الرئيسيةعريقبحث

مسيحيون مغاربيون

المسيحيون المَغَارِبيّون أو المسيحيون المورو هم أتباع الديانة المسيحية من سكان المغرب العربي أو المنطقة المغاربية

☰ جدول المحتويات


المسيحيون المَغَارِبيّون أو المسيحيون المورو هم أتباع الديانة المسيحية من سكان شمال أفريقيا أي المنطقة المغاربية. المصطلح يشير إلى المسيحيين من المزيج العربي والأمازيغي في المنطقة.

المسيحيون المَغَارِبيّون
Maghrébins Chrétiens
مناطق الوجود المميزة
 الجزائر ‏ 380,000 [أ] [1]
 المغرب ‏ 40,000-25,000 أو 150,000 [أ] [2]
 تونس ‏ 7,000 [أ] [3]
 ليبيا ‏ 1,500 [أ] [1]
الدين

المسيحية

هوامش
[أ].^ الرقم يشمل فقط المسيحيون من أصول عربية أو أمازيغيّة. الرقم لا يشمل المسيحيون المغاربيون من أصول أوروبية.

ظهر عدد من الكتّاب والقديسين المغاربيين فضلًا عن شخصيات محورية في التاريخ المسيحي، من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس وقبريانوس القرطاجي وآريوس ومونيكا، كما برز أوغسطينوس كأحد آباء الكنيسة وأحد أهم شخصيات الفكر والفلسفة المسيحية. كما وأنجبت منطقة شمال أفريقيا ثلاثة بابوات تربعوا على عرش البابوية وهم فيكتور الأول وملتيادس وغاليليوس الأول.

وصلت المسيحية إلى شمال أفريقيا منذ العصور الأولى لانتشارها على يد مبشرين عبروا إليها من فلسطين والدول المجاورة فإعتنق العديد من السكان خاصًة من الأمازيغ الديانة المسيحية وقد بُنيت الكنائس على مساحة المنطقة، ولكن بدأ الانتشار المسيحي بالانحسار وعدد المسيحيين ينخفض مع وصول الفتوحات الإسلامية إلى شمال أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع حوالي سنة 681م. واختفت الجماعات المسيحيّة الأمازيغية في تونس والمغرب والجزائر في القرن الخامس عشر. أعيد إحياء المسيحية في المنطقة مرّة أخرى في القرن التاسع عشر، ونتيجة لذلك تضم منطقة المغرب الكبير مجتمعات مسيحية من أصول أمازيغيَّة أو أصول عربيَّة، والذين تحولوا إلى المسيحية خلال العصر الحديث أو تحت وبعد الإستعمار الأوروبي.

خلفيَّة تاريخيَّة

التاريخ القديم

القدِّيس أوغسطين يُجادل دونات الكبير مُؤسس الدوناتيَّة وهي طائفة مسيحية أمازيغيَّة.

أخذت المسيحيَّة بالانتشار أولًا بين الأفارقة في برقة وطرابُلس وإفريقية ابتداءً من القرن الثاني الميلادي، وكان أوَّل أقاليم المغرب دُخولًا في المسيحيَّة إقليمُ برقة، وكان للمسيحيَّة فيها تاريخٌ طويل هو جُزءٌ من تاريخ المسيحيَّة في مصر، ثُمَّ انتشرت في إفريقية، وأصبحت هذه الأخيرة من مراكزها الرئيسيَّة، وقامت فيها الكنائس وامتدَّت بِصُورةٍ سطحيَّةٍ على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى حتَّى طنجة.[4] وتُظهر واحدة من أوائل الوثائق التي تسمح لنا فهم تاريخية المسيحية في شمال أفريقيا والتي تعود إلى العام 180 ميلادي: أعمال شهداء قرطاج. وهو يسجل حضور عشرات من المسيحيين الأمازيغ في قرية من مقاطعة أفريكا أمام الوالي.[5] أتى المبشرون بالمسيحية إلى المغرب خلال القرن الثاني، ولاقت هذه الديانة قبولا بين سكان البلدات والعبيد وبعض الفلاحين.

بدأ تنظيم الكنيسة الإفريقيَّة في مُنتصف القرن الثالث الميلاديّ على يد القدِّيس قبريانوس القرطاجي، وانتشرت المسيحيَّة بين كثيرٍ من أهالي البلاد الذين كانوا يلتمسون المبادئ التي تُحقق لهم ما يصبون إليه من سيادة العدل والإنصاف. يرتبط التاريخ المبكر للمسيحية في شمال أفريقيا ارتباطَا وثيقَا بشخص ترتليان. الذي ولد من أبوين وثنيين تحول للمسيحية في قرطاج في سنة 195 ميلادي وأصبح قريبَا من النخبة المحليّة، والتي حمته من القمع من قبل السلطات المحليّة.[6] وهة أول من كتب كتابات مسيحية باللغة اللاتينية. كان مهمًا في الدفاع عن المسيحية ومعاداة الهرطقات بحسب العقيدة المسيحيّة. ربما أكبر سبب لشهرته صياغته كلمة الثالوث وإعطاء أول شرح للعقيدة.[7] بعد فترة ترتليان، إتخذت المسيحيّة طابعًا أفريقيّ أمازيغيّ في المنطقة. حاول عدد من المفكرين المسيحيين من الأمازيغ مثل تقديم إيمانهم بشكل له المزيد من النظام والعقلانية مستخدمين صفات ثقافة عصرهم؛ نبع ذلك من إدراك أنه إن لم ترد الكنيسة البقاء كشيعة على هامش المجتمع يترتب عليها التكلم بلغة معاصريها المثقفين؛[8] وتكاثر مؤلفات الدفاع: هبرابوليس، أبوليناروس وميلتون وجهوا مؤلفاتهم للإمبراطور ماركوس أوريليوس، وأثيناغوراس ومليتاديس نشروا مؤلفات مشابهة حوالي العام 180؛ لقد ساهمت الشخصيات المثقفة مثل أوريجانوس، ترتليان، وقبريانوس القرطاجي في تسهيل دخول المسيحية ضمن المجتمع السائد.

وصول الفتوحات الإسلامية

أطلال إحدى الكنائس البيزنطيَّة القديمة في تُونُس.

بظهور الإسلام إلى منطقة المغرب بعد سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تتوجت أثناء وصول عقبة بن نافع إلى الشمال الإفريقي (بين 681 م و683 م) بدأ تقلص الكنيسة القديمة في الشمال الإفريقي والمغرب بينما كان في الشمال الإفريقي في القرن الثالث الميلادي نحو ثلاثين مجمع كنسي إفريقي وما يقارب ستمائة أسقف في عهد القديس أوغسطينوس [9] حيث تراجعت المسيحية بشكلٍ كبيرٍ حتَّى اختفت كُليًّا من كافَّة أنحاء المغرب وفق الرأي التقليدي، ويُعتقد أنَّ سبب تراجع واختفاء المسيحيَّة في إفريقية كان بِسبب عدم وُجود رهبنةٍ قويَّةٍ مُتماسكةٍ تضُمُّ حولها شتات النصارى الأفارقة، كما أنَّ الكنيسة الإفريقيَّة كانت حتَّى زمن الفُتوح الإسلاميَّة ما تزال تُعاني من آثار الاضطرابات بينها وبين كنيسة القُسطنطينيَّة ومن الحركات والثورات التي قام بها الهراطقة. لِهذا، يبدو أنَّ الأفارقة والبربر المسيحيين وجدوا في الإسلام مُنقذًا لهم من تلك التخبُطات التي عانوا منها، ويبدو أنَّ بعضهم الآخر كان يعتنق المسيحيَّة ظاهريًّا فقط، وما أن سنحت لهُ الفُرصة حتَّى ارتدَّ عنها. ويتجه الرأي المُعاصر، بالاستناد إلى بعض الأدلَّة، إلى القول بأنَّ المسيحيَّة الإفريقيَّة صمدت في المنطقة المُمتدَّة من طرابُلس إلى المغرب الأقصى طيلة قُرونٍ بعد الفتح الإسلاميّ، وأنَّ المُسلمون والمسيحيّون عاشوا جنبًا إلى جنب في المغرب طيلة تلك الفترة، إذ اكُتشفت بعض الآثار المسيحيَّة التي تعود إلى سنة 1114م بِوسط الجزائر، وتبيَّن أنَّ قُبور بعض القديسين الكائنة على أطراف قرطاج كان الناس يحجُّون إليها ويزورونها طيلة السنوات اللاحقة على سنة 850م، ويبدو أنَّ المسيحيَّة استمرَّت في إفريقية على الأقل حتَّى العصرين المُرابطي والمُوحدي. واختفت الجماعات المسيحيّة الأمازيغية في تونس والمغرب والجزائر في القرن الخامس عشر.[10]

الإستعمار الأوروبي

أعيد إحياء المسيحية في ليبيا وتونس والمغرب والجزائر مرّة أخرى في القرن التاسع عشر مع قدوم عدد كبير من المستوطنين والمهاجرين الأوروبيين والذين أطلق عليهم لقب الأقدام السوداء، إنحدر غالبيتُهم من أصول فرنسيّة أو إيطالية أو إسبانية أو مالطية وحتى من أوروبا الشرقية، وأنتمى أغلبيّة مسيحيي الأقدام السوداء إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مع وجود لأقلية كبيرة بروتستانتية، إنتعشت المسيحية في الجزائر فبُنيت الكنائس والمدارس والمؤسسات المسيحية وأعيد تأسيس أبرشية كاثوليكية عام 1838، ودخل عدد من السكان المحليين المسلمين إلى المسيحية.[11] غداة الاستقلال بعد 5 يوليو 1962 قدّرت أعداد المسيحيين في الجزائر بأكثر من مليون نسمة، في حين قدّرت أعداد الكاثوليك في المغرب عشيّة الاستقلال بحوالي 550,000 نسمة، وبين 250,000 إلى 255,000 مسيحي في تونس؛[12] فضلًا عن 140,000 مسيحي في ليبيا عشيّة الاستقلال.

العصور الحديثة

أسرة مسيحيَّة أمازيغيَّة من منطقة القبائل، تعود الصورة لعام 1922.

تتواجد حاليًا مجتمعات من المسيحيين في المنطقة المغاربية معظمهم من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والبروتستانتية وهم الغالبيّة بين المسيحيين في الجزائر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا والصحراء الغربية فضلًا عن سبتة ومليلية. ويتواجد في ليبيا مجتمع قبطي من أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. أغلب أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في المغرب الكبير هم ذوي الأصول الفرنسية، والإسبانية والإيطالية الذين هاجروا واستوطنوا خلال الحقبة الإستعمارية، في حين أن البعض هم المبشرين الأجانب أو العمّال المهاجرين.

هناك عدد من المجتمعات المسيحية من أصول أمازيغية أو أصول عربية في بلدان المغرب الكبير، والذين تحولوا إلى المسيحية خلال العصر الحديث أو تحت وبعد الإستعمار الأوروبي.[13][14] نظرًا لنزوح الأقدام السوداء في سنوات 1960؛ هناك عدد أكثر من المسيحيين الشمال الأفريقيين من الأمازيغ أو العرب يعيشون في فرنسا مقارنًة في دول المغرب العربي الكبير. في الآونة الأخيرة، شهدت الطائفة البروتستانتية من الأصول الأمازيغيّة أو العربيّة نموًا كبيرًا، من خلال التحول إلى المسيحية، خاصًة إلى المذهب الإنجيلي، حيث التحول للمسيحية أكثر شيوعًا في الجزائر،[1] وخاصًة في منطقة القبائل،[1] والمغرب[1] وتونس.[1]

قدرّت دراسة تعود لسنة 2015 تحوّل 380,000 مسلم جزائري إلى المسيحية.[1] كما وأشارت عدد من الصحف المغربيّة إلى تحول بين 25,000 إلى 45,000 مغربي للمسيحية في السنوات الأخيرة. وتشير بعض التقديرات إلى أن أعداد المسيحيين المغاربة (من أصول عربيّة وأمازيغيّة) يبلغ حوالي 150,000 نسمة.[15] وقدرّت دراسة تعود لسنة 2015 أعداد التوانسة الذين تحولوا للمسيحية ومن ذوي الأصول الأمازيغية أو العربيّة حوالي 7,000 نسمة (من بين 35,000 مسيحي في تونس)،[16][1] وقدرّت الدراسة أيضًا حوالي 1,500 مسيحي ليبي من أصول أمازيغيّة أو عربيّة (من بين 170,000 مسيحي في ليبيا).[1]

مراجع

  1. Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census - تصفح: نسخة محفوظة 31 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. المسلمون يتحولون للمسيح(بالإنجليزية) نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. TUNISIA 2018 INTERNATIONAL RELIGIOUS FREEDOM REPORT - تصفح: نسخة محفوظة 8 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. مُؤنس، حُسين (1410هـ - 1990م). تاريخ المغرب وحضارته من قُبيل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر (الطبعة الأولى). جدَّة - السُعوديَّة: الدَّار السُعوديَّة للنشر والتوزيع. صفحة 66.
  5. LES MARTYRS I - تصفح: نسخة محفوظة 15 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. Tertullian : French translations / Tertullien: E-Textes. Traductions françaises - تصفح: نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. In Adversus Praxean; see Barnes for a summary of the work.
  8. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.81
  9. L’Islam dans sa première grandeur,(8è et 9è siècles),Maurice Lombard,Paris,Flammarion, (971p. 69)
  10. The last native Christian communities in north Africa - تصفح: نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. Deeb, Mary Jane. "Religious minorities" Algeria (Country Study). Federal Research Division, Library of Congress; Helen Chapan Metz, ed. December 1993. This article incorporates text from this source, which is in the ملكية عامة.[1] - تصفح: نسخة محفوظة 03 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
  12. تونس - تصفح: نسخة محفوظة 8 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  13. The Encyclopedia of Christianity, Volume 3 - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. Rising numbers of Christians in Islamic countries could pose threat to social order - تصفح: نسخة محفوظة 05 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  15. Osservatorio Internazionale: "La tentazione di Cristo" April 2010 نسخة محفوظة 27 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  16. "Christians in Tunisia: Cause for Concern - Qantara.de". Qantara.de - Dialogue with the Islamic World (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 201904 يونيو 2019.

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :