية
- علي في الأدب الفارسي
- عبقرية الإمام علي
- روائع نهج البلاغة
وصلات خارجية
- رأي الحافظ الغماري في شرح نهج البلاغة
- هل أن نهج البلاغة للشريف الرضي ؟ أم هو للإمام أمير المؤمنين علي ؟
- شبكة نهج البلاغة (موقع متعدد اللغات)
- محرك بحث كتاب نهج البلاغة
- نهج البلاغة و شروحه
نهج البلاغة pdf
المصادر
- نهجنا في الحياة من المهد حتى الممات - ميرزا آل عصفور
- الوصية الإلهية للإمام الخميني - دار المنار - بيروت
- د. عبد الرحيم حسن ، تحقيق نهج البلاغة وإقتراح منهج جديد – الأول ، (في رحاب نهج البلاغة -بابل) 2009
- د. صبري ابراهيم السيد «محقق»: نهج البلاغة، دار الثقافة، الدوحة، 1986، ص 84.
- قال الدكتور صبري السيد انّه سيلتزم في منهجه بالاستناد إلى المصادر السابقة على الشريف الرضي، ولكن الحكمة رقم 26 والتي نصها: «امش بدائك ما مشى بك»، أي ما دام الداء سهل الاحتمال يمكنك معه العمل فاعمل، فان اعياك فاسترح له، فان السيد الخطيب يرويها عن الامدي المتأخر عن الشريف الرضي، ولكن الدكتور السيد لم يذكرها ضمن الحكم التي لم يروها احد، فمعنى ذلك انها واردة في مصادر لم يقع عليها السيد الخطيب، وهذا تعضيد لرواية الآمدي.
- فهرس كتاب نهج البلاغة - طبعة مصر- تحقيق محمد عبده
- في رحاب نهج البلاغة،http://arabic.balaghah.net/content/ماقاله-المستشرق-الفرنسي-هنري-كوربان-في-نهج-البلاغة
- Abdelrazek, Emad-Din (2015-01). "الأصالة و المعاصرة في فكر زكي نجيب محمود". المخاطبات (13): 146–155. doi:10.12816/0020469. ISSN 1737-6432. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2020.
- أمين، أحمد، فجر الإسلام، ص169