الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في الجزائر

الديانة المسيحية وأتباعها في الجزائر

☰ جدول المحتويات


المسيحية في الجزائر هي ثالث أكبر الديانات بعد كل من الإسلام واللادينيَّة،[9] ويعود دخول المسيحية لشمال أفريقيا إلى العصر الروماني. شهدت تراجع في الفترة الفوضوية بسبب الغزوات، لكنها عادت بقوة في العصر البيزنطي، وأنتجت المنطقة العديد من الشخصيات الذين كان لهم تأثير كبير في العالم المسيحي، بما في ذلك أوغسطينوس وهو أحد آباء الكنيسة البارزين وأمه مونيكا ودوناتوس وماريوس فيكتورينوس وماكسيميليان وأليبيوس الطاغاسطي وفيكتور موريس وزينو الفيروني؛ ثم بدأت تختفي بالتدريج بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي،[10] وصمدت الجماعات المسيحيّة الأمازيغية في البلاد حتى القرن الخامس عشر.

مَسيحِيُّونَ جَزَائِريُّون
مناطق الوجود المميزة
 الجزائر ‏60,000 - 200,000 1 (لا تتضمن الأعداد المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحية) 2 [6][7]
اللغات

اللغة العربية: بالإضافة إلى اللغة الفرنسية والإسبانية والأمازيغيَّة

الدين

الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والحركات البروتستانتية

المجموعات العرقية المرتبطة

الأقدام السوداء، عرب وأمازيغ

هوامش
[1].^ بحسب مركز بيو للأبحاث والحرية في العالم الأرقام تتضمن الأعداد المذكورة كل من المواطنين الجزائريين ذوي الأصول الأوروبيَّة والمقيمين الأجانب والمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء على الأراضي الجزائريَّة.[7]

[2].^ الجمهوريَّة الجزائريَّة لا تعترف بالتحول من الإسلام لدين آخر، تُقدر أعداد المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحيَّة بين 50,000 إلى 380,000 شخص،[8] ويقيم معظمهم في منطقة القبائل خاصةً في ولاية تيزي وزو.[8]

أعيد إحياء المسيحية في الجزائر مرّة أخرى في القرن التاسع عشر مع قدوم عدد كبير من المستوطنين والمهاجرين الأوروبيين والذين أطلق عليهم لقب الأقدام السوداء، وإنحدر أغلبيتهم من أصول فرنسية أو إيطالية أو إسبانية أو مالطية.[11] وفي القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، انتعشت المسيحية في الجزائر فبُنيت الكنائس والمدارس والمؤسسات المسيحية، ودخل عدد من السكان المحليين المسلمين إلى المسيحية خصوصًا في منطقة القبائل.[10] احتل الكاثوليك ذوي الأصول الأوروبيّة مناصب عليا في الجزائر الفرنسية واحرزوا نجاحات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي، وغداة استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962 قُدّر عددهم بحوالي 1.4 مليون نسمة ومثلوا أكثر من 12% من سكان الجزائر آنذاك،[10] وبدأوا بالمغادرة عند بداية الاستفتاء وقبل إعلان الاستقلال رسميًا، تلاه موجات أخرى مع تعرضهم موجات العنف بعد الاستقلال.[10]

في عام 2009 أحصى مكتب الأمم المتحدة حوالي 45,000 من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية القسم الأكبر منهم من ذوي الأصول الأوروبية ممن سكنوا البلاد إبّان الاستعمار ويتركزون في العاصمة والمدن الكبرى وعشرات الآف من البروتستانت من ذوي الأصول الأوروبية في الجزائر؛ في حين تقدر العديد من الإحصائيات المختلفة عدد البروتستانت في الجزائر بين 100,000[12] إلى 150,000؛ القسم الأكبر منهم من أصول جزائرية عربيّة أو أمازيغيّة مُسلمة.[13] وقدّرت دراسة تعود لعام 2015 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الجزائر بين السنوات 1960-2015 بحوالي 380,000 شخص.[8]

تاريخ

انتشار المسيحية المبكر

الضريح الملكي الموريتاني وهو من أبرز الآثار البَاقِية التي تعود لعُصور مملكة ماسونا؛ وهي مملكة مسيحيَّة بربريَّة ظهرت في القرن الرابع.

يرتبط التاريخ المبكر للمسيحية في شمال أفريقيا ارتباطَا وثيقَا بشخص ترتليان. الذي ولد من أبوين وثنيين تحول للمسيحية في قرطاج في سنة 195 ميلادي وأصبح قريبَا من النخبة المحليّة، والتي حمته من القمع من قبل السلطات المحليّة.[14] وهة أول من كتب كتابات مسيحية باللغة اللاتينية. كان مهمًا في الدفاع عن المسيحية ومعاداة الهرطقات بحسب العقيدة المسيحيّة. ربما أكبر سبب لشهرته صياغته كلمة الثالوث وإعطاء أول شرح للعقيدة.[15] بعد فترة ترتليان، إتخذت المسيحيّة طابعًا أفريقيّ أمازيغيّ في المنطقة. حاول عدد من المفكرين المسيحيين من الأمازيغ مثل تقديم إيمانهم بشكل له المزيد من النظام والعقلانية مستخدمين صفات ثقافة عصرهم؛ نبع ذلك من إدراك أنه إن لم ترد الكنيسة البقاء كشيعة على هامش المجتمع يترتب عليها التكلم بلغة معاصريها المثقفين؛[16] وتكاثر مؤلفات الدفاع: هبرابوليس، أبوليناروس وميلتون وجهوا مؤلفاتهم للإمبراطور ماركوس أوريليوس، وأثيناغوراس ومليتاديس نشروا مؤلفات مشابهة حوالي العام 180؛ لقد ساهمت الشخصيات المثقفة مثل أوريجانوس، ترتليان، وقبريانوس القرطاجي في تسهيل دخول المسيحية ضمن المجتمع السائد.

عندما أصبحت المسيحيَّة الديانة الرسميَّة للإمبراطوريَّة أيَّام قُسطنطين الأوَّل، وقف هذا الأخير ضدَّ الدوناتيَّة واعتبرهم خارجين عن القانون. وترتَّب على تحالف الإدارة والكنيسة ضدَّ المذهب الدوناتي أن أصبح المذهب رمز المُقاومة الشعبيَّة، وازداد انتشاره بِزيادة انتشار الفقر والبُؤس بين الأهالي الذين ثاروا ضدَّ الحُكومة والطبقة الغنيَّة، ودعوا إلى المُساواة. وحاولت الحُكومة مُجادلة أصحاب هذا المذهب، فكان القدِّيس أوغسطين ألد أعدائه، حيثُ شهَّر به وهاجم أساليبه العنيفة، وأباح للدولة استعمال العنف ضدَّ أصحاب هذا المذهب لِكسر شوكتهم وإعادتهم إلى حظيرة الكنيسة النيقيَّة. لكنَّ النتيجة جاءت عكسيَّة، إذ تحالف الكادحون والفُقراء مع الدوناتيَّة، واستمرَّ الصراع إلى وفاة دونات سنة 355م، واتخذ شكل الثورة الوطنيَّة في طرابُلس ونوميديا إلى سنة 375م.

وبعد وفاة دوناتوس أستمرَّ أوغسطين أبن طاغاست في مُحاربة المُنشقين عن الكنيسة الوطنيَّة والهراطقة حتَّى انتصرت الكنيسة الإفريقيَّة على أعدائها، على أنَّ الدوناتيَّة استمرَّت بعض جماعاتها إلى القرن السَّادس الميلاديّ. إن أوغسطين شخصية مركزية في الفلسفة المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعدّه المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي. تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة وخصوصاً فكر أفلوطينوس مؤلف التاسوعات. يتحدّر أوغسطينوس من أصول أمازيغية ولد في طاغاست (حالياً سوق أهراس في الجزائر) عام 354.[17][18] التي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا. عندما بلغ الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مداوروش، مدينة نوميدية تقع 30 كلم جنوبي تاغست. في عمر السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج لإتمام دراسة علم البيان. وكانت أمه مونيكا أمازيغية[19] ومسيحية مؤمنة. أما والده، فكان وثنياً اعتنق المسيحية على فراش الموت.

وعندما وقعت بلادُ المغرب تحت حُكم قبائل الوندال الجرمانيَّة، ابتدأ فصلٌ جديد من فُصول الصراع الدينيّ، فقد فرض الوندال على الناس مذهبهم الآريوسي الذي يقول بطبيعة المسيح البشريَّة، واضطهدوا النصارى النيقيين وصادروا أملاك الكنيسة وأموالها وحوَّلوها إلى الآريوسيين.[20] ولمَّا استعاد الروم البلاد المغربيَّة من الوندال، أخذت الدولة تعمل على حسم الخلافات الدينيَّة، فاستعاد البيزنطيّون الكنائس المُغتصبة، وثأروا من الآريوسيين أشد الثأر، واضطهدوا الدوناتيَّة وكذلك اليهود،[21] ولكنَّ ذلك لم يمنع انتشار مذاهب جديدة مثل النسطوريَّة القائلة بِثُنائيَّة طبيعة المسيح: الإلهيَّة والإنسانيَّة.

بعد الفتح الإسلامي للمغرب الكبير

شقيقتين مسيحيتين من منطقة القبائل؛ تعود الصورة الى الأعوام 1905-1920.

بظهور الإسلام في منطقة المغرب بعد سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تتوجت أثناء وصول عقبة بن نافع إلى الشمال الإفريقي (بين 681 م و683 م) بدأ تقلص الكنيسة القديمة في الشمال الإفريقي والمغرب بينما كان في الشمال الإفريقي في القرن الثالث الميلادي نحو ثلاثين مجمع كنسي إفريقي وما يقارب ستمائة أسقف في عهد القديس أوغسطينوس.[22] وقد تراجعت المسيحيَّة بشكلٍ كبيرٍ حتَّى اختفت كُليًّا من كافَّة أنحاء الجزائر وفق الرأي التقليدي، ويُعتقد أنَّ سبب تراجع واختفاء المسيحيَّة في إفريقية كان بِسبب عدم وُجود رهبنةٍ قويَّةٍ مُتماسكةٍ تضُمُّ حولها شتات النصارى الأفارقة، كما أنَّ الكنيسة الإفريقيَّة كانت حتَّى زمن الفُتوح الإسلاميَّة ما تزال تُعاني من آثار الاضطرابات بينها وبين كنيسة القُسطنطينيَّة ومن الحركات والثورات التي قام بها الهراطقة. لِهذا، يبدو أنَّ بعض الأفارقة والبربر المسيحيين وجدوا في الإسلام مُنقذًا لهم من تلك التخبُطات التي عانوا منها، ويبدو أنَّ بعضهم الآخر كان يعتنق المسيحيَّة ظاهريًّا فقط، وما أن سنحت لهُ الفُرصة حتَّى ارتدَّ عنها. إضطهدت الخلافة الأموية العديد من المسيحيين الأمازيغ في القرنين السابع والثامن، والذين أجبروا على التحول ببطء إلى الإسلام.[23] في العديد من المناطق لا سيّما منطقة الساحل والمناطق الجنوبيَّة ومنطقة مزاب، ظلّ المسيحيون الذين اصطبغوا بالصبغة الرومانية يشكلون غالبية السكان على مدى قرنين بعد الفتح الإسلامي، وظلّت بعض المناطق النائية تضم جيوباً من المسيحيين في منطقة مزاب في القرن الحادي عشر.[24]

ويتجه الرأي المُعاصر، بالاستناد إلى بعض الأدلَّة، إلى القول بأنَّ المسيحيَّة الإفريقيَّة صمدت في المنطقة المُمتدَّة من طرابُلس إلى المغرب الأقصى طيلة قُرونٍ بعد الفتح الإسلاميّ، وأنَّ المُسلمون والمسيحيّون عاشوا جنبًا إلى جنب في المغرب طيلة تلك الفترة، إذ اكُتشفت بعض الآثار المسيحيَّة التي تعود إلى سنة 1114م بِوسط الجزائر، وتبيَّن أنَّ قُبور بعض القديسين الكائنة على أطراف قرطاج كان الناس يحجُّون إليها ويزورونها طيلة السنوات اللاحقة على سنة 850م، ويبدو أنَّ المسيحيَّة استمرَّت في إفريقية على الأقل حتَّى العصرين المُرابطي والمُوحدي. وكانت تلمسان مركزًا لعدد كبير من المسيحيين لقرون عديدة بعد الفتح الإسلامي للمدينة عام 708.[25] واختفت الجماعات المسيحيّة الأمازيغية في تونس والمغرب والجزائر في القرن الخامس عشر.

في القرن الخامس عشر عرفت المنطقة جهاد بحري وهي عمليات التي قام بها المسلمون ضد سواحل أو سفن الدول الأوروبية المعادية لها من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر في منطقة الغربية للبحر الأبيض المتوسط وعلى طول سواحل المحيط الأطلسي الأوروبية والأفريقية. كانت قواعد انطلاقهم كانت معاقل منتشرة على طول سواحل شمال أفريقيا، خصوصًا مدن تونس وطرابلس وال‍مغ‍رب وسلا وموائي أخرى بالمغرب كما كانت الجزائر القاعدة الرئيسية للجهاد البحري. بالنظر لما تعرض له المسلمون في الأندلس، والهجمات الأوروبية على الشمال الأفريقي باحتلال البرتغال لمدينة سبتة عام 1415، واستيلاء الإسبان على المرسى الكبير عام 1505 ومدن حجر باديس ووهران وبجاية سنة 1508 وطرابلس الغرب في عام 1535 قبل أن يتنازلوا عنها لفرسان القديس يوحنا. وبالتالي تواجدت جالية مسيحية أوروبية تتكون من الأسرى بشكل خاص؛ وقد تأسست في أوروبا المسيحية عدد من الرهبانيات المسيحية والتي عملت على تحرير الأسرى المسيحيين من بين هذه الرهبانيان كان الآباء الثالوثيين وكان هدفها وتهدف الرهبانية إلى فدية السجناء المسيحيين وإطلاق سراحهم. وحقق الثالوثيون الحوار بين الحضارات في بلدان البحر المتوسط والتبادل الثقافي بقبول سلمي وروحي.

العصور الحديثة

إحياء المسيحية في القرن التاسع عشر

خلال مرحلة العهد العسكري (1830 ـ 1870) والاستيطان في العهد المدني (في الشمال أساسًا) (1870 ـ 1900) وذلك خلال الاستعمار الفرنسي على الجزائر اعيد احياء المسيحية في شمال أفريقيا عامًة والجزائر خاصًة، مع قدوم عدد كبير من المستوطنين والمهاجرين الأوروبيين والذين أطلق عليهم لقب الأقدام السوداء، أغلبيتهم انحدر من أصول فرنسية أو إيطالية أو إسبانية أو مالطية وحتى من أوروبا الشرقية، وانتمى أغلبهم إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مع وجود لأقلية كبيرة بروتستانتية، انتعشت المسيحية في الجزائر فبنيت الكنائس والمدارس والمؤسسات المسيحية وأعيد تأسيس أبرشية كاثوليكية عام 1838، ودخل عدد من السكان المحليين المسلمين إلى المسيحية خصوصًا في منطقة القبائل.[10] وقد قطع معظم المسيحيين القاطنين منذ الجيل الثاني، لاسيما في الجزائر كل صلة مع الوطن إلام، وتجذر في الأرض وبنوا بيوتًا وقرى وكنائس إلى جانب أو وسط التجمعات السكنية العربية. وقد نقلوا معهم إلى “أوطانهم الجديدة ” كل تقاليدهم الاجتماعية والفكرية ومؤسساتهم الثقافية والدينية، وان الكنيسة نظمت خدمنها تجاه رعاياها ومارست نشاطاتها الدينية والاجتماعية والثقافية بصورة طبيعية. وفد كان وجه الكنيسة كاثوليكياً –لوفود إتباعها من أقطار كاثوليكية في أكثريتها الساحقة– وفرنسيًا أيضًا، ليس في الأشخاص حسب، وإنما في الارتباط الفكري والمعنوي بكنيسة فرنسا.[26] في عام 1868 أنشأ الكاردينال الكاثوليكي شارل مارسيال لافيجري جمعية تبشيرية في الحراش عُرِفت بإسم "الآباء البيض" (بالفرنسيّة :Pères Blancs)، وسبب تسميتهم بهذا الاسم أنهم قرروا أن يلبسوا أردية بيضاء بهدف التناغم مع البيئة الاجتماعية، فأُطلِق عليهم هذا الاسم،[27] وكان الآباء البيض ينشطون بين مناطق الأمازيغ، وفي مدينة وهران حيث أنشأ الآباء البيض مدارس كاثوليكيَّة ضمن أنشطة أخرى.

وقد بدأت البعثات التبشرية بين الأمازيغ في منطقة القبائل في عام 1870 بمبادرة من الكاردينال شارل مارسيال لافيجري والذي كان مقتنعًا بقدم جذور المسيحية في الأوساط البربريَّة، فقاد حملة تبشيريَّة في منطقة القبائل الجبليَّة، وتم إنشاء مدارس ومراكز لاحتضان المتحولين للمسيحية وأبنائهم وتوفير مناخ اجتماعي مريح لهم وتربيتهم على مبادئ الديانة المسيحية، ما سمح بتشكيل نواة صلبة لمجتمع مسيحي في المنطقة. وفقًا لكريمة ديرش سليماني الباحثة في "معهد البحث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي" في كتابها مسيحيو منطقة القبائل 1873 - 1954 يعود سبب تنامي ظاهرة التنصير في أوساط الجزائريين بشكل مضطرد، خصوصًا في منطقة القبائل بسبب تاريخ هذه الديانة العريق في شمال إفريقيا والجزائر خاصًة وبلاد القبائل.[28] وكان من بين أبرز الأمازيغ الكاثوليك في تلك الحقبة كل من الأديبة والشاعرة طاووس عمروش، وجون عمروش وفاطمة آيت منصور عمروش، ولا تزال توجد في منطقة القبائل عائلات مسيحية كاثوليكية إلى اليوم.

كاتدرائية وهران: مبنية على الطراز المعماري الروماني والبيزنطي مع الزخرفة ذات الطابع الشرقي، وكانت هذه الكاتدرائية مركزًا للمسيحيين في المدينة.

شغل لويس أنطوان أوغسطين بافي في منصب الأسقف الكاثوليكي الثاني في الجزائر من عام 1846 إلى عام 1866. خلال فترة ولايته، كان مسؤولاً عن بناء كاتدرائية السيدة الإفريقية في الجزائر العاصمة.[29] وعمل الأسقف بافي على تحويل العرب إلى الكاثوليكية،[30] وفي الوقت نفسه، حرص الأسقف بافي على تلبية احتياجات المستعمرين الفرنسيين الذين يعيشون في الجزائر العاصمة.[30] ظهرت الجمعيات الرياضية الكاثوليكية للشباب في الجزائر الفرنسية (بالفرنسيَّة: patronages de l'Algérie française) لأول مرة في المدن الكبرى في شمال الجزائر في بداية القرن العشرين وكانت مخصصة أساسًا للشباب الأوروبيين في الجزائر.[31][32] ومع بداية الحرب العالمية الأولى، انضمت بعض الجمعيات إلى الاتحاد الكاثوليكي لفن اللياقة البدنية والرياضية، حيث سرعان ما حلت المنظمات النسائية حذوها.[33] وعلى خلاف الوضع في الشمال، فإن انتشار الرياضة عبر المناطق الجنوبية من الجزائر، تحت رعاية الآباء البيض، كان في الغالب بين السكان الأصليين.[31] في عام 1901 قدم شارل دو فوكو إلى الجزائر الفرنسية وعاش حياة نسكية فعلية. أقام أولا في بني عباس بالقرب من الحدود المغربية، حيث بنى صومعة صغيرة للتعبد والضيافة، التي أشير إليها لاحقا باسم "الأخوية". فيما بعد انتقل للعيش مع الطوارق في تمنغست في جنوب الجزائر. هذه المنطقة تعد مركزية في الصحراء، حيث توجد بها جبال آهقار. اعتاد شارل دو فوكو أن يرتاد أعلى نقطة في منطقة "أسكرام" كمكان للاعتكاف. عاش بالقرب من الطوارق وشاركهم متاعبهم. وقضى عشر سنوات يدرس لغة الطوارق وتقاليدهم وثقافتهم. وتعلم اللغة الطارقية وشرع في تأليف قاموس للمفردات وقواعد اللغة. مخطوطة قاموسه نشرت بعد وفاته في أربع مجلدات، وصار القاموس معروفا من بين القواميس الأمازيغية الأخرى، بسبب غناه وما يحتويه من أوصاف دقيقة. صاغ شارل دو فوكو فكرة تأسيس معهد ديني، والذي أصبح حقيقة فقط بعد وفاته، تحت اسم "أخوة يسوع الصغار".

صورة تاريخية لكنيسة رومانيَّة كاثوليكيَّة في بلدية بوثلجة.

في عام 1959 بلغ عدد الأقدام السوداء حوالي 1,025,000 نسمة، وهو ما مثل 10.4% من إجمالي سكان الجزائر، وهي نسبة تناقصت تدريجياً بعد أن بلغت ذروتها 15.2% في عام 1926. ومع ذلك، فإن بعض مناطق الجزائر كان بها تركيزات عالية من الأقدام السوداء الكاثوليك، كأقاليم بونة (الآن عنابةوالجزائر العاصمة، ومدينة وهران وسيدي بلعباس.[34] وكانت وهران خاضعة للحكم الأوروبي منذ القرن السابع عشر، وكان 49.3% من سكان منطقة وهران الكبرى من الأوروبيين المسيحييين واليهود في عام 1959. أمّا في منطقة العاصمة الجزائر، كان الأوروبيين المسيحيين واليهود يمثلون 35.7% من السكان. وفي منطقة مدينة بون مثلوا حوالي 40.5% من السكان. احتل الكاثوليك ذوي الأصول الأوروبيّة مناصب عليا في الجزائر الفرنسية واحرزوا نجاحات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والسياسي، غداة استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962، وقدر عددهم بحوالي 1.4 مليون نسمة مثلوا أكثر من 12% من سكان الجزائر آنذاك، وقد بدأوا بالمغادرة عند بداية الاستفتاء وقبل إعلان الاستقلال رسميًا. وقد غادر العديد من الكاثوليك ذوي الأصول الأوروبيّة إلى فرنسا؛ والتي تؤوي نحو مليون ممن ينعتون بلقب "الأقدام السوداء"، نصفهم تقريبًا يعيش في المقاطعات الفرنسية الجنوبية على شواطئ المتوسط، النقطة الأقرب إلى ما زالوا يعتبرونه موطنهم الأصلي. يشكل "الأقدام السوداء" قوة ضغط لا يُستهان بها في فرنسا. وهم متغلغلون في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصاديَة والإعلاميّة والفنيّة. ضمت الجزائر الفرنسية عدد من الطوائف المسيحية من أصول أمازيغية أو أصول عربية، والذين تحولوا إلى المسيحية خلال العصر الحديث أو تحت الإستعمار الأوروبي.[12][35] لكن نظرًا لنزوح الأقدام السوداء في سنوات 1960؛ يذكر أنّ هناك عدد أكثر من المسيحيين الشمال الأفريقيين من الأمازيغ أو العرب يعيشون في فرنسا مقارنًة في دول المغرب العربي الكبير.

وضع المسيحيين بعد الاستقلال

غداة الاستقلال بعد 5 يوليو 1962 قدّرت أعداد المسيحيين في الجزائر بأكثر من مليون نسمة كانت نسبتهم تمثل أكثر من 12% من سكان الجزائر.[10] وعقب استقلال الجزائر هاجرت اعداد كبيرة من مسيحيين ويهود الجزائر مع تعرضهم موجات العنف حيث قدرَّت أعداد النازحين إلى فرنسا بحوالي 800 ألف، وكان من أبرز أحداث العنف مذبحة وهران عام 1962،[36] وأدّت أحداث لاحقة مثل اغتيال أسقف وهران بيار كلافري الكاثوليكي وقتل الرهبان السبعة في تيبحرين بالجزائر عام 1996؛ إلى هجرة المسيحيين من ذوي الأصول الأوروبيَّة. مما أدى إلى انخفاض أعدادهم من مئة ألف عام 1950 إلى خمسين ألف عام 1960.[37] خلال تلك الحقبة، والمعروفة باسم الحقبة السوداء، فقد بين 100,000 إلى 200,000 الجزائريين حياتهم. اليوم يعتبر شمال أفريقيا في المقام الأول مسلم والإسلام هو دين الدولة في الجزائر، ليبيا، والمغرب، وتونس. على الرغم من كون ممارسة المعتقدات الغير إسلامية والتعبير عنها هو حق يكفله القانون، إلا أن التبشير العلني يواجه بالقلق.

وفي عام 2006 قامت السلطات الجزائرية بتطبيق قانون تنظيم الشعائر الدينية، وبحسب رأي الكثير من المراقبين فإن الهدف من هذا القانون في المقام الأول هو الحد من الأنشطة التبشيرية [38] وعلى الرغم من أن العدد الحالي للمسيحيين في شمال أفريقيا منخفض، فإن الكنائس التي بنيت خلال الاحتلال الفرنسي لا يزال من الممكن العثور عليها. تحدثت عدة مصادر على أن عددًا متزايد من سكان شمال أفريقيا المسلمين اعتنقوا المسيحية في السنوات الأخيرة.[39][40][41][42] مجموع عدد المسيحيين لا يزال منخفضًا جدًا بالمقارنة بسكان تلك البلدان. النسبة المئوية للمسيحيين في الجزائر هو أقل من 2% (2009).

في عام 2009 أحصى مكتب الأمم المتحدة حوالي 45,000 من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية القسم الأكبر منهم من ذوي الاصول الأوروبية ممن سكنوا إبّان الاستعمار ويتجمعون في العاصمة أو المدن الكبرى و10,000 من البروتستانت (ذوي الأصول الأوروبية) في الجزائر في حين وحسب العديد من الإحصائيات المختلفة يتراوح عدد البروتستانت في الجزائر من أصول أمازيغيَّة أو عربيَّة في الجزائر بين 100,000 إلى 150,000.[13] في الفترة الأخيرة زاد عدد معتنقي الديانة المسيحية سواء بسبب العاملين الأجانب المتوافدين على الجزائر أو المسلمين الذين اعتنقوا الديانة المسيحية. أهم التجمعات المسيحيّة البروتستانتية تتواجد في منطقة القبائل خصوصًا في ولاية تيزي وزو، حيث تتراوح نسبة المسيحيين في ولايات منطقة القبائل بين 1%-5%.[43] ويقيم المسيحيون في الغالب في مدن مثل الجزائر العاصمة، وبجاية، وتيزي وزو، وعنابة، ووهران، ومنطقة القبائل شرق العاصمة.[7] ويتكون المجتمع المسيحي في الجزائر من المواطنين الجزائريين ذوي الأصول الأوروبيَّة والمقيمين الأجانب والمهاجرين والطلاب القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء؛ إلى جانب المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحيَّة والذي تُقدر أعدادهم بين 50,000 إلى 380,000 شخص،[8] ويقيم معظمهم في منطقة القبائل خاصةً في ولاية تيزي وزو.[8] ويمارس الكثير من المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحيَّة طقوسه الدينية في الكنائس المنزليَّة السريَّة أو كنائس غير مرخص لها.[7] ويقول القادة المسيحيون أن المواطنين الجزائريون المسيحيون ينتمون في الغالب إلى الجماعات البروتستانتية.[7]

في عام 2019 أشارت تقارير حكومية إلى قيام الحكومة الجزائرية بإغلاق ثماني كنائس بروتستانية، من ضمنها كنائس في ولاية تيزي وزو. واحتج عدد من المسيحيين في البلاد على هذه الإجراءات، إذ خرجوا يوم 17 أكتوبر من عام 2019 للتظاهر أمام مقرّ ولاية تيزي أوزو،[44] وبحسب ناشطين، فإن الجزائريين الذين يختارون الانتقال إلى المسيحية، يتجهون غالباً إلى البروتستانتية، بينما تبقى الكاثوليكية محصورة بين المسيحيين الأوروبيين القاطنين في الجزائر، وهؤلاء، وفقاً للناشطين، لا تستطيع السلطة التضييق عليهم. ونددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بإغلاق ثلاث كنائس بروتستانتية في منتصف أكتوبر من عام 2019 بالجزائر، معتبرة ذلك مثالا للقمع الذي تتعرض له هذه الأقلية في ذلك البلد.[45]

الطوائف المسيحية

الكاثوليكية

جزائريّون كاثوليك من الأقدام السوداء يؤدون الصلوات في كاتدرائيَّة القلب الأقدس في عاصمة الجزائر.

غداة الاستقلال بعد 5 يوليو 1962 قدّرت أعداد المسيحيين الكاثوليك في الجزائر بأكثر من مليون نسمة كانت نسبتهم تمثل أكثر من 12% من سكان الجزائر.[10] في عام 1950 ضمت أبرشية وهران حوالي 355,000 معمَّد كاثوليكي، وضمت أبرشية الجزائر 330,000 كاثوليكي، في حين ضمت وأبرشية قسنطينة حوالي 180,000 وضمت أبرشية الأغواط حوالي 12,240 كاثوليكي. وعقب استقلال الجزائر هاجرت اعداد كبيرة من كاثوليك الجزائر مع تعرضهم موجات العنف للتضائل أعدادهم في البلاد، في عام 2010 ضمت أبرشية الجزائر على خمسة عشرة رعية كاثوليكية، وضمت أبرشية الأغواط على إحدى عشرة رعية، وضمت أبرشية وهران وأبرشية قسنطينة ستة رعايا كاثوليكية. وفي عام 1993 قدرَّت شعبة البحوث الاتحادية أعداد الكاثوليك بالجزائر بحوالي 45,000 شخص،[37] تتكون الجماعة الكاثوليكيَّة في الجزائر من بقايا الأوربيين أو الأقدام السوداء، الذين لم يغادروا البلاد بعد الاستقلال وثورة التحرير الجزائرية،[10] فضلًا عن اللبنانيين الموارنة الذين قدموا إلى الجزائر بين عام 1845 وعام 1867.[46] بالإضافة إلى جماعات مسيحية جديدة تكونت منذ 15 سنة الأخيرة، وهي جماعات تتكون من الطلبة الأفارقة الوافدين للدراسة في الجزائر، وهم من حوالي 30 دولة أفريقية، وغالبيتهم يتكلمون اللغات الفرنسيَّة والإنجليزيَّة والبرتغاليَّة، كما أن هناك جماعات مسيحية جديدة تكونت خلال السنوات الخمس الأخيرة تتكون من بعض العمال الأوربيين للشركات الفرنسية والأوربية العاملة في الجزائر.

تملك الكنيسة الكاثوليكية بعض المستشفيات والمدارس والكنائس والمقابر، كما تقوم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية بمنح رواتب رجال الدين المسيحيين الجزائريين الذين حصلوا على الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال.[47] يتوزع كاثوليك البلاد على أبرشية الجزائر وأبرشية وهران وأبرشية قسنطينة وأبرشية الأغواط. وتعد كاتدرائية القلب الأقدس في الجزائر العاصمة مقر أبرشية الجزائر، وأكتمل بناء الكاتدرائية في عام 6591، لتصبح الكاتدرائيَّة الحاضنة لأبرشية الجزائر بعد تحول كاتدرائية القديس فيليب إلى جامع كتشاوة.[37][48] وتُعد كاتدرائية القديسة مريم في وهران الكاتدرائية المسيحيَّة الرئيسية في مدينة وهران،[49] ومقر أبرشية وهران.

بروتستانتية

داخل كاتدرائية نوتردام أفريقيا؛ وهي من أبرز المعالم المسيحيّة في الجزائر.

تتكون الجماعات المسيحية البروتستانتية من المسيحيين المواطنين وهم إمّا عربًا أو أمازيغيًا. وتترواح أعداد البروتستانت من الأمازيغ والعرب بين 50,000 إلى 100,000 وإلى 150,000 بحسب إحصائيات مختلفة.[13] وفقا لدراسة لجامعة أدنبرة والتي تعود لعام 2014، بلغت أعداد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الجزائر نحو 50,000 شخص.[50] وقدّرت دراسة جامعة سانت ماري والتي تعود لعام 2015 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الجزائر بين السنوات 1960-2015 بحوالي 380,000 شخص.[8] ويتركز الوجود البروتستانتي المحليّ في منطقة القبائل. وتقدر أعداد المجتمع المسيحي من القبايل الأمازيغ بحوالي 30,000 نسمة.[51] قسم منهم من المتحولين الجدد للمسيحية.[52] في حين تقدّر أعداد البروتستانت من ذوي الأصول الأوروبية بحوالي 10,000 ينتمي أغلبهم إلى الكنيسة الميثودية والكالفينية.[53] يتعرض البروتستانت الجزائريين من الأصول المُسلمة إلى العديد من المضايقات من قبل الحكومة.[54]

تشهد كنائس الجزائر بمختلف مذاهبها تعميد ما يزيد عن خمسين جزائريًا عبر التراب الجزائري كل يوم أحد، حسبما كشفت عنه أرقام الأسقفية الكاثوليكية بالجزائر، وأشار الأب دانيال سان فينسون دولابول، مسؤول بالأسقفية الكاثوليكية بالجزائر، في لقاء مع "النهار" بمقر الأسقفية عن أن 90 من المائة من مجموع الجزائريين الذين غيّروا ديانتهم يعتنقون المذهب الإنجيلي، مشيرًا إلى أن ظاهرة اعتناق المسيحية من طرف الجزائريين المسلمين بلغت حدّا كبيرا خلال الأربع السنوات الأخيرة.[55]

الأرثوذكسية

تتكوّن الجماعة المسيحيّة الأرثوذكسية من من العمال الروس وبعض الموظفين اليونانيين فضلًا عن عدد من العمال المصريين الأقباط الذين يعملون لدى شركات أوراسكوم للإتصالات وأوراسكوم للبناء، وهم يعملون في العاصمة الجزائر ومدينة وهران وقد قدّر عددهم الأب هنري تيسي بحوالي ألف قبطي يتبع طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

نمو المسيحية

بازيليكا القديس أغسطين في عنابة.

تشير بعض التقارير إلى وجود أكثر من 100,000 جزائري[12][56] معتنق للديانة المسيحية خاصةً البروتستانتية،[13][43] وفي تقرير صحفي لكريستيان تيلغراف من الجزائر حول اعتناق المسيحية أشار القس يوسف يعقوب من منظمة Operation Mobilization ان فإن نسبة نمو المسيحية هي 800%.[57] كانت التحويلات إلى المسيحية أكثر شيوعًا في منطقة القبائل خصوصًا في ولاية تيزي وزو، حيث تقدر نسبة المسيحيين في ولاية تيزي وزو بين 1% وبين 5%. وقدّرت دراسة تعود لعام 2015 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الجزائر بين السنوات 1960 وعام 2015 بحوالي 380,000 شخص.[8]

يُسمح للمجموعات التبشيرية بالقيام بأنشطة إنسانية دون تدخل الحكومة طالما أنها سرية ولا تبشّر علانيَّة. إذا فعلت ذلك، فإنه أحياناً ما يتم القبض على المبشرين وأحيانًا أخرى يتم تركهم.[58] العديد من "الكنائس المنزليَّة" التي يتعبد فيها المسيحيين على اتصال بالحكومة. أشارت تقارير فرنسيَّة إلى حالات من التقييد للنشاط الديني للمسيحيين ذوي الأصول الجزائريَّة والأوروبيين الأجانب القاطنين في الجزائر، ومضايقة عمل الكنائس المسيحية الموجودة في الجزائر فضلاً عن إغلاق بعضها كما تؤكد تقارير فرنسية منشورة في فرنسا وعلى مستوى وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال تقرير للقناة الفرنسية فرانس 24 بتصاعد ظاهرة التعميد الجزائر ونشاط الكنيسة الانجيلية المتصاعد في كل أنحاء العالم وبخاصة الجزائر. ويقول الأب كريم: "هناك عدد هائل من المسلمين الجزائريين الذين اعتنقوا المسيحية. خمسين مسجدا في تيزي وزو، عشرون في بجاية افرغوا من المسلمين بسبب ذلك".[59] وظاهرة اعتناق المسيحية في الجزائر بلغت حدًا كبيرًا،[55] مما دفع بالدولة إلى اصدار قانونا صارم حول الديانات غير المسلمة يمنع الحملات التبشيرية، والنتيجة؛ اقفال 13 معبدا بانتظار حصولها على اذن رسمي.[60] لكن معتنقو المسيحية تحدوا قرار الدولة واجتمعوا ليقيموا احتفالاتهم الدينية باللغة الفرنسية والأمازيغية. ووفقاً للقس طارق سبب اقامة الاحتفال الديني حتى ولو اعتبر خارج عن القانون: "نمارس ديانتنا منذ 1996 ولم نقل للعائلات أو المسنين أو الشباب ان كل شيء انتهى وانهم عاجزين عن التعبير عن ايمانهم، هذا صعب، لذلك؛ نحاول التخفيف من اهمية الوضع". ويقول الأب كريم: "نحن نحترم الدولة، فالإنجيل يملي علينا ان نخضع للسلطات ولذلك نطلب دائما المساعدة وان تسهل الدولة مهمتنا لكي نصبح في وضع قانوني. لا نريد ان نمارس طقوسنا سرًا، الناس يعرفوننا والشرطة تتعقبنا؛ لديها اسماؤنا وارقام هواتفنا.. لماذا يلاحقوننا إذا؟" [59] ويقول التقرير أيضا ان هناك اوقات عصيبة تهدد الانجيليين الجزائريين، يذكرون الجميع انهم لا يهددون المسلمين ولكن بالنسبة للمتشددين.. من ينكر الإسلام محكوم بالإعدام.[59]

أعلام مسيحيي الجزائر

أسرة مسيحيَّة أمازيغيَّة من منطقة القبائل، تعود بين عام 1900 إلى عام 1930.

قائمة تظهر بعض من مشاهير مسيحيي الجزائر ممن استطاعوا الوصول إلى مراكز هامة، على مختلف الأصعدة، سواءً داخل الجزائر أو في بلدان الاغتراب.

معرض الصور

مراجع

  1. Commire, Anne, المحرر (2002). "Amrouche, Fadhma Mansour (1882–1967)". Women in World History: A Biographical Encyclopedia. Waterford, Connecticut: Yorkin Publications.  . مؤرشف من في 09 أبريل 2016.
  2. "Karim Ouchikh : " la prééminence culturelle et historique du christianisme doit être affirmée sans état d'âme ". Le Rouge & le Noir (باللغة الفرنسية)08 فبراير 2018.
  3. "CARL MEDJANI, SELF-PORTRAIT". AS Monaco Official Website. 9 April 2013. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201310 فبراير 2014.
  4. "Stambouli, une famille en or" (باللغة الفرنسية). La Provence. 27 November 2010. مؤرشف من الأصل في 24 مايو 202008 يناير 2011.
  5. Mehdi Lacen rejoindra l’équipe nationale (Mehdi Lacen will join the national team) - تصفح: نسخة محفوظة 16 July 2011 على موقع واي باك مشين.; TSA, 11 December 2009 (in French)
  6. "Religious Composition by Country, 2010-2050". Pew Research Center. April 2, 2015.
  7. 2018 Report on International Religious Freedom: Algeria
  8. Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census - تصفح: نسخة محفوظة 17 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. Deeb, Mary Jane. "Religious minorities" Algeria (Country Study). Federal Research Division, Library of Congress; Helen Chapan Metz, ed. December 1993. This article incorporates text from this source, which is in the ملكية عامة.[1] - تصفح: نسخة محفوظة 03 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
  11. المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. Rising numbers of Christians in Islamic countries could pose threat to social order - تصفح: نسخة محفوظة 11 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  13. "Operation World: Algeria". مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 201912 ديسمبر 2011.
  14. Tertullian : French translations / Tertullien: E-Textes. Traductions françaises - تصفح: نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. In Adversus Praxean; see Barnes for a summary of the work.
  16. الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.81
  17. Leith, John H. (1990). From Generation to Generation: The Renewal of the Church According to Its Own Theology and Practice. Westminster John Knox Press. صفحة 24.  . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019.
  18. Catholic World, Volumes 175–176. Paulist Fathers. 1952. صفحة 376. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2020. The whole of North Africa was a glory of Christendom with St. Augustine, himself a Berber, its chief ornament.
  19. Michael Brett and Elizabeth Fentress, The Berbers, Wiley-Blackwell, 1997, pp. 71, 293
  20. أبو الحسن عليّ بن الحُسين بن عليّ; تحقيق: أسعد داغر (1409هـ). مروج الذهب ومعادن الجوهر (الجُزء الأوَّل) ( كتاب إلكتروني PDF ) (الطبعة الأولى). قُم - إيران: دار الهجرة. صفحة 31827 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2015م.
  21. بينز، نورمان; ترجمة: د. حُسين مُؤنس (1950). الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة. القاهرة - مصر: لجنة التأليف والترجمة والنشر. صفحة 107. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 مايو 202027 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2015م.
  22. L’Islam dans sa première grandeur,(8è et 9è siècles),Maurice Lombard,Paris,Flammarion, (971p. 69)
  23. The Disappearance of Christianity from North Africa in the Wake of the Rise of Islam C. J. Speel, II Church History, Vol. 29, No. 4 (Dec., 1960), pp. 379-397
  24. تاريخ أفريقيا العام، المجلد الثالث. ص82
  25. "The Last Christians Of North-West Africa: Some Lessons For Orthodox Today". orthodoxengland.org.uk. مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 201827 مارس 2016.
  26. المسيحية في المغرب العربي - تصفح: نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  27. "Missionaries of Africa M. Afr". GCatholic. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 201919 أبريل 2013.
  28. دراسة تاريخية وأنثروبولوجية عن الحركة التبشيرية في منطقة القبائل: "مسيحيو منطقة القبائل 1873 - 1954" لكريمة سليماني - تصفح: نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  29. Delorme, Christian (2008). L'émir Abd-el-Kader à Lyon: 12-13 décembre 1852. Lyon: M. Chomarat. صفحة 59.  .
  30. Émerit, Marcel (1960). "Le problème de la conversion des musulmans d'Algérie sous le Second Empire : LE CONFLIT ENTRE MAC-MAHON ET LAVIGERIE". Revue Historique. 223 (1): 63–84. JSTOR 40949260.
  31. Fatès 2004، صفحة 209.
  32. Fatès 2004، صفحة 203.
  33. Fatès 2004، صفحة 213.
  34. Albert Habib Hourani, Malise Ruthven (2002). "A history of the Arab peoples". Harvard University Press. p.323. (ردمك ) نسخة محفوظة 5 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  35. The Encyclopedia of Christianity, Volume 3 - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  36. Benjamin Stora, Algeria, 1830-2000: A Short History (Cornell University Press, 2004) p105
  37. "Pieds-noirs": ceux qui ont choisi de rester, La Dépêche du Midi, March 2012 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. الجزائر تبدأ "التطبيق العملي" لقانون يكافح التبشير الديني - تصفح: نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  39. "ظاهرة #التبشير في شمال إفريقيا.. حرية معتقد أم مؤامرة؟ شارك برأيك". قناة الحرة. مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 201728 يوليو 2017.
  40. Flood, Rebecca (2017-01-10). "CHRISTIAN CONVERSION: Wave of Muslims in Middle East turning to Christ after violence". Express.co.uk (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 201828 يوليو 2017.
  41. "Six Million African Muslims Convert to Christianity Each Year | Virtueonline – The Voice for Global Orthodox Anglicanism". www.virtueonline.org. مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 201828 يوليو 2017.
  42. "Dreams and Visions: Revival Hits Muslim N. Africa". CBN.com (beta) (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 201828 يوليو 2017.
  43. *(بالفرنسية) Sadek Lekdja, Christianity in Kabylie, Radio France Internationale, 7 mai 2001 - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  44. الجزائر في زمن الحراك ـ لماذا تُستهدف كنائس البروتستانت؟؛ دوتشيه فيليه، 18 أكتوبر 2019 - تصفح: نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  45. هيومن رايتس ووتش: المسيحيون البروتستانت يتعرضون "للقمع" في الجزائر؛ الحرّة، 24 أكتوبر 2019 - تصفح: نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  46. تهجير الموارنة إلى الجزائر - تصفح: نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  47. هنري تيسيي للشروق: الكنيسة الكاثوليكية بريئة من التبشير في الجزائر - تصفح: نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  48. Borrmans, Maurice (1982). Tendances et courants de l'islam arabe contemporain: Egypte et Afrique du Nord (باللغة الفرنسية). Mainz. صفحة 251.  20 مايو 2012.
  49. "Églises d'Oran, et des départements d'Oran et de Tlemcen". diaressaada.alger.free.fr. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201703 يونيو 2016.
  50. LIVING AMONG THE BREAKAGE: CONTEXTUAL THEOLOGY-MAKING AND EX-MUSLIM CHRISTIANS - تصفح: نسخة محفوظة 10 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  51. Ces Kabyles qui préfèrent le Christianisme sur RFI le 7 mai 2001. نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  52. Algérie : les Églises évangéliques persona non grata sur Syfia le 7 mars 2008 نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  53. World Council of Churches: Regional Members: Protestant Church of Algeria
  54. Khalfa, Slimane (26 September 2010). "Mustapha Krim : "Ils veulent fermer nos églises, nous sommes persécutés". DNA - Dernières nouvelles d'Algérie (باللغة الفرنسية). DNA - Dernières nouvelles d'Algérie. مؤرشف من الأصل في 17 أكتوبر 201811 ديسمبر 2011.
  55. الكنائس الجزائرية تُعمّد 50 جزائريا كل أسبوع. - تصفح: نسخة محفوظة 07 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  56. "Religious Beliefs In Algeria". WorldAtlas (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 201729 يوليو 2017.
  57. تقرير صحفي : نسبة نمو المسيحية بالجزائر 800%.
  58. http://www.kabyle.com/article.php3?id_article=62
  59. Algerian State against the Evangelical Church - YouTube - تصفح: نسخة محفوظة 01 مارس 2011 على موقع واي باك مشين.
  60. 50 جزائـريـا يعتنقـون المسيحية كل أسبـوع
  61. "الشروق اليومي". مؤرشف من الأصل في 8 يوليو 2008.
  62. African Writers Index. "African Writers Index". Web.archive.org. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 200921 مارس 2013.
  63. Commire, Anne, المحرر (2002). "Amrouche, Fadhma Mansour (1882–1967)". Women in World History: A Biographical Encyclopedia. Waterford, Connecticut: Yorkin Publications.  . مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2018.
  64. Mehdi Lacen rejoindra l’équipe nationale (Mehdi Lacen will join the national team); TSA, 11 December 2009 (بالفرنسية) نسخة محفوظة 24 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  65. Ouchikh, Karim (2018-03-21). "Comme beaucoup de catholiques, je ne comprendrais pas l'inaction, la carence ou le laxisme du diocèse de Seine-Saint-Denis". Boulevard Voltaire (باللغة الفرنسية)19 نوفمبر 2019.
  66. December 1 - the day Mimoun's marathon quest for Olympic gold came good - تصفح: نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.

مقالات ذات صلة

مواقع خارجية

موسوعات ذات صلة :